محتويات
ضغط الدم عند كبار السن
وُجد أن المحافظة على ضغط الدم (بالإنجليزية: Blood pressure) ضمن المعدّلات الطبيعيّة لدى كبار السنّ أفضل للصحّة العامّة؛ إلّا أنّه غالبًا ما يرتفع ضغط الدم مع التقدّم في العُمُر؛ إذ يُشار إلى أنّ ضغط الدم الطبيعيّ يتراوح بين 90/60 ملم زئبقي و120/80 ملم زئبقي، أمّا بالنسبة لضغط الدم الطبيعي لدى كبار السنّ فيختلف تقديره بين المنظمات الصحيّة المختلفة؛ فقد تمّ تعديل القراءات المرجعيّة عام 2017 م من قِبَل جمعية القلب الأمريكيّة والكليّة الأمريكيّة لأمراض القلب (بالإنجليزية: The american college of cardiology and the american heart association) بحيث تكون أقل من 130/80 ملم زئبقي لدى الرجال النساء ممن أعمارهم 65 عامًا أو أكثر من ذلك، ومما سبق يتبين أن ضغط الدم يتمّ التعبير عنه برقيمن؛ إذ يُعبّر الرقم العلوي عن ضغط الدم أثناء انقباض عضلة القلب لضخ الدم ويُعرَف بضغط الدم الانقباضيّ (بالإنجليزية: Systolic Blood pressure)، أما الرقم السفلي فيُعبّر عن ضغط الدم أثناء استرخاء عضلة القلب بين النبضات وامتلاء القلب بالدم ويُعرَف بضغط الدم الانبساطيّ (بالإنجليزية: Diastolic Blood pressure)، وتُستخدم وحدة ملليمتر من الزئبق (بالإنجليزية: Millimetres of mercury) واختصارًا mmHg للتعبير عن هذه القراءات.[١][٢]
تفسير قراءات ضغط الدم عند كبار السن
بالنسبة لتفسير نتائج قراءات الضغط المختلفة لدى الأشخاص الذين أعمارهم 65 عامًا أو أكثر؛ فنبيّنها بحسب آخر التحديثات التي أصدرتها المنظمات المعنيّة في الجدول الآتي:[١][٢]
تصنيف ضغط الدم | ضغط الدم الانقباضي/ملم زئبقي | ضغط الدم الانبساطي/ملم زئبقي |
---|---|---|
ضغط الدم المنخفض (بالإنجليزية: Low blood pressure) | 90 أو أقل | 60 أو أقل |
ضغط الدم الطبيعي | أقل من 120 | أقل من 80 |
ضغط الدم المرتفع (بالإنجليزية: Elevated blood pressure) | 129-120 | أقل من 80 |
المرحلة الأولى من ارتفاع ضغط الدم (بالإنجليزية: High blood pressure stage 1) | 139-130 | 89-80 |
المرحلة الثانية من ارتفاع ضغط الدم (بالإنجليزية: High blood pressure stage 2) | 140 أو أكثر | 90 أو أكثر |
أزمة فرط ضغط الدم (بالإنجليزية: High blood pressure crisis) | 180 أو أكثر | 120 أو أكثر |
ارتفاع ضغط الدم عند كبار السن
تزداد فرصة وشدّة الإصابة بارتفاع ضغط الدم (بالإنجليزية: Hypertension) مع التقدّم في العُمُر، وهو أحد عوامل الخطورة الرئيسية للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدمويّة، ولكن يشار إلى إمكانية السيطرة عليه وتنظيمه، وبحسب استقصاء الصحة الوطنيّة وفحص التغذيّة (بالإنجليزية: National Health and Nutrition Examination Survey) واختصارًا NHANES المنشور في دراسةٍ للكلية الأمريكية لأمراض القلب عام 2020 م فإنّ نسبة الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم في سن 65 عامًا أو أكثر تقدّر بما يعادل 70%.[٣]
أسباب ارتفاع ضغط الدم عند كبار السن
لم يتمكّن العلماء من فهم مسبّب ارتفاع ضغط الدم المرتبط بالتقدّم في العُمُر بشكلٍ تام؛ ولكن قد يُعزى السبب إلى تصلب الشرايين وتضيّقها، مما قد يؤدي إلى تضرّر جدران الشرايين والقلب، كما يُشار إلى أنّ فرصة الإصابة بارتفاع ضغط الدم تكون أعلى لدى النساء بعد انقطاع الطمث (بالإنجليزية: Menopause)،[١][٤] وفي أغلب الحالات يندرج ارتفاع ضغط الدم الذي يُصيب كبار السنّ تحت ما يعرف بفرط ضغط الدم الانقباضيّ المعزول أو المنفرد (بالإنجليزية: Isolated systolic hypertension) وهو أكثر مقاومةً للعلاج من فرط ضغط الدم الأوليّ أو الأساسيّ (بالإنجليزية: Essential hypertension)، ويمكن تعريف فرط ضغط الدم الانقباضيّ المعزول بأنه ارتفاع ضغط الدم الانقباضيّ فقط بحيث يساوي أو يزيد عن 130 ملم زئبقي مع امتلاك ضغط دم انبساطيّ طبيعيّ يقل عن 80 ملم زئبقي، ويحدث هذا النوع من فرط ضغط الدم في العادة بسبب فقدان الشرايين لمرونتها والذي يرتبط بالتقدّم في العُمُر كما ذكر سابقًا، كما يرتفع مع تقدّم السنّ خطر الإصابة ببعض الاضطرابات الصحيّة الأخرى بالإضافة إلى ارتفاع ضغط الدم.[٥][٦]
أعراض ارتفاع ضغط الدم عند كبار السن
قد لا يصاحب ارتفاع ضغط الدم بشكلٍ عام أيّ أعراضٍ واضحةٍ؛ لذلك يعرف ارتفاع ضغط الدم بالقاتل الصامت (بالإنجليزية: Silent killer)، ولكن في بعض الحالات النادرة قد تظهر بعض الأعراض على الشخص المصاب والتي يشار إلى أنها ليست محصورةً فقط بارتفاع ضغط الدم، وخصوصًا في حال ارتفاعه لمستوياتٍ عاليةٍ جدًا أو مهدّدة لحياة الشخص، مثل: الصداع، أو نزيف الأنف، أو ضيق التنفّس.[٧][٨]
علاج ضغط الدم عند كبار السن
يمكن أن يساعد إجراء بعض التغييرات في نمط الحياة على السيطرة على ضغط الدم المرتفع الذي يقل عن 130/80 ملم زئبقي لدى كبار السن، مثل: اتّباع نظام غذائيّ صحيّ منخفض الأملاح، وزيادة النشاط البدنيّ، والامتناع عن شرب الكحول،[١] أمّا في حال بقاء ضغط الدم مرتفعًا بعد شهرٍ أو شهرين من تعديل نمط الحياة فحينها قد يلجأ الطبيب للعلاجات الدوائيّة، وهنا يجدر اختيار الدواء المناسب والذي يحتاج دقّةً ومراقبةً دائمةً فكما تمّ ذكره سابقًا بسبب الإصابة غالبًا بنوع فرط ضغط الدم الانقباضيّ المعزول لدى كبار السن؛ فإنه يجب الحرص على تجنب خفض ضغط الدم الانبساطيّ كثيرًا، بمعنى اختيار الدواء المناسب وكذلك الجرعة المناسبة منه بحيث لا يتسبب بحدوث هبوطٍ في ضغط الدم؛ كانخفاض ضغط الدم بعد تناول الطعام (بالإنجليزية: Postprandial hypotension)؛ وهو الهبوط في ضغط الدم مباشرةً بعد تناول الوجبات الغذائيّة، وهبوط الضغط الانتصابيّ (بالإنجليزية: Orthostatic hypotension)، حيث ترتفع فرصة حدوثهما لدى كبار السن ممن يأخذون بعض أنواع أدوية ضغط الدم، مع التنبيه إلى أنّ انخفاض الضغط قد يرفع خطر الإغماء والسقوط.[٩]
ويتمثل الهدف من علاج ارتفاع ضغط الدم لدى كبار السنّ بخفض قراءة ضغط الدم إلى ما يقلّ عن 140/90 ملم زئبقي، وذلك بخفض ضغط الدم بشكلٍ تدريجيّ على مدى عدّة أسابيع أو أشهر للوصول إلى المعدل المطلوب، مع الأخذ بعين الاعتبار ضرورة عدم خفض ضغط الدم لدرجة كبيرة كما أشرنا، وقد يحتاج الوصول لهذا الهدف تجربة العديد من الخيارات الدوائيّة وإجراء العديد من التغييرات على الجرعات الدوائيّة، وفي جيمع الحالات فإنّ أيّ تغييرٍ في الخطّة العلاجيّة يستدعي المراقبة الحذرة من قِبَل الطبيب، وفيما يأتي الخطوات والإجراءات التي يتبعها الطبيب لوصف الخطة العلاجية المناسبة:[٩][١٠]
- يصف الطبيب في البداية دواءً واحدًا بجرعةٍ منخفضةٍ تعادل نصف جرعة الدواء الموصوفة عادةً للأشخاص الأصغر سنًا، وعادةً ما يختار الطبيب من مجموعة مدرات ثيازيد (بالإنجليزية: Thiazide Diuretics)، أو حاصرات قنوات الكالسيوم (بالإنجليزية: Calcium channel blockers) طويلة المفعول، أو مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (بالإنجليزية: ACE inhibitor).
- في حال تحمّل الشخص للدواء دون ظهور آثار جانبيّة مزعجة؛ فقد يتمّ رفع الجرعة خلال بضعة أسابيع لتحقيق الانخفاض المطلوب في ضغط الدم في حال الحاجة لذلك.
- في حال عدم نزول ضغط الدم إلى المستوى المطلوب بعد زيادة الجرعة؛ فيتمّ في الغالب استبدال الدواء المستخدم عوضًا عن إضافة دواء آخر إلى الدواء الموصوف في البداية، وبشكلٍ عام؛ فإنه لا يتم دمج نوعين مختلفين من أدوية ضغط الدم في حالة كبار السن المصابين بفرط ضغط الدم الانقباضي إلا عندما تثبت العديد من الأدوية المفردة عدم كفايتها في خفض ضغط الدم.
هبوط ضغط الدم عند كبار السن
تُعدّ نسبة معاناة كبار السنّ الذين تزيد أعمارهم عن 65 سنة من هبوط ضغط الدم أقلّ من حالات ارتفاع ضغط الدم؛ إذ تتراوح بين 5-30% بين كبار السن، وذلك وفقًا لدراسةٍ نشرتها مجلة جمعية القلب الأمريكية (بالإنجليزية: Journal of the american heart association) عام 2020 م، ويُشار إلى أنّ هبوط ضغط الدم لا يُمثل بالضرورة مشكلةٍ صحيّةٍ للأشخاص الأصحاء، ولكن يجدر قياس معدّل هبوط ضغط الدم لدى كبار السنّ للتنبؤ بإمكانيّة المعاناة من السقوط، وهي من المشاكل الخطيرة في هذا السنّ، كما قد يدلّ هبوط ضغط الدم لدى كبار السنّ على عدم وصول كميّاتٍ كافيةٍ من الدم إلى بعض الأعضاء الحيويّة في الجسم، مثل: الدماغ والقلب.[١١]
أسباب هبوط ضغط الدم عند كبار السن
من أسباب هبوط ضغط الدم ما يأتي:[١٢][٤]
- النزيف الدمويّ الداخلي أو الخارجي، والذي يؤدي إلى نقص حجم الدم.
- جفاف الجسم الناجم عن عدم شرب كميّةٍ كافيةٍ من السوائل.
- المعاناة من بعض الاضطرابات الصحيّة.
- الاستخدام المفرط لبعض الأدوية.
أعراض هبوط ضغط الدم عند الكبار
قد يصاحب هبوط ضغط الدم بعض الأعراض، مثل: الغثيان، أو الإعياء، أو فقدان التركيز، أو الإغماء، أو الدوخة، أمّا في حال المعاناة من الصدمة والمتمثلة بهبوطٍ شديدٍ في ضغط الدم فقد يعاني الشخص من الأعراض الآتية:[١٣]
- برودة، وشحوب، ورطوبة البشرة.
- التشوّش والارتباك.
- التنفّس السطحيّ والسريع.
- نبض القلب الضعيف والمتسارع.
علاج هبوط ضغط الدم عند الكبار
توجد مجموعةٌ من الإجراءات الوقائيّة والعلاجيّة لهبوط ضغط الدم، ومنها ما يأتي:[١٢]
- شرب كميةٍ كافيةٍ من الماء: إذ تساعد السوائل على الوقاية من الجفاف وتزيد حجم الدم.
- ارتداء الجوارب الضاغطة: (بالإنجليزية: Compression stockings)؛ وذلك للمساعدة على تقليل تجمع الدم في منطقة الساقين.
- تناول المزيد من الملح: ويجدر التنويه هنا إلى ضرورة استشارة الطبيب قبل زيادة كمية الأملاح المأخوذة وأيضًا لتحديد الكمية الواجب أخذها؛ إذ قد تؤدي كميات الصوديوم الزائدة والكبيرة إلى رفع خطر الإصابة بالفشل القلبيّ خصوصًا لدى كبار السنّ.
- تعديل النظام الغذائي: يجدر تناول الوجبات منخفضة الكربوهيدرات وتقسيمها إلى وجباتٍ صغيرةٍ؛ للوقاية من هبوط ضغط الدم الحاد بعد تناول الوجبات الغذائيّة.
- الاهتمام بوضعيّة الجسم: يجدر تجنّب ثني الساقين وتغيير وضعيّة الجسم ببطء؛ كالانتقال من الاستلقاء أو القرفصاء إلى الوقوف.
- ممارسة التمارين الرياضيّة: يجدر الحرص على ممارسة التمارين الرياضيّة التي تساهم في رفع معدّل نبض القلب لمدةٍ تتراوح بين 30-60 دقيقةٍ بشكلٍ منتظمٍ شبه يوميّ، وممارسة تمارين المقاومة من يومين إلى ثلاثة أيّامٍ أسبوعيًا، مع ضرورة تجنّب ممارسة التمارين في الأجواء الرطبة والحارّة.
- العلاجات الدوائيّة: توجد عددٌ من العلاجات الدوائيّة التي قد يُلجأ لها لعلاج انخفاض ضغط الدم الانتصابي الذي يحدث عند الوقوف، مثل: دواء فلودروكورتيزون (بالإنجليزية: Fludrocortisone) الذي يزيد من حجم الدم ويستخدم غالبًا لعلاج هذا النوع من هبوط الضغط، أما في حال هبوط ضغط الدم الانتصابي المزمن ففي العادة يستخدم دواء ميدودرين (بالإنجليزية: Midodrine) والذي يقوم مبدأ عمله على رفع ضغط الدم عند الوقوف من خلال الحدّ من قدرة الأوعية الدمويّة على التوسّع؛ وبالتالي منع هبوط الضغط.
المراجع
- ^ أ ب ت ث Angelike Gaunt, “Elderly Blood Pressure Chart: Normal & High Blood Pressure by Age”، www.aplaceformom.com, Retrieved 23-2-2021. Edited.
- ^ أ ب “What is blood pressure”, www.nhs.uk, Retrieved 23-2-2021. Edited.
- ↑ Anandita Agarwala (26-2-2020), “Older Adults and Hypertension”، www.acc.org, Retrieved 23-2-2021. Edited.
- ^ أ ب “High Blood Pressure”, www.nia.nih.gov, Retrieved 23-2-2021. Edited.
- ↑ Lawrence Baruch, “Hypertension and the Elderly: More Than Just Blood Pressure Control”، www.medscape.com, Retrieved 23-2-2021. Edited.
- ↑ “High blood pressure (hypertension)”, www.mayoclinic.org,16-1-2021، Retrieved 23-2-2021. Edited.
- ↑ “High blood pressure (hypertension)”, www.mayoclinic.org,16-1-2021، Retrieved 23-2-2021. Edited.
- ↑ Adam Felman (22-7-2019), “Everything you need to know about hypertension”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 23-2-2021. Edited.
- ^ أ ب Richard N. Fogoros (9-1-2020), “Treating Hypertension in Older People”، www.verywellhealth.com, Retrieved 23-2-2021. Edited.
- ↑ Lawrence Baruch, “Hypertension and the Elderly: More Than Just Blood Pressure Control”، www.medscape.com, Retrieved 23-2-2021. Edited.
- ↑ “Dropping blood pressure may predict frailty, falls in older people”, www.heart.org,30-3-2020، Retrieved 23-2-2021. Edited.
- ^ أ ب “Low blood pressure (hypotension)”, www.nchmd.org,22-9-2020، Retrieved 23-2-2021. Edited.
- ↑ “Low blood pressure (hypotension)”, middlesexhealth.org,22-9-2020، Retrieved 23-2-2021. Edited.