البحث العلمي

شروط البحث العلمي

شروط البحث العلمي

يُشكّل البحث العلمي مرجعاً موثوقاً يستطيع العامة من الناس الوصول إليه بغرض الاستفادة وأخذ المعلومات، وحتى يكون ذا جودةٍ عالية يجب على الكاتب الالتزام بكتابته وتشكيله وفقاً لمعاير أخلاقيّةٍ عالية إلى جانب شروطٍ، ومعايير، وقوانين حكوميّة أيضاً تُنظّم في لوائح ترتكز على عددٍ من أخلاقيات عمليّة البحث،[١] وبالنظر للأهميّة الكُبرى في الحصول على بحثٍ علميٍ دقيقٍ وموثوق في مجال مُعيّن، وُضعت عِدة شروط من قبل العلماء والباحثين، يرتكز عليها البحث العلمي في سبيل تحقيق ذلك،[٢] ويمكن تقسيمها على النحو الآتي:

الشروط الشكلية للبحث العلمي

تُعبّر الشروط الشكليّة عن المعالم الماديّة وبمعنى آخر عن المظهر الخارجي والشكل العام للبحث العلمي؛ إذ ينبغي أن يحقِّق عِدة شروط يمكن تلخيصها بالآتي:[٣]

  • التناسب بين حجم البحث والموضوع الذي يُناقشه بطريقةٍ تجعله يكون مناسباً لمستواه دون أي مغالاةٍ ومبالغة، أو حتى إيجاز، أي أن يوضّح وجهة نظر الكاتب مع وضع الأدلة والبراهين التي تُثبتها مع الأخذ بعين الاعتبار تجنب الحشو والتكرار.
  • النظافة، والترتيب، والشكل المنظّم؛ إذ إنّ المظهر الخارجي للبحث يعكس نظافة وتنظيم كاتبه، لذا لابد من مراعاة الابتعاد عن الشطب، والكتابة بخطٍّ أنيق، وواضح، والاعتماد على التنسيقات الخاصة بالكتابة، من قواعد الفقرات، والفصول، والهوامش.
  • الالتزام باحتواء البحث العلمي على كافة العناصر الإنشائيّة، من عنوان، ومُقدّمة، وخُطّة بحث، وخاتمة، بالإضافة إلى ملحقٍ تفصيلي يحتوي على تفسيرٍ لأية رموز إن وجدت، وفهرسٍ يُسهل عملية الرجوع للمعلومات.
  • التناسب بين عدد صفحات كلِّ جزءٍ من أجزاء البحث؛ أي من العناوين بما يتناسب مع عدد صفحات البحث الكلي.
  • خلو البحث العلمي من أية أخطاءٍ مطبعيّة، أو لغويّة، أو إملائيّة، والالتزام باللغة السليمة،[٣] والبسيطة والمفهومة، دون أي اختصارٍ يمكن أن يشوّه المعنى، والحرص على صياغة المعلومات بعبارات الكاتب بشكلٍ احترافي، وتجنب الزخارف اللغويّة نظراً لكونها تشتت ذهن القارئ، وتصعب من فهم النص.[٤]

الشروط الموضوعية للبحث العلمي

تُعنى الشروط الموضوعيّة للبحث العلمي بمحتواه وما يتضمّنه من عناوين وما تقدّمه المعلومات التي تندرج تحت هذه العناوين من فائدة، بالإضافة لتنظيم فصوله، ويمكن تلخيص الشروط الموضوعية للبحث العلمي بالآتي:[٣]

  • اختيار العنوان المناسب والذي لابد من أن يكون معبِّراً عمّا يتناوله البحث إلى جانب توضيحه لطبيعة البحث، بالإضافة لاشتمال غلاف البحث على العنوان، وعلى معلوماتٍ عن الباحث، والسنة التي تم إعداد البحث فيها.
  • كتابة الإهداء، وهو أمر اختياري يتم كتابته كنوعٍ من التقدير والعرفان لشخصٍ عزيز أو لمجموعة أشخاص.
  • كتابة مُقدّمة للبحث تشتمل على المبرر لاختيار موضوع البحث وتلخيصٍ عام لما يتضمّنه وموجزٍ بسيط لأهم المراجع، بالإضافة لذكر أية صعوباتٍ واجهت الكاتب إن وُجدت.
  • تنظيم موضوعات البحث بما يتناسب مع مُحتواه، إلى فصول، وفقرات، وأبواب.
  • كتابة الخاتمة، والتي تتضمّن الاستنتاجات، أو خُلاصة البحث، بالإضافة لأية اقتراحاتٍ أو توصيات.

الشروط العلمية للبحث العلمي

يوجد عددٌ من الشروط الواجب اتباعها في حال كتابة بحثٍ علمي يبين الآتي أبرزها:[٥]

  • التنظيم: ينبغي أن يكون البحث مُنظّماً يتسلسل بترتيبٍ يبدأ بتساؤل ثم الإجراء المُتخذ لحل المُشكلة، أو النتيجة، أو الجواب على التساؤل.
  • الغرض: يتمثل ذلك بالمقصد من البحث العلمي أو الغاية من إجرائه، أو كتابته؛ حيث يوضّح البحث العلمي غالباً شرحاً كافياً لظاهرةٍ ما أو مُشكلة، أو حتى فُضول علمي بموضوعٍ ما.
  • الدقة: يجب أن يتميّز البحث بالدقّة سواءً كان ذلك في جمع المعلومات، أو مُعالجتها، أو الاستنتاجات التي تم التوصّل إليها.
  • التعميم: ينبغي أن تكون نتائج البحث عامّة وتشتمل على عدة حالات، ولا تقتصر على تفسيرٍ وشرح جزئيّة واحدة فحسب، وغالباً ما يكون التعميم على صورة قانون يحكم مجموعة متغيرات.
  • التحقق: يتمثل ذلك في إمكانيّة مُراجعة البحث بهدف التأكد من النتائج، ومدى صدقها، ويتم عبر إجراء تحليلٍ ثاني للتأكد من عدم وجود أيّة تناقضات للنتائج.
  • المرونة: ينبغي أن يكون البحث العلمي مرناً قابلاً للمراجعة، والتطوير عليه.
  • الواقعية: يمكن تحقيق ذلك من خلال ربطه مع موضوعاتٍ توجد على أرض الواقع، ومقارنة النتائج للتأكد من مدى صحّتها.
  • الموضوعيّة تعدُّ الموضوعية شرطاً أساسياً من شروط البحث العلمي السليم، ويمكن تحقيق ذلك بأن لا يناقش الكاتب أية مواضيع ذاتيّة أو أفكاره ونزعاته الشخصيّة.

شروط يجب توافرها في الباحث العلمي

إن كتابة البحث العلمي لا تقتصر على الشروط المتعلّقة بحيثيات كتابته وتنظيمه سواءً كانت موضوعيّة أو علميّة؛ بل تتعداها لتصل إلى الباحث بحدِّ ذاته؛ إذ ينبغي أن يتحقق فيه عِدة شروط وأن يمتلك بعض الصفات التي تجعله يكون مؤهلاً لكتابة البحث العلمي، ويبين الآتي أبرز هذه الشروط والصفات:[٦]

  • سعة العلم، الاطلاع والمعرفة، بالإضافة للموهبة، والفطنة والذكاء؛ الأمر الذي يمكِّنه من ربط الأمور والأفكار ببعضها البعض؛ حيث ينبغي على الباحث أن يكون على معرفةٍ دقيقة وعميقة للبحث المراد كتابته، وأن يكون مطّلعاً على مجموعةٍ من الكتب والمراجع مما يساهم في توسيع مدارك معرفته.
  • التحقق والتدقيق في المعلومات التي يستند إليها في بحثه العلمي؛ إذ إن البحث العلمي لابد أن يكون دقيقاً جداً ويستند على أسسٍ وقواعد سليمة ومتينة لتجنّب حصول أي نقلٍ لمعلومات خاطئة، والتسبب بإرباك وسوء فهم للقارئ.
  • التواضع والتزام الادب عندما يتعلّق الأمر بانتقاد أفكار الآخرين وآرائهم؛ إذ إن احترام آراء الآخرين والتزامه بالموضوعيّة يرفع من مكانته، ويبعده عن أيّة أمور قد تُسيئ إلى بحثه.
  • الأمانة العلميّة، ويتجلى ذلك في نقل الباحث للنصوص الموجودة في المراجع التي استند إلها بكلِّ صدقٍ وأمانة، دون أيّة زيادة وتحريف أو نُقصان، بالإضافة لإسنادها وتوثيق نسبها لأصحابها؛ حيث إن أي خطأ في ذلك قد يمس أمانة الباحث ويخدشها.
  • الكتابة في مجال تخصصه، إلى جانب كتابته بما يتوافق مع ميوله ورغباته؛ إذ إن كتابته في مجال تخصصه يكون نابعاً من معرفته وإلمامه بكافة الجوانب التي تندرج تحت تخصصه، مما يجنبه الوقوع في الخطأ، بالإضافة إلى أن كتابته في المواضيع التي تتوافق مع ميوله يدفعه للبحث عن تفاصيلها وكتابتها بشغف بعيداً عن أي ملل أو عدم اتفاق مع الأفكار والعقائد التي قد يقع فيها في حال كتابته لأي موضوع لا يتماشى مع رغباته وتوجهاته.

أهمية الالتزام بشروط البحث العلمي

تكمن أهميّة الالتزام بالشروط الأخلاقيّة لكتابة البحث العلمي بكونها تعزز الأهداف التي يدعو إليها البحث العلمي، من وصولٍ للحقيقة، بعيداً عن التزييف والتحريف، بالإضافة لكونها تدعم العمل التعاوني بين الأفراد والذي يكون مبنياً على الاحترام المُتبادل، وتحقيق الإنصاف، إلى جانب أن الالتزام بالشروط المُتعلّقة بكتابة البحث العلمي يحمي مصالح الأفراد، وحقوقهم الملكيّة الفكريّة وضمان حقوقهم لدى وجود أي مُسائلة أمام الجمهور بالإضافة إلى تعزيزها لمنظومة أخرى من القيم الاجتماعيّة الأخرى مثل حفظ حقوق الإنسان، والامتثال لأوامر القانون، والتقيّد بمعاير السلامة والصحة العامّة، إلى جانب تحمّل المسؤوليّة في نقل المعلومات والمعرفة للأجيال اللاحقة بكلِّ دقة، وصدق، وأمانة.[٧]

المراجع

  1. Joanna Kruk (1-2013), “Good scientific practice and ethical principles in scientific research and higher education”، www.researchgate.net, Retrieved 18-5-2020. Edited.
  2. “شروط البحث العلمي”، wefaak.com، اطّلع عليه بتاريخ 18-5-2020. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت أ.د.عبد الرحمن حسين العزاوي (2015)، اصول البحث العلمي: Principles of Scientific Research (الطبعة الأولى )، عمان-العبدلي: دار الخليج، صفحة 51-57. بتصرّف.
  4. “البحث العلمي شروطه وأهميته وأساليبه”، www.bts-academy.com، 28-10-2018، اطّلع عليه بتاريخ 18-5-2020. بتصرّف.
  5. كامل حسون جعفر القيم (13-11-2014)، “شروط البحث العلمي الاساسية”، uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 17-5-2020. بتصرّف.
  6. د. يوسف المرعشلي (22-12-2016)، أصول كتابة البحث العلمي: وتحقيق المخطوطات، بيروت-لبنان: دار المعرفة، صفحة 76-78. بتصرّف.
  7. “How to Conduct Scientific Research?”, www.ncbi.nlm.nih.gov,1-6-2016، Retrieved 18-5-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شروط البحث العلمي

يُشكّل البحث العلمي مرجعاً موثوقاً يستطيع العامة من الناس الوصول إليه بغرض الاستفادة وأخذ المعلومات، وحتى يكون ذا جودةٍ عالية يجب على الكاتب الالتزام بكتابته وتشكيله وفقاً لمعاير أخلاقيّةٍ عالية إلى جانب شروطٍ، ومعايير، وقوانين حكوميّة أيضاً تُنظّم في لوائح ترتكز على عددٍ من أخلاقيات عمليّة البحث،[١] وبالنظر للأهميّة الكُبرى في الحصول على بحثٍ علميٍ دقيقٍ وموثوق في مجال مُعيّن، وُضعت عِدة شروط من قبل العلماء والباحثين، يرتكز عليها البحث العلمي في سبيل تحقيق ذلك،[٢] ويمكن تقسيمها على النحو الآتي:

الشروط الشكلية للبحث العلمي

تُعبّر الشروط الشكليّة عن المعالم الماديّة وبمعنى آخر عن المظهر الخارجي والشكل العام للبحث العلمي؛ إذ ينبغي أن يحقِّق عِدة شروط يمكن تلخيصها بالآتي:[٣]

  • التناسب بين حجم البحث والموضوع الذي يُناقشه بطريقةٍ تجعله يكون مناسباً لمستواه دون أي مغالاةٍ ومبالغة، أو حتى إيجاز، أي أن يوضّح وجهة نظر الكاتب مع وضع الأدلة والبراهين التي تُثبتها مع الأخذ بعين الاعتبار تجنب الحشو والتكرار.
  • النظافة، والترتيب، والشكل المنظّم؛ إذ إنّ المظهر الخارجي للبحث يعكس نظافة وتنظيم كاتبه، لذا لابد من مراعاة الابتعاد عن الشطب، والكتابة بخطٍّ أنيق، وواضح، والاعتماد على التنسيقات الخاصة بالكتابة، من قواعد الفقرات، والفصول، والهوامش.
  • الالتزام باحتواء البحث العلمي على كافة العناصر الإنشائيّة، من عنوان، ومُقدّمة، وخُطّة بحث، وخاتمة، بالإضافة إلى ملحقٍ تفصيلي يحتوي على تفسيرٍ لأية رموز إن وجدت، وفهرسٍ يُسهل عملية الرجوع للمعلومات.
  • التناسب بين عدد صفحات كلِّ جزءٍ من أجزاء البحث؛ أي من العناوين بما يتناسب مع عدد صفحات البحث الكلي.
  • خلو البحث العلمي من أية أخطاءٍ مطبعيّة، أو لغويّة، أو إملائيّة، والالتزام باللغة السليمة،[٣] والبسيطة والمفهومة، دون أي اختصارٍ يمكن أن يشوّه المعنى، والحرص على صياغة المعلومات بعبارات الكاتب بشكلٍ احترافي، وتجنب الزخارف اللغويّة نظراً لكونها تشتت ذهن القارئ، وتصعب من فهم النص.[٤]

الشروط الموضوعية للبحث العلمي

تُعنى الشروط الموضوعيّة للبحث العلمي بمحتواه وما يتضمّنه من عناوين وما تقدّمه المعلومات التي تندرج تحت هذه العناوين من فائدة، بالإضافة لتنظيم فصوله، ويمكن تلخيص الشروط الموضوعية للبحث العلمي بالآتي:[٣]

  • اختيار العنوان المناسب والذي لابد من أن يكون معبِّراً عمّا يتناوله البحث إلى جانب توضيحه لطبيعة البحث، بالإضافة لاشتمال غلاف البحث على العنوان، وعلى معلوماتٍ عن الباحث، والسنة التي تم إعداد البحث فيها.
  • كتابة الإهداء، وهو أمر اختياري يتم كتابته كنوعٍ من التقدير والعرفان لشخصٍ عزيز أو لمجموعة أشخاص.
  • كتابة مُقدّمة للبحث تشتمل على المبرر لاختيار موضوع البحث وتلخيصٍ عام لما يتضمّنه وموجزٍ بسيط لأهم المراجع، بالإضافة لذكر أية صعوباتٍ واجهت الكاتب إن وُجدت.
  • تنظيم موضوعات البحث بما يتناسب مع مُحتواه، إلى فصول، وفقرات، وأبواب.
  • كتابة الخاتمة، والتي تتضمّن الاستنتاجات، أو خُلاصة البحث، بالإضافة لأية اقتراحاتٍ أو توصيات.

الشروط العلمية للبحث العلمي

يوجد عددٌ من الشروط الواجب اتباعها في حال كتابة بحثٍ علمي يبين الآتي أبرزها:[٥]

  • التنظيم: ينبغي أن يكون البحث مُنظّماً يتسلسل بترتيبٍ يبدأ بتساؤل ثم الإجراء المُتخذ لحل المُشكلة، أو النتيجة، أو الجواب على التساؤل.
  • الغرض: يتمثل ذلك بالمقصد من البحث العلمي أو الغاية من إجرائه، أو كتابته؛ حيث يوضّح البحث العلمي غالباً شرحاً كافياً لظاهرةٍ ما أو مُشكلة، أو حتى فُضول علمي بموضوعٍ ما.
  • الدقة: يجب أن يتميّز البحث بالدقّة سواءً كان ذلك في جمع المعلومات، أو مُعالجتها، أو الاستنتاجات التي تم التوصّل إليها.
  • التعميم: ينبغي أن تكون نتائج البحث عامّة وتشتمل على عدة حالات، ولا تقتصر على تفسيرٍ وشرح جزئيّة واحدة فحسب، وغالباً ما يكون التعميم على صورة قانون يحكم مجموعة متغيرات.
  • التحقق: يتمثل ذلك في إمكانيّة مُراجعة البحث بهدف التأكد من النتائج، ومدى صدقها، ويتم عبر إجراء تحليلٍ ثاني للتأكد من عدم وجود أيّة تناقضات للنتائج.
  • المرونة: ينبغي أن يكون البحث العلمي مرناً قابلاً للمراجعة، والتطوير عليه.
  • الواقعية: يمكن تحقيق ذلك من خلال ربطه مع موضوعاتٍ توجد على أرض الواقع، ومقارنة النتائج للتأكد من مدى صحّتها.
  • الموضوعيّة تعدُّ الموضوعية شرطاً أساسياً من شروط البحث العلمي السليم، ويمكن تحقيق ذلك بأن لا يناقش الكاتب أية مواضيع ذاتيّة أو أفكاره ونزعاته الشخصيّة.

شروط يجب توافرها في الباحث العلمي

إن كتابة البحث العلمي لا تقتصر على الشروط المتعلّقة بحيثيات كتابته وتنظيمه سواءً كانت موضوعيّة أو علميّة؛ بل تتعداها لتصل إلى الباحث بحدِّ ذاته؛ إذ ينبغي أن يتحقق فيه عِدة شروط وأن يمتلك بعض الصفات التي تجعله يكون مؤهلاً لكتابة البحث العلمي، ويبين الآتي أبرز هذه الشروط والصفات:[٦]

  • سعة العلم، الاطلاع والمعرفة، بالإضافة للموهبة، والفطنة والذكاء؛ الأمر الذي يمكِّنه من ربط الأمور والأفكار ببعضها البعض؛ حيث ينبغي على الباحث أن يكون على معرفةٍ دقيقة وعميقة للبحث المراد كتابته، وأن يكون مطّلعاً على مجموعةٍ من الكتب والمراجع مما يساهم في توسيع مدارك معرفته.
  • التحقق والتدقيق في المعلومات التي يستند إليها في بحثه العلمي؛ إذ إن البحث العلمي لابد أن يكون دقيقاً جداً ويستند على أسسٍ وقواعد سليمة ومتينة لتجنّب حصول أي نقلٍ لمعلومات خاطئة، والتسبب بإرباك وسوء فهم للقارئ.
  • التواضع والتزام الادب عندما يتعلّق الأمر بانتقاد أفكار الآخرين وآرائهم؛ إذ إن احترام آراء الآخرين والتزامه بالموضوعيّة يرفع من مكانته، ويبعده عن أيّة أمور قد تُسيئ إلى بحثه.
  • الأمانة العلميّة، ويتجلى ذلك في نقل الباحث للنصوص الموجودة في المراجع التي استند إلها بكلِّ صدقٍ وأمانة، دون أيّة زيادة وتحريف أو نُقصان، بالإضافة لإسنادها وتوثيق نسبها لأصحابها؛ حيث إن أي خطأ في ذلك قد يمس أمانة الباحث ويخدشها.
  • الكتابة في مجال تخصصه، إلى جانب كتابته بما يتوافق مع ميوله ورغباته؛ إذ إن كتابته في مجال تخصصه يكون نابعاً من معرفته وإلمامه بكافة الجوانب التي تندرج تحت تخصصه، مما يجنبه الوقوع في الخطأ، بالإضافة إلى أن كتابته في المواضيع التي تتوافق مع ميوله يدفعه للبحث عن تفاصيلها وكتابتها بشغف بعيداً عن أي ملل أو عدم اتفاق مع الأفكار والعقائد التي قد يقع فيها في حال كتابته لأي موضوع لا يتماشى مع رغباته وتوجهاته.

أهمية الالتزام بشروط البحث العلمي

تكمن أهميّة الالتزام بالشروط الأخلاقيّة لكتابة البحث العلمي بكونها تعزز الأهداف التي يدعو إليها البحث العلمي، من وصولٍ للحقيقة، بعيداً عن التزييف والتحريف، بالإضافة لكونها تدعم العمل التعاوني بين الأفراد والذي يكون مبنياً على الاحترام المُتبادل، وتحقيق الإنصاف، إلى جانب أن الالتزام بالشروط المُتعلّقة بكتابة البحث العلمي يحمي مصالح الأفراد، وحقوقهم الملكيّة الفكريّة وضمان حقوقهم لدى وجود أي مُسائلة أمام الجمهور بالإضافة إلى تعزيزها لمنظومة أخرى من القيم الاجتماعيّة الأخرى مثل حفظ حقوق الإنسان، والامتثال لأوامر القانون، والتقيّد بمعاير السلامة والصحة العامّة، إلى جانب تحمّل المسؤوليّة في نقل المعلومات والمعرفة للأجيال اللاحقة بكلِّ دقة، وصدق، وأمانة.[٧]

المراجع

  1. Joanna Kruk (1-2013), “Good scientific practice and ethical principles in scientific research and higher education”، www.researchgate.net, Retrieved 18-5-2020. Edited.
  2. “شروط البحث العلمي”، wefaak.com، اطّلع عليه بتاريخ 18-5-2020. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت أ.د.عبد الرحمن حسين العزاوي (2015)، اصول البحث العلمي: Principles of Scientific Research (الطبعة الأولى )، عمان-العبدلي: دار الخليج، صفحة 51-57. بتصرّف.
  4. “البحث العلمي شروطه وأهميته وأساليبه”، www.bts-academy.com، 28-10-2018، اطّلع عليه بتاريخ 18-5-2020. بتصرّف.
  5. كامل حسون جعفر القيم (13-11-2014)، “شروط البحث العلمي الاساسية”، uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 17-5-2020. بتصرّف.
  6. د. يوسف المرعشلي (22-12-2016)، أصول كتابة البحث العلمي: وتحقيق المخطوطات، بيروت-لبنان: دار المعرفة، صفحة 76-78. بتصرّف.
  7. “How to Conduct Scientific Research?”, www.ncbi.nlm.nih.gov,1-6-2016، Retrieved 18-5-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شروط البحث العلمي

يُشكّل البحث العلمي مرجعاً موثوقاً يستطيع العامة من الناس الوصول إليه بغرض الاستفادة وأخذ المعلومات، وحتى يكون ذا جودةٍ عالية يجب على الكاتب الالتزام بكتابته وتشكيله وفقاً لمعاير أخلاقيّةٍ عالية إلى جانب شروطٍ، ومعايير، وقوانين حكوميّة أيضاً تُنظّم في لوائح ترتكز على عددٍ من أخلاقيات عمليّة البحث،[١] وبالنظر للأهميّة الكُبرى في الحصول على بحثٍ علميٍ دقيقٍ وموثوق في مجال مُعيّن، وُضعت عِدة شروط من قبل العلماء والباحثين، يرتكز عليها البحث العلمي في سبيل تحقيق ذلك،[٢] ويمكن تقسيمها على النحو الآتي:

الشروط الشكلية للبحث العلمي

تُعبّر الشروط الشكليّة عن المعالم الماديّة وبمعنى آخر عن المظهر الخارجي والشكل العام للبحث العلمي؛ إذ ينبغي أن يحقِّق عِدة شروط يمكن تلخيصها بالآتي:[٣]

  • التناسب بين حجم البحث والموضوع الذي يُناقشه بطريقةٍ تجعله يكون مناسباً لمستواه دون أي مغالاةٍ ومبالغة، أو حتى إيجاز، أي أن يوضّح وجهة نظر الكاتب مع وضع الأدلة والبراهين التي تُثبتها مع الأخذ بعين الاعتبار تجنب الحشو والتكرار.
  • النظافة، والترتيب، والشكل المنظّم؛ إذ إنّ المظهر الخارجي للبحث يعكس نظافة وتنظيم كاتبه، لذا لابد من مراعاة الابتعاد عن الشطب، والكتابة بخطٍّ أنيق، وواضح، والاعتماد على التنسيقات الخاصة بالكتابة، من قواعد الفقرات، والفصول، والهوامش.
  • الالتزام باحتواء البحث العلمي على كافة العناصر الإنشائيّة، من عنوان، ومُقدّمة، وخُطّة بحث، وخاتمة، بالإضافة إلى ملحقٍ تفصيلي يحتوي على تفسيرٍ لأية رموز إن وجدت، وفهرسٍ يُسهل عملية الرجوع للمعلومات.
  • التناسب بين عدد صفحات كلِّ جزءٍ من أجزاء البحث؛ أي من العناوين بما يتناسب مع عدد صفحات البحث الكلي.
  • خلو البحث العلمي من أية أخطاءٍ مطبعيّة، أو لغويّة، أو إملائيّة، والالتزام باللغة السليمة،[٣] والبسيطة والمفهومة، دون أي اختصارٍ يمكن أن يشوّه المعنى، والحرص على صياغة المعلومات بعبارات الكاتب بشكلٍ احترافي، وتجنب الزخارف اللغويّة نظراً لكونها تشتت ذهن القارئ، وتصعب من فهم النص.[٤]

الشروط الموضوعية للبحث العلمي

تُعنى الشروط الموضوعيّة للبحث العلمي بمحتواه وما يتضمّنه من عناوين وما تقدّمه المعلومات التي تندرج تحت هذه العناوين من فائدة، بالإضافة لتنظيم فصوله، ويمكن تلخيص الشروط الموضوعية للبحث العلمي بالآتي:[٣]

  • اختيار العنوان المناسب والذي لابد من أن يكون معبِّراً عمّا يتناوله البحث إلى جانب توضيحه لطبيعة البحث، بالإضافة لاشتمال غلاف البحث على العنوان، وعلى معلوماتٍ عن الباحث، والسنة التي تم إعداد البحث فيها.
  • كتابة الإهداء، وهو أمر اختياري يتم كتابته كنوعٍ من التقدير والعرفان لشخصٍ عزيز أو لمجموعة أشخاص.
  • كتابة مُقدّمة للبحث تشتمل على المبرر لاختيار موضوع البحث وتلخيصٍ عام لما يتضمّنه وموجزٍ بسيط لأهم المراجع، بالإضافة لذكر أية صعوباتٍ واجهت الكاتب إن وُجدت.
  • تنظيم موضوعات البحث بما يتناسب مع مُحتواه، إلى فصول، وفقرات، وأبواب.
  • كتابة الخاتمة، والتي تتضمّن الاستنتاجات، أو خُلاصة البحث، بالإضافة لأية اقتراحاتٍ أو توصيات.

الشروط العلمية للبحث العلمي

يوجد عددٌ من الشروط الواجب اتباعها في حال كتابة بحثٍ علمي يبين الآتي أبرزها:[٥]

  • التنظيم: ينبغي أن يكون البحث مُنظّماً يتسلسل بترتيبٍ يبدأ بتساؤل ثم الإجراء المُتخذ لحل المُشكلة، أو النتيجة، أو الجواب على التساؤل.
  • الغرض: يتمثل ذلك بالمقصد من البحث العلمي أو الغاية من إجرائه، أو كتابته؛ حيث يوضّح البحث العلمي غالباً شرحاً كافياً لظاهرةٍ ما أو مُشكلة، أو حتى فُضول علمي بموضوعٍ ما.
  • الدقة: يجب أن يتميّز البحث بالدقّة سواءً كان ذلك في جمع المعلومات، أو مُعالجتها، أو الاستنتاجات التي تم التوصّل إليها.
  • التعميم: ينبغي أن تكون نتائج البحث عامّة وتشتمل على عدة حالات، ولا تقتصر على تفسيرٍ وشرح جزئيّة واحدة فحسب، وغالباً ما يكون التعميم على صورة قانون يحكم مجموعة متغيرات.
  • التحقق: يتمثل ذلك في إمكانيّة مُراجعة البحث بهدف التأكد من النتائج، ومدى صدقها، ويتم عبر إجراء تحليلٍ ثاني للتأكد من عدم وجود أيّة تناقضات للنتائج.
  • المرونة: ينبغي أن يكون البحث العلمي مرناً قابلاً للمراجعة، والتطوير عليه.
  • الواقعية: يمكن تحقيق ذلك من خلال ربطه مع موضوعاتٍ توجد على أرض الواقع، ومقارنة النتائج للتأكد من مدى صحّتها.
  • الموضوعيّة تعدُّ الموضوعية شرطاً أساسياً من شروط البحث العلمي السليم، ويمكن تحقيق ذلك بأن لا يناقش الكاتب أية مواضيع ذاتيّة أو أفكاره ونزعاته الشخصيّة.

شروط يجب توافرها في الباحث العلمي

إن كتابة البحث العلمي لا تقتصر على الشروط المتعلّقة بحيثيات كتابته وتنظيمه سواءً كانت موضوعيّة أو علميّة؛ بل تتعداها لتصل إلى الباحث بحدِّ ذاته؛ إذ ينبغي أن يتحقق فيه عِدة شروط وأن يمتلك بعض الصفات التي تجعله يكون مؤهلاً لكتابة البحث العلمي، ويبين الآتي أبرز هذه الشروط والصفات:[٦]

  • سعة العلم، الاطلاع والمعرفة، بالإضافة للموهبة، والفطنة والذكاء؛ الأمر الذي يمكِّنه من ربط الأمور والأفكار ببعضها البعض؛ حيث ينبغي على الباحث أن يكون على معرفةٍ دقيقة وعميقة للبحث المراد كتابته، وأن يكون مطّلعاً على مجموعةٍ من الكتب والمراجع مما يساهم في توسيع مدارك معرفته.
  • التحقق والتدقيق في المعلومات التي يستند إليها في بحثه العلمي؛ إذ إن البحث العلمي لابد أن يكون دقيقاً جداً ويستند على أسسٍ وقواعد سليمة ومتينة لتجنّب حصول أي نقلٍ لمعلومات خاطئة، والتسبب بإرباك وسوء فهم للقارئ.
  • التواضع والتزام الادب عندما يتعلّق الأمر بانتقاد أفكار الآخرين وآرائهم؛ إذ إن احترام آراء الآخرين والتزامه بالموضوعيّة يرفع من مكانته، ويبعده عن أيّة أمور قد تُسيئ إلى بحثه.
  • الأمانة العلميّة، ويتجلى ذلك في نقل الباحث للنصوص الموجودة في المراجع التي استند إلها بكلِّ صدقٍ وأمانة، دون أيّة زيادة وتحريف أو نُقصان، بالإضافة لإسنادها وتوثيق نسبها لأصحابها؛ حيث إن أي خطأ في ذلك قد يمس أمانة الباحث ويخدشها.
  • الكتابة في مجال تخصصه، إلى جانب كتابته بما يتوافق مع ميوله ورغباته؛ إذ إن كتابته في مجال تخصصه يكون نابعاً من معرفته وإلمامه بكافة الجوانب التي تندرج تحت تخصصه، مما يجنبه الوقوع في الخطأ، بالإضافة إلى أن كتابته في المواضيع التي تتوافق مع ميوله يدفعه للبحث عن تفاصيلها وكتابتها بشغف بعيداً عن أي ملل أو عدم اتفاق مع الأفكار والعقائد التي قد يقع فيها في حال كتابته لأي موضوع لا يتماشى مع رغباته وتوجهاته.

أهمية الالتزام بشروط البحث العلمي

تكمن أهميّة الالتزام بالشروط الأخلاقيّة لكتابة البحث العلمي بكونها تعزز الأهداف التي يدعو إليها البحث العلمي، من وصولٍ للحقيقة، بعيداً عن التزييف والتحريف، بالإضافة لكونها تدعم العمل التعاوني بين الأفراد والذي يكون مبنياً على الاحترام المُتبادل، وتحقيق الإنصاف، إلى جانب أن الالتزام بالشروط المُتعلّقة بكتابة البحث العلمي يحمي مصالح الأفراد، وحقوقهم الملكيّة الفكريّة وضمان حقوقهم لدى وجود أي مُسائلة أمام الجمهور بالإضافة إلى تعزيزها لمنظومة أخرى من القيم الاجتماعيّة الأخرى مثل حفظ حقوق الإنسان، والامتثال لأوامر القانون، والتقيّد بمعاير السلامة والصحة العامّة، إلى جانب تحمّل المسؤوليّة في نقل المعلومات والمعرفة للأجيال اللاحقة بكلِّ دقة، وصدق، وأمانة.[٧]

المراجع

  1. Joanna Kruk (1-2013), “Good scientific practice and ethical principles in scientific research and higher education”، www.researchgate.net, Retrieved 18-5-2020. Edited.
  2. “شروط البحث العلمي”، wefaak.com، اطّلع عليه بتاريخ 18-5-2020. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت أ.د.عبد الرحمن حسين العزاوي (2015)، اصول البحث العلمي: Principles of Scientific Research (الطبعة الأولى )، عمان-العبدلي: دار الخليج، صفحة 51-57. بتصرّف.
  4. “البحث العلمي شروطه وأهميته وأساليبه”، www.bts-academy.com، 28-10-2018، اطّلع عليه بتاريخ 18-5-2020. بتصرّف.
  5. كامل حسون جعفر القيم (13-11-2014)، “شروط البحث العلمي الاساسية”، uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 17-5-2020. بتصرّف.
  6. د. يوسف المرعشلي (22-12-2016)، أصول كتابة البحث العلمي: وتحقيق المخطوطات، بيروت-لبنان: دار المعرفة، صفحة 76-78. بتصرّف.
  7. “How to Conduct Scientific Research?”, www.ncbi.nlm.nih.gov,1-6-2016، Retrieved 18-5-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى