حفر الآبار
السبب في حفر أي بئر في الأرض يكون إما لاستخراج المياه الجوفية، أو البترول، أو الغاز وجميع هذه الآبار تتشابه في شكلها، فهي عبارة عن حفرة عامودية تخترق الطبقات الصخرية حتى تصل إلى السائل أو الغاز، ولكنها تختلف في العمق والقطر حسب تدفق السائل. ولم تغفل الأمم القديمة عن استخراج المياه الجوفية لاستخدامها في الشرب والزراعة وسقاية الماشية، فقد عرف المصريون القدامى الحفر اللولبي للآبار، وأما بلاد ما بين النهرين فقد اشتهرت بالآبار السطحية لسد استهلاك الإنسان من الماء في قضاء الحاجات اليومية، حيث كانت تُغطى بالأخشاب أو الصخور، أو المعادن للحفاظ على نظافتها، وأما الحضارة الفارسية فقد اشتهرت بالآبار النفقية قبل ثلاثة آلاف سنة، فهي مشهورة بحفر الآبار والقنوات المائية التي ما زال البعض منها موجود إلى الآن.
طرق حفر الآبار قديماً
إنّ طرق حفر الآبار قديماً تختلف تماماً عن الطرق الحديثة المستخدمة في هذا العصر، حيث كانت تعتمد على المعول أو الفأس لحفر الأرض، والمجرفة لإخراج التراب، وكانت الآبار بسيطة، ولإخراج الماء كانت تستخدم الدلاء، والمضخات اليدوية، ومن شهر طرق الحفر القديمة:
طريقة الطوي
بداية يتم البحث عن المكان المتوقع وجود الماء فيه، وعند اكتشاف وجود ماء يبدأ الإنسان بعملية الحفر في التربة، وغالباً ما تكون الآبار بالقرب من مجرى ماء السيل أو المطر، أو على ضفاف الشعاب الصخرية، فمجرى السيل على سطح الأرض يقابله مجرى ماء في باطن الأرض، ويبدأ الحفر بتحديد مساحة قطر فتحة البئر وعادة ما تكون ثلاثة أمتار، وعند حفر أول مترين يتم إخراج التربة من داخل الحفرة، ويوضع الطوي وهو حجر سميك بسماكة نصف متر تقريباً على جوانب البئر؛ حتى يمسك التراب الذي يكون على جوانب البئر، ويحمي فتحة البئر العلوية من انهيار الأتربة سواءاً خلال الحفر، أو عند تساقط الأمطار.
بعد ذلك يستمر الحفر حتى تظهر المياه في القاع وعادة يصل عمق الحفر من 10 إلى 15 متراً، ولا يغامر الشخص في الحفر أكثر من ذلك حتى لا يختنق أو تسقط عليه بعض الصخور، وعادة يتم كسر بعض الطبقات الصخرية حتى يخرج منها الماء، وتسمى هذه الفتحات التي شُقت بالصخر بالشان أو شينان، وعادة يصل عمر الآبار المطوية إلى آلاف السنين ما دام ماؤها يتدفق.
طريقة ترسيب الطين
هي طريقة قديمة في حفر الآبار وعرفت في بلاد الهند القديمة، ثم انتقلت إلى باقي البلدان النامية التي تتوفر فيها الأيدي العاملة، وهذه الطريقة عبارة عن ماسورة أو أنبوب من البامبو، حيث تتحرك صعوداً وهبوطاً في حفرة مملوءة بالطين، وعند ضرب الماسورة في هذه الحفرة يعلق الطين بالتراب الموجود أسفله، ويتم تفريغ هذا الطين لخارج الحفرة في الشوط الصاعد، حيث يتم سحبه بواسطة صمام، وأما في الشوط الهابط يدخل طين جديد للماسورة من الأسفل، وتضرب هذه الماسورة من جديد في عمق الحفرة حتى يعلق التراب بالطين، ويتم رفع الماسورة من جديد وهكذا حتى يظهر الماء في البئر، وعادة يكون الحفر في التربة اللينة من الطين والرمال والحصى الخفيف.