محتويات
العرب
تميَّز العرب منذ زمنٍ طويلٍ بمجموعةٍ من العادات والتقاليد، التي تُشكل الموروث العربي الأصيل، والمتمثل بالقيم والمبادئ السامية، التي كانت تتجلى في حياة العرب، وخلال تعاملهم مع الآخرين، ورغم أنّ هناك بعض العادات المُشينة، التي بددها ظهور الإسلام في شبه الجزيرة العربية قبل آلاف السنين، لكن هناك بعض الشيم والعادات المُشرفة التي عزّزها الإسلام لدى العربي، ومن هذه الصفات تلك المتعلقة بالرجال العرب، والتي سوف نذكرها في هذا المقال.
صفات الرجال عند العرب
النخوة والشهامة
تمثلت هذه الصفات بنجدة الملهوف، وإغاثة المنكوب، وإعانة المحتاج، فمن استجار بالرجل العربي لم يمسه ظلم، ولم يقربه أذى، كما أنّ الرجل العربي لا يقبل أنّ يرى محتاجاً لمالٍ، أو طعامٍ، أو كساءٍ، ويقف مكتوف الأيدي دون مدّ يد المساعدة.
الكرم
من عادات العرب الأصيلة إكرام الضيف؛ باستقباله حسن استقبال، والترحيب به بأجمل الكلام والودّ، بالإضافة إلى عمل ولائم الطعام التي تليق بالضيف، وتُعبّر عن كرم المُستقبِل له، وقد عُرف عن العرب قديماً عدم سؤالهم عن حاجة الضيف إلا بعد مرور ثلاثة أيام.
الفطنة ورجاحة العقل
كان العربي يستبصر صفات الناس ومقاصدهم، من الشكل الخارجي، وطريقة الكلام والتصرف، وكان قادراً على الحكم بالعدل بين الناس، وتوظيف الحكمة بالقضاء العشائري.
طلاقة اللسان
كان الرجل العربي مفوّهاً، طليق اللسان، بليغ الكلمة، وفصيح المعنى؛ فإذا ما تحدث أصاب، وإذا ما صمت كان ذلكٍ لحكمةٍ حقيقية، وكان فرسان القوم من العرب شعراء يُجيدون النظم والتصور، وكثيراً ما كانت تُقام التعاليل من أجل الاستماع لشاعر القبيلة وفارسها.
العفو عن المُخطئ
رغم قدرة العرب على معاقبة المُخطئ، فقد كان العفو سيّد الموقف، في حين اشتهرت بلاد العرب بعادة الدخيل الذي يقصد شيخاً أو وجيهاً من وجوه العشيرة؛ ليحتمي به من شر ما فعل، أو شرّ ما تم اتهامه به، وعليه كان يحصل على العفو في أغلب المرات، بسبب كفالته من أحد الأطراف، وعفو الطرف الآخر عنه.
تجنب الغدر أو الخيانة
من صفات العربي الأصيل أنّه لا يغدر حتى بعدوّه، ولا يلجأ للخديعة، بل يواجه الطرف الآخر بكلّ بسالة، وإذا ما ناله ظلم وسُلب منه حق، وما كان بالمقدور تحصيله باليد، راعى أصول ذلك بالتشكي لدى رأس القبيلة، أو قاضياً من قضاة البادية المعروفين بنزاهتهم وإنصافهم للمظلوم.
تحدي المخاطر
فها هو الزير سالم قد أرسلته الجليلة، زوجة أخيه كُليب وائل التغلبي، إلى وادي السباع، لإحضار حليب إناثها، سعياً منها للتخلّص من الزير للأبد، لكنه خيّب ظنها وعاد بالفعل، مُحضراً حليب السباع، بمساعدة أخيه همام وصديقه امرؤ القيس.
صفات أخرى
- الذود عن الحمى: حيثُ لا يقوى على غزو عشيرته أحد، وإن حصل بالفعل لقي المُعتدين ردّاً قاسياً، تحكي فيه القبائل، وتتباهى فيه ألسن الشعراء.
- الوفاء بالعهود: إذا ما قطع على نفسه عهداً التزم به، وكان أعزّ عليه أنّ يُجزّ رأسه عوضاً عن عدم وفائه بها.