محتويات
'); }
عمرو بن العاص
سجل التاريخ الإسلامي في سفر الخالدين اسم الصحابي الجليل عمرو بن العاص رضي الله عنه كواحد من كبار الفاتحين الذي ساهموا في نشر الدين الإسلامي في ربوع المعمورة، فاستطاع فتح مصر، وتخليصها من الرومان، كما حقق كثيراً من الإنجازات العسكرية، وكانت له مواقف مشهودة كثيرة في خدمة الإسلام والمسلمين.
أبرز صفات عمرو بن العاص
البصيرة النافذة والفطرة السليمة
أدرك عمرو بن العاص رضي الله عنه بعدما رأى انتصارات الدعوة الإسلامية أنه دين الحق، وأنّ دين آباءه هو دين الباطل والضلال، فقدم مع رفيقه خالد بن الوليد في السنة الثامنة للهجرة إلى النبي عليه الصلاة والسلام في المدينة المنورة مسلمًا لله تعالى، ومؤمنًا بدعوة الإسلام.
'); }
الحنكة العسكرية والقيادة الحصيفة
كان عمرو بن العاص رضي الله عنه صحابياً محنكاً؛ فلم تمض بضعة أشهر على إسلامه حتى ولاه النبي عليه الصلاة والسلام على سرية ذات السلاسل التي أعدت خصيصاً لحرب قضاعة الذين قتلوا رسول رسول الله الحارث بن عمير الأزدي، وأبدى عمرو بن العاص في قيادة تلك المعركة حنكة وسياسة قلّ نظيرها، وأدت إلى تحقيق النصر لصالح المسلمين، فمنع عمرو المسلمين المشاركين في تلك السرية من إيقاد النار من أجل التدفئة معللاً سبب ذلك بأن لا يرى العدو قلّتهم فيتجرأ عليهم، كما أنه نهى عن تعقب جيش الكفار الذي ولى هارباً من أرض المعركة معللاً ذلك بالخوف من مكيدة العدو أو حذراً من أن يكون لهم مددٌ قادم، وحينما علم النبي عليه الصلاة والسلام بصنيع عمرو استحسنه وفرح لذلك.
الاجتهاد في المسائل
كان عمرو بن العاص مجتهدًا في مسائل الدين والشريعة، ففي سرية ذات السلاسل احتلم عمرو ذات ليلة فخشي إن اغتسل أن يهلك، فاكتفى بالتيمم، ثم صلى بالناس صلاة الصبح، فأخبر الصحابة النبي بذلك فسأله عن سبب فعله فقال: إني خشيت أن اغتسل فأهلك من شدة البرد، والله يقول في كتابه: (وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا) [النساء: 29]، فضحك النبي من رده هذا ولم ينكرعليه.
الدهاء
الدهاء أعظم صفة لعمرو رضي الله عنه؛ حيث اشتهر عنه أنه أدهى العرب، وتمثل دهاؤه في عدة مواقف؛ ومن بينها: موقف التحكيم حينما كان رسولاً يمثل جيش معاوية بن أبي سفيان مقابل جيش الإمام علي رضي الله، حيث قام بمناورة سياسية مع أبي موسى الأشعري ممثل جيش الإمام علي رضي الله عنه أدت إلى ترجيح كفة جيش معاوية على علي في معركة صفين.