محتويات
مدينة طنجة
طنجة مدينة عربية إفريقية تأسست في العام 1320 قبل الميلاد، وتقع جغرافياً على ساحل البحر الأبيض المتوسط وتحديداً في أقصى الجهة الشمالية الغربية من المملكة المغربية، وتقع فلكياً على خط طول 5.8328297 درجة غرب خط جرينتش، وعلى دائرة عرض 35.7640283 شمال خط الاستواء، وتبلغ مساحة أراضيها 124كم²، وترتفع عن سطح البحر 145متراً، ويطلق عليها العديد من الألقاب كعاصمة البوغاز، وعروس الشمال.
عدد سكان مدينة طنجة
بلغ عدد سكانها حسب إحصائيات عام 2014م 947.952 نسمة، ويتحدث سكانها اللغة العربية واللغة الأمازيغية اللتان تعدان لغتان رسميتان في المغرب، بالإضافة إلى بعض اللغات المحلية كاللغة الفرنسية، والإسبانية، والإنجليزية.
يتألف المجتمع السكاني فيها من مجموعاتٍ عرقية، هي:
- الأمازيغ والبربر المتمثلون بعدة مجموعاتٍ كبني يفرن، وزناتة، ولواثة، ومكناسة، وكثامة.
- الأندلسيون الذين هاجروا من شمال المغرب.
- العرب المهاجرين من القبائل الجبلية المجاورة وتحديداً من إقليم العرائش.
- اليهود، ويتركزون في حي الملاح، وحي الربض الشرقي.
- الجزائريون الذين سكنوها بعد احتلال الجزائر.
- السوريون، هاجروا لها بعد حرب الجولان بين القوات السورية واليهود.
- الأوروبيون من الأتراك، والبريطانيون والإسبانيون.
- الكناوة، هم الأسرى الأوروبيون الذي جاءوا لها من خلال عمليات القرصنة واستخداموا كعبيد.
التقسيم الإداري لطنجة
- مقاطعة الشرف مغوغة: تقع في جهة الغرب والشمال الغربي منها.
- مقاطعة طنجة المدينة: تقع في المركز والشمال والشرق منها.
- مقاطعة الشرف السوداني: تقع في مركزها.
- مقاطعة بني مكادة: تقع في جهة الجنوب منها.
تاريخ طنجة
تعتبر المدينة من المدن القديمة جداً في المغرب؛ حيث تأسست على يد الملك الأمازيغي سوفاكس ابن الأميرة طنجيس في العام 1320 قبل الميلاد، كما استوطن فيها التجار الفينقيين في القرن الخامس قبل الميلاد وجعلوها مركزاً تجارياً هاماً على سواحل البحر الأبيض المتوسط، ثمّ خضعت لسيطرة الإمبراطورية الرومانية في القرن الأول قبل الميلاد، وأصبحت عاصمةً لهم في العام 42 ميلادي وكان اسمها موريطانيا الطنجية.
في العام 429 ميلادي استولى عليها الوندال بعد سقوط الإمبراطورية الرومانية، وأصبحت في حكمهم مقراً مركزياً لتنفيذ هجومات الوندال على أراضي الإمبراطورية الرومانية في الجهة الشرقية، كما أنّها أصبحت عاصمةً لمملكة الوندال، وفي العام 534 ميلادي استولى عليها البيزنطيون بعد انهيار مملكة الوندال وحُكمت على يد مملكة القوط الغربيين بإسبانيا، ثمّ فتحها الأمويون في العام 702 ميلادي.
في العام 1084 ميلادي استولى المرابطون عليها وفُرض على سكانها المذهب السني المالكي، ثمّ توالى على حكمها الموحدون بعد سقوط المرابطين في العام 1145 ميلادي، واستمر حكمهم فيها حتّى عام 1239 ميلادي، وبعدها خضعت لأمراء سبتة العزفيين، وخلال حكمهم أصبحت المدينة ميناءً تجارياً وعسكرياً هاماً في المنطقة.
في العام 1327 ميلادي انتهت فترة حكم إمارة العزفيين على يد الأمراء المرينيين الذين استولوا عليها، واتخذوا منها مركزاً للدفاع عن بلاد الأندلس وميناءً رئيسياً لعبور المتطوعين، كما شهدت المدينة في العام 1437 ميلادي معركة طنجة التي تعتبر واحدة من أهمّ المواجهات الصليبية الإسلامية في الغرب الإسلامي، واندلعت بعد شهرٍ من حصار البرتغاليين للمدينة وكانت بقيادة دوق فيسو الدوق هنري، وانتهت المعركة بهزيمةٍ نكراء للبرتغاليين.
شهدت المدينة انتعاشاً سكانياً كبيراً أيام الحكم المريني – الوطاسية؛ إذ إنّها استقبلت الكثير من الأسر الفارة من مناطق متعددة من بلاد الأندلس وتحديداً مناطق الجنوب، وأيضاً أصبحت واحدة من أهمّ الموانئ المستقبلة للفارين بدينهم، وفي العام 1471 ميلادي استطاع البرتغاليون احتلال طنجة ممّا تسبب الاحتلال في هجرة أعدادٍ كبيرةٍ من السكان منها.
في العام 1580 ميلادي انتهى حكم الاحتلال البرتغالي عليها، وبدأ حكم الاحتلال الإسباني بعدما انفصلت مملكة البرتغال عن إسبانيا، وبعدها انتقل حكمها إلى الملك الإنجليزي تشارلز الثاني وبالتالي أصبحت المدينة تحت الحامية الإنجليزية، وفي حكمهم أعيد بناء الميناء الإسلامي على مضيق جبل طارق، وسيطروا على كافة طرق التجارة في البحر الأبيض المتوسط.
في العام 1678 ميلادي استردت المدينة على يد الأمير أحمد الخضر غيلان، لكن بعد فترةٍ قصيرة وتحديداً في العام 1684 ميلادي استولى عليها الجيش العلوي المغربي بقيادة السلطان إسماعيل بن الشريف العلوي الذي قام بإعدام الخضر، وفي العام 1830 ميلادي أصبحت طنجة عاصمة دبلوماسيةً بعشر قنصليات، كما أصبحت مدينةً دوليةً يأتيها المغامرون والتجار من كافة أنحاء العالم.
في أيام حكم العلويين أصبحت طنجة عاصمةً لإيالة جبالة، وأيضاً كانت مقراً رئيسياً للخلافة السلطانية التي يمثلها نائب السلطان، وفي العام 1844 ميلادي قدمت المدينة يد العون للأمير عبد القادر بن محي الدين الجزائري، وبعدها قامت السلطات الفرنسية بقصفها كخطوةٍ انتقاميةٍ من سكانها، وأجبرت المدينة على توقيع معاهدة طنجة في نفس العام، وفي العام 1912 ميلادي تمّ توقيع معاهدة الحماية التي بموجبها حصلت فرنسا على المنطقة الوسطى من مملكة المغرب، وحصول إسبانيا على مناطق الشمال والجنوب من المملكة.
في العام 1921ميلادي هُزمت القوات الإسبانية في المغرب على يد الأمير عبد الكريم الخطابي، وفي العام 1940 ميلادي بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية وتحديداً بعد احتلال القوات النازية مدينة باريس احتلت إسبانيا طنجة واكتساحها بشكلٍ كاملٍ، وذلك تسبب في نشوب أزمةٍ دوليةٍ بين كلٍّ من بريطانيا وإسبانيا، ومن أجل تفادي حربٍ جديدة عقد الجنرال فرانكو إتفاقيةً مع قوات الانجليز تقتضي بمنح المستوطنين الانجليز الحماية بالإضافة إلى اعتراف بريطانيا بحق إسبانيا في كامل التصرف بطنجة، ومنح الإنجليز العديد من الامتيازات التجارية.
معلومات عامة عن طنجة
- تعتبر المدينة نقطة التقاءٍ بين مياه المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط من جهة، وبين قارة أوروبا وقارة أفريقيا من جهةٍ ثانية.
- يمتاز مناخها بأنّه مناخٌ معتدلٌ، في فصل الصيف معتدل الحرارة، وفي فصل الشتاء معتدل البرودة.
- تحتوي المدينة على عددٍ من الخلجان كالخليج الكبير، والوديان كوادي الملاح، والهضاب كهضبة مرشات، والبحيرات كبحيرة سيدي قاسم، والسواحل الساحلية كساحل البحر الأبيض المتوسط، وغابة مسنانة.
- تعتبر طنجة من المراكز التجارية والصناعية الهامة جداً في منطقة شمال قارة أفريقيا.
- تضمّ المدينة عدداً من المعالم السياحية كباب حاحا، وباب العسة، ومنتجع طنجة سيتي سانتر، وبرج النعام، والمدينة القديمة القصبة، وأبوابها العتيقة كباب القصبة، ومغارة هرقل، والجامع الكبير، والكنسية الإسبانية.