محتويات
عدد أيام عيد الفطر شرعاً
حدَّد النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- عدد أيّام الفطر بيوم واحد، وجاء هذا التحديد بشكل صريح من النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في الحديث الذي رواه أنس -رضي الله عنه-؛ إذ قال: (قدم النبيُّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ المدينةَ ولهم يومانِ يلعبونَ فيهما ، فقال : قد أبدلَكُم اللهُ تعالى بهما خيرًا منهما : يومَ الفطرِ والأضحى)،[١][٢] وعليه فيجوز صيام اليوم الثاني من شوّال؛ وهو اليوم الذي يَلي عيد الفِطر، وهذا دليل على عدم اعتباره من أيّام العيد؛ لأنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- نهى عن صيام يوم العيد، قال أبو سعيد الخدريّ: (نَهَى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن صَوْمِ يَومِ الفِطْرِ والنَّحْرِ).[٣][٤]
متى يكون عيد الفطر
يكون عيد الفطر بعد رمضان، في اليوم الأوّل من شهر شوّال،[٥] وقد أجمع الحنفية، والمالكية، والشافعية، والحنابلة على أنّ ثُبوت شهر شوّال، وبدء عيد الفِطر يكون برؤية شاهدَين عَدلَين؛ واستدلّوا بما رُوي عن الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-؛ إذ قال: (صوموا لرؤيتِه وأفطروا لرؤيتِه وانسُكوا لها، فإن غُمَّ عليكم فأكمِلوا ثلاثينَ، فإن شهد شاهدانِ مسلمانِ فصوموا وأفطروا)؛[٦] فقد بيّن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّ انتهاء رمضان، وبدء يوم الفِطر يكون بشهادة شاهدَين عَدلَين، ورُوي عنه أنّ أعرابيَّين قدما إليه، فشهدا أنّهما شاهدا هِلال شوّال، فأمر النبيّ الناس بالفِطر، أمّا إن رأى الهلال شاهدٌ واحد، فإنّه لا يُفطر وحده، بل عليه أن يُفطر مع الناس، وهو قول الجُمهور من الحنفية، والمالكية، والحنابلة؛ واستدلّوا بِحديث النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-؛ إذ قال: (والفطرُ يوم تُفطرون والأضحى يومَ تُضحُّونَ)؛[٧] إذ يجب على الشخص الواحد موافقة الجماعة من الناس في الفطر، وعَدمه؛ لأنّ اتِّفاقهم على الصوم وعدم مشاهدتهم الهلال يدلّ على خطئه في الرؤية.[٨]
وتجدر الإشارة إلى أنّه في حال لم يرَ أحد الهلال في اليوم التاسع والعشرين من رمضان، فإنّه يجب إكمال شهر رمضان ثلاثين يوماً؛ للحديث الذي رُوي عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذَكَرَ رَمَضَانَ فَقالَ: لا تَصُومُوا حتَّى تَرَوُا الهِلَالَ، ولَا تُفْطِرُوا حتَّى تَرَوْهُ، فإنْ غُمَّ علَيْكُم فَاقْدُرُوا له)؛[٩] والمقصود بقول النبيّ: “اقدروا له”؛ أي أتمّوا الشهر ثلاثين يوماً، وفسّر ذلك حديث آخر للنبيّ -عليه الصلاة والسلام-؛ إذ قال: (صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فإنْ غُبِّيَ علَيْكُم فأكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلَاثِينَ)،[١٠] والحديث عام، وهو بذلك يشمل شعبان، ورمضان.[٨]
التعريف بعيد الفطر
يُعرَّف العيد بِشكل عام بأنّه: اسمٌ لِكُلّ اجتماع يعود بشكل دوريّ؛ سواءً كان العَود بشكل سنويّ، أو شهريّ، أو أُسبوعيّ، أو غير ذلك،[١١] أمّا في الشرع الإسلاميّ فهو يدلّ على عيدَي الفِطر، والأضحى؛ وهو يأتي لمناسبة دينيّة مُعيَّنة،[١٢] ويُعَدّ العيد من مظاهر الإسلام وشعائره العظيمة، وقد جُبِلت النفوس على حُبّ العيد، والفرح به،[١٣]وعيد الفُطر هو اليوم الأوّل من شهر شوّال؛ وهو الشهر الذي يأتي بعد رمضان، وسُمِّي الفطر بذلك؛ لأنّه اليوم الذي يُفطر به الصائم، ويُحرَّم فيه الصيام.[١٤]
آداب عيد الفطر
يُستحَبّ للمسلم في عيد الفِطر أن يتحلّى بِمجموعة من الآداب والسُّنَن، ومنها ما يأتي:[١٥]
- الغُسل والتطيُّب، ولبس الجميل من الثياب؛ فقد ذكر الإمام ابن القيّم أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- كان يلبس أجمل ثيابه في العيد.
- الأكل قبل الخروج في يوم الفِطر؛ لحديث أنس -رضي الله عنه-: (كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لا يَغْدُو يَومَ الفِطْرِ حتَّى يَأْكُلَ تَمَراتٍ).[١٦]
- الخروج إلى صلاة العيد مَشياً؛ فقد ورد عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه كان يخرج يوم الفِطر لصلاة العيد ماشياً، ويُسَنّ إخراج الأطفال، والنساء إلى المُصلّى؛ ليَحضُرْنَ الصلاة، والخطبة، والدعاء للمُسلمين، أمّا المرأة الحائض فإنّها تخرج إلى المُصلّى، إلّا أنّها لا تُصلّي.
- الخروج إلى المُصلّى من طريق، والرُجوع من طريق آخر.
- الإكثار من التكبير في يوم العيد؛ لقوله -تعالى-: (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)،[١٧] ويبدأ وقت التكبير منذ خروجه من بيته إلى المُصلّى، إلى حين بدء صلاة العيد.
- التهنئة بالعيد، كأن يقول: “تقبّل الله منّا ومنكم”، وإظهار الفرح والسرور بهذا اليوم، وزيارة الأرحام والأصحاب.
- التوسعة على الأهل، والإكثار من الصدقة.
للمزيد من التفاصيل حول سنن وآداب الاطّلاع على مقالة: ((سنن عيد الفطر)).
للمزيد من التفاصيل حول عيد الفطر وما يتعلق به الاطّلاع على المقالات الآتية:
المراجع
- ↑ رواه ابن حجر العسقلاني ، في فتح الباري لابن حجر، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 2/513، إسناده صحيح.
- ↑ “الدليل على تحديد أيام العيدين “، www.ar.islamway.net، 31-12-2014، اطّلع عليه بتاريخ 31-3-2020. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري ، في صحيح البخاري، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 1991، صحيح.
- ↑ “يجوز صيام اليوم الثاني من شوال”، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 31-3-2020. بتصرّف.
- ↑ الموسوعة الفقهية الكويتية، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، الكويت: دار السلاسل، صفحة 114، جزء 31. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن باز، في مجموع فتاوى ابن باز، عن عبدالرحمن بن زيد بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 123/15، صحيح .
- ↑ رواه ابن العربي، في عارضة الأحوذي، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 2/159، صحيح.
- ^ أ ب ” رؤيةُ هلالِ شَوَّال”، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 31-3-2020. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 1906، صحيح .
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 1909، صحيح.
- ↑ القسم العلمي بمؤسسة الدُرر السَّنية، ملخص أحكام عيد وزكاة الفطر، صفحة 3. بتصرّف.
- ↑ أحمد مختار عبد الحميد عمر (2008)، معجم اللغة العربية المعاصرة (الطبعة الأولى)، : عالم الكتب ، صفحة 1572، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ إسلام ويب (23-9-2015)، “العيد في هدي النبي صلى الله عليه وسلم”، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 31-3-2020. بتصرّف.
- ↑ “تعريف و معنى عيد الفطر في معجم المعاني الجامع – معجم عربي عربي”، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 31-3-2020. بتصرّف.
- ↑ أحمد سيد أبو العمايم (2008)، عبير الزمان في فضائل وآداب وأحكام رمضان (الطبعة الأولى)، المنصورة: دار الحكمة، صفحة 620-621.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 953 ، صحيح.
- ↑ سورة البقرة، آية: 185.