السرطان

طرق الوقاية من سرطان القولون

طرق الوقاية من سرطان القولون

بشكل عامّ يُعدّ سرطان القولون (بالإنجليزية: Colon cancer) أو سرطان القولون والمستقيم (Colorectal cancer) من السرطانات التي يمكن تقليل خر الإصابة بها إلى حدّ كبير، وربما تجنب الإصابة بها في كثير من الحالات، ويُقصد بالوقاية الإجراءات التي يتمّ اتّخاذها للحدّ من خطر الإصابة بأحد أنواع السرطان، وبالتالي نأمل أن يقل عدد الوفيات الذي يُعزى للإصابة بالسرطان، ولتحديد طرق الوقاية من أحد أنواع السرطان يُحلّل الباحثون عوامل خطر الإصابة بهذا النوع من السرطان وبالتالي يمكن بتجنبها تقليل الخطر، وقد تتضمّن طرق الوقاية من سرطان القولون إجراء بعض التغييرات على نمط الحياة بما في ذلك النظام الغذائيّ، وتجنّب التعرّض للعوامل المسرطنة، وعلاج الاضطرابات السابقة للسرطان لمنع تطوّرها إلى سرطان.[١][٢]

إجراء فحوصات الكشف المبكر

يقوم مبدأ اختبارات التحريّ أو الكشف (بالإنجليزية: Screening) على اكتشاف مرض السرطان أو اضطرابات ما قبل السرطان في المراحل الأولى من المرض وقبل ظهور الأعراض على الشخص المصاب، وتُعدّ هذه الطريقة من أفضل سُبل الوقاية للحدّ من فرصة الإصابة بسرطان القولون أو منع تطوّره، فمثلًا تحتاج السلائل القولونيّة (أو السليلة القولونيّة أو البوليبات القولونيّة) (بالإنجليزية: Colon Polyps) في الغالب إلى ما يصل 10-15 سنة بعد تشكّلها حتى تتطوّر إلى خلايا سرطانيّة، ممّا يساهم في استئصالها قبل تطوّرها إلى سرطان، كما تساعد اختبارات التحريّ على الكشف عن سرطان القولون في مراحله الأولية التي يسهل السيطرة عليها وعلاجها، ويُنصح بالبدء بإجراء اختبارات الكشف المبكّر عن سرطان القولون بعد بلوغ 45 عامًا من العُمُر.[٣]

وتوجد عدّة أنواع مختلفة من اختبارات الكشف، ويمكن استشارة الطبيب حول نوع الاختبار المناسب لحالة الشخص، كما يُنصح باستشارة الطبيب في حال وجود تاريخ عائليّ للإصابة بهذا النوع من السرطان أو بالسلائل القولونيّة، مع إمكانيّة إجراء فحص وراثيّ أو جينيّ للكشف عن مدى خطورة الإصابة بسرطان القولون،[٣] وفيما يأتي بيان لبعض أنواع فحوصات الكشف المبكّر التي يمكن إجراؤها للكشف عن الإصابة بسرطان القولون أو المراحل التي تسبقه:[٤]

  • تحليل البراز: من أنواع تحاليل البراز (بالإنجليزية: Stool Tests) التي يمكن اللجوء إليها للكشف المبكّر عن الإصابة بسرطان القولون ما يأتي:
    • اختبار الغواياك لتحري الدم الخفيّ في البراز (بالإنجليزية: The guaiac-based fecal occult blood test) واختصاراً gFOBT، ويتمّ في هذا الاختبار استخدام مادّة الغواياك الكيميائية للكشف عن وجود الدم في البراز، وفيه يستخدم الشخص المعنيّ اختبارًا منزليًّا خاصًّا للحصول على عيّنة البراز، ثمّ يتمّ إرسالها إلى المختبر للكشف عن وجود الدم في البراز، وهو أحد مؤشرات الإصابة بسرطان القولون، ويُجرى هذا الاختبار مرة واحدة سنويًا إن أقرّ الطبيب الحاجة لذلك.
    • اختبار البراز الكيميائيّ المناعيّ (بالإنجليزية: Fecal immunochemical test) واختصاراً FIT، ويقوم مبدأ هذا الاختبار على الكشف عن وجود الدم في البراز عن طريق استخدام أجسام مضادّة خاصّة، وويُجرى هذا الاختبار مرة واحدة سنويًا إن أقرّ الطبيب الحاجة لذلك أيضًا.
    • اختبار الحمض النوويّ في البراز (بالإنجليزية: Stool DNA test) أو كما يُعرَف باختبار فيت – دي إن إيه (بالإنجليزية: FIT-DNA) وفيه يتمّ الدمج بين اختبار البراز الكيميائيّ المناعيّ وفحص آخر يساعد على الكشف عن وجود تغير في المادة الوراثية في البراز، حيث يتمّ إرسال عينة براز لحركة أمعاء كاملة إلى المختبر للكشف عن وجود الخلايا السرطانيّة، ويمكن تكرار هذا الاختبار بشكلٍ سنويّ أو كل ثلاث سنوات بحسب ما يراه الطبيب مناسبًا.
  • التنظير السينيّ المرن: يمكن اللجوء إلى التنظير السينيّ المرن (بالإنجليزية: Flexible Sigmoidoscopy) كل 5-10 سنوات للمساعدة على الكشف المبكّر عن الإصابة بسرطان القولون، وفيه يتمّ استخدام أنبوب تنظير مرن ومزوّد بضوء لتمريره عبر منطقة المستقيم ووصولاً إلى الثلث الأخير من القولون للكشف عن تشكّل السلائل القولونيّة، أو الأورام السرطانيّة في هذه المنطقة.
  • تنظير القولون: يتشابه اختبار تنظير القولون (بالإنجليزية: Colonoscopy) مع اختبار التنظير السينيّ المرن من حيث المبدأ ولكن يتمّ في هذا الاختبار استخدام أنبوب تنظير أطول للتمكّن من تنظير كامل القولون، ويتميّز هذا النوع من التنظير بإمكانيّة استئصال السلائل القولونيّة وبعض أنواع الأورام السرطانيّة فور اكتشافها أثناء التنظير، ويمكن تكرار هذا الاختبار كل 10 سنوات تقريباً في حال عدم ارتفاع خطر الإصابة بسرطان القولون، وقد يتمّ اللجوء إليه للمتابعة في حال اكتشاف أورام سرطانيّة في القولون.
  • تنظير القولون الافتراضيّ: (بالإنجليزية: Virtual Colonoscopy) أو تصوير القولون المحوسب (بالإنجليزية: CT Colonography) وفيه يتمّ الدمج بين التصوير بالأشعّة السينيّة (بالإنجليزية: X-rays) وتقنيّات الحاسوب للحصول على صور كاملة للقولون، ثمّ تُعرض على شاشة الحاسوب ليتمّ تقييمها من قِبَل الطبيب واتّخاذ الإجراءات المناسبة، ويمكن تكرار هذا الاختبار كل خمس سنوات.

إجراء تغييرات على نمط الحياة

توجد مجموعة من النصائح والإرشادات التي يمكن اتّباعها وتطبيقها على مستوى نمط الحياة للحدّ من خطر الإصابة بسرطان القولون، نبيّن بعضاً منها فيما يأتي:[٥][٦]

  • اتّباع نظام غذائيّ صحيّ: يجب الحرص على تناول كميّات كافية ومتنوعة من الخضروات، والفواكه، والحبوب الكاملة بسبب احتوائها على نسبة عالية من الألياف، ومضادّات الأكسدة (بالإنجليزية: Antioxidants)، والمعادن، والفيتامينات، والتي بدورها تلعب دوراً مهمّا في المحافظة على صحّة القولون وبالتالي تقليل خطر الإصابة بسرطان القولون، وفي المقابل يجب الحرص على الحدّ من تناول اللحوم الحمراء (مثل لحم الخنزير والبرغر والستيك) لا سيّما اللحوم الحمراء المُصنّعة (مثل لحم الخنزير المُقدّد والسجق أو النقانق) لما لها من دور في رفع خطر الإصابة بسرطان القولون.
  • ممارسة التمارين الرياضيّة: تجدر ممارسة التمارين الرياضيّة بانتظام بما لا يقلّ عن 30 دقيقة معظم أيّام الأسبوع، ويُنصح باستشارة الطبيب حول التمارين الرياضيّة المناسبة، واختيار التمارين المفضلة التي تساعد على الالتزام بممارستها مثل قيادة الدراجة وحراثة الأرض والمشي السريع، كما يُنصح بالبدء بشكلٍ تدريجيّ بممارسة التمارين الرياضيّة في حال عدم ممارستها في السابق حتى الوصول إلى المدّة المطلوبة.
  • المحافظة على وزن مثاليّ: يجب اتّباع الطريقة المناسبة للمحافظة على الوزن المثاليّ وخسارة الوزن الزائد بعد استشارة الأخصائيّ، وذلك باتّباع نظام غذائيّ صحيّ وممارسة التمارين الرياضيّة، كما يُنصح بخسارة الوزن بشكلٍ تدريجيّ من خلال الحدّ من نسبة السعرات الحراريّة التي يتمّ تناولها في الوجبات الغذائيّة، وزيادة مدّة ممارسة التمارين الرياضيّة شيئًا فشيئًا.
  • الامتناع عن التدخين: يُعدّ التدخين أحد أكثر عوامل الخطر التي قد تُسبّب أكثر من 14 نوعًا مختلفًا من السرطان على الأقل، بما فيها سرطان القولون، فضلًا عن اعتباره من العوامل الرئيسية التي تزيد خطر الإصابة بالعديد من المشاكل الصحيّة المختلفة مثل أمراض القلب، والسكتة الدماغيّة، لذلك يجب اتّخاذ الإجراءات اللازمة للتخلّص من التدخين بشكلٍ فوريّ واستشارة الطبيب للمساعدة.
  • الامتناع عن شرب الكحول: يجب الحرص أيضاً على الامتناع عن شرب الكحول لما له من دور في رفع خطر الإصابة بسرطان القولون.
  • المحافظة على مستويات الكالسيوم وفيتامين د الطبيعيّة: أظهرت الدراسات دور المحافظة على مستويات الكالسيوم وفيتامين د الطبيعيّة في الجسم في احتمالية تقليل خطر الإصابة بسرطان القولون، لذلك يُنصح بإجراء تحليل دوريّ لنسبة فيتامين د في الجسم، خصوصاً في حال ارتفاع خطر المعاناة من عوز فيتامين د كما هو الحال لدى بعض الفئات، مثل: الأشخاص داكني البشرة، وسكان المناطق الشماليّة، والأشخاص الذين يعانون من السُمنة.

هل الأسبرين يقلل خطر الإصابة بسرطان القولون؟

تمّت دراسة عدد من الأدوية المختلفة التي تساهم في الحدّ من خطر الإصابة بسرطان القولون أو سلائله، وقد تمّ إجراء بعض هذه الدراسات حول دواء الأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin)، فقد تبيّن أنّ الاستخدام المنتظم لدواء الأسبرين والأدوية المشابهة له قد يلعب دوراً في الحدّ من خطر الإصابة بهذا النوع من السرطان، ولكن لم تُبيّن هذه الدراسات الجرعة اللازمة ومدة الاستخدام الكفيلة بتحقيق الغرض المطلوب، ويجدر التنبيه إلى أنّ هذا التأثير الذي قد يلعبه الأسبرين في تقليل خطر سرطان القولون ينحصر فقط في الأشخاص الذين يرتفع لديهم خطر المعاناة من هذا المرض، ولا يوجد دليل يُثبت التأثير للأشخاص الذين لديهم خطر طبيعيّ للإصابة به، وفي المقابل فإنّ الاستخدام المطوّل لهذا الدواء قد يكون مصحوباً بعدد من المخاطر المخلتفة مثل النزيف الداخليّ في الجهاز الهضميّ، وتشكّل التقرحات الهضميّة، لذلك يجب ترك قرار استخدام هذا الدواء للطبيب المختص وبحسب حالة الشخص الصحيّة ونسبة خطر الإصابة بسرطان القولون.[٧]

نبذة مختصرة عن سرطان القولون

يبدأ سرطان القولون في الأمعاء الغليظة، وهي أحد أجزاء الجهاز الهضميّ، وقد يُطلق عليه أيضاً سرطان القولون والمستقيم؛ حيث يُقصد به سرطان القولون مع السرطان الذي يبدأ في منطقة المستقيم، ويُشار إلى أنّه على الرغم من إمكانيّة الإصابة بهذا النوع من السرطان خلال مراحل العُمُر المختلفة إلّا أنّه يزداد شيوعاً مع التقدّم في العُمُر، ويبدأ سرطان القولون في العادة بعد تشكّل ما يُعرَف بسلائل القولون؛ وهي عبارة عن تجمّعات غير طبيعيّة وغير سرطانيّة للخلايا المبطّنة للقولون ضمن جدار القولون، إلّا أنّ هذه الخلايا قد تتطوّر إلى خلايا سرطانيّة في بعض الحالات ممّا يؤدي إلى الإصابة بسرطان القولون، أمّا بالنسبة للعلاجات التي قد يتمّ اللجوء إليها في حال الإصابة بهذا النوع من السرطان فتتضمّن الجراحة، والعلاج الكيميائيّ (بالإنجليزية: Chemotherapy)، والعلاج الإشعاعيّ (بالإنجليزية: Radiation therapy)، والعلاج الموجّه (بالإنجليزية: Targeted therapy)، والعلاج المناعيّ (بالإنجليزية: Immunotherapy).[٨]

فيديو عن علاج سرطان القولون

للتعرف أكثر على طرق علاج سرطان القولون شاهد الفيديو.

المراجع

  1. “Colorectal Cancer Prevention”, www.cancer.gov, Retrieved 12-10-2020. Edited.
  2. “Colon Cancer”, fascrs.org, Retrieved 12-10-2020. Edited.
  3. ^ أ ب “Can Colorectal Cancer Be Prevented”, www.cancer.org, Retrieved 12-10-2020. Edited.
  4. “Colorectal Cancer Screening Tests”, www.cdc.gov, Retrieved 12-10-2020. Edited.
  5. “Colon cancer”, www.nchmd.org,10-8-2019، Retrieved 12-10-2020. Edited.
  6. “8 Ways to Prevent Colon Cancer”, siteman.wustl.edu, Retrieved 12-10-2020. Edited.
  7. “Colon cancer”, www.mayoclinic.org,8-10-2019، Retrieved 12-10-2020. Edited.
  8. “Colon cancer”, www.stclair.org,8-10-2020، Retrieved 12-10-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى