'); }
أبو هريرة
أبو هريرة صحابيٌ جليل، واسمه عبد الرحمن بن صخر الدُوسي، وكنيته أبو هريرة؛ لأنَّه كان له قطَة صغيرة يرعاها ويعتني بها ويطعمها، فعُرف من يومها بهذا الاسم، وكان اسمه في الجاهليَة عبد شمس فسمَاه النبي صلَى الله عليه وسلَم بعد إسلامه عبد الرحمن وقيل عبد الله، وأمُه صحابيةٌ اسمها ميمونة بنت صبيح.
نشأة وحياة أبي هريرة
وُلد أبو هريرة في اليمن في العام التاسع عشر قبل الهجرة، ونشأ يتيماً، وكان فقيراً في قبيلته دوس، وكان إسلامه على يد الطُفيل بن عمرو الدُوسي، وفي أول السنة السابعة من الهجرة قدم رضي الله عنه إلى المدينة المنورة مهاجراً، مع وفدٍ من قومه من قبيلة دوس، وكان له من العمر وقتها ما يقارب ثمانٍ وعشرين سنة، وكان الرسول صلَى الله عليه وسلَم وقتها في غزوة خيبر فتبعه وشهدها معه.
'); }
عاش أبو هريرة فقيراً بلا تجارةٍ ولا مال؛ بسبب تفرُغه للعلم، وكثيراً ما عانى من الجوع، وعاش رضي الله عنه بعد النبي صلَى الله عليه وسلَم ما يقارب من 47 سنةً ينشر العلم والحديث، وتزوَج أبو هريرة من بسرة بنت غزوان وكان له من الولد ثلاثة، هم: المحرر، وعبد الرحمن، وبلال، وبنتاً زوَجها لسعيد بن المسيب، وتوفِي رضي الله عنه في عام 57 هـ عن عمرٍ يناهز الثامنة والسبعين في المدينة المنوَرة ودُفن في البقيع.
صفات أبي هريرة
- لزم أبو هريرة الرسول صلَى الله عليه وسلَم منذ إسلامه حتى مات، وصحبه أينما كان، ودار معه حيث يدور، ولزمه في بيته يخدمه، وشهد معه غزواته كلَها التي حدثت بعد إسلامه، ودامت مدّة صحبته للرسول أربعة أعوام، وكان رضي الله عنه من أحفظ الصَحابة وأقواهم ذاكرة، وأكثرهم حرصاً على العلم والحديث، فحفظ من الحديث النبوي الشيء الكثير، وكان أعلم النَاس به، وشهد مع الرَسول صلَى الله عليه وسلَم الكثير من المشاهد الَتي لم يشهدها أحدٌ غيره من الصحابة من المهاجرين والأنصار.
- كان أبو هريرة كثير الصلاة والصيام والذِكر، ومن عبّاد الصَحابة، وكان كريماً ومتواضعاً، وكان ممَن اعتزل الفتنة التي وقعت بين الصحابة بعد وفاة عثمان بن عفَان رضي الله عنه؛ فلم يشهد واقعة الجمل ولا واقعة صفين، وشارك في حروب الرِدَة في عهد أبي بكر الصَدِيق، وفي الفتوحات الإسلاميَة لفارس في عهد عمر بن الخطَاب، وتولَى رضي الله عنه إمارة البحرين في عهد عمر بن الخطاب.
- رُوى عن أبي هريرة خلقُ كثيرٍ من الصَحابة والتَابعين، وقد بلغ عدد الأحاديث التي رواها أبي هريرة المتَفق عليها في صحيحي بخاري ومسلم 325 حديثاً، وانفرد البخاري بتسعةٍ وسبعين حديثاً، ومسلم بثلاثةٍ وتسعين حديثاً.