محتويات
الإحرام
يقصد بالإحرام في الشريعة الإسلامية أنّه نيّة الدخول في نسك الحج، أو نسك العمرة، أو كلاهما معاً، وللإحرام آدابٌ ينبغي للمحرّم أن يراعيها، منها: النظافة؛ وتكون بتقليم الأظافر، وحلق العانة، وقصّ الشارب، ونتف الإبط، وتسريح اللحية وشعر الرأس، والوضوء، أو الاغتسال؛ وهو الأفضل، ومن ذلك أيضاً؛ التجرّد من الملابس المخيطة بالنسبة للذّكر، فيلبس ثوبي الإحرام، وهما رداءان يلف المحرم أحدهما على النصف الأعلى من بدنه، دون الرأس، والثاني يلفه المحرم على النصف الأسفل منه، والأفضل أن يكونا أبيضين؛ لأنّ الأبيض أحبّ الثياب إلى الله تعالى، ومن آداب الإحرام أيضاً، التطيب في البدن والثوب، حتى لو بقي أثره قائماً بعد الإحرام، فقد روت عائشةٌ -رضي الله عنها- فقالت: (كنتُ أُطيِّبُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لإحرامِه قبل أن يُحرِمَ، ولحِلِّه قبل أن يطوفَ بالبيتِ)،[١]، وينبغي للمسلم أيضاً أن يصلّي ركعتين، ينوي بهما سنّة الإحرام، فيقرأ في الركعة الأولى سورة الكافرون، من بعد أن يقرأ سورة الفاتحة، ويقرأ في الركعة الثانية سورة الإخلاص، من بعد أن يقرأ سورة الفاتحة، وتجزء الصلاة المكتوبة عنهما.[٢][٣]
كيفية الإحرام من البيت للمرأة
أوضح العلماء أنّه لا فرق بين الرجل والمرأة في كيفية الإحرام، ولا في وجوبه عليهما عند الميقات، وإنّما الاختلاف بينهما يكون في جواز لبس المرأة للمخيط وهي مُحرمة، بينما لا يجوز ذلك للرجل، كما أنّ المرأة لا يجوز لها تغطية وجهها في الإحرام، أمّا الرجل فيجوز له عند بعض أهل العلم، كما أوضح العلماء أنّ حقيقة الإحرام، إنّما هي نيّة الدخول في نسك العمرة، أو الحج، وليس ارتداء ملابس الإحرام كما يظن بعض الناس، والسنّة أن يغتسل المسلم رجلاً كان أو امرأة عند وصول الميقات ويتنظف، ويرتدي ملابس الإحرام، ثم ينوي النسك الذي يريده، ويحرم فيه، وللمسلم أن يقدّم الغسل قبل ذلك، فيغتسل ويتنظف في بيته، ثم ينوي الإحرام عندما يصل إلى الميقات، إلّا أنّه بذلك الشكل لا يحصل على أجر السنّة؛ لأنّه قد فصل بين نية الإحرام، وبين الغسل المسنون له.[٤][٥]
والمرأة إن أرادت الإحرام للعمرة من بيتها، فإنّها تغتسل وتتنظف، حتى لو كانت حائضاً أو نفساء، ثم تلبس ما شاءت من الثياب، فليس لها ثيابٌ خاصةٌ بالإحرام، على أن لا تتبرج بزينةٍ، ولا أن تغطي وجهها وكفيها، والأولى أن تجعل المرأة إحرامها بعد صلاةٍ مفروضةٍ، فإن لم يكن وقت صلاةٍ مفروضةٍ، فإنّها تصلّي ركعتين سنّة الإحرام، ثم تهلّ بالنسك، وتقول: “لبيك اللهم بعمرة”، فإن خافت أن يمنعها مانعٌ من إتمام العمرة، فلها أن تشترط في نيتها فتقول: “فإن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني”، وبعد ذلك تبدأ المرأة بالتلبية، وتكثر من ذكر الله تعالى، والأفضل للمرأة أن تخفض صوتها في التلبية؛ لأنّها مأمورةٌ بالتستر.[٦]
محظورات الإحرام
محظورات الإحرام هي الأمور التي يمنع منها المحرم طيلة فترة إحرامه، فلا يجوز له فعل شيءٍ منها، وفيما يأتي بيان بعضها:[٧]
- حلق شعر الرأس، ودليل ذلك قول الله تعالى: (وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ)،[٨] وقد ألحق العلماء بذلك حلق سائر شعر البدن، وكذلك تقليم الاظافر.
- استعمال الطيب والعطور، فلا يجوز للمحرم أن يتطيب، لا في ثوبه، ولا في بدنه، ولا في تغسيله، ولا في أيّ كان.
- الجماع، فلا يجوز للمحرم أن يجامع زوجته في إحرامه، ودليل ذلك قول الله تعالى: (فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ).[٩]
- المباشرة لشهوةٍ؛ لأنّها داخلةٌ في عموم نفي الرفث في الحج في الآية الكريمة، ولأنّه لا يجوز للمحرم أن يتزوج، أو يخطب، فمن باب أولى أن لا يباشر كذلك.
- قتل الصيد، فلا يجوز قتل الصيد للمحرم، ودليل ذلك قول الله تعالى: (لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ).[١٠]
- لبس المخيط، فإنّ ذلك من محظورات الإحرام الخاصة بالرجال فقط، والمراد بالمخيط: ما فصل على بدن الإنسان، أو على جزءٍ منه؛ كالقميص، والسروال، ونحو ذلك.
- لبس النقاب؛ وهو خاص بالمرأة، والمراد منه أن تغطي المرأة وجهها، وتفتح مجالاً لعينيها فقط حتى ترى، فقد نهى عن ذلك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ويشابه النقاب البرقع أيضاً، فلا يجوز للمرأة إن أحرمت أن تغطي وجهها، إلّا إذا مرّ رجالٌ أجانبٌ، فلها أن تستر وجهها.
حكم من ارتكب محظوراً من محظورات الإحرام
إن كان مرتكب المحظور من محظورات الإحرام ناسياً له، أو جاهلاً به، أو مكرهاً عليه، فلا يلزمه شيء، ودليل ذلك قول الله تعالى: (مَن كَفَرَ بِاللَّهِ مِن بَعدِ إيمانِهِ إِلّا مَن أُكرِهَ وَقَلبُهُ مُطمَئِنٌّ بِالإيمانِ وَلـكِن مَن شَرَحَ بِالكُفرِ صَدرًا فَعَلَيهِم غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُم عَذابٌ عَظيمٌ)،[١١] والآية ذُكرت فيمن أكره على الكفر، ولا شكّ أنّ ما دون الكفر أولى، ولكن إن كان مرتكب المحظور ناسياً فتذكر؛ وجب عليه ترك ما كان يفعله من المحظور فوراً، وإن كان مرتكب المحظور جاهلاً فعلم؛ وجب عليه ترك فعله سريعاً أيضاً، وإن كان مرتكب المحظور مكرهاً، فزال الإكراه عنه؛ وجب عليه ترك ما كان يفعله من محظورٍ مباشرةً، ومثال ذلك: أن يغطّي المحرم رأسه ناسياً ثم يتذكر، فيجب عليه حينها أن يزيل غطاء رأسه فوراً، أمّا إن فعل المحرم المحظور عامداً لعذرٍ أصابه؛ كمن احتاج لارتكاب محظورٍ من حلق رأسٍ، أو لبس مخيطٍ، أو نحو ذلك من المحظورات عدا الجِماع، فيلزمه أن يذبح شاةً، أو أن يطعم ستة مساكينٍ، كلّ منهم يطعمه ما مقداره نصف صاعٍ، أو أن يصوم ثلاثة أيامٍ، وهو مخيرٌ بين تلك الثلاثة، ولا تبطل العمرة ولا الحج بارتكاب شيءٍ من محظورات الإحرام عدا الجماع.[٧][١٢]
المراجع
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1189، صحيح.
- ↑ “الإحرام”، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 2018-9-24. بتصرّف.
- ↑ “كيفية الإحرام”، www.alfawzan.af.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 2018-9-24. بتصرّف.
- ↑ “معنى الإحرام وحكم تأخيره عن الميقات”، www.fatwa.islamweb.net، 2013-1-24، اطّلع عليه بتاريخ 2018-9-24. بتصرّف.
- ↑ “الغسل للإحرام من المنزل أفضل أم عند الميقات؟”، www.fatwa.islamweb.net، 2011-6-21، اطّلع عليه بتاريخ 2018-9-24. بتصرّف.
- ↑ “صفة العمرة للمرأة”، www.fatwa.islamweb.net، 2010-9-4، اطّلع عليه بتاريخ 2018-9-24. بتصرّف.
- ^ أ ب “محظورات الإحرام”، www.islamqa.info، 2006-12-2، اطّلع عليه بتاريخ 2018-9-24. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية: 196.
- ↑ سورة البقرة، آية: 197.
- ↑ سورة المائدة، آية: 95.
- ↑ سورة النحل، آية: 106.
- ↑ “حكم من ارتكب محظورا من محظورات الاحرام”، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 2018-9-24. بتصرّف.