المهاتما غاندي
يعد غاندي أحد أشهر القادة الذين اشتهروا بالنضال من أجل مبادئهم، وانتهجوا العصيان المدني كوسيلة لمقاومة الظلم والاستعمار، وكان له الأثر الأكبر في مقاومة الاستعمار البريطاني ونيل الهند لحريتها في العصر الحديث، وفي سنواته الأخيرة عمل على الدفاع عن حقوق الأقليات المسلمة في الهند بعد استقلالها إلى أن انتهت حياته بالاغتيال قتلاً بالرصاص على يد أحد الهندوس المتعصبين الذين رفضوا آراءه واعتبروها خيانة كبرى.
صفات غاندي
عاش غاندي حياته مكافحاً، وباحثاً عن الصواب، ومتعلماً من أخطائه، ومنتهجاً مبدأ المقاومة السلمية واللاعنف، وهو من القادة الذين اشتهروا بالثبات على مبادئهم، والإصرار والعزيمة في مقاومة الظلم والاستعمار، والعمل الجاد لتحقيق الهدف، وكان متسامحاً بشكل كبير مع غيره، وصادقاً في أقواله ويفي بالوعود، وكثير الثقافة والاطلاع على الكتب للتغيير والتطور وليس للثقافة فقط، وكان يؤمن بأهمية التربية الذاتية للنفس، وبأنّ التغيير ينبع دائماً من داخل الشخص نفسه، بالإضافة إلى ذلك كان متواضعاً على الرغم من شعبيته، وشجاعاً لا يهاب الموت في سبيل تحقيق مبادئه.
نشأة غاندي
ولد موهندس كرمشاند غاندي الملقب باسم المهاتما غاندي في شهر أكتوبر من عام 1869م، في ولاية غوجارات الهندية، وقد احتل والده وجده من قبله منصب رئاسة وزراء إمارة بوربندر، وتزوج غاندي في عمر الثالثة عشر حسب العادات في وقتها، وفي عام 1888م سافر إلى بريطانيا لدراسة القانون، وعاد إلى الهند بعد حصوله على الشهادة بعد ثلاث سنوات قضاها هناك، وفي عام 1893م سافر للعمل في دربان في جنوب أفريقيا وكانت وقتها مستعمرة بريطانية، وبقي هناك مدّة اثنتين وعشرين سنة، قضاها مدافعاً عن حقوق العمال الهنديين هناك وما يعانوه من تفرقة عنصرية فيها.
دور غاندي في مقاومة الاستعمار البريطاني
عاد غاندي إلى الهند عام 1915م، وكانت الهند وقتها تحت الاستعمار البريطاني الذي نهب ثرواتها، فطالب بحقوق المرأة، وتحسين الظروف المعيشية، ومحاربة الفقر المدقع الذي كانت تعاني منه الهند، والمطالبة باستقلال الهند عن بريطانيا، كما أنّه حارب الاستعمار البريطاني عن طريق سياسة اللاعنف ومحاربة بضائعه والاستغناء عنها، ومن أشهر عصياناته التي اشتهر بها عصيان الملح.
ذاع اسم غاندي بين دول العالم كقائد فذ التف حوله الهنود، واستطاع بحنكته وإصراره تخليص الهند من الاستعمار البريطاني، حتى حصلت الهند على استقلالها اخيراً بعد الحرب العالمية الثانية، إلّا أن المشكلة لم تنتهي هنا، حيث عانت الهند بعد استقلالها من الانقسام والفرقة الداخلية بين المسلمين والهندوس، وكان غاندي من الدعاة إلى الوحدة الوطنية ورفض الانقسام، وكان من الذين دافعوا عن حقوق تلك الأقليات المسلمة، وبقي على هذه الحال حتّى تم اغتياله في شهر كانون الثاني من عام 1948م.