السرطان

جديد طرق علاج سرطان الجلد

مقالات ذات صلة

نظرة عامة حول طرق علاج سرطان الجلد

يمكن علاج معظم حالات سرطان الجلد بنجاح في حال تمّ الكشف عنها في وقتٍ مبكّر، علمًا أنه يجب البدء في العلاج في أقرب وقتٍ ممكن بعد تأكيد تشخيص الإصابة بسرطان الجلد؛ وذلك بهدف علاج السرطان قبل أن يبدأ بالانتشار، ومن الجدير بالذكر أنّ نسبة الشفاء من سرطان الخلايا القاعديّة (بالإنجليزيّة: Basal cell skin)؛ وهو أحد أنواع سرطانات الجلد، تُقدّر بـ 90%، وفي سياق الحديث نذكر أنّ اختيار طريقة العلاج يعتمد على عدّة عوامل مثل نوع السرطان، وحجمه، وموقعه في الجسم، بالإضافة إلى الصحّة العامّة للفرد، ورغباته الشخصية، وبعد إتمام مرحلة العلاج فمن الضروريّ مراقبة الوضع الصحّي باستمرار عند الطبيب المختص للتأكد من عدم الإصابة بالسرطان مرّة أخرى، ويجدر بالمريض الاتصال بالطبيب مباشرةً في حال ملاحظة أي مشكلة تثير القلق.[١][٢]

علاج سرطان الجلد بالجراحة

تُعد الجراحة الطريقة الرئيسية لعلاج معظم حالات سرطان الجلد، وفي حال تمَّت إزالة السرطان بالكامل أثناء الخزعة فقد لا يحتاج المريض إلى علاجٍ إضافيّ، علمًا أنَّ الجراحة تعد علاجًا كافيًا لسرطانات الجلد التي لم تنتشر خارج البشرة،[٣] وقد يشمل العلاج الجراحيّ لسرطان الجلد ما يأتي:

جراحة الجلد الاستئصاليّة

تُعد جراحة الجلد الاستئصاليّة (بالإنجليزيّة: Excisional skin surgery) علاجًا شائعًا لإزالة أي نوع من أنواع سرطانات الجلد، حيث يستخدم الطبيب التخدير الموضعي لتخدير المنطقة قبل البدء بالعمليّة الجراحيّة، ثم تتم إزالة الورم السرطاني باستخدام المشرط الطّبي، بالإضافة إلى إزالة الأطراف الجلديّة وفحصها تحت المجهر للتحقّق من انتشار السرطان، كما تتم إزالة الغدد اللمفاويّة المحيطة بالورم السرطاني للكشف عن مدى انتشار السرطان.[٤]

جراحة موس المجهريّة

تُعد جراحة موس المجهريّة (بالإنجليزيّة: Mohs micrographic surgery) أحد أشكال الجراحة المتخصّصة لعلاج سرطان الجلد؛ حيث تستخدم جراحة موس لعلاج أنواع سرطان الجلد غير الميلانوميّ (بالإنجليزيّة: Non-melanoma skin cancers) والذي يمكن تقسيمه إلى نوعين وهما؛ سرطان الخلايا القاعديّة، وسرطان الخلايا الحرشفيّة (بالإنجليزيّة: Squamous cell carcinomas)، ومن الجدير بالذكر أنَّ جراحة موس المجهرية تُجرى للحالات الآتية:[٥][٦]

  • سرطانات الجلد التي تنتشر على مساحة كبيرة من الجسم، وتكون متكررة الظهور ومن الصعب علاجها.
  • وجود خطورة عالية لانتشار السرطان أو ارتفاع خطر الإصابة به مرةً أخرى.
  • إصابة السرطان لمنطقة جلديّة يُعدّ من الضروري الحفاظ على أكبر قدر ممكن من الجلد فيها مثل منطقة الأنف و المنطقة القريبة من العينين؛ حيث يزيل الطبيب النموّ السرطاني طبقة تلو الأخرى، مع تفحّص كل طبقة تتمّ إزالتها تحت المجهر، وذلك حتى استئصال الورم بالكامل، بالإضافة إلى فحص الأطراف الجلدية تحت المجهر للتحقق من إزالة الورم بالكامل، وفي حال وجود الورم يتم إجراء جراحة أخرى وفي أغلب الأحيان يتم إجراؤها في اليوم نفسه؛ وهذا يؤدي إلى إزالة الخلايا السرطانية بالكامل دون الحاجة لأخذ كمية إضافية من الجلد السليم، كما أنّ هذه الجراحة تقلل احتماليّة ظهور الندب الجلديّة.

ترقيع الجلد

قد تحتاج بعض أنواع السرطانات الجلديّة إلى استئصال جزء كبير من الجلد، وذلك عندما يكون الورم كبير الحجم أو شديد التوغّل في الجلد، ويتطلّب ذلك تعويض الجلد الذي تمت إزالته من خلال استخدام الرقعة الجلدية (بالإنجليزيّة: Skin graft) أو السديلة الجلديّة (بالإنجليزيّة: Skin flap)، ويوجد بعض الفروقات بينهما؛ حيث خلال ترقيع الجلد تتم إزالة قطعة أو رقعة جلديّة من منطقة أخرى من جسم المريض ثم تتم خياطتها في المنطقة التي تمت إزالة الورم السرطاني منها، وعادةً يتم أخذ الرقعة من منطقة يكون فيها الجلد رخوًا، بينما عند استخدام السديلة الجلديّة؛ يتم نقل الجلد من منطقة مجاورة للمنطقة التي تمت إزالة الورم منها، وتحتفظ هذه القطع الجلديّة بإمدادات الدم الخاصّة بها؛ وذلك لأنّه لا يتم قطع الجلد المنقول بشكلٍ كامل، وعادةً تكون السديلة أكثر سمكًا من الرقعة الجلديّة.[٧]

أشكال أخرى للجراحة العلاجيّة

تشمل أنواع الجراحة الأخرى التي يمكن بها علاج سرطان الجلد ما يأتي:

  • جراحة الليزر: (بالإنجليزية: Laser surgery)؛ حيث يستخدم الليزر شعاعًا مكثفًا من الضوء لإزالة الخلايا السرطانيّة من الجلد.[٨]
  • صنفرة الجلد: تمثّل صنفرة الجلد أو تسحيج الجلد (بالإنجليزيّة: Dermabrasion) عملية كشط وفرك الخلايا السرطانيّة الموجودة في الطبقة العليا من الجلد، وذلك باستخدام فرشاة سلكية دوّارة أو باستخدام جزيئاتٍ صغيرة.[٨]
  • التجفيف الكهربائي والكحت: حيث يتم خلال التجفيف الكهربائي والكحت (بالإنجليزيّة: Electrodessication and curettage) استخدام أداة حادّة على شكل ملعقة تُدعى المكحتة او المكشطة (بالإنجليزيّة: Curette) لإزالة الخلايا السرطانيّة، ثم يتم تسليط تيّار كهربائي على المنطقة بواسطة أداة تشبه الإبرة، وذلك بهدف وقف النزيف وقتل الخلايا السرطانيّة المتبقّية.[٣]
  • استئصال العقد اللمفاوية: تتمثّل عملية استئصال العقد اللمفاوية (بالإنجليزيّة: Lymphadenectomy) بإجراء جراحة لإزالة واحدة أو أكثر من العقد اللمفاوية الموجودة في منطقة الورم السرطاني، حيث يتفحص قسم علم الأمراض هذه العقد للتحقق من وجود الخلايا السرطانيّة.[٣]
  • الجراحة التجميليّة والترميمية: حيث تهدف الجراحة التجميليّة والترميمية (بالإنجليزيّة: Plastic and reconstructive surgery) لاستعادة مظهر محدد، أو لتحسين المظهر، أو لاستعادة وظائف تراكيب الجسم الداخلية.[٣]
  • الجراحة البرديّة: حيث يقوم مبدأ عمل الجراحة البرديّة (بالإنجليزيّة: Cryosurgery) على تعريض الخلايا السرطانية للنيتروجين السائل بشكلٍ مباشر؛ بهدف تجميدها وقتلها، وتتميّز هذه الجراحة بإمكانيّة الحفاظ على الأنسجة السليمة المجاورة لمكان حدوث السرطان، وذلك من خلال تركيز الطبيب على منطقة محدودة من الجلد.[٣][٩]
  • الاستئصال بالحلاقة: حيث يقوم الطبيب خلال الاستئصال بالحلاقة أو الاستئصال بالشفرة (بالإنجليزيّة: Shave excision) بحلق أو كشط الورم باستخدام الشفرة، بهدف إزالة الورم من جذوره، علمًا أنَّ هذه الجراحة تناسب الورم السرطاني الموجود في طبقات الجلد العليا فقط.[١٠]

علاج سرطان الجلد بالإشعاع

يعتمد العلاج الإشعاعيّ (بالإنجليزيّة: Radiotherapy) على توجيه أشعة عالية الطاقة نحو الخلايا السرطانيّة بهدف قتلها أو إيقاف نموّها، وقد تتضمّن الخطة العلاجيّة لمريض سرطان الجلد العلاج الإشعاعي في حال انتشار السرطان إلى العقد اللمفاويّة، أو في حال كان من الصعب التخلّص من الورم بالكامل جراحيًّا، أو كان السرطان موجودًا على الجفن، أو على الأذن، أو على الأنف، أو إذا كان السرطان موجودًا في مكان من المتوقّع أن يظهر عليه الكثير من الندب عند استخدام العلاج الجراحي،[٣] ومن الجدير بالذكر أنّه توجد عدّة أنواع من العلاج الإشعاعي، وفيما يأتي بيان هذه الأنواع:[٣][٦]

  • العلاج الإشعاعي الخارجيّ: حيث يتم في العلاج الإشعاعي الخارجي توجيه الإشعاع إلى الورم السرطاني من جهاز خارج الجسم.
  • العلاج الإشعاعي الداخليّ: يتمثّل بإدخال مادة مشعّة في البذور، أو الإبر، أو الأسلاك، أو أنابيب القسطرة، ويتم إغلاقها بإحكام، ثم تُوضع بشكلٍ مباشر على مكان الورم أو بالقرب منه.
  • العلاج الإشعاعي التلطيفي: حيث يهدف الإشعاع التلطيفي (بالإنجليزيّة: Palliative radiation) إلى التخفيف من الأعراض التي يُعاني منها المريض وتحسين نوعيّة الحياة لديه.
  • العلاج الإشعاعي المساند: يُستخدم هذا النوع من الإشعاع بعد الاستئصال الجراحيّ بهدف محاولة منع عودة سرطان الجلد مرةً أخرى.

العلاج الكيماوي لسرطان الجلد

يتمثّل العلاج الكيماويّ (بالإنجليزيّة: Chemotherapy) للسرطان باستخدام أدوية تهدف إلى إيقاف نموّ الخلايا السرطانيّة، وذلك عن طريق قتل الخلايا أو منعها من الانقسام،[١١] وعادةً يتم استخدام العلاج الكيماويّ بعد إجراء الجراحة، وتوجد العديد من الآثار الجانبيّة للعلاج الكيماويّ، ومن أهم هذه الآثار ما يأتي:[٤]

  • فقدان الشهيّة.
  • الغثيان.
  • التقيؤ.
  • تساقط الشعر.
  • الإسهال.
  • انخفاض عدد خلايا الدم مما يؤدي إلى فقر الدم.
  • القابليّة للنزيف.
  • الميل للإصابة بالعدوى.

ومن الجدير بالذكر أنّ طريقة إعطاء العلاج الكيماوي تعتمد على الحالة التي يتم علاجها،[١١] وفيما يأتي بيان طرق إعطاء العلاج الكيماوي:

  • العلاج الكيمياوي الجهازي: (بالإنجليزيّة: Systemic chemotherapy)؛ حيث يُؤخذ الدواء في هذه الحالة عن طريق الفم أو عن طريق الحقن في الوريد أو العضل، مما يؤدي إلى دخول الدواء إلى مجرى الدم مما يمكّنه من الوصول إلى الخلايا السرطانيّة في كل أجزاء الجسم.[١١]
  • العلاج الكيمياوي الموضعيّ: (بالإنجليزيّة: Topical chemotherapy)؛ حيث يتم وضع هذه الأدوية بشكل مباشر على الجلد، وتُستخدم هذه الطريقة عندما يكون الورم على شكل طبقة رقيقة وخلال المراحل المبكّرة سواء من سرطان الخلايا القاعديّة أو من سرطان الخلايا الحرشفيّة، كما يُمكن استخدام العلاج الموضعي في حال وجود العديد من الأورام السرطانيّة صغيرة الحجم،[٤] ومن الجدير بالذكر أنّه في نهاية العلاج قد يُعاني المريض من حدوث احمرارٍ في الجلد، ومن ظهور القشور الجلديّة، إلاّ أنه قد يتعافى من هذه الآثار في غضون أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع،[٩] وفي بعض الحالات يتم استخدام الأدوية المرتبطة بفيتامين أ والتي تُعرف بالرتينويدات (بالإنجليزيّة: Retinoids) في علاج سرطان الخلايا الحرشفيّة.[١١]

طرق أخرى لعلاج سرطان الجلد

يمكن علاج سرطان الجلد بطرقٍ أخرى، وفيما يأتي توضيح ذلك:

العلاج البيولوجي

يستخدم العلاج البيولوجيّ أو الحيويّ (بالإنجليزيّة: Biological therapy) مواد كيميائيّة يقوم الجسم بتصنيعها عادةً ولكن يتم إنتاجها في المختبر، ويهدف استخدام هذه المواد إلى دعم وتعزيز وسائل الدفاع الطبيعيّة في الجسم، ويُعدّ الشعور بالتعب الشديد والإرهاق الجسدي من أهم الآثار الجانبيّة الشائعة للعلاج البيولوجي، ومن الأمثلة على هذه المواد؛ مادّة الإنترفيرون (بالإنجليزيّة: Interferon) ومادّة الإنترلوكين 2 (بالإنجليزيّة: Interleukin-2)، ويتم إعطاء هذه الأدوية من خلال الوريد أو عن طريق الحقن بهدف مساعدة الجهاز المناعيّ على تدمير الورم الميلانيني أو سرطان الخلايا الصّبغيّة (بالإنجليزيّة: Melanoma)، ومادّة التريتينوين (بالإنجليزيّة: Tretinoin) المشتقة من فيتامين أ التي قد تمنع حدوث سرطان جديد في الجلد.[١]

العلاج المناعي

يُعدّ العلاج المناعي (بالإنجليزيّة: Immunotherapy) أملًا جديدًا للعديد من مرضى السرطان الذين يواجهون توقّعات مُحبِطة؛ حيث إنّه قدّم تحوّلًا واضحًا في علاج جميع أنواع السرطانات النقيلية أو المهاجرة (بالإنجليزيّة: Metastatic cancers) بما في ذلك الورم الميلانيني، وذلك من خلال استغلال قوّة الجهاز المناعي لدى الفرد في محاربة السرطان، ويشمل العلاج المناعي الأنواع الآتية:[١٢]

  • مثبطات نقاط التفتيش: (بالإنجليزيّة: Checkpoint Inhibitors)؛ حيث تساعد هذه الأدوية جهاز المناعة على تمييز الخلايا السرطانيّة وقتلها.
  • السيتوكينات: (بالإنجليزيّة: Cytokines)؛ حيث تساعد السيتوكينات على تعزيز الجهاز المناعي.
  • الفيروسات الحالّة للأورام: (بالإنجليزيّة: Oncolytic Viruses)؛ وتمثّل فيروسات معدّلة تُصيب الخلايا السرطانيّة وتقتلها.

العلاج الموجّه

يُعد العلاج الموجّه (بالإنجليزيّة: Targeted Therapy) إحدى المجموعات العلاجيّة الجديدة لسرطان الجلد، حيث يعتمد العلاج الموجه على الخصائص المميّزة للخلايا السرطانيّة والتي تجعلها مختلفة عن الخلايا الطبيعيّة، ومن أهمّ هذه الخصائص التغيّرات الجينيّة، فعلى سبيل المثال تحتوي نصف الأورام الميلانينيّة تقريبًا على طفرات في جين BRAF، مما يجعل الخلايا السرطانيّة تنمو بطريقة لا يمكن التحكم بها، ويُطلق على الأدوية الفموية التي تستهدف هذه الطفرات مثبطات BRAF ومن هذه الأدوية دواء فيمورافينيب (بالإنجليزيّة: Vemurafenib)، ودواء دابرافينيب (بالإنجليزيّة: Dabrafenib)، وفي أغلب الأحيان يتم الجمع بين مثبطات BRAF والأدوية التي تستهدف بروتين MEK، ومن الأمثلة على ذلك: دواء تراميتينيب (بالإنجليزيّة: Trametinib)، ودواء كوبيميتينيب (بالإنجليزيّة: Cobimetinib).[١٢]

العلاج الضوئي الديناميكي

يتضمّن العلاج الضوئي الديناميكي (بالإنجليزيّة: Photodynamic therapy) استخدام كريم معيّن يجعل الجلد حسّاسًا للضوء، ثم يتم تسليط مصدر ضوء قوي على المنطقة المصابة من الجلد بهدف قتل الخلايا السرطانيّة، علمًا أنَّ العلاج الضوئي الحركي يُستخدم في علاج سرطان الخلايا القاعديّة، وداء بوين (بالإنجليزيّة: Bowen’s disease)، والتقرّان السفعي (بالإنجليزيّة: Actinic keratoses)، ومن الجدير بالذكر أنّ هذا العلاج يترتب عليه الشعور بحرق في الجلد، وقد يترك بعض الندب ولكنها في أغلب الحالات تكون أقل من الندب الناتجة عن الجراحة.[٦]

التقشير الكيميائي

يُستخدم التقشير الكيميائي (بالإنجليزيّة: Chemical peel) أو (بالإنجليزيّة: Chemabrasion)؛ لتحسين المظهر الخارجي للجلد بعد الإصابة بالأمراض الجلديّة، ويتضمّن هذا العلاج وضع محلول كيميائي على الجلد، مما يؤدي إلى إذابة وانحلال الطبقات العليا من الجلد.[١٣]

العلاج الكيميائي الكهربائي

يُعتبر العلاج الكيميائي الكهربائي (بالإنجليزيّة: Electrochemotherapy)، أحد الخيارات العلاجيّة المتاحة لعلاج سرطان الجلد غير الميلانيني، ويتم استخدام هذا العلاج في حال لم ينجح العلاج الجراحي أو كان غير مناسبًا للحالة، أو في حال لم يُجدي العلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي نفعًا مع المريض، ويتم إجراء العلاج الكيميائي الكهربائي عن طريق تخدير جسم المريض بالكامل، وفي بعض الأحيان قد يكون مناسبًا لبعض الأفراد استخدام التخدير الموضعي للمنطقة المصابة فقط، ويتضمّن هذا العلاج إعطاء أدوية العلاج الكيميائي إلى الورم وأحيانًا تُعطى بشكل مباشر في الوريد، ثم يتم توجيه نبضات كهربائيّة قويّة وقصيرة الطول الموجيّ تجاه الورم وذلك بالاستعانة بالأقطاب الكهربائيّة، وتكمن أهميّة النبضات الكهربائيّة المستخدمة في زيادة فعاليّة دخول الدواء إلى الخلايا السرطانيّة، مما يؤدي إلى الحصول على نتائج أفضل وقتل المزيد من الخلايا السرطانيّة، ومن الجدير بالذكر أنّه يتم الانتهاء من هذا الإجراء خلال مدة قد تصل إلى ساعة، وذلك اعتمادًا على عدد الأورام السرطانيّة التي تحتاج إلى العلاج، وعادةً ما يكون هناك حاجة لتكرار هذا الإجراء فيما بعد مرةً أخرى، علمًا أنّ ظهور نتائج هذا الإجراء تتطلّب الانتظار إلى ما يُقارب ستة أسابيع، أما بالنسبة لأهم الآثار الجانبيّة لهذا الإجراء فتتمثّل بالشعور بالألم في مكان استخدام الأقطاب الكهربائيّة، وقد يحتاج المريض إلى أخذ بعض مسكنات الألم للتخفيف منه؛ حيث إنّ الشعور بالألم قد يستمر لبضعة أيام.[١٤]

الرعاية التلطيفية لسرطان الجلد

قد ينصح الفريق الطبي المشرف على المريض حصوله على الرعاية التلطيفيّة المناسبة وذلك في بعض حالات سرطان الجلد؛ حيث تهدف الرعاية التلطيفيّة إلى تحسين نوعيّة الحياة من خلال التخفيف من الأعراض التي يُعاني منها المريض كتخفيف الشعور بالألم، والمساعدة على علاج الأعراض الأخرى، بالإضافة إلى تقليل سرعة انتشار سرطان الجلد، ويمكن أن تشمل الرعاية التلطيفيّة تقديم العلاج الإشعاعي، أو العلاج الكيميائي، أو العلاجات الدوائيّة الأخرى للمريض،[١٥] ومن الجدير بالذكر أنّ الرعاية التلطيفيّة لا تتعارض مع إكمال تلقي علاجات السرطان الأخرى.[١٦]

المتابعة بعد علاج سرطان الجلد

قد يصل السرطان بعد رحلة العلاج إلى مرحلة لا يمكن فيها ملاحظة الخلايا السرطانيّة في الجسم، بالإضافة إلى عدم معاناة المريض من أعراض المرض، ويُطلق على هذه المرحلة الهدأة أو سكون المرض (بالإنجليزيّة: Remission) أو عدم وجود دليل على المرض، وقد تكون هذه المرحلة مؤقتة أو دائمة، وعلى الرّغم من أنّ العديد من حالات الهدأة تكون دائمة، إلا أنّه من الضروري أن يتحدّث المريض مع الطبيب حول إمكانيّة عودة السرطان لاحقًا، وعادةً يُثير هذا الأمر القلق لدى العديد من الأفراد، ومن الجدير بالذكر أنّ السرطان المتكرّر (بالإنجليزيّة: Recurrent cancer) الذي يصيب الفرد مرّة أخرى بعد الانتهاء من العلاج الأصلي للمرض له ثلاثة أشكال، وهي؛ التكرار الموضعي الذي يعود في نفس المكان القديم، والتكرار الناحي الذي يعود في موقع قريب من المكان القديم، والتكرار البعيد الذي يعود في موقع بعيد عن المكان القديم.[١٧]

ويُشار إلى أنّ الفئات الأكثر عرضة لتكرار الإصابة بسرطان الجلد هم الأفراد الذين يُعانون من ضعف الجهاز المناعي، سواء أكان ضعف المناعة ناتجًا عن استخدام دواء معين أو الإصابة بمرض ما، بالإضافة إلى ذلك فإنّ بعض أجزاء الجسم مثل؛ الأذنين والشفتين تميل إلى الإصابة بسرطان الجلد المتكرّر، علمًا أنَّ المريض يكون أكثر استعدادًا لعودة السرطان مرة أخرى في حال إدراكه مدى خطر تكرار الإصابة، والخيارات العلاجيّة المناسبة له، وعند تكرار الإصابة بسرطان الجلد تبدأ سلسلة جديدة من الفحوصات؛ بهدف التعرّف على أكبر قدر ممكن من المعلومات عن المرض، ثم تتم مناقشة الخيارات العلاجيّة المناسبة للمريض مع الطبيب.[١٧]

نصائح وإرشادات لمرضى سرطان الجلد

يحتاج المرضى بعد إزالة سرطان الجلد إلى اتباع بعض النصائح والإرشادات، ويتضمّن ذلك إجراء الفحوصات المنتظمة لمراقبة التغيّرات الجلديّة المريبة، والاستخدام المستمر لوسائل حماية الجلد لمنع تكرار الإصابة بسرطان الجلد غير الميلانيني،[١٨][١٩] لذلك ينصح الأطباء مرضى سرطان الجلد بما يأتي:[١٩][٢٠]

  • الحرص على الاستخدام المستمر لوسائل الحماية من أشعة الشمس كاستخدام واقي الشمس.
  • تعلّم وممارسة إجراء فحص الجلد الذاتي في المنزل مرة واحدة شهريًّا، وذلك بهدف البحث عن أي منطقة جلديّة مصابة لم تتعافى بعد، وتفحّص الجلد والتحقق من وجود أي نمو غير طبيعي في الجلد وملاحظة أي تغيّر في لون، أو شكل، أو حجم الجلد، أو في المظهر العام للجلد.
  • الخضوع لمنظار الجلد الرقمي بهدف رسم خرائط الجلد، وذلك في حال كان الفرد لديه العديد من الشامات أو كان لديه شامات شاذّة ولا يتبع شكلها لنمط محدد.
  • مراجعة الطبيب عند ملاحظة أي تغير أو تضخّم في آفات الجلد، أو في حال ظهور تغيّرات جلديّة تثير الشكّ.
  • مناقشة الآثار الجانبيّة المحتملة للأدوية التي يأخذها الفرد مع الطبيب؛ حيث يمكن أن تسبّب أنواع معيّنة من الأدوية مثل بعض المضادات الحيوية، ومدرات البول زيادة حساسيّة الجلد لأشعة الشمس، وعليه يجب أخذ الاحتياطات اللازمة عند استخدامها.

فيديو أعراض سرطان الجلد

عادة ما يصيب هذا المرض مناطق الجلد الأكثر عرضة لأشعة الشمس، فما أعراضه؟ :

المراجع

  1. ^ أ ب “Skin Cancer”, www.kucancercenter.org, Retrieved 25-1-2021. Edited.
  2. Cleveland Clinic medical professional (15-2-2019), “Skin Cancer: Outlook / Prognosis”، www.my.clevelandclinic.org, Retrieved 25-1-2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح خ “Skin Cancer Treatment”, www.roswellpark.org, Retrieved 25-1-2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت Ananya Mandal (27-2-2019), “Skin Cancer Management”، www.news-medical.net, Retrieved 25-1-2021. Edited.
  5. Mayo Clinic Staff (5-12-2020), “Skin cancer; diagnosis & treatment”، www.mayoclinic.org, Retrieved 25-1-2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت “Skin cancer (non-melanoma); Treatment “, www2.hse.ie,29-1-2019، Retrieved 25-1-2021. Edited.
  7. Gregory L. Wells (1-1-2021), “Overview of Skin Cancer”، www.merckmanuals.com, Retrieved 25-1-2021. Edited.
  8. ^ أ ب Healthwise Staff (21-8-2019), “Skin Cancer, Nonmelanoma; Surgery”، www.uofmhealth.org, Retrieved 25-1-2021. Edited.
  9. ^ أ ب “Skin Cancer Treatment”, www.mdanderson.org, Retrieved 25-1-2021. Edited.
  10. “Skin Cancer in Children”, www.stanfordchildrens.org, Retrieved 25-1-2021. Edited.
  11. ^ أ ب ت ث “SKIN CANCER TREATMENT”, www.mhealth.org, Retrieved 25-1-2021. Edited.
  12. ^ أ ب Pamela Kaufman (16-7-2020), “How Is Skin Cancer Treated? Medication, Alternative and Complementary Therapies, Surgery Options, and More”، www.everydayhealth.com, Retrieved 25-1-2021. Edited.
  13. “Skin Cancer Treatment (PDQ®)–Patient Version”, www.cancer.gov,11-12-2020، Retrieved 25-1-2021. Edited.
  14. “Skin cancer (non-melanoma); Treatment “, www.nhs.uk,6-1-2020، Retrieved 25-1-2021. Edited.
  15. “Skin cancer”, www.cancer.org.au, Retrieved 25-1-2021. Edited.
  16. “Palliative Care in Cancer”, www.cancer.gov,20-10-2017، Retrieved 25-1-2021. Edited.
  17. ^ أ ب Cancer.Net Editorial Board (1-7-2019), “Skin Cancer (Non-Melanoma): Types of Treatment”، www.cancer.net, Retrieved 25-1-2021. Edited.
  18. Healthwise Staff (21-8-2019), “Skin Cancer, Nonmelanoma; Home Treatment”، www.uofmhealth.org, Retrieved 25-1-2021. Edited.
  19. ^ أ ب Emily Ryder (1-6-2017), “Skin cancer”، www.dermnetnz.org, Retrieved 25-1-2021. Edited.
  20. Healthwise Staff (29-4-2020), “Skin Cancer, Nonmelanoma”، www.childrensheartinstitute.org, Retrieved 25-1-2021. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى