عواصم

ما هي عاصمة إيطاليا

مقالات ذات صلة

روما عاصمة إيطاليا

تعد روما (بالإنجليزية: Rome) مدينة أوروبيّة عالميّة، توجد في دولة إيطاليا على ضفاق نهر التيبر في منطقة لاتسيو الإداريّة تحديداً، وتُمثّل العاصمة الوطنيّة والإداريّة لإيطاليا، وعاصمة منطقة لاتسيو، حيث تضم على أرضها أهم المؤسسات والإدارات الحكوميّة، وتُمثّل مقراً لقصر رئيس البلاد، وللسلطة التشريعيّة، والقضائية، وموطناً لمنازل الدبلوماسيين والسياسيين، والمكاتب الرئيسيّة لكبرى الشركات الإيطالية، والعديد من الشركات متعددة الجنسيات، وعلاوةً على ذلك تُعد روما المدينة الأكبر من بين المدن الإيطاليّة، ورابع أكبر مدينة من بين مدن دول الاتحاد الأوروبيّ من حيث عدد السكان، بالإضافة إلى أنها مركز للحضارة الغربيّة والديمقراطيّة، ومركز سياحي مهم؛ إذ تُعد موطناً لعدد كبير من الأماكن والمعالم الأثريّة والتاريخيّة التي تُعبر عن تاريخ إيطاليا وأوروبا، واستطاعت المدينة احتلال المركز الثالث في قائمة أكثر مُدن الاتحاد الأوروبيّ من حيث عدد الزوار والسياح،[١][٢]ولمعرفة مزيد من المعلومات حول السياحة في إيطاليا بشكل عام، يمكنك قراءة مقال السياحة في إيطاليا.

تاريخ روما عاصمة إيطاليا

شهدت بداية العصور الوسطى (حوالي عام 476م) سقوط وانهيار الإمبراطورية الرومانية، مما أدّى ذلك إلى ضعف وتراجع المدينة التي كانت تُمثّل مركز الإمبراطورية، حيث مهّد الطريق لوقوعها تحت سيطرة الدولة البابوية، والتي جعلت من روما عاصمة للولايات البابوية في القرن الثامن الميلاد،[٣] وفي عام 1861م تأسست مملكة إيطاليا، وتم تضمين معظم الولايات البابوية فيها باستثناء مدينة روما التي بقيت تحت السيطرة البابوية، وقد سعى القائد العسكري جوزيبي غاريبالدي جاهداً للسيطرة على روما خلال الفترة 1862-1867م، لكنه لم يتمكن من احتلالها خاصة مع وجود الحامية الفرنسية للبابا بيوس التاسع في المدينة، ومع انسحاب القوات الفرنسيّة من روما وجدت القوات الإيطاليا الفرصة المنتظرة لدخول المدينة والسيطرة عليها فيما عُرف آنذلك باختراق بورتا بيا واحدة من بوابات المدينة القديمة، وكان ذلك في العشرين من شهر سبتمبر لعام 1870م، بالتالي فقدت السلطة البابوية سيطرتها على روما، والتي أصبحت عاصمة مملكة إيطاليا الموحدة بعد استفتاء أجري عام 1870م، ومثّل قصر روما كويرينال المقر الرسمي للملك فيكتور عمانويل في عام 1871م، ومنه أدار الأحداث السياسية المهمة.[٤]

بقيت العلاقات بين الدولة الإيطالية والسلطة البابوية متوترة حتى عام 1929م، حيث تم توقيع معاهدة لاتران (بالإنجليزية: Lateran)، والتي تقضي باعتراف البابوية بدولة إيطاليا وعاصمتها مدينة روما، وفي الجانب الآخر اعتراف دولة إيطاليا بسيادة البابا داخل مدينة الفاتيكان ضمن حدود عاصمة البلاد مدينة روما،[٤] وفي عام 1946م فقدت إيطاليا صفة المملكة بعد إجراء استفتاء شعبي، وتم تشكيل الجمهورية الإيطالية، وعلى الفور أصبحت مدينة روما عاصمة لجمهورية إيطاليا،[٣] ومن الملاحط أن روما قد تطوّرت بشكل ملحوظ في مختلف المجالات بعض إعلانها كعاصمة للبلاد في عام 1871م، حيث نما عدد سكانها من 500 ألف قبل الحرب العالمية الأولى، ليصل إلى ما يُقارب المليون نسمة بحلول عام 1930م، كما توسعت حدود المدينة لتتخطى الأسوار القديمة لتشمل مناطق حضرية، وأعيد بناء العديد من مرافق المدينة، وتطور قطاع الخدمات خلال تسعينات القرن الماضي خاصة الخدمات المالية، والمهنية، والإسكان، والتأمين، مما دفع بعجلة الاقتصاد نحو الأمام، وخلق مصادر أخرى للاقتصاد إلى جانب الأنشطة الاقتصاديّة التقليديّة المُتعلقة بالحكومة والسياحة.[٤]

وللتعرّف على عاصمة إيطاليا قبل روما، يمكنك قراءة مقال ما هي عاصمة إيطاليا قبل روما.

أسباب اختيار روما عاصمة لإيطاليا

جاء اختيار مدينة روما كعاصمة لدولة إيطاليا بدلاً من مدينة فلورنسا (بالإنجليزية: Florence) لعدة أسباب، ومن أهمها موقع روما الجغرافيّ الاستراتيجيّ القريب من مركز البلاد، بالإضافة لمكانتها في تاريخ الدولة الإيطالية؛ فقد مثّلت مقراً ومركزاً للإمبراطورية الرومانية القديمة، واكتسبت اهتماماً كبيراً عبر تاريخها الطويل،[٥] وقد كان معظم سكان روما من رجال الكنيسة، والرهبان، والراهبات؛ فلم تكن هناك حاجة إلى بناء البورصات أو أماكن السوق في ظل اعتكاف رجال الدين في الأديرة والكنائس وغيرها من أماكن الصلاة والعبادة.[٦]

ميلان عاصمة إيطاليا الاقتصادية

تعتبر مدينة ميلان (بالإنجليزية: Milan) العاصمة الإقليميّة لمنطقة لومبارديا، بالإضافة إلى أنها ثاني أكبر مدينة من بين المدن الإيطالية من حيث عدد السكان، حيث يصل عدد سكانها إلى 1.4 مليون نسمة، والأهم من ذلك تحظى ميلان بكونها عاصمة إيطاليا الاقتصادية؛ فهي مركز صناعي ونقطة محورية مهمة للتصنيع في المنطقة، وقد ربطت باستمرار التجارة بالإنتاج، ومثّلت قلب المركز المالي لإيطاليا والمقر الرئيسي للعديد من المؤسسات المالية المهمة مثل البورصة الإيطالية، وموطن عروض الأزياء والتصميم، وصناعة الإعلام،[٧] كما أنها مقر للعديد من شركات السيارات المشهورة، ومصانع إنتاج الحرير، وفيها مجمع فييرا ميلانو الذي يُعتبر أكبر مجمع معارض تجارية في العالم، بالإضافة لذلك تُعد ميلان ثاني أهم مركز للسكك الحديدية في إيطاليا، وتشتمل على خمس محطات رئيسية، وثلاثة خطوط مترو أنفاق، وشبكة نظام ترام واسعة، ومطارات مثل مطار مالبينسا الدولي، ومطار أوريو آل سيريو، ومطار لينيت،[٨] وقد ساهم كل ذلك في زيادة دخل سكان المدينة، حيث يبلغ نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في ميلان أعلى بنسبة 80% من المتوسط ​​الوطني، وهو أعلى مستوى في إيطاليا،[٧] واحتل الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة الحضرية في ميلانو مرتبة متقدمة في أوروبا، حيث وصل الناتج إلى 153 مليار يورو وفق عام 2016م، أي ما نسبته 12% من إجمالي الناتج المحلي لإيطاليا.[٩]

ولمعرفة مزيد من المعلومات حول دولة إيطاليا، يمكنك قراءة مقال دولة إيطاليا.

المراجع

  1. Victor Kiprop (29-7-2019), “What Is the Capital of Italy?”، www.worldatlas.com, Retrieved 2-4-2020. Edited.
  2. “Why the world of academia chooses this teaching conference”, www.worldcre.org, Retrieved 2-4-2020. Edited.
  3. ^ أ ب “What is the Capital of Italy?”, www.mapsofworld.com,21-2-2018، Retrieved 2-4-2018. Edited.
  4. ^ أ ب ت Richard R. Ring, Blake Ehrlich، John Foot (27-11-2019)، “Rome”، www.britannica.com, Retrieved 2-4-2020. Edited.
  5. Aimee Bateas (10-3-2011), “Turin > Florence > Rome”، www.theflorentine.net, Retrieved 2-4-2020. Edited.
  6. H.v. Morton, A Traveller In Rome, Page -. Edited.
  7. ^ أ ب “Milan”, www.urbandivercities.eu, Retrieved 2-4-2020. Edited.
  8. “Milan”, www.newworldencyclopedia.org, Retrieved 2-4-2020. Edited.
  9. “BUSINESS”, www.emamilano.eu, Retrieved 2-4-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

روما عاصمة إيطاليا

تعد روما (بالإنجليزية: Rome) مدينة أوروبيّة عالميّة، توجد في دولة إيطاليا على ضفاق نهر التيبر في منطقة لاتسيو الإداريّة تحديداً، وتُمثّل العاصمة الوطنيّة والإداريّة لإيطاليا، وعاصمة منطقة لاتسيو، حيث تضم على أرضها أهم المؤسسات والإدارات الحكوميّة، وتُمثّل مقراً لقصر رئيس البلاد، وللسلطة التشريعيّة، والقضائية، وموطناً لمنازل الدبلوماسيين والسياسيين، والمكاتب الرئيسيّة لكبرى الشركات الإيطالية، والعديد من الشركات متعددة الجنسيات، وعلاوةً على ذلك تُعد روما المدينة الأكبر من بين المدن الإيطاليّة، ورابع أكبر مدينة من بين مدن دول الاتحاد الأوروبيّ من حيث عدد السكان، بالإضافة إلى أنها مركز للحضارة الغربيّة والديمقراطيّة، ومركز سياحي مهم؛ إذ تُعد موطناً لعدد كبير من الأماكن والمعالم الأثريّة والتاريخيّة التي تُعبر عن تاريخ إيطاليا وأوروبا، واستطاعت المدينة احتلال المركز الثالث في قائمة أكثر مُدن الاتحاد الأوروبيّ من حيث عدد الزوار والسياح،[١][٢]ولمعرفة مزيد من المعلومات حول السياحة في إيطاليا بشكل عام، يمكنك قراءة مقال السياحة في إيطاليا.

تاريخ روما عاصمة إيطاليا

شهدت بداية العصور الوسطى (حوالي عام 476م) سقوط وانهيار الإمبراطورية الرومانية، مما أدّى ذلك إلى ضعف وتراجع المدينة التي كانت تُمثّل مركز الإمبراطورية، حيث مهّد الطريق لوقوعها تحت سيطرة الدولة البابوية، والتي جعلت من روما عاصمة للولايات البابوية في القرن الثامن الميلاد،[٣] وفي عام 1861م تأسست مملكة إيطاليا، وتم تضمين معظم الولايات البابوية فيها باستثناء مدينة روما التي بقيت تحت السيطرة البابوية، وقد سعى القائد العسكري جوزيبي غاريبالدي جاهداً للسيطرة على روما خلال الفترة 1862-1867م، لكنه لم يتمكن من احتلالها خاصة مع وجود الحامية الفرنسية للبابا بيوس التاسع في المدينة، ومع انسحاب القوات الفرنسيّة من روما وجدت القوات الإيطاليا الفرصة المنتظرة لدخول المدينة والسيطرة عليها فيما عُرف آنذلك باختراق بورتا بيا واحدة من بوابات المدينة القديمة، وكان ذلك في العشرين من شهر سبتمبر لعام 1870م، بالتالي فقدت السلطة البابوية سيطرتها على روما، والتي أصبحت عاصمة مملكة إيطاليا الموحدة بعد استفتاء أجري عام 1870م، ومثّل قصر روما كويرينال المقر الرسمي للملك فيكتور عمانويل في عام 1871م، ومنه أدار الأحداث السياسية المهمة.[٤]

بقيت العلاقات بين الدولة الإيطالية والسلطة البابوية متوترة حتى عام 1929م، حيث تم توقيع معاهدة لاتران (بالإنجليزية: Lateran)، والتي تقضي باعتراف البابوية بدولة إيطاليا وعاصمتها مدينة روما، وفي الجانب الآخر اعتراف دولة إيطاليا بسيادة البابا داخل مدينة الفاتيكان ضمن حدود عاصمة البلاد مدينة روما،[٤] وفي عام 1946م فقدت إيطاليا صفة المملكة بعد إجراء استفتاء شعبي، وتم تشكيل الجمهورية الإيطالية، وعلى الفور أصبحت مدينة روما عاصمة لجمهورية إيطاليا،[٣] ومن الملاحط أن روما قد تطوّرت بشكل ملحوظ في مختلف المجالات بعض إعلانها كعاصمة للبلاد في عام 1871م، حيث نما عدد سكانها من 500 ألف قبل الحرب العالمية الأولى، ليصل إلى ما يُقارب المليون نسمة بحلول عام 1930م، كما توسعت حدود المدينة لتتخطى الأسوار القديمة لتشمل مناطق حضرية، وأعيد بناء العديد من مرافق المدينة، وتطور قطاع الخدمات خلال تسعينات القرن الماضي خاصة الخدمات المالية، والمهنية، والإسكان، والتأمين، مما دفع بعجلة الاقتصاد نحو الأمام، وخلق مصادر أخرى للاقتصاد إلى جانب الأنشطة الاقتصاديّة التقليديّة المُتعلقة بالحكومة والسياحة.[٤]

وللتعرّف على عاصمة إيطاليا قبل روما، يمكنك قراءة مقال ما هي عاصمة إيطاليا قبل روما.

أسباب اختيار روما عاصمة لإيطاليا

جاء اختيار مدينة روما كعاصمة لدولة إيطاليا بدلاً من مدينة فلورنسا (بالإنجليزية: Florence) لعدة أسباب، ومن أهمها موقع روما الجغرافيّ الاستراتيجيّ القريب من مركز البلاد، بالإضافة لمكانتها في تاريخ الدولة الإيطالية؛ فقد مثّلت مقراً ومركزاً للإمبراطورية الرومانية القديمة، واكتسبت اهتماماً كبيراً عبر تاريخها الطويل،[٥] وقد كان معظم سكان روما من رجال الكنيسة، والرهبان، والراهبات؛ فلم تكن هناك حاجة إلى بناء البورصات أو أماكن السوق في ظل اعتكاف رجال الدين في الأديرة والكنائس وغيرها من أماكن الصلاة والعبادة.[٦]

ميلان عاصمة إيطاليا الاقتصادية

تعتبر مدينة ميلان (بالإنجليزية: Milan) العاصمة الإقليميّة لمنطقة لومبارديا، بالإضافة إلى أنها ثاني أكبر مدينة من بين المدن الإيطالية من حيث عدد السكان، حيث يصل عدد سكانها إلى 1.4 مليون نسمة، والأهم من ذلك تحظى ميلان بكونها عاصمة إيطاليا الاقتصادية؛ فهي مركز صناعي ونقطة محورية مهمة للتصنيع في المنطقة، وقد ربطت باستمرار التجارة بالإنتاج، ومثّلت قلب المركز المالي لإيطاليا والمقر الرئيسي للعديد من المؤسسات المالية المهمة مثل البورصة الإيطالية، وموطن عروض الأزياء والتصميم، وصناعة الإعلام،[٧] كما أنها مقر للعديد من شركات السيارات المشهورة، ومصانع إنتاج الحرير، وفيها مجمع فييرا ميلانو الذي يُعتبر أكبر مجمع معارض تجارية في العالم، بالإضافة لذلك تُعد ميلان ثاني أهم مركز للسكك الحديدية في إيطاليا، وتشتمل على خمس محطات رئيسية، وثلاثة خطوط مترو أنفاق، وشبكة نظام ترام واسعة، ومطارات مثل مطار مالبينسا الدولي، ومطار أوريو آل سيريو، ومطار لينيت،[٨] وقد ساهم كل ذلك في زيادة دخل سكان المدينة، حيث يبلغ نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في ميلان أعلى بنسبة 80% من المتوسط ​​الوطني، وهو أعلى مستوى في إيطاليا،[٧] واحتل الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة الحضرية في ميلانو مرتبة متقدمة في أوروبا، حيث وصل الناتج إلى 153 مليار يورو وفق عام 2016م، أي ما نسبته 12% من إجمالي الناتج المحلي لإيطاليا.[٩]

ولمعرفة مزيد من المعلومات حول دولة إيطاليا، يمكنك قراءة مقال دولة إيطاليا.

المراجع

  1. Victor Kiprop (29-7-2019), “What Is the Capital of Italy?”، www.worldatlas.com, Retrieved 2-4-2020. Edited.
  2. “Why the world of academia chooses this teaching conference”, www.worldcre.org, Retrieved 2-4-2020. Edited.
  3. ^ أ ب “What is the Capital of Italy?”, www.mapsofworld.com,21-2-2018، Retrieved 2-4-2018. Edited.
  4. ^ أ ب ت Richard R. Ring, Blake Ehrlich، John Foot (27-11-2019)، “Rome”، www.britannica.com, Retrieved 2-4-2020. Edited.
  5. Aimee Bateas (10-3-2011), “Turin > Florence > Rome”، www.theflorentine.net, Retrieved 2-4-2020. Edited.
  6. H.v. Morton, A Traveller In Rome, Page -. Edited.
  7. ^ أ ب “Milan”, www.urbandivercities.eu, Retrieved 2-4-2020. Edited.
  8. “Milan”, www.newworldencyclopedia.org, Retrieved 2-4-2020. Edited.
  9. “BUSINESS”, www.emamilano.eu, Retrieved 2-4-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

روما عاصمة إيطاليا

تعد روما (بالإنجليزية: Rome) مدينة أوروبيّة عالميّة، توجد في دولة إيطاليا على ضفاق نهر التيبر في منطقة لاتسيو الإداريّة تحديداً، وتُمثّل العاصمة الوطنيّة والإداريّة لإيطاليا، وعاصمة منطقة لاتسيو، حيث تضم على أرضها أهم المؤسسات والإدارات الحكوميّة، وتُمثّل مقراً لقصر رئيس البلاد، وللسلطة التشريعيّة، والقضائية، وموطناً لمنازل الدبلوماسيين والسياسيين، والمكاتب الرئيسيّة لكبرى الشركات الإيطالية، والعديد من الشركات متعددة الجنسيات، وعلاوةً على ذلك تُعد روما المدينة الأكبر من بين المدن الإيطاليّة، ورابع أكبر مدينة من بين مدن دول الاتحاد الأوروبيّ من حيث عدد السكان، بالإضافة إلى أنها مركز للحضارة الغربيّة والديمقراطيّة، ومركز سياحي مهم؛ إذ تُعد موطناً لعدد كبير من الأماكن والمعالم الأثريّة والتاريخيّة التي تُعبر عن تاريخ إيطاليا وأوروبا، واستطاعت المدينة احتلال المركز الثالث في قائمة أكثر مُدن الاتحاد الأوروبيّ من حيث عدد الزوار والسياح،[١][٢]ولمعرفة مزيد من المعلومات حول السياحة في إيطاليا بشكل عام، يمكنك قراءة مقال السياحة في إيطاليا.

تاريخ روما عاصمة إيطاليا

شهدت بداية العصور الوسطى (حوالي عام 476م) سقوط وانهيار الإمبراطورية الرومانية، مما أدّى ذلك إلى ضعف وتراجع المدينة التي كانت تُمثّل مركز الإمبراطورية، حيث مهّد الطريق لوقوعها تحت سيطرة الدولة البابوية، والتي جعلت من روما عاصمة للولايات البابوية في القرن الثامن الميلاد،[٣] وفي عام 1861م تأسست مملكة إيطاليا، وتم تضمين معظم الولايات البابوية فيها باستثناء مدينة روما التي بقيت تحت السيطرة البابوية، وقد سعى القائد العسكري جوزيبي غاريبالدي جاهداً للسيطرة على روما خلال الفترة 1862-1867م، لكنه لم يتمكن من احتلالها خاصة مع وجود الحامية الفرنسية للبابا بيوس التاسع في المدينة، ومع انسحاب القوات الفرنسيّة من روما وجدت القوات الإيطاليا الفرصة المنتظرة لدخول المدينة والسيطرة عليها فيما عُرف آنذلك باختراق بورتا بيا واحدة من بوابات المدينة القديمة، وكان ذلك في العشرين من شهر سبتمبر لعام 1870م، بالتالي فقدت السلطة البابوية سيطرتها على روما، والتي أصبحت عاصمة مملكة إيطاليا الموحدة بعد استفتاء أجري عام 1870م، ومثّل قصر روما كويرينال المقر الرسمي للملك فيكتور عمانويل في عام 1871م، ومنه أدار الأحداث السياسية المهمة.[٤]

بقيت العلاقات بين الدولة الإيطالية والسلطة البابوية متوترة حتى عام 1929م، حيث تم توقيع معاهدة لاتران (بالإنجليزية: Lateran)، والتي تقضي باعتراف البابوية بدولة إيطاليا وعاصمتها مدينة روما، وفي الجانب الآخر اعتراف دولة إيطاليا بسيادة البابا داخل مدينة الفاتيكان ضمن حدود عاصمة البلاد مدينة روما،[٤] وفي عام 1946م فقدت إيطاليا صفة المملكة بعد إجراء استفتاء شعبي، وتم تشكيل الجمهورية الإيطالية، وعلى الفور أصبحت مدينة روما عاصمة لجمهورية إيطاليا،[٣] ومن الملاحط أن روما قد تطوّرت بشكل ملحوظ في مختلف المجالات بعض إعلانها كعاصمة للبلاد في عام 1871م، حيث نما عدد سكانها من 500 ألف قبل الحرب العالمية الأولى، ليصل إلى ما يُقارب المليون نسمة بحلول عام 1930م، كما توسعت حدود المدينة لتتخطى الأسوار القديمة لتشمل مناطق حضرية، وأعيد بناء العديد من مرافق المدينة، وتطور قطاع الخدمات خلال تسعينات القرن الماضي خاصة الخدمات المالية، والمهنية، والإسكان، والتأمين، مما دفع بعجلة الاقتصاد نحو الأمام، وخلق مصادر أخرى للاقتصاد إلى جانب الأنشطة الاقتصاديّة التقليديّة المُتعلقة بالحكومة والسياحة.[٤]

وللتعرّف على عاصمة إيطاليا قبل روما، يمكنك قراءة مقال ما هي عاصمة إيطاليا قبل روما.

أسباب اختيار روما عاصمة لإيطاليا

جاء اختيار مدينة روما كعاصمة لدولة إيطاليا بدلاً من مدينة فلورنسا (بالإنجليزية: Florence) لعدة أسباب، ومن أهمها موقع روما الجغرافيّ الاستراتيجيّ القريب من مركز البلاد، بالإضافة لمكانتها في تاريخ الدولة الإيطالية؛ فقد مثّلت مقراً ومركزاً للإمبراطورية الرومانية القديمة، واكتسبت اهتماماً كبيراً عبر تاريخها الطويل،[٥] وقد كان معظم سكان روما من رجال الكنيسة، والرهبان، والراهبات؛ فلم تكن هناك حاجة إلى بناء البورصات أو أماكن السوق في ظل اعتكاف رجال الدين في الأديرة والكنائس وغيرها من أماكن الصلاة والعبادة.[٦]

ميلان عاصمة إيطاليا الاقتصادية

تعتبر مدينة ميلان (بالإنجليزية: Milan) العاصمة الإقليميّة لمنطقة لومبارديا، بالإضافة إلى أنها ثاني أكبر مدينة من بين المدن الإيطالية من حيث عدد السكان، حيث يصل عدد سكانها إلى 1.4 مليون نسمة، والأهم من ذلك تحظى ميلان بكونها عاصمة إيطاليا الاقتصادية؛ فهي مركز صناعي ونقطة محورية مهمة للتصنيع في المنطقة، وقد ربطت باستمرار التجارة بالإنتاج، ومثّلت قلب المركز المالي لإيطاليا والمقر الرئيسي للعديد من المؤسسات المالية المهمة مثل البورصة الإيطالية، وموطن عروض الأزياء والتصميم، وصناعة الإعلام،[٧] كما أنها مقر للعديد من شركات السيارات المشهورة، ومصانع إنتاج الحرير، وفيها مجمع فييرا ميلانو الذي يُعتبر أكبر مجمع معارض تجارية في العالم، بالإضافة لذلك تُعد ميلان ثاني أهم مركز للسكك الحديدية في إيطاليا، وتشتمل على خمس محطات رئيسية، وثلاثة خطوط مترو أنفاق، وشبكة نظام ترام واسعة، ومطارات مثل مطار مالبينسا الدولي، ومطار أوريو آل سيريو، ومطار لينيت،[٨] وقد ساهم كل ذلك في زيادة دخل سكان المدينة، حيث يبلغ نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في ميلان أعلى بنسبة 80% من المتوسط ​​الوطني، وهو أعلى مستوى في إيطاليا،[٧] واحتل الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة الحضرية في ميلانو مرتبة متقدمة في أوروبا، حيث وصل الناتج إلى 153 مليار يورو وفق عام 2016م، أي ما نسبته 12% من إجمالي الناتج المحلي لإيطاليا.[٩]

ولمعرفة مزيد من المعلومات حول دولة إيطاليا، يمكنك قراءة مقال دولة إيطاليا.

المراجع

  1. Victor Kiprop (29-7-2019), “What Is the Capital of Italy?”، www.worldatlas.com, Retrieved 2-4-2020. Edited.
  2. “Why the world of academia chooses this teaching conference”, www.worldcre.org, Retrieved 2-4-2020. Edited.
  3. ^ أ ب “What is the Capital of Italy?”, www.mapsofworld.com,21-2-2018، Retrieved 2-4-2018. Edited.
  4. ^ أ ب ت Richard R. Ring, Blake Ehrlich، John Foot (27-11-2019)، “Rome”، www.britannica.com, Retrieved 2-4-2020. Edited.
  5. Aimee Bateas (10-3-2011), “Turin > Florence > Rome”، www.theflorentine.net, Retrieved 2-4-2020. Edited.
  6. H.v. Morton, A Traveller In Rome, Page -. Edited.
  7. ^ أ ب “Milan”, www.urbandivercities.eu, Retrieved 2-4-2020. Edited.
  8. “Milan”, www.newworldencyclopedia.org, Retrieved 2-4-2020. Edited.
  9. “BUSINESS”, www.emamilano.eu, Retrieved 2-4-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق

روما عاصمة إيطاليا

تعد روما (بالإنجليزية: Rome) مدينة أوروبيّة عالميّة، توجد في دولة إيطاليا على ضفاق نهر التيبر في منطقة لاتسيو الإداريّة تحديداً، وتُمثّل العاصمة الوطنيّة والإداريّة لإيطاليا، وعاصمة منطقة لاتسيو، حيث تضم على أرضها أهم المؤسسات والإدارات الحكوميّة، وتُمثّل مقراً لقصر رئيس البلاد، وللسلطة التشريعيّة، والقضائية، وموطناً لمنازل الدبلوماسيين والسياسيين، والمكاتب الرئيسيّة لكبرى الشركات الإيطالية، والعديد من الشركات متعددة الجنسيات، وعلاوةً على ذلك تُعد روما المدينة الأكبر من بين المدن الإيطاليّة، ورابع أكبر مدينة من بين مدن دول الاتحاد الأوروبيّ من حيث عدد السكان، بالإضافة إلى أنها مركز للحضارة الغربيّة والديمقراطيّة، ومركز سياحي مهم؛ إذ تُعد موطناً لعدد كبير من الأماكن والمعالم الأثريّة والتاريخيّة التي تُعبر عن تاريخ إيطاليا وأوروبا، واستطاعت المدينة احتلال المركز الثالث في قائمة أكثر مُدن الاتحاد الأوروبيّ من حيث عدد الزوار والسياح،[١][٢]ولمعرفة مزيد من المعلومات حول السياحة في إيطاليا بشكل عام، يمكنك قراءة مقال السياحة في إيطاليا.

تاريخ روما عاصمة إيطاليا

شهدت بداية العصور الوسطى (حوالي عام 476م) سقوط وانهيار الإمبراطورية الرومانية، مما أدّى ذلك إلى ضعف وتراجع المدينة التي كانت تُمثّل مركز الإمبراطورية، حيث مهّد الطريق لوقوعها تحت سيطرة الدولة البابوية، والتي جعلت من روما عاصمة للولايات البابوية في القرن الثامن الميلاد،[٣] وفي عام 1861م تأسست مملكة إيطاليا، وتم تضمين معظم الولايات البابوية فيها باستثناء مدينة روما التي بقيت تحت السيطرة البابوية، وقد سعى القائد العسكري جوزيبي غاريبالدي جاهداً للسيطرة على روما خلال الفترة 1862-1867م، لكنه لم يتمكن من احتلالها خاصة مع وجود الحامية الفرنسية للبابا بيوس التاسع في المدينة، ومع انسحاب القوات الفرنسيّة من روما وجدت القوات الإيطاليا الفرصة المنتظرة لدخول المدينة والسيطرة عليها فيما عُرف آنذلك باختراق بورتا بيا واحدة من بوابات المدينة القديمة، وكان ذلك في العشرين من شهر سبتمبر لعام 1870م، بالتالي فقدت السلطة البابوية سيطرتها على روما، والتي أصبحت عاصمة مملكة إيطاليا الموحدة بعد استفتاء أجري عام 1870م، ومثّل قصر روما كويرينال المقر الرسمي للملك فيكتور عمانويل في عام 1871م، ومنه أدار الأحداث السياسية المهمة.[٤]

بقيت العلاقات بين الدولة الإيطالية والسلطة البابوية متوترة حتى عام 1929م، حيث تم توقيع معاهدة لاتران (بالإنجليزية: Lateran)، والتي تقضي باعتراف البابوية بدولة إيطاليا وعاصمتها مدينة روما، وفي الجانب الآخر اعتراف دولة إيطاليا بسيادة البابا داخل مدينة الفاتيكان ضمن حدود عاصمة البلاد مدينة روما،[٤] وفي عام 1946م فقدت إيطاليا صفة المملكة بعد إجراء استفتاء شعبي، وتم تشكيل الجمهورية الإيطالية، وعلى الفور أصبحت مدينة روما عاصمة لجمهورية إيطاليا،[٣] ومن الملاحط أن روما قد تطوّرت بشكل ملحوظ في مختلف المجالات بعض إعلانها كعاصمة للبلاد في عام 1871م، حيث نما عدد سكانها من 500 ألف قبل الحرب العالمية الأولى، ليصل إلى ما يُقارب المليون نسمة بحلول عام 1930م، كما توسعت حدود المدينة لتتخطى الأسوار القديمة لتشمل مناطق حضرية، وأعيد بناء العديد من مرافق المدينة، وتطور قطاع الخدمات خلال تسعينات القرن الماضي خاصة الخدمات المالية، والمهنية، والإسكان، والتأمين، مما دفع بعجلة الاقتصاد نحو الأمام، وخلق مصادر أخرى للاقتصاد إلى جانب الأنشطة الاقتصاديّة التقليديّة المُتعلقة بالحكومة والسياحة.[٤]

وللتعرّف على عاصمة إيطاليا قبل روما، يمكنك قراءة مقال ما هي عاصمة إيطاليا قبل روما.

أسباب اختيار روما عاصمة لإيطاليا

جاء اختيار مدينة روما كعاصمة لدولة إيطاليا بدلاً من مدينة فلورنسا (بالإنجليزية: Florence) لعدة أسباب، ومن أهمها موقع روما الجغرافيّ الاستراتيجيّ القريب من مركز البلاد، بالإضافة لمكانتها في تاريخ الدولة الإيطالية؛ فقد مثّلت مقراً ومركزاً للإمبراطورية الرومانية القديمة، واكتسبت اهتماماً كبيراً عبر تاريخها الطويل،[٥] وقد كان معظم سكان روما من رجال الكنيسة، والرهبان، والراهبات؛ فلم تكن هناك حاجة إلى بناء البورصات أو أماكن السوق في ظل اعتكاف رجال الدين في الأديرة والكنائس وغيرها من أماكن الصلاة والعبادة.[٦]

ميلان عاصمة إيطاليا الاقتصادية

تعتبر مدينة ميلان (بالإنجليزية: Milan) العاصمة الإقليميّة لمنطقة لومبارديا، بالإضافة إلى أنها ثاني أكبر مدينة من بين المدن الإيطالية من حيث عدد السكان، حيث يصل عدد سكانها إلى 1.4 مليون نسمة، والأهم من ذلك تحظى ميلان بكونها عاصمة إيطاليا الاقتصادية؛ فهي مركز صناعي ونقطة محورية مهمة للتصنيع في المنطقة، وقد ربطت باستمرار التجارة بالإنتاج، ومثّلت قلب المركز المالي لإيطاليا والمقر الرئيسي للعديد من المؤسسات المالية المهمة مثل البورصة الإيطالية، وموطن عروض الأزياء والتصميم، وصناعة الإعلام،[٧] كما أنها مقر للعديد من شركات السيارات المشهورة، ومصانع إنتاج الحرير، وفيها مجمع فييرا ميلانو الذي يُعتبر أكبر مجمع معارض تجارية في العالم، بالإضافة لذلك تُعد ميلان ثاني أهم مركز للسكك الحديدية في إيطاليا، وتشتمل على خمس محطات رئيسية، وثلاثة خطوط مترو أنفاق، وشبكة نظام ترام واسعة، ومطارات مثل مطار مالبينسا الدولي، ومطار أوريو آل سيريو، ومطار لينيت،[٨] وقد ساهم كل ذلك في زيادة دخل سكان المدينة، حيث يبلغ نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في ميلان أعلى بنسبة 80% من المتوسط ​​الوطني، وهو أعلى مستوى في إيطاليا،[٧] واحتل الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة الحضرية في ميلانو مرتبة متقدمة في أوروبا، حيث وصل الناتج إلى 153 مليار يورو وفق عام 2016م، أي ما نسبته 12% من إجمالي الناتج المحلي لإيطاليا.[٩]

ولمعرفة مزيد من المعلومات حول دولة إيطاليا، يمكنك قراءة مقال دولة إيطاليا.

المراجع

  1. Victor Kiprop (29-7-2019), “What Is the Capital of Italy?”، www.worldatlas.com, Retrieved 2-4-2020. Edited.
  2. “Why the world of academia chooses this teaching conference”, www.worldcre.org, Retrieved 2-4-2020. Edited.
  3. ^ أ ب “What is the Capital of Italy?”, www.mapsofworld.com,21-2-2018، Retrieved 2-4-2018. Edited.
  4. ^ أ ب ت Richard R. Ring, Blake Ehrlich، John Foot (27-11-2019)، “Rome”، www.britannica.com, Retrieved 2-4-2020. Edited.
  5. Aimee Bateas (10-3-2011), “Turin > Florence > Rome”، www.theflorentine.net, Retrieved 2-4-2020. Edited.
  6. H.v. Morton, A Traveller In Rome, Page -. Edited.
  7. ^ أ ب “Milan”, www.urbandivercities.eu, Retrieved 2-4-2020. Edited.
  8. “Milan”, www.newworldencyclopedia.org, Retrieved 2-4-2020. Edited.
  9. “BUSINESS”, www.emamilano.eu, Retrieved 2-4-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

روما عاصمة إيطاليا

تعد روما (بالإنجليزية: Rome) مدينة أوروبيّة عالميّة، توجد في دولة إيطاليا على ضفاق نهر التيبر في منطقة لاتسيو الإداريّة تحديداً، وتُمثّل العاصمة الوطنيّة والإداريّة لإيطاليا، وعاصمة منطقة لاتسيو، حيث تضم على أرضها أهم المؤسسات والإدارات الحكوميّة، وتُمثّل مقراً لقصر رئيس البلاد، وللسلطة التشريعيّة، والقضائية، وموطناً لمنازل الدبلوماسيين والسياسيين، والمكاتب الرئيسيّة لكبرى الشركات الإيطالية، والعديد من الشركات متعددة الجنسيات، وعلاوةً على ذلك تُعد روما المدينة الأكبر من بين المدن الإيطاليّة، ورابع أكبر مدينة من بين مدن دول الاتحاد الأوروبيّ من حيث عدد السكان، بالإضافة إلى أنها مركز للحضارة الغربيّة والديمقراطيّة، ومركز سياحي مهم؛ إذ تُعد موطناً لعدد كبير من الأماكن والمعالم الأثريّة والتاريخيّة التي تُعبر عن تاريخ إيطاليا وأوروبا، واستطاعت المدينة احتلال المركز الثالث في قائمة أكثر مُدن الاتحاد الأوروبيّ من حيث عدد الزوار والسياح،[١][٢]ولمعرفة مزيد من المعلومات حول السياحة في إيطاليا بشكل عام، يمكنك قراءة مقال السياحة في إيطاليا.

تاريخ روما عاصمة إيطاليا

شهدت بداية العصور الوسطى (حوالي عام 476م) سقوط وانهيار الإمبراطورية الرومانية، مما أدّى ذلك إلى ضعف وتراجع المدينة التي كانت تُمثّل مركز الإمبراطورية، حيث مهّد الطريق لوقوعها تحت سيطرة الدولة البابوية، والتي جعلت من روما عاصمة للولايات البابوية في القرن الثامن الميلاد،[٣] وفي عام 1861م تأسست مملكة إيطاليا، وتم تضمين معظم الولايات البابوية فيها باستثناء مدينة روما التي بقيت تحت السيطرة البابوية، وقد سعى القائد العسكري جوزيبي غاريبالدي جاهداً للسيطرة على روما خلال الفترة 1862-1867م، لكنه لم يتمكن من احتلالها خاصة مع وجود الحامية الفرنسية للبابا بيوس التاسع في المدينة، ومع انسحاب القوات الفرنسيّة من روما وجدت القوات الإيطاليا الفرصة المنتظرة لدخول المدينة والسيطرة عليها فيما عُرف آنذلك باختراق بورتا بيا واحدة من بوابات المدينة القديمة، وكان ذلك في العشرين من شهر سبتمبر لعام 1870م، بالتالي فقدت السلطة البابوية سيطرتها على روما، والتي أصبحت عاصمة مملكة إيطاليا الموحدة بعد استفتاء أجري عام 1870م، ومثّل قصر روما كويرينال المقر الرسمي للملك فيكتور عمانويل في عام 1871م، ومنه أدار الأحداث السياسية المهمة.[٤]

بقيت العلاقات بين الدولة الإيطالية والسلطة البابوية متوترة حتى عام 1929م، حيث تم توقيع معاهدة لاتران (بالإنجليزية: Lateran)، والتي تقضي باعتراف البابوية بدولة إيطاليا وعاصمتها مدينة روما، وفي الجانب الآخر اعتراف دولة إيطاليا بسيادة البابا داخل مدينة الفاتيكان ضمن حدود عاصمة البلاد مدينة روما،[٤] وفي عام 1946م فقدت إيطاليا صفة المملكة بعد إجراء استفتاء شعبي، وتم تشكيل الجمهورية الإيطالية، وعلى الفور أصبحت مدينة روما عاصمة لجمهورية إيطاليا،[٣] ومن الملاحط أن روما قد تطوّرت بشكل ملحوظ في مختلف المجالات بعض إعلانها كعاصمة للبلاد في عام 1871م، حيث نما عدد سكانها من 500 ألف قبل الحرب العالمية الأولى، ليصل إلى ما يُقارب المليون نسمة بحلول عام 1930م، كما توسعت حدود المدينة لتتخطى الأسوار القديمة لتشمل مناطق حضرية، وأعيد بناء العديد من مرافق المدينة، وتطور قطاع الخدمات خلال تسعينات القرن الماضي خاصة الخدمات المالية، والمهنية، والإسكان، والتأمين، مما دفع بعجلة الاقتصاد نحو الأمام، وخلق مصادر أخرى للاقتصاد إلى جانب الأنشطة الاقتصاديّة التقليديّة المُتعلقة بالحكومة والسياحة.[٤]

وللتعرّف على عاصمة إيطاليا قبل روما، يمكنك قراءة مقال ما هي عاصمة إيطاليا قبل روما.

أسباب اختيار روما عاصمة لإيطاليا

جاء اختيار مدينة روما كعاصمة لدولة إيطاليا بدلاً من مدينة فلورنسا (بالإنجليزية: Florence) لعدة أسباب، ومن أهمها موقع روما الجغرافيّ الاستراتيجيّ القريب من مركز البلاد، بالإضافة لمكانتها في تاريخ الدولة الإيطالية؛ فقد مثّلت مقراً ومركزاً للإمبراطورية الرومانية القديمة، واكتسبت اهتماماً كبيراً عبر تاريخها الطويل،[٥] وقد كان معظم سكان روما من رجال الكنيسة، والرهبان، والراهبات؛ فلم تكن هناك حاجة إلى بناء البورصات أو أماكن السوق في ظل اعتكاف رجال الدين في الأديرة والكنائس وغيرها من أماكن الصلاة والعبادة.[٦]

ميلان عاصمة إيطاليا الاقتصادية

تعتبر مدينة ميلان (بالإنجليزية: Milan) العاصمة الإقليميّة لمنطقة لومبارديا، بالإضافة إلى أنها ثاني أكبر مدينة من بين المدن الإيطالية من حيث عدد السكان، حيث يصل عدد سكانها إلى 1.4 مليون نسمة، والأهم من ذلك تحظى ميلان بكونها عاصمة إيطاليا الاقتصادية؛ فهي مركز صناعي ونقطة محورية مهمة للتصنيع في المنطقة، وقد ربطت باستمرار التجارة بالإنتاج، ومثّلت قلب المركز المالي لإيطاليا والمقر الرئيسي للعديد من المؤسسات المالية المهمة مثل البورصة الإيطالية، وموطن عروض الأزياء والتصميم، وصناعة الإعلام،[٧] كما أنها مقر للعديد من شركات السيارات المشهورة، ومصانع إنتاج الحرير، وفيها مجمع فييرا ميلانو الذي يُعتبر أكبر مجمع معارض تجارية في العالم، بالإضافة لذلك تُعد ميلان ثاني أهم مركز للسكك الحديدية في إيطاليا، وتشتمل على خمس محطات رئيسية، وثلاثة خطوط مترو أنفاق، وشبكة نظام ترام واسعة، ومطارات مثل مطار مالبينسا الدولي، ومطار أوريو آل سيريو، ومطار لينيت،[٨] وقد ساهم كل ذلك في زيادة دخل سكان المدينة، حيث يبلغ نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في ميلان أعلى بنسبة 80% من المتوسط ​​الوطني، وهو أعلى مستوى في إيطاليا،[٧] واحتل الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة الحضرية في ميلانو مرتبة متقدمة في أوروبا، حيث وصل الناتج إلى 153 مليار يورو وفق عام 2016م، أي ما نسبته 12% من إجمالي الناتج المحلي لإيطاليا.[٩]

ولمعرفة مزيد من المعلومات حول دولة إيطاليا، يمكنك قراءة مقال دولة إيطاليا.

المراجع

  1. Victor Kiprop (29-7-2019), “What Is the Capital of Italy?”، www.worldatlas.com, Retrieved 2-4-2020. Edited.
  2. “Why the world of academia chooses this teaching conference”, www.worldcre.org, Retrieved 2-4-2020. Edited.
  3. ^ أ ب “What is the Capital of Italy?”, www.mapsofworld.com,21-2-2018، Retrieved 2-4-2018. Edited.
  4. ^ أ ب ت Richard R. Ring, Blake Ehrlich، John Foot (27-11-2019)، “Rome”، www.britannica.com, Retrieved 2-4-2020. Edited.
  5. Aimee Bateas (10-3-2011), “Turin > Florence > Rome”، www.theflorentine.net, Retrieved 2-4-2020. Edited.
  6. H.v. Morton, A Traveller In Rome, Page -. Edited.
  7. ^ أ ب “Milan”, www.urbandivercities.eu, Retrieved 2-4-2020. Edited.
  8. “Milan”, www.newworldencyclopedia.org, Retrieved 2-4-2020. Edited.
  9. “BUSINESS”, www.emamilano.eu, Retrieved 2-4-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق

روما عاصمة إيطاليا

تعد روما (بالإنجليزية: Rome) مدينة أوروبيّة عالميّة، توجد في دولة إيطاليا على ضفاق نهر التيبر في منطقة لاتسيو الإداريّة تحديداً، وتُمثّل العاصمة الوطنيّة والإداريّة لإيطاليا، وعاصمة منطقة لاتسيو، حيث تضم على أرضها أهم المؤسسات والإدارات الحكوميّة، وتُمثّل مقراً لقصر رئيس البلاد، وللسلطة التشريعيّة، والقضائية، وموطناً لمنازل الدبلوماسيين والسياسيين، والمكاتب الرئيسيّة لكبرى الشركات الإيطالية، والعديد من الشركات متعددة الجنسيات، وعلاوةً على ذلك تُعد روما المدينة الأكبر من بين المدن الإيطاليّة، ورابع أكبر مدينة من بين مدن دول الاتحاد الأوروبيّ من حيث عدد السكان، بالإضافة إلى أنها مركز للحضارة الغربيّة والديمقراطيّة، ومركز سياحي مهم؛ إذ تُعد موطناً لعدد كبير من الأماكن والمعالم الأثريّة والتاريخيّة التي تُعبر عن تاريخ إيطاليا وأوروبا، واستطاعت المدينة احتلال المركز الثالث في قائمة أكثر مُدن الاتحاد الأوروبيّ من حيث عدد الزوار والسياح،[١][٢]ولمعرفة مزيد من المعلومات حول السياحة في إيطاليا بشكل عام، يمكنك قراءة مقال السياحة في إيطاليا.

تاريخ روما عاصمة إيطاليا

شهدت بداية العصور الوسطى (حوالي عام 476م) سقوط وانهيار الإمبراطورية الرومانية، مما أدّى ذلك إلى ضعف وتراجع المدينة التي كانت تُمثّل مركز الإمبراطورية، حيث مهّد الطريق لوقوعها تحت سيطرة الدولة البابوية، والتي جعلت من روما عاصمة للولايات البابوية في القرن الثامن الميلاد،[٣] وفي عام 1861م تأسست مملكة إيطاليا، وتم تضمين معظم الولايات البابوية فيها باستثناء مدينة روما التي بقيت تحت السيطرة البابوية، وقد سعى القائد العسكري جوزيبي غاريبالدي جاهداً للسيطرة على روما خلال الفترة 1862-1867م، لكنه لم يتمكن من احتلالها خاصة مع وجود الحامية الفرنسية للبابا بيوس التاسع في المدينة، ومع انسحاب القوات الفرنسيّة من روما وجدت القوات الإيطاليا الفرصة المنتظرة لدخول المدينة والسيطرة عليها فيما عُرف آنذلك باختراق بورتا بيا واحدة من بوابات المدينة القديمة، وكان ذلك في العشرين من شهر سبتمبر لعام 1870م، بالتالي فقدت السلطة البابوية سيطرتها على روما، والتي أصبحت عاصمة مملكة إيطاليا الموحدة بعد استفتاء أجري عام 1870م، ومثّل قصر روما كويرينال المقر الرسمي للملك فيكتور عمانويل في عام 1871م، ومنه أدار الأحداث السياسية المهمة.[٤]

بقيت العلاقات بين الدولة الإيطالية والسلطة البابوية متوترة حتى عام 1929م، حيث تم توقيع معاهدة لاتران (بالإنجليزية: Lateran)، والتي تقضي باعتراف البابوية بدولة إيطاليا وعاصمتها مدينة روما، وفي الجانب الآخر اعتراف دولة إيطاليا بسيادة البابا داخل مدينة الفاتيكان ضمن حدود عاصمة البلاد مدينة روما،[٤] وفي عام 1946م فقدت إيطاليا صفة المملكة بعد إجراء استفتاء شعبي، وتم تشكيل الجمهورية الإيطالية، وعلى الفور أصبحت مدينة روما عاصمة لجمهورية إيطاليا،[٣] ومن الملاحط أن روما قد تطوّرت بشكل ملحوظ في مختلف المجالات بعض إعلانها كعاصمة للبلاد في عام 1871م، حيث نما عدد سكانها من 500 ألف قبل الحرب العالمية الأولى، ليصل إلى ما يُقارب المليون نسمة بحلول عام 1930م، كما توسعت حدود المدينة لتتخطى الأسوار القديمة لتشمل مناطق حضرية، وأعيد بناء العديد من مرافق المدينة، وتطور قطاع الخدمات خلال تسعينات القرن الماضي خاصة الخدمات المالية، والمهنية، والإسكان، والتأمين، مما دفع بعجلة الاقتصاد نحو الأمام، وخلق مصادر أخرى للاقتصاد إلى جانب الأنشطة الاقتصاديّة التقليديّة المُتعلقة بالحكومة والسياحة.[٤]

وللتعرّف على عاصمة إيطاليا قبل روما، يمكنك قراءة مقال ما هي عاصمة إيطاليا قبل روما.

أسباب اختيار روما عاصمة لإيطاليا

جاء اختيار مدينة روما كعاصمة لدولة إيطاليا بدلاً من مدينة فلورنسا (بالإنجليزية: Florence) لعدة أسباب، ومن أهمها موقع روما الجغرافيّ الاستراتيجيّ القريب من مركز البلاد، بالإضافة لمكانتها في تاريخ الدولة الإيطالية؛ فقد مثّلت مقراً ومركزاً للإمبراطورية الرومانية القديمة، واكتسبت اهتماماً كبيراً عبر تاريخها الطويل،[٥] وقد كان معظم سكان روما من رجال الكنيسة، والرهبان، والراهبات؛ فلم تكن هناك حاجة إلى بناء البورصات أو أماكن السوق في ظل اعتكاف رجال الدين في الأديرة والكنائس وغيرها من أماكن الصلاة والعبادة.[٦]

ميلان عاصمة إيطاليا الاقتصادية

تعتبر مدينة ميلان (بالإنجليزية: Milan) العاصمة الإقليميّة لمنطقة لومبارديا، بالإضافة إلى أنها ثاني أكبر مدينة من بين المدن الإيطالية من حيث عدد السكان، حيث يصل عدد سكانها إلى 1.4 مليون نسمة، والأهم من ذلك تحظى ميلان بكونها عاصمة إيطاليا الاقتصادية؛ فهي مركز صناعي ونقطة محورية مهمة للتصنيع في المنطقة، وقد ربطت باستمرار التجارة بالإنتاج، ومثّلت قلب المركز المالي لإيطاليا والمقر الرئيسي للعديد من المؤسسات المالية المهمة مثل البورصة الإيطالية، وموطن عروض الأزياء والتصميم، وصناعة الإعلام،[٧] كما أنها مقر للعديد من شركات السيارات المشهورة، ومصانع إنتاج الحرير، وفيها مجمع فييرا ميلانو الذي يُعتبر أكبر مجمع معارض تجارية في العالم، بالإضافة لذلك تُعد ميلان ثاني أهم مركز للسكك الحديدية في إيطاليا، وتشتمل على خمس محطات رئيسية، وثلاثة خطوط مترو أنفاق، وشبكة نظام ترام واسعة، ومطارات مثل مطار مالبينسا الدولي، ومطار أوريو آل سيريو، ومطار لينيت،[٨] وقد ساهم كل ذلك في زيادة دخل سكان المدينة، حيث يبلغ نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في ميلان أعلى بنسبة 80% من المتوسط ​​الوطني، وهو أعلى مستوى في إيطاليا،[٧] واحتل الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة الحضرية في ميلانو مرتبة متقدمة في أوروبا، حيث وصل الناتج إلى 153 مليار يورو وفق عام 2016م، أي ما نسبته 12% من إجمالي الناتج المحلي لإيطاليا.[٩]

ولمعرفة مزيد من المعلومات حول دولة إيطاليا، يمكنك قراءة مقال دولة إيطاليا.

المراجع

  1. Victor Kiprop (29-7-2019), “What Is the Capital of Italy?”، www.worldatlas.com, Retrieved 2-4-2020. Edited.
  2. “Why the world of academia chooses this teaching conference”, www.worldcre.org, Retrieved 2-4-2020. Edited.
  3. ^ أ ب “What is the Capital of Italy?”, www.mapsofworld.com,21-2-2018، Retrieved 2-4-2018. Edited.
  4. ^ أ ب ت Richard R. Ring, Blake Ehrlich، John Foot (27-11-2019)، “Rome”، www.britannica.com, Retrieved 2-4-2020. Edited.
  5. Aimee Bateas (10-3-2011), “Turin > Florence > Rome”، www.theflorentine.net, Retrieved 2-4-2020. Edited.
  6. H.v. Morton, A Traveller In Rome, Page -. Edited.
  7. ^ أ ب “Milan”, www.urbandivercities.eu, Retrieved 2-4-2020. Edited.
  8. “Milan”, www.newworldencyclopedia.org, Retrieved 2-4-2020. Edited.
  9. “BUSINESS”, www.emamilano.eu, Retrieved 2-4-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق

مقالات ذات صلة

روما عاصمة إيطاليا

تعد روما (بالإنجليزية: Rome) مدينة أوروبيّة عالميّة، توجد في دولة إيطاليا على ضفاق نهر التيبر في منطقة لاتسيو الإداريّة تحديداً، وتُمثّل العاصمة الوطنيّة والإداريّة لإيطاليا، وعاصمة منطقة لاتسيو، حيث تضم على أرضها أهم المؤسسات والإدارات الحكوميّة، وتُمثّل مقراً لقصر رئيس البلاد، وللسلطة التشريعيّة، والقضائية، وموطناً لمنازل الدبلوماسيين والسياسيين، والمكاتب الرئيسيّة لكبرى الشركات الإيطالية، والعديد من الشركات متعددة الجنسيات، وعلاوةً على ذلك تُعد روما المدينة الأكبر من بين المدن الإيطاليّة، ورابع أكبر مدينة من بين مدن دول الاتحاد الأوروبيّ من حيث عدد السكان، بالإضافة إلى أنها مركز للحضارة الغربيّة والديمقراطيّة، ومركز سياحي مهم؛ إذ تُعد موطناً لعدد كبير من الأماكن والمعالم الأثريّة والتاريخيّة التي تُعبر عن تاريخ إيطاليا وأوروبا، واستطاعت المدينة احتلال المركز الثالث في قائمة أكثر مُدن الاتحاد الأوروبيّ من حيث عدد الزوار والسياح،[١][٢]ولمعرفة مزيد من المعلومات حول السياحة في إيطاليا بشكل عام، يمكنك قراءة مقال السياحة في إيطاليا.

تاريخ روما عاصمة إيطاليا

شهدت بداية العصور الوسطى (حوالي عام 476م) سقوط وانهيار الإمبراطورية الرومانية، مما أدّى ذلك إلى ضعف وتراجع المدينة التي كانت تُمثّل مركز الإمبراطورية، حيث مهّد الطريق لوقوعها تحت سيطرة الدولة البابوية، والتي جعلت من روما عاصمة للولايات البابوية في القرن الثامن الميلاد،[٣] وفي عام 1861م تأسست مملكة إيطاليا، وتم تضمين معظم الولايات البابوية فيها باستثناء مدينة روما التي بقيت تحت السيطرة البابوية، وقد سعى القائد العسكري جوزيبي غاريبالدي جاهداً للسيطرة على روما خلال الفترة 1862-1867م، لكنه لم يتمكن من احتلالها خاصة مع وجود الحامية الفرنسية للبابا بيوس التاسع في المدينة، ومع انسحاب القوات الفرنسيّة من روما وجدت القوات الإيطاليا الفرصة المنتظرة لدخول المدينة والسيطرة عليها فيما عُرف آنذلك باختراق بورتا بيا واحدة من بوابات المدينة القديمة، وكان ذلك في العشرين من شهر سبتمبر لعام 1870م، بالتالي فقدت السلطة البابوية سيطرتها على روما، والتي أصبحت عاصمة مملكة إيطاليا الموحدة بعد استفتاء أجري عام 1870م، ومثّل قصر روما كويرينال المقر الرسمي للملك فيكتور عمانويل في عام 1871م، ومنه أدار الأحداث السياسية المهمة.[٤]

بقيت العلاقات بين الدولة الإيطالية والسلطة البابوية متوترة حتى عام 1929م، حيث تم توقيع معاهدة لاتران (بالإنجليزية: Lateran)، والتي تقضي باعتراف البابوية بدولة إيطاليا وعاصمتها مدينة روما، وفي الجانب الآخر اعتراف دولة إيطاليا بسيادة البابا داخل مدينة الفاتيكان ضمن حدود عاصمة البلاد مدينة روما،[٤] وفي عام 1946م فقدت إيطاليا صفة المملكة بعد إجراء استفتاء شعبي، وتم تشكيل الجمهورية الإيطالية، وعلى الفور أصبحت مدينة روما عاصمة لجمهورية إيطاليا،[٣] ومن الملاحط أن روما قد تطوّرت بشكل ملحوظ في مختلف المجالات بعض إعلانها كعاصمة للبلاد في عام 1871م، حيث نما عدد سكانها من 500 ألف قبل الحرب العالمية الأولى، ليصل إلى ما يُقارب المليون نسمة بحلول عام 1930م، كما توسعت حدود المدينة لتتخطى الأسوار القديمة لتشمل مناطق حضرية، وأعيد بناء العديد من مرافق المدينة، وتطور قطاع الخدمات خلال تسعينات القرن الماضي خاصة الخدمات المالية، والمهنية، والإسكان، والتأمين، مما دفع بعجلة الاقتصاد نحو الأمام، وخلق مصادر أخرى للاقتصاد إلى جانب الأنشطة الاقتصاديّة التقليديّة المُتعلقة بالحكومة والسياحة.[٤]

وللتعرّف على عاصمة إيطاليا قبل روما، يمكنك قراءة مقال ما هي عاصمة إيطاليا قبل روما.

أسباب اختيار روما عاصمة لإيطاليا

جاء اختيار مدينة روما كعاصمة لدولة إيطاليا بدلاً من مدينة فلورنسا (بالإنجليزية: Florence) لعدة أسباب، ومن أهمها موقع روما الجغرافيّ الاستراتيجيّ القريب من مركز البلاد، بالإضافة لمكانتها في تاريخ الدولة الإيطالية؛ فقد مثّلت مقراً ومركزاً للإمبراطورية الرومانية القديمة، واكتسبت اهتماماً كبيراً عبر تاريخها الطويل،[٥] وقد كان معظم سكان روما من رجال الكنيسة، والرهبان، والراهبات؛ فلم تكن هناك حاجة إلى بناء البورصات أو أماكن السوق في ظل اعتكاف رجال الدين في الأديرة والكنائس وغيرها من أماكن الصلاة والعبادة.[٦]

ميلان عاصمة إيطاليا الاقتصادية

تعتبر مدينة ميلان (بالإنجليزية: Milan) العاصمة الإقليميّة لمنطقة لومبارديا، بالإضافة إلى أنها ثاني أكبر مدينة من بين المدن الإيطالية من حيث عدد السكان، حيث يصل عدد سكانها إلى 1.4 مليون نسمة، والأهم من ذلك تحظى ميلان بكونها عاصمة إيطاليا الاقتصادية؛ فهي مركز صناعي ونقطة محورية مهمة للتصنيع في المنطقة، وقد ربطت باستمرار التجارة بالإنتاج، ومثّلت قلب المركز المالي لإيطاليا والمقر الرئيسي للعديد من المؤسسات المالية المهمة مثل البورصة الإيطالية، وموطن عروض الأزياء والتصميم، وصناعة الإعلام،[٧] كما أنها مقر للعديد من شركات السيارات المشهورة، ومصانع إنتاج الحرير، وفيها مجمع فييرا ميلانو الذي يُعتبر أكبر مجمع معارض تجارية في العالم، بالإضافة لذلك تُعد ميلان ثاني أهم مركز للسكك الحديدية في إيطاليا، وتشتمل على خمس محطات رئيسية، وثلاثة خطوط مترو أنفاق، وشبكة نظام ترام واسعة، ومطارات مثل مطار مالبينسا الدولي، ومطار أوريو آل سيريو، ومطار لينيت،[٨] وقد ساهم كل ذلك في زيادة دخل سكان المدينة، حيث يبلغ نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في ميلان أعلى بنسبة 80% من المتوسط ​​الوطني، وهو أعلى مستوى في إيطاليا،[٧] واحتل الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة الحضرية في ميلانو مرتبة متقدمة في أوروبا، حيث وصل الناتج إلى 153 مليار يورو وفق عام 2016م، أي ما نسبته 12% من إجمالي الناتج المحلي لإيطاليا.[٩]

ولمعرفة مزيد من المعلومات حول دولة إيطاليا، يمكنك قراءة مقال دولة إيطاليا.

المراجع

  1. Victor Kiprop (29-7-2019), “What Is the Capital of Italy?”، www.worldatlas.com, Retrieved 2-4-2020. Edited.
  2. “Why the world of academia chooses this teaching conference”, www.worldcre.org, Retrieved 2-4-2020. Edited.
  3. ^ أ ب “What is the Capital of Italy?”, www.mapsofworld.com,21-2-2018، Retrieved 2-4-2018. Edited.
  4. ^ أ ب ت Richard R. Ring, Blake Ehrlich، John Foot (27-11-2019)، “Rome”، www.britannica.com, Retrieved 2-4-2020. Edited.
  5. Aimee Bateas (10-3-2011), “Turin > Florence > Rome”، www.theflorentine.net, Retrieved 2-4-2020. Edited.
  6. H.v. Morton, A Traveller In Rome, Page -. Edited.
  7. ^ أ ب “Milan”, www.urbandivercities.eu, Retrieved 2-4-2020. Edited.
  8. “Milan”, www.newworldencyclopedia.org, Retrieved 2-4-2020. Edited.
  9. “BUSINESS”, www.emamilano.eu, Retrieved 2-4-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

روما عاصمة إيطاليا

تعد روما (بالإنجليزية: Rome) مدينة أوروبيّة عالميّة، توجد في دولة إيطاليا على ضفاق نهر التيبر في منطقة لاتسيو الإداريّة تحديداً، وتُمثّل العاصمة الوطنيّة والإداريّة لإيطاليا، وعاصمة منطقة لاتسيو، حيث تضم على أرضها أهم المؤسسات والإدارات الحكوميّة، وتُمثّل مقراً لقصر رئيس البلاد، وللسلطة التشريعيّة، والقضائية، وموطناً لمنازل الدبلوماسيين والسياسيين، والمكاتب الرئيسيّة لكبرى الشركات الإيطالية، والعديد من الشركات متعددة الجنسيات، وعلاوةً على ذلك تُعد روما المدينة الأكبر من بين المدن الإيطاليّة، ورابع أكبر مدينة من بين مدن دول الاتحاد الأوروبيّ من حيث عدد السكان، بالإضافة إلى أنها مركز للحضارة الغربيّة والديمقراطيّة، ومركز سياحي مهم؛ إذ تُعد موطناً لعدد كبير من الأماكن والمعالم الأثريّة والتاريخيّة التي تُعبر عن تاريخ إيطاليا وأوروبا، واستطاعت المدينة احتلال المركز الثالث في قائمة أكثر مُدن الاتحاد الأوروبيّ من حيث عدد الزوار والسياح،[١][٢]ولمعرفة مزيد من المعلومات حول السياحة في إيطاليا بشكل عام، يمكنك قراءة مقال السياحة في إيطاليا.

تاريخ روما عاصمة إيطاليا

شهدت بداية العصور الوسطى (حوالي عام 476م) سقوط وانهيار الإمبراطورية الرومانية، مما أدّى ذلك إلى ضعف وتراجع المدينة التي كانت تُمثّل مركز الإمبراطورية، حيث مهّد الطريق لوقوعها تحت سيطرة الدولة البابوية، والتي جعلت من روما عاصمة للولايات البابوية في القرن الثامن الميلاد،[٣] وفي عام 1861م تأسست مملكة إيطاليا، وتم تضمين معظم الولايات البابوية فيها باستثناء مدينة روما التي بقيت تحت السيطرة البابوية، وقد سعى القائد العسكري جوزيبي غاريبالدي جاهداً للسيطرة على روما خلال الفترة 1862-1867م، لكنه لم يتمكن من احتلالها خاصة مع وجود الحامية الفرنسية للبابا بيوس التاسع في المدينة، ومع انسحاب القوات الفرنسيّة من روما وجدت القوات الإيطاليا الفرصة المنتظرة لدخول المدينة والسيطرة عليها فيما عُرف آنذلك باختراق بورتا بيا واحدة من بوابات المدينة القديمة، وكان ذلك في العشرين من شهر سبتمبر لعام 1870م، بالتالي فقدت السلطة البابوية سيطرتها على روما، والتي أصبحت عاصمة مملكة إيطاليا الموحدة بعد استفتاء أجري عام 1870م، ومثّل قصر روما كويرينال المقر الرسمي للملك فيكتور عمانويل في عام 1871م، ومنه أدار الأحداث السياسية المهمة.[٤]

بقيت العلاقات بين الدولة الإيطالية والسلطة البابوية متوترة حتى عام 1929م، حيث تم توقيع معاهدة لاتران (بالإنجليزية: Lateran)، والتي تقضي باعتراف البابوية بدولة إيطاليا وعاصمتها مدينة روما، وفي الجانب الآخر اعتراف دولة إيطاليا بسيادة البابا داخل مدينة الفاتيكان ضمن حدود عاصمة البلاد مدينة روما،[٤] وفي عام 1946م فقدت إيطاليا صفة المملكة بعد إجراء استفتاء شعبي، وتم تشكيل الجمهورية الإيطالية، وعلى الفور أصبحت مدينة روما عاصمة لجمهورية إيطاليا،[٣] ومن الملاحط أن روما قد تطوّرت بشكل ملحوظ في مختلف المجالات بعض إعلانها كعاصمة للبلاد في عام 1871م، حيث نما عدد سكانها من 500 ألف قبل الحرب العالمية الأولى، ليصل إلى ما يُقارب المليون نسمة بحلول عام 1930م، كما توسعت حدود المدينة لتتخطى الأسوار القديمة لتشمل مناطق حضرية، وأعيد بناء العديد من مرافق المدينة، وتطور قطاع الخدمات خلال تسعينات القرن الماضي خاصة الخدمات المالية، والمهنية، والإسكان، والتأمين، مما دفع بعجلة الاقتصاد نحو الأمام، وخلق مصادر أخرى للاقتصاد إلى جانب الأنشطة الاقتصاديّة التقليديّة المُتعلقة بالحكومة والسياحة.[٤]

وللتعرّف على عاصمة إيطاليا قبل روما، يمكنك قراءة مقال ما هي عاصمة إيطاليا قبل روما.

أسباب اختيار روما عاصمة لإيطاليا

جاء اختيار مدينة روما كعاصمة لدولة إيطاليا بدلاً من مدينة فلورنسا (بالإنجليزية: Florence) لعدة أسباب، ومن أهمها موقع روما الجغرافيّ الاستراتيجيّ القريب من مركز البلاد، بالإضافة لمكانتها في تاريخ الدولة الإيطالية؛ فقد مثّلت مقراً ومركزاً للإمبراطورية الرومانية القديمة، واكتسبت اهتماماً كبيراً عبر تاريخها الطويل،[٥] وقد كان معظم سكان روما من رجال الكنيسة، والرهبان، والراهبات؛ فلم تكن هناك حاجة إلى بناء البورصات أو أماكن السوق في ظل اعتكاف رجال الدين في الأديرة والكنائس وغيرها من أماكن الصلاة والعبادة.[٦]

ميلان عاصمة إيطاليا الاقتصادية

تعتبر مدينة ميلان (بالإنجليزية: Milan) العاصمة الإقليميّة لمنطقة لومبارديا، بالإضافة إلى أنها ثاني أكبر مدينة من بين المدن الإيطالية من حيث عدد السكان، حيث يصل عدد سكانها إلى 1.4 مليون نسمة، والأهم من ذلك تحظى ميلان بكونها عاصمة إيطاليا الاقتصادية؛ فهي مركز صناعي ونقطة محورية مهمة للتصنيع في المنطقة، وقد ربطت باستمرار التجارة بالإنتاج، ومثّلت قلب المركز المالي لإيطاليا والمقر الرئيسي للعديد من المؤسسات المالية المهمة مثل البورصة الإيطالية، وموطن عروض الأزياء والتصميم، وصناعة الإعلام،[٧] كما أنها مقر للعديد من شركات السيارات المشهورة، ومصانع إنتاج الحرير، وفيها مجمع فييرا ميلانو الذي يُعتبر أكبر مجمع معارض تجارية في العالم، بالإضافة لذلك تُعد ميلان ثاني أهم مركز للسكك الحديدية في إيطاليا، وتشتمل على خمس محطات رئيسية، وثلاثة خطوط مترو أنفاق، وشبكة نظام ترام واسعة، ومطارات مثل مطار مالبينسا الدولي، ومطار أوريو آل سيريو، ومطار لينيت،[٨] وقد ساهم كل ذلك في زيادة دخل سكان المدينة، حيث يبلغ نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في ميلان أعلى بنسبة 80% من المتوسط ​​الوطني، وهو أعلى مستوى في إيطاليا،[٧] واحتل الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة الحضرية في ميلانو مرتبة متقدمة في أوروبا، حيث وصل الناتج إلى 153 مليار يورو وفق عام 2016م، أي ما نسبته 12% من إجمالي الناتج المحلي لإيطاليا.[٩]

ولمعرفة مزيد من المعلومات حول دولة إيطاليا، يمكنك قراءة مقال دولة إيطاليا.

المراجع

  1. Victor Kiprop (29-7-2019), “What Is the Capital of Italy?”، www.worldatlas.com, Retrieved 2-4-2020. Edited.
  2. “Why the world of academia chooses this teaching conference”, www.worldcre.org, Retrieved 2-4-2020. Edited.
  3. ^ أ ب “What is the Capital of Italy?”, www.mapsofworld.com,21-2-2018، Retrieved 2-4-2018. Edited.
  4. ^ أ ب ت Richard R. Ring, Blake Ehrlich، John Foot (27-11-2019)، “Rome”، www.britannica.com, Retrieved 2-4-2020. Edited.
  5. Aimee Bateas (10-3-2011), “Turin > Florence > Rome”، www.theflorentine.net, Retrieved 2-4-2020. Edited.
  6. H.v. Morton, A Traveller In Rome, Page -. Edited.
  7. ^ أ ب “Milan”, www.urbandivercities.eu, Retrieved 2-4-2020. Edited.
  8. “Milan”, www.newworldencyclopedia.org, Retrieved 2-4-2020. Edited.
  9. “BUSINESS”, www.emamilano.eu, Retrieved 2-4-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

روما عاصمة إيطاليا

تعد روما (بالإنجليزية: Rome) مدينة أوروبيّة عالميّة، توجد في دولة إيطاليا على ضفاق نهر التيبر في منطقة لاتسيو الإداريّة تحديداً، وتُمثّل العاصمة الوطنيّة والإداريّة لإيطاليا، وعاصمة منطقة لاتسيو، حيث تضم على أرضها أهم المؤسسات والإدارات الحكوميّة، وتُمثّل مقراً لقصر رئيس البلاد، وللسلطة التشريعيّة، والقضائية، وموطناً لمنازل الدبلوماسيين والسياسيين، والمكاتب الرئيسيّة لكبرى الشركات الإيطالية، والعديد من الشركات متعددة الجنسيات، وعلاوةً على ذلك تُعد روما المدينة الأكبر من بين المدن الإيطاليّة، ورابع أكبر مدينة من بين مدن دول الاتحاد الأوروبيّ من حيث عدد السكان، بالإضافة إلى أنها مركز للحضارة الغربيّة والديمقراطيّة، ومركز سياحي مهم؛ إذ تُعد موطناً لعدد كبير من الأماكن والمعالم الأثريّة والتاريخيّة التي تُعبر عن تاريخ إيطاليا وأوروبا، واستطاعت المدينة احتلال المركز الثالث في قائمة أكثر مُدن الاتحاد الأوروبيّ من حيث عدد الزوار والسياح،[١][٢]ولمعرفة مزيد من المعلومات حول السياحة في إيطاليا بشكل عام، يمكنك قراءة مقال السياحة في إيطاليا.

تاريخ روما عاصمة إيطاليا

شهدت بداية العصور الوسطى (حوالي عام 476م) سقوط وانهيار الإمبراطورية الرومانية، مما أدّى ذلك إلى ضعف وتراجع المدينة التي كانت تُمثّل مركز الإمبراطورية، حيث مهّد الطريق لوقوعها تحت سيطرة الدولة البابوية، والتي جعلت من روما عاصمة للولايات البابوية في القرن الثامن الميلاد،[٣] وفي عام 1861م تأسست مملكة إيطاليا، وتم تضمين معظم الولايات البابوية فيها باستثناء مدينة روما التي بقيت تحت السيطرة البابوية، وقد سعى القائد العسكري جوزيبي غاريبالدي جاهداً للسيطرة على روما خلال الفترة 1862-1867م، لكنه لم يتمكن من احتلالها خاصة مع وجود الحامية الفرنسية للبابا بيوس التاسع في المدينة، ومع انسحاب القوات الفرنسيّة من روما وجدت القوات الإيطاليا الفرصة المنتظرة لدخول المدينة والسيطرة عليها فيما عُرف آنذلك باختراق بورتا بيا واحدة من بوابات المدينة القديمة، وكان ذلك في العشرين من شهر سبتمبر لعام 1870م، بالتالي فقدت السلطة البابوية سيطرتها على روما، والتي أصبحت عاصمة مملكة إيطاليا الموحدة بعد استفتاء أجري عام 1870م، ومثّل قصر روما كويرينال المقر الرسمي للملك فيكتور عمانويل في عام 1871م، ومنه أدار الأحداث السياسية المهمة.[٤]

بقيت العلاقات بين الدولة الإيطالية والسلطة البابوية متوترة حتى عام 1929م، حيث تم توقيع معاهدة لاتران (بالإنجليزية: Lateran)، والتي تقضي باعتراف البابوية بدولة إيطاليا وعاصمتها مدينة روما، وفي الجانب الآخر اعتراف دولة إيطاليا بسيادة البابا داخل مدينة الفاتيكان ضمن حدود عاصمة البلاد مدينة روما،[٤] وفي عام 1946م فقدت إيطاليا صفة المملكة بعد إجراء استفتاء شعبي، وتم تشكيل الجمهورية الإيطالية، وعلى الفور أصبحت مدينة روما عاصمة لجمهورية إيطاليا،[٣] ومن الملاحط أن روما قد تطوّرت بشكل ملحوظ في مختلف المجالات بعض إعلانها كعاصمة للبلاد في عام 1871م، حيث نما عدد سكانها من 500 ألف قبل الحرب العالمية الأولى، ليصل إلى ما يُقارب المليون نسمة بحلول عام 1930م، كما توسعت حدود المدينة لتتخطى الأسوار القديمة لتشمل مناطق حضرية، وأعيد بناء العديد من مرافق المدينة، وتطور قطاع الخدمات خلال تسعينات القرن الماضي خاصة الخدمات المالية، والمهنية، والإسكان، والتأمين، مما دفع بعجلة الاقتصاد نحو الأمام، وخلق مصادر أخرى للاقتصاد إلى جانب الأنشطة الاقتصاديّة التقليديّة المُتعلقة بالحكومة والسياحة.[٤]

وللتعرّف على عاصمة إيطاليا قبل روما، يمكنك قراءة مقال ما هي عاصمة إيطاليا قبل روما.

أسباب اختيار روما عاصمة لإيطاليا

جاء اختيار مدينة روما كعاصمة لدولة إيطاليا بدلاً من مدينة فلورنسا (بالإنجليزية: Florence) لعدة أسباب، ومن أهمها موقع روما الجغرافيّ الاستراتيجيّ القريب من مركز البلاد، بالإضافة لمكانتها في تاريخ الدولة الإيطالية؛ فقد مثّلت مقراً ومركزاً للإمبراطورية الرومانية القديمة، واكتسبت اهتماماً كبيراً عبر تاريخها الطويل،[٥] وقد كان معظم سكان روما من رجال الكنيسة، والرهبان، والراهبات؛ فلم تكن هناك حاجة إلى بناء البورصات أو أماكن السوق في ظل اعتكاف رجال الدين في الأديرة والكنائس وغيرها من أماكن الصلاة والعبادة.[٦]

ميلان عاصمة إيطاليا الاقتصادية

تعتبر مدينة ميلان (بالإنجليزية: Milan) العاصمة الإقليميّة لمنطقة لومبارديا، بالإضافة إلى أنها ثاني أكبر مدينة من بين المدن الإيطالية من حيث عدد السكان، حيث يصل عدد سكانها إلى 1.4 مليون نسمة، والأهم من ذلك تحظى ميلان بكونها عاصمة إيطاليا الاقتصادية؛ فهي مركز صناعي ونقطة محورية مهمة للتصنيع في المنطقة، وقد ربطت باستمرار التجارة بالإنتاج، ومثّلت قلب المركز المالي لإيطاليا والمقر الرئيسي للعديد من المؤسسات المالية المهمة مثل البورصة الإيطالية، وموطن عروض الأزياء والتصميم، وصناعة الإعلام،[٧] كما أنها مقر للعديد من شركات السيارات المشهورة، ومصانع إنتاج الحرير، وفيها مجمع فييرا ميلانو الذي يُعتبر أكبر مجمع معارض تجارية في العالم، بالإضافة لذلك تُعد ميلان ثاني أهم مركز للسكك الحديدية في إيطاليا، وتشتمل على خمس محطات رئيسية، وثلاثة خطوط مترو أنفاق، وشبكة نظام ترام واسعة، ومطارات مثل مطار مالبينسا الدولي، ومطار أوريو آل سيريو، ومطار لينيت،[٨] وقد ساهم كل ذلك في زيادة دخل سكان المدينة، حيث يبلغ نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في ميلان أعلى بنسبة 80% من المتوسط ​​الوطني، وهو أعلى مستوى في إيطاليا،[٧] واحتل الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة الحضرية في ميلانو مرتبة متقدمة في أوروبا، حيث وصل الناتج إلى 153 مليار يورو وفق عام 2016م، أي ما نسبته 12% من إجمالي الناتج المحلي لإيطاليا.[٩]

ولمعرفة مزيد من المعلومات حول دولة إيطاليا، يمكنك قراءة مقال دولة إيطاليا.

المراجع

  1. Victor Kiprop (29-7-2019), “What Is the Capital of Italy?”، www.worldatlas.com, Retrieved 2-4-2020. Edited.
  2. “Why the world of academia chooses this teaching conference”, www.worldcre.org, Retrieved 2-4-2020. Edited.
  3. ^ أ ب “What is the Capital of Italy?”, www.mapsofworld.com,21-2-2018، Retrieved 2-4-2018. Edited.
  4. ^ أ ب ت Richard R. Ring, Blake Ehrlich، John Foot (27-11-2019)، “Rome”، www.britannica.com, Retrieved 2-4-2020. Edited.
  5. Aimee Bateas (10-3-2011), “Turin > Florence > Rome”، www.theflorentine.net, Retrieved 2-4-2020. Edited.
  6. H.v. Morton, A Traveller In Rome, Page -. Edited.
  7. ^ أ ب “Milan”, www.urbandivercities.eu, Retrieved 2-4-2020. Edited.
  8. “Milan”, www.newworldencyclopedia.org, Retrieved 2-4-2020. Edited.
  9. “BUSINESS”, www.emamilano.eu, Retrieved 2-4-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق

روما عاصمة إيطاليا

تعد روما (بالإنجليزية: Rome) مدينة أوروبيّة عالميّة، توجد في دولة إيطاليا على ضفاق نهر التيبر في منطقة لاتسيو الإداريّة تحديداً، وتُمثّل العاصمة الوطنيّة والإداريّة لإيطاليا، وعاصمة منطقة لاتسيو، حيث تضم على أرضها أهم المؤسسات والإدارات الحكوميّة، وتُمثّل مقراً لقصر رئيس البلاد، وللسلطة التشريعيّة، والقضائية، وموطناً لمنازل الدبلوماسيين والسياسيين، والمكاتب الرئيسيّة لكبرى الشركات الإيطالية، والعديد من الشركات متعددة الجنسيات، وعلاوةً على ذلك تُعد روما المدينة الأكبر من بين المدن الإيطاليّة، ورابع أكبر مدينة من بين مدن دول الاتحاد الأوروبيّ من حيث عدد السكان، بالإضافة إلى أنها مركز للحضارة الغربيّة والديمقراطيّة، ومركز سياحي مهم؛ إذ تُعد موطناً لعدد كبير من الأماكن والمعالم الأثريّة والتاريخيّة التي تُعبر عن تاريخ إيطاليا وأوروبا، واستطاعت المدينة احتلال المركز الثالث في قائمة أكثر مُدن الاتحاد الأوروبيّ من حيث عدد الزوار والسياح،[١][٢]ولمعرفة مزيد من المعلومات حول السياحة في إيطاليا بشكل عام، يمكنك قراءة مقال السياحة في إيطاليا.

تاريخ روما عاصمة إيطاليا

شهدت بداية العصور الوسطى (حوالي عام 476م) سقوط وانهيار الإمبراطورية الرومانية، مما أدّى ذلك إلى ضعف وتراجع المدينة التي كانت تُمثّل مركز الإمبراطورية، حيث مهّد الطريق لوقوعها تحت سيطرة الدولة البابوية، والتي جعلت من روما عاصمة للولايات البابوية في القرن الثامن الميلاد،[٣] وفي عام 1861م تأسست مملكة إيطاليا، وتم تضمين معظم الولايات البابوية فيها باستثناء مدينة روما التي بقيت تحت السيطرة البابوية، وقد سعى القائد العسكري جوزيبي غاريبالدي جاهداً للسيطرة على روما خلال الفترة 1862-1867م، لكنه لم يتمكن من احتلالها خاصة مع وجود الحامية الفرنسية للبابا بيوس التاسع في المدينة، ومع انسحاب القوات الفرنسيّة من روما وجدت القوات الإيطاليا الفرصة المنتظرة لدخول المدينة والسيطرة عليها فيما عُرف آنذلك باختراق بورتا بيا واحدة من بوابات المدينة القديمة، وكان ذلك في العشرين من شهر سبتمبر لعام 1870م، بالتالي فقدت السلطة البابوية سيطرتها على روما، والتي أصبحت عاصمة مملكة إيطاليا الموحدة بعد استفتاء أجري عام 1870م، ومثّل قصر روما كويرينال المقر الرسمي للملك فيكتور عمانويل في عام 1871م، ومنه أدار الأحداث السياسية المهمة.[٤]

بقيت العلاقات بين الدولة الإيطالية والسلطة البابوية متوترة حتى عام 1929م، حيث تم توقيع معاهدة لاتران (بالإنجليزية: Lateran)، والتي تقضي باعتراف البابوية بدولة إيطاليا وعاصمتها مدينة روما، وفي الجانب الآخر اعتراف دولة إيطاليا بسيادة البابا داخل مدينة الفاتيكان ضمن حدود عاصمة البلاد مدينة روما،[٤] وفي عام 1946م فقدت إيطاليا صفة المملكة بعد إجراء استفتاء شعبي، وتم تشكيل الجمهورية الإيطالية، وعلى الفور أصبحت مدينة روما عاصمة لجمهورية إيطاليا،[٣] ومن الملاحط أن روما قد تطوّرت بشكل ملحوظ في مختلف المجالات بعض إعلانها كعاصمة للبلاد في عام 1871م، حيث نما عدد سكانها من 500 ألف قبل الحرب العالمية الأولى، ليصل إلى ما يُقارب المليون نسمة بحلول عام 1930م، كما توسعت حدود المدينة لتتخطى الأسوار القديمة لتشمل مناطق حضرية، وأعيد بناء العديد من مرافق المدينة، وتطور قطاع الخدمات خلال تسعينات القرن الماضي خاصة الخدمات المالية، والمهنية، والإسكان، والتأمين، مما دفع بعجلة الاقتصاد نحو الأمام، وخلق مصادر أخرى للاقتصاد إلى جانب الأنشطة الاقتصاديّة التقليديّة المُتعلقة بالحكومة والسياحة.[٤]

وللتعرّف على عاصمة إيطاليا قبل روما، يمكنك قراءة مقال ما هي عاصمة إيطاليا قبل روما.

أسباب اختيار روما عاصمة لإيطاليا

جاء اختيار مدينة روما كعاصمة لدولة إيطاليا بدلاً من مدينة فلورنسا (بالإنجليزية: Florence) لعدة أسباب، ومن أهمها موقع روما الجغرافيّ الاستراتيجيّ القريب من مركز البلاد، بالإضافة لمكانتها في تاريخ الدولة الإيطالية؛ فقد مثّلت مقراً ومركزاً للإمبراطورية الرومانية القديمة، واكتسبت اهتماماً كبيراً عبر تاريخها الطويل،[٥] وقد كان معظم سكان روما من رجال الكنيسة، والرهبان، والراهبات؛ فلم تكن هناك حاجة إلى بناء البورصات أو أماكن السوق في ظل اعتكاف رجال الدين في الأديرة والكنائس وغيرها من أماكن الصلاة والعبادة.[٦]

ميلان عاصمة إيطاليا الاقتصادية

تعتبر مدينة ميلان (بالإنجليزية: Milan) العاصمة الإقليميّة لمنطقة لومبارديا، بالإضافة إلى أنها ثاني أكبر مدينة من بين المدن الإيطالية من حيث عدد السكان، حيث يصل عدد سكانها إلى 1.4 مليون نسمة، والأهم من ذلك تحظى ميلان بكونها عاصمة إيطاليا الاقتصادية؛ فهي مركز صناعي ونقطة محورية مهمة للتصنيع في المنطقة، وقد ربطت باستمرار التجارة بالإنتاج، ومثّلت قلب المركز المالي لإيطاليا والمقر الرئيسي للعديد من المؤسسات المالية المهمة مثل البورصة الإيطالية، وموطن عروض الأزياء والتصميم، وصناعة الإعلام،[٧] كما أنها مقر للعديد من شركات السيارات المشهورة، ومصانع إنتاج الحرير، وفيها مجمع فييرا ميلانو الذي يُعتبر أكبر مجمع معارض تجارية في العالم، بالإضافة لذلك تُعد ميلان ثاني أهم مركز للسكك الحديدية في إيطاليا، وتشتمل على خمس محطات رئيسية، وثلاثة خطوط مترو أنفاق، وشبكة نظام ترام واسعة، ومطارات مثل مطار مالبينسا الدولي، ومطار أوريو آل سيريو، ومطار لينيت،[٨] وقد ساهم كل ذلك في زيادة دخل سكان المدينة، حيث يبلغ نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في ميلان أعلى بنسبة 80% من المتوسط ​​الوطني، وهو أعلى مستوى في إيطاليا،[٧] واحتل الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة الحضرية في ميلانو مرتبة متقدمة في أوروبا، حيث وصل الناتج إلى 153 مليار يورو وفق عام 2016م، أي ما نسبته 12% من إجمالي الناتج المحلي لإيطاليا.[٩]

ولمعرفة مزيد من المعلومات حول دولة إيطاليا، يمكنك قراءة مقال دولة إيطاليا.

المراجع

  1. Victor Kiprop (29-7-2019), “What Is the Capital of Italy?”، www.worldatlas.com, Retrieved 2-4-2020. Edited.
  2. “Why the world of academia chooses this teaching conference”, www.worldcre.org, Retrieved 2-4-2020. Edited.
  3. ^ أ ب “What is the Capital of Italy?”, www.mapsofworld.com,21-2-2018، Retrieved 2-4-2018. Edited.
  4. ^ أ ب ت Richard R. Ring, Blake Ehrlich، John Foot (27-11-2019)، “Rome”، www.britannica.com, Retrieved 2-4-2020. Edited.
  5. Aimee Bateas (10-3-2011), “Turin > Florence > Rome”، www.theflorentine.net, Retrieved 2-4-2020. Edited.
  6. H.v. Morton, A Traveller In Rome, Page -. Edited.
  7. ^ أ ب “Milan”, www.urbandivercities.eu, Retrieved 2-4-2020. Edited.
  8. “Milan”, www.newworldencyclopedia.org, Retrieved 2-4-2020. Edited.
  9. “BUSINESS”, www.emamilano.eu, Retrieved 2-4-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

روما عاصمة إيطاليا

تعد روما (بالإنجليزية: Rome) مدينة أوروبيّة عالميّة، توجد في دولة إيطاليا على ضفاق نهر التيبر في منطقة لاتسيو الإداريّة تحديداً، وتُمثّل العاصمة الوطنيّة والإداريّة لإيطاليا، وعاصمة منطقة لاتسيو، حيث تضم على أرضها أهم المؤسسات والإدارات الحكوميّة، وتُمثّل مقراً لقصر رئيس البلاد، وللسلطة التشريعيّة، والقضائية، وموطناً لمنازل الدبلوماسيين والسياسيين، والمكاتب الرئيسيّة لكبرى الشركات الإيطالية، والعديد من الشركات متعددة الجنسيات، وعلاوةً على ذلك تُعد روما المدينة الأكبر من بين المدن الإيطاليّة، ورابع أكبر مدينة من بين مدن دول الاتحاد الأوروبيّ من حيث عدد السكان، بالإضافة إلى أنها مركز للحضارة الغربيّة والديمقراطيّة، ومركز سياحي مهم؛ إذ تُعد موطناً لعدد كبير من الأماكن والمعالم الأثريّة والتاريخيّة التي تُعبر عن تاريخ إيطاليا وأوروبا، واستطاعت المدينة احتلال المركز الثالث في قائمة أكثر مُدن الاتحاد الأوروبيّ من حيث عدد الزوار والسياح،[١][٢]ولمعرفة مزيد من المعلومات حول السياحة في إيطاليا بشكل عام، يمكنك قراءة مقال السياحة في إيطاليا.

تاريخ روما عاصمة إيطاليا

شهدت بداية العصور الوسطى (حوالي عام 476م) سقوط وانهيار الإمبراطورية الرومانية، مما أدّى ذلك إلى ضعف وتراجع المدينة التي كانت تُمثّل مركز الإمبراطورية، حيث مهّد الطريق لوقوعها تحت سيطرة الدولة البابوية، والتي جعلت من روما عاصمة للولايات البابوية في القرن الثامن الميلاد،[٣] وفي عام 1861م تأسست مملكة إيطاليا، وتم تضمين معظم الولايات البابوية فيها باستثناء مدينة روما التي بقيت تحت السيطرة البابوية، وقد سعى القائد العسكري جوزيبي غاريبالدي جاهداً للسيطرة على روما خلال الفترة 1862-1867م، لكنه لم يتمكن من احتلالها خاصة مع وجود الحامية الفرنسية للبابا بيوس التاسع في المدينة، ومع انسحاب القوات الفرنسيّة من روما وجدت القوات الإيطاليا الفرصة المنتظرة لدخول المدينة والسيطرة عليها فيما عُرف آنذلك باختراق بورتا بيا واحدة من بوابات المدينة القديمة، وكان ذلك في العشرين من شهر سبتمبر لعام 1870م، بالتالي فقدت السلطة البابوية سيطرتها على روما، والتي أصبحت عاصمة مملكة إيطاليا الموحدة بعد استفتاء أجري عام 1870م، ومثّل قصر روما كويرينال المقر الرسمي للملك فيكتور عمانويل في عام 1871م، ومنه أدار الأحداث السياسية المهمة.[٤]

بقيت العلاقات بين الدولة الإيطالية والسلطة البابوية متوترة حتى عام 1929م، حيث تم توقيع معاهدة لاتران (بالإنجليزية: Lateran)، والتي تقضي باعتراف البابوية بدولة إيطاليا وعاصمتها مدينة روما، وفي الجانب الآخر اعتراف دولة إيطاليا بسيادة البابا داخل مدينة الفاتيكان ضمن حدود عاصمة البلاد مدينة روما،[٤] وفي عام 1946م فقدت إيطاليا صفة المملكة بعد إجراء استفتاء شعبي، وتم تشكيل الجمهورية الإيطالية، وعلى الفور أصبحت مدينة روما عاصمة لجمهورية إيطاليا،[٣] ومن الملاحط أن روما قد تطوّرت بشكل ملحوظ في مختلف المجالات بعض إعلانها كعاصمة للبلاد في عام 1871م، حيث نما عدد سكانها من 500 ألف قبل الحرب العالمية الأولى، ليصل إلى ما يُقارب المليون نسمة بحلول عام 1930م، كما توسعت حدود المدينة لتتخطى الأسوار القديمة لتشمل مناطق حضرية، وأعيد بناء العديد من مرافق المدينة، وتطور قطاع الخدمات خلال تسعينات القرن الماضي خاصة الخدمات المالية، والمهنية، والإسكان، والتأمين، مما دفع بعجلة الاقتصاد نحو الأمام، وخلق مصادر أخرى للاقتصاد إلى جانب الأنشطة الاقتصاديّة التقليديّة المُتعلقة بالحكومة والسياحة.[٤]

وللتعرّف على عاصمة إيطاليا قبل روما، يمكنك قراءة مقال ما هي عاصمة إيطاليا قبل روما.

أسباب اختيار روما عاصمة لإيطاليا

جاء اختيار مدينة روما كعاصمة لدولة إيطاليا بدلاً من مدينة فلورنسا (بالإنجليزية: Florence) لعدة أسباب، ومن أهمها موقع روما الجغرافيّ الاستراتيجيّ القريب من مركز البلاد، بالإضافة لمكانتها في تاريخ الدولة الإيطالية؛ فقد مثّلت مقراً ومركزاً للإمبراطورية الرومانية القديمة، واكتسبت اهتماماً كبيراً عبر تاريخها الطويل،[٥] وقد كان معظم سكان روما من رجال الكنيسة، والرهبان، والراهبات؛ فلم تكن هناك حاجة إلى بناء البورصات أو أماكن السوق في ظل اعتكاف رجال الدين في الأديرة والكنائس وغيرها من أماكن الصلاة والعبادة.[٦]

ميلان عاصمة إيطاليا الاقتصادية

تعتبر مدينة ميلان (بالإنجليزية: Milan) العاصمة الإقليميّة لمنطقة لومبارديا، بالإضافة إلى أنها ثاني أكبر مدينة من بين المدن الإيطالية من حيث عدد السكان، حيث يصل عدد سكانها إلى 1.4 مليون نسمة، والأهم من ذلك تحظى ميلان بكونها عاصمة إيطاليا الاقتصادية؛ فهي مركز صناعي ونقطة محورية مهمة للتصنيع في المنطقة، وقد ربطت باستمرار التجارة بالإنتاج، ومثّلت قلب المركز المالي لإيطاليا والمقر الرئيسي للعديد من المؤسسات المالية المهمة مثل البورصة الإيطالية، وموطن عروض الأزياء والتصميم، وصناعة الإعلام،[٧] كما أنها مقر للعديد من شركات السيارات المشهورة، ومصانع إنتاج الحرير، وفيها مجمع فييرا ميلانو الذي يُعتبر أكبر مجمع معارض تجارية في العالم، بالإضافة لذلك تُعد ميلان ثاني أهم مركز للسكك الحديدية في إيطاليا، وتشتمل على خمس محطات رئيسية، وثلاثة خطوط مترو أنفاق، وشبكة نظام ترام واسعة، ومطارات مثل مطار مالبينسا الدولي، ومطار أوريو آل سيريو، ومطار لينيت،[٨] وقد ساهم كل ذلك في زيادة دخل سكان المدينة، حيث يبلغ نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في ميلان أعلى بنسبة 80% من المتوسط ​​الوطني، وهو أعلى مستوى في إيطاليا،[٧] واحتل الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة الحضرية في ميلانو مرتبة متقدمة في أوروبا، حيث وصل الناتج إلى 153 مليار يورو وفق عام 2016م، أي ما نسبته 12% من إجمالي الناتج المحلي لإيطاليا.[٩]

ولمعرفة مزيد من المعلومات حول دولة إيطاليا، يمكنك قراءة مقال دولة إيطاليا.

المراجع

  1. Victor Kiprop (29-7-2019), “What Is the Capital of Italy?”، www.worldatlas.com, Retrieved 2-4-2020. Edited.
  2. “Why the world of academia chooses this teaching conference”, www.worldcre.org, Retrieved 2-4-2020. Edited.
  3. ^ أ ب “What is the Capital of Italy?”, www.mapsofworld.com,21-2-2018، Retrieved 2-4-2018. Edited.
  4. ^ أ ب ت Richard R. Ring, Blake Ehrlich، John Foot (27-11-2019)، “Rome”، www.britannica.com, Retrieved 2-4-2020. Edited.
  5. Aimee Bateas (10-3-2011), “Turin > Florence > Rome”، www.theflorentine.net, Retrieved 2-4-2020. Edited.
  6. H.v. Morton, A Traveller In Rome, Page -. Edited.
  7. ^ أ ب “Milan”, www.urbandivercities.eu, Retrieved 2-4-2020. Edited.
  8. “Milan”, www.newworldencyclopedia.org, Retrieved 2-4-2020. Edited.
  9. “BUSINESS”, www.emamilano.eu, Retrieved 2-4-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

روما عاصمة إيطاليا

تعد روما (بالإنجليزية: Rome) مدينة أوروبيّة عالميّة، توجد في دولة إيطاليا على ضفاق نهر التيبر في منطقة لاتسيو الإداريّة تحديداً، وتُمثّل العاصمة الوطنيّة والإداريّة لإيطاليا، وعاصمة منطقة لاتسيو، حيث تضم على أرضها أهم المؤسسات والإدارات الحكوميّة، وتُمثّل مقراً لقصر رئيس البلاد، وللسلطة التشريعيّة، والقضائية، وموطناً لمنازل الدبلوماسيين والسياسيين، والمكاتب الرئيسيّة لكبرى الشركات الإيطالية، والعديد من الشركات متعددة الجنسيات، وعلاوةً على ذلك تُعد روما المدينة الأكبر من بين المدن الإيطاليّة، ورابع أكبر مدينة من بين مدن دول الاتحاد الأوروبيّ من حيث عدد السكان، بالإضافة إلى أنها مركز للحضارة الغربيّة والديمقراطيّة، ومركز سياحي مهم؛ إذ تُعد موطناً لعدد كبير من الأماكن والمعالم الأثريّة والتاريخيّة التي تُعبر عن تاريخ إيطاليا وأوروبا، واستطاعت المدينة احتلال المركز الثالث في قائمة أكثر مُدن الاتحاد الأوروبيّ من حيث عدد الزوار والسياح،[١][٢]ولمعرفة مزيد من المعلومات حول السياحة في إيطاليا بشكل عام، يمكنك قراءة مقال السياحة في إيطاليا.

تاريخ روما عاصمة إيطاليا

شهدت بداية العصور الوسطى (حوالي عام 476م) سقوط وانهيار الإمبراطورية الرومانية، مما أدّى ذلك إلى ضعف وتراجع المدينة التي كانت تُمثّل مركز الإمبراطورية، حيث مهّد الطريق لوقوعها تحت سيطرة الدولة البابوية، والتي جعلت من روما عاصمة للولايات البابوية في القرن الثامن الميلاد،[٣] وفي عام 1861م تأسست مملكة إيطاليا، وتم تضمين معظم الولايات البابوية فيها باستثناء مدينة روما التي بقيت تحت السيطرة البابوية، وقد سعى القائد العسكري جوزيبي غاريبالدي جاهداً للسيطرة على روما خلال الفترة 1862-1867م، لكنه لم يتمكن من احتلالها خاصة مع وجود الحامية الفرنسية للبابا بيوس التاسع في المدينة، ومع انسحاب القوات الفرنسيّة من روما وجدت القوات الإيطاليا الفرصة المنتظرة لدخول المدينة والسيطرة عليها فيما عُرف آنذلك باختراق بورتا بيا واحدة من بوابات المدينة القديمة، وكان ذلك في العشرين من شهر سبتمبر لعام 1870م، بالتالي فقدت السلطة البابوية سيطرتها على روما، والتي أصبحت عاصمة مملكة إيطاليا الموحدة بعد استفتاء أجري عام 1870م، ومثّل قصر روما كويرينال المقر الرسمي للملك فيكتور عمانويل في عام 1871م، ومنه أدار الأحداث السياسية المهمة.[٤]

بقيت العلاقات بين الدولة الإيطالية والسلطة البابوية متوترة حتى عام 1929م، حيث تم توقيع معاهدة لاتران (بالإنجليزية: Lateran)، والتي تقضي باعتراف البابوية بدولة إيطاليا وعاصمتها مدينة روما، وفي الجانب الآخر اعتراف دولة إيطاليا بسيادة البابا داخل مدينة الفاتيكان ضمن حدود عاصمة البلاد مدينة روما،[٤] وفي عام 1946م فقدت إيطاليا صفة المملكة بعد إجراء استفتاء شعبي، وتم تشكيل الجمهورية الإيطالية، وعلى الفور أصبحت مدينة روما عاصمة لجمهورية إيطاليا،[٣] ومن الملاحط أن روما قد تطوّرت بشكل ملحوظ في مختلف المجالات بعض إعلانها كعاصمة للبلاد في عام 1871م، حيث نما عدد سكانها من 500 ألف قبل الحرب العالمية الأولى، ليصل إلى ما يُقارب المليون نسمة بحلول عام 1930م، كما توسعت حدود المدينة لتتخطى الأسوار القديمة لتشمل مناطق حضرية، وأعيد بناء العديد من مرافق المدينة، وتطور قطاع الخدمات خلال تسعينات القرن الماضي خاصة الخدمات المالية، والمهنية، والإسكان، والتأمين، مما دفع بعجلة الاقتصاد نحو الأمام، وخلق مصادر أخرى للاقتصاد إلى جانب الأنشطة الاقتصاديّة التقليديّة المُتعلقة بالحكومة والسياحة.[٤]

وللتعرّف على عاصمة إيطاليا قبل روما، يمكنك قراءة مقال ما هي عاصمة إيطاليا قبل روما.

أسباب اختيار روما عاصمة لإيطاليا

جاء اختيار مدينة روما كعاصمة لدولة إيطاليا بدلاً من مدينة فلورنسا (بالإنجليزية: Florence) لعدة أسباب، ومن أهمها موقع روما الجغرافيّ الاستراتيجيّ القريب من مركز البلاد، بالإضافة لمكانتها في تاريخ الدولة الإيطالية؛ فقد مثّلت مقراً ومركزاً للإمبراطورية الرومانية القديمة، واكتسبت اهتماماً كبيراً عبر تاريخها الطويل،[٥] وقد كان معظم سكان روما من رجال الكنيسة، والرهبان، والراهبات؛ فلم تكن هناك حاجة إلى بناء البورصات أو أماكن السوق في ظل اعتكاف رجال الدين في الأديرة والكنائس وغيرها من أماكن الصلاة والعبادة.[٦]

ميلان عاصمة إيطاليا الاقتصادية

تعتبر مدينة ميلان (بالإنجليزية: Milan) العاصمة الإقليميّة لمنطقة لومبارديا، بالإضافة إلى أنها ثاني أكبر مدينة من بين المدن الإيطالية من حيث عدد السكان، حيث يصل عدد سكانها إلى 1.4 مليون نسمة، والأهم من ذلك تحظى ميلان بكونها عاصمة إيطاليا الاقتصادية؛ فهي مركز صناعي ونقطة محورية مهمة للتصنيع في المنطقة، وقد ربطت باستمرار التجارة بالإنتاج، ومثّلت قلب المركز المالي لإيطاليا والمقر الرئيسي للعديد من المؤسسات المالية المهمة مثل البورصة الإيطالية، وموطن عروض الأزياء والتصميم، وصناعة الإعلام،[٧] كما أنها مقر للعديد من شركات السيارات المشهورة، ومصانع إنتاج الحرير، وفيها مجمع فييرا ميلانو الذي يُعتبر أكبر مجمع معارض تجارية في العالم، بالإضافة لذلك تُعد ميلان ثاني أهم مركز للسكك الحديدية في إيطاليا، وتشتمل على خمس محطات رئيسية، وثلاثة خطوط مترو أنفاق، وشبكة نظام ترام واسعة، ومطارات مثل مطار مالبينسا الدولي، ومطار أوريو آل سيريو، ومطار لينيت،[٨] وقد ساهم كل ذلك في زيادة دخل سكان المدينة، حيث يبلغ نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في ميلان أعلى بنسبة 80% من المتوسط ​​الوطني، وهو أعلى مستوى في إيطاليا،[٧] واحتل الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة الحضرية في ميلانو مرتبة متقدمة في أوروبا، حيث وصل الناتج إلى 153 مليار يورو وفق عام 2016م، أي ما نسبته 12% من إجمالي الناتج المحلي لإيطاليا.[٩]

ولمعرفة مزيد من المعلومات حول دولة إيطاليا، يمكنك قراءة مقال دولة إيطاليا.

المراجع

  1. Victor Kiprop (29-7-2019), “What Is the Capital of Italy?”، www.worldatlas.com, Retrieved 2-4-2020. Edited.
  2. “Why the world of academia chooses this teaching conference”, www.worldcre.org, Retrieved 2-4-2020. Edited.
  3. ^ أ ب “What is the Capital of Italy?”, www.mapsofworld.com,21-2-2018، Retrieved 2-4-2018. Edited.
  4. ^ أ ب ت Richard R. Ring, Blake Ehrlich، John Foot (27-11-2019)، “Rome”، www.britannica.com, Retrieved 2-4-2020. Edited.
  5. Aimee Bateas (10-3-2011), “Turin > Florence > Rome”، www.theflorentine.net, Retrieved 2-4-2020. Edited.
  6. H.v. Morton, A Traveller In Rome, Page -. Edited.
  7. ^ أ ب “Milan”, www.urbandivercities.eu, Retrieved 2-4-2020. Edited.
  8. “Milan”, www.newworldencyclopedia.org, Retrieved 2-4-2020. Edited.
  9. “BUSINESS”, www.emamilano.eu, Retrieved 2-4-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى