أفلام و مسلسلات

جديد صنع أفلام الكرتون

مقالات ذات صلة

الأفلام

بدأ الإنسان بتوثيق الأحداث والقِصص قبل الميلاد بسنواتٍ طويلة وذلك عن طريق الرسم والنحت على جدران الكهوف والمعابد، ويتجلّى هذا التوثيق بوضوح في الحضارة المصرية القديمة، التي بالإضافة إلى الكتابة على الجدران شهدت رسم رسوماتٍ تحكي وتُعبّر عن الآلهة وقصصهم.

قد تكون الأفلام المخلتفة سواءً الكرتونية المرسومة أو المصنوعة ببرامج الحاسوب أو المصوّرة بشكلٍ عادي صورةً حديثةً للتوثيق؛ حيث إنّها تعرض طريقةَ عيش فئةٍ معيّنةٍ من الناس في عصر أو وقت معين، فتوثّق صفات وخصائص المجتمع ولو بشكل غير مباشر.

تُعتبر أفلام الكرتون على وجه الخصوص صورةً دلاليّةً عن الطفولة في زمن معين، ونستطيع ملاحظة الاختلافات في أفلام الكرتون في بداياتها بالأبيض والأسود، ثمّ في بدايات التلوين، والأفلام الحالية التي أصبحث تدخل التكنولوجيا فيها أكثر، وأصبحث تُعبّر عن جيلٍ جديد من الأطفال الذين سيكونون أفراداً بالغين مُختلفين عن الجيل السابق والذي قبله، فتكون أفلام الكرتون بذلك مؤشّراً على المستقبل.

بداية أفلام الكرتون

أنتج المفكر والفيلسوف بول روجيه أوّل صورةٍ مُتحرّكة في عام 1828م، وهي التي يَعرفها معظم الناس “بالعصفور في القفص”، حيث رسم قفصاً فارغاً على ورقة، وعلى الجهة الأخرى منها رسم طائراً ثم ألصق عوداً خشبيّةً رفيعةً على الجزء الأسفل من الورقة، وعند لف العود بسرعة بين يدي حامله يظهر العصفور وكأنّه موجود داخل القفص، وكانت هذه أولى المحاولات الخجولة والعديدة لعمل صورة متحركة.

بعد مئة عام من إنتاج صورة بول روجيه المتحركة أي سنة 1928 ميلادية، حدثت قفزة نوعية في مجال إنتاج الصور المتحركة؛ حيث أصدر والت ديزني مؤسس شركة ديزني المعروفة لأفلام الكرتون أوّل فلمٍ كرتوني على الإطلاق وبطله الشخصية المعروفة ميكي ماوس، ثمّ أصدر أول فلم كرتوني طويل سنة 1937 ميلادية والمعروف باسم بياض الثلج والأقزام السبعة.

اشتملت طريقة عمل أفلام الكرتون في ذلك الوقت على رسم عدد كبير من الرسومات مع فرق بسيط بين كل رسمة وأخرى، وعند عرض الصور تباعاً بشكل سريع يبدو كأنّ الرسم في الصورة يتحرك، وكانت هذه الطريقة تستنفذ كماً هائلاً من الوقت والجهد، ولا تنتج أفلام كرتون بجودة عالية بسبب وجود فروق بسيطة غير مقصودة بين كل رسمة وأخرى لأنها تعتمد على الرسم اليدوي، ولكن جودة أفلام الكرتون تحسّنت بشكل لافت بعد اعتماد الحواسيب في عملية الرسم؛ حيث ازدادت الدقّة في الرسم وفي حركة الرسم، كما وفّرت أجهزة الحاسوب الكثير من الوقت والجهد مُقارنةً بالطريقة اليدوية القديمة.

صناعة أفلام الكرتون

تبدأ صناعة أفلام الكرتون بعملية كتابة سيناريو لقصة، وهو يشمل جميع أحداث القصة وحواراتها، بعدها يتمّ رسم رسوم بسيطة توضيحية بجانب نص السيناريو، وتتمّ إعادة ترتيب المشاهد وحذف بعضها أو إضافتها، وذلك بناءً على رأي المخرج وميزانية الفيلم وغير ذلك، حتى تكتمل العمليّة النظرية من صناعة الفلم، ويبدأ بعدها العمل على الفلم نفسه فيتمّ تسجيل أصوات الممثلين في الحوارات وتسجيل المؤثرات الصوتية المختلفة مثل: صوت مطر أو رياح أو وقع أقدام وما إلى ذلك، لجعل الفيلم أكثر إثارةً.

تُرسم كلّ شخصية وتُدخل في الفيلم الكرتوني إلى جهاز الحاسوب، لتلافي وجود الفروق البسيطة بين كل رسم وآخر والتي كانت توجد في الطريقة القديمة، ثم تُرسم عدة تعابير مختلفة لوجوه الشخصيات وذلك لاستخدامها لاحقاً في إنتاج الفلم، وتُحرّك الشخصيات عن طريق تحريك الشخصية والرسم فوقها بالحركة التي يرغب بها، علماً أنّه في الوقت الحالي لم يعد ضرورياً رسم كل إطار في الفيلم كما كان يحدث قبل سنوات، حيث يتمّ استخدام برامج حاسوبية خاصّة لتحريك الرسوم مثل برنامج “Toon Boom Studio”.

تأخذ عملية تحرير الفيلم دورها في النهاية؛ حيث تتمّ مشاهدة الفيلم الكرتوني بدقة وانتباه شديدين لرصد أيّة أخطاء حدثت في الرسم أو التحريك أو تناغم الأصوات مع حركات الشخصيات وغير ذلك من الأخطاء، حتى يتمّ إصلاحها قبل عرض الفيلم من قبل دور العرض والسينما وإنزاله للعرض في التلفاز والأسواق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى