عثمان بن عفان رضي الله عنه
بشّر الله سبحانه وتعالى عشرةً من الصحابة بالجنة، وكان منهم الصحابي عثمان بن عفان رضيَ الله عنه، وهو من أوائل الأشخاص الّذين انتموا للدعوة الإسلامية وآمنوا بها، وقد تمّ تسليمه الخلافة بعد أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب، وتزوّج بابنتين من بنات الرسول صلى الله عليه وسلم، فتزوّج أولاً برقية رضيَ الله عنها، وبعد وفاتها تزوّج بأختها أم كلثوم، لذلك لُقّب بذي النورين.
هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية، أمّه أروى بنت كريز بن ربيعة وهي ابنة عمة الرسول محمد، وُلد عثمان في مدينة الطائف بعد ستّ سنوات من عام الفيل؛ أي إنّه ولد في عام 576 ميلادي، وقد توفّى أباه في الجاهلية أمّا أمه فأسلمت وتوفت في زمن خلافته. عُرف عثمان بمحبة الناس له في الجاهلية، فكان متميّزاً بحكمته وعقله ورأيه الصائب، ولم يشرب الخمر في حياته أبداً، كما كان من شرفاء وأغنياء قريش.
أسلم عثمان بن عفان بعد أن دعاه أبو بكر الصديق للرسالة، فاستجاب له ورأى أنّه دين الحق، وكان عمره آنذاك أربعةً وثلاثين سنة، فكان من السابقين للإسلام بعد أبي بكر الصديق، وعلي بن أبي طالب، وزيد بن حارث، فهو بذلك رابع من أسلم من رجال قريش. كانت غزوة بدر أول غزوات الرسول الكريم، فلمّا دعا الرسول لها خرج المؤمنون تلبيةً للدعوة ومنهم عثمان بن عفان الذي كانت زوجته في ذلك الوقت مريضةً بالحصبة، فتلقّى أمراً بأن يبقى بجانب زوجته ويُمرضها، فبقي بجانبها حتى توفت، ولما عاد المسلمون منتصرين من الغزوة علم الرسول بوفاة ابنته رقية.
صفات عثمان بن عفان
تميّز عثمان رضي الله عنه بجماله؛ فوُصف بأنه متوسط الطول، أسمر البشرة، كثيف الشعر، طويل اللحية، طويل الذراعين، كما وصفت ذراعيه بأنهما مغطيتان بالشعر، أمّا صفاته الأخلاقية فانتشرت قبل الإسلام وبعده، فعُرف بصدقه وحكمته وبأخلاقه الحميدة فهو لم يسجد لصنم في حياته، كما أنّه كان على علم بأنساب العرب في الجاهلية.
يُعتبر جمع القرآن بمصحف واحد من أهمّ الأعمال الإسلامية التي قام به عثمان بن عفان في خلافته، وقد أمر الصحابي الكريم بذلك بعدما ظهرت العديد من القراءات واللهجات للقرآن نتيجة اختلاف اللهجات بين الناس.
وفاة عثمان بن عفان
توفي عثمان بن عفاف في الثامن عشر من ذي الحجة سنة 35 هجري عن عمر يُناهز الاثنين وثمانين، وكان ذلك بعد قتله من قبل مجموعةٍ من الأشخاص المنافقين. أنهى عثمان بن عفّان عمره وهو يطلب من المؤمنين بأن لا يُقتل أحد بسببه، فمنع المؤمنين أن يدافعوا عنه بسيفهم، فذلك دلّ على عظمة أخلاقه الإسلامية.