سبب نزول سورة الضحى

'); }

التعريف بسورة الضحى

سورة الضحى من أوئل السور المكية، وعدد آياتها أحدى عشرة آيةً، وكان نُزولها بعد سورة الفجر وقبل سورة الشرح، وترتيبها بالرسم القرآني السورة الثالثة والتسعون.[١]

وتناولت هذه السورة شخصية النبي الأعظم سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلّم-، وما حباه الله به من الفضل والإنعام في الدنيا والآخرة، ليشكر الله على نِعمه الجليلة عليه، وبيّنت عِناية الله بنبيه في أول أمره وآخره، وابتدأت السورة الكريمة بالقَسم على جلالة قدر الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- وأن ربه لم يهجره.[٢]

ولم يبغضه كما زعم المشركون، وأنه عند الله عظيم الشأن، وبشرته بالعطاء الجزيل في الآخرة، وما أعده الله تعالى له من كرامات ومنها الشفاعة العظمى، وذكَّرته بما كان عليه بالصغر، من اليُتم والفقر والضياع، فآواه الله وأغناه، وأحاطه بعنايته.[٢]

'); }

وختمت بوَصايا للرسول -صلى الله عليه وسلّم- وأن لا ينسى نِعم الله عليه، فيعطف على اليتيم فلا يظلمه ولا يحقره، ويرحم السائل الذي يسأل عن حاجة وفقر، فلا يزجره بل يعطه أو يرده ردًا جميلاً، ويرشد العباد إلى طريق الرشاد.[٢]

وسُمّيت بسورة الضحى بإسم فاتحتها، حيث أقسم الله بوقت الضُحى، وهو صدر النهار حين ترتفع الشمس، ولأنّها نزلت بشأن النبي -صلى الله عليه وسلّم- فافتتحت بالضحى.[٣]

سبب نزول سورة الضحى

نزلت هذه السورة في فترةٍ تأخر فيها نزول الوحي على النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقد اشاع المشركين الشائعات الكاذبة بسبب تأخر الوحي، فجاءت هذه السورة لتخرس ألسنتهم، وتُبشر النبي -صلى الله عليه وسلّم- برضا ربه عنه، فساقت جانبًا من نِعم خالقه عليه، وتُرشد الأمة بالمداومة على مكارم الأخلاق.[١]

وقد جاء في الحديث: (أَبْطَأَ جِبْرِيلُ علَى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَقالَ المُشْرِكُونَ: قدْ وُدِّعَ مُحَمَّدٌ)،[٤] فأنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ:

(وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إذَا سَجَى ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلَى).[٥]

في هذا الحديث يخبر الصحابي الجليل جندب بن عبد الله أن جبريل -عليه السلام- الملك المُوكل بالوحي، احتُبس عن النبي -صلى الله عليه وسلّم- فلم يقم ليلتين أو ثلاث، وجَزع النبي -صلّى الله عليه وسلّم- لذلك جزعًا شديدًا، وجاءت امرأة من المشركين يُقال أنها أم جميل إمرأة إبي لهب، فقالت يا محمد إني لأرجو أن يكون شيطانك قد تركك، فأنزل الله تعالى: (وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إذَا سَجَى ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلَى).[٦]

مناسبة السورة لما قبلها

جاءت سورة الضحى بعد سورة الليل وهي متصلة بها من وجهين.[٣]

  • ختمت سورة الليل بوعد من الله تعالى بإرضاء الأتقى في الآخرة، في قوله تعالى (وَلَسَوْفَ يَرْضَى)،[٧] وقال تعالى في سورة الضحى مؤكدًا وعده لنبيه -صلى الله عليه وسلّم- (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى).[٨]
  • وذكر -سبحانه وتعالى- في سورة الليل (وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى)،[٩] واتبعها في سورة الضحى بالنّعم التي أنعمها -عز وجل- على سيدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم.

المراجع

  1. ^ أ ب محمد سيد طنطاوي، التفسير الوسيط لطنطاوي، صفحة 425. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت محمد علي الصابوني، صفوة التفاسير، صفحة 545-546. بتصرّف.
  3. ^ أ ب وهبة الزحيلي، التفسير المنير، صفحة 279. بتصرّف.
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جندب بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:1797، صحيح.
  5. سورة الضحى، آية:1-3
  6. أبو الحسن الواحدي، أسباب النزول ت زغلول، صفحة 482. بتصرّف.
  7. سورة الليل، آية:21
  8. سورة الضحى، آية:5
  9. سورة الليل، آية:17
Exit mobile version