ما هو عسر الطمث

عسر الطمث

يمكن تعريف عسر الطمث (بالإنجليزية: Dysmenorrhea) أو ما يُعرف بتشنجات الطمث على أنّه ذلك الألم الشديد الذي يتركّز في منطقة أسفل البطن أو أسفل الظهر، والذي يرافق الأنثى في فترة الدورة الشهريّة أو الفترة التي تسبقها، ويُعزى ذلك إلى حدوث انقباضات شديدة لعضلات الرحم أثناء فترة الدورة الشهريّة، حيث تسبّب هذه الانقباضات الضغط على الأوعية الدمويّة القريبة، مما يؤدي إلى إعاقة تدفّق الدم إلى الرحم، وعليه يقل الأكسجين الواصل إلى الرحم، فتشعر المريضة حينها بالألم، وقد يكون هذا الألم على شكل ضغط في منطقة البطن، أو وجود آلام في المنطقة الداخليّة من الفخذ والورك، وفي الحالات الشديدة من الإصابة بعسر الطمث قد تعاني الأنثى من التقيؤ والإسهال، وفي الحقيقة تبدأ هذه الآلام بالظهور عادةً بعد مضي سنة أو سنتين من نزول دم أول حيض للفتاة، وقد تختفي هذه المشكلة عند إنجاب طفلها الأوّل.[١]

أسباب عسر الطمث

تحفز البروستاغلاندين (بالإنجليزية: Prostaglandins) عمليّة انقباض عضلات الرحم للتخلّص من بطانتها، وإنّ ارتفاع مستويات هذه المادّة بشكلٍ كبير يرتبط بالحالات الشديدة من عسر الطّمث،[٢] وفي الحقيقة يمكن تصنيف عسر الطمث اعتماداً على السبب الذي أدّى لحدوث هذه الآلام إلى عسر الطمث الأولي، والذي يحدث أثناء المرور بفترة الدورة الشهريّة كما تم ذكر ذلك سابقاً، وعسر الطمث الثانوي؛ وهو الألم الذي يحدث بسبب الإصابة بمشاكل في الأعضاء التناسليّة،[٣] ومن المشاكل التي قد تتسبّب في المعاناة من عسر الطمث الثانوي، نذكر ما يأتي:[٢]

  • الانتباذ البطاني الرحمي: (بالإنجليزية: Endometriosis)، تحدث هذه الحالة عندما تنمو الخلايا المبطّنة للرحم خارجه، فتنمو في المبايض، أو في الأنسجة المبطّنة للحوض، وغالباً ما تنمو في قناتي فالوب (بالإنجليزية: Fallopian tube).
  • ورم عضلي أملس رحمي: (بالإنجليزية: Uterine fibroids)، وهي أورام غير سرطانيّة تنمو في جدار الرحم، وتتسبّب في حدوث الألم.
  • عضال غدي رحمي: (بالإنجليزية: Adenomyosis)، وفي هذه الحالة يبدأ النسيج المبطّن للرحم النمو داخل الجدار العضلي للرحم.
  • مرض التهاب الحوض: (بالإنجليزية: Pelvic inflammatory disease)، وهي العدوى البكتيريّة التي تنتقل إلى الجسم عبر ممارسة الجنس عادةً، فتتسبّب بالتهاب الأعضاء التناسليّة الأنثوية.
  • تضيق عنق الرحم: (بالإنجليزية: Cervical stenosis)، تعاني بعض من النساء من تضيق عنق الرحم، الأمر الذي يؤدي إلى إعاقة تدفق دم الدورة الشهريّة، مسبباً بذلك حدوث الألم وزيادة الضغط في الرحم.

علاج عسر الطمث

العلاج الدوائي

من الأدوية المستخدمة في تخفيف أعراض عسر الطمث نذكر ما يأتي:[٤]

  • مسكنات الألم: إنّ تناول مسكنات الألم التي يمكن صرفها دون وصفة طبيّة يساعد على التخفيف من آلام عسر الطمث، حيث يمكن تناولها قبل موعد الدورة الشهرية، أو عند بدء ظهور الأعراض والشعور بالألم، ومن الأمثلة على هذه الأدوية؛ الآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen)، والنابروكسين (بالإنجليزية: Naproxen).
  • وسائل منع الحمل الهرمونية: تتوفر هذه الوسائل بعدة أشكال منها حبوب فمويّة، أو حقن، أو حلقات مرنة توضع في المهبل، أو لولب رحمي، إذ تحتوي على هرمونات تمنع عمليّة الإباضة، وتخفف من آلام عسر الطمث.

العمليات الجراحي

قد يساعد إجراء العمليات الجراحيّة على التخفيف من أعراض عسر الطمث الناجم عن الانتباذ البطاني الرحمي، أو الورم اللّيفي في الرحم، فعلى سبيل المثال؛ من الممكن أن يساعد استئصال الرحم على التخفيف من أعراض عسر الطمث، وذلك بعد فشل الطرق الأخرى المستخدمة في علاج عسر الطمث، وفي حال لم تكن المرأة ترغب في إنجاب الأطفال.[٤]

العلاج المنزلي

ومن الطرق المنزليّة التي يمكن استخدامها بهدف التخفيف من آلام الطمث، نذكر ما يأتي:[٥]

  • استخدام الكمّادات الدافئة على منطقة البطن ومنطقة أسفل الظهر، للتخفيف من الألم.
  • عمل مساج لمدّة عشرين دقيقة باستخدام الزيوت العطريّة؛ حيث يضغط المعالج على نقاط معيّنة في منطقة البطن والظهر، بالإضافة إلى تدليكها.
  • تجنّب تناول الأطعمة التي تسبب الغازات وانتفاخ البطن، والأطعمة التي تسبب حبس السوائل في الجسم، مثل الأطعمة الدهنيّة، والكحول، والمشروبات الغازيّة، والكافيين، والأطعمة المالحة.
  • تناول بعض أنواع من الأعشاب التي لها خصائص مضادّة للالتهاب ومضادّة للمغص، حيث تقلّل من انقباضات العضلات، ومن الانتفاخ الذي يرافق آلام الدورة، ومن الأمثلة على هذه الأعشاب، شاي البابونج، وبذور الشمّر، والقرفة، والزنجبيل، ونبات الشبت.
  • تناول بعض أنواع من الأطعمة التي تسهم في التخفيف من أعراض عسر الطمث، ومن الأمثلة عليها:
    • نبات البابايا الغني بالفيتامينات.
    • الأرز الكامل الذي يحتوي على كميات من فيتامين ب6، والذي قد يقلل من الانتفاخ.
    • الجوز، واللوز، وبذور القرع، الغنيّة بالمنغنيز، والتي تخفف من التشنجات.
    • البروكلي وزيت الزيتون اللذين يحتويان على فيتامين هـ.
    • بذور الكتان ذات الخصائص المضادّة للأكسدة، والتي تحتوي على أوميجا 3، حيث تخفف هذه البذور من الانتفاخ والالتهاب.
    • الأفوكادو، والخوخ المجفّف، والموز، وزبدة الفول السوداني، فهذه الأطعمة تحتوي على البورون الذي يساعد على امتصاص الكالسيوم والفوسفور، والتخفيف من أعراض عسر الطمث.
    • الخيار، والكرفس، والبطيخ وهي الأطعمة التي تحتوي على كميات كبيرة من الماء، والتي تزيد من رطوبة الجسم.
    • بذور السمسم، ومنتجات الألبان، واللوز، والخضروات الورقيّة، والتي تحتوي على كميّة كبيرة من عنصر الكالسيوم، والذي يساعد على التقليل من انقباض العضلات أثناء فترة الحيض.
  • تناول كميات كافية من الماء والسوائل خاصّةً الدافئة، حيث تسهم في التخفيف من احتباس السوائل، وتساعد على تجنّب آلام انتفاخ البطن أثناء الدورة الشهريّة عن طريق زيادة تدفق الدم إلى الجلد، وإرخاء العضلات.
  • ممارسة التمارين الرياضية، والتي تقلل من آلام عسر الطمث، سواء كان ذلك من خلال ممارسة رياضة المشي أو اليوغا، حيث تسبب ممارسة التمارين الرياضيّة إفراز الإندورفين (بالإنجليزية: Endorphins) في الجسم، فيسهم ذلك في التخفيف من آلام الدورة، وتشنجاتها، والتقليل من الحاجة إلى الأدوية المسكّنة للألم.

المراجع

  1. Traci C. Johnson (23-3-2017), “What Are Menstrual Cramps?” www.webmd.com, Retrieved 21-6-2018. Edited.
  2. ^ أ ب “Menstrual cramps”, www.mayoclinic.org,14-4-2018، Retrieved 21-6-2018. Edited.
  3. Traci C. Johnson (23-3-2017), “What Are Menstrual Cramps?”، www.webmd.com, Retrieved 21-6-2018. Edited.
  4. ^ أ ب “Menstrual cramps”, www.mayoclinic.org,14-4-2018، Retrieved 21-6-2018. Edited.
  5. “Home Remedies to Relieve Menstrual Pain”, www.healthline.com,3-2-2017، Retrieved 21-6-2018. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عسر الطمث

يمكن تعريف عسر الطمث (بالإنجليزية: Dysmenorrhea) أو ما يُعرف بتشنجات الطمث على أنّه ذلك الألم الشديد الذي يتركّز في منطقة أسفل البطن أو أسفل الظهر، والذي يرافق الأنثى في فترة الدورة الشهريّة أو الفترة التي تسبقها، ويُعزى ذلك إلى حدوث انقباضات شديدة لعضلات الرحم أثناء فترة الدورة الشهريّة، حيث تسبّب هذه الانقباضات الضغط على الأوعية الدمويّة القريبة، مما يؤدي إلى إعاقة تدفّق الدم إلى الرحم، وعليه يقل الأكسجين الواصل إلى الرحم، فتشعر المريضة حينها بالألم، وقد يكون هذا الألم على شكل ضغط في منطقة البطن، أو وجود آلام في المنطقة الداخليّة من الفخذ والورك، وفي الحالات الشديدة من الإصابة بعسر الطمث قد تعاني الأنثى من التقيؤ والإسهال، وفي الحقيقة تبدأ هذه الآلام بالظهور عادةً بعد مضي سنة أو سنتين من نزول دم أول حيض للفتاة، وقد تختفي هذه المشكلة عند إنجاب طفلها الأوّل.[١]

أسباب عسر الطمث

تحفز البروستاغلاندين (بالإنجليزية: Prostaglandins) عمليّة انقباض عضلات الرحم للتخلّص من بطانتها، وإنّ ارتفاع مستويات هذه المادّة بشكلٍ كبير يرتبط بالحالات الشديدة من عسر الطّمث،[٢] وفي الحقيقة يمكن تصنيف عسر الطمث اعتماداً على السبب الذي أدّى لحدوث هذه الآلام إلى عسر الطمث الأولي، والذي يحدث أثناء المرور بفترة الدورة الشهريّة كما تم ذكر ذلك سابقاً، وعسر الطمث الثانوي؛ وهو الألم الذي يحدث بسبب الإصابة بمشاكل في الأعضاء التناسليّة،[٣] ومن المشاكل التي قد تتسبّب في المعاناة من عسر الطمث الثانوي، نذكر ما يأتي:[٢]

  • الانتباذ البطاني الرحمي: (بالإنجليزية: Endometriosis)، تحدث هذه الحالة عندما تنمو الخلايا المبطّنة للرحم خارجه، فتنمو في المبايض، أو في الأنسجة المبطّنة للحوض، وغالباً ما تنمو في قناتي فالوب (بالإنجليزية: Fallopian tube).
  • ورم عضلي أملس رحمي: (بالإنجليزية: Uterine fibroids)، وهي أورام غير سرطانيّة تنمو في جدار الرحم، وتتسبّب في حدوث الألم.
  • عضال غدي رحمي: (بالإنجليزية: Adenomyosis)، وفي هذه الحالة يبدأ النسيج المبطّن للرحم النمو داخل الجدار العضلي للرحم.
  • مرض التهاب الحوض: (بالإنجليزية: Pelvic inflammatory disease)، وهي العدوى البكتيريّة التي تنتقل إلى الجسم عبر ممارسة الجنس عادةً، فتتسبّب بالتهاب الأعضاء التناسليّة الأنثوية.
  • تضيق عنق الرحم: (بالإنجليزية: Cervical stenosis)، تعاني بعض من النساء من تضيق عنق الرحم، الأمر الذي يؤدي إلى إعاقة تدفق دم الدورة الشهريّة، مسبباً بذلك حدوث الألم وزيادة الضغط في الرحم.

علاج عسر الطمث

العلاج الدوائي

من الأدوية المستخدمة في تخفيف أعراض عسر الطمث نذكر ما يأتي:[٤]

  • مسكنات الألم: إنّ تناول مسكنات الألم التي يمكن صرفها دون وصفة طبيّة يساعد على التخفيف من آلام عسر الطمث، حيث يمكن تناولها قبل موعد الدورة الشهرية، أو عند بدء ظهور الأعراض والشعور بالألم، ومن الأمثلة على هذه الأدوية؛ الآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen)، والنابروكسين (بالإنجليزية: Naproxen).
  • وسائل منع الحمل الهرمونية: تتوفر هذه الوسائل بعدة أشكال منها حبوب فمويّة، أو حقن، أو حلقات مرنة توضع في المهبل، أو لولب رحمي، إذ تحتوي على هرمونات تمنع عمليّة الإباضة، وتخفف من آلام عسر الطمث.

العمليات الجراحي

قد يساعد إجراء العمليات الجراحيّة على التخفيف من أعراض عسر الطمث الناجم عن الانتباذ البطاني الرحمي، أو الورم اللّيفي في الرحم، فعلى سبيل المثال؛ من الممكن أن يساعد استئصال الرحم على التخفيف من أعراض عسر الطمث، وذلك بعد فشل الطرق الأخرى المستخدمة في علاج عسر الطمث، وفي حال لم تكن المرأة ترغب في إنجاب الأطفال.[٤]

العلاج المنزلي

ومن الطرق المنزليّة التي يمكن استخدامها بهدف التخفيف من آلام الطمث، نذكر ما يأتي:[٥]

  • استخدام الكمّادات الدافئة على منطقة البطن ومنطقة أسفل الظهر، للتخفيف من الألم.
  • عمل مساج لمدّة عشرين دقيقة باستخدام الزيوت العطريّة؛ حيث يضغط المعالج على نقاط معيّنة في منطقة البطن والظهر، بالإضافة إلى تدليكها.
  • تجنّب تناول الأطعمة التي تسبب الغازات وانتفاخ البطن، والأطعمة التي تسبب حبس السوائل في الجسم، مثل الأطعمة الدهنيّة، والكحول، والمشروبات الغازيّة، والكافيين، والأطعمة المالحة.
  • تناول بعض أنواع من الأعشاب التي لها خصائص مضادّة للالتهاب ومضادّة للمغص، حيث تقلّل من انقباضات العضلات، ومن الانتفاخ الذي يرافق آلام الدورة، ومن الأمثلة على هذه الأعشاب، شاي البابونج، وبذور الشمّر، والقرفة، والزنجبيل، ونبات الشبت.
  • تناول بعض أنواع من الأطعمة التي تسهم في التخفيف من أعراض عسر الطمث، ومن الأمثلة عليها:
    • نبات البابايا الغني بالفيتامينات.
    • الأرز الكامل الذي يحتوي على كميات من فيتامين ب6، والذي قد يقلل من الانتفاخ.
    • الجوز، واللوز، وبذور القرع، الغنيّة بالمنغنيز، والتي تخفف من التشنجات.
    • البروكلي وزيت الزيتون اللذين يحتويان على فيتامين هـ.
    • بذور الكتان ذات الخصائص المضادّة للأكسدة، والتي تحتوي على أوميجا 3، حيث تخفف هذه البذور من الانتفاخ والالتهاب.
    • الأفوكادو، والخوخ المجفّف، والموز، وزبدة الفول السوداني، فهذه الأطعمة تحتوي على البورون الذي يساعد على امتصاص الكالسيوم والفوسفور، والتخفيف من أعراض عسر الطمث.
    • الخيار، والكرفس، والبطيخ وهي الأطعمة التي تحتوي على كميات كبيرة من الماء، والتي تزيد من رطوبة الجسم.
    • بذور السمسم، ومنتجات الألبان، واللوز، والخضروات الورقيّة، والتي تحتوي على كميّة كبيرة من عنصر الكالسيوم، والذي يساعد على التقليل من انقباض العضلات أثناء فترة الحيض.
  • تناول كميات كافية من الماء والسوائل خاصّةً الدافئة، حيث تسهم في التخفيف من احتباس السوائل، وتساعد على تجنّب آلام انتفاخ البطن أثناء الدورة الشهريّة عن طريق زيادة تدفق الدم إلى الجلد، وإرخاء العضلات.
  • ممارسة التمارين الرياضية، والتي تقلل من آلام عسر الطمث، سواء كان ذلك من خلال ممارسة رياضة المشي أو اليوغا، حيث تسبب ممارسة التمارين الرياضيّة إفراز الإندورفين (بالإنجليزية: Endorphins) في الجسم، فيسهم ذلك في التخفيف من آلام الدورة، وتشنجاتها، والتقليل من الحاجة إلى الأدوية المسكّنة للألم.

المراجع

  1. Traci C. Johnson (23-3-2017), “What Are Menstrual Cramps?” www.webmd.com, Retrieved 21-6-2018. Edited.
  2. ^ أ ب “Menstrual cramps”, www.mayoclinic.org,14-4-2018، Retrieved 21-6-2018. Edited.
  3. Traci C. Johnson (23-3-2017), “What Are Menstrual Cramps?”، www.webmd.com, Retrieved 21-6-2018. Edited.
  4. ^ أ ب “Menstrual cramps”, www.mayoclinic.org,14-4-2018، Retrieved 21-6-2018. Edited.
  5. “Home Remedies to Relieve Menstrual Pain”, www.healthline.com,3-2-2017، Retrieved 21-6-2018. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عسر الطمث

يمكن تعريف عسر الطمث (بالإنجليزية: Dysmenorrhea) أو ما يُعرف بتشنجات الطمث على أنّه ذلك الألم الشديد الذي يتركّز في منطقة أسفل البطن أو أسفل الظهر، والذي يرافق الأنثى في فترة الدورة الشهريّة أو الفترة التي تسبقها، ويُعزى ذلك إلى حدوث انقباضات شديدة لعضلات الرحم أثناء فترة الدورة الشهريّة، حيث تسبّب هذه الانقباضات الضغط على الأوعية الدمويّة القريبة، مما يؤدي إلى إعاقة تدفّق الدم إلى الرحم، وعليه يقل الأكسجين الواصل إلى الرحم، فتشعر المريضة حينها بالألم، وقد يكون هذا الألم على شكل ضغط في منطقة البطن، أو وجود آلام في المنطقة الداخليّة من الفخذ والورك، وفي الحالات الشديدة من الإصابة بعسر الطمث قد تعاني الأنثى من التقيؤ والإسهال، وفي الحقيقة تبدأ هذه الآلام بالظهور عادةً بعد مضي سنة أو سنتين من نزول دم أول حيض للفتاة، وقد تختفي هذه المشكلة عند إنجاب طفلها الأوّل.[١]

أسباب عسر الطمث

تحفز البروستاغلاندين (بالإنجليزية: Prostaglandins) عمليّة انقباض عضلات الرحم للتخلّص من بطانتها، وإنّ ارتفاع مستويات هذه المادّة بشكلٍ كبير يرتبط بالحالات الشديدة من عسر الطّمث،[٢] وفي الحقيقة يمكن تصنيف عسر الطمث اعتماداً على السبب الذي أدّى لحدوث هذه الآلام إلى عسر الطمث الأولي، والذي يحدث أثناء المرور بفترة الدورة الشهريّة كما تم ذكر ذلك سابقاً، وعسر الطمث الثانوي؛ وهو الألم الذي يحدث بسبب الإصابة بمشاكل في الأعضاء التناسليّة،[٣] ومن المشاكل التي قد تتسبّب في المعاناة من عسر الطمث الثانوي، نذكر ما يأتي:[٢]

  • الانتباذ البطاني الرحمي: (بالإنجليزية: Endometriosis)، تحدث هذه الحالة عندما تنمو الخلايا المبطّنة للرحم خارجه، فتنمو في المبايض، أو في الأنسجة المبطّنة للحوض، وغالباً ما تنمو في قناتي فالوب (بالإنجليزية: Fallopian tube).
  • ورم عضلي أملس رحمي: (بالإنجليزية: Uterine fibroids)، وهي أورام غير سرطانيّة تنمو في جدار الرحم، وتتسبّب في حدوث الألم.
  • عضال غدي رحمي: (بالإنجليزية: Adenomyosis)، وفي هذه الحالة يبدأ النسيج المبطّن للرحم النمو داخل الجدار العضلي للرحم.
  • مرض التهاب الحوض: (بالإنجليزية: Pelvic inflammatory disease)، وهي العدوى البكتيريّة التي تنتقل إلى الجسم عبر ممارسة الجنس عادةً، فتتسبّب بالتهاب الأعضاء التناسليّة الأنثوية.
  • تضيق عنق الرحم: (بالإنجليزية: Cervical stenosis)، تعاني بعض من النساء من تضيق عنق الرحم، الأمر الذي يؤدي إلى إعاقة تدفق دم الدورة الشهريّة، مسبباً بذلك حدوث الألم وزيادة الضغط في الرحم.

علاج عسر الطمث

العلاج الدوائي

من الأدوية المستخدمة في تخفيف أعراض عسر الطمث نذكر ما يأتي:[٤]

  • مسكنات الألم: إنّ تناول مسكنات الألم التي يمكن صرفها دون وصفة طبيّة يساعد على التخفيف من آلام عسر الطمث، حيث يمكن تناولها قبل موعد الدورة الشهرية، أو عند بدء ظهور الأعراض والشعور بالألم، ومن الأمثلة على هذه الأدوية؛ الآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen)، والنابروكسين (بالإنجليزية: Naproxen).
  • وسائل منع الحمل الهرمونية: تتوفر هذه الوسائل بعدة أشكال منها حبوب فمويّة، أو حقن، أو حلقات مرنة توضع في المهبل، أو لولب رحمي، إذ تحتوي على هرمونات تمنع عمليّة الإباضة، وتخفف من آلام عسر الطمث.

العمليات الجراحي

قد يساعد إجراء العمليات الجراحيّة على التخفيف من أعراض عسر الطمث الناجم عن الانتباذ البطاني الرحمي، أو الورم اللّيفي في الرحم، فعلى سبيل المثال؛ من الممكن أن يساعد استئصال الرحم على التخفيف من أعراض عسر الطمث، وذلك بعد فشل الطرق الأخرى المستخدمة في علاج عسر الطمث، وفي حال لم تكن المرأة ترغب في إنجاب الأطفال.[٤]

العلاج المنزلي

ومن الطرق المنزليّة التي يمكن استخدامها بهدف التخفيف من آلام الطمث، نذكر ما يأتي:[٥]

  • استخدام الكمّادات الدافئة على منطقة البطن ومنطقة أسفل الظهر، للتخفيف من الألم.
  • عمل مساج لمدّة عشرين دقيقة باستخدام الزيوت العطريّة؛ حيث يضغط المعالج على نقاط معيّنة في منطقة البطن والظهر، بالإضافة إلى تدليكها.
  • تجنّب تناول الأطعمة التي تسبب الغازات وانتفاخ البطن، والأطعمة التي تسبب حبس السوائل في الجسم، مثل الأطعمة الدهنيّة، والكحول، والمشروبات الغازيّة، والكافيين، والأطعمة المالحة.
  • تناول بعض أنواع من الأعشاب التي لها خصائص مضادّة للالتهاب ومضادّة للمغص، حيث تقلّل من انقباضات العضلات، ومن الانتفاخ الذي يرافق آلام الدورة، ومن الأمثلة على هذه الأعشاب، شاي البابونج، وبذور الشمّر، والقرفة، والزنجبيل، ونبات الشبت.
  • تناول بعض أنواع من الأطعمة التي تسهم في التخفيف من أعراض عسر الطمث، ومن الأمثلة عليها:
    • نبات البابايا الغني بالفيتامينات.
    • الأرز الكامل الذي يحتوي على كميات من فيتامين ب6، والذي قد يقلل من الانتفاخ.
    • الجوز، واللوز، وبذور القرع، الغنيّة بالمنغنيز، والتي تخفف من التشنجات.
    • البروكلي وزيت الزيتون اللذين يحتويان على فيتامين هـ.
    • بذور الكتان ذات الخصائص المضادّة للأكسدة، والتي تحتوي على أوميجا 3، حيث تخفف هذه البذور من الانتفاخ والالتهاب.
    • الأفوكادو، والخوخ المجفّف، والموز، وزبدة الفول السوداني، فهذه الأطعمة تحتوي على البورون الذي يساعد على امتصاص الكالسيوم والفوسفور، والتخفيف من أعراض عسر الطمث.
    • الخيار، والكرفس، والبطيخ وهي الأطعمة التي تحتوي على كميات كبيرة من الماء، والتي تزيد من رطوبة الجسم.
    • بذور السمسم، ومنتجات الألبان، واللوز، والخضروات الورقيّة، والتي تحتوي على كميّة كبيرة من عنصر الكالسيوم، والذي يساعد على التقليل من انقباض العضلات أثناء فترة الحيض.
  • تناول كميات كافية من الماء والسوائل خاصّةً الدافئة، حيث تسهم في التخفيف من احتباس السوائل، وتساعد على تجنّب آلام انتفاخ البطن أثناء الدورة الشهريّة عن طريق زيادة تدفق الدم إلى الجلد، وإرخاء العضلات.
  • ممارسة التمارين الرياضية، والتي تقلل من آلام عسر الطمث، سواء كان ذلك من خلال ممارسة رياضة المشي أو اليوغا، حيث تسبب ممارسة التمارين الرياضيّة إفراز الإندورفين (بالإنجليزية: Endorphins) في الجسم، فيسهم ذلك في التخفيف من آلام الدورة، وتشنجاتها، والتقليل من الحاجة إلى الأدوية المسكّنة للألم.

المراجع

  1. Traci C. Johnson (23-3-2017), “What Are Menstrual Cramps?” www.webmd.com, Retrieved 21-6-2018. Edited.
  2. ^ أ ب “Menstrual cramps”, www.mayoclinic.org,14-4-2018، Retrieved 21-6-2018. Edited.
  3. Traci C. Johnson (23-3-2017), “What Are Menstrual Cramps?”، www.webmd.com, Retrieved 21-6-2018. Edited.
  4. ^ أ ب “Menstrual cramps”, www.mayoclinic.org,14-4-2018، Retrieved 21-6-2018. Edited.
  5. “Home Remedies to Relieve Menstrual Pain”, www.healthline.com,3-2-2017، Retrieved 21-6-2018. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عسر الطمث

يمكن تعريف عسر الطمث (بالإنجليزية: Dysmenorrhea) أو ما يُعرف بتشنجات الطمث على أنّه ذلك الألم الشديد الذي يتركّز في منطقة أسفل البطن أو أسفل الظهر، والذي يرافق الأنثى في فترة الدورة الشهريّة أو الفترة التي تسبقها، ويُعزى ذلك إلى حدوث انقباضات شديدة لعضلات الرحم أثناء فترة الدورة الشهريّة، حيث تسبّب هذه الانقباضات الضغط على الأوعية الدمويّة القريبة، مما يؤدي إلى إعاقة تدفّق الدم إلى الرحم، وعليه يقل الأكسجين الواصل إلى الرحم، فتشعر المريضة حينها بالألم، وقد يكون هذا الألم على شكل ضغط في منطقة البطن، أو وجود آلام في المنطقة الداخليّة من الفخذ والورك، وفي الحالات الشديدة من الإصابة بعسر الطمث قد تعاني الأنثى من التقيؤ والإسهال، وفي الحقيقة تبدأ هذه الآلام بالظهور عادةً بعد مضي سنة أو سنتين من نزول دم أول حيض للفتاة، وقد تختفي هذه المشكلة عند إنجاب طفلها الأوّل.[١]

أسباب عسر الطمث

تحفز البروستاغلاندين (بالإنجليزية: Prostaglandins) عمليّة انقباض عضلات الرحم للتخلّص من بطانتها، وإنّ ارتفاع مستويات هذه المادّة بشكلٍ كبير يرتبط بالحالات الشديدة من عسر الطّمث،[٢] وفي الحقيقة يمكن تصنيف عسر الطمث اعتماداً على السبب الذي أدّى لحدوث هذه الآلام إلى عسر الطمث الأولي، والذي يحدث أثناء المرور بفترة الدورة الشهريّة كما تم ذكر ذلك سابقاً، وعسر الطمث الثانوي؛ وهو الألم الذي يحدث بسبب الإصابة بمشاكل في الأعضاء التناسليّة،[٣] ومن المشاكل التي قد تتسبّب في المعاناة من عسر الطمث الثانوي، نذكر ما يأتي:[٢]

  • الانتباذ البطاني الرحمي: (بالإنجليزية: Endometriosis)، تحدث هذه الحالة عندما تنمو الخلايا المبطّنة للرحم خارجه، فتنمو في المبايض، أو في الأنسجة المبطّنة للحوض، وغالباً ما تنمو في قناتي فالوب (بالإنجليزية: Fallopian tube).
  • ورم عضلي أملس رحمي: (بالإنجليزية: Uterine fibroids)، وهي أورام غير سرطانيّة تنمو في جدار الرحم، وتتسبّب في حدوث الألم.
  • عضال غدي رحمي: (بالإنجليزية: Adenomyosis)، وفي هذه الحالة يبدأ النسيج المبطّن للرحم النمو داخل الجدار العضلي للرحم.
  • مرض التهاب الحوض: (بالإنجليزية: Pelvic inflammatory disease)، وهي العدوى البكتيريّة التي تنتقل إلى الجسم عبر ممارسة الجنس عادةً، فتتسبّب بالتهاب الأعضاء التناسليّة الأنثوية.
  • تضيق عنق الرحم: (بالإنجليزية: Cervical stenosis)، تعاني بعض من النساء من تضيق عنق الرحم، الأمر الذي يؤدي إلى إعاقة تدفق دم الدورة الشهريّة، مسبباً بذلك حدوث الألم وزيادة الضغط في الرحم.

علاج عسر الطمث

العلاج الدوائي

من الأدوية المستخدمة في تخفيف أعراض عسر الطمث نذكر ما يأتي:[٤]

  • مسكنات الألم: إنّ تناول مسكنات الألم التي يمكن صرفها دون وصفة طبيّة يساعد على التخفيف من آلام عسر الطمث، حيث يمكن تناولها قبل موعد الدورة الشهرية، أو عند بدء ظهور الأعراض والشعور بالألم، ومن الأمثلة على هذه الأدوية؛ الآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen)، والنابروكسين (بالإنجليزية: Naproxen).
  • وسائل منع الحمل الهرمونية: تتوفر هذه الوسائل بعدة أشكال منها حبوب فمويّة، أو حقن، أو حلقات مرنة توضع في المهبل، أو لولب رحمي، إذ تحتوي على هرمونات تمنع عمليّة الإباضة، وتخفف من آلام عسر الطمث.

العمليات الجراحي

قد يساعد إجراء العمليات الجراحيّة على التخفيف من أعراض عسر الطمث الناجم عن الانتباذ البطاني الرحمي، أو الورم اللّيفي في الرحم، فعلى سبيل المثال؛ من الممكن أن يساعد استئصال الرحم على التخفيف من أعراض عسر الطمث، وذلك بعد فشل الطرق الأخرى المستخدمة في علاج عسر الطمث، وفي حال لم تكن المرأة ترغب في إنجاب الأطفال.[٤]

العلاج المنزلي

ومن الطرق المنزليّة التي يمكن استخدامها بهدف التخفيف من آلام الطمث، نذكر ما يأتي:[٥]

  • استخدام الكمّادات الدافئة على منطقة البطن ومنطقة أسفل الظهر، للتخفيف من الألم.
  • عمل مساج لمدّة عشرين دقيقة باستخدام الزيوت العطريّة؛ حيث يضغط المعالج على نقاط معيّنة في منطقة البطن والظهر، بالإضافة إلى تدليكها.
  • تجنّب تناول الأطعمة التي تسبب الغازات وانتفاخ البطن، والأطعمة التي تسبب حبس السوائل في الجسم، مثل الأطعمة الدهنيّة، والكحول، والمشروبات الغازيّة، والكافيين، والأطعمة المالحة.
  • تناول بعض أنواع من الأعشاب التي لها خصائص مضادّة للالتهاب ومضادّة للمغص، حيث تقلّل من انقباضات العضلات، ومن الانتفاخ الذي يرافق آلام الدورة، ومن الأمثلة على هذه الأعشاب، شاي البابونج، وبذور الشمّر، والقرفة، والزنجبيل، ونبات الشبت.
  • تناول بعض أنواع من الأطعمة التي تسهم في التخفيف من أعراض عسر الطمث، ومن الأمثلة عليها:
    • نبات البابايا الغني بالفيتامينات.
    • الأرز الكامل الذي يحتوي على كميات من فيتامين ب6، والذي قد يقلل من الانتفاخ.
    • الجوز، واللوز، وبذور القرع، الغنيّة بالمنغنيز، والتي تخفف من التشنجات.
    • البروكلي وزيت الزيتون اللذين يحتويان على فيتامين هـ.
    • بذور الكتان ذات الخصائص المضادّة للأكسدة، والتي تحتوي على أوميجا 3، حيث تخفف هذه البذور من الانتفاخ والالتهاب.
    • الأفوكادو، والخوخ المجفّف، والموز، وزبدة الفول السوداني، فهذه الأطعمة تحتوي على البورون الذي يساعد على امتصاص الكالسيوم والفوسفور، والتخفيف من أعراض عسر الطمث.
    • الخيار، والكرفس، والبطيخ وهي الأطعمة التي تحتوي على كميات كبيرة من الماء، والتي تزيد من رطوبة الجسم.
    • بذور السمسم، ومنتجات الألبان، واللوز، والخضروات الورقيّة، والتي تحتوي على كميّة كبيرة من عنصر الكالسيوم، والذي يساعد على التقليل من انقباض العضلات أثناء فترة الحيض.
  • تناول كميات كافية من الماء والسوائل خاصّةً الدافئة، حيث تسهم في التخفيف من احتباس السوائل، وتساعد على تجنّب آلام انتفاخ البطن أثناء الدورة الشهريّة عن طريق زيادة تدفق الدم إلى الجلد، وإرخاء العضلات.
  • ممارسة التمارين الرياضية، والتي تقلل من آلام عسر الطمث، سواء كان ذلك من خلال ممارسة رياضة المشي أو اليوغا، حيث تسبب ممارسة التمارين الرياضيّة إفراز الإندورفين (بالإنجليزية: Endorphins) في الجسم، فيسهم ذلك في التخفيف من آلام الدورة، وتشنجاتها، والتقليل من الحاجة إلى الأدوية المسكّنة للألم.

المراجع

  1. Traci C. Johnson (23-3-2017), “What Are Menstrual Cramps?” www.webmd.com, Retrieved 21-6-2018. Edited.
  2. ^ أ ب “Menstrual cramps”, www.mayoclinic.org,14-4-2018، Retrieved 21-6-2018. Edited.
  3. Traci C. Johnson (23-3-2017), “What Are Menstrual Cramps?”، www.webmd.com, Retrieved 21-6-2018. Edited.
  4. ^ أ ب “Menstrual cramps”, www.mayoclinic.org,14-4-2018، Retrieved 21-6-2018. Edited.
  5. “Home Remedies to Relieve Menstrual Pain”, www.healthline.com,3-2-2017، Retrieved 21-6-2018. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

عسر الطمث

يمكن تعريف عسر الطمث (بالإنجليزية: Dysmenorrhea) أو ما يُعرف بتشنجات الطمث على أنّه ذلك الألم الشديد الذي يتركّز في منطقة أسفل البطن أو أسفل الظهر، والذي يرافق الأنثى في فترة الدورة الشهريّة أو الفترة التي تسبقها، ويُعزى ذلك إلى حدوث انقباضات شديدة لعضلات الرحم أثناء فترة الدورة الشهريّة، حيث تسبّب هذه الانقباضات الضغط على الأوعية الدمويّة القريبة، مما يؤدي إلى إعاقة تدفّق الدم إلى الرحم، وعليه يقل الأكسجين الواصل إلى الرحم، فتشعر المريضة حينها بالألم، وقد يكون هذا الألم على شكل ضغط في منطقة البطن، أو وجود آلام في المنطقة الداخليّة من الفخذ والورك، وفي الحالات الشديدة من الإصابة بعسر الطمث قد تعاني الأنثى من التقيؤ والإسهال، وفي الحقيقة تبدأ هذه الآلام بالظهور عادةً بعد مضي سنة أو سنتين من نزول دم أول حيض للفتاة، وقد تختفي هذه المشكلة عند إنجاب طفلها الأوّل.[١]

أسباب عسر الطمث

تحفز البروستاغلاندين (بالإنجليزية: Prostaglandins) عمليّة انقباض عضلات الرحم للتخلّص من بطانتها، وإنّ ارتفاع مستويات هذه المادّة بشكلٍ كبير يرتبط بالحالات الشديدة من عسر الطّمث،[٢] وفي الحقيقة يمكن تصنيف عسر الطمث اعتماداً على السبب الذي أدّى لحدوث هذه الآلام إلى عسر الطمث الأولي، والذي يحدث أثناء المرور بفترة الدورة الشهريّة كما تم ذكر ذلك سابقاً، وعسر الطمث الثانوي؛ وهو الألم الذي يحدث بسبب الإصابة بمشاكل في الأعضاء التناسليّة،[٣] ومن المشاكل التي قد تتسبّب في المعاناة من عسر الطمث الثانوي، نذكر ما يأتي:[٢]

  • الانتباذ البطاني الرحمي: (بالإنجليزية: Endometriosis)، تحدث هذه الحالة عندما تنمو الخلايا المبطّنة للرحم خارجه، فتنمو في المبايض، أو في الأنسجة المبطّنة للحوض، وغالباً ما تنمو في قناتي فالوب (بالإنجليزية: Fallopian tube).
  • ورم عضلي أملس رحمي: (بالإنجليزية: Uterine fibroids)، وهي أورام غير سرطانيّة تنمو في جدار الرحم، وتتسبّب في حدوث الألم.
  • عضال غدي رحمي: (بالإنجليزية: Adenomyosis)، وفي هذه الحالة يبدأ النسيج المبطّن للرحم النمو داخل الجدار العضلي للرحم.
  • مرض التهاب الحوض: (بالإنجليزية: Pelvic inflammatory disease)، وهي العدوى البكتيريّة التي تنتقل إلى الجسم عبر ممارسة الجنس عادةً، فتتسبّب بالتهاب الأعضاء التناسليّة الأنثوية.
  • تضيق عنق الرحم: (بالإنجليزية: Cervical stenosis)، تعاني بعض من النساء من تضيق عنق الرحم، الأمر الذي يؤدي إلى إعاقة تدفق دم الدورة الشهريّة، مسبباً بذلك حدوث الألم وزيادة الضغط في الرحم.

علاج عسر الطمث

العلاج الدوائي

من الأدوية المستخدمة في تخفيف أعراض عسر الطمث نذكر ما يأتي:[٤]

  • مسكنات الألم: إنّ تناول مسكنات الألم التي يمكن صرفها دون وصفة طبيّة يساعد على التخفيف من آلام عسر الطمث، حيث يمكن تناولها قبل موعد الدورة الشهرية، أو عند بدء ظهور الأعراض والشعور بالألم، ومن الأمثلة على هذه الأدوية؛ الآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen)، والنابروكسين (بالإنجليزية: Naproxen).
  • وسائل منع الحمل الهرمونية: تتوفر هذه الوسائل بعدة أشكال منها حبوب فمويّة، أو حقن، أو حلقات مرنة توضع في المهبل، أو لولب رحمي، إذ تحتوي على هرمونات تمنع عمليّة الإباضة، وتخفف من آلام عسر الطمث.

العمليات الجراحي

قد يساعد إجراء العمليات الجراحيّة على التخفيف من أعراض عسر الطمث الناجم عن الانتباذ البطاني الرحمي، أو الورم اللّيفي في الرحم، فعلى سبيل المثال؛ من الممكن أن يساعد استئصال الرحم على التخفيف من أعراض عسر الطمث، وذلك بعد فشل الطرق الأخرى المستخدمة في علاج عسر الطمث، وفي حال لم تكن المرأة ترغب في إنجاب الأطفال.[٤]

العلاج المنزلي

ومن الطرق المنزليّة التي يمكن استخدامها بهدف التخفيف من آلام الطمث، نذكر ما يأتي:[٥]

  • استخدام الكمّادات الدافئة على منطقة البطن ومنطقة أسفل الظهر، للتخفيف من الألم.
  • عمل مساج لمدّة عشرين دقيقة باستخدام الزيوت العطريّة؛ حيث يضغط المعالج على نقاط معيّنة في منطقة البطن والظهر، بالإضافة إلى تدليكها.
  • تجنّب تناول الأطعمة التي تسبب الغازات وانتفاخ البطن، والأطعمة التي تسبب حبس السوائل في الجسم، مثل الأطعمة الدهنيّة، والكحول، والمشروبات الغازيّة، والكافيين، والأطعمة المالحة.
  • تناول بعض أنواع من الأعشاب التي لها خصائص مضادّة للالتهاب ومضادّة للمغص، حيث تقلّل من انقباضات العضلات، ومن الانتفاخ الذي يرافق آلام الدورة، ومن الأمثلة على هذه الأعشاب، شاي البابونج، وبذور الشمّر، والقرفة، والزنجبيل، ونبات الشبت.
  • تناول بعض أنواع من الأطعمة التي تسهم في التخفيف من أعراض عسر الطمث، ومن الأمثلة عليها:
    • نبات البابايا الغني بالفيتامينات.
    • الأرز الكامل الذي يحتوي على كميات من فيتامين ب6، والذي قد يقلل من الانتفاخ.
    • الجوز، واللوز، وبذور القرع، الغنيّة بالمنغنيز، والتي تخفف من التشنجات.
    • البروكلي وزيت الزيتون اللذين يحتويان على فيتامين هـ.
    • بذور الكتان ذات الخصائص المضادّة للأكسدة، والتي تحتوي على أوميجا 3، حيث تخفف هذه البذور من الانتفاخ والالتهاب.
    • الأفوكادو، والخوخ المجفّف، والموز، وزبدة الفول السوداني، فهذه الأطعمة تحتوي على البورون الذي يساعد على امتصاص الكالسيوم والفوسفور، والتخفيف من أعراض عسر الطمث.
    • الخيار، والكرفس، والبطيخ وهي الأطعمة التي تحتوي على كميات كبيرة من الماء، والتي تزيد من رطوبة الجسم.
    • بذور السمسم، ومنتجات الألبان، واللوز، والخضروات الورقيّة، والتي تحتوي على كميّة كبيرة من عنصر الكالسيوم، والذي يساعد على التقليل من انقباض العضلات أثناء فترة الحيض.
  • تناول كميات كافية من الماء والسوائل خاصّةً الدافئة، حيث تسهم في التخفيف من احتباس السوائل، وتساعد على تجنّب آلام انتفاخ البطن أثناء الدورة الشهريّة عن طريق زيادة تدفق الدم إلى الجلد، وإرخاء العضلات.
  • ممارسة التمارين الرياضية، والتي تقلل من آلام عسر الطمث، سواء كان ذلك من خلال ممارسة رياضة المشي أو اليوغا، حيث تسبب ممارسة التمارين الرياضيّة إفراز الإندورفين (بالإنجليزية: Endorphins) في الجسم، فيسهم ذلك في التخفيف من آلام الدورة، وتشنجاتها، والتقليل من الحاجة إلى الأدوية المسكّنة للألم.

المراجع

  1. Traci C. Johnson (23-3-2017), “What Are Menstrual Cramps?” www.webmd.com, Retrieved 21-6-2018. Edited.
  2. ^ أ ب “Menstrual cramps”, www.mayoclinic.org,14-4-2018، Retrieved 21-6-2018. Edited.
  3. Traci C. Johnson (23-3-2017), “What Are Menstrual Cramps?”، www.webmd.com, Retrieved 21-6-2018. Edited.
  4. ^ أ ب “Menstrual cramps”, www.mayoclinic.org,14-4-2018، Retrieved 21-6-2018. Edited.
  5. “Home Remedies to Relieve Menstrual Pain”, www.healthline.com,3-2-2017، Retrieved 21-6-2018. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عسر الطمث

يمكن تعريف عسر الطمث (بالإنجليزية: Dysmenorrhea) أو ما يُعرف بتشنجات الطمث على أنّه ذلك الألم الشديد الذي يتركّز في منطقة أسفل البطن أو أسفل الظهر، والذي يرافق الأنثى في فترة الدورة الشهريّة أو الفترة التي تسبقها، ويُعزى ذلك إلى حدوث انقباضات شديدة لعضلات الرحم أثناء فترة الدورة الشهريّة، حيث تسبّب هذه الانقباضات الضغط على الأوعية الدمويّة القريبة، مما يؤدي إلى إعاقة تدفّق الدم إلى الرحم، وعليه يقل الأكسجين الواصل إلى الرحم، فتشعر المريضة حينها بالألم، وقد يكون هذا الألم على شكل ضغط في منطقة البطن، أو وجود آلام في المنطقة الداخليّة من الفخذ والورك، وفي الحالات الشديدة من الإصابة بعسر الطمث قد تعاني الأنثى من التقيؤ والإسهال، وفي الحقيقة تبدأ هذه الآلام بالظهور عادةً بعد مضي سنة أو سنتين من نزول دم أول حيض للفتاة، وقد تختفي هذه المشكلة عند إنجاب طفلها الأوّل.[١]

أسباب عسر الطمث

تحفز البروستاغلاندين (بالإنجليزية: Prostaglandins) عمليّة انقباض عضلات الرحم للتخلّص من بطانتها، وإنّ ارتفاع مستويات هذه المادّة بشكلٍ كبير يرتبط بالحالات الشديدة من عسر الطّمث،[٢] وفي الحقيقة يمكن تصنيف عسر الطمث اعتماداً على السبب الذي أدّى لحدوث هذه الآلام إلى عسر الطمث الأولي، والذي يحدث أثناء المرور بفترة الدورة الشهريّة كما تم ذكر ذلك سابقاً، وعسر الطمث الثانوي؛ وهو الألم الذي يحدث بسبب الإصابة بمشاكل في الأعضاء التناسليّة،[٣] ومن المشاكل التي قد تتسبّب في المعاناة من عسر الطمث الثانوي، نذكر ما يأتي:[٢]

  • الانتباذ البطاني الرحمي: (بالإنجليزية: Endometriosis)، تحدث هذه الحالة عندما تنمو الخلايا المبطّنة للرحم خارجه، فتنمو في المبايض، أو في الأنسجة المبطّنة للحوض، وغالباً ما تنمو في قناتي فالوب (بالإنجليزية: Fallopian tube).
  • ورم عضلي أملس رحمي: (بالإنجليزية: Uterine fibroids)، وهي أورام غير سرطانيّة تنمو في جدار الرحم، وتتسبّب في حدوث الألم.
  • عضال غدي رحمي: (بالإنجليزية: Adenomyosis)، وفي هذه الحالة يبدأ النسيج المبطّن للرحم النمو داخل الجدار العضلي للرحم.
  • مرض التهاب الحوض: (بالإنجليزية: Pelvic inflammatory disease)، وهي العدوى البكتيريّة التي تنتقل إلى الجسم عبر ممارسة الجنس عادةً، فتتسبّب بالتهاب الأعضاء التناسليّة الأنثوية.
  • تضيق عنق الرحم: (بالإنجليزية: Cervical stenosis)، تعاني بعض من النساء من تضيق عنق الرحم، الأمر الذي يؤدي إلى إعاقة تدفق دم الدورة الشهريّة، مسبباً بذلك حدوث الألم وزيادة الضغط في الرحم.

علاج عسر الطمث

العلاج الدوائي

من الأدوية المستخدمة في تخفيف أعراض عسر الطمث نذكر ما يأتي:[٤]

  • مسكنات الألم: إنّ تناول مسكنات الألم التي يمكن صرفها دون وصفة طبيّة يساعد على التخفيف من آلام عسر الطمث، حيث يمكن تناولها قبل موعد الدورة الشهرية، أو عند بدء ظهور الأعراض والشعور بالألم، ومن الأمثلة على هذه الأدوية؛ الآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen)، والنابروكسين (بالإنجليزية: Naproxen).
  • وسائل منع الحمل الهرمونية: تتوفر هذه الوسائل بعدة أشكال منها حبوب فمويّة، أو حقن، أو حلقات مرنة توضع في المهبل، أو لولب رحمي، إذ تحتوي على هرمونات تمنع عمليّة الإباضة، وتخفف من آلام عسر الطمث.

العمليات الجراحي

قد يساعد إجراء العمليات الجراحيّة على التخفيف من أعراض عسر الطمث الناجم عن الانتباذ البطاني الرحمي، أو الورم اللّيفي في الرحم، فعلى سبيل المثال؛ من الممكن أن يساعد استئصال الرحم على التخفيف من أعراض عسر الطمث، وذلك بعد فشل الطرق الأخرى المستخدمة في علاج عسر الطمث، وفي حال لم تكن المرأة ترغب في إنجاب الأطفال.[٤]

العلاج المنزلي

ومن الطرق المنزليّة التي يمكن استخدامها بهدف التخفيف من آلام الطمث، نذكر ما يأتي:[٥]

  • استخدام الكمّادات الدافئة على منطقة البطن ومنطقة أسفل الظهر، للتخفيف من الألم.
  • عمل مساج لمدّة عشرين دقيقة باستخدام الزيوت العطريّة؛ حيث يضغط المعالج على نقاط معيّنة في منطقة البطن والظهر، بالإضافة إلى تدليكها.
  • تجنّب تناول الأطعمة التي تسبب الغازات وانتفاخ البطن، والأطعمة التي تسبب حبس السوائل في الجسم، مثل الأطعمة الدهنيّة، والكحول، والمشروبات الغازيّة، والكافيين، والأطعمة المالحة.
  • تناول بعض أنواع من الأعشاب التي لها خصائص مضادّة للالتهاب ومضادّة للمغص، حيث تقلّل من انقباضات العضلات، ومن الانتفاخ الذي يرافق آلام الدورة، ومن الأمثلة على هذه الأعشاب، شاي البابونج، وبذور الشمّر، والقرفة، والزنجبيل، ونبات الشبت.
  • تناول بعض أنواع من الأطعمة التي تسهم في التخفيف من أعراض عسر الطمث، ومن الأمثلة عليها:
    • نبات البابايا الغني بالفيتامينات.
    • الأرز الكامل الذي يحتوي على كميات من فيتامين ب6، والذي قد يقلل من الانتفاخ.
    • الجوز، واللوز، وبذور القرع، الغنيّة بالمنغنيز، والتي تخفف من التشنجات.
    • البروكلي وزيت الزيتون اللذين يحتويان على فيتامين هـ.
    • بذور الكتان ذات الخصائص المضادّة للأكسدة، والتي تحتوي على أوميجا 3، حيث تخفف هذه البذور من الانتفاخ والالتهاب.
    • الأفوكادو، والخوخ المجفّف، والموز، وزبدة الفول السوداني، فهذه الأطعمة تحتوي على البورون الذي يساعد على امتصاص الكالسيوم والفوسفور، والتخفيف من أعراض عسر الطمث.
    • الخيار، والكرفس، والبطيخ وهي الأطعمة التي تحتوي على كميات كبيرة من الماء، والتي تزيد من رطوبة الجسم.
    • بذور السمسم، ومنتجات الألبان، واللوز، والخضروات الورقيّة، والتي تحتوي على كميّة كبيرة من عنصر الكالسيوم، والذي يساعد على التقليل من انقباض العضلات أثناء فترة الحيض.
  • تناول كميات كافية من الماء والسوائل خاصّةً الدافئة، حيث تسهم في التخفيف من احتباس السوائل، وتساعد على تجنّب آلام انتفاخ البطن أثناء الدورة الشهريّة عن طريق زيادة تدفق الدم إلى الجلد، وإرخاء العضلات.
  • ممارسة التمارين الرياضية، والتي تقلل من آلام عسر الطمث، سواء كان ذلك من خلال ممارسة رياضة المشي أو اليوغا، حيث تسبب ممارسة التمارين الرياضيّة إفراز الإندورفين (بالإنجليزية: Endorphins) في الجسم، فيسهم ذلك في التخفيف من آلام الدورة، وتشنجاتها، والتقليل من الحاجة إلى الأدوية المسكّنة للألم.

المراجع

  1. Traci C. Johnson (23-3-2017), “What Are Menstrual Cramps?” www.webmd.com, Retrieved 21-6-2018. Edited.
  2. ^ أ ب “Menstrual cramps”, www.mayoclinic.org,14-4-2018، Retrieved 21-6-2018. Edited.
  3. Traci C. Johnson (23-3-2017), “What Are Menstrual Cramps?”، www.webmd.com, Retrieved 21-6-2018. Edited.
  4. ^ أ ب “Menstrual cramps”, www.mayoclinic.org,14-4-2018، Retrieved 21-6-2018. Edited.
  5. “Home Remedies to Relieve Menstrual Pain”, www.healthline.com,3-2-2017، Retrieved 21-6-2018. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى