صفات الرسول الكريم في المنام

'); }

صفات الرسول في المنام

رؤية النبيّ -صلى الله عليه وسلم- في المنام من المبشّرات التي تُفرح القلب، فقد جاء في الصحيحين عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَن رآني في المنامِ فسيراني في اليَقَظَةِ، أو لكأنما رآني في اليَقَظَةِ، ولا يَتَمَثْلُ الشيطانُ بي)،[١] حيث إنّ لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- صفاتاً عدّة، إذا رآها الرائي في منامه فقد رأى الرسول حقّاً على هيئته.

وحتى يعرف الرائي أنّ من رآه في منامه هو الرسول حقاً لا بدّ أن يرجع إلى الأحاديث التي تصف صفاته الخَلقيّة -عليه الصلاة والسلام-، ومنها قول أنس -رضي الله عنه-: (كانَ رَبْعَةً مِنَ القَوْمِ ليسَ بالطَّوِيلِ ولَا بالقَصِيرِ، أزْهَرَ اللَّوْنِ ليسَ بأَبْيَضَ، أمْهَقَ ولَا آدَمَ، ليسَ بجَعْدٍ قَطَطٍ، ولَا سَبْطٍ رَجِلٍ)،[٢] وفيما يأتي توضيح معاني مفردات الحديث التي تصف النبيّ -صلى الله عليه وسلم-:[٣]

'); }

  • ربعة من القوم: أي طوله معتدل.
  • ليس بأبيض أمهق: أي ليس بياضه شديداً.
  • ولا آدم: أي ولا أسمر.
  • ليس بجعد قطط: أي الشعر الملتوي.
  • ولا سبط مسترجل: أي الشعر المسترسل.

ويصفه البراء بن عازب -رضي الله عنه- فيقول: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ رَجُلًا مَرْبُوعًا، بَعِيدَ ما بيْنَ المَنْكِبَيْنِ، عَظِيمَ الجُمَّةِ إلى شَحْمَةِ أُذُنَيْهِ، عليه حُلَّةٌ حَمْرَاءُ، ما رَأَيْتُ شيئًا قَطُّ أَحْسَنَ منه صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ)،[٤] وتوضيح معاني المفردات التي تصف النبيّ فيما يأتي:[٣]

  • بعيد ما بين المنكبين: أي أعلى ظهره -عليه الصلاة والسلام- عريض.[٥]
  • الجمّة: هي الشعر المتدلّي الذي وصل إلى المنكبين.
  • الحلة: أي الرِّداء.

بيان وشرح صفات الرسول الخَلقية

ذكر العديد من العلماء في كتبهم بياناً وشرحاً لصفات النبيّ المصطفى -عليه الصلاة والسلام-، وذلك بالاستناد للأدلة الشرعية ووصف الصحابة له، وفيما يأتي بيان أهمّ الصفات التي ذكرها المباركفوري في الرحيق المختوم: [٦]

  • صفة وجهه الكريم صلى الله عليه وسلم

كان -عليه الصلاة والسلام- مستدير الوجه، أبيض اللون مشرباً بحمرة، واسع العينين، أكحل الجفنين، طويل شعر الرموش، ظاهر سواد العينين، حاجباه ليسا عريضين مقترنين؛ أي متصلين، مقسَّم الوجه؛ أي ملامحه واضحة، وكبير الفم، ولحيته كثّة؛ أي كثيفة الشعر، سوداء فيها شيبات معدودات، وشعره أسود يبلغ شحمة أذنيه، وليس فيه صلع.

  • صفة جسمه صلى الله عليه وسلم

كان -صلى الله عليه وسلم- وسطاً في طوله، ليس بالقصير ولا الطويل، عريض الكتفين، وعظيم الرأس، وعظيم الكفين والقدمين، وعظمه كبير؛ كالمرفقين والركبتين والكعبين، وليس سميناً ولا نحيفاً، وبين كتفيه خاتم النبوة.

  • هيبته في عين رائيه صلى الله عليه وسلم

كان -صلى الله عليه وسلم- ظاهر الوضاءة، حسناً جميلاً متواضعاً، من رآه هابه، وعظَّمه، وأحبَّه، وقد كان وقوراً إذا صمت، بهيّاً إذا نطق، حلو المنطق فصيحاً، لا إسراع في حديثه ولا بطء، وإذا مشى كان ثابت الخطى كأنه نازل من جبل، وكان ليّن العشرة.

الشيطان لا يتمثّل بصورة الرسول في المنام

بيّن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّ رؤيته في المنام لا تكون من الشيطان؛ وهي بشارة لمن رآه بأنه سيراه في اليقظة حقيقة، ولكن ذلك مشروط بأن يراه على صورته الحقيقية التي كان يتصف بها والمحفوظة عنه،[٧] فقد قيل: “هذا يختص بصورته المعهودة فيعرض على الشمائل الشريفة المعروفة فإن طابقت الصورة المرئية تلك الشمائل فهي رؤيا حق، وإلا فالله أعلم بذلك”.[٨]

والشيطان لا يتمثل بصورته الشريفة -صلى الله عليه وسلم-، وقد نقل محمد الهلالي قول أحد العلماء في كتابه فقال: “اعلم أن هذا الحكم ليس مختصًا بنبينا -صلى الله عليه وسلم-، بل جميع الأنبياء معصومون من أن يظهر الشيطان بصورهم في النوم واليقظة لئلا يشتبه الحق بالباطل”، وذكر أيضاً: “أي فقد رأى المنام الحق، وهو الذي يريه الملك الموكل بضرب أمثال الرؤيا بطريق الحكمة بشارة أو نذارة أو معاتبة”.[٩]

المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:6993، صحيح.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:3547، صحيح.
  3. ^ أ ب “الصفات الخَلْقية لرسول الله صلى الله عليه وسلم ورؤيته في المنام”، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 15/5/2022. بتصرّف.
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن البراء بن عازب، الصفحة أو الرقم:2337، صحيح.
  5. “شرح حديث وصف النبي”، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 15/5/2022.
  6. صفي الرحمن المباركفوري، الرحيق المختوم، صفحة 440 -441. بتصرّف.
  7. الكرماني (1981)، الكواكب الدراري (الطبعة 2)، بيروت:إحياء التراث العربي، صفحة 106، جزء 24. بتصرّف.
  8. “رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام”، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 15/5/2022.
  9. محمد الأمين الهرري (2009)، الكوكب الوهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج (الطبعة 1)، صفحة 442، جزء 22. بتصرّف.
Exit mobile version