تعليم

طريقة السرد القصصي

طريقة السرد القصصي

مقالات ذات صلة

تعريف السرد القصصي

السرد القصصي (بالإنجليزية: Storytelling) هو الحكي الذي يقوم على أساسين: المحتوى الذي يضم الأحداث، والطريقة التي تحكى بها القصة (الطريقة هي السرد)، فهو الكيفية التي تروى بها القصة عن طريق السارد للمسرود له، بما تخضع له من مؤثرات تتعلق بكل من السارد والمسرود له، وهو الحالة التي ينقل فيها موضوع القصة من صورته الواقعية إلى الصورة اللغوية.[١]

وهو فن تفاعلي تُستخدم فيه الكلمات والأفعال بطريقة تكشف عن عناصر وصور النص الأدبي، لتشجيع عقل المستمع أو القارئ وإثارته، وهو شكل من أشكال الفن التعبيري القديم، الذي يقوم على:[٢]

  • التفاعل ثنائي الاتجاه بين السارد والمسرود له من خلال الربط المباشر المحكم بين الطرفين.
  • استخدام اللغة التعبيرية التصويرية لإيصال الفكرة والهدف والمعنى.
  • استخدام الإجراءات مثل النطق والحركة الجسدية والإيماءات.
  • استخدام الأشكال الفنية مثل تقديم الكوميديا الارتجالية أو الشعر ضمن تقديم المحتوى (المتن).
  • تشجيع الخيال من خلال تصور الأحداث الموصوفة في القصة.

يُقدّم السرد القصصي في مختلف المواقف سواء كانت تاريخية أم دينية أم ثقافية، إمّا بشكل رسميّ أو غير رسميّ حسب ما يُحدّده السياق العام للنص.

أنواع السرد القصصي

يقسم السرد القصصي بناء على نوع الضمير المستخدم إلى ثلاثة أنواع:[٣]

  • السرد باستخدم ضمير المتكلم: وفي هذا النوع من السرد يختفي الزمن، فيكون السارد يقص قصته بنفسه؛ إذ يكون السارد جزءًا من الشخصيات في الحدث، ويستخدم ضمير المتكلم في المتن.
  • السرد باستخدام ضمير المخاطب: وهو من أقل الأنواع المستخدمة في السرد، أول مَن استخدمه في السرد القصصي كان ميشيل بينور، وهذا النوع يجعل من الشخصية مفارقة لذات السارد، ممّا يتوجب عليه استخدام الضمائر الثلاثة (المتكلم، والغائب والمخاطبة) ليكتمل المعنى السردي، وتكمن أهميته في قدرته على عرض الشخصيات ووصفها.
  • السرد باستخدام ضمير الغائب: وهو من أكثر أنواع السرد استخدامًا، إذ يسمح للقارئ أن يلتحم بعالم النص فيقدم رؤية مغايرة عن رؤية الآخرين، فهو ضمير المجهول المُعبر عن اللاشخصية، وفيه تكون هوية السارد مخفية، مما يساعد في تثبيت الأفكار المختلفة داخل النص الذي تتم كتابته.

يقسم السرد القصصي بالاعتماد على شكله المُقدّم به إلى:[٤]

  • السرد الشفوي: يعد أقدم أشكال السرد، وهو الكلمات المنطوقة والإيماءات، وأهم ما يُميّز هذا النوع أنّه يقدّم الفرصة لعامة الأفراد سواء كانوا أدباء أم لا رواية قصص من حياتهم الخاصة، لكن تعد عدم المصداقية، خاصة في القصص التاريخية أو الموروثات الثقافية، أمرًا ملاحظًا فيه، نظرًا لارتفاع نسبة إحداث التغيير على المتن والنص المنتقل من الأجيال وإليها.
  • السرد البصري: هو السرد القائم على الصور، فالوسائط المرئية طريقة بسيطة لرواية القصة، وقد استخدم القدماء هذا النوع من السرد، ويمكن ملاحظته عبر الرسومات في الكهوف القديمة التي تروي قصص حياة الأقدمين، وفي الوقت الحاضر، يظهر بشكله الحديث عبر التلفاز ودور السينما من خلال الأفلام والمسلسلات.
  • السرد الكتابي: هو صورة متطورة من السرد البصري والشفوي، فمع تطور الكتابة وإنتاج الأحرف، ظهر هذا النوع من السرد المُوثّق ضمن الكتب والأوراق.

يُقسم السرد القصصي حسب الزمن إلى ثلاثة أنواع:[٥]

  • السرد المتسلسل: وفيه يكون السرد للأحداث قائمًا على خط زمني ثابت متتابع من نقطة البداية حتى نقطة النهاية في القصة.
  • السرد المتقطع: لا يراعي هذا النوع منطقية الزمن، إذ يقدم الأحداث النهائية أول السرد، ثم ينتقل لأحداث البداية بشكل يُظهر الفارق بين زمن الحكاية وزمن السرد.
  • السرد التناوبي: يعتمد هذا النوع على تناوب الأحداث، إذ يطرح السارد عددًا من القصص ويتناوب فيما بينها، وعادةً ما يُستخدم في القصص التلفزيونية.

القصة كأسلوب تدريسي

لاستخدام القصة في العملية التعليمية الكثير من الفوائد، بما يترك أثرًا إيجابيًا على الطالب والمعلم ومنتجات العملية التعليمية وتظهر أهمية القصة فيما يأتي:[٦]

  • توفير جو من المتعة والتسلية بما يساعد على كسر الجمود، خاصة في المواد التعليمية العلمية، مما يسمح للطالب بتتبع العلاقات والتفاعل مع الشخصيات والوصول للهدف التعليمي بسهولة.
  • إثراء الثروة اللغوية للطالب في مختلف المراحل التعليمية، فالقصة مصدر غني جدًا بالتراكيب اللغوية والمفاهيم الجديدة.
  • وسيلة يمكن من خلالها اكتساب المفاهيم الاجتماعية والتربوية (مفاهيم مجردة)، ممّا يجعلها ثابتة في عقل الطالب، خاصة في المراحل الابتدائية.
  • مصدر لزيادة المعرفة والمعلومات، فالقصة تُقدّم المعلومة الرئيسة المرتبطة بالعملية التعليمية إلى جانب معلومات إثرائية، ما يساعد على تنمية الثقافة العامة للطالب وزيادة خبراته المعرفية.
  • زيادة القدرة على التخيل والإبداع من خلال ما تُتيحه القصة من تصوّر للأشياء والأحداث دون حدود أو قيود.
  • زيادة القدرات التعبيرية للطالب؛ فالقصة وسيلة تتعامل مع الجانب النفسي العاطفي بشكل ضمني من خلال الشخوص في عملية السرد، بما يُحقّق فهم النفس والذات، مما ينعكس على العملية التعليمية ككل، ويساعد على خلوها من المشكلات السلوكية قدر الإمكان.

ويُمكن استخدام القصة في العملية التعليمية (الكيفية) عن طريق:[٧]

  • اختيار القصة؛ إذ لا بد أن يتسق محتوى القصة مع الهدف التعليمي والفئة العمرية للطلاب، وتُراعى الفروق الفردية من حيث الأسلوب واللغة.
  • قراءة القصة قبل سردها للطلاب للإلمام بجميع ما فيها من مفاهيم ومعاني.
  • تحديد الهدف من القصة وتحديد الأسئلة الموجهة للطلاب التي تساعد في تحقيق الهدف التعليمي.
  • تجهيز بيئة تعليمية آمنة تُمكّن الطالب من التركيز والاستماع والتحليل والتركيب والفهم والاستيعاب.
  • سرد القصة بشكل شفوي أو شفوي بصري سردًا تتضح فيه المعاني والمفاهيم والشخصيات ومكونات القصة كاملة مع استخدام نبرات مختلفة.
  • محاكاة الشخوص وتقليدها كلما أمكن.
  • إظهار المشاعر قدر الإمكان من خلال نبرة الحزن والفرح والدهشة.
  • بعد الانتهاء من السرد لا بد من تخصيص وقت للمناقشة حول أهم المفاهيم التي اكتسبها الطلاب، سواء كانت علمية، أو أدبية، أو أخلاقية، أو دينية.
  • طرح الأسئلة التوجيهية للهدف المُراد تحقيقه.
  • إعطاء الطلاب الوقت الكافي للوصول للاستنتاجات الخاصة بهم، ثم يتم تقديم الاستنتاج العام بعد المناقشة الجماعية.

أهمية السرد القصصي

تظهر أهمية السرد القصصي فيما يأتي:[٥]

  • يُعدّ العنصر الرئيس في النص الروائي، فمن خلاله تنتج المؤثرات والدلالات.
  • يؤدي إلى التخلُّص من الجمود والصلابة في النص المُقدّم، خاصة فيما يتعلق بموضوعات الفلسفة، والتاريخ.
  • يُعدّ وسيلة لتحقيق التفاعل العقليّ الاجتماعيّ، بما يُحقّق الأهداف والمعرفة على مستوى فردي واجتماعي.
  • يُعدّ وسيلة لفهم الماضي على أسس منطقية؛ إذ يُراعى في السرد تراتب الأحداث والزمن.
  • يُعدّ وسيلة لتقديم شرح وافٍ لعملية التطور والتفاعل، ووسيلة لنقل المعرفة من الأجيال وإليها.

عملية السرد القصصي (كيفية إنشاء قصة)

إنشاء القصة القصيرة يتحقق بعدد من الأمور والشروط وهي كالآتي:[٨]

  • إجادة اللغة العربية، ودراسة القواعد والأوزان، ورصد التجربة الفنية في الأعمال الأدبية لتكوين الأساس الأدبي الفني وتحديد التوجه الكتابي.
  • تحقيق مفهوم الوحدة في الحدث، من خلال تحديد هدف أساسيّ لموضوع القصة.
  • استخدام أسلوب التكثيف من خلال تعميق الشعور بالحدث البسيط عن طريق توحيد الانطباع.
  • الإحاطة بالموضوع المُراد طرحه بما يحقق تقديم الشرح والتعليق والتفصيل.
  • استخدام الأسلوب المناسب؛ والطريقة التي يتم بها تصوّر الحدث أو الحالة، ويُمكن هنا استخدام السرد بأنواعه المختلفة.
  • تحديد بناء القصة والمتضمن:
    • البداية: ويستخدم في البداية العبارات المُشوّقة والجاذبة التي تجعل من القارئ أو السامع منجذبًا لموضوع القصة، ويجب أن تكون البداية مختصرة قصيرة وعباراتها غير مبهمة.
    • المتن (الوسط): يشكل الأحداث المختلفة للقصة، التي من خلالها يتم تمرير الهدف والعِبرة منها.
    • النهاية: النقطة التي تتجمع فيها خيوط الحدث، وبالوصول إليها يكون الحدث قد اكتسب معناه الأساسي.

في أثناء الكتابة لا بد من إبراز العناصر الآتية، التي تُعدّ أساس السرد القصصي:[٩]

  • الحدث: ويشمل الموضوع ومصادر الحدث والمعنى المُراد إيصاله. (ضمن البداية)
  • الحبكة: وتشمل تحديد البداية والعقدة والنهاية. (الوسط)
  • البيئة: تحديد المكان والزمان والشخوص. (في كل أجزاء القصة)

وعليه؛ تبدأ كتابة القصة بتحديد الموضوع والهدف، ثم يبدأ القاصّ بكتابة المقدمة التمهيديّة، وينتقل للمتن ويعرض الزمان، والمكان، والشخصيات، والحبكة، والعقدة، ثم ينتقل بتدرج نحو النهاية والحل، مع مراعاة القواعد والأساليب المناسبة.

السرد القصصي فنّ من الفنون الأدبية القديمة والذي تطّورَ مع الزمن ويظهر بأشكال متنوعة: صورية، وشفوية، وكتابية، له أهمية بالغة في العملية التعليمية والفن الأدبي، ويعدّ أسلوبًا متقبلًا ومرغوبًا من مختلف الفئات العمرية، وتنفّذ عملية السرد القصصي بتحقيق عدد من الشروط، أهمّها: وجود الخلفية الثقافية الأدبية، واستخدام الأسلوب المناسب، وإيجاد البناء المُتضمّن للحدث، والحبكة، والبيئة.

المراجع

  1. حميد حميداني، مفهوم السرد والبنية السردية، صفحة 16. بتصرّف.
  2. national storytelling network team, “What Is Storytelling?”, storynet, Retrieved 9/9/2021. Edited.
  3. مويسات بشري،بكري ميلودة، آليات السرد في ألف ليلة وليلة، صفحة 31. بتصرّف.
  4. MasterClass staff, “Types of Storytelling: 4 Ways to Communicate Through Story”, masterclass, Retrieved 9/9/2021. Edited.
  5. ^ أ ب مويسات بشري، بكري ميلودة، آليات السرد في ألف ليلة وليلة، صفحة 32. بتصرّف.
  6. محمد صالح، استخدام القصص واثرة في ترقية مهارة الكلام، صفحة 33-34. بتصرّف.
  7. ناهد السالم، فعالية التدريس بإستراتيجية القصة في مقرر لغتي للصفوف الأولية، صفحة 5-4. بتصرّف.
  8. فؤاد قنديل، فن كتابة القصة، صفحة 75. بتصرّف.
  9. ابراهيم احمد، بين القصة الادبية والقصة الصحفية، صفحة 65-76. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى