وضوء و صلاة

عدد الركعات في كل صلاة

عدد الركعات في كل صلاة

عدد الركعات في صلوات الفرائض

فرض الله -تعالى- خمسُ صلواتٍ على عباده، وتختلف ركعاتها بحسب السفر أو الإقامة:[١]

  • عدد ركعات صلاة المُقيم: يُصلِّي المُقيم في اليوم والليلة سبعةَ عشرَ ركعة من الفرائض، وهي: ركعتا الفجر، وأربعٌ للظهر، وأربعٌ للعصر، وثلاثٌ للمغرب، وأربعٌ للعشاء، وثبت ذلك بِفعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-.
  • عدد ركعات صلاة المُسافر: يُصلّي المسافر إحدى عشرة ركعة، وهي: ركعتان للفجر، وركعتان للظهر، وركعتان للعصر، وثلاثٌ للمغرب، وركعتان للعشاء.

والدليلُ على عددِ ركعات المُقيم والمُسافر؛ فعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام- وقوله: (فَرَضَ اللَّهُ الصَّلَاةَ حِينَ فَرَضَهَا، رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، في الحَضَرِ والسَّفَرِ، فَأُقِرَّتْ صَلَاةُ السَّفَرِ، وزِيدَ في صَلَاةِ الحَضَرِ)،[٢][٣] وأمّا صلاةُ الجُمعة؛ فإنّها تُصلّى ركعتين للمُقيم، ومن فاتته فيجب عليه أن يُصلّيها ظُهراً؛ أي أربعُ ركعاتٍ، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (وصلاةُ الجمعةِ ركعتانِ تمامٌ غيرُ قَصْرٍ على لسانِ نبيِّكم صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ).[٤][٥]

وصلاة المُقيم؛ ركعتانِ للفجرِ يجهر فيهما بالقراءة، ويجلس للتشّهُدِ في آخرهما، وأمّا الظهر فيُصلّيها أربعُ ركعاتٍ، يُسرّ فيهما، ويجلسُ للتّشهد بعد كُلِّ ركعتين، ويُصلّي العصر مثلها، وأمّا المغرب فيُصلّيها ثلاثُ ركعات، يجهر في الرّكعتين الأوليين، ويجلس للتّشهد بعدهما، ويُسرّ في الثالثة، وأمّا العِشاء فيُصلّيها أربعُ ركعاتٍ، يجهر في الرّكعتين الأوليين، ثُمّ يجلس للتّشهُد بعدهما، ويُسرّ في الركعتين الأخيرتين، ثم يجلس للتشهّد الأخير بعدهما، وأمّا المُسافر فجميعُ صلاته ركعتين باستثناء المغرب فيُصلّيها ثلاثُ ركعاتٍ.[٦]

عدد ركعات السُّنن لكل صلاة

تُسمّى السُّنن التابعة للفرائض بِالسُّنن الرواتب، وتكون تابعةً للفرائض إمّا قبلها أو بعدها، وهي: ركعتان قبل الظهر، ويجوز صلاة أربعُ ركعاتٍ، وركعتان بعدها، وركعتان بعدَ المغرب، وركعتان بعدَ العِشاء، وركعتان قبل الفجر، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (حَفِظْتُ مِنَ النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- عَشْرَ رَكَعَاتٍ، رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَ المَغْرِبِ في بَيْتِهِ، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَ العِشَاءِ في بَيْتِهِ، ورَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الصُّبْحِ، وَكَانَتْ سَاعَةً لا يُدْخَلُ علَى النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- فِيهَا، حَدَّثَتْنِي حَفْصَةُ: أنَّه كانَ إذَا أذَّنَ المُؤَذِّنُ وطَلَعَ الفَجْرُ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ).[٧][٨]

وقد بشّر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- من حافظ عليها ببيتٍ في الجنّة، وآكد هذه الرّواتب سُنة الفجر، فقد كان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- يُحافظُ عليها في الحضر والسّفر،[٨] ورغّب الإسلام في الصلاة بعد الظهر أو الزوال لتفتّح أبواب السّماء في تلك الساعة، وأمّا العصر فلا يوجدُ لها سُنةٌ راتبة، ويجوز صلاةُ أربع ركعاتٍ قبلها، وأمّا المغرب فيُسنّ صلاة ركعتين بعدها، ويُسنّ أن يُصلّي ركعتين قبلها أيضاً، لكنّ السُنة القبلية للمغرب لا تُعدُّ من السُّنن الرواتب.[٩]

الصّلوات الخمس وفضلها

تُعدّ الصلاة من العبادات الموجودة في الشرائع السابقة، وأوّل ما فُرضت على النبيّ -عليه الصلاة والسلام- كان يُصلّيها ركعتين في الصباح وركعتين في المساء، لِقوله -تعالى-: (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ)،[١٠] ثُمّ فُرضت على كيفيّتها الحاليّة في ليلة الإسراء والمعراج، وكانت خمسين صلاة، ثُمّ أصبحت خمسٌ في الفعل، وخمسون في الأجر؛ وهي الفجر أو الصُبح، والظُهر، والعصر، والمغرب، والعِشاء.[١١][١٢]

ومما يُؤكّدُ أنها خمسُ صلوات قول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (خَمْسُ صَلَوَاتٍ في اليَومِ واللَّيْلَةِ، فَقَالَ: هلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قَالَ: لَا، إلَّا أنْ تَطَّوَّعَ)،[١٣] وجاء ذِكرُها بأوقاتها في قوله -تعالى-: (فَسُبْحَانَ اللَّـهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ* وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ)،[١٤] فقال ابن عباس: إن (حين تُمسون): صلاتيّ المغرب والعِشاء، (وحين تُصبحون): صلاةُ الفجر، (وعشياً): صلاة العصر، (وحين تُظهرون): صلاةُ الظُهر،[١١][١٢] وأمّا فضلُها ومنزلتها في الإسلام فهي كما يأتي:[١٥]

  • الصلاة أعظمُ أركان الإسلام، وعمادُ الدّينِ، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (رأْسُ هذَا الأمرِ الإسلامُ، ومن أسلَمَ سلِمَ، وعمودُه الصَّلاةُ)،[١٦] كما أنّها أوّل ما يُحاسبُ عليه الإنسان، فإن صَلُحت فقد صَلُح سائرُ عمله، وإن فَسدت فسد سائِرُ عمله.
  • الصلاة آخرُ ما يذهب من الدين، وإن ذهبت فقد ذهب الدين، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (لَتُنتَقَضَنَّ عُرى الإسلامِ عُروةً عُروةً، فكُلَّما انتَقَضَت عُروةٌ تَشَبَّث النَّاسُ بالتي تليها، فأَوَّلُهنَّ نَقضًا الحُكمُ، وآخِرُهنَّ الصَّلاةُ).[١٧]
  • الصلاة العبادة الوحيدة التي فُرضت من غير وحيّ، وبِدون واسطة؛ مما يدلُّ على عظمتها وعظم شأنها، وتخفيف الله -تعالى- لها من خمسين إلى خمس؛ يدلُّ على مكانتها وأجرِها.

المراجع

  1. علاء الدين، أبو بكر بن مسعود بن أحمد الكاساني (1986)، بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع (الطبعة الثانية)، بيروت، دار الكتب العلمية، صفحة 91، جزء 1. بتصرّف.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 350، صحيح.
  3. سعيد بن علي بن وهف القحطاني، صلاة المسافر – مفهوم، وأنواع، وآداب، ودرجات، وأحكام في ضوء الكتاب والسنة، الرياض، مطبعة سفير، صفحة 32، جزء 1. بتصرّف.
  4. رواه النووي، في المجموع، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 5/15، حسن.
  5. عبد الرحمن بن محمد عوض الجزيري (2003)، الفقه على المذاهب الأربعة (الطبعة الثانية)، بيروت – لبنان، دار الكتب العلمية، صفحة 341، جزء 1. بتصرّف.
  6. كمال بن السيد سالم (2003)، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، القاهرة، المكتبة التوفيقية، صفحة 236-237، جزء 1. بتصرّف.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 1180، صحيح.
  8. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين (1424هـ)، الفقه الميسر في ضوء الكتاب والسنة، المدينة المنورة، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، صفحة 63-64، جزء 1. بتصرّف.
  9. محمد بن إبراهيم التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، السعودية، بيت الأفكار الدولية، صفحة 592-596، جزء 2. بتصرّف.
  10. سورة غافر، آية: 55.
  11. ^ أ ب مُصطفى الخِنْ، مُصطفى البُغا، علي الشّرْبجي (1992)، الفقه المنهجي على مذهب الإمام الشافعي رحمه الله تعالى (الطبعة الرابعة)، دمشق، دار القلم، صفحة 100-101، جزء 1. بتصرّف.
  12. ^ أ ب كمال بن السيد سالم (2003)، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، القاهرة، المكتبة التوفيقية، صفحة 236، جزء 1. بتصرّف.
  13. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن طلحة بن عبيد الله، الصفحة أو الرقم: 2678، صحيح.
  14. سورة الروم، آية: 17-18.
  15. سعيد بن علي القحطاني، منزلة الصلاة في الإسلام – المفهوم، والحكم، والمنزلة، والخصائص، وحكم الترك، والفضائل في ضوء الكتاب والسنة، الرياض، مطبعة سفير، صفحة 11-15، جزء 1. بتصرّف.
  16. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم: 4357، صحيح.
  17. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبي أمامة، الصفحة أو الرقم: 7214، صحيح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

عدد الركعات في كل صلاة

عدد الركعات في صلوات الفرائض

فرض الله -تعالى- خمسُ صلواتٍ على عباده، وتختلف ركعاتها بحسب السفر أو الإقامة:[١]

  • عدد ركعات صلاة المُقيم: يُصلِّي المُقيم في اليوم والليلة سبعةَ عشرَ ركعة من الفرائض، وهي: ركعتا الفجر، وأربعٌ للظهر، وأربعٌ للعصر، وثلاثٌ للمغرب، وأربعٌ للعشاء، وثبت ذلك بِفعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-.
  • عدد ركعات صلاة المُسافر: يُصلّي المسافر إحدى عشرة ركعة، وهي: ركعتان للفجر، وركعتان للظهر، وركعتان للعصر، وثلاثٌ للمغرب، وركعتان للعشاء.

والدليلُ على عددِ ركعات المُقيم والمُسافر؛ فعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام- وقوله: (فَرَضَ اللَّهُ الصَّلَاةَ حِينَ فَرَضَهَا، رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، في الحَضَرِ والسَّفَرِ، فَأُقِرَّتْ صَلَاةُ السَّفَرِ، وزِيدَ في صَلَاةِ الحَضَرِ)،[٢][٣] وأمّا صلاةُ الجُمعة؛ فإنّها تُصلّى ركعتين للمُقيم، ومن فاتته فيجب عليه أن يُصلّيها ظُهراً؛ أي أربعُ ركعاتٍ، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (وصلاةُ الجمعةِ ركعتانِ تمامٌ غيرُ قَصْرٍ على لسانِ نبيِّكم صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ).[٤][٥]

وصلاة المُقيم؛ ركعتانِ للفجرِ يجهر فيهما بالقراءة، ويجلس للتشّهُدِ في آخرهما، وأمّا الظهر فيُصلّيها أربعُ ركعاتٍ، يُسرّ فيهما، ويجلسُ للتّشهد بعد كُلِّ ركعتين، ويُصلّي العصر مثلها، وأمّا المغرب فيُصلّيها ثلاثُ ركعات، يجهر في الرّكعتين الأوليين، ويجلس للتّشهد بعدهما، ويُسرّ في الثالثة، وأمّا العِشاء فيُصلّيها أربعُ ركعاتٍ، يجهر في الرّكعتين الأوليين، ثُمّ يجلس للتّشهُد بعدهما، ويُسرّ في الركعتين الأخيرتين، ثم يجلس للتشهّد الأخير بعدهما، وأمّا المُسافر فجميعُ صلاته ركعتين باستثناء المغرب فيُصلّيها ثلاثُ ركعاتٍ.[٦]

عدد ركعات السُّنن لكل صلاة

تُسمّى السُّنن التابعة للفرائض بِالسُّنن الرواتب، وتكون تابعةً للفرائض إمّا قبلها أو بعدها، وهي: ركعتان قبل الظهر، ويجوز صلاة أربعُ ركعاتٍ، وركعتان بعدها، وركعتان بعدَ المغرب، وركعتان بعدَ العِشاء، وركعتان قبل الفجر، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (حَفِظْتُ مِنَ النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- عَشْرَ رَكَعَاتٍ، رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَ المَغْرِبِ في بَيْتِهِ، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَ العِشَاءِ في بَيْتِهِ، ورَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الصُّبْحِ، وَكَانَتْ سَاعَةً لا يُدْخَلُ علَى النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- فِيهَا، حَدَّثَتْنِي حَفْصَةُ: أنَّه كانَ إذَا أذَّنَ المُؤَذِّنُ وطَلَعَ الفَجْرُ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ).[٧][٨]

وقد بشّر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- من حافظ عليها ببيتٍ في الجنّة، وآكد هذه الرّواتب سُنة الفجر، فقد كان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- يُحافظُ عليها في الحضر والسّفر،[٨] ورغّب الإسلام في الصلاة بعد الظهر أو الزوال لتفتّح أبواب السّماء في تلك الساعة، وأمّا العصر فلا يوجدُ لها سُنةٌ راتبة، ويجوز صلاةُ أربع ركعاتٍ قبلها، وأمّا المغرب فيُسنّ صلاة ركعتين بعدها، ويُسنّ أن يُصلّي ركعتين قبلها أيضاً، لكنّ السُنة القبلية للمغرب لا تُعدُّ من السُّنن الرواتب.[٩]

الصّلوات الخمس وفضلها

تُعدّ الصلاة من العبادات الموجودة في الشرائع السابقة، وأوّل ما فُرضت على النبيّ -عليه الصلاة والسلام- كان يُصلّيها ركعتين في الصباح وركعتين في المساء، لِقوله -تعالى-: (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ)،[١٠] ثُمّ فُرضت على كيفيّتها الحاليّة في ليلة الإسراء والمعراج، وكانت خمسين صلاة، ثُمّ أصبحت خمسٌ في الفعل، وخمسون في الأجر؛ وهي الفجر أو الصُبح، والظُهر، والعصر، والمغرب، والعِشاء.[١١][١٢]

ومما يُؤكّدُ أنها خمسُ صلوات قول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (خَمْسُ صَلَوَاتٍ في اليَومِ واللَّيْلَةِ، فَقَالَ: هلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قَالَ: لَا، إلَّا أنْ تَطَّوَّعَ)،[١٣] وجاء ذِكرُها بأوقاتها في قوله -تعالى-: (فَسُبْحَانَ اللَّـهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ* وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ)،[١٤] فقال ابن عباس: إن (حين تُمسون): صلاتيّ المغرب والعِشاء، (وحين تُصبحون): صلاةُ الفجر، (وعشياً): صلاة العصر، (وحين تُظهرون): صلاةُ الظُهر،[١١][١٢] وأمّا فضلُها ومنزلتها في الإسلام فهي كما يأتي:[١٥]

  • الصلاة أعظمُ أركان الإسلام، وعمادُ الدّينِ، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (رأْسُ هذَا الأمرِ الإسلامُ، ومن أسلَمَ سلِمَ، وعمودُه الصَّلاةُ)،[١٦] كما أنّها أوّل ما يُحاسبُ عليه الإنسان، فإن صَلُحت فقد صَلُح سائرُ عمله، وإن فَسدت فسد سائِرُ عمله.
  • الصلاة آخرُ ما يذهب من الدين، وإن ذهبت فقد ذهب الدين، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (لَتُنتَقَضَنَّ عُرى الإسلامِ عُروةً عُروةً، فكُلَّما انتَقَضَت عُروةٌ تَشَبَّث النَّاسُ بالتي تليها، فأَوَّلُهنَّ نَقضًا الحُكمُ، وآخِرُهنَّ الصَّلاةُ).[١٧]
  • الصلاة العبادة الوحيدة التي فُرضت من غير وحيّ، وبِدون واسطة؛ مما يدلُّ على عظمتها وعظم شأنها، وتخفيف الله -تعالى- لها من خمسين إلى خمس؛ يدلُّ على مكانتها وأجرِها.

المراجع

  1. علاء الدين، أبو بكر بن مسعود بن أحمد الكاساني (1986)، بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع (الطبعة الثانية)، بيروت، دار الكتب العلمية، صفحة 91، جزء 1. بتصرّف.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 350، صحيح.
  3. سعيد بن علي بن وهف القحطاني، صلاة المسافر – مفهوم، وأنواع، وآداب، ودرجات، وأحكام في ضوء الكتاب والسنة، الرياض، مطبعة سفير، صفحة 32، جزء 1. بتصرّف.
  4. رواه النووي، في المجموع، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 5/15، حسن.
  5. عبد الرحمن بن محمد عوض الجزيري (2003)، الفقه على المذاهب الأربعة (الطبعة الثانية)، بيروت – لبنان، دار الكتب العلمية، صفحة 341، جزء 1. بتصرّف.
  6. كمال بن السيد سالم (2003)، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، القاهرة، المكتبة التوفيقية، صفحة 236-237، جزء 1. بتصرّف.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 1180، صحيح.
  8. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين (1424هـ)، الفقه الميسر في ضوء الكتاب والسنة، المدينة المنورة، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، صفحة 63-64، جزء 1. بتصرّف.
  9. محمد بن إبراهيم التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، السعودية، بيت الأفكار الدولية، صفحة 592-596، جزء 2. بتصرّف.
  10. سورة غافر، آية: 55.
  11. ^ أ ب مُصطفى الخِنْ، مُصطفى البُغا، علي الشّرْبجي (1992)، الفقه المنهجي على مذهب الإمام الشافعي رحمه الله تعالى (الطبعة الرابعة)، دمشق، دار القلم، صفحة 100-101، جزء 1. بتصرّف.
  12. ^ أ ب كمال بن السيد سالم (2003)، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، القاهرة، المكتبة التوفيقية، صفحة 236، جزء 1. بتصرّف.
  13. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن طلحة بن عبيد الله، الصفحة أو الرقم: 2678، صحيح.
  14. سورة الروم، آية: 17-18.
  15. سعيد بن علي القحطاني، منزلة الصلاة في الإسلام – المفهوم، والحكم، والمنزلة، والخصائص، وحكم الترك، والفضائل في ضوء الكتاب والسنة، الرياض، مطبعة سفير، صفحة 11-15، جزء 1. بتصرّف.
  16. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم: 4357، صحيح.
  17. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبي أمامة، الصفحة أو الرقم: 7214، صحيح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

عدد الركعات في كل صلاة

عدد الركعات في صلوات الفرائض

فرض الله -تعالى- خمسُ صلواتٍ على عباده، وتختلف ركعاتها بحسب السفر أو الإقامة:[١]

  • عدد ركعات صلاة المُقيم: يُصلِّي المُقيم في اليوم والليلة سبعةَ عشرَ ركعة من الفرائض، وهي: ركعتا الفجر، وأربعٌ للظهر، وأربعٌ للعصر، وثلاثٌ للمغرب، وأربعٌ للعشاء، وثبت ذلك بِفعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-.
  • عدد ركعات صلاة المُسافر: يُصلّي المسافر إحدى عشرة ركعة، وهي: ركعتان للفجر، وركعتان للظهر، وركعتان للعصر، وثلاثٌ للمغرب، وركعتان للعشاء.

والدليلُ على عددِ ركعات المُقيم والمُسافر؛ فعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام- وقوله: (فَرَضَ اللَّهُ الصَّلَاةَ حِينَ فَرَضَهَا، رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، في الحَضَرِ والسَّفَرِ، فَأُقِرَّتْ صَلَاةُ السَّفَرِ، وزِيدَ في صَلَاةِ الحَضَرِ)،[٢][٣] وأمّا صلاةُ الجُمعة؛ فإنّها تُصلّى ركعتين للمُقيم، ومن فاتته فيجب عليه أن يُصلّيها ظُهراً؛ أي أربعُ ركعاتٍ، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (وصلاةُ الجمعةِ ركعتانِ تمامٌ غيرُ قَصْرٍ على لسانِ نبيِّكم صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ).[٤][٥]

وصلاة المُقيم؛ ركعتانِ للفجرِ يجهر فيهما بالقراءة، ويجلس للتشّهُدِ في آخرهما، وأمّا الظهر فيُصلّيها أربعُ ركعاتٍ، يُسرّ فيهما، ويجلسُ للتّشهد بعد كُلِّ ركعتين، ويُصلّي العصر مثلها، وأمّا المغرب فيُصلّيها ثلاثُ ركعات، يجهر في الرّكعتين الأوليين، ويجلس للتّشهد بعدهما، ويُسرّ في الثالثة، وأمّا العِشاء فيُصلّيها أربعُ ركعاتٍ، يجهر في الرّكعتين الأوليين، ثُمّ يجلس للتّشهُد بعدهما، ويُسرّ في الركعتين الأخيرتين، ثم يجلس للتشهّد الأخير بعدهما، وأمّا المُسافر فجميعُ صلاته ركعتين باستثناء المغرب فيُصلّيها ثلاثُ ركعاتٍ.[٦]

عدد ركعات السُّنن لكل صلاة

تُسمّى السُّنن التابعة للفرائض بِالسُّنن الرواتب، وتكون تابعةً للفرائض إمّا قبلها أو بعدها، وهي: ركعتان قبل الظهر، ويجوز صلاة أربعُ ركعاتٍ، وركعتان بعدها، وركعتان بعدَ المغرب، وركعتان بعدَ العِشاء، وركعتان قبل الفجر، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (حَفِظْتُ مِنَ النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- عَشْرَ رَكَعَاتٍ، رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَ المَغْرِبِ في بَيْتِهِ، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَ العِشَاءِ في بَيْتِهِ، ورَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الصُّبْحِ، وَكَانَتْ سَاعَةً لا يُدْخَلُ علَى النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- فِيهَا، حَدَّثَتْنِي حَفْصَةُ: أنَّه كانَ إذَا أذَّنَ المُؤَذِّنُ وطَلَعَ الفَجْرُ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ).[٧][٨]

وقد بشّر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- من حافظ عليها ببيتٍ في الجنّة، وآكد هذه الرّواتب سُنة الفجر، فقد كان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- يُحافظُ عليها في الحضر والسّفر،[٨] ورغّب الإسلام في الصلاة بعد الظهر أو الزوال لتفتّح أبواب السّماء في تلك الساعة، وأمّا العصر فلا يوجدُ لها سُنةٌ راتبة، ويجوز صلاةُ أربع ركعاتٍ قبلها، وأمّا المغرب فيُسنّ صلاة ركعتين بعدها، ويُسنّ أن يُصلّي ركعتين قبلها أيضاً، لكنّ السُنة القبلية للمغرب لا تُعدُّ من السُّنن الرواتب.[٩]

الصّلوات الخمس وفضلها

تُعدّ الصلاة من العبادات الموجودة في الشرائع السابقة، وأوّل ما فُرضت على النبيّ -عليه الصلاة والسلام- كان يُصلّيها ركعتين في الصباح وركعتين في المساء، لِقوله -تعالى-: (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ)،[١٠] ثُمّ فُرضت على كيفيّتها الحاليّة في ليلة الإسراء والمعراج، وكانت خمسين صلاة، ثُمّ أصبحت خمسٌ في الفعل، وخمسون في الأجر؛ وهي الفجر أو الصُبح، والظُهر، والعصر، والمغرب، والعِشاء.[١١][١٢]

ومما يُؤكّدُ أنها خمسُ صلوات قول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (خَمْسُ صَلَوَاتٍ في اليَومِ واللَّيْلَةِ، فَقَالَ: هلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قَالَ: لَا، إلَّا أنْ تَطَّوَّعَ)،[١٣] وجاء ذِكرُها بأوقاتها في قوله -تعالى-: (فَسُبْحَانَ اللَّـهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ* وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ)،[١٤] فقال ابن عباس: إن (حين تُمسون): صلاتيّ المغرب والعِشاء، (وحين تُصبحون): صلاةُ الفجر، (وعشياً): صلاة العصر، (وحين تُظهرون): صلاةُ الظُهر،[١١][١٢] وأمّا فضلُها ومنزلتها في الإسلام فهي كما يأتي:[١٥]

  • الصلاة أعظمُ أركان الإسلام، وعمادُ الدّينِ، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (رأْسُ هذَا الأمرِ الإسلامُ، ومن أسلَمَ سلِمَ، وعمودُه الصَّلاةُ)،[١٦] كما أنّها أوّل ما يُحاسبُ عليه الإنسان، فإن صَلُحت فقد صَلُح سائرُ عمله، وإن فَسدت فسد سائِرُ عمله.
  • الصلاة آخرُ ما يذهب من الدين، وإن ذهبت فقد ذهب الدين، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (لَتُنتَقَضَنَّ عُرى الإسلامِ عُروةً عُروةً، فكُلَّما انتَقَضَت عُروةٌ تَشَبَّث النَّاسُ بالتي تليها، فأَوَّلُهنَّ نَقضًا الحُكمُ، وآخِرُهنَّ الصَّلاةُ).[١٧]
  • الصلاة العبادة الوحيدة التي فُرضت من غير وحيّ، وبِدون واسطة؛ مما يدلُّ على عظمتها وعظم شأنها، وتخفيف الله -تعالى- لها من خمسين إلى خمس؛ يدلُّ على مكانتها وأجرِها.

المراجع

  1. علاء الدين، أبو بكر بن مسعود بن أحمد الكاساني (1986)، بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع (الطبعة الثانية)، بيروت، دار الكتب العلمية، صفحة 91، جزء 1. بتصرّف.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 350، صحيح.
  3. سعيد بن علي بن وهف القحطاني، صلاة المسافر – مفهوم، وأنواع، وآداب، ودرجات، وأحكام في ضوء الكتاب والسنة، الرياض، مطبعة سفير، صفحة 32، جزء 1. بتصرّف.
  4. رواه النووي، في المجموع، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 5/15، حسن.
  5. عبد الرحمن بن محمد عوض الجزيري (2003)، الفقه على المذاهب الأربعة (الطبعة الثانية)، بيروت – لبنان، دار الكتب العلمية، صفحة 341، جزء 1. بتصرّف.
  6. كمال بن السيد سالم (2003)، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، القاهرة، المكتبة التوفيقية، صفحة 236-237، جزء 1. بتصرّف.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 1180، صحيح.
  8. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين (1424هـ)، الفقه الميسر في ضوء الكتاب والسنة، المدينة المنورة، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، صفحة 63-64، جزء 1. بتصرّف.
  9. محمد بن إبراهيم التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، السعودية، بيت الأفكار الدولية، صفحة 592-596، جزء 2. بتصرّف.
  10. سورة غافر، آية: 55.
  11. ^ أ ب مُصطفى الخِنْ، مُصطفى البُغا، علي الشّرْبجي (1992)، الفقه المنهجي على مذهب الإمام الشافعي رحمه الله تعالى (الطبعة الرابعة)، دمشق، دار القلم، صفحة 100-101، جزء 1. بتصرّف.
  12. ^ أ ب كمال بن السيد سالم (2003)، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، القاهرة، المكتبة التوفيقية، صفحة 236، جزء 1. بتصرّف.
  13. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن طلحة بن عبيد الله، الصفحة أو الرقم: 2678، صحيح.
  14. سورة الروم، آية: 17-18.
  15. سعيد بن علي القحطاني، منزلة الصلاة في الإسلام – المفهوم، والحكم، والمنزلة، والخصائص، وحكم الترك، والفضائل في ضوء الكتاب والسنة، الرياض، مطبعة سفير، صفحة 11-15، جزء 1. بتصرّف.
  16. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم: 4357، صحيح.
  17. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبي أمامة، الصفحة أو الرقم: 7214، صحيح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

عدد الركعات في كل صلاة

عدد الركعات في صلوات الفرائض

فرض الله -تعالى- خمسُ صلواتٍ على عباده، وتختلف ركعاتها بحسب السفر أو الإقامة:[١]

  • عدد ركعات صلاة المُقيم: يُصلِّي المُقيم في اليوم والليلة سبعةَ عشرَ ركعة من الفرائض، وهي: ركعتا الفجر، وأربعٌ للظهر، وأربعٌ للعصر، وثلاثٌ للمغرب، وأربعٌ للعشاء، وثبت ذلك بِفعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-.
  • عدد ركعات صلاة المُسافر: يُصلّي المسافر إحدى عشرة ركعة، وهي: ركعتان للفجر، وركعتان للظهر، وركعتان للعصر، وثلاثٌ للمغرب، وركعتان للعشاء.

والدليلُ على عددِ ركعات المُقيم والمُسافر؛ فعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام- وقوله: (فَرَضَ اللَّهُ الصَّلَاةَ حِينَ فَرَضَهَا، رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، في الحَضَرِ والسَّفَرِ، فَأُقِرَّتْ صَلَاةُ السَّفَرِ، وزِيدَ في صَلَاةِ الحَضَرِ)،[٢][٣] وأمّا صلاةُ الجُمعة؛ فإنّها تُصلّى ركعتين للمُقيم، ومن فاتته فيجب عليه أن يُصلّيها ظُهراً؛ أي أربعُ ركعاتٍ، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (وصلاةُ الجمعةِ ركعتانِ تمامٌ غيرُ قَصْرٍ على لسانِ نبيِّكم صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ).[٤][٥]

وصلاة المُقيم؛ ركعتانِ للفجرِ يجهر فيهما بالقراءة، ويجلس للتشّهُدِ في آخرهما، وأمّا الظهر فيُصلّيها أربعُ ركعاتٍ، يُسرّ فيهما، ويجلسُ للتّشهد بعد كُلِّ ركعتين، ويُصلّي العصر مثلها، وأمّا المغرب فيُصلّيها ثلاثُ ركعات، يجهر في الرّكعتين الأوليين، ويجلس للتّشهد بعدهما، ويُسرّ في الثالثة، وأمّا العِشاء فيُصلّيها أربعُ ركعاتٍ، يجهر في الرّكعتين الأوليين، ثُمّ يجلس للتّشهُد بعدهما، ويُسرّ في الركعتين الأخيرتين، ثم يجلس للتشهّد الأخير بعدهما، وأمّا المُسافر فجميعُ صلاته ركعتين باستثناء المغرب فيُصلّيها ثلاثُ ركعاتٍ.[٦]

عدد ركعات السُّنن لكل صلاة

تُسمّى السُّنن التابعة للفرائض بِالسُّنن الرواتب، وتكون تابعةً للفرائض إمّا قبلها أو بعدها، وهي: ركعتان قبل الظهر، ويجوز صلاة أربعُ ركعاتٍ، وركعتان بعدها، وركعتان بعدَ المغرب، وركعتان بعدَ العِشاء، وركعتان قبل الفجر، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (حَفِظْتُ مِنَ النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- عَشْرَ رَكَعَاتٍ، رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَ المَغْرِبِ في بَيْتِهِ، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَ العِشَاءِ في بَيْتِهِ، ورَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الصُّبْحِ، وَكَانَتْ سَاعَةً لا يُدْخَلُ علَى النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- فِيهَا، حَدَّثَتْنِي حَفْصَةُ: أنَّه كانَ إذَا أذَّنَ المُؤَذِّنُ وطَلَعَ الفَجْرُ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ).[٧][٨]

وقد بشّر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- من حافظ عليها ببيتٍ في الجنّة، وآكد هذه الرّواتب سُنة الفجر، فقد كان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- يُحافظُ عليها في الحضر والسّفر،[٨] ورغّب الإسلام في الصلاة بعد الظهر أو الزوال لتفتّح أبواب السّماء في تلك الساعة، وأمّا العصر فلا يوجدُ لها سُنةٌ راتبة، ويجوز صلاةُ أربع ركعاتٍ قبلها، وأمّا المغرب فيُسنّ صلاة ركعتين بعدها، ويُسنّ أن يُصلّي ركعتين قبلها أيضاً، لكنّ السُنة القبلية للمغرب لا تُعدُّ من السُّنن الرواتب.[٩]

الصّلوات الخمس وفضلها

تُعدّ الصلاة من العبادات الموجودة في الشرائع السابقة، وأوّل ما فُرضت على النبيّ -عليه الصلاة والسلام- كان يُصلّيها ركعتين في الصباح وركعتين في المساء، لِقوله -تعالى-: (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ)،[١٠] ثُمّ فُرضت على كيفيّتها الحاليّة في ليلة الإسراء والمعراج، وكانت خمسين صلاة، ثُمّ أصبحت خمسٌ في الفعل، وخمسون في الأجر؛ وهي الفجر أو الصُبح، والظُهر، والعصر، والمغرب، والعِشاء.[١١][١٢]

ومما يُؤكّدُ أنها خمسُ صلوات قول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (خَمْسُ صَلَوَاتٍ في اليَومِ واللَّيْلَةِ، فَقَالَ: هلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قَالَ: لَا، إلَّا أنْ تَطَّوَّعَ)،[١٣] وجاء ذِكرُها بأوقاتها في قوله -تعالى-: (فَسُبْحَانَ اللَّـهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ* وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ)،[١٤] فقال ابن عباس: إن (حين تُمسون): صلاتيّ المغرب والعِشاء، (وحين تُصبحون): صلاةُ الفجر، (وعشياً): صلاة العصر، (وحين تُظهرون): صلاةُ الظُهر،[١١][١٢] وأمّا فضلُها ومنزلتها في الإسلام فهي كما يأتي:[١٥]

  • الصلاة أعظمُ أركان الإسلام، وعمادُ الدّينِ، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (رأْسُ هذَا الأمرِ الإسلامُ، ومن أسلَمَ سلِمَ، وعمودُه الصَّلاةُ)،[١٦] كما أنّها أوّل ما يُحاسبُ عليه الإنسان، فإن صَلُحت فقد صَلُح سائرُ عمله، وإن فَسدت فسد سائِرُ عمله.
  • الصلاة آخرُ ما يذهب من الدين، وإن ذهبت فقد ذهب الدين، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (لَتُنتَقَضَنَّ عُرى الإسلامِ عُروةً عُروةً، فكُلَّما انتَقَضَت عُروةٌ تَشَبَّث النَّاسُ بالتي تليها، فأَوَّلُهنَّ نَقضًا الحُكمُ، وآخِرُهنَّ الصَّلاةُ).[١٧]
  • الصلاة العبادة الوحيدة التي فُرضت من غير وحيّ، وبِدون واسطة؛ مما يدلُّ على عظمتها وعظم شأنها، وتخفيف الله -تعالى- لها من خمسين إلى خمس؛ يدلُّ على مكانتها وأجرِها.

المراجع

  1. علاء الدين، أبو بكر بن مسعود بن أحمد الكاساني (1986)، بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع (الطبعة الثانية)، بيروت، دار الكتب العلمية، صفحة 91، جزء 1. بتصرّف.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 350، صحيح.
  3. سعيد بن علي بن وهف القحطاني، صلاة المسافر – مفهوم، وأنواع، وآداب، ودرجات، وأحكام في ضوء الكتاب والسنة، الرياض، مطبعة سفير، صفحة 32، جزء 1. بتصرّف.
  4. رواه النووي، في المجموع، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 5/15، حسن.
  5. عبد الرحمن بن محمد عوض الجزيري (2003)، الفقه على المذاهب الأربعة (الطبعة الثانية)، بيروت – لبنان، دار الكتب العلمية، صفحة 341، جزء 1. بتصرّف.
  6. كمال بن السيد سالم (2003)، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، القاهرة، المكتبة التوفيقية، صفحة 236-237، جزء 1. بتصرّف.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 1180، صحيح.
  8. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين (1424هـ)، الفقه الميسر في ضوء الكتاب والسنة، المدينة المنورة، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، صفحة 63-64، جزء 1. بتصرّف.
  9. محمد بن إبراهيم التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، السعودية، بيت الأفكار الدولية، صفحة 592-596، جزء 2. بتصرّف.
  10. سورة غافر، آية: 55.
  11. ^ أ ب مُصطفى الخِنْ، مُصطفى البُغا، علي الشّرْبجي (1992)، الفقه المنهجي على مذهب الإمام الشافعي رحمه الله تعالى (الطبعة الرابعة)، دمشق، دار القلم، صفحة 100-101، جزء 1. بتصرّف.
  12. ^ أ ب كمال بن السيد سالم (2003)، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، القاهرة، المكتبة التوفيقية، صفحة 236، جزء 1. بتصرّف.
  13. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن طلحة بن عبيد الله، الصفحة أو الرقم: 2678، صحيح.
  14. سورة الروم، آية: 17-18.
  15. سعيد بن علي القحطاني، منزلة الصلاة في الإسلام – المفهوم، والحكم، والمنزلة، والخصائص، وحكم الترك، والفضائل في ضوء الكتاب والسنة، الرياض، مطبعة سفير، صفحة 11-15، جزء 1. بتصرّف.
  16. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم: 4357، صحيح.
  17. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبي أمامة، الصفحة أو الرقم: 7214، صحيح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

عدد الركعات في كل صلاة

عدد الركعات في صلوات الفرائض

فرض الله -تعالى- خمسُ صلواتٍ على عباده، وتختلف ركعاتها بحسب السفر أو الإقامة:[١]

  • عدد ركعات صلاة المُقيم: يُصلِّي المُقيم في اليوم والليلة سبعةَ عشرَ ركعة من الفرائض، وهي: ركعتا الفجر، وأربعٌ للظهر، وأربعٌ للعصر، وثلاثٌ للمغرب، وأربعٌ للعشاء، وثبت ذلك بِفعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-.
  • عدد ركعات صلاة المُسافر: يُصلّي المسافر إحدى عشرة ركعة، وهي: ركعتان للفجر، وركعتان للظهر، وركعتان للعصر، وثلاثٌ للمغرب، وركعتان للعشاء.

والدليلُ على عددِ ركعات المُقيم والمُسافر؛ فعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام- وقوله: (فَرَضَ اللَّهُ الصَّلَاةَ حِينَ فَرَضَهَا، رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، في الحَضَرِ والسَّفَرِ، فَأُقِرَّتْ صَلَاةُ السَّفَرِ، وزِيدَ في صَلَاةِ الحَضَرِ)،[٢][٣] وأمّا صلاةُ الجُمعة؛ فإنّها تُصلّى ركعتين للمُقيم، ومن فاتته فيجب عليه أن يُصلّيها ظُهراً؛ أي أربعُ ركعاتٍ، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (وصلاةُ الجمعةِ ركعتانِ تمامٌ غيرُ قَصْرٍ على لسانِ نبيِّكم صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ).[٤][٥]

وصلاة المُقيم؛ ركعتانِ للفجرِ يجهر فيهما بالقراءة، ويجلس للتشّهُدِ في آخرهما، وأمّا الظهر فيُصلّيها أربعُ ركعاتٍ، يُسرّ فيهما، ويجلسُ للتّشهد بعد كُلِّ ركعتين، ويُصلّي العصر مثلها، وأمّا المغرب فيُصلّيها ثلاثُ ركعات، يجهر في الرّكعتين الأوليين، ويجلس للتّشهد بعدهما، ويُسرّ في الثالثة، وأمّا العِشاء فيُصلّيها أربعُ ركعاتٍ، يجهر في الرّكعتين الأوليين، ثُمّ يجلس للتّشهُد بعدهما، ويُسرّ في الركعتين الأخيرتين، ثم يجلس للتشهّد الأخير بعدهما، وأمّا المُسافر فجميعُ صلاته ركعتين باستثناء المغرب فيُصلّيها ثلاثُ ركعاتٍ.[٦]

عدد ركعات السُّنن لكل صلاة

تُسمّى السُّنن التابعة للفرائض بِالسُّنن الرواتب، وتكون تابعةً للفرائض إمّا قبلها أو بعدها، وهي: ركعتان قبل الظهر، ويجوز صلاة أربعُ ركعاتٍ، وركعتان بعدها، وركعتان بعدَ المغرب، وركعتان بعدَ العِشاء، وركعتان قبل الفجر، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (حَفِظْتُ مِنَ النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- عَشْرَ رَكَعَاتٍ، رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَ المَغْرِبِ في بَيْتِهِ، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَ العِشَاءِ في بَيْتِهِ، ورَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الصُّبْحِ، وَكَانَتْ سَاعَةً لا يُدْخَلُ علَى النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- فِيهَا، حَدَّثَتْنِي حَفْصَةُ: أنَّه كانَ إذَا أذَّنَ المُؤَذِّنُ وطَلَعَ الفَجْرُ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ).[٧][٨]

وقد بشّر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- من حافظ عليها ببيتٍ في الجنّة، وآكد هذه الرّواتب سُنة الفجر، فقد كان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- يُحافظُ عليها في الحضر والسّفر،[٨] ورغّب الإسلام في الصلاة بعد الظهر أو الزوال لتفتّح أبواب السّماء في تلك الساعة، وأمّا العصر فلا يوجدُ لها سُنةٌ راتبة، ويجوز صلاةُ أربع ركعاتٍ قبلها، وأمّا المغرب فيُسنّ صلاة ركعتين بعدها، ويُسنّ أن يُصلّي ركعتين قبلها أيضاً، لكنّ السُنة القبلية للمغرب لا تُعدُّ من السُّنن الرواتب.[٩]

الصّلوات الخمس وفضلها

تُعدّ الصلاة من العبادات الموجودة في الشرائع السابقة، وأوّل ما فُرضت على النبيّ -عليه الصلاة والسلام- كان يُصلّيها ركعتين في الصباح وركعتين في المساء، لِقوله -تعالى-: (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ)،[١٠] ثُمّ فُرضت على كيفيّتها الحاليّة في ليلة الإسراء والمعراج، وكانت خمسين صلاة، ثُمّ أصبحت خمسٌ في الفعل، وخمسون في الأجر؛ وهي الفجر أو الصُبح، والظُهر، والعصر، والمغرب، والعِشاء.[١١][١٢]

ومما يُؤكّدُ أنها خمسُ صلوات قول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (خَمْسُ صَلَوَاتٍ في اليَومِ واللَّيْلَةِ، فَقَالَ: هلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قَالَ: لَا، إلَّا أنْ تَطَّوَّعَ)،[١٣] وجاء ذِكرُها بأوقاتها في قوله -تعالى-: (فَسُبْحَانَ اللَّـهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ* وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ)،[١٤] فقال ابن عباس: إن (حين تُمسون): صلاتيّ المغرب والعِشاء، (وحين تُصبحون): صلاةُ الفجر، (وعشياً): صلاة العصر، (وحين تُظهرون): صلاةُ الظُهر،[١١][١٢] وأمّا فضلُها ومنزلتها في الإسلام فهي كما يأتي:[١٥]

  • الصلاة أعظمُ أركان الإسلام، وعمادُ الدّينِ، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (رأْسُ هذَا الأمرِ الإسلامُ، ومن أسلَمَ سلِمَ، وعمودُه الصَّلاةُ)،[١٦] كما أنّها أوّل ما يُحاسبُ عليه الإنسان، فإن صَلُحت فقد صَلُح سائرُ عمله، وإن فَسدت فسد سائِرُ عمله.
  • الصلاة آخرُ ما يذهب من الدين، وإن ذهبت فقد ذهب الدين، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (لَتُنتَقَضَنَّ عُرى الإسلامِ عُروةً عُروةً، فكُلَّما انتَقَضَت عُروةٌ تَشَبَّث النَّاسُ بالتي تليها، فأَوَّلُهنَّ نَقضًا الحُكمُ، وآخِرُهنَّ الصَّلاةُ).[١٧]
  • الصلاة العبادة الوحيدة التي فُرضت من غير وحيّ، وبِدون واسطة؛ مما يدلُّ على عظمتها وعظم شأنها، وتخفيف الله -تعالى- لها من خمسين إلى خمس؛ يدلُّ على مكانتها وأجرِها.

المراجع

  1. علاء الدين، أبو بكر بن مسعود بن أحمد الكاساني (1986)، بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع (الطبعة الثانية)، بيروت، دار الكتب العلمية، صفحة 91، جزء 1. بتصرّف.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 350، صحيح.
  3. سعيد بن علي بن وهف القحطاني، صلاة المسافر – مفهوم، وأنواع، وآداب، ودرجات، وأحكام في ضوء الكتاب والسنة، الرياض، مطبعة سفير، صفحة 32، جزء 1. بتصرّف.
  4. رواه النووي، في المجموع، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 5/15، حسن.
  5. عبد الرحمن بن محمد عوض الجزيري (2003)، الفقه على المذاهب الأربعة (الطبعة الثانية)، بيروت – لبنان، دار الكتب العلمية، صفحة 341، جزء 1. بتصرّف.
  6. كمال بن السيد سالم (2003)، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، القاهرة، المكتبة التوفيقية، صفحة 236-237، جزء 1. بتصرّف.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 1180، صحيح.
  8. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين (1424هـ)، الفقه الميسر في ضوء الكتاب والسنة، المدينة المنورة، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، صفحة 63-64، جزء 1. بتصرّف.
  9. محمد بن إبراهيم التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، السعودية، بيت الأفكار الدولية، صفحة 592-596، جزء 2. بتصرّف.
  10. سورة غافر، آية: 55.
  11. ^ أ ب مُصطفى الخِنْ، مُصطفى البُغا، علي الشّرْبجي (1992)، الفقه المنهجي على مذهب الإمام الشافعي رحمه الله تعالى (الطبعة الرابعة)، دمشق، دار القلم، صفحة 100-101، جزء 1. بتصرّف.
  12. ^ أ ب كمال بن السيد سالم (2003)، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، القاهرة، المكتبة التوفيقية، صفحة 236، جزء 1. بتصرّف.
  13. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن طلحة بن عبيد الله، الصفحة أو الرقم: 2678، صحيح.
  14. سورة الروم، آية: 17-18.
  15. سعيد بن علي القحطاني، منزلة الصلاة في الإسلام – المفهوم، والحكم، والمنزلة، والخصائص، وحكم الترك، والفضائل في ضوء الكتاب والسنة، الرياض، مطبعة سفير، صفحة 11-15، جزء 1. بتصرّف.
  16. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم: 4357، صحيح.
  17. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبي أمامة، الصفحة أو الرقم: 7214، صحيح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

عدد الركعات في كل صلاة

عدد الركعات في صلوات الفرائض

فرض الله -تعالى- خمسُ صلواتٍ على عباده، وتختلف ركعاتها بحسب السفر أو الإقامة:[١]

  • عدد ركعات صلاة المُقيم: يُصلِّي المُقيم في اليوم والليلة سبعةَ عشرَ ركعة من الفرائض، وهي: ركعتا الفجر، وأربعٌ للظهر، وأربعٌ للعصر، وثلاثٌ للمغرب، وأربعٌ للعشاء، وثبت ذلك بِفعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-.
  • عدد ركعات صلاة المُسافر: يُصلّي المسافر إحدى عشرة ركعة، وهي: ركعتان للفجر، وركعتان للظهر، وركعتان للعصر، وثلاثٌ للمغرب، وركعتان للعشاء.

والدليلُ على عددِ ركعات المُقيم والمُسافر؛ فعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام- وقوله: (فَرَضَ اللَّهُ الصَّلَاةَ حِينَ فَرَضَهَا، رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، في الحَضَرِ والسَّفَرِ، فَأُقِرَّتْ صَلَاةُ السَّفَرِ، وزِيدَ في صَلَاةِ الحَضَرِ)،[٢][٣] وأمّا صلاةُ الجُمعة؛ فإنّها تُصلّى ركعتين للمُقيم، ومن فاتته فيجب عليه أن يُصلّيها ظُهراً؛ أي أربعُ ركعاتٍ، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (وصلاةُ الجمعةِ ركعتانِ تمامٌ غيرُ قَصْرٍ على لسانِ نبيِّكم صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ).[٤][٥]

وصلاة المُقيم؛ ركعتانِ للفجرِ يجهر فيهما بالقراءة، ويجلس للتشّهُدِ في آخرهما، وأمّا الظهر فيُصلّيها أربعُ ركعاتٍ، يُسرّ فيهما، ويجلسُ للتّشهد بعد كُلِّ ركعتين، ويُصلّي العصر مثلها، وأمّا المغرب فيُصلّيها ثلاثُ ركعات، يجهر في الرّكعتين الأوليين، ويجلس للتّشهد بعدهما، ويُسرّ في الثالثة، وأمّا العِشاء فيُصلّيها أربعُ ركعاتٍ، يجهر في الرّكعتين الأوليين، ثُمّ يجلس للتّشهُد بعدهما، ويُسرّ في الركعتين الأخيرتين، ثم يجلس للتشهّد الأخير بعدهما، وأمّا المُسافر فجميعُ صلاته ركعتين باستثناء المغرب فيُصلّيها ثلاثُ ركعاتٍ.[٦]

عدد ركعات السُّنن لكل صلاة

تُسمّى السُّنن التابعة للفرائض بِالسُّنن الرواتب، وتكون تابعةً للفرائض إمّا قبلها أو بعدها، وهي: ركعتان قبل الظهر، ويجوز صلاة أربعُ ركعاتٍ، وركعتان بعدها، وركعتان بعدَ المغرب، وركعتان بعدَ العِشاء، وركعتان قبل الفجر، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (حَفِظْتُ مِنَ النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- عَشْرَ رَكَعَاتٍ، رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَ المَغْرِبِ في بَيْتِهِ، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَ العِشَاءِ في بَيْتِهِ، ورَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الصُّبْحِ، وَكَانَتْ سَاعَةً لا يُدْخَلُ علَى النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- فِيهَا، حَدَّثَتْنِي حَفْصَةُ: أنَّه كانَ إذَا أذَّنَ المُؤَذِّنُ وطَلَعَ الفَجْرُ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ).[٧][٨]

وقد بشّر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- من حافظ عليها ببيتٍ في الجنّة، وآكد هذه الرّواتب سُنة الفجر، فقد كان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- يُحافظُ عليها في الحضر والسّفر،[٨] ورغّب الإسلام في الصلاة بعد الظهر أو الزوال لتفتّح أبواب السّماء في تلك الساعة، وأمّا العصر فلا يوجدُ لها سُنةٌ راتبة، ويجوز صلاةُ أربع ركعاتٍ قبلها، وأمّا المغرب فيُسنّ صلاة ركعتين بعدها، ويُسنّ أن يُصلّي ركعتين قبلها أيضاً، لكنّ السُنة القبلية للمغرب لا تُعدُّ من السُّنن الرواتب.[٩]

الصّلوات الخمس وفضلها

تُعدّ الصلاة من العبادات الموجودة في الشرائع السابقة، وأوّل ما فُرضت على النبيّ -عليه الصلاة والسلام- كان يُصلّيها ركعتين في الصباح وركعتين في المساء، لِقوله -تعالى-: (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ)،[١٠] ثُمّ فُرضت على كيفيّتها الحاليّة في ليلة الإسراء والمعراج، وكانت خمسين صلاة، ثُمّ أصبحت خمسٌ في الفعل، وخمسون في الأجر؛ وهي الفجر أو الصُبح، والظُهر، والعصر، والمغرب، والعِشاء.[١١][١٢]

ومما يُؤكّدُ أنها خمسُ صلوات قول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (خَمْسُ صَلَوَاتٍ في اليَومِ واللَّيْلَةِ، فَقَالَ: هلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قَالَ: لَا، إلَّا أنْ تَطَّوَّعَ)،[١٣] وجاء ذِكرُها بأوقاتها في قوله -تعالى-: (فَسُبْحَانَ اللَّـهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ* وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ)،[١٤] فقال ابن عباس: إن (حين تُمسون): صلاتيّ المغرب والعِشاء، (وحين تُصبحون): صلاةُ الفجر، (وعشياً): صلاة العصر، (وحين تُظهرون): صلاةُ الظُهر،[١١][١٢] وأمّا فضلُها ومنزلتها في الإسلام فهي كما يأتي:[١٥]

  • الصلاة أعظمُ أركان الإسلام، وعمادُ الدّينِ، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (رأْسُ هذَا الأمرِ الإسلامُ، ومن أسلَمَ سلِمَ، وعمودُه الصَّلاةُ)،[١٦] كما أنّها أوّل ما يُحاسبُ عليه الإنسان، فإن صَلُحت فقد صَلُح سائرُ عمله، وإن فَسدت فسد سائِرُ عمله.
  • الصلاة آخرُ ما يذهب من الدين، وإن ذهبت فقد ذهب الدين، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (لَتُنتَقَضَنَّ عُرى الإسلامِ عُروةً عُروةً، فكُلَّما انتَقَضَت عُروةٌ تَشَبَّث النَّاسُ بالتي تليها، فأَوَّلُهنَّ نَقضًا الحُكمُ، وآخِرُهنَّ الصَّلاةُ).[١٧]
  • الصلاة العبادة الوحيدة التي فُرضت من غير وحيّ، وبِدون واسطة؛ مما يدلُّ على عظمتها وعظم شأنها، وتخفيف الله -تعالى- لها من خمسين إلى خمس؛ يدلُّ على مكانتها وأجرِها.

المراجع

  1. علاء الدين، أبو بكر بن مسعود بن أحمد الكاساني (1986)، بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع (الطبعة الثانية)، بيروت، دار الكتب العلمية، صفحة 91، جزء 1. بتصرّف.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 350، صحيح.
  3. سعيد بن علي بن وهف القحطاني، صلاة المسافر – مفهوم، وأنواع، وآداب، ودرجات، وأحكام في ضوء الكتاب والسنة، الرياض، مطبعة سفير، صفحة 32، جزء 1. بتصرّف.
  4. رواه النووي، في المجموع، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 5/15، حسن.
  5. عبد الرحمن بن محمد عوض الجزيري (2003)، الفقه على المذاهب الأربعة (الطبعة الثانية)، بيروت – لبنان، دار الكتب العلمية، صفحة 341، جزء 1. بتصرّف.
  6. كمال بن السيد سالم (2003)، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، القاهرة، المكتبة التوفيقية، صفحة 236-237، جزء 1. بتصرّف.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 1180، صحيح.
  8. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين (1424هـ)، الفقه الميسر في ضوء الكتاب والسنة، المدينة المنورة، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، صفحة 63-64، جزء 1. بتصرّف.
  9. محمد بن إبراهيم التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، السعودية، بيت الأفكار الدولية، صفحة 592-596، جزء 2. بتصرّف.
  10. سورة غافر، آية: 55.
  11. ^ أ ب مُصطفى الخِنْ، مُصطفى البُغا، علي الشّرْبجي (1992)، الفقه المنهجي على مذهب الإمام الشافعي رحمه الله تعالى (الطبعة الرابعة)، دمشق، دار القلم، صفحة 100-101، جزء 1. بتصرّف.
  12. ^ أ ب كمال بن السيد سالم (2003)، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، القاهرة، المكتبة التوفيقية، صفحة 236، جزء 1. بتصرّف.
  13. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن طلحة بن عبيد الله، الصفحة أو الرقم: 2678، صحيح.
  14. سورة الروم، آية: 17-18.
  15. سعيد بن علي القحطاني، منزلة الصلاة في الإسلام – المفهوم، والحكم، والمنزلة، والخصائص، وحكم الترك، والفضائل في ضوء الكتاب والسنة، الرياض، مطبعة سفير، صفحة 11-15، جزء 1. بتصرّف.
  16. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم: 4357، صحيح.
  17. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبي أمامة، الصفحة أو الرقم: 7214، صحيح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

عدد الركعات في كل صلاة

عدد الركعات في صلوات الفرائض

فرض الله -تعالى- خمسُ صلواتٍ على عباده، وتختلف ركعاتها بحسب السفر أو الإقامة:[١]

  • عدد ركعات صلاة المُقيم: يُصلِّي المُقيم في اليوم والليلة سبعةَ عشرَ ركعة من الفرائض، وهي: ركعتا الفجر، وأربعٌ للظهر، وأربعٌ للعصر، وثلاثٌ للمغرب، وأربعٌ للعشاء، وثبت ذلك بِفعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-.
  • عدد ركعات صلاة المُسافر: يُصلّي المسافر إحدى عشرة ركعة، وهي: ركعتان للفجر، وركعتان للظهر، وركعتان للعصر، وثلاثٌ للمغرب، وركعتان للعشاء.

والدليلُ على عددِ ركعات المُقيم والمُسافر؛ فعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام- وقوله: (فَرَضَ اللَّهُ الصَّلَاةَ حِينَ فَرَضَهَا، رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، في الحَضَرِ والسَّفَرِ، فَأُقِرَّتْ صَلَاةُ السَّفَرِ، وزِيدَ في صَلَاةِ الحَضَرِ)،[٢][٣] وأمّا صلاةُ الجُمعة؛ فإنّها تُصلّى ركعتين للمُقيم، ومن فاتته فيجب عليه أن يُصلّيها ظُهراً؛ أي أربعُ ركعاتٍ، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (وصلاةُ الجمعةِ ركعتانِ تمامٌ غيرُ قَصْرٍ على لسانِ نبيِّكم صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ).[٤][٥]

وصلاة المُقيم؛ ركعتانِ للفجرِ يجهر فيهما بالقراءة، ويجلس للتشّهُدِ في آخرهما، وأمّا الظهر فيُصلّيها أربعُ ركعاتٍ، يُسرّ فيهما، ويجلسُ للتّشهد بعد كُلِّ ركعتين، ويُصلّي العصر مثلها، وأمّا المغرب فيُصلّيها ثلاثُ ركعات، يجهر في الرّكعتين الأوليين، ويجلس للتّشهد بعدهما، ويُسرّ في الثالثة، وأمّا العِشاء فيُصلّيها أربعُ ركعاتٍ، يجهر في الرّكعتين الأوليين، ثُمّ يجلس للتّشهُد بعدهما، ويُسرّ في الركعتين الأخيرتين، ثم يجلس للتشهّد الأخير بعدهما، وأمّا المُسافر فجميعُ صلاته ركعتين باستثناء المغرب فيُصلّيها ثلاثُ ركعاتٍ.[٦]

عدد ركعات السُّنن لكل صلاة

تُسمّى السُّنن التابعة للفرائض بِالسُّنن الرواتب، وتكون تابعةً للفرائض إمّا قبلها أو بعدها، وهي: ركعتان قبل الظهر، ويجوز صلاة أربعُ ركعاتٍ، وركعتان بعدها، وركعتان بعدَ المغرب، وركعتان بعدَ العِشاء، وركعتان قبل الفجر، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (حَفِظْتُ مِنَ النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- عَشْرَ رَكَعَاتٍ، رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَ المَغْرِبِ في بَيْتِهِ، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَ العِشَاءِ في بَيْتِهِ، ورَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الصُّبْحِ، وَكَانَتْ سَاعَةً لا يُدْخَلُ علَى النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- فِيهَا، حَدَّثَتْنِي حَفْصَةُ: أنَّه كانَ إذَا أذَّنَ المُؤَذِّنُ وطَلَعَ الفَجْرُ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ).[٧][٨]

وقد بشّر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- من حافظ عليها ببيتٍ في الجنّة، وآكد هذه الرّواتب سُنة الفجر، فقد كان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- يُحافظُ عليها في الحضر والسّفر،[٨] ورغّب الإسلام في الصلاة بعد الظهر أو الزوال لتفتّح أبواب السّماء في تلك الساعة، وأمّا العصر فلا يوجدُ لها سُنةٌ راتبة، ويجوز صلاةُ أربع ركعاتٍ قبلها، وأمّا المغرب فيُسنّ صلاة ركعتين بعدها، ويُسنّ أن يُصلّي ركعتين قبلها أيضاً، لكنّ السُنة القبلية للمغرب لا تُعدُّ من السُّنن الرواتب.[٩]

الصّلوات الخمس وفضلها

تُعدّ الصلاة من العبادات الموجودة في الشرائع السابقة، وأوّل ما فُرضت على النبيّ -عليه الصلاة والسلام- كان يُصلّيها ركعتين في الصباح وركعتين في المساء، لِقوله -تعالى-: (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ)،[١٠] ثُمّ فُرضت على كيفيّتها الحاليّة في ليلة الإسراء والمعراج، وكانت خمسين صلاة، ثُمّ أصبحت خمسٌ في الفعل، وخمسون في الأجر؛ وهي الفجر أو الصُبح، والظُهر، والعصر، والمغرب، والعِشاء.[١١][١٢]

ومما يُؤكّدُ أنها خمسُ صلوات قول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (خَمْسُ صَلَوَاتٍ في اليَومِ واللَّيْلَةِ، فَقَالَ: هلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قَالَ: لَا، إلَّا أنْ تَطَّوَّعَ)،[١٣] وجاء ذِكرُها بأوقاتها في قوله -تعالى-: (فَسُبْحَانَ اللَّـهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ* وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ)،[١٤] فقال ابن عباس: إن (حين تُمسون): صلاتيّ المغرب والعِشاء، (وحين تُصبحون): صلاةُ الفجر، (وعشياً): صلاة العصر، (وحين تُظهرون): صلاةُ الظُهر،[١١][١٢] وأمّا فضلُها ومنزلتها في الإسلام فهي كما يأتي:[١٥]

  • الصلاة أعظمُ أركان الإسلام، وعمادُ الدّينِ، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (رأْسُ هذَا الأمرِ الإسلامُ، ومن أسلَمَ سلِمَ، وعمودُه الصَّلاةُ)،[١٦] كما أنّها أوّل ما يُحاسبُ عليه الإنسان، فإن صَلُحت فقد صَلُح سائرُ عمله، وإن فَسدت فسد سائِرُ عمله.
  • الصلاة آخرُ ما يذهب من الدين، وإن ذهبت فقد ذهب الدين، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (لَتُنتَقَضَنَّ عُرى الإسلامِ عُروةً عُروةً، فكُلَّما انتَقَضَت عُروةٌ تَشَبَّث النَّاسُ بالتي تليها، فأَوَّلُهنَّ نَقضًا الحُكمُ، وآخِرُهنَّ الصَّلاةُ).[١٧]
  • الصلاة العبادة الوحيدة التي فُرضت من غير وحيّ، وبِدون واسطة؛ مما يدلُّ على عظمتها وعظم شأنها، وتخفيف الله -تعالى- لها من خمسين إلى خمس؛ يدلُّ على مكانتها وأجرِها.

المراجع

  1. علاء الدين، أبو بكر بن مسعود بن أحمد الكاساني (1986)، بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع (الطبعة الثانية)، بيروت، دار الكتب العلمية، صفحة 91، جزء 1. بتصرّف.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 350، صحيح.
  3. سعيد بن علي بن وهف القحطاني، صلاة المسافر – مفهوم، وأنواع، وآداب، ودرجات، وأحكام في ضوء الكتاب والسنة، الرياض، مطبعة سفير، صفحة 32، جزء 1. بتصرّف.
  4. رواه النووي، في المجموع، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 5/15، حسن.
  5. عبد الرحمن بن محمد عوض الجزيري (2003)، الفقه على المذاهب الأربعة (الطبعة الثانية)، بيروت – لبنان، دار الكتب العلمية، صفحة 341، جزء 1. بتصرّف.
  6. كمال بن السيد سالم (2003)، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، القاهرة، المكتبة التوفيقية، صفحة 236-237، جزء 1. بتصرّف.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 1180، صحيح.
  8. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين (1424هـ)، الفقه الميسر في ضوء الكتاب والسنة، المدينة المنورة، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، صفحة 63-64، جزء 1. بتصرّف.
  9. محمد بن إبراهيم التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، السعودية، بيت الأفكار الدولية، صفحة 592-596، جزء 2. بتصرّف.
  10. سورة غافر، آية: 55.
  11. ^ أ ب مُصطفى الخِنْ، مُصطفى البُغا، علي الشّرْبجي (1992)، الفقه المنهجي على مذهب الإمام الشافعي رحمه الله تعالى (الطبعة الرابعة)، دمشق، دار القلم، صفحة 100-101، جزء 1. بتصرّف.
  12. ^ أ ب كمال بن السيد سالم (2003)، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، القاهرة، المكتبة التوفيقية، صفحة 236، جزء 1. بتصرّف.
  13. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن طلحة بن عبيد الله، الصفحة أو الرقم: 2678، صحيح.
  14. سورة الروم، آية: 17-18.
  15. سعيد بن علي القحطاني، منزلة الصلاة في الإسلام – المفهوم، والحكم، والمنزلة، والخصائص، وحكم الترك، والفضائل في ضوء الكتاب والسنة، الرياض، مطبعة سفير، صفحة 11-15، جزء 1. بتصرّف.
  16. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم: 4357، صحيح.
  17. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبي أمامة، الصفحة أو الرقم: 7214، صحيح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

عدد الركعات في كل صلاة

عدد الركعات في صلوات الفرائض

فرض الله -تعالى- خمسُ صلواتٍ على عباده، وتختلف ركعاتها بحسب السفر أو الإقامة:[١]

  • عدد ركعات صلاة المُقيم: يُصلِّي المُقيم في اليوم والليلة سبعةَ عشرَ ركعة من الفرائض، وهي: ركعتا الفجر، وأربعٌ للظهر، وأربعٌ للعصر، وثلاثٌ للمغرب، وأربعٌ للعشاء، وثبت ذلك بِفعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-.
  • عدد ركعات صلاة المُسافر: يُصلّي المسافر إحدى عشرة ركعة، وهي: ركعتان للفجر، وركعتان للظهر، وركعتان للعصر، وثلاثٌ للمغرب، وركعتان للعشاء.

والدليلُ على عددِ ركعات المُقيم والمُسافر؛ فعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام- وقوله: (فَرَضَ اللَّهُ الصَّلَاةَ حِينَ فَرَضَهَا، رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، في الحَضَرِ والسَّفَرِ، فَأُقِرَّتْ صَلَاةُ السَّفَرِ، وزِيدَ في صَلَاةِ الحَضَرِ)،[٢][٣] وأمّا صلاةُ الجُمعة؛ فإنّها تُصلّى ركعتين للمُقيم، ومن فاتته فيجب عليه أن يُصلّيها ظُهراً؛ أي أربعُ ركعاتٍ، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (وصلاةُ الجمعةِ ركعتانِ تمامٌ غيرُ قَصْرٍ على لسانِ نبيِّكم صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ).[٤][٥]

وصلاة المُقيم؛ ركعتانِ للفجرِ يجهر فيهما بالقراءة، ويجلس للتشّهُدِ في آخرهما، وأمّا الظهر فيُصلّيها أربعُ ركعاتٍ، يُسرّ فيهما، ويجلسُ للتّشهد بعد كُلِّ ركعتين، ويُصلّي العصر مثلها، وأمّا المغرب فيُصلّيها ثلاثُ ركعات، يجهر في الرّكعتين الأوليين، ويجلس للتّشهد بعدهما، ويُسرّ في الثالثة، وأمّا العِشاء فيُصلّيها أربعُ ركعاتٍ، يجهر في الرّكعتين الأوليين، ثُمّ يجلس للتّشهُد بعدهما، ويُسرّ في الركعتين الأخيرتين، ثم يجلس للتشهّد الأخير بعدهما، وأمّا المُسافر فجميعُ صلاته ركعتين باستثناء المغرب فيُصلّيها ثلاثُ ركعاتٍ.[٦]

عدد ركعات السُّنن لكل صلاة

تُسمّى السُّنن التابعة للفرائض بِالسُّنن الرواتب، وتكون تابعةً للفرائض إمّا قبلها أو بعدها، وهي: ركعتان قبل الظهر، ويجوز صلاة أربعُ ركعاتٍ، وركعتان بعدها، وركعتان بعدَ المغرب، وركعتان بعدَ العِشاء، وركعتان قبل الفجر، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (حَفِظْتُ مِنَ النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- عَشْرَ رَكَعَاتٍ، رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَ المَغْرِبِ في بَيْتِهِ، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَ العِشَاءِ في بَيْتِهِ، ورَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الصُّبْحِ، وَكَانَتْ سَاعَةً لا يُدْخَلُ علَى النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- فِيهَا، حَدَّثَتْنِي حَفْصَةُ: أنَّه كانَ إذَا أذَّنَ المُؤَذِّنُ وطَلَعَ الفَجْرُ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ).[٧][٨]

وقد بشّر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- من حافظ عليها ببيتٍ في الجنّة، وآكد هذه الرّواتب سُنة الفجر، فقد كان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- يُحافظُ عليها في الحضر والسّفر،[٨] ورغّب الإسلام في الصلاة بعد الظهر أو الزوال لتفتّح أبواب السّماء في تلك الساعة، وأمّا العصر فلا يوجدُ لها سُنةٌ راتبة، ويجوز صلاةُ أربع ركعاتٍ قبلها، وأمّا المغرب فيُسنّ صلاة ركعتين بعدها، ويُسنّ أن يُصلّي ركعتين قبلها أيضاً، لكنّ السُنة القبلية للمغرب لا تُعدُّ من السُّنن الرواتب.[٩]

الصّلوات الخمس وفضلها

تُعدّ الصلاة من العبادات الموجودة في الشرائع السابقة، وأوّل ما فُرضت على النبيّ -عليه الصلاة والسلام- كان يُصلّيها ركعتين في الصباح وركعتين في المساء، لِقوله -تعالى-: (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ)،[١٠] ثُمّ فُرضت على كيفيّتها الحاليّة في ليلة الإسراء والمعراج، وكانت خمسين صلاة، ثُمّ أصبحت خمسٌ في الفعل، وخمسون في الأجر؛ وهي الفجر أو الصُبح، والظُهر، والعصر، والمغرب، والعِشاء.[١١][١٢]

ومما يُؤكّدُ أنها خمسُ صلوات قول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (خَمْسُ صَلَوَاتٍ في اليَومِ واللَّيْلَةِ، فَقَالَ: هلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قَالَ: لَا، إلَّا أنْ تَطَّوَّعَ)،[١٣] وجاء ذِكرُها بأوقاتها في قوله -تعالى-: (فَسُبْحَانَ اللَّـهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ* وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ)،[١٤] فقال ابن عباس: إن (حين تُمسون): صلاتيّ المغرب والعِشاء، (وحين تُصبحون): صلاةُ الفجر، (وعشياً): صلاة العصر، (وحين تُظهرون): صلاةُ الظُهر،[١١][١٢] وأمّا فضلُها ومنزلتها في الإسلام فهي كما يأتي:[١٥]

  • الصلاة أعظمُ أركان الإسلام، وعمادُ الدّينِ، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (رأْسُ هذَا الأمرِ الإسلامُ، ومن أسلَمَ سلِمَ، وعمودُه الصَّلاةُ)،[١٦] كما أنّها أوّل ما يُحاسبُ عليه الإنسان، فإن صَلُحت فقد صَلُح سائرُ عمله، وإن فَسدت فسد سائِرُ عمله.
  • الصلاة آخرُ ما يذهب من الدين، وإن ذهبت فقد ذهب الدين، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (لَتُنتَقَضَنَّ عُرى الإسلامِ عُروةً عُروةً، فكُلَّما انتَقَضَت عُروةٌ تَشَبَّث النَّاسُ بالتي تليها، فأَوَّلُهنَّ نَقضًا الحُكمُ، وآخِرُهنَّ الصَّلاةُ).[١٧]
  • الصلاة العبادة الوحيدة التي فُرضت من غير وحيّ، وبِدون واسطة؛ مما يدلُّ على عظمتها وعظم شأنها، وتخفيف الله -تعالى- لها من خمسين إلى خمس؛ يدلُّ على مكانتها وأجرِها.

المراجع

  1. علاء الدين، أبو بكر بن مسعود بن أحمد الكاساني (1986)، بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع (الطبعة الثانية)، بيروت، دار الكتب العلمية، صفحة 91، جزء 1. بتصرّف.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 350، صحيح.
  3. سعيد بن علي بن وهف القحطاني، صلاة المسافر – مفهوم، وأنواع، وآداب، ودرجات، وأحكام في ضوء الكتاب والسنة، الرياض، مطبعة سفير، صفحة 32، جزء 1. بتصرّف.
  4. رواه النووي، في المجموع، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 5/15، حسن.
  5. عبد الرحمن بن محمد عوض الجزيري (2003)، الفقه على المذاهب الأربعة (الطبعة الثانية)، بيروت – لبنان، دار الكتب العلمية، صفحة 341، جزء 1. بتصرّف.
  6. كمال بن السيد سالم (2003)، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، القاهرة، المكتبة التوفيقية، صفحة 236-237، جزء 1. بتصرّف.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 1180، صحيح.
  8. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين (1424هـ)، الفقه الميسر في ضوء الكتاب والسنة، المدينة المنورة، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، صفحة 63-64، جزء 1. بتصرّف.
  9. محمد بن إبراهيم التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، السعودية، بيت الأفكار الدولية، صفحة 592-596، جزء 2. بتصرّف.
  10. سورة غافر، آية: 55.
  11. ^ أ ب مُصطفى الخِنْ، مُصطفى البُغا، علي الشّرْبجي (1992)، الفقه المنهجي على مذهب الإمام الشافعي رحمه الله تعالى (الطبعة الرابعة)، دمشق، دار القلم، صفحة 100-101، جزء 1. بتصرّف.
  12. ^ أ ب كمال بن السيد سالم (2003)، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، القاهرة، المكتبة التوفيقية، صفحة 236، جزء 1. بتصرّف.
  13. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن طلحة بن عبيد الله، الصفحة أو الرقم: 2678، صحيح.
  14. سورة الروم، آية: 17-18.
  15. سعيد بن علي القحطاني، منزلة الصلاة في الإسلام – المفهوم، والحكم، والمنزلة، والخصائص، وحكم الترك، والفضائل في ضوء الكتاب والسنة، الرياض، مطبعة سفير، صفحة 11-15، جزء 1. بتصرّف.
  16. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم: 4357، صحيح.
  17. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبي أمامة، الصفحة أو الرقم: 7214، صحيح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

عدد الركعات في كل صلاة

عدد الركعات في صلوات الفرائض

فرض الله -تعالى- خمسُ صلواتٍ على عباده، وتختلف ركعاتها بحسب السفر أو الإقامة:[١]

  • عدد ركعات صلاة المُقيم: يُصلِّي المُقيم في اليوم والليلة سبعةَ عشرَ ركعة من الفرائض، وهي: ركعتا الفجر، وأربعٌ للظهر، وأربعٌ للعصر، وثلاثٌ للمغرب، وأربعٌ للعشاء، وثبت ذلك بِفعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-.
  • عدد ركعات صلاة المُسافر: يُصلّي المسافر إحدى عشرة ركعة، وهي: ركعتان للفجر، وركعتان للظهر، وركعتان للعصر، وثلاثٌ للمغرب، وركعتان للعشاء.

والدليلُ على عددِ ركعات المُقيم والمُسافر؛ فعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام- وقوله: (فَرَضَ اللَّهُ الصَّلَاةَ حِينَ فَرَضَهَا، رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، في الحَضَرِ والسَّفَرِ، فَأُقِرَّتْ صَلَاةُ السَّفَرِ، وزِيدَ في صَلَاةِ الحَضَرِ)،[٢][٣] وأمّا صلاةُ الجُمعة؛ فإنّها تُصلّى ركعتين للمُقيم، ومن فاتته فيجب عليه أن يُصلّيها ظُهراً؛ أي أربعُ ركعاتٍ، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (وصلاةُ الجمعةِ ركعتانِ تمامٌ غيرُ قَصْرٍ على لسانِ نبيِّكم صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ).[٤][٥]

وصلاة المُقيم؛ ركعتانِ للفجرِ يجهر فيهما بالقراءة، ويجلس للتشّهُدِ في آخرهما، وأمّا الظهر فيُصلّيها أربعُ ركعاتٍ، يُسرّ فيهما، ويجلسُ للتّشهد بعد كُلِّ ركعتين، ويُصلّي العصر مثلها، وأمّا المغرب فيُصلّيها ثلاثُ ركعات، يجهر في الرّكعتين الأوليين، ويجلس للتّشهد بعدهما، ويُسرّ في الثالثة، وأمّا العِشاء فيُصلّيها أربعُ ركعاتٍ، يجهر في الرّكعتين الأوليين، ثُمّ يجلس للتّشهُد بعدهما، ويُسرّ في الركعتين الأخيرتين، ثم يجلس للتشهّد الأخير بعدهما، وأمّا المُسافر فجميعُ صلاته ركعتين باستثناء المغرب فيُصلّيها ثلاثُ ركعاتٍ.[٦]

عدد ركعات السُّنن لكل صلاة

تُسمّى السُّنن التابعة للفرائض بِالسُّنن الرواتب، وتكون تابعةً للفرائض إمّا قبلها أو بعدها، وهي: ركعتان قبل الظهر، ويجوز صلاة أربعُ ركعاتٍ، وركعتان بعدها، وركعتان بعدَ المغرب، وركعتان بعدَ العِشاء، وركعتان قبل الفجر، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (حَفِظْتُ مِنَ النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- عَشْرَ رَكَعَاتٍ، رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَ المَغْرِبِ في بَيْتِهِ، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَ العِشَاءِ في بَيْتِهِ، ورَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الصُّبْحِ، وَكَانَتْ سَاعَةً لا يُدْخَلُ علَى النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- فِيهَا، حَدَّثَتْنِي حَفْصَةُ: أنَّه كانَ إذَا أذَّنَ المُؤَذِّنُ وطَلَعَ الفَجْرُ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ).[٧][٨]

وقد بشّر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- من حافظ عليها ببيتٍ في الجنّة، وآكد هذه الرّواتب سُنة الفجر، فقد كان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- يُحافظُ عليها في الحضر والسّفر،[٨] ورغّب الإسلام في الصلاة بعد الظهر أو الزوال لتفتّح أبواب السّماء في تلك الساعة، وأمّا العصر فلا يوجدُ لها سُنةٌ راتبة، ويجوز صلاةُ أربع ركعاتٍ قبلها، وأمّا المغرب فيُسنّ صلاة ركعتين بعدها، ويُسنّ أن يُصلّي ركعتين قبلها أيضاً، لكنّ السُنة القبلية للمغرب لا تُعدُّ من السُّنن الرواتب.[٩]

الصّلوات الخمس وفضلها

تُعدّ الصلاة من العبادات الموجودة في الشرائع السابقة، وأوّل ما فُرضت على النبيّ -عليه الصلاة والسلام- كان يُصلّيها ركعتين في الصباح وركعتين في المساء، لِقوله -تعالى-: (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ)،[١٠] ثُمّ فُرضت على كيفيّتها الحاليّة في ليلة الإسراء والمعراج، وكانت خمسين صلاة، ثُمّ أصبحت خمسٌ في الفعل، وخمسون في الأجر؛ وهي الفجر أو الصُبح، والظُهر، والعصر، والمغرب، والعِشاء.[١١][١٢]

ومما يُؤكّدُ أنها خمسُ صلوات قول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (خَمْسُ صَلَوَاتٍ في اليَومِ واللَّيْلَةِ، فَقَالَ: هلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قَالَ: لَا، إلَّا أنْ تَطَّوَّعَ)،[١٣] وجاء ذِكرُها بأوقاتها في قوله -تعالى-: (فَسُبْحَانَ اللَّـهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ* وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ)،[١٤] فقال ابن عباس: إن (حين تُمسون): صلاتيّ المغرب والعِشاء، (وحين تُصبحون): صلاةُ الفجر، (وعشياً): صلاة العصر، (وحين تُظهرون): صلاةُ الظُهر،[١١][١٢] وأمّا فضلُها ومنزلتها في الإسلام فهي كما يأتي:[١٥]

  • الصلاة أعظمُ أركان الإسلام، وعمادُ الدّينِ، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (رأْسُ هذَا الأمرِ الإسلامُ، ومن أسلَمَ سلِمَ، وعمودُه الصَّلاةُ)،[١٦] كما أنّها أوّل ما يُحاسبُ عليه الإنسان، فإن صَلُحت فقد صَلُح سائرُ عمله، وإن فَسدت فسد سائِرُ عمله.
  • الصلاة آخرُ ما يذهب من الدين، وإن ذهبت فقد ذهب الدين، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (لَتُنتَقَضَنَّ عُرى الإسلامِ عُروةً عُروةً، فكُلَّما انتَقَضَت عُروةٌ تَشَبَّث النَّاسُ بالتي تليها، فأَوَّلُهنَّ نَقضًا الحُكمُ، وآخِرُهنَّ الصَّلاةُ).[١٧]
  • الصلاة العبادة الوحيدة التي فُرضت من غير وحيّ، وبِدون واسطة؛ مما يدلُّ على عظمتها وعظم شأنها، وتخفيف الله -تعالى- لها من خمسين إلى خمس؛ يدلُّ على مكانتها وأجرِها.

المراجع

  1. علاء الدين، أبو بكر بن مسعود بن أحمد الكاساني (1986)، بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع (الطبعة الثانية)، بيروت، دار الكتب العلمية، صفحة 91، جزء 1. بتصرّف.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 350، صحيح.
  3. سعيد بن علي بن وهف القحطاني، صلاة المسافر – مفهوم، وأنواع، وآداب، ودرجات، وأحكام في ضوء الكتاب والسنة، الرياض، مطبعة سفير، صفحة 32، جزء 1. بتصرّف.
  4. رواه النووي، في المجموع، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 5/15، حسن.
  5. عبد الرحمن بن محمد عوض الجزيري (2003)، الفقه على المذاهب الأربعة (الطبعة الثانية)، بيروت – لبنان، دار الكتب العلمية، صفحة 341، جزء 1. بتصرّف.
  6. كمال بن السيد سالم (2003)، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، القاهرة، المكتبة التوفيقية، صفحة 236-237، جزء 1. بتصرّف.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 1180، صحيح.
  8. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين (1424هـ)، الفقه الميسر في ضوء الكتاب والسنة، المدينة المنورة، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، صفحة 63-64، جزء 1. بتصرّف.
  9. محمد بن إبراهيم التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، السعودية، بيت الأفكار الدولية، صفحة 592-596، جزء 2. بتصرّف.
  10. سورة غافر، آية: 55.
  11. ^ أ ب مُصطفى الخِنْ، مُصطفى البُغا، علي الشّرْبجي (1992)، الفقه المنهجي على مذهب الإمام الشافعي رحمه الله تعالى (الطبعة الرابعة)، دمشق، دار القلم، صفحة 100-101، جزء 1. بتصرّف.
  12. ^ أ ب كمال بن السيد سالم (2003)، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، القاهرة، المكتبة التوفيقية، صفحة 236، جزء 1. بتصرّف.
  13. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن طلحة بن عبيد الله، الصفحة أو الرقم: 2678، صحيح.
  14. سورة الروم، آية: 17-18.
  15. سعيد بن علي القحطاني، منزلة الصلاة في الإسلام – المفهوم، والحكم، والمنزلة، والخصائص، وحكم الترك، والفضائل في ضوء الكتاب والسنة، الرياض، مطبعة سفير، صفحة 11-15، جزء 1. بتصرّف.
  16. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم: 4357، صحيح.
  17. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبي أمامة، الصفحة أو الرقم: 7214، صحيح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

عدد الركعات في كل صلاة

عدد الركعات في صلوات الفرائض

فرض الله -تعالى- خمسُ صلواتٍ على عباده، وتختلف ركعاتها بحسب السفر أو الإقامة:[١]

  • عدد ركعات صلاة المُقيم: يُصلِّي المُقيم في اليوم والليلة سبعةَ عشرَ ركعة من الفرائض، وهي: ركعتا الفجر، وأربعٌ للظهر، وأربعٌ للعصر، وثلاثٌ للمغرب، وأربعٌ للعشاء، وثبت ذلك بِفعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-.
  • عدد ركعات صلاة المُسافر: يُصلّي المسافر إحدى عشرة ركعة، وهي: ركعتان للفجر، وركعتان للظهر، وركعتان للعصر، وثلاثٌ للمغرب، وركعتان للعشاء.

والدليلُ على عددِ ركعات المُقيم والمُسافر؛ فعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام- وقوله: (فَرَضَ اللَّهُ الصَّلَاةَ حِينَ فَرَضَهَا، رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، في الحَضَرِ والسَّفَرِ، فَأُقِرَّتْ صَلَاةُ السَّفَرِ، وزِيدَ في صَلَاةِ الحَضَرِ)،[٢][٣] وأمّا صلاةُ الجُمعة؛ فإنّها تُصلّى ركعتين للمُقيم، ومن فاتته فيجب عليه أن يُصلّيها ظُهراً؛ أي أربعُ ركعاتٍ، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (وصلاةُ الجمعةِ ركعتانِ تمامٌ غيرُ قَصْرٍ على لسانِ نبيِّكم صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ).[٤][٥]

وصلاة المُقيم؛ ركعتانِ للفجرِ يجهر فيهما بالقراءة، ويجلس للتشّهُدِ في آخرهما، وأمّا الظهر فيُصلّيها أربعُ ركعاتٍ، يُسرّ فيهما، ويجلسُ للتّشهد بعد كُلِّ ركعتين، ويُصلّي العصر مثلها، وأمّا المغرب فيُصلّيها ثلاثُ ركعات، يجهر في الرّكعتين الأوليين، ويجلس للتّشهد بعدهما، ويُسرّ في الثالثة، وأمّا العِشاء فيُصلّيها أربعُ ركعاتٍ، يجهر في الرّكعتين الأوليين، ثُمّ يجلس للتّشهُد بعدهما، ويُسرّ في الركعتين الأخيرتين، ثم يجلس للتشهّد الأخير بعدهما، وأمّا المُسافر فجميعُ صلاته ركعتين باستثناء المغرب فيُصلّيها ثلاثُ ركعاتٍ.[٦]

عدد ركعات السُّنن لكل صلاة

تُسمّى السُّنن التابعة للفرائض بِالسُّنن الرواتب، وتكون تابعةً للفرائض إمّا قبلها أو بعدها، وهي: ركعتان قبل الظهر، ويجوز صلاة أربعُ ركعاتٍ، وركعتان بعدها، وركعتان بعدَ المغرب، وركعتان بعدَ العِشاء، وركعتان قبل الفجر، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (حَفِظْتُ مِنَ النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- عَشْرَ رَكَعَاتٍ، رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَ المَغْرِبِ في بَيْتِهِ، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَ العِشَاءِ في بَيْتِهِ، ورَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الصُّبْحِ، وَكَانَتْ سَاعَةً لا يُدْخَلُ علَى النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- فِيهَا، حَدَّثَتْنِي حَفْصَةُ: أنَّه كانَ إذَا أذَّنَ المُؤَذِّنُ وطَلَعَ الفَجْرُ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ).[٧][٨]

وقد بشّر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- من حافظ عليها ببيتٍ في الجنّة، وآكد هذه الرّواتب سُنة الفجر، فقد كان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- يُحافظُ عليها في الحضر والسّفر،[٨] ورغّب الإسلام في الصلاة بعد الظهر أو الزوال لتفتّح أبواب السّماء في تلك الساعة، وأمّا العصر فلا يوجدُ لها سُنةٌ راتبة، ويجوز صلاةُ أربع ركعاتٍ قبلها، وأمّا المغرب فيُسنّ صلاة ركعتين بعدها، ويُسنّ أن يُصلّي ركعتين قبلها أيضاً، لكنّ السُنة القبلية للمغرب لا تُعدُّ من السُّنن الرواتب.[٩]

الصّلوات الخمس وفضلها

تُعدّ الصلاة من العبادات الموجودة في الشرائع السابقة، وأوّل ما فُرضت على النبيّ -عليه الصلاة والسلام- كان يُصلّيها ركعتين في الصباح وركعتين في المساء، لِقوله -تعالى-: (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ)،[١٠] ثُمّ فُرضت على كيفيّتها الحاليّة في ليلة الإسراء والمعراج، وكانت خمسين صلاة، ثُمّ أصبحت خمسٌ في الفعل، وخمسون في الأجر؛ وهي الفجر أو الصُبح، والظُهر، والعصر، والمغرب، والعِشاء.[١١][١٢]

ومما يُؤكّدُ أنها خمسُ صلوات قول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (خَمْسُ صَلَوَاتٍ في اليَومِ واللَّيْلَةِ، فَقَالَ: هلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قَالَ: لَا، إلَّا أنْ تَطَّوَّعَ)،[١٣] وجاء ذِكرُها بأوقاتها في قوله -تعالى-: (فَسُبْحَانَ اللَّـهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ* وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ)،[١٤] فقال ابن عباس: إن (حين تُمسون): صلاتيّ المغرب والعِشاء، (وحين تُصبحون): صلاةُ الفجر، (وعشياً): صلاة العصر، (وحين تُظهرون): صلاةُ الظُهر،[١١][١٢] وأمّا فضلُها ومنزلتها في الإسلام فهي كما يأتي:[١٥]

  • الصلاة أعظمُ أركان الإسلام، وعمادُ الدّينِ، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (رأْسُ هذَا الأمرِ الإسلامُ، ومن أسلَمَ سلِمَ، وعمودُه الصَّلاةُ)،[١٦] كما أنّها أوّل ما يُحاسبُ عليه الإنسان، فإن صَلُحت فقد صَلُح سائرُ عمله، وإن فَسدت فسد سائِرُ عمله.
  • الصلاة آخرُ ما يذهب من الدين، وإن ذهبت فقد ذهب الدين، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (لَتُنتَقَضَنَّ عُرى الإسلامِ عُروةً عُروةً، فكُلَّما انتَقَضَت عُروةٌ تَشَبَّث النَّاسُ بالتي تليها، فأَوَّلُهنَّ نَقضًا الحُكمُ، وآخِرُهنَّ الصَّلاةُ).[١٧]
  • الصلاة العبادة الوحيدة التي فُرضت من غير وحيّ، وبِدون واسطة؛ مما يدلُّ على عظمتها وعظم شأنها، وتخفيف الله -تعالى- لها من خمسين إلى خمس؛ يدلُّ على مكانتها وأجرِها.

المراجع

  1. علاء الدين، أبو بكر بن مسعود بن أحمد الكاساني (1986)، بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع (الطبعة الثانية)، بيروت، دار الكتب العلمية، صفحة 91، جزء 1. بتصرّف.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 350، صحيح.
  3. سعيد بن علي بن وهف القحطاني، صلاة المسافر – مفهوم، وأنواع، وآداب، ودرجات، وأحكام في ضوء الكتاب والسنة، الرياض، مطبعة سفير، صفحة 32، جزء 1. بتصرّف.
  4. رواه النووي، في المجموع، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 5/15، حسن.
  5. عبد الرحمن بن محمد عوض الجزيري (2003)، الفقه على المذاهب الأربعة (الطبعة الثانية)، بيروت – لبنان، دار الكتب العلمية، صفحة 341، جزء 1. بتصرّف.
  6. كمال بن السيد سالم (2003)، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، القاهرة، المكتبة التوفيقية، صفحة 236-237، جزء 1. بتصرّف.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 1180، صحيح.
  8. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين (1424هـ)، الفقه الميسر في ضوء الكتاب والسنة، المدينة المنورة، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، صفحة 63-64، جزء 1. بتصرّف.
  9. محمد بن إبراهيم التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، السعودية، بيت الأفكار الدولية، صفحة 592-596، جزء 2. بتصرّف.
  10. سورة غافر، آية: 55.
  11. ^ أ ب مُصطفى الخِنْ، مُصطفى البُغا، علي الشّرْبجي (1992)، الفقه المنهجي على مذهب الإمام الشافعي رحمه الله تعالى (الطبعة الرابعة)، دمشق، دار القلم، صفحة 100-101، جزء 1. بتصرّف.
  12. ^ أ ب كمال بن السيد سالم (2003)، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، القاهرة، المكتبة التوفيقية، صفحة 236، جزء 1. بتصرّف.
  13. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن طلحة بن عبيد الله، الصفحة أو الرقم: 2678، صحيح.
  14. سورة الروم، آية: 17-18.
  15. سعيد بن علي القحطاني، منزلة الصلاة في الإسلام – المفهوم، والحكم، والمنزلة، والخصائص، وحكم الترك، والفضائل في ضوء الكتاب والسنة، الرياض، مطبعة سفير، صفحة 11-15، جزء 1. بتصرّف.
  16. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم: 4357، صحيح.
  17. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبي أمامة، الصفحة أو الرقم: 7214، صحيح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

عدد الركعات في كل صلاة

عدد الركعات في صلوات الفرائض

فرض الله -تعالى- خمسُ صلواتٍ على عباده، وتختلف ركعاتها بحسب السفر أو الإقامة:[١]

  • عدد ركعات صلاة المُقيم: يُصلِّي المُقيم في اليوم والليلة سبعةَ عشرَ ركعة من الفرائض، وهي: ركعتا الفجر، وأربعٌ للظهر، وأربعٌ للعصر، وثلاثٌ للمغرب، وأربعٌ للعشاء، وثبت ذلك بِفعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-.
  • عدد ركعات صلاة المُسافر: يُصلّي المسافر إحدى عشرة ركعة، وهي: ركعتان للفجر، وركعتان للظهر، وركعتان للعصر، وثلاثٌ للمغرب، وركعتان للعشاء.

والدليلُ على عددِ ركعات المُقيم والمُسافر؛ فعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام- وقوله: (فَرَضَ اللَّهُ الصَّلَاةَ حِينَ فَرَضَهَا، رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، في الحَضَرِ والسَّفَرِ، فَأُقِرَّتْ صَلَاةُ السَّفَرِ، وزِيدَ في صَلَاةِ الحَضَرِ)،[٢][٣] وأمّا صلاةُ الجُمعة؛ فإنّها تُصلّى ركعتين للمُقيم، ومن فاتته فيجب عليه أن يُصلّيها ظُهراً؛ أي أربعُ ركعاتٍ، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (وصلاةُ الجمعةِ ركعتانِ تمامٌ غيرُ قَصْرٍ على لسانِ نبيِّكم صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ).[٤][٥]

وصلاة المُقيم؛ ركعتانِ للفجرِ يجهر فيهما بالقراءة، ويجلس للتشّهُدِ في آخرهما، وأمّا الظهر فيُصلّيها أربعُ ركعاتٍ، يُسرّ فيهما، ويجلسُ للتّشهد بعد كُلِّ ركعتين، ويُصلّي العصر مثلها، وأمّا المغرب فيُصلّيها ثلاثُ ركعات، يجهر في الرّكعتين الأوليين، ويجلس للتّشهد بعدهما، ويُسرّ في الثالثة، وأمّا العِشاء فيُصلّيها أربعُ ركعاتٍ، يجهر في الرّكعتين الأوليين، ثُمّ يجلس للتّشهُد بعدهما، ويُسرّ في الركعتين الأخيرتين، ثم يجلس للتشهّد الأخير بعدهما، وأمّا المُسافر فجميعُ صلاته ركعتين باستثناء المغرب فيُصلّيها ثلاثُ ركعاتٍ.[٦]

عدد ركعات السُّنن لكل صلاة

تُسمّى السُّنن التابعة للفرائض بِالسُّنن الرواتب، وتكون تابعةً للفرائض إمّا قبلها أو بعدها، وهي: ركعتان قبل الظهر، ويجوز صلاة أربعُ ركعاتٍ، وركعتان بعدها، وركعتان بعدَ المغرب، وركعتان بعدَ العِشاء، وركعتان قبل الفجر، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (حَفِظْتُ مِنَ النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- عَشْرَ رَكَعَاتٍ، رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَ المَغْرِبِ في بَيْتِهِ، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَ العِشَاءِ في بَيْتِهِ، ورَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الصُّبْحِ، وَكَانَتْ سَاعَةً لا يُدْخَلُ علَى النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- فِيهَا، حَدَّثَتْنِي حَفْصَةُ: أنَّه كانَ إذَا أذَّنَ المُؤَذِّنُ وطَلَعَ الفَجْرُ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ).[٧][٨]

وقد بشّر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- من حافظ عليها ببيتٍ في الجنّة، وآكد هذه الرّواتب سُنة الفجر، فقد كان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- يُحافظُ عليها في الحضر والسّفر،[٨] ورغّب الإسلام في الصلاة بعد الظهر أو الزوال لتفتّح أبواب السّماء في تلك الساعة، وأمّا العصر فلا يوجدُ لها سُنةٌ راتبة، ويجوز صلاةُ أربع ركعاتٍ قبلها، وأمّا المغرب فيُسنّ صلاة ركعتين بعدها، ويُسنّ أن يُصلّي ركعتين قبلها أيضاً، لكنّ السُنة القبلية للمغرب لا تُعدُّ من السُّنن الرواتب.[٩]

الصّلوات الخمس وفضلها

تُعدّ الصلاة من العبادات الموجودة في الشرائع السابقة، وأوّل ما فُرضت على النبيّ -عليه الصلاة والسلام- كان يُصلّيها ركعتين في الصباح وركعتين في المساء، لِقوله -تعالى-: (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ)،[١٠] ثُمّ فُرضت على كيفيّتها الحاليّة في ليلة الإسراء والمعراج، وكانت خمسين صلاة، ثُمّ أصبحت خمسٌ في الفعل، وخمسون في الأجر؛ وهي الفجر أو الصُبح، والظُهر، والعصر، والمغرب، والعِشاء.[١١][١٢]

ومما يُؤكّدُ أنها خمسُ صلوات قول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (خَمْسُ صَلَوَاتٍ في اليَومِ واللَّيْلَةِ، فَقَالَ: هلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قَالَ: لَا، إلَّا أنْ تَطَّوَّعَ)،[١٣] وجاء ذِكرُها بأوقاتها في قوله -تعالى-: (فَسُبْحَانَ اللَّـهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ* وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ)،[١٤] فقال ابن عباس: إن (حين تُمسون): صلاتيّ المغرب والعِشاء، (وحين تُصبحون): صلاةُ الفجر، (وعشياً): صلاة العصر، (وحين تُظهرون): صلاةُ الظُهر،[١١][١٢] وأمّا فضلُها ومنزلتها في الإسلام فهي كما يأتي:[١٥]

  • الصلاة أعظمُ أركان الإسلام، وعمادُ الدّينِ، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (رأْسُ هذَا الأمرِ الإسلامُ، ومن أسلَمَ سلِمَ، وعمودُه الصَّلاةُ)،[١٦] كما أنّها أوّل ما يُحاسبُ عليه الإنسان، فإن صَلُحت فقد صَلُح سائرُ عمله، وإن فَسدت فسد سائِرُ عمله.
  • الصلاة آخرُ ما يذهب من الدين، وإن ذهبت فقد ذهب الدين، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (لَتُنتَقَضَنَّ عُرى الإسلامِ عُروةً عُروةً، فكُلَّما انتَقَضَت عُروةٌ تَشَبَّث النَّاسُ بالتي تليها، فأَوَّلُهنَّ نَقضًا الحُكمُ، وآخِرُهنَّ الصَّلاةُ).[١٧]
  • الصلاة العبادة الوحيدة التي فُرضت من غير وحيّ، وبِدون واسطة؛ مما يدلُّ على عظمتها وعظم شأنها، وتخفيف الله -تعالى- لها من خمسين إلى خمس؛ يدلُّ على مكانتها وأجرِها.

المراجع

  1. علاء الدين، أبو بكر بن مسعود بن أحمد الكاساني (1986)، بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع (الطبعة الثانية)، بيروت، دار الكتب العلمية، صفحة 91، جزء 1. بتصرّف.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 350، صحيح.
  3. سعيد بن علي بن وهف القحطاني، صلاة المسافر – مفهوم، وأنواع، وآداب، ودرجات، وأحكام في ضوء الكتاب والسنة، الرياض، مطبعة سفير، صفحة 32، جزء 1. بتصرّف.
  4. رواه النووي، في المجموع، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 5/15، حسن.
  5. عبد الرحمن بن محمد عوض الجزيري (2003)، الفقه على المذاهب الأربعة (الطبعة الثانية)، بيروت – لبنان، دار الكتب العلمية، صفحة 341، جزء 1. بتصرّف.
  6. كمال بن السيد سالم (2003)، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، القاهرة، المكتبة التوفيقية، صفحة 236-237، جزء 1. بتصرّف.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 1180، صحيح.
  8. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين (1424هـ)، الفقه الميسر في ضوء الكتاب والسنة، المدينة المنورة، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، صفحة 63-64، جزء 1. بتصرّف.
  9. محمد بن إبراهيم التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، السعودية، بيت الأفكار الدولية، صفحة 592-596، جزء 2. بتصرّف.
  10. سورة غافر، آية: 55.
  11. ^ أ ب مُصطفى الخِنْ، مُصطفى البُغا، علي الشّرْبجي (1992)، الفقه المنهجي على مذهب الإمام الشافعي رحمه الله تعالى (الطبعة الرابعة)، دمشق، دار القلم، صفحة 100-101، جزء 1. بتصرّف.
  12. ^ أ ب كمال بن السيد سالم (2003)، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، القاهرة، المكتبة التوفيقية، صفحة 236، جزء 1. بتصرّف.
  13. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن طلحة بن عبيد الله، الصفحة أو الرقم: 2678، صحيح.
  14. سورة الروم، آية: 17-18.
  15. سعيد بن علي القحطاني، منزلة الصلاة في الإسلام – المفهوم، والحكم، والمنزلة، والخصائص، وحكم الترك، والفضائل في ضوء الكتاب والسنة، الرياض، مطبعة سفير، صفحة 11-15، جزء 1. بتصرّف.
  16. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم: 4357، صحيح.
  17. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبي أمامة، الصفحة أو الرقم: 7214، صحيح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

عدد الركعات في كل صلاة

عدد الركعات في صلوات الفرائض

فرض الله -تعالى- خمسُ صلواتٍ على عباده، وتختلف ركعاتها بحسب السفر أو الإقامة:[١]

  • عدد ركعات صلاة المُقيم: يُصلِّي المُقيم في اليوم والليلة سبعةَ عشرَ ركعة من الفرائض، وهي: ركعتا الفجر، وأربعٌ للظهر، وأربعٌ للعصر، وثلاثٌ للمغرب، وأربعٌ للعشاء، وثبت ذلك بِفعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-.
  • عدد ركعات صلاة المُسافر: يُصلّي المسافر إحدى عشرة ركعة، وهي: ركعتان للفجر، وركعتان للظهر، وركعتان للعصر، وثلاثٌ للمغرب، وركعتان للعشاء.

والدليلُ على عددِ ركعات المُقيم والمُسافر؛ فعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام- وقوله: (فَرَضَ اللَّهُ الصَّلَاةَ حِينَ فَرَضَهَا، رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، في الحَضَرِ والسَّفَرِ، فَأُقِرَّتْ صَلَاةُ السَّفَرِ، وزِيدَ في صَلَاةِ الحَضَرِ)،[٢][٣] وأمّا صلاةُ الجُمعة؛ فإنّها تُصلّى ركعتين للمُقيم، ومن فاتته فيجب عليه أن يُصلّيها ظُهراً؛ أي أربعُ ركعاتٍ، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (وصلاةُ الجمعةِ ركعتانِ تمامٌ غيرُ قَصْرٍ على لسانِ نبيِّكم صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ).[٤][٥]

وصلاة المُقيم؛ ركعتانِ للفجرِ يجهر فيهما بالقراءة، ويجلس للتشّهُدِ في آخرهما، وأمّا الظهر فيُصلّيها أربعُ ركعاتٍ، يُسرّ فيهما، ويجلسُ للتّشهد بعد كُلِّ ركعتين، ويُصلّي العصر مثلها، وأمّا المغرب فيُصلّيها ثلاثُ ركعات، يجهر في الرّكعتين الأوليين، ويجلس للتّشهد بعدهما، ويُسرّ في الثالثة، وأمّا العِشاء فيُصلّيها أربعُ ركعاتٍ، يجهر في الرّكعتين الأوليين، ثُمّ يجلس للتّشهُد بعدهما، ويُسرّ في الركعتين الأخيرتين، ثم يجلس للتشهّد الأخير بعدهما، وأمّا المُسافر فجميعُ صلاته ركعتين باستثناء المغرب فيُصلّيها ثلاثُ ركعاتٍ.[٦]

عدد ركعات السُّنن لكل صلاة

تُسمّى السُّنن التابعة للفرائض بِالسُّنن الرواتب، وتكون تابعةً للفرائض إمّا قبلها أو بعدها، وهي: ركعتان قبل الظهر، ويجوز صلاة أربعُ ركعاتٍ، وركعتان بعدها، وركعتان بعدَ المغرب، وركعتان بعدَ العِشاء، وركعتان قبل الفجر، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (حَفِظْتُ مِنَ النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- عَشْرَ رَكَعَاتٍ، رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَ المَغْرِبِ في بَيْتِهِ، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَ العِشَاءِ في بَيْتِهِ، ورَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الصُّبْحِ، وَكَانَتْ سَاعَةً لا يُدْخَلُ علَى النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- فِيهَا، حَدَّثَتْنِي حَفْصَةُ: أنَّه كانَ إذَا أذَّنَ المُؤَذِّنُ وطَلَعَ الفَجْرُ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ).[٧][٨]

وقد بشّر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- من حافظ عليها ببيتٍ في الجنّة، وآكد هذه الرّواتب سُنة الفجر، فقد كان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- يُحافظُ عليها في الحضر والسّفر،[٨] ورغّب الإسلام في الصلاة بعد الظهر أو الزوال لتفتّح أبواب السّماء في تلك الساعة، وأمّا العصر فلا يوجدُ لها سُنةٌ راتبة، ويجوز صلاةُ أربع ركعاتٍ قبلها، وأمّا المغرب فيُسنّ صلاة ركعتين بعدها، ويُسنّ أن يُصلّي ركعتين قبلها أيضاً، لكنّ السُنة القبلية للمغرب لا تُعدُّ من السُّنن الرواتب.[٩]

الصّلوات الخمس وفضلها

تُعدّ الصلاة من العبادات الموجودة في الشرائع السابقة، وأوّل ما فُرضت على النبيّ -عليه الصلاة والسلام- كان يُصلّيها ركعتين في الصباح وركعتين في المساء، لِقوله -تعالى-: (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ)،[١٠] ثُمّ فُرضت على كيفيّتها الحاليّة في ليلة الإسراء والمعراج، وكانت خمسين صلاة، ثُمّ أصبحت خمسٌ في الفعل، وخمسون في الأجر؛ وهي الفجر أو الصُبح، والظُهر، والعصر، والمغرب، والعِشاء.[١١][١٢]

ومما يُؤكّدُ أنها خمسُ صلوات قول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (خَمْسُ صَلَوَاتٍ في اليَومِ واللَّيْلَةِ، فَقَالَ: هلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قَالَ: لَا، إلَّا أنْ تَطَّوَّعَ)،[١٣] وجاء ذِكرُها بأوقاتها في قوله -تعالى-: (فَسُبْحَانَ اللَّـهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ* وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ)،[١٤] فقال ابن عباس: إن (حين تُمسون): صلاتيّ المغرب والعِشاء، (وحين تُصبحون): صلاةُ الفجر، (وعشياً): صلاة العصر، (وحين تُظهرون): صلاةُ الظُهر،[١١][١٢] وأمّا فضلُها ومنزلتها في الإسلام فهي كما يأتي:[١٥]

  • الصلاة أعظمُ أركان الإسلام، وعمادُ الدّينِ، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (رأْسُ هذَا الأمرِ الإسلامُ، ومن أسلَمَ سلِمَ، وعمودُه الصَّلاةُ)،[١٦] كما أنّها أوّل ما يُحاسبُ عليه الإنسان، فإن صَلُحت فقد صَلُح سائرُ عمله، وإن فَسدت فسد سائِرُ عمله.
  • الصلاة آخرُ ما يذهب من الدين، وإن ذهبت فقد ذهب الدين، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (لَتُنتَقَضَنَّ عُرى الإسلامِ عُروةً عُروةً، فكُلَّما انتَقَضَت عُروةٌ تَشَبَّث النَّاسُ بالتي تليها، فأَوَّلُهنَّ نَقضًا الحُكمُ، وآخِرُهنَّ الصَّلاةُ).[١٧]
  • الصلاة العبادة الوحيدة التي فُرضت من غير وحيّ، وبِدون واسطة؛ مما يدلُّ على عظمتها وعظم شأنها، وتخفيف الله -تعالى- لها من خمسين إلى خمس؛ يدلُّ على مكانتها وأجرِها.

المراجع

  1. علاء الدين، أبو بكر بن مسعود بن أحمد الكاساني (1986)، بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع (الطبعة الثانية)، بيروت، دار الكتب العلمية، صفحة 91، جزء 1. بتصرّف.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 350، صحيح.
  3. سعيد بن علي بن وهف القحطاني، صلاة المسافر – مفهوم، وأنواع، وآداب، ودرجات، وأحكام في ضوء الكتاب والسنة، الرياض، مطبعة سفير، صفحة 32، جزء 1. بتصرّف.
  4. رواه النووي، في المجموع، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 5/15، حسن.
  5. عبد الرحمن بن محمد عوض الجزيري (2003)، الفقه على المذاهب الأربعة (الطبعة الثانية)، بيروت – لبنان، دار الكتب العلمية، صفحة 341، جزء 1. بتصرّف.
  6. كمال بن السيد سالم (2003)، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، القاهرة، المكتبة التوفيقية، صفحة 236-237، جزء 1. بتصرّف.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 1180، صحيح.
  8. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين (1424هـ)، الفقه الميسر في ضوء الكتاب والسنة، المدينة المنورة، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، صفحة 63-64، جزء 1. بتصرّف.
  9. محمد بن إبراهيم التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، السعودية، بيت الأفكار الدولية، صفحة 592-596، جزء 2. بتصرّف.
  10. سورة غافر، آية: 55.
  11. ^ أ ب مُصطفى الخِنْ، مُصطفى البُغا، علي الشّرْبجي (1992)، الفقه المنهجي على مذهب الإمام الشافعي رحمه الله تعالى (الطبعة الرابعة)، دمشق، دار القلم، صفحة 100-101، جزء 1. بتصرّف.
  12. ^ أ ب كمال بن السيد سالم (2003)، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، القاهرة، المكتبة التوفيقية، صفحة 236، جزء 1. بتصرّف.
  13. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن طلحة بن عبيد الله، الصفحة أو الرقم: 2678، صحيح.
  14. سورة الروم، آية: 17-18.
  15. سعيد بن علي القحطاني، منزلة الصلاة في الإسلام – المفهوم، والحكم، والمنزلة، والخصائص، وحكم الترك، والفضائل في ضوء الكتاب والسنة، الرياض، مطبعة سفير، صفحة 11-15، جزء 1. بتصرّف.
  16. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم: 4357، صحيح.
  17. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبي أمامة، الصفحة أو الرقم: 7214، صحيح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

عدد الركعات في كل صلاة

عدد الركعات في صلوات الفرائض

فرض الله -تعالى- خمسُ صلواتٍ على عباده، وتختلف ركعاتها بحسب السفر أو الإقامة:[١]

  • عدد ركعات صلاة المُقيم: يُصلِّي المُقيم في اليوم والليلة سبعةَ عشرَ ركعة من الفرائض، وهي: ركعتا الفجر، وأربعٌ للظهر، وأربعٌ للعصر، وثلاثٌ للمغرب، وأربعٌ للعشاء، وثبت ذلك بِفعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-.
  • عدد ركعات صلاة المُسافر: يُصلّي المسافر إحدى عشرة ركعة، وهي: ركعتان للفجر، وركعتان للظهر، وركعتان للعصر، وثلاثٌ للمغرب، وركعتان للعشاء.

والدليلُ على عددِ ركعات المُقيم والمُسافر؛ فعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام- وقوله: (فَرَضَ اللَّهُ الصَّلَاةَ حِينَ فَرَضَهَا، رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، في الحَضَرِ والسَّفَرِ، فَأُقِرَّتْ صَلَاةُ السَّفَرِ، وزِيدَ في صَلَاةِ الحَضَرِ)،[٢][٣] وأمّا صلاةُ الجُمعة؛ فإنّها تُصلّى ركعتين للمُقيم، ومن فاتته فيجب عليه أن يُصلّيها ظُهراً؛ أي أربعُ ركعاتٍ، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (وصلاةُ الجمعةِ ركعتانِ تمامٌ غيرُ قَصْرٍ على لسانِ نبيِّكم صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ).[٤][٥]

وصلاة المُقيم؛ ركعتانِ للفجرِ يجهر فيهما بالقراءة، ويجلس للتشّهُدِ في آخرهما، وأمّا الظهر فيُصلّيها أربعُ ركعاتٍ، يُسرّ فيهما، ويجلسُ للتّشهد بعد كُلِّ ركعتين، ويُصلّي العصر مثلها، وأمّا المغرب فيُصلّيها ثلاثُ ركعات، يجهر في الرّكعتين الأوليين، ويجلس للتّشهد بعدهما، ويُسرّ في الثالثة، وأمّا العِشاء فيُصلّيها أربعُ ركعاتٍ، يجهر في الرّكعتين الأوليين، ثُمّ يجلس للتّشهُد بعدهما، ويُسرّ في الركعتين الأخيرتين، ثم يجلس للتشهّد الأخير بعدهما، وأمّا المُسافر فجميعُ صلاته ركعتين باستثناء المغرب فيُصلّيها ثلاثُ ركعاتٍ.[٦]

عدد ركعات السُّنن لكل صلاة

تُسمّى السُّنن التابعة للفرائض بِالسُّنن الرواتب، وتكون تابعةً للفرائض إمّا قبلها أو بعدها، وهي: ركعتان قبل الظهر، ويجوز صلاة أربعُ ركعاتٍ، وركعتان بعدها، وركعتان بعدَ المغرب، وركعتان بعدَ العِشاء، وركعتان قبل الفجر، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (حَفِظْتُ مِنَ النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- عَشْرَ رَكَعَاتٍ، رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَ المَغْرِبِ في بَيْتِهِ، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَ العِشَاءِ في بَيْتِهِ، ورَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الصُّبْحِ، وَكَانَتْ سَاعَةً لا يُدْخَلُ علَى النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- فِيهَا، حَدَّثَتْنِي حَفْصَةُ: أنَّه كانَ إذَا أذَّنَ المُؤَذِّنُ وطَلَعَ الفَجْرُ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ).[٧][٨]

وقد بشّر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- من حافظ عليها ببيتٍ في الجنّة، وآكد هذه الرّواتب سُنة الفجر، فقد كان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- يُحافظُ عليها في الحضر والسّفر،[٨] ورغّب الإسلام في الصلاة بعد الظهر أو الزوال لتفتّح أبواب السّماء في تلك الساعة، وأمّا العصر فلا يوجدُ لها سُنةٌ راتبة، ويجوز صلاةُ أربع ركعاتٍ قبلها، وأمّا المغرب فيُسنّ صلاة ركعتين بعدها، ويُسنّ أن يُصلّي ركعتين قبلها أيضاً، لكنّ السُنة القبلية للمغرب لا تُعدُّ من السُّنن الرواتب.[٩]

الصّلوات الخمس وفضلها

تُعدّ الصلاة من العبادات الموجودة في الشرائع السابقة، وأوّل ما فُرضت على النبيّ -عليه الصلاة والسلام- كان يُصلّيها ركعتين في الصباح وركعتين في المساء، لِقوله -تعالى-: (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ)،[١٠] ثُمّ فُرضت على كيفيّتها الحاليّة في ليلة الإسراء والمعراج، وكانت خمسين صلاة، ثُمّ أصبحت خمسٌ في الفعل، وخمسون في الأجر؛ وهي الفجر أو الصُبح، والظُهر، والعصر، والمغرب، والعِشاء.[١١][١٢]

ومما يُؤكّدُ أنها خمسُ صلوات قول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (خَمْسُ صَلَوَاتٍ في اليَومِ واللَّيْلَةِ، فَقَالَ: هلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قَالَ: لَا، إلَّا أنْ تَطَّوَّعَ)،[١٣] وجاء ذِكرُها بأوقاتها في قوله -تعالى-: (فَسُبْحَانَ اللَّـهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ* وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ)،[١٤] فقال ابن عباس: إن (حين تُمسون): صلاتيّ المغرب والعِشاء، (وحين تُصبحون): صلاةُ الفجر، (وعشياً): صلاة العصر، (وحين تُظهرون): صلاةُ الظُهر،[١١][١٢] وأمّا فضلُها ومنزلتها في الإسلام فهي كما يأتي:[١٥]

  • الصلاة أعظمُ أركان الإسلام، وعمادُ الدّينِ، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (رأْسُ هذَا الأمرِ الإسلامُ، ومن أسلَمَ سلِمَ، وعمودُه الصَّلاةُ)،[١٦] كما أنّها أوّل ما يُحاسبُ عليه الإنسان، فإن صَلُحت فقد صَلُح سائرُ عمله، وإن فَسدت فسد سائِرُ عمله.
  • الصلاة آخرُ ما يذهب من الدين، وإن ذهبت فقد ذهب الدين، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (لَتُنتَقَضَنَّ عُرى الإسلامِ عُروةً عُروةً، فكُلَّما انتَقَضَت عُروةٌ تَشَبَّث النَّاسُ بالتي تليها، فأَوَّلُهنَّ نَقضًا الحُكمُ، وآخِرُهنَّ الصَّلاةُ).[١٧]
  • الصلاة العبادة الوحيدة التي فُرضت من غير وحيّ، وبِدون واسطة؛ مما يدلُّ على عظمتها وعظم شأنها، وتخفيف الله -تعالى- لها من خمسين إلى خمس؛ يدلُّ على مكانتها وأجرِها.

المراجع

  1. علاء الدين، أبو بكر بن مسعود بن أحمد الكاساني (1986)، بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع (الطبعة الثانية)، بيروت، دار الكتب العلمية، صفحة 91، جزء 1. بتصرّف.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 350، صحيح.
  3. سعيد بن علي بن وهف القحطاني، صلاة المسافر – مفهوم، وأنواع، وآداب، ودرجات، وأحكام في ضوء الكتاب والسنة، الرياض، مطبعة سفير، صفحة 32، جزء 1. بتصرّف.
  4. رواه النووي، في المجموع، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 5/15، حسن.
  5. عبد الرحمن بن محمد عوض الجزيري (2003)، الفقه على المذاهب الأربعة (الطبعة الثانية)، بيروت – لبنان، دار الكتب العلمية، صفحة 341، جزء 1. بتصرّف.
  6. كمال بن السيد سالم (2003)، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، القاهرة، المكتبة التوفيقية، صفحة 236-237، جزء 1. بتصرّف.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 1180، صحيح.
  8. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين (1424هـ)، الفقه الميسر في ضوء الكتاب والسنة، المدينة المنورة، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، صفحة 63-64، جزء 1. بتصرّف.
  9. محمد بن إبراهيم التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، السعودية، بيت الأفكار الدولية، صفحة 592-596، جزء 2. بتصرّف.
  10. سورة غافر، آية: 55.
  11. ^ أ ب مُصطفى الخِنْ، مُصطفى البُغا، علي الشّرْبجي (1992)، الفقه المنهجي على مذهب الإمام الشافعي رحمه الله تعالى (الطبعة الرابعة)، دمشق، دار القلم، صفحة 100-101، جزء 1. بتصرّف.
  12. ^ أ ب كمال بن السيد سالم (2003)، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، القاهرة، المكتبة التوفيقية، صفحة 236، جزء 1. بتصرّف.
  13. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن طلحة بن عبيد الله، الصفحة أو الرقم: 2678، صحيح.
  14. سورة الروم، آية: 17-18.
  15. سعيد بن علي القحطاني، منزلة الصلاة في الإسلام – المفهوم، والحكم، والمنزلة، والخصائص، وحكم الترك، والفضائل في ضوء الكتاب والسنة، الرياض، مطبعة سفير، صفحة 11-15، جزء 1. بتصرّف.
  16. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم: 4357، صحيح.
  17. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبي أمامة، الصفحة أو الرقم: 7214، صحيح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

عدد الركعات في كل صلاة

عدد الركعات في صلوات الفرائض

فرض الله -تعالى- خمسُ صلواتٍ على عباده، وتختلف ركعاتها بحسب السفر أو الإقامة:[١]

  • عدد ركعات صلاة المُقيم: يُصلِّي المُقيم في اليوم والليلة سبعةَ عشرَ ركعة من الفرائض، وهي: ركعتا الفجر، وأربعٌ للظهر، وأربعٌ للعصر، وثلاثٌ للمغرب، وأربعٌ للعشاء، وثبت ذلك بِفعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-.
  • عدد ركعات صلاة المُسافر: يُصلّي المسافر إحدى عشرة ركعة، وهي: ركعتان للفجر، وركعتان للظهر، وركعتان للعصر، وثلاثٌ للمغرب، وركعتان للعشاء.

والدليلُ على عددِ ركعات المُقيم والمُسافر؛ فعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام- وقوله: (فَرَضَ اللَّهُ الصَّلَاةَ حِينَ فَرَضَهَا، رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، في الحَضَرِ والسَّفَرِ، فَأُقِرَّتْ صَلَاةُ السَّفَرِ، وزِيدَ في صَلَاةِ الحَضَرِ)،[٢][٣] وأمّا صلاةُ الجُمعة؛ فإنّها تُصلّى ركعتين للمُقيم، ومن فاتته فيجب عليه أن يُصلّيها ظُهراً؛ أي أربعُ ركعاتٍ، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (وصلاةُ الجمعةِ ركعتانِ تمامٌ غيرُ قَصْرٍ على لسانِ نبيِّكم صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ).[٤][٥]

وصلاة المُقيم؛ ركعتانِ للفجرِ يجهر فيهما بالقراءة، ويجلس للتشّهُدِ في آخرهما، وأمّا الظهر فيُصلّيها أربعُ ركعاتٍ، يُسرّ فيهما، ويجلسُ للتّشهد بعد كُلِّ ركعتين، ويُصلّي العصر مثلها، وأمّا المغرب فيُصلّيها ثلاثُ ركعات، يجهر في الرّكعتين الأوليين، ويجلس للتّشهد بعدهما، ويُسرّ في الثالثة، وأمّا العِشاء فيُصلّيها أربعُ ركعاتٍ، يجهر في الرّكعتين الأوليين، ثُمّ يجلس للتّشهُد بعدهما، ويُسرّ في الركعتين الأخيرتين، ثم يجلس للتشهّد الأخير بعدهما، وأمّا المُسافر فجميعُ صلاته ركعتين باستثناء المغرب فيُصلّيها ثلاثُ ركعاتٍ.[٦]

عدد ركعات السُّنن لكل صلاة

تُسمّى السُّنن التابعة للفرائض بِالسُّنن الرواتب، وتكون تابعةً للفرائض إمّا قبلها أو بعدها، وهي: ركعتان قبل الظهر، ويجوز صلاة أربعُ ركعاتٍ، وركعتان بعدها، وركعتان بعدَ المغرب، وركعتان بعدَ العِشاء، وركعتان قبل الفجر، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (حَفِظْتُ مِنَ النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- عَشْرَ رَكَعَاتٍ، رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَ المَغْرِبِ في بَيْتِهِ، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَ العِشَاءِ في بَيْتِهِ، ورَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الصُّبْحِ، وَكَانَتْ سَاعَةً لا يُدْخَلُ علَى النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- فِيهَا، حَدَّثَتْنِي حَفْصَةُ: أنَّه كانَ إذَا أذَّنَ المُؤَذِّنُ وطَلَعَ الفَجْرُ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ).[٧][٨]

وقد بشّر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- من حافظ عليها ببيتٍ في الجنّة، وآكد هذه الرّواتب سُنة الفجر، فقد كان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- يُحافظُ عليها في الحضر والسّفر،[٨] ورغّب الإسلام في الصلاة بعد الظهر أو الزوال لتفتّح أبواب السّماء في تلك الساعة، وأمّا العصر فلا يوجدُ لها سُنةٌ راتبة، ويجوز صلاةُ أربع ركعاتٍ قبلها، وأمّا المغرب فيُسنّ صلاة ركعتين بعدها، ويُسنّ أن يُصلّي ركعتين قبلها أيضاً، لكنّ السُنة القبلية للمغرب لا تُعدُّ من السُّنن الرواتب.[٩]

الصّلوات الخمس وفضلها

تُعدّ الصلاة من العبادات الموجودة في الشرائع السابقة، وأوّل ما فُرضت على النبيّ -عليه الصلاة والسلام- كان يُصلّيها ركعتين في الصباح وركعتين في المساء، لِقوله -تعالى-: (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ)،[١٠] ثُمّ فُرضت على كيفيّتها الحاليّة في ليلة الإسراء والمعراج، وكانت خمسين صلاة، ثُمّ أصبحت خمسٌ في الفعل، وخمسون في الأجر؛ وهي الفجر أو الصُبح، والظُهر، والعصر، والمغرب، والعِشاء.[١١][١٢]

ومما يُؤكّدُ أنها خمسُ صلوات قول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (خَمْسُ صَلَوَاتٍ في اليَومِ واللَّيْلَةِ، فَقَالَ: هلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قَالَ: لَا، إلَّا أنْ تَطَّوَّعَ)،[١٣] وجاء ذِكرُها بأوقاتها في قوله -تعالى-: (فَسُبْحَانَ اللَّـهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ* وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ)،[١٤] فقال ابن عباس: إن (حين تُمسون): صلاتيّ المغرب والعِشاء، (وحين تُصبحون): صلاةُ الفجر، (وعشياً): صلاة العصر، (وحين تُظهرون): صلاةُ الظُهر،[١١][١٢] وأمّا فضلُها ومنزلتها في الإسلام فهي كما يأتي:[١٥]

  • الصلاة أعظمُ أركان الإسلام، وعمادُ الدّينِ، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (رأْسُ هذَا الأمرِ الإسلامُ، ومن أسلَمَ سلِمَ، وعمودُه الصَّلاةُ)،[١٦] كما أنّها أوّل ما يُحاسبُ عليه الإنسان، فإن صَلُحت فقد صَلُح سائرُ عمله، وإن فَسدت فسد سائِرُ عمله.
  • الصلاة آخرُ ما يذهب من الدين، وإن ذهبت فقد ذهب الدين، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (لَتُنتَقَضَنَّ عُرى الإسلامِ عُروةً عُروةً، فكُلَّما انتَقَضَت عُروةٌ تَشَبَّث النَّاسُ بالتي تليها، فأَوَّلُهنَّ نَقضًا الحُكمُ، وآخِرُهنَّ الصَّلاةُ).[١٧]
  • الصلاة العبادة الوحيدة التي فُرضت من غير وحيّ، وبِدون واسطة؛ مما يدلُّ على عظمتها وعظم شأنها، وتخفيف الله -تعالى- لها من خمسين إلى خمس؛ يدلُّ على مكانتها وأجرِها.

المراجع

  1. علاء الدين، أبو بكر بن مسعود بن أحمد الكاساني (1986)، بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع (الطبعة الثانية)، بيروت، دار الكتب العلمية، صفحة 91، جزء 1. بتصرّف.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 350، صحيح.
  3. سعيد بن علي بن وهف القحطاني، صلاة المسافر – مفهوم، وأنواع، وآداب، ودرجات، وأحكام في ضوء الكتاب والسنة، الرياض، مطبعة سفير، صفحة 32، جزء 1. بتصرّف.
  4. رواه النووي، في المجموع، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 5/15، حسن.
  5. عبد الرحمن بن محمد عوض الجزيري (2003)، الفقه على المذاهب الأربعة (الطبعة الثانية)، بيروت – لبنان، دار الكتب العلمية، صفحة 341، جزء 1. بتصرّف.
  6. كمال بن السيد سالم (2003)، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، القاهرة، المكتبة التوفيقية، صفحة 236-237، جزء 1. بتصرّف.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 1180، صحيح.
  8. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين (1424هـ)، الفقه الميسر في ضوء الكتاب والسنة، المدينة المنورة، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، صفحة 63-64، جزء 1. بتصرّف.
  9. محمد بن إبراهيم التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، السعودية، بيت الأفكار الدولية، صفحة 592-596، جزء 2. بتصرّف.
  10. سورة غافر، آية: 55.
  11. ^ أ ب مُصطفى الخِنْ، مُصطفى البُغا، علي الشّرْبجي (1992)، الفقه المنهجي على مذهب الإمام الشافعي رحمه الله تعالى (الطبعة الرابعة)، دمشق، دار القلم، صفحة 100-101، جزء 1. بتصرّف.
  12. ^ أ ب كمال بن السيد سالم (2003)، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، القاهرة، المكتبة التوفيقية، صفحة 236، جزء 1. بتصرّف.
  13. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن طلحة بن عبيد الله، الصفحة أو الرقم: 2678، صحيح.
  14. سورة الروم، آية: 17-18.
  15. سعيد بن علي القحطاني، منزلة الصلاة في الإسلام – المفهوم، والحكم، والمنزلة، والخصائص، وحكم الترك، والفضائل في ضوء الكتاب والسنة، الرياض، مطبعة سفير، صفحة 11-15، جزء 1. بتصرّف.
  16. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم: 4357، صحيح.
  17. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبي أمامة، الصفحة أو الرقم: 7214، صحيح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

عدد الركعات في كل صلاة

عدد الركعات في صلوات الفرائض

فرض الله -تعالى- خمسُ صلواتٍ على عباده، وتختلف ركعاتها بحسب السفر أو الإقامة:[١]

  • عدد ركعات صلاة المُقيم: يُصلِّي المُقيم في اليوم والليلة سبعةَ عشرَ ركعة من الفرائض، وهي: ركعتا الفجر، وأربعٌ للظهر، وأربعٌ للعصر، وثلاثٌ للمغرب، وأربعٌ للعشاء، وثبت ذلك بِفعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-.
  • عدد ركعات صلاة المُسافر: يُصلّي المسافر إحدى عشرة ركعة، وهي: ركعتان للفجر، وركعتان للظهر، وركعتان للعصر، وثلاثٌ للمغرب، وركعتان للعشاء.

والدليلُ على عددِ ركعات المُقيم والمُسافر؛ فعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام- وقوله: (فَرَضَ اللَّهُ الصَّلَاةَ حِينَ فَرَضَهَا، رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، في الحَضَرِ والسَّفَرِ، فَأُقِرَّتْ صَلَاةُ السَّفَرِ، وزِيدَ في صَلَاةِ الحَضَرِ)،[٢][٣] وأمّا صلاةُ الجُمعة؛ فإنّها تُصلّى ركعتين للمُقيم، ومن فاتته فيجب عليه أن يُصلّيها ظُهراً؛ أي أربعُ ركعاتٍ، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (وصلاةُ الجمعةِ ركعتانِ تمامٌ غيرُ قَصْرٍ على لسانِ نبيِّكم صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ).[٤][٥]

وصلاة المُقيم؛ ركعتانِ للفجرِ يجهر فيهما بالقراءة، ويجلس للتشّهُدِ في آخرهما، وأمّا الظهر فيُصلّيها أربعُ ركعاتٍ، يُسرّ فيهما، ويجلسُ للتّشهد بعد كُلِّ ركعتين، ويُصلّي العصر مثلها، وأمّا المغرب فيُصلّيها ثلاثُ ركعات، يجهر في الرّكعتين الأوليين، ويجلس للتّشهد بعدهما، ويُسرّ في الثالثة، وأمّا العِشاء فيُصلّيها أربعُ ركعاتٍ، يجهر في الرّكعتين الأوليين، ثُمّ يجلس للتّشهُد بعدهما، ويُسرّ في الركعتين الأخيرتين، ثم يجلس للتشهّد الأخير بعدهما، وأمّا المُسافر فجميعُ صلاته ركعتين باستثناء المغرب فيُصلّيها ثلاثُ ركعاتٍ.[٦]

عدد ركعات السُّنن لكل صلاة

تُسمّى السُّنن التابعة للفرائض بِالسُّنن الرواتب، وتكون تابعةً للفرائض إمّا قبلها أو بعدها، وهي: ركعتان قبل الظهر، ويجوز صلاة أربعُ ركعاتٍ، وركعتان بعدها، وركعتان بعدَ المغرب، وركعتان بعدَ العِشاء، وركعتان قبل الفجر، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (حَفِظْتُ مِنَ النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- عَشْرَ رَكَعَاتٍ، رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَ المَغْرِبِ في بَيْتِهِ، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَ العِشَاءِ في بَيْتِهِ، ورَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الصُّبْحِ، وَكَانَتْ سَاعَةً لا يُدْخَلُ علَى النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- فِيهَا، حَدَّثَتْنِي حَفْصَةُ: أنَّه كانَ إذَا أذَّنَ المُؤَذِّنُ وطَلَعَ الفَجْرُ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ).[٧][٨]

وقد بشّر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- من حافظ عليها ببيتٍ في الجنّة، وآكد هذه الرّواتب سُنة الفجر، فقد كان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- يُحافظُ عليها في الحضر والسّفر،[٨] ورغّب الإسلام في الصلاة بعد الظهر أو الزوال لتفتّح أبواب السّماء في تلك الساعة، وأمّا العصر فلا يوجدُ لها سُنةٌ راتبة، ويجوز صلاةُ أربع ركعاتٍ قبلها، وأمّا المغرب فيُسنّ صلاة ركعتين بعدها، ويُسنّ أن يُصلّي ركعتين قبلها أيضاً، لكنّ السُنة القبلية للمغرب لا تُعدُّ من السُّنن الرواتب.[٩]

الصّلوات الخمس وفضلها

تُعدّ الصلاة من العبادات الموجودة في الشرائع السابقة، وأوّل ما فُرضت على النبيّ -عليه الصلاة والسلام- كان يُصلّيها ركعتين في الصباح وركعتين في المساء، لِقوله -تعالى-: (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ)،[١٠] ثُمّ فُرضت على كيفيّتها الحاليّة في ليلة الإسراء والمعراج، وكانت خمسين صلاة، ثُمّ أصبحت خمسٌ في الفعل، وخمسون في الأجر؛ وهي الفجر أو الصُبح، والظُهر، والعصر، والمغرب، والعِشاء.[١١][١٢]

ومما يُؤكّدُ أنها خمسُ صلوات قول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (خَمْسُ صَلَوَاتٍ في اليَومِ واللَّيْلَةِ، فَقَالَ: هلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قَالَ: لَا، إلَّا أنْ تَطَّوَّعَ)،[١٣] وجاء ذِكرُها بأوقاتها في قوله -تعالى-: (فَسُبْحَانَ اللَّـهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ* وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ)،[١٤] فقال ابن عباس: إن (حين تُمسون): صلاتيّ المغرب والعِشاء، (وحين تُصبحون): صلاةُ الفجر، (وعشياً): صلاة العصر، (وحين تُظهرون): صلاةُ الظُهر،[١١][١٢] وأمّا فضلُها ومنزلتها في الإسلام فهي كما يأتي:[١٥]

  • الصلاة أعظمُ أركان الإسلام، وعمادُ الدّينِ، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (رأْسُ هذَا الأمرِ الإسلامُ، ومن أسلَمَ سلِمَ، وعمودُه الصَّلاةُ)،[١٦] كما أنّها أوّل ما يُحاسبُ عليه الإنسان، فإن صَلُحت فقد صَلُح سائرُ عمله، وإن فَسدت فسد سائِرُ عمله.
  • الصلاة آخرُ ما يذهب من الدين، وإن ذهبت فقد ذهب الدين، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (لَتُنتَقَضَنَّ عُرى الإسلامِ عُروةً عُروةً، فكُلَّما انتَقَضَت عُروةٌ تَشَبَّث النَّاسُ بالتي تليها، فأَوَّلُهنَّ نَقضًا الحُكمُ، وآخِرُهنَّ الصَّلاةُ).[١٧]
  • الصلاة العبادة الوحيدة التي فُرضت من غير وحيّ، وبِدون واسطة؛ مما يدلُّ على عظمتها وعظم شأنها، وتخفيف الله -تعالى- لها من خمسين إلى خمس؛ يدلُّ على مكانتها وأجرِها.

المراجع

  1. علاء الدين، أبو بكر بن مسعود بن أحمد الكاساني (1986)، بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع (الطبعة الثانية)، بيروت، دار الكتب العلمية، صفحة 91، جزء 1. بتصرّف.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 350، صحيح.
  3. سعيد بن علي بن وهف القحطاني، صلاة المسافر – مفهوم، وأنواع، وآداب، ودرجات، وأحكام في ضوء الكتاب والسنة، الرياض، مطبعة سفير، صفحة 32، جزء 1. بتصرّف.
  4. رواه النووي، في المجموع، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 5/15، حسن.
  5. عبد الرحمن بن محمد عوض الجزيري (2003)، الفقه على المذاهب الأربعة (الطبعة الثانية)، بيروت – لبنان، دار الكتب العلمية، صفحة 341، جزء 1. بتصرّف.
  6. كمال بن السيد سالم (2003)، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، القاهرة، المكتبة التوفيقية، صفحة 236-237، جزء 1. بتصرّف.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 1180، صحيح.
  8. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين (1424هـ)، الفقه الميسر في ضوء الكتاب والسنة، المدينة المنورة، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، صفحة 63-64، جزء 1. بتصرّف.
  9. محمد بن إبراهيم التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، السعودية، بيت الأفكار الدولية، صفحة 592-596، جزء 2. بتصرّف.
  10. سورة غافر، آية: 55.
  11. ^ أ ب مُصطفى الخِنْ، مُصطفى البُغا، علي الشّرْبجي (1992)، الفقه المنهجي على مذهب الإمام الشافعي رحمه الله تعالى (الطبعة الرابعة)، دمشق، دار القلم، صفحة 100-101، جزء 1. بتصرّف.
  12. ^ أ ب كمال بن السيد سالم (2003)، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، القاهرة، المكتبة التوفيقية، صفحة 236، جزء 1. بتصرّف.
  13. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن طلحة بن عبيد الله، الصفحة أو الرقم: 2678، صحيح.
  14. سورة الروم، آية: 17-18.
  15. سعيد بن علي القحطاني، منزلة الصلاة في الإسلام – المفهوم، والحكم، والمنزلة، والخصائص، وحكم الترك، والفضائل في ضوء الكتاب والسنة، الرياض، مطبعة سفير، صفحة 11-15، جزء 1. بتصرّف.
  16. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم: 4357، صحيح.
  17. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبي أمامة، الصفحة أو الرقم: 7214، صحيح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

عدد الركعات في كل صلاة

عدد الركعات في صلوات الفرائض

فرض الله -تعالى- خمسُ صلواتٍ على عباده، وتختلف ركعاتها بحسب السفر أو الإقامة:[١]

  • عدد ركعات صلاة المُقيم: يُصلِّي المُقيم في اليوم والليلة سبعةَ عشرَ ركعة من الفرائض، وهي: ركعتا الفجر، وأربعٌ للظهر، وأربعٌ للعصر، وثلاثٌ للمغرب، وأربعٌ للعشاء، وثبت ذلك بِفعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-.
  • عدد ركعات صلاة المُسافر: يُصلّي المسافر إحدى عشرة ركعة، وهي: ركعتان للفجر، وركعتان للظهر، وركعتان للعصر، وثلاثٌ للمغرب، وركعتان للعشاء.

والدليلُ على عددِ ركعات المُقيم والمُسافر؛ فعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام- وقوله: (فَرَضَ اللَّهُ الصَّلَاةَ حِينَ فَرَضَهَا، رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، في الحَضَرِ والسَّفَرِ، فَأُقِرَّتْ صَلَاةُ السَّفَرِ، وزِيدَ في صَلَاةِ الحَضَرِ)،[٢][٣] وأمّا صلاةُ الجُمعة؛ فإنّها تُصلّى ركعتين للمُقيم، ومن فاتته فيجب عليه أن يُصلّيها ظُهراً؛ أي أربعُ ركعاتٍ، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (وصلاةُ الجمعةِ ركعتانِ تمامٌ غيرُ قَصْرٍ على لسانِ نبيِّكم صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ).[٤][٥]

وصلاة المُقيم؛ ركعتانِ للفجرِ يجهر فيهما بالقراءة، ويجلس للتشّهُدِ في آخرهما، وأمّا الظهر فيُصلّيها أربعُ ركعاتٍ، يُسرّ فيهما، ويجلسُ للتّشهد بعد كُلِّ ركعتين، ويُصلّي العصر مثلها، وأمّا المغرب فيُصلّيها ثلاثُ ركعات، يجهر في الرّكعتين الأوليين، ويجلس للتّشهد بعدهما، ويُسرّ في الثالثة، وأمّا العِشاء فيُصلّيها أربعُ ركعاتٍ، يجهر في الرّكعتين الأوليين، ثُمّ يجلس للتّشهُد بعدهما، ويُسرّ في الركعتين الأخيرتين، ثم يجلس للتشهّد الأخير بعدهما، وأمّا المُسافر فجميعُ صلاته ركعتين باستثناء المغرب فيُصلّيها ثلاثُ ركعاتٍ.[٦]

عدد ركعات السُّنن لكل صلاة

تُسمّى السُّنن التابعة للفرائض بِالسُّنن الرواتب، وتكون تابعةً للفرائض إمّا قبلها أو بعدها، وهي: ركعتان قبل الظهر، ويجوز صلاة أربعُ ركعاتٍ، وركعتان بعدها، وركعتان بعدَ المغرب، وركعتان بعدَ العِشاء، وركعتان قبل الفجر، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (حَفِظْتُ مِنَ النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- عَشْرَ رَكَعَاتٍ، رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَ المَغْرِبِ في بَيْتِهِ، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَ العِشَاءِ في بَيْتِهِ، ورَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الصُّبْحِ، وَكَانَتْ سَاعَةً لا يُدْخَلُ علَى النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- فِيهَا، حَدَّثَتْنِي حَفْصَةُ: أنَّه كانَ إذَا أذَّنَ المُؤَذِّنُ وطَلَعَ الفَجْرُ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ).[٧][٨]

وقد بشّر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- من حافظ عليها ببيتٍ في الجنّة، وآكد هذه الرّواتب سُنة الفجر، فقد كان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- يُحافظُ عليها في الحضر والسّفر،[٨] ورغّب الإسلام في الصلاة بعد الظهر أو الزوال لتفتّح أبواب السّماء في تلك الساعة، وأمّا العصر فلا يوجدُ لها سُنةٌ راتبة، ويجوز صلاةُ أربع ركعاتٍ قبلها، وأمّا المغرب فيُسنّ صلاة ركعتين بعدها، ويُسنّ أن يُصلّي ركعتين قبلها أيضاً، لكنّ السُنة القبلية للمغرب لا تُعدُّ من السُّنن الرواتب.[٩]

الصّلوات الخمس وفضلها

تُعدّ الصلاة من العبادات الموجودة في الشرائع السابقة، وأوّل ما فُرضت على النبيّ -عليه الصلاة والسلام- كان يُصلّيها ركعتين في الصباح وركعتين في المساء، لِقوله -تعالى-: (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ)،[١٠] ثُمّ فُرضت على كيفيّتها الحاليّة في ليلة الإسراء والمعراج، وكانت خمسين صلاة، ثُمّ أصبحت خمسٌ في الفعل، وخمسون في الأجر؛ وهي الفجر أو الصُبح، والظُهر، والعصر، والمغرب، والعِشاء.[١١][١٢]

ومما يُؤكّدُ أنها خمسُ صلوات قول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (خَمْسُ صَلَوَاتٍ في اليَومِ واللَّيْلَةِ، فَقَالَ: هلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قَالَ: لَا، إلَّا أنْ تَطَّوَّعَ)،[١٣] وجاء ذِكرُها بأوقاتها في قوله -تعالى-: (فَسُبْحَانَ اللَّـهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ* وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ)،[١٤] فقال ابن عباس: إن (حين تُمسون): صلاتيّ المغرب والعِشاء، (وحين تُصبحون): صلاةُ الفجر، (وعشياً): صلاة العصر، (وحين تُظهرون): صلاةُ الظُهر،[١١][١٢] وأمّا فضلُها ومنزلتها في الإسلام فهي كما يأتي:[١٥]

  • الصلاة أعظمُ أركان الإسلام، وعمادُ الدّينِ، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (رأْسُ هذَا الأمرِ الإسلامُ، ومن أسلَمَ سلِمَ، وعمودُه الصَّلاةُ)،[١٦] كما أنّها أوّل ما يُحاسبُ عليه الإنسان، فإن صَلُحت فقد صَلُح سائرُ عمله، وإن فَسدت فسد سائِرُ عمله.
  • الصلاة آخرُ ما يذهب من الدين، وإن ذهبت فقد ذهب الدين، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (لَتُنتَقَضَنَّ عُرى الإسلامِ عُروةً عُروةً، فكُلَّما انتَقَضَت عُروةٌ تَشَبَّث النَّاسُ بالتي تليها، فأَوَّلُهنَّ نَقضًا الحُكمُ، وآخِرُهنَّ الصَّلاةُ).[١٧]
  • الصلاة العبادة الوحيدة التي فُرضت من غير وحيّ، وبِدون واسطة؛ مما يدلُّ على عظمتها وعظم شأنها، وتخفيف الله -تعالى- لها من خمسين إلى خمس؛ يدلُّ على مكانتها وأجرِها.

المراجع

  1. علاء الدين، أبو بكر بن مسعود بن أحمد الكاساني (1986)، بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع (الطبعة الثانية)، بيروت، دار الكتب العلمية، صفحة 91، جزء 1. بتصرّف.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 350، صحيح.
  3. سعيد بن علي بن وهف القحطاني، صلاة المسافر – مفهوم، وأنواع، وآداب، ودرجات، وأحكام في ضوء الكتاب والسنة، الرياض، مطبعة سفير، صفحة 32، جزء 1. بتصرّف.
  4. رواه النووي، في المجموع، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 5/15، حسن.
  5. عبد الرحمن بن محمد عوض الجزيري (2003)، الفقه على المذاهب الأربعة (الطبعة الثانية)، بيروت – لبنان، دار الكتب العلمية، صفحة 341، جزء 1. بتصرّف.
  6. كمال بن السيد سالم (2003)، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، القاهرة، المكتبة التوفيقية، صفحة 236-237، جزء 1. بتصرّف.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 1180، صحيح.
  8. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين (1424هـ)، الفقه الميسر في ضوء الكتاب والسنة، المدينة المنورة، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، صفحة 63-64، جزء 1. بتصرّف.
  9. محمد بن إبراهيم التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، السعودية، بيت الأفكار الدولية، صفحة 592-596، جزء 2. بتصرّف.
  10. سورة غافر، آية: 55.
  11. ^ أ ب مُصطفى الخِنْ، مُصطفى البُغا، علي الشّرْبجي (1992)، الفقه المنهجي على مذهب الإمام الشافعي رحمه الله تعالى (الطبعة الرابعة)، دمشق، دار القلم، صفحة 100-101، جزء 1. بتصرّف.
  12. ^ أ ب كمال بن السيد سالم (2003)، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، القاهرة، المكتبة التوفيقية، صفحة 236، جزء 1. بتصرّف.
  13. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن طلحة بن عبيد الله، الصفحة أو الرقم: 2678، صحيح.
  14. سورة الروم، آية: 17-18.
  15. سعيد بن علي القحطاني، منزلة الصلاة في الإسلام – المفهوم، والحكم، والمنزلة، والخصائص، وحكم الترك، والفضائل في ضوء الكتاب والسنة، الرياض، مطبعة سفير، صفحة 11-15، جزء 1. بتصرّف.
  16. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم: 4357، صحيح.
  17. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبي أمامة، الصفحة أو الرقم: 7214، صحيح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

عدد الركعات في كل صلاة

عدد الركعات في صلوات الفرائض

فرض الله -تعالى- خمسُ صلواتٍ على عباده، وتختلف ركعاتها بحسب السفر أو الإقامة:[١]

  • عدد ركعات صلاة المُقيم: يُصلِّي المُقيم في اليوم والليلة سبعةَ عشرَ ركعة من الفرائض، وهي: ركعتا الفجر، وأربعٌ للظهر، وأربعٌ للعصر، وثلاثٌ للمغرب، وأربعٌ للعشاء، وثبت ذلك بِفعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-.
  • عدد ركعات صلاة المُسافر: يُصلّي المسافر إحدى عشرة ركعة، وهي: ركعتان للفجر، وركعتان للظهر، وركعتان للعصر، وثلاثٌ للمغرب، وركعتان للعشاء.

والدليلُ على عددِ ركعات المُقيم والمُسافر؛ فعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام- وقوله: (فَرَضَ اللَّهُ الصَّلَاةَ حِينَ فَرَضَهَا، رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، في الحَضَرِ والسَّفَرِ، فَأُقِرَّتْ صَلَاةُ السَّفَرِ، وزِيدَ في صَلَاةِ الحَضَرِ)،[٢][٣] وأمّا صلاةُ الجُمعة؛ فإنّها تُصلّى ركعتين للمُقيم، ومن فاتته فيجب عليه أن يُصلّيها ظُهراً؛ أي أربعُ ركعاتٍ، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (وصلاةُ الجمعةِ ركعتانِ تمامٌ غيرُ قَصْرٍ على لسانِ نبيِّكم صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ).[٤][٥]

وصلاة المُقيم؛ ركعتانِ للفجرِ يجهر فيهما بالقراءة، ويجلس للتشّهُدِ في آخرهما، وأمّا الظهر فيُصلّيها أربعُ ركعاتٍ، يُسرّ فيهما، ويجلسُ للتّشهد بعد كُلِّ ركعتين، ويُصلّي العصر مثلها، وأمّا المغرب فيُصلّيها ثلاثُ ركعات، يجهر في الرّكعتين الأوليين، ويجلس للتّشهد بعدهما، ويُسرّ في الثالثة، وأمّا العِشاء فيُصلّيها أربعُ ركعاتٍ، يجهر في الرّكعتين الأوليين، ثُمّ يجلس للتّشهُد بعدهما، ويُسرّ في الركعتين الأخيرتين، ثم يجلس للتشهّد الأخير بعدهما، وأمّا المُسافر فجميعُ صلاته ركعتين باستثناء المغرب فيُصلّيها ثلاثُ ركعاتٍ.[٦]

عدد ركعات السُّنن لكل صلاة

تُسمّى السُّنن التابعة للفرائض بِالسُّنن الرواتب، وتكون تابعةً للفرائض إمّا قبلها أو بعدها، وهي: ركعتان قبل الظهر، ويجوز صلاة أربعُ ركعاتٍ، وركعتان بعدها، وركعتان بعدَ المغرب، وركعتان بعدَ العِشاء، وركعتان قبل الفجر، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (حَفِظْتُ مِنَ النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- عَشْرَ رَكَعَاتٍ، رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَ المَغْرِبِ في بَيْتِهِ، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَ العِشَاءِ في بَيْتِهِ، ورَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الصُّبْحِ، وَكَانَتْ سَاعَةً لا يُدْخَلُ علَى النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- فِيهَا، حَدَّثَتْنِي حَفْصَةُ: أنَّه كانَ إذَا أذَّنَ المُؤَذِّنُ وطَلَعَ الفَجْرُ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ).[٧][٨]

وقد بشّر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- من حافظ عليها ببيتٍ في الجنّة، وآكد هذه الرّواتب سُنة الفجر، فقد كان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- يُحافظُ عليها في الحضر والسّفر،[٨] ورغّب الإسلام في الصلاة بعد الظهر أو الزوال لتفتّح أبواب السّماء في تلك الساعة، وأمّا العصر فلا يوجدُ لها سُنةٌ راتبة، ويجوز صلاةُ أربع ركعاتٍ قبلها، وأمّا المغرب فيُسنّ صلاة ركعتين بعدها، ويُسنّ أن يُصلّي ركعتين قبلها أيضاً، لكنّ السُنة القبلية للمغرب لا تُعدُّ من السُّنن الرواتب.[٩]

الصّلوات الخمس وفضلها

تُعدّ الصلاة من العبادات الموجودة في الشرائع السابقة، وأوّل ما فُرضت على النبيّ -عليه الصلاة والسلام- كان يُصلّيها ركعتين في الصباح وركعتين في المساء، لِقوله -تعالى-: (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ)،[١٠] ثُمّ فُرضت على كيفيّتها الحاليّة في ليلة الإسراء والمعراج، وكانت خمسين صلاة، ثُمّ أصبحت خمسٌ في الفعل، وخمسون في الأجر؛ وهي الفجر أو الصُبح، والظُهر، والعصر، والمغرب، والعِشاء.[١١][١٢]

ومما يُؤكّدُ أنها خمسُ صلوات قول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (خَمْسُ صَلَوَاتٍ في اليَومِ واللَّيْلَةِ، فَقَالَ: هلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قَالَ: لَا، إلَّا أنْ تَطَّوَّعَ)،[١٣] وجاء ذِكرُها بأوقاتها في قوله -تعالى-: (فَسُبْحَانَ اللَّـهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ* وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ)،[١٤] فقال ابن عباس: إن (حين تُمسون): صلاتيّ المغرب والعِشاء، (وحين تُصبحون): صلاةُ الفجر، (وعشياً): صلاة العصر، (وحين تُظهرون): صلاةُ الظُهر،[١١][١٢] وأمّا فضلُها ومنزلتها في الإسلام فهي كما يأتي:[١٥]

  • الصلاة أعظمُ أركان الإسلام، وعمادُ الدّينِ، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (رأْسُ هذَا الأمرِ الإسلامُ، ومن أسلَمَ سلِمَ، وعمودُه الصَّلاةُ)،[١٦] كما أنّها أوّل ما يُحاسبُ عليه الإنسان، فإن صَلُحت فقد صَلُح سائرُ عمله، وإن فَسدت فسد سائِرُ عمله.
  • الصلاة آخرُ ما يذهب من الدين، وإن ذهبت فقد ذهب الدين، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (لَتُنتَقَضَنَّ عُرى الإسلامِ عُروةً عُروةً، فكُلَّما انتَقَضَت عُروةٌ تَشَبَّث النَّاسُ بالتي تليها، فأَوَّلُهنَّ نَقضًا الحُكمُ، وآخِرُهنَّ الصَّلاةُ).[١٧]
  • الصلاة العبادة الوحيدة التي فُرضت من غير وحيّ، وبِدون واسطة؛ مما يدلُّ على عظمتها وعظم شأنها، وتخفيف الله -تعالى- لها من خمسين إلى خمس؛ يدلُّ على مكانتها وأجرِها.

المراجع

  1. علاء الدين، أبو بكر بن مسعود بن أحمد الكاساني (1986)، بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع (الطبعة الثانية)، بيروت، دار الكتب العلمية، صفحة 91، جزء 1. بتصرّف.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 350، صحيح.
  3. سعيد بن علي بن وهف القحطاني، صلاة المسافر – مفهوم، وأنواع، وآداب، ودرجات، وأحكام في ضوء الكتاب والسنة، الرياض، مطبعة سفير، صفحة 32، جزء 1. بتصرّف.
  4. رواه النووي، في المجموع، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 5/15، حسن.
  5. عبد الرحمن بن محمد عوض الجزيري (2003)، الفقه على المذاهب الأربعة (الطبعة الثانية)، بيروت – لبنان، دار الكتب العلمية، صفحة 341، جزء 1. بتصرّف.
  6. كمال بن السيد سالم (2003)، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، القاهرة، المكتبة التوفيقية، صفحة 236-237، جزء 1. بتصرّف.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 1180، صحيح.
  8. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين (1424هـ)، الفقه الميسر في ضوء الكتاب والسنة، المدينة المنورة، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، صفحة 63-64، جزء 1. بتصرّف.
  9. محمد بن إبراهيم التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، السعودية، بيت الأفكار الدولية، صفحة 592-596، جزء 2. بتصرّف.
  10. سورة غافر، آية: 55.
  11. ^ أ ب مُصطفى الخِنْ، مُصطفى البُغا، علي الشّرْبجي (1992)، الفقه المنهجي على مذهب الإمام الشافعي رحمه الله تعالى (الطبعة الرابعة)، دمشق، دار القلم، صفحة 100-101، جزء 1. بتصرّف.
  12. ^ أ ب كمال بن السيد سالم (2003)، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، القاهرة، المكتبة التوفيقية، صفحة 236، جزء 1. بتصرّف.
  13. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن طلحة بن عبيد الله، الصفحة أو الرقم: 2678، صحيح.
  14. سورة الروم، آية: 17-18.
  15. سعيد بن علي القحطاني، منزلة الصلاة في الإسلام – المفهوم، والحكم، والمنزلة، والخصائص، وحكم الترك، والفضائل في ضوء الكتاب والسنة، الرياض، مطبعة سفير، صفحة 11-15، جزء 1. بتصرّف.
  16. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم: 4357، صحيح.
  17. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبي أمامة، الصفحة أو الرقم: 7214، صحيح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

عدد الركعات في كل صلاة

عدد الركعات في صلوات الفرائض

فرض الله -تعالى- خمسُ صلواتٍ على عباده، وتختلف ركعاتها بحسب السفر أو الإقامة:[١]

  • عدد ركعات صلاة المُقيم: يُصلِّي المُقيم في اليوم والليلة سبعةَ عشرَ ركعة من الفرائض، وهي: ركعتا الفجر، وأربعٌ للظهر، وأربعٌ للعصر، وثلاثٌ للمغرب، وأربعٌ للعشاء، وثبت ذلك بِفعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-.
  • عدد ركعات صلاة المُسافر: يُصلّي المسافر إحدى عشرة ركعة، وهي: ركعتان للفجر، وركعتان للظهر، وركعتان للعصر، وثلاثٌ للمغرب، وركعتان للعشاء.

والدليلُ على عددِ ركعات المُقيم والمُسافر؛ فعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام- وقوله: (فَرَضَ اللَّهُ الصَّلَاةَ حِينَ فَرَضَهَا، رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، في الحَضَرِ والسَّفَرِ، فَأُقِرَّتْ صَلَاةُ السَّفَرِ، وزِيدَ في صَلَاةِ الحَضَرِ)،[٢][٣] وأمّا صلاةُ الجُمعة؛ فإنّها تُصلّى ركعتين للمُقيم، ومن فاتته فيجب عليه أن يُصلّيها ظُهراً؛ أي أربعُ ركعاتٍ، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (وصلاةُ الجمعةِ ركعتانِ تمامٌ غيرُ قَصْرٍ على لسانِ نبيِّكم صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ).[٤][٥]

وصلاة المُقيم؛ ركعتانِ للفجرِ يجهر فيهما بالقراءة، ويجلس للتشّهُدِ في آخرهما، وأمّا الظهر فيُصلّيها أربعُ ركعاتٍ، يُسرّ فيهما، ويجلسُ للتّشهد بعد كُلِّ ركعتين، ويُصلّي العصر مثلها، وأمّا المغرب فيُصلّيها ثلاثُ ركعات، يجهر في الرّكعتين الأوليين، ويجلس للتّشهد بعدهما، ويُسرّ في الثالثة، وأمّا العِشاء فيُصلّيها أربعُ ركعاتٍ، يجهر في الرّكعتين الأوليين، ثُمّ يجلس للتّشهُد بعدهما، ويُسرّ في الركعتين الأخيرتين، ثم يجلس للتشهّد الأخير بعدهما، وأمّا المُسافر فجميعُ صلاته ركعتين باستثناء المغرب فيُصلّيها ثلاثُ ركعاتٍ.[٦]

عدد ركعات السُّنن لكل صلاة

تُسمّى السُّنن التابعة للفرائض بِالسُّنن الرواتب، وتكون تابعةً للفرائض إمّا قبلها أو بعدها، وهي: ركعتان قبل الظهر، ويجوز صلاة أربعُ ركعاتٍ، وركعتان بعدها، وركعتان بعدَ المغرب، وركعتان بعدَ العِشاء، وركعتان قبل الفجر، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (حَفِظْتُ مِنَ النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- عَشْرَ رَكَعَاتٍ، رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَ المَغْرِبِ في بَيْتِهِ، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَ العِشَاءِ في بَيْتِهِ، ورَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الصُّبْحِ، وَكَانَتْ سَاعَةً لا يُدْخَلُ علَى النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- فِيهَا، حَدَّثَتْنِي حَفْصَةُ: أنَّه كانَ إذَا أذَّنَ المُؤَذِّنُ وطَلَعَ الفَجْرُ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ).[٧][٨]

وقد بشّر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- من حافظ عليها ببيتٍ في الجنّة، وآكد هذه الرّواتب سُنة الفجر، فقد كان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- يُحافظُ عليها في الحضر والسّفر،[٨] ورغّب الإسلام في الصلاة بعد الظهر أو الزوال لتفتّح أبواب السّماء في تلك الساعة، وأمّا العصر فلا يوجدُ لها سُنةٌ راتبة، ويجوز صلاةُ أربع ركعاتٍ قبلها، وأمّا المغرب فيُسنّ صلاة ركعتين بعدها، ويُسنّ أن يُصلّي ركعتين قبلها أيضاً، لكنّ السُنة القبلية للمغرب لا تُعدُّ من السُّنن الرواتب.[٩]

الصّلوات الخمس وفضلها

تُعدّ الصلاة من العبادات الموجودة في الشرائع السابقة، وأوّل ما فُرضت على النبيّ -عليه الصلاة والسلام- كان يُصلّيها ركعتين في الصباح وركعتين في المساء، لِقوله -تعالى-: (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ)،[١٠] ثُمّ فُرضت على كيفيّتها الحاليّة في ليلة الإسراء والمعراج، وكانت خمسين صلاة، ثُمّ أصبحت خمسٌ في الفعل، وخمسون في الأجر؛ وهي الفجر أو الصُبح، والظُهر، والعصر، والمغرب، والعِشاء.[١١][١٢]

ومما يُؤكّدُ أنها خمسُ صلوات قول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (خَمْسُ صَلَوَاتٍ في اليَومِ واللَّيْلَةِ، فَقَالَ: هلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قَالَ: لَا، إلَّا أنْ تَطَّوَّعَ)،[١٣] وجاء ذِكرُها بأوقاتها في قوله -تعالى-: (فَسُبْحَانَ اللَّـهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ* وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ)،[١٤] فقال ابن عباس: إن (حين تُمسون): صلاتيّ المغرب والعِشاء، (وحين تُصبحون): صلاةُ الفجر، (وعشياً): صلاة العصر، (وحين تُظهرون): صلاةُ الظُهر،[١١][١٢] وأمّا فضلُها ومنزلتها في الإسلام فهي كما يأتي:[١٥]

  • الصلاة أعظمُ أركان الإسلام، وعمادُ الدّينِ، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (رأْسُ هذَا الأمرِ الإسلامُ، ومن أسلَمَ سلِمَ، وعمودُه الصَّلاةُ)،[١٦] كما أنّها أوّل ما يُحاسبُ عليه الإنسان، فإن صَلُحت فقد صَلُح سائرُ عمله، وإن فَسدت فسد سائِرُ عمله.
  • الصلاة آخرُ ما يذهب من الدين، وإن ذهبت فقد ذهب الدين، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (لَتُنتَقَضَنَّ عُرى الإسلامِ عُروةً عُروةً، فكُلَّما انتَقَضَت عُروةٌ تَشَبَّث النَّاسُ بالتي تليها، فأَوَّلُهنَّ نَقضًا الحُكمُ، وآخِرُهنَّ الصَّلاةُ).[١٧]
  • الصلاة العبادة الوحيدة التي فُرضت من غير وحيّ، وبِدون واسطة؛ مما يدلُّ على عظمتها وعظم شأنها، وتخفيف الله -تعالى- لها من خمسين إلى خمس؛ يدلُّ على مكانتها وأجرِها.

المراجع

  1. علاء الدين، أبو بكر بن مسعود بن أحمد الكاساني (1986)، بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع (الطبعة الثانية)، بيروت، دار الكتب العلمية، صفحة 91، جزء 1. بتصرّف.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 350، صحيح.
  3. سعيد بن علي بن وهف القحطاني، صلاة المسافر – مفهوم، وأنواع، وآداب، ودرجات، وأحكام في ضوء الكتاب والسنة، الرياض، مطبعة سفير، صفحة 32، جزء 1. بتصرّف.
  4. رواه النووي، في المجموع، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 5/15، حسن.
  5. عبد الرحمن بن محمد عوض الجزيري (2003)، الفقه على المذاهب الأربعة (الطبعة الثانية)، بيروت – لبنان، دار الكتب العلمية، صفحة 341، جزء 1. بتصرّف.
  6. كمال بن السيد سالم (2003)، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، القاهرة، المكتبة التوفيقية، صفحة 236-237، جزء 1. بتصرّف.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 1180، صحيح.
  8. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين (1424هـ)، الفقه الميسر في ضوء الكتاب والسنة، المدينة المنورة، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، صفحة 63-64، جزء 1. بتصرّف.
  9. محمد بن إبراهيم التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، السعودية، بيت الأفكار الدولية، صفحة 592-596، جزء 2. بتصرّف.
  10. سورة غافر، آية: 55.
  11. ^ أ ب مُصطفى الخِنْ، مُصطفى البُغا، علي الشّرْبجي (1992)، الفقه المنهجي على مذهب الإمام الشافعي رحمه الله تعالى (الطبعة الرابعة)، دمشق، دار القلم، صفحة 100-101، جزء 1. بتصرّف.
  12. ^ أ ب كمال بن السيد سالم (2003)، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، القاهرة، المكتبة التوفيقية، صفحة 236، جزء 1. بتصرّف.
  13. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن طلحة بن عبيد الله، الصفحة أو الرقم: 2678، صحيح.
  14. سورة الروم، آية: 17-18.
  15. سعيد بن علي القحطاني، منزلة الصلاة في الإسلام – المفهوم، والحكم، والمنزلة، والخصائص، وحكم الترك، والفضائل في ضوء الكتاب والسنة، الرياض، مطبعة سفير، صفحة 11-15، جزء 1. بتصرّف.
  16. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم: 4357، صحيح.
  17. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبي أمامة، الصفحة أو الرقم: 7214، صحيح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

عدد الركعات في كل صلاة

عدد الركعات في صلوات الفرائض

فرض الله -تعالى- خمسُ صلواتٍ على عباده، وتختلف ركعاتها بحسب السفر أو الإقامة:[١]

  • عدد ركعات صلاة المُقيم: يُصلِّي المُقيم في اليوم والليلة سبعةَ عشرَ ركعة من الفرائض، وهي: ركعتا الفجر، وأربعٌ للظهر، وأربعٌ للعصر، وثلاثٌ للمغرب، وأربعٌ للعشاء، وثبت ذلك بِفعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-.
  • عدد ركعات صلاة المُسافر: يُصلّي المسافر إحدى عشرة ركعة، وهي: ركعتان للفجر، وركعتان للظهر، وركعتان للعصر، وثلاثٌ للمغرب، وركعتان للعشاء.

والدليلُ على عددِ ركعات المُقيم والمُسافر؛ فعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام- وقوله: (فَرَضَ اللَّهُ الصَّلَاةَ حِينَ فَرَضَهَا، رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، في الحَضَرِ والسَّفَرِ، فَأُقِرَّتْ صَلَاةُ السَّفَرِ، وزِيدَ في صَلَاةِ الحَضَرِ)،[٢][٣] وأمّا صلاةُ الجُمعة؛ فإنّها تُصلّى ركعتين للمُقيم، ومن فاتته فيجب عليه أن يُصلّيها ظُهراً؛ أي أربعُ ركعاتٍ، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (وصلاةُ الجمعةِ ركعتانِ تمامٌ غيرُ قَصْرٍ على لسانِ نبيِّكم صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ).[٤][٥]

وصلاة المُقيم؛ ركعتانِ للفجرِ يجهر فيهما بالقراءة، ويجلس للتشّهُدِ في آخرهما، وأمّا الظهر فيُصلّيها أربعُ ركعاتٍ، يُسرّ فيهما، ويجلسُ للتّشهد بعد كُلِّ ركعتين، ويُصلّي العصر مثلها، وأمّا المغرب فيُصلّيها ثلاثُ ركعات، يجهر في الرّكعتين الأوليين، ويجلس للتّشهد بعدهما، ويُسرّ في الثالثة، وأمّا العِشاء فيُصلّيها أربعُ ركعاتٍ، يجهر في الرّكعتين الأوليين، ثُمّ يجلس للتّشهُد بعدهما، ويُسرّ في الركعتين الأخيرتين، ثم يجلس للتشهّد الأخير بعدهما، وأمّا المُسافر فجميعُ صلاته ركعتين باستثناء المغرب فيُصلّيها ثلاثُ ركعاتٍ.[٦]

عدد ركعات السُّنن لكل صلاة

تُسمّى السُّنن التابعة للفرائض بِالسُّنن الرواتب، وتكون تابعةً للفرائض إمّا قبلها أو بعدها، وهي: ركعتان قبل الظهر، ويجوز صلاة أربعُ ركعاتٍ، وركعتان بعدها، وركعتان بعدَ المغرب، وركعتان بعدَ العِشاء، وركعتان قبل الفجر، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (حَفِظْتُ مِنَ النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- عَشْرَ رَكَعَاتٍ، رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَ المَغْرِبِ في بَيْتِهِ، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَ العِشَاءِ في بَيْتِهِ، ورَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الصُّبْحِ، وَكَانَتْ سَاعَةً لا يُدْخَلُ علَى النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- فِيهَا، حَدَّثَتْنِي حَفْصَةُ: أنَّه كانَ إذَا أذَّنَ المُؤَذِّنُ وطَلَعَ الفَجْرُ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ).[٧][٨]

وقد بشّر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- من حافظ عليها ببيتٍ في الجنّة، وآكد هذه الرّواتب سُنة الفجر، فقد كان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- يُحافظُ عليها في الحضر والسّفر،[٨] ورغّب الإسلام في الصلاة بعد الظهر أو الزوال لتفتّح أبواب السّماء في تلك الساعة، وأمّا العصر فلا يوجدُ لها سُنةٌ راتبة، ويجوز صلاةُ أربع ركعاتٍ قبلها، وأمّا المغرب فيُسنّ صلاة ركعتين بعدها، ويُسنّ أن يُصلّي ركعتين قبلها أيضاً، لكنّ السُنة القبلية للمغرب لا تُعدُّ من السُّنن الرواتب.[٩]

الصّلوات الخمس وفضلها

تُعدّ الصلاة من العبادات الموجودة في الشرائع السابقة، وأوّل ما فُرضت على النبيّ -عليه الصلاة والسلام- كان يُصلّيها ركعتين في الصباح وركعتين في المساء، لِقوله -تعالى-: (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ)،[١٠] ثُمّ فُرضت على كيفيّتها الحاليّة في ليلة الإسراء والمعراج، وكانت خمسين صلاة، ثُمّ أصبحت خمسٌ في الفعل، وخمسون في الأجر؛ وهي الفجر أو الصُبح، والظُهر، والعصر، والمغرب، والعِشاء.[١١][١٢]

ومما يُؤكّدُ أنها خمسُ صلوات قول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (خَمْسُ صَلَوَاتٍ في اليَومِ واللَّيْلَةِ، فَقَالَ: هلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قَالَ: لَا، إلَّا أنْ تَطَّوَّعَ)،[١٣] وجاء ذِكرُها بأوقاتها في قوله -تعالى-: (فَسُبْحَانَ اللَّـهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ* وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ)،[١٤] فقال ابن عباس: إن (حين تُمسون): صلاتيّ المغرب والعِشاء، (وحين تُصبحون): صلاةُ الفجر، (وعشياً): صلاة العصر، (وحين تُظهرون): صلاةُ الظُهر،[١١][١٢] وأمّا فضلُها ومنزلتها في الإسلام فهي كما يأتي:[١٥]

  • الصلاة أعظمُ أركان الإسلام، وعمادُ الدّينِ، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (رأْسُ هذَا الأمرِ الإسلامُ، ومن أسلَمَ سلِمَ، وعمودُه الصَّلاةُ)،[١٦] كما أنّها أوّل ما يُحاسبُ عليه الإنسان، فإن صَلُحت فقد صَلُح سائرُ عمله، وإن فَسدت فسد سائِرُ عمله.
  • الصلاة آخرُ ما يذهب من الدين، وإن ذهبت فقد ذهب الدين، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (لَتُنتَقَضَنَّ عُرى الإسلامِ عُروةً عُروةً، فكُلَّما انتَقَضَت عُروةٌ تَشَبَّث النَّاسُ بالتي تليها، فأَوَّلُهنَّ نَقضًا الحُكمُ، وآخِرُهنَّ الصَّلاةُ).[١٧]
  • الصلاة العبادة الوحيدة التي فُرضت من غير وحيّ، وبِدون واسطة؛ مما يدلُّ على عظمتها وعظم شأنها، وتخفيف الله -تعالى- لها من خمسين إلى خمس؛ يدلُّ على مكانتها وأجرِها.

المراجع

  1. علاء الدين، أبو بكر بن مسعود بن أحمد الكاساني (1986)، بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع (الطبعة الثانية)، بيروت، دار الكتب العلمية، صفحة 91، جزء 1. بتصرّف.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 350، صحيح.
  3. سعيد بن علي بن وهف القحطاني، صلاة المسافر – مفهوم، وأنواع، وآداب، ودرجات، وأحكام في ضوء الكتاب والسنة، الرياض، مطبعة سفير، صفحة 32، جزء 1. بتصرّف.
  4. رواه النووي، في المجموع، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 5/15، حسن.
  5. عبد الرحمن بن محمد عوض الجزيري (2003)، الفقه على المذاهب الأربعة (الطبعة الثانية)، بيروت – لبنان، دار الكتب العلمية، صفحة 341، جزء 1. بتصرّف.
  6. كمال بن السيد سالم (2003)، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، القاهرة، المكتبة التوفيقية، صفحة 236-237، جزء 1. بتصرّف.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 1180، صحيح.
  8. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين (1424هـ)، الفقه الميسر في ضوء الكتاب والسنة، المدينة المنورة، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، صفحة 63-64، جزء 1. بتصرّف.
  9. محمد بن إبراهيم التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، السعودية، بيت الأفكار الدولية، صفحة 592-596، جزء 2. بتصرّف.
  10. سورة غافر، آية: 55.
  11. ^ أ ب مُصطفى الخِنْ، مُصطفى البُغا، علي الشّرْبجي (1992)، الفقه المنهجي على مذهب الإمام الشافعي رحمه الله تعالى (الطبعة الرابعة)، دمشق، دار القلم، صفحة 100-101، جزء 1. بتصرّف.
  12. ^ أ ب كمال بن السيد سالم (2003)، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، القاهرة، المكتبة التوفيقية، صفحة 236، جزء 1. بتصرّف.
  13. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن طلحة بن عبيد الله، الصفحة أو الرقم: 2678، صحيح.
  14. سورة الروم، آية: 17-18.
  15. سعيد بن علي القحطاني، منزلة الصلاة في الإسلام – المفهوم، والحكم، والمنزلة، والخصائص، وحكم الترك، والفضائل في ضوء الكتاب والسنة، الرياض، مطبعة سفير، صفحة 11-15، جزء 1. بتصرّف.
  16. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم: 4357، صحيح.
  17. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبي أمامة، الصفحة أو الرقم: 7214، صحيح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

عدد الركعات في كل صلاة

عدد الركعات في صلوات الفرائض

فرض الله -تعالى- خمسُ صلواتٍ على عباده، وتختلف ركعاتها بحسب السفر أو الإقامة:[١]

  • عدد ركعات صلاة المُقيم: يُصلِّي المُقيم في اليوم والليلة سبعةَ عشرَ ركعة من الفرائض، وهي: ركعتا الفجر، وأربعٌ للظهر، وأربعٌ للعصر، وثلاثٌ للمغرب، وأربعٌ للعشاء، وثبت ذلك بِفعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-.
  • عدد ركعات صلاة المُسافر: يُصلّي المسافر إحدى عشرة ركعة، وهي: ركعتان للفجر، وركعتان للظهر، وركعتان للعصر، وثلاثٌ للمغرب، وركعتان للعشاء.

والدليلُ على عددِ ركعات المُقيم والمُسافر؛ فعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام- وقوله: (فَرَضَ اللَّهُ الصَّلَاةَ حِينَ فَرَضَهَا، رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، في الحَضَرِ والسَّفَرِ، فَأُقِرَّتْ صَلَاةُ السَّفَرِ، وزِيدَ في صَلَاةِ الحَضَرِ)،[٢][٣] وأمّا صلاةُ الجُمعة؛ فإنّها تُصلّى ركعتين للمُقيم، ومن فاتته فيجب عليه أن يُصلّيها ظُهراً؛ أي أربعُ ركعاتٍ، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (وصلاةُ الجمعةِ ركعتانِ تمامٌ غيرُ قَصْرٍ على لسانِ نبيِّكم صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ).[٤][٥]

وصلاة المُقيم؛ ركعتانِ للفجرِ يجهر فيهما بالقراءة، ويجلس للتشّهُدِ في آخرهما، وأمّا الظهر فيُصلّيها أربعُ ركعاتٍ، يُسرّ فيهما، ويجلسُ للتّشهد بعد كُلِّ ركعتين، ويُصلّي العصر مثلها، وأمّا المغرب فيُصلّيها ثلاثُ ركعات، يجهر في الرّكعتين الأوليين، ويجلس للتّشهد بعدهما، ويُسرّ في الثالثة، وأمّا العِشاء فيُصلّيها أربعُ ركعاتٍ، يجهر في الرّكعتين الأوليين، ثُمّ يجلس للتّشهُد بعدهما، ويُسرّ في الركعتين الأخيرتين، ثم يجلس للتشهّد الأخير بعدهما، وأمّا المُسافر فجميعُ صلاته ركعتين باستثناء المغرب فيُصلّيها ثلاثُ ركعاتٍ.[٦]

عدد ركعات السُّنن لكل صلاة

تُسمّى السُّنن التابعة للفرائض بِالسُّنن الرواتب، وتكون تابعةً للفرائض إمّا قبلها أو بعدها، وهي: ركعتان قبل الظهر، ويجوز صلاة أربعُ ركعاتٍ، وركعتان بعدها، وركعتان بعدَ المغرب، وركعتان بعدَ العِشاء، وركعتان قبل الفجر، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (حَفِظْتُ مِنَ النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- عَشْرَ رَكَعَاتٍ، رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَ المَغْرِبِ في بَيْتِهِ، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَ العِشَاءِ في بَيْتِهِ، ورَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الصُّبْحِ، وَكَانَتْ سَاعَةً لا يُدْخَلُ علَى النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- فِيهَا، حَدَّثَتْنِي حَفْصَةُ: أنَّه كانَ إذَا أذَّنَ المُؤَذِّنُ وطَلَعَ الفَجْرُ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ).[٧][٨]

وقد بشّر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- من حافظ عليها ببيتٍ في الجنّة، وآكد هذه الرّواتب سُنة الفجر، فقد كان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- يُحافظُ عليها في الحضر والسّفر،[٨] ورغّب الإسلام في الصلاة بعد الظهر أو الزوال لتفتّح أبواب السّماء في تلك الساعة، وأمّا العصر فلا يوجدُ لها سُنةٌ راتبة، ويجوز صلاةُ أربع ركعاتٍ قبلها، وأمّا المغرب فيُسنّ صلاة ركعتين بعدها، ويُسنّ أن يُصلّي ركعتين قبلها أيضاً، لكنّ السُنة القبلية للمغرب لا تُعدُّ من السُّنن الرواتب.[٩]

الصّلوات الخمس وفضلها

تُعدّ الصلاة من العبادات الموجودة في الشرائع السابقة، وأوّل ما فُرضت على النبيّ -عليه الصلاة والسلام- كان يُصلّيها ركعتين في الصباح وركعتين في المساء، لِقوله -تعالى-: (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ)،[١٠] ثُمّ فُرضت على كيفيّتها الحاليّة في ليلة الإسراء والمعراج، وكانت خمسين صلاة، ثُمّ أصبحت خمسٌ في الفعل، وخمسون في الأجر؛ وهي الفجر أو الصُبح، والظُهر، والعصر، والمغرب، والعِشاء.[١١][١٢]

ومما يُؤكّدُ أنها خمسُ صلوات قول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (خَمْسُ صَلَوَاتٍ في اليَومِ واللَّيْلَةِ، فَقَالَ: هلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قَالَ: لَا، إلَّا أنْ تَطَّوَّعَ)،[١٣] وجاء ذِكرُها بأوقاتها في قوله -تعالى-: (فَسُبْحَانَ اللَّـهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ* وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ)،[١٤] فقال ابن عباس: إن (حين تُمسون): صلاتيّ المغرب والعِشاء، (وحين تُصبحون): صلاةُ الفجر، (وعشياً): صلاة العصر، (وحين تُظهرون): صلاةُ الظُهر،[١١][١٢] وأمّا فضلُها ومنزلتها في الإسلام فهي كما يأتي:[١٥]

  • الصلاة أعظمُ أركان الإسلام، وعمادُ الدّينِ، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (رأْسُ هذَا الأمرِ الإسلامُ، ومن أسلَمَ سلِمَ، وعمودُه الصَّلاةُ)،[١٦] كما أنّها أوّل ما يُحاسبُ عليه الإنسان، فإن صَلُحت فقد صَلُح سائرُ عمله، وإن فَسدت فسد سائِرُ عمله.
  • الصلاة آخرُ ما يذهب من الدين، وإن ذهبت فقد ذهب الدين، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (لَتُنتَقَضَنَّ عُرى الإسلامِ عُروةً عُروةً، فكُلَّما انتَقَضَت عُروةٌ تَشَبَّث النَّاسُ بالتي تليها، فأَوَّلُهنَّ نَقضًا الحُكمُ، وآخِرُهنَّ الصَّلاةُ).[١٧]
  • الصلاة العبادة الوحيدة التي فُرضت من غير وحيّ، وبِدون واسطة؛ مما يدلُّ على عظمتها وعظم شأنها، وتخفيف الله -تعالى- لها من خمسين إلى خمس؛ يدلُّ على مكانتها وأجرِها.

المراجع

  1. علاء الدين، أبو بكر بن مسعود بن أحمد الكاساني (1986)، بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع (الطبعة الثانية)، بيروت، دار الكتب العلمية، صفحة 91، جزء 1. بتصرّف.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 350، صحيح.
  3. سعيد بن علي بن وهف القحطاني، صلاة المسافر – مفهوم، وأنواع، وآداب، ودرجات، وأحكام في ضوء الكتاب والسنة، الرياض، مطبعة سفير، صفحة 32، جزء 1. بتصرّف.
  4. رواه النووي، في المجموع، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 5/15، حسن.
  5. عبد الرحمن بن محمد عوض الجزيري (2003)، الفقه على المذاهب الأربعة (الطبعة الثانية)، بيروت – لبنان، دار الكتب العلمية، صفحة 341، جزء 1. بتصرّف.
  6. كمال بن السيد سالم (2003)، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، القاهرة، المكتبة التوفيقية، صفحة 236-237، جزء 1. بتصرّف.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 1180، صحيح.
  8. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين (1424هـ)، الفقه الميسر في ضوء الكتاب والسنة، المدينة المنورة، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، صفحة 63-64، جزء 1. بتصرّف.
  9. محمد بن إبراهيم التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، السعودية، بيت الأفكار الدولية، صفحة 592-596، جزء 2. بتصرّف.
  10. سورة غافر، آية: 55.
  11. ^ أ ب مُصطفى الخِنْ، مُصطفى البُغا، علي الشّرْبجي (1992)، الفقه المنهجي على مذهب الإمام الشافعي رحمه الله تعالى (الطبعة الرابعة)، دمشق، دار القلم، صفحة 100-101، جزء 1. بتصرّف.
  12. ^ أ ب كمال بن السيد سالم (2003)، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، القاهرة، المكتبة التوفيقية، صفحة 236، جزء 1. بتصرّف.
  13. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن طلحة بن عبيد الله، الصفحة أو الرقم: 2678، صحيح.
  14. سورة الروم، آية: 17-18.
  15. سعيد بن علي القحطاني، منزلة الصلاة في الإسلام – المفهوم، والحكم، والمنزلة، والخصائص، وحكم الترك، والفضائل في ضوء الكتاب والسنة، الرياض، مطبعة سفير، صفحة 11-15، جزء 1. بتصرّف.
  16. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم: 4357، صحيح.
  17. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبي أمامة، الصفحة أو الرقم: 7214، صحيح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

عدد الركعات في كل صلاة

عدد الركعات في صلوات الفرائض

فرض الله -تعالى- خمسُ صلواتٍ على عباده، وتختلف ركعاتها بحسب السفر أو الإقامة:[١]

  • عدد ركعات صلاة المُقيم: يُصلِّي المُقيم في اليوم والليلة سبعةَ عشرَ ركعة من الفرائض، وهي: ركعتا الفجر، وأربعٌ للظهر، وأربعٌ للعصر، وثلاثٌ للمغرب، وأربعٌ للعشاء، وثبت ذلك بِفعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-.
  • عدد ركعات صلاة المُسافر: يُصلّي المسافر إحدى عشرة ركعة، وهي: ركعتان للفجر، وركعتان للظهر، وركعتان للعصر، وثلاثٌ للمغرب، وركعتان للعشاء.

والدليلُ على عددِ ركعات المُقيم والمُسافر؛ فعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام- وقوله: (فَرَضَ اللَّهُ الصَّلَاةَ حِينَ فَرَضَهَا، رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، في الحَضَرِ والسَّفَرِ، فَأُقِرَّتْ صَلَاةُ السَّفَرِ، وزِيدَ في صَلَاةِ الحَضَرِ)،[٢][٣] وأمّا صلاةُ الجُمعة؛ فإنّها تُصلّى ركعتين للمُقيم، ومن فاتته فيجب عليه أن يُصلّيها ظُهراً؛ أي أربعُ ركعاتٍ، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (وصلاةُ الجمعةِ ركعتانِ تمامٌ غيرُ قَصْرٍ على لسانِ نبيِّكم صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ).[٤][٥]

وصلاة المُقيم؛ ركعتانِ للفجرِ يجهر فيهما بالقراءة، ويجلس للتشّهُدِ في آخرهما، وأمّا الظهر فيُصلّيها أربعُ ركعاتٍ، يُسرّ فيهما، ويجلسُ للتّشهد بعد كُلِّ ركعتين، ويُصلّي العصر مثلها، وأمّا المغرب فيُصلّيها ثلاثُ ركعات، يجهر في الرّكعتين الأوليين، ويجلس للتّشهد بعدهما، ويُسرّ في الثالثة، وأمّا العِشاء فيُصلّيها أربعُ ركعاتٍ، يجهر في الرّكعتين الأوليين، ثُمّ يجلس للتّشهُد بعدهما، ويُسرّ في الركعتين الأخيرتين، ثم يجلس للتشهّد الأخير بعدهما، وأمّا المُسافر فجميعُ صلاته ركعتين باستثناء المغرب فيُصلّيها ثلاثُ ركعاتٍ.[٦]

عدد ركعات السُّنن لكل صلاة

تُسمّى السُّنن التابعة للفرائض بِالسُّنن الرواتب، وتكون تابعةً للفرائض إمّا قبلها أو بعدها، وهي: ركعتان قبل الظهر، ويجوز صلاة أربعُ ركعاتٍ، وركعتان بعدها، وركعتان بعدَ المغرب، وركعتان بعدَ العِشاء، وركعتان قبل الفجر، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (حَفِظْتُ مِنَ النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- عَشْرَ رَكَعَاتٍ، رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَ المَغْرِبِ في بَيْتِهِ، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَ العِشَاءِ في بَيْتِهِ، ورَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الصُّبْحِ، وَكَانَتْ سَاعَةً لا يُدْخَلُ علَى النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- فِيهَا، حَدَّثَتْنِي حَفْصَةُ: أنَّه كانَ إذَا أذَّنَ المُؤَذِّنُ وطَلَعَ الفَجْرُ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ).[٧][٨]

وقد بشّر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- من حافظ عليها ببيتٍ في الجنّة، وآكد هذه الرّواتب سُنة الفجر، فقد كان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- يُحافظُ عليها في الحضر والسّفر،[٨] ورغّب الإسلام في الصلاة بعد الظهر أو الزوال لتفتّح أبواب السّماء في تلك الساعة، وأمّا العصر فلا يوجدُ لها سُنةٌ راتبة، ويجوز صلاةُ أربع ركعاتٍ قبلها، وأمّا المغرب فيُسنّ صلاة ركعتين بعدها، ويُسنّ أن يُصلّي ركعتين قبلها أيضاً، لكنّ السُنة القبلية للمغرب لا تُعدُّ من السُّنن الرواتب.[٩]

الصّلوات الخمس وفضلها

تُعدّ الصلاة من العبادات الموجودة في الشرائع السابقة، وأوّل ما فُرضت على النبيّ -عليه الصلاة والسلام- كان يُصلّيها ركعتين في الصباح وركعتين في المساء، لِقوله -تعالى-: (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ)،[١٠] ثُمّ فُرضت على كيفيّتها الحاليّة في ليلة الإسراء والمعراج، وكانت خمسين صلاة، ثُمّ أصبحت خمسٌ في الفعل، وخمسون في الأجر؛ وهي الفجر أو الصُبح، والظُهر، والعصر، والمغرب، والعِشاء.[١١][١٢]

ومما يُؤكّدُ أنها خمسُ صلوات قول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (خَمْسُ صَلَوَاتٍ في اليَومِ واللَّيْلَةِ، فَقَالَ: هلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قَالَ: لَا، إلَّا أنْ تَطَّوَّعَ)،[١٣] وجاء ذِكرُها بأوقاتها في قوله -تعالى-: (فَسُبْحَانَ اللَّـهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ* وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ)،[١٤] فقال ابن عباس: إن (حين تُمسون): صلاتيّ المغرب والعِشاء، (وحين تُصبحون): صلاةُ الفجر، (وعشياً): صلاة العصر، (وحين تُظهرون): صلاةُ الظُهر،[١١][١٢] وأمّا فضلُها ومنزلتها في الإسلام فهي كما يأتي:[١٥]

  • الصلاة أعظمُ أركان الإسلام، وعمادُ الدّينِ، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (رأْسُ هذَا الأمرِ الإسلامُ، ومن أسلَمَ سلِمَ، وعمودُه الصَّلاةُ)،[١٦] كما أنّها أوّل ما يُحاسبُ عليه الإنسان، فإن صَلُحت فقد صَلُح سائرُ عمله، وإن فَسدت فسد سائِرُ عمله.
  • الصلاة آخرُ ما يذهب من الدين، وإن ذهبت فقد ذهب الدين، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (لَتُنتَقَضَنَّ عُرى الإسلامِ عُروةً عُروةً، فكُلَّما انتَقَضَت عُروةٌ تَشَبَّث النَّاسُ بالتي تليها، فأَوَّلُهنَّ نَقضًا الحُكمُ، وآخِرُهنَّ الصَّلاةُ).[١٧]
  • الصلاة العبادة الوحيدة التي فُرضت من غير وحيّ، وبِدون واسطة؛ مما يدلُّ على عظمتها وعظم شأنها، وتخفيف الله -تعالى- لها من خمسين إلى خمس؛ يدلُّ على مكانتها وأجرِها.

المراجع

  1. علاء الدين، أبو بكر بن مسعود بن أحمد الكاساني (1986)، بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع (الطبعة الثانية)، بيروت، دار الكتب العلمية، صفحة 91، جزء 1. بتصرّف.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 350، صحيح.
  3. سعيد بن علي بن وهف القحطاني، صلاة المسافر – مفهوم، وأنواع، وآداب، ودرجات، وأحكام في ضوء الكتاب والسنة، الرياض، مطبعة سفير، صفحة 32، جزء 1. بتصرّف.
  4. رواه النووي، في المجموع، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 5/15، حسن.
  5. عبد الرحمن بن محمد عوض الجزيري (2003)، الفقه على المذاهب الأربعة (الطبعة الثانية)، بيروت – لبنان، دار الكتب العلمية، صفحة 341، جزء 1. بتصرّف.
  6. كمال بن السيد سالم (2003)، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، القاهرة، المكتبة التوفيقية، صفحة 236-237، جزء 1. بتصرّف.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 1180، صحيح.
  8. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين (1424هـ)، الفقه الميسر في ضوء الكتاب والسنة، المدينة المنورة، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، صفحة 63-64، جزء 1. بتصرّف.
  9. محمد بن إبراهيم التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، السعودية، بيت الأفكار الدولية، صفحة 592-596، جزء 2. بتصرّف.
  10. سورة غافر، آية: 55.
  11. ^ أ ب مُصطفى الخِنْ، مُصطفى البُغا، علي الشّرْبجي (1992)، الفقه المنهجي على مذهب الإمام الشافعي رحمه الله تعالى (الطبعة الرابعة)، دمشق، دار القلم، صفحة 100-101، جزء 1. بتصرّف.
  12. ^ أ ب كمال بن السيد سالم (2003)، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، القاهرة، المكتبة التوفيقية، صفحة 236، جزء 1. بتصرّف.
  13. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن طلحة بن عبيد الله، الصفحة أو الرقم: 2678، صحيح.
  14. سورة الروم، آية: 17-18.
  15. سعيد بن علي القحطاني، منزلة الصلاة في الإسلام – المفهوم، والحكم، والمنزلة، والخصائص، وحكم الترك، والفضائل في ضوء الكتاب والسنة، الرياض، مطبعة سفير، صفحة 11-15، جزء 1. بتصرّف.
  16. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم: 4357، صحيح.
  17. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبي أمامة، الصفحة أو الرقم: 7214، صحيح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

عدد الركعات في كل صلاة

عدد الركعات في صلوات الفرائض

فرض الله -تعالى- خمسُ صلواتٍ على عباده، وتختلف ركعاتها بحسب السفر أو الإقامة:[١]

  • عدد ركعات صلاة المُقيم: يُصلِّي المُقيم في اليوم والليلة سبعةَ عشرَ ركعة من الفرائض، وهي: ركعتا الفجر، وأربعٌ للظهر، وأربعٌ للعصر، وثلاثٌ للمغرب، وأربعٌ للعشاء، وثبت ذلك بِفعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-.
  • عدد ركعات صلاة المُسافر: يُصلّي المسافر إحدى عشرة ركعة، وهي: ركعتان للفجر، وركعتان للظهر، وركعتان للعصر، وثلاثٌ للمغرب، وركعتان للعشاء.

والدليلُ على عددِ ركعات المُقيم والمُسافر؛ فعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام- وقوله: (فَرَضَ اللَّهُ الصَّلَاةَ حِينَ فَرَضَهَا، رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، في الحَضَرِ والسَّفَرِ، فَأُقِرَّتْ صَلَاةُ السَّفَرِ، وزِيدَ في صَلَاةِ الحَضَرِ)،[٢][٣] وأمّا صلاةُ الجُمعة؛ فإنّها تُصلّى ركعتين للمُقيم، ومن فاتته فيجب عليه أن يُصلّيها ظُهراً؛ أي أربعُ ركعاتٍ، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (وصلاةُ الجمعةِ ركعتانِ تمامٌ غيرُ قَصْرٍ على لسانِ نبيِّكم صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ).[٤][٥]

وصلاة المُقيم؛ ركعتانِ للفجرِ يجهر فيهما بالقراءة، ويجلس للتشّهُدِ في آخرهما، وأمّا الظهر فيُصلّيها أربعُ ركعاتٍ، يُسرّ فيهما، ويجلسُ للتّشهد بعد كُلِّ ركعتين، ويُصلّي العصر مثلها، وأمّا المغرب فيُصلّيها ثلاثُ ركعات، يجهر في الرّكعتين الأوليين، ويجلس للتّشهد بعدهما، ويُسرّ في الثالثة، وأمّا العِشاء فيُصلّيها أربعُ ركعاتٍ، يجهر في الرّكعتين الأوليين، ثُمّ يجلس للتّشهُد بعدهما، ويُسرّ في الركعتين الأخيرتين، ثم يجلس للتشهّد الأخير بعدهما، وأمّا المُسافر فجميعُ صلاته ركعتين باستثناء المغرب فيُصلّيها ثلاثُ ركعاتٍ.[٦]

عدد ركعات السُّنن لكل صلاة

تُسمّى السُّنن التابعة للفرائض بِالسُّنن الرواتب، وتكون تابعةً للفرائض إمّا قبلها أو بعدها، وهي: ركعتان قبل الظهر، ويجوز صلاة أربعُ ركعاتٍ، وركعتان بعدها، وركعتان بعدَ المغرب، وركعتان بعدَ العِشاء، وركعتان قبل الفجر، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (حَفِظْتُ مِنَ النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- عَشْرَ رَكَعَاتٍ، رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَ المَغْرِبِ في بَيْتِهِ، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَ العِشَاءِ في بَيْتِهِ، ورَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الصُّبْحِ، وَكَانَتْ سَاعَةً لا يُدْخَلُ علَى النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- فِيهَا، حَدَّثَتْنِي حَفْصَةُ: أنَّه كانَ إذَا أذَّنَ المُؤَذِّنُ وطَلَعَ الفَجْرُ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ).[٧][٨]

وقد بشّر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- من حافظ عليها ببيتٍ في الجنّة، وآكد هذه الرّواتب سُنة الفجر، فقد كان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- يُحافظُ عليها في الحضر والسّفر،[٨] ورغّب الإسلام في الصلاة بعد الظهر أو الزوال لتفتّح أبواب السّماء في تلك الساعة، وأمّا العصر فلا يوجدُ لها سُنةٌ راتبة، ويجوز صلاةُ أربع ركعاتٍ قبلها، وأمّا المغرب فيُسنّ صلاة ركعتين بعدها، ويُسنّ أن يُصلّي ركعتين قبلها أيضاً، لكنّ السُنة القبلية للمغرب لا تُعدُّ من السُّنن الرواتب.[٩]

الصّلوات الخمس وفضلها

تُعدّ الصلاة من العبادات الموجودة في الشرائع السابقة، وأوّل ما فُرضت على النبيّ -عليه الصلاة والسلام- كان يُصلّيها ركعتين في الصباح وركعتين في المساء، لِقوله -تعالى-: (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ)،[١٠] ثُمّ فُرضت على كيفيّتها الحاليّة في ليلة الإسراء والمعراج، وكانت خمسين صلاة، ثُمّ أصبحت خمسٌ في الفعل، وخمسون في الأجر؛ وهي الفجر أو الصُبح، والظُهر، والعصر، والمغرب، والعِشاء.[١١][١٢]

ومما يُؤكّدُ أنها خمسُ صلوات قول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (خَمْسُ صَلَوَاتٍ في اليَومِ واللَّيْلَةِ، فَقَالَ: هلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قَالَ: لَا، إلَّا أنْ تَطَّوَّعَ)،[١٣] وجاء ذِكرُها بأوقاتها في قوله -تعالى-: (فَسُبْحَانَ اللَّـهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ* وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ)،[١٤] فقال ابن عباس: إن (حين تُمسون): صلاتيّ المغرب والعِشاء، (وحين تُصبحون): صلاةُ الفجر، (وعشياً): صلاة العصر، (وحين تُظهرون): صلاةُ الظُهر،[١١][١٢] وأمّا فضلُها ومنزلتها في الإسلام فهي كما يأتي:[١٥]

  • الصلاة أعظمُ أركان الإسلام، وعمادُ الدّينِ، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (رأْسُ هذَا الأمرِ الإسلامُ، ومن أسلَمَ سلِمَ، وعمودُه الصَّلاةُ)،[١٦] كما أنّها أوّل ما يُحاسبُ عليه الإنسان، فإن صَلُحت فقد صَلُح سائرُ عمله، وإن فَسدت فسد سائِرُ عمله.
  • الصلاة آخرُ ما يذهب من الدين، وإن ذهبت فقد ذهب الدين، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (لَتُنتَقَضَنَّ عُرى الإسلامِ عُروةً عُروةً، فكُلَّما انتَقَضَت عُروةٌ تَشَبَّث النَّاسُ بالتي تليها، فأَوَّلُهنَّ نَقضًا الحُكمُ، وآخِرُهنَّ الصَّلاةُ).[١٧]
  • الصلاة العبادة الوحيدة التي فُرضت من غير وحيّ، وبِدون واسطة؛ مما يدلُّ على عظمتها وعظم شأنها، وتخفيف الله -تعالى- لها من خمسين إلى خمس؛ يدلُّ على مكانتها وأجرِها.

المراجع

  1. علاء الدين، أبو بكر بن مسعود بن أحمد الكاساني (1986)، بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع (الطبعة الثانية)، بيروت، دار الكتب العلمية، صفحة 91، جزء 1. بتصرّف.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 350، صحيح.
  3. سعيد بن علي بن وهف القحطاني، صلاة المسافر – مفهوم، وأنواع، وآداب، ودرجات، وأحكام في ضوء الكتاب والسنة، الرياض، مطبعة سفير، صفحة 32، جزء 1. بتصرّف.
  4. رواه النووي، في المجموع، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 5/15، حسن.
  5. عبد الرحمن بن محمد عوض الجزيري (2003)، الفقه على المذاهب الأربعة (الطبعة الثانية)، بيروت – لبنان، دار الكتب العلمية، صفحة 341، جزء 1. بتصرّف.
  6. كمال بن السيد سالم (2003)، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، القاهرة، المكتبة التوفيقية، صفحة 236-237، جزء 1. بتصرّف.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 1180، صحيح.
  8. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين (1424هـ)، الفقه الميسر في ضوء الكتاب والسنة، المدينة المنورة، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، صفحة 63-64، جزء 1. بتصرّف.
  9. محمد بن إبراهيم التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، السعودية، بيت الأفكار الدولية، صفحة 592-596، جزء 2. بتصرّف.
  10. سورة غافر، آية: 55.
  11. ^ أ ب مُصطفى الخِنْ، مُصطفى البُغا، علي الشّرْبجي (1992)، الفقه المنهجي على مذهب الإمام الشافعي رحمه الله تعالى (الطبعة الرابعة)، دمشق، دار القلم، صفحة 100-101، جزء 1. بتصرّف.
  12. ^ أ ب كمال بن السيد سالم (2003)، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، القاهرة، المكتبة التوفيقية، صفحة 236، جزء 1. بتصرّف.
  13. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن طلحة بن عبيد الله، الصفحة أو الرقم: 2678، صحيح.
  14. سورة الروم، آية: 17-18.
  15. سعيد بن علي القحطاني، منزلة الصلاة في الإسلام – المفهوم، والحكم، والمنزلة، والخصائص، وحكم الترك، والفضائل في ضوء الكتاب والسنة، الرياض، مطبعة سفير، صفحة 11-15، جزء 1. بتصرّف.
  16. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم: 4357، صحيح.
  17. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبي أمامة، الصفحة أو الرقم: 7214، صحيح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

الصلاة

الصلاة في اللغة أصلها الدعاء، لقوله تعالى: (وَصَلِّ عَلَيهِم)،[١] أي ادعُ لهم، وقوله تعالى: (وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى)،[٢] أي دعاءً،[٣] أمَّا شرعاً: فهي مجموعة من الأقوال والأفعال المخصوصة، وتُفتتح بالتكبير، وتُختتم بالتسليم،[٤] والصلاة واجبةٌ بنص الكتاب، والسنة، والإجماع، وقد فُرضت في ليلة الإسراء بعد بعثة النبي- صلى الله عليه وسلم- بخمس سنين، وتعتبر الصلاة أعظم أركان الإسلام وآكدها بعد الشهادتين.[٥]

وتجب الصلوات الخمس على كل مسلمٍ، بالغٍ، عاقلٍ، فلا تجب على الحائض والنفساء، أمّا من ذهب عقله بنومٍ، أو إغماءٍ، أو سُكرٍ، فيلزمه قضاء الصلاة، فعن أبي قتادة -رضي الله عنه- قال: (ذكروا للنبي صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم نومهم عن الصلاة؟ فقال: إنَّه ليس في النَّوم تفريطٌ، إنَّما التَّفريط في اليقَظة، فإذا نسي أحدكُم صلاةً، أو نام عنها، فليصلِّها إذا ذكرها)،[٦] فلا تصح الصلاة من المجنون، أو الصبيٍّ غير المميز؛ لأنّه لا يعقل النيَّة، وعلى ولي الصبي أمره بالصلاة عند إتمامه سبع سنين، وتعليمه الطهارة والصلاة، وضربه على ترك الصلاة إذا بلغ الصبي عشر سنين، لقوله صلى الله عليه وسلم: (مُروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها، وهم أبناء عشرٍ، وفرِّقوا بينهم في المضاجع)،[٧] ولا تصح الصلاة كذلك من كافر؛ لعدم صحة النيَّة منه، ولا يُطالب الكافر بقضاء ما فاته من الصلاة إذا أسلم، ويحرم على من تجب عليه الصلاة تأخيرها عن وقتها، إلا لمن أراد الجمع لعذرٍ، فيُباح له تأخير الصلاة عن وقتها إلى وقت الصلاة الثانية؛ لأنّ وقت كلا الصلاتين يُصبح واحداً، ومن جحد وجوب الصلاة عالماً بحكم وجوبها كفر؛ لأنّه مكذبٌ لله، ورسوله، ولإجماع الأمة.[٤]

عدد الركعات في كل صلاة

فُرضت الصلوات في ليلة الإسراء ركعتين ركعتين إلا المغرب، ثم زيدت الصلوات بعد هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة إلا صلاة الفجر بقيت كما هي، فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: (فرض اللَّه الصَّلاة حين فرضها، ركعتين ركعتين، في الحضَر والسَّفرِ، فأقرَّت صلاة السَّفرِ، وزيد في صلاة الحضر)،[٨] فتُركت صلاة الفجر ركعتين؛ لطول القراءة بها، وتُركت صلاة المغرب ثلاث ركعات؛ لأنّها وِتر النهار، ثم بعد أن استقر فرض الظهر، والعصر، والعشاء أربع ركعات نزل التخفيف في قوله تعالى: (وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ)،[٩] وذكر ابن الأثير أنّ قصر الصلاة كان في السنة الرابعة من الهجرة، وذكر الدولابي أنّ قصر الصلاة كان في السنة الثانية للهجرة، وقيل: بعد الهجرة بأربعين يوماً، وذهب جماعة من أهل العلم إلى أنّه لم تكن هناك صلاة مفروضة قبل الإسراء، وقال الحربيُّ: كانت الصلاة المفروضة ركعتين في أول النهار، وركعتين في آخره، وقال الشافعي: يرى بعض أهل العلم أن الصلاة المفروضة كانت قيام الليل، ثم انتسخت بالصلوات الخمس.[١٠]

أمّا عدد ركعات كل صلاة حضراً وسفراً فهي كالآتي:[١١]

  • صلاة الفجر: وتسمى صلاة الصبح، ويبدأ وقتها من طلوع الفجر الثاني، وينتهي بطلوع الشمس، وتُصلّى ركعتين في السفر والحضر، ويُسن أن يقرأ فيها من طِوال المفصل.
  • صلاة الظهر: يبدأ وقت صلاة الظهر عند زوال الشمس عن منتصف السماء باتجاه الغرب، وينتهي عندما يكون ظِلُّ كل شيءٍ مساوياً له في الطول سوى ظلّ الزوال، وعدد ركعات الظهر في الحضر لغير المسافر أربع ركعات، وتقصر صلاة الظهر في السفر الطويل المباح فتصلى ركعتين، ويُسن أن يقرأ فيها من أوساط المفصل.
  • صلاة العصر: يبدأ وقت صلاة العصر عند انتهاء وقت صلاة الظهر، أي عندما يُصبح ظلُّ كل شيءٍ مساوياً له في الطول سوى ظلّ الزوال، ويتنهي الوقت المختار للعصر عندما يصير ظلُّ كل شيءٍ مثليه في الطول، ويستمر وقت الضرورة إلى غروب الشمس، وعدد ركعاتها في الحضر أربع ركعات، ويُسنّ قصرها في السفر الطويل المباح فتصلى ركعتين، والسنّة أن يقرأ فيها من أوساط المفصل.
  • صلاة المغرب: يبدأ وقت صلاة المغرب بغروب الشمس، وينتهي بغياب الشفق الأحمر، ولا يختلف عدد ركعاتها حضراً وسفراً فتصلى ثلاث ركعات، والسنة أن يُقرأ فيها من قصار المفصل.
  • صلاة العشاء: يبدأ وقت العشاء بغياب الشفق الأحمر، وينتهي الوقت المختار للعشاء عند ثلث الليل الأول، ويستمر وقت الضرورة إلى طلوع الفجر الثاني، وتُصلى صلاة العشاء في الحضر أربع ركعات، ويُسن في السفر قصرها فتُصلى ركعتين، ومن السنة أن يقرأ فيها من أوساط المفصل.

أركان الصلاة

أركان الصلاة أربعة عشَر ركناً، ولا تسقط هذه الأركان سهواً، ولا جهلاً، ولا عمداً، وهذه الأركان كالآتي:[١٢]
  • القيام: يجب القيام على القادر في الصلوات الخمس المفروضة، فإن وقف المصلي بصورة لا يسمّى فيها قائماً؛ كأن يكون مائلاً أو منحنياً لغير عذرٍ، لم تصح صلاته، ولا يضرُّ المصلي خفض رأسه أثناء الصلاة، ويُكره وقوف المصلي على رِجلٍ واحدةٍ لغير عذرٍ.
  • تكبيرة الإحرام: وهي قول المصلي عند ابتداء الصلاة: الله أكبر، ولا يُجزئه غيرها، وعلى المصلي أن يقولها قائماً، ويجهر بها بقدرِ ما يُسمع نفسه.
  • قراءة سورة الفاتحة: يجب على المصلي قراءة الفاتحة مرتبةً تامةً، وفي الفاتحة إحدى عشر تشديدة، فإن ترك تشديدة واحدة أو ترك حرفاً، ثمّ لم يأتي بما ترك لم تصح صلاته.
  • الركوع: وأقل الركوع أن ينحني المصلي حتى يمس ركبتيه بكفيه، وأكمل الركوع أن يمدَّ ظهره مستوياً، ويجعل رأسه موازياً لظهره.
  • الاعتدال من الركوع: يجب على المصلي بعد الرفع من الركوع أن يعتدل قائماً، ولا تبطل الصلاة إن أطال المصلي القيام بعد الركوع.
  • السجود والرفع منه: يسجد المصلي على الأعضاء السبعة، وهي: الجبهة ومعها الأنف، والكفين، والركبتين، وأطراف أصابع القدمين، وأكمل السجود هو أن يسجد ممكّناً للأعضاء السبعة، وأقل السجود هو وضع جزءٍ من كل عضو.
  • الجلوس بين السجدتين: يُجزئ في الجلوس أي طريقةٍ يجلس بها المصلي، والسنّة أن يجلس مفترشاً على رجله اليسرى، ناصباً قدمه اليمنى، وموجّهاً أطراف أصابعه إلى القبلة.
  • الطمأنينة: وتعني السكون، فيطمئنّ المصلي عند إتيانه بكل ركنٍ عمليّ ولو بقدرٍ قليل.
  • التشهد الأخير: والمُجزئ في التشهد قول المصلي: “التحيات لله، سلامٌ عليك أيها النبيُّ ورحمة الله، سلامٌ علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأنَّ محمداً رسول الله”، وهناك صيغٌ مشهورة أكمل، ثم يقول الصلاة الإبراهيمية، والمُجزئ منها قوله: “اللهمَّ صلّ على محمدٍ”.
  • الجلوس للتشهد وللتسليمتين: يجب على المصلي أن يقول التشهد ويُسلم بعده جالساً، فلو تشهّد المصلّي أو سلَّم التسليمة الثانية غير جالسٍ لم تصح صلاته.
  • التسليمتان: وهو قول المصلي مرتين: “السلام عليكم ورحمة الله”، والأولى أن لا يزيد على ذلك.
  • الترتيب: يجب على المصلي أن يصلي الصلاة مرتبةً على الترتيب المذكور، فلو سجد المصلي قبل الركوع عامداً بطلت صلاته، أما سهواً فيلزمه الرجوع؛ ليركع ثم يسجد من جديد.

المراجع

  1. سورة التوبة، آية: 103.
  2. سورة البقرة، آية: 125.
  3. أحمد بن محمد الفيومي، المصباح المنير في غريب الشرح الكبير، بيروت: المكتبة العلمية، صفحة 346، جزء 1.
  4. ^ أ ب منصور بن يونس البهوتي، الروض المربع شرح زاد المستقنع، بيروت: دار المؤيد- مؤسسة الرسالة، صفحة 60-62. بتصرّف.
  5. منصور بن يونس البهوتي (1993)، دقائق أولي النهى لشرح المنتهى (الطبعة الأولى)، الرياض: عالم الكتب، صفحة 125، جزء 1. بتصرّف.
  6. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن أبي قتادة، الصفحة أو الرقم: 614، صحيح.
  7. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن جد عمرو بن شعيب، الصفحة أو الرقم: 495، حسن صحيح.
  8. رواه البخاري ، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 350، صحيح.
  9. سورة النساء، آية: 101.
  10. ابن حجر، فتح الباري شرح صحيح البخاري، بيروت: دار المعرفة، صفحة 464-465، جزء 1. بتصرّف.
  11. محمد بن بدرالدين بن بلبان، أخصر المختصرات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار البشائر الإسلامية، صفحة 106-125. بتصرّف.
  12. مرعي بن يوسف الكرمي (2004)، دليل الطالب لنيل المطالب (الطبعة الأولى)، الرياض: دار طيبة للنشر والتوزيع، صفحة 33-35. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

الصلاة

الصلاة في اللغة أصلها الدعاء، لقوله تعالى: (وَصَلِّ عَلَيهِم)،[١] أي ادعُ لهم، وقوله تعالى: (وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى)،[٢] أي دعاءً،[٣] أمَّا شرعاً: فهي مجموعة من الأقوال والأفعال المخصوصة، وتُفتتح بالتكبير، وتُختتم بالتسليم،[٤] والصلاة واجبةٌ بنص الكتاب، والسنة، والإجماع، وقد فُرضت في ليلة الإسراء بعد بعثة النبي- صلى الله عليه وسلم- بخمس سنين، وتعتبر الصلاة أعظم أركان الإسلام وآكدها بعد الشهادتين.[٥]

وتجب الصلوات الخمس على كل مسلمٍ، بالغٍ، عاقلٍ، فلا تجب على الحائض والنفساء، أمّا من ذهب عقله بنومٍ، أو إغماءٍ، أو سُكرٍ، فيلزمه قضاء الصلاة، فعن أبي قتادة -رضي الله عنه- قال: (ذكروا للنبي صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم نومهم عن الصلاة؟ فقال: إنَّه ليس في النَّوم تفريطٌ، إنَّما التَّفريط في اليقَظة، فإذا نسي أحدكُم صلاةً، أو نام عنها، فليصلِّها إذا ذكرها)،[٦] فلا تصح الصلاة من المجنون، أو الصبيٍّ غير المميز؛ لأنّه لا يعقل النيَّة، وعلى ولي الصبي أمره بالصلاة عند إتمامه سبع سنين، وتعليمه الطهارة والصلاة، وضربه على ترك الصلاة إذا بلغ الصبي عشر سنين، لقوله صلى الله عليه وسلم: (مُروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها، وهم أبناء عشرٍ، وفرِّقوا بينهم في المضاجع)،[٧] ولا تصح الصلاة كذلك من كافر؛ لعدم صحة النيَّة منه، ولا يُطالب الكافر بقضاء ما فاته من الصلاة إذا أسلم، ويحرم على من تجب عليه الصلاة تأخيرها عن وقتها، إلا لمن أراد الجمع لعذرٍ، فيُباح له تأخير الصلاة عن وقتها إلى وقت الصلاة الثانية؛ لأنّ وقت كلا الصلاتين يُصبح واحداً، ومن جحد وجوب الصلاة عالماً بحكم وجوبها كفر؛ لأنّه مكذبٌ لله، ورسوله، ولإجماع الأمة.[٤]

عدد الركعات في كل صلاة

فُرضت الصلوات في ليلة الإسراء ركعتين ركعتين إلا المغرب، ثم زيدت الصلوات بعد هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة إلا صلاة الفجر بقيت كما هي، فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: (فرض اللَّه الصَّلاة حين فرضها، ركعتين ركعتين، في الحضَر والسَّفرِ، فأقرَّت صلاة السَّفرِ، وزيد في صلاة الحضر)،[٨] فتُركت صلاة الفجر ركعتين؛ لطول القراءة بها، وتُركت صلاة المغرب ثلاث ركعات؛ لأنّها وِتر النهار، ثم بعد أن استقر فرض الظهر، والعصر، والعشاء أربع ركعات نزل التخفيف في قوله تعالى: (وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ)،[٩] وذكر ابن الأثير أنّ قصر الصلاة كان في السنة الرابعة من الهجرة، وذكر الدولابي أنّ قصر الصلاة كان في السنة الثانية للهجرة، وقيل: بعد الهجرة بأربعين يوماً، وذهب جماعة من أهل العلم إلى أنّه لم تكن هناك صلاة مفروضة قبل الإسراء، وقال الحربيُّ: كانت الصلاة المفروضة ركعتين في أول النهار، وركعتين في آخره، وقال الشافعي: يرى بعض أهل العلم أن الصلاة المفروضة كانت قيام الليل، ثم انتسخت بالصلوات الخمس.[١٠]

أمّا عدد ركعات كل صلاة حضراً وسفراً فهي كالآتي:[١١]

  • صلاة الفجر: وتسمى صلاة الصبح، ويبدأ وقتها من طلوع الفجر الثاني، وينتهي بطلوع الشمس، وتُصلّى ركعتين في السفر والحضر، ويُسن أن يقرأ فيها من طِوال المفصل.
  • صلاة الظهر: يبدأ وقت صلاة الظهر عند زوال الشمس عن منتصف السماء باتجاه الغرب، وينتهي عندما يكون ظِلُّ كل شيءٍ مساوياً له في الطول سوى ظلّ الزوال، وعدد ركعات الظهر في الحضر لغير المسافر أربع ركعات، وتقصر صلاة الظهر في السفر الطويل المباح فتصلى ركعتين، ويُسن أن يقرأ فيها من أوساط المفصل.
  • صلاة العصر: يبدأ وقت صلاة العصر عند انتهاء وقت صلاة الظهر، أي عندما يُصبح ظلُّ كل شيءٍ مساوياً له في الطول سوى ظلّ الزوال، ويتنهي الوقت المختار للعصر عندما يصير ظلُّ كل شيءٍ مثليه في الطول، ويستمر وقت الضرورة إلى غروب الشمس، وعدد ركعاتها في الحضر أربع ركعات، ويُسنّ قصرها في السفر الطويل المباح فتصلى ركعتين، والسنّة أن يقرأ فيها من أوساط المفصل.
  • صلاة المغرب: يبدأ وقت صلاة المغرب بغروب الشمس، وينتهي بغياب الشفق الأحمر، ولا يختلف عدد ركعاتها حضراً وسفراً فتصلى ثلاث ركعات، والسنة أن يُقرأ فيها من قصار المفصل.
  • صلاة العشاء: يبدأ وقت العشاء بغياب الشفق الأحمر، وينتهي الوقت المختار للعشاء عند ثلث الليل الأول، ويستمر وقت الضرورة إلى طلوع الفجر الثاني، وتُصلى صلاة العشاء في الحضر أربع ركعات، ويُسن في السفر قصرها فتُصلى ركعتين، ومن السنة أن يقرأ فيها من أوساط المفصل.

أركان الصلاة

أركان الصلاة أربعة عشَر ركناً، ولا تسقط هذه الأركان سهواً، ولا جهلاً، ولا عمداً، وهذه الأركان كالآتي:[١٢]
  • القيام: يجب القيام على القادر في الصلوات الخمس المفروضة، فإن وقف المصلي بصورة لا يسمّى فيها قائماً؛ كأن يكون مائلاً أو منحنياً لغير عذرٍ، لم تصح صلاته، ولا يضرُّ المصلي خفض رأسه أثناء الصلاة، ويُكره وقوف المصلي على رِجلٍ واحدةٍ لغير عذرٍ.
  • تكبيرة الإحرام: وهي قول المصلي عند ابتداء الصلاة: الله أكبر، ولا يُجزئه غيرها، وعلى المصلي أن يقولها قائماً، ويجهر بها بقدرِ ما يُسمع نفسه.
  • قراءة سورة الفاتحة: يجب على المصلي قراءة الفاتحة مرتبةً تامةً، وفي الفاتحة إحدى عشر تشديدة، فإن ترك تشديدة واحدة أو ترك حرفاً، ثمّ لم يأتي بما ترك لم تصح صلاته.
  • الركوع: وأقل الركوع أن ينحني المصلي حتى يمس ركبتيه بكفيه، وأكمل الركوع أن يمدَّ ظهره مستوياً، ويجعل رأسه موازياً لظهره.
  • الاعتدال من الركوع: يجب على المصلي بعد الرفع من الركوع أن يعتدل قائماً، ولا تبطل الصلاة إن أطال المصلي القيام بعد الركوع.
  • السجود والرفع منه: يسجد المصلي على الأعضاء السبعة، وهي: الجبهة ومعها الأنف، والكفين، والركبتين، وأطراف أصابع القدمين، وأكمل السجود هو أن يسجد ممكّناً للأعضاء السبعة، وأقل السجود هو وضع جزءٍ من كل عضو.
  • الجلوس بين السجدتين: يُجزئ في الجلوس أي طريقةٍ يجلس بها المصلي، والسنّة أن يجلس مفترشاً على رجله اليسرى، ناصباً قدمه اليمنى، وموجّهاً أطراف أصابعه إلى القبلة.
  • الطمأنينة: وتعني السكون، فيطمئنّ المصلي عند إتيانه بكل ركنٍ عمليّ ولو بقدرٍ قليل.
  • التشهد الأخير: والمُجزئ في التشهد قول المصلي: “التحيات لله، سلامٌ عليك أيها النبيُّ ورحمة الله، سلامٌ علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأنَّ محمداً رسول الله”، وهناك صيغٌ مشهورة أكمل، ثم يقول الصلاة الإبراهيمية، والمُجزئ منها قوله: “اللهمَّ صلّ على محمدٍ”.
  • الجلوس للتشهد وللتسليمتين: يجب على المصلي أن يقول التشهد ويُسلم بعده جالساً، فلو تشهّد المصلّي أو سلَّم التسليمة الثانية غير جالسٍ لم تصح صلاته.
  • التسليمتان: وهو قول المصلي مرتين: “السلام عليكم ورحمة الله”، والأولى أن لا يزيد على ذلك.
  • الترتيب: يجب على المصلي أن يصلي الصلاة مرتبةً على الترتيب المذكور، فلو سجد المصلي قبل الركوع عامداً بطلت صلاته، أما سهواً فيلزمه الرجوع؛ ليركع ثم يسجد من جديد.

المراجع

  1. سورة التوبة، آية: 103.
  2. سورة البقرة، آية: 125.
  3. أحمد بن محمد الفيومي، المصباح المنير في غريب الشرح الكبير، بيروت: المكتبة العلمية، صفحة 346، جزء 1.
  4. ^ أ ب منصور بن يونس البهوتي، الروض المربع شرح زاد المستقنع، بيروت: دار المؤيد- مؤسسة الرسالة، صفحة 60-62. بتصرّف.
  5. منصور بن يونس البهوتي (1993)، دقائق أولي النهى لشرح المنتهى (الطبعة الأولى)، الرياض: عالم الكتب، صفحة 125، جزء 1. بتصرّف.
  6. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن أبي قتادة، الصفحة أو الرقم: 614، صحيح.
  7. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن جد عمرو بن شعيب، الصفحة أو الرقم: 495، حسن صحيح.
  8. رواه البخاري ، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 350، صحيح.
  9. سورة النساء، آية: 101.
  10. ابن حجر، فتح الباري شرح صحيح البخاري، بيروت: دار المعرفة، صفحة 464-465، جزء 1. بتصرّف.
  11. محمد بن بدرالدين بن بلبان، أخصر المختصرات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار البشائر الإسلامية، صفحة 106-125. بتصرّف.
  12. مرعي بن يوسف الكرمي (2004)، دليل الطالب لنيل المطالب (الطبعة الأولى)، الرياض: دار طيبة للنشر والتوزيع، صفحة 33-35. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى