محتويات
سرطان الرئة
سرطان الرئة (بالإنجليزية: Lung Cancer) هو نموٌّ وتكاثرٌ غير منظم لخلايا غير طبيعية في إحدى الرئتين أو كلتيهما، ويُطلق على السرطان الذي يبدأ من الرئة وينتشر إلى بقية أجزاء الجسم سرطان الرئة الأوليّ (بالإنجليزية: Primary Lung Cancer)، وقد يصل إلى أجزاء مختلفة من الجسم، مثل الغدد الليمفاوية (بالإنجليزية: Lymphatic Nodes)، والدماغ، والغدد الكظرية، والكبد، والعظام، وأمّا سرطان الرئة الذي ينتشر من الجسم إلى الرئتين فيُعرف باسم سرطان الرئة الثانوي (بالإنجليزية: Secondary Lung Cancer).[١]
ووفقًا لإحدى الدراسات التي أجراها المعهد الأمريكي لأبحاث السرطان (بالإنجليزية: American Institute for Cancer Research) فإنّ سرطان الرئة أكثر أنواع السرطان شيوعًا حول العالم، وأكثر أنواع السرطان التي تُصيب الرجال، وثالث أكثر أنواع السرطان التي تُصيب النساء، وفي عام 2018 م سجّل العالم حوالي مليونيّ إصابة جديدة بهذا السرطان،[٢]
أسباب الإصابة بسرطان الرئة
توجد عدة أسباب للإصابة بسرطان الرئة، ومن أبرزها ما يأتي:[٣]
- التدخين: (بالإنجليزية: Smoking)، أو تعاطي منتجات التبغ بشكل أو بآخر؛ إذ يتسبب هذا العامل بما نسبته 90% من إجمالي الإصابات بسرطان الرئة، وإنّ خطر الإصابة به يعتمد على معدل استهلاك السجائر اليومي، ومدة التدخين، والعمر الذي بدأ الشخص بممارسة عادة التدخين، ويُشار إلى أنّ الإقلاع عن التدخين يُقلل خطر الإصابة بسرطان الرئة بشكل كبير.
- التدخين السلبي:إنّ مجالسة المُدخنين واستنشاق دخان السجائر أحد عوامل الخطر الرئيسية التي تزيد من احتمالية الإصابة بسرطان الرئة.
- العامل الجينيّ: للجينات دورٌ في زيادة احتمالية الإصابة بسرطان الرئة، وهذا ما يُفسّر عدم إصابة جميع المدخنين بسرطان الرئة، بمعنى أنّ التدخين يزيد فرصة الإصابة بسرطان الرئة، ويُسببه بالضرورة في حال اجتمع مع العوامل الجينية التي تزيد فرصة المعاناة من هذه المشكلة.
- تلوّث الهواء:’ إنّ لاستنشاق الهواء الملوّث المنبعث من المركبات، والمصانع، ومصادر توليد الطاقة دورٌ في زيادة احتمالية الإصابة بسرطان الرئة، كما أنّ لاستنشاق رائحة الأسبست أو الحرير الصخري (بالإنجليزية: asbestos fibers) دورٌ في ذلك.
- غاز الرادون الإشعاعي: (بالإنجليزية: Radon Gas) يعدّ غاز الرادون أحد الغازات الإشعاعية غير المرئية عديمة اللون والرائحة، والتي يتمّ إنتاجها بشكل طبيعي في التربة والصخور في المناجم أو حتى المنازل، وقد يزيد استنشاق هذا الغاز فرصة تلف الرئتين وربما يؤدي إلى الإصابة بسرطان الرئة.
- أنواع معينة من الأمراض الرئوية: مثل السل (بالإنجليزية: Tuberculosis) حيث يميل السرطان إلى التكوّن في المناطق الرئوية التي تضررت من الإصابة بمرض السل.
- الإصابة السابقة بسرطان الرئة: ترفع الإصابة السابقة بسرطان الرئة من احتمالية الإصابة به مجددًا، ومن الجدير ذكرهُ أنّ الإقلاع عن التدخين بعد تشخيص السرطان الرئوي قد يحول دون تطوّر السرطان في الرئة مرة أخرى.
أعرض الإصابة بسرطان الرئة
يعدّ سرطان الرئة مرضًا صامتًا لا يتسبب بأي أعراض خلال المرحلة المبكرة من الإصابة، حيث تظهر الأعراض في المراحل المتقدمة، وتختلف طبيعة الأعراض من شخص لآخر؛ فمنها ما يكون ناتجًا عن السرطان الرئوي، ومنها ما يكون ناتجًا عن انتقال السرطان إلى مواقع أخرى في الجسم، وبشكل عام فٱنّ أعراض سرطان الرئة تشمل ما يأتي:[٤][٥]
- السعال المستمر الذي لا يتوقف.
- السعال المصحوب بالدم، بغض النظر عن كمية الدم.
- ضيق التنفس.
- ألم الصدر.
- بحة الصوت.
- خسارة الوزن غير المبرر.
- آلام العظام.
- الصداع.
- الشعور بالتعب والإرهاق طول الوقت.
- اضطرابات أخرى قد تصاحب الإصابة بسرطان الرئة مثل نوبات متكررة من الالتهاب الرئوي، وتضخم الغدد الليمفاوية الواقعة في منطقة الصدر بين الرئتين.
مراحل تطور سرطان الرئة
لسرطان الرئة نوعان رئيسيّان؛ هما: سرطان الرئة ذو الخلايا الصغيرة (بالإنجليزية: Small Cell Lung Cancer) واختصارًا SCLC، وسرطان الرئة غير صغيرة الخلايا (بالإنجليزية: Non Small Cell Lung Cancer)، واختصارًا NSCLC، ويختلفان عن بعضهما بطريقة التطور، حيث يتميّز كل منهما بمراحل تطوّر تختلف باختلاف مدى الانتشار إلى الغدد الليمفاوية، وربما عدد الأورام، وحجمها، وتعدّ الغدد الليمفاوية جزء الجهاز الليمفاوي المتصل بالجسم، وإصابته بالسرطان تعني احتمالية انتشار السرطان وتعبّر عن مدى خطورته، ويساعد تصنيف سرطان الرئة وتقسيمه إلى مراحل على وضع الخطة العلاجية المناسبة،[٦][٧] وفيما يأتي بيانٌ لنوعي السرطان ومراحلهما:[٧][٨]
- سرطان الرئة غير صغيرة الخلايا: يشكّل هذا النوع ما نسبته 85% من إجمالي سرطانات الرئة، ويتطوّر وفقًا للمراحل التالية:
- المرحلة الغامضة: (بالإنجليزية: Occult Stage) يكون الورم في هذه المرحلة صغيرًا بحيث يصعب فحصه، أو لا يمكن رؤيته عن طريق التصوير الإشعاعي أو التنظير، وما يدلّ على وجود السرطان هو العثور على خلايا سرطانية في البلغم.
- المرحلة الصفرية أو المرحلة صفر: (بالإنجليزية: Stage 0) والتي تعبّر عن سرطان صغير موضعي غير منتشر في أنسجة الرئة العميقة أو خارج الرئتين.
- المرحلة الأولى: (بالإنجليزية: First Stage) يكون السرطان موجودًا في الرئتين فقط، ولم ينتشر إلى العقد الليمفاوية.
- المرحلة الثانية: (بالإنجليزية: Second Stage) يكون السرطان مجودًا في الرئتين وينتشر إلى الغدد الليمفاوية القريبة من الرئتين.
- المرحلة الثالثة: (بالإنجليزية: Third Stage) يوصف السرطان بكونه متقدمًا موضعيًّا، بمعنى أنّه قد وصل إلى العقد الليمفاوية الموجودة في منتصف الصدر.
- المرحلة الرابعة: يكون السرطان قد بلغ مرحلة متقدمة، وانتشر في كامل الرئتين، ووصل إلى السوائل المحيطة بهما، أو أجزاء أخرى من الجسم مثل الكبد.
- سرطان الرئة ذو الخلايا الصغيرة: يشكّل هذا النوع النسبة المتبقية من إجمالي الإصابات بسرطان الرئة، وينتج عادةً عن التدخين، بحيث يبدأ في الشعب الهوائية وينتشر في الجسم، ويتميّز بسرعة نموه، ويتميز كذلك باستجابته الكبيرة للعلاج الكيمياوي مقارنة بسرطان غير صغيرة الخلايا، ويتطوّر على مرحلتين:
- المرحلة المحصورة: (بالإنجليزية: Limited Stage) يكون السرطان متموضعًا في إحدى الرئتين، وقد يصل إلى العقد الليمفاوية القريبة.
- المرحلة الممتدة: (بالإنجليزية: Extended Stage) ينتشر السرطان في هذه المرحلة إلى الرئة الأخرى والسائل المحيط بالرئتين، أو إلى أجزاء أخرى من الجسم.
تشخيص سرطان الرئة
تبدأ فكرة تشخيص الإصابة بسرطان الرئة في حال الاعتقاد بوجوده، ولا تُشخّص الإصابة به إلا بعد إجراء الاختبارات، والصور، والخيارات التشخيصية المتعددة التي من شأنها مساعدة الطبيب في البحث عن وجود الخلايا السرطانية واستبعاد الحالات المرضية الأخرى، ومن أبرز هذه الخيارات التشخيصية ما يأتي:[٩]
- التصوير بالأشعة السينية (بالإنجليزية: X-ray Radiation) يمكن أن يكشف عن وجود كتلة أو عُقيدة غير طبيعية في الرئتين.
- التصوير المقطعي المحوسب (بالإنجليزية: Computed tomography Scan)، واختصارًا (CT SCAN)، الذي يكشف عن وجود النمو غير الطبيعي في الرئتين والذي يصعب رؤيته باستخدام الأشعة السينية.
- فحص عينة من البلغم تحت المجهر يمكن أن يكشف عن وجود الخلايا السرطانية، وذلك في حال وجود سعال مصحوب ببلغم.
- الخزعة (بالإنجليزية: Biopsy)؛ والتي تعني أخذ عينة من الخلايا غير الطبيعية لفحصها، ويتمّ أخذ عينة الأنسجة غير الطبيعية بعدّة طرق.
علاج سرطان الرئة
يعتمد اختيار علاج السرطان الذي يُحدده الطبيب على عدّة عوامل، تشمل: الصحّة العامة للمريض، ونوع السرطان، والمرحلة التي وصل إليها السرطان، وما يفضّله المريض من خيارات علاجية، ففي بعض الأحيان يُفضّل مصابو السرطان عدم الخضوع لأي علاج نظرًا لأنّهم يشعرون أنّ الآثار الجانبية الناتجة عن العلاج ستفوق الفوائد المرجوة، وفي هذه الحالة يقترح الطبيب الحصول على عناية مريحة لعلاج أعراض السرطان، كعلاج الألم وضيق التنفس مثلًا.[١٠] وتشمل الخيارات العلاجية للسرطان ما يأتي:[٦]
- الجراحة: تهدف الجراحة إلى إزالة الأنسجة السرطانية في المناطق التي ينتشر فيها السرطان، وقد تتضمن إزالة فص أو جزء كبير من الرئة ويُعرف هذا الإجراء باسم استئصال الفص (بالإنجليزية: Lobectomy)، وفي حالات السرطان الشديدة يمكن أن يضطر الجرّاح إلى استئصال كامل الرئة، وعلى الرغم من الأشخاص يستطيعون العيش بدون رئة؛ إلّا أنّ التمتع بصحّة جيدة قبل الاستئصال يحُسّن النتائج بعده.
- العلاج الكيمياوي: (بالإنجليزية: Chemotherapy) يستهدف العلاج الكيميائي أو الكيماويّ الخلايا السرطانية سريعة الانقسام، ويتمّ اللجوء إليه لعلاج السرطان المنتشر في أجزاء مختلفة من الجسم، والذي يتطلب علاجًا يهاجم أجزاء كبيرة من الجسم بهدف تقليص الخلايا السرطانية أو القضاء عليها، وللعلاج الكيميائي آثار جانبية كالغثيان وفقدان الوزن، حيث يمكن أن تحدث مثل هذه الآثار نظرًا لقوة العلاج الكيميائي.
- العلاج الإشعاعي: (بالإنجليزية: Radiotherapy) يستهدف العلاج الإشعاعي الخلايا السرطانية المحصورة في مكان واحد ولم تنتشر بعد، ويعتمد على استخدام أشعة عالية الطاقة قادرة على قتل الخلايا السرطانية، أو تقليص حجم الورم قبل إزالته جراحيًا.
- العلاج الموجّه: يعتمد هذا النوع من العلاج على استخدام أدوية معينة تستهدف نهجًا محددًا في الخلايا السرطانية، ومن أمثلته الأدوية التي تثبط تكاثر الخلايا السرطانية.
الوقاية من سرطان الرئة
تعدّ الوقاية من سرطان الرئة أمرًا صعبًا، لكنّ تقليل المخاطر بتغيير عوامل الخطر وضبطها هو ما يمكن التحكّم به، وذلك من خلال ما يلي:[١١][١٢]
- الإقلاع عن التدخين: هو أفضل ما يمكن فعله للوقاية من سرطان الرئة وغيره من الأمراض الخطيرة، فعند التوقف عند التدخين واستنشاق الدخان فإنّ أنسجة الرئة التالفة تبدأ بإصلاح نفسها، وبعد مرور عشر سنوات من الإقلاع عن التدخين، تنخفض احتمالية الإصابة بسرطان الرئة إلى النصف.
- اتباع نظام غذائي صحّي: حيث تشير الأبحاث إلى أنّ خفض نسبة الدهون وزيادة نسب الألياف في الطعام، وتضمين النظام الغذائي ما لا يقلّ عن خمس حصص يومية من الفاكهة والخضروات الطازجة والحبوب الكاملة، يقلل من احتمالية الإصابة بأمراض خطيرة ومن ضمنها سرطان الرئة وذلك لدى المدخنين وغيرهم.
- ممارسة الرياضة: لممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم دورٌ في تقليل خطر الإصابة بسرطانات عدّة ومنها سرطان الرئة، حيث يُنصح بممارسة ما لا يقل عن ساعتين ونصف من الأنشطة الهوائية المتوسطة أسبوعيًّا، وممارسة تدريبات القوة مرتين أسبوعيًا.
- تجنّب التعرّض لأشعة الرادون: نظرًا لأنّ الرادون هو أحد أسباب سرطان الرئة، فإنّ اختبار مكان السكن لأشعة الرادون ومعالجته أمر ضروري.
- تجنّب التعرّض للعوامل المسرطنة: وذلك من خلال اتخاذ الاحتياطات اللازمة وحماية النفس من التعرض للمواد الكيميائية السامة في العمل، ومن أبرز هذه الاحتياطات ارتداء قناع الوجه مثلًا في حال كانت بيئة العمل غير صحية.[١٣]
- تجنب التدخين السلبي: من خلال تجنب استنشاق الدخان أو التواجد مع أشخاص مدخنين، أو الطلب من المُدخنين أن يُدخّنوا في أماكن بعيدة.[١٣]
فيديو أعراض سرطان الرئة
للتعرف على أعراض سرطان الرئة شاهد الفيديو.
المراجع
- ↑ “Lung cancer”, www.cancervic.org.au, Retrieved 12/11/2020. Edited.
- ↑ “Lung cancer statistics”, www.wcrf.org, Retrieved 12/11/2020. Edited.
- ↑ “Lung cancer”, www.drugs.com,Apr 30, 2019، Retrieved 12/11/2020. Edited.
- ↑ “Lung cancer”, www.mayoclinic.org,Oct. 10, 2020، Retrieved 12/11/2020. Edited.
- ↑ “Lung cancer”, www.cdc.gov,September 22, 2020، Retrieved 12/11/2020. Edited.
- ^ أ ب Adithya Cattamanchi, M.D. (November 16, 2018), “What to know about lung cancer”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 12/11/2020. Edited.
- ^ أ ب “Lung Cancer 101”, www.lungcancer.org, Retrieved 12/11/2020. Edited.
- ↑ Maurie Markman, MD, President, Medicine & Science at CTCA (November 05, 2020.), “Lung cancer stages”، www.cancercenter.com, Retrieved 12/11/2020. Edited.
- ↑ “Lung cancer”, Www.middlesexhealth.org,Oct 10, 2020، Retrieved 12/11/2020. Edited.
- ↑ “Lung cancer”, www.nchmd.org,10/10/2020، Retrieved 12/11/2020. Edited.
- ↑ “Lung cancer”, www.nhs.uk,15 August 2019، Retrieved 12/11/2020. Edited.
- ↑ “Lung cancer”, www.stclair.org, OCTOBER 10, 2020، Retrieved 12/11/2020. Edited.
- ^ أ ب “Can Lung Cancer Be Prevented?”, www.cancer.org,October 1, 2019، Retrieved 12/11/2020. Edited.