محتويات
زيد بن حارثة
هو زيد بن حارثة بن شراحيل بن عبد العزى بن امرئ القيس بن عامر ينتمي إلى قبيلة بني كلب، أمّا أمّه فهي سعدى بنت ثعلبة، ويعتبر من الصحابة الأجلاّء، وهو مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-،[١]وكان يقال له زيد بن محمد، وذلك لأنّ الرسول قد تبناه قبل البعثة، وقبل تحريم التبني؛ حتى نزل قوله -تعالى-: (ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ ۚ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ).[٢][٣]
كما كان يُلقب بِحِب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، نظراً لشدة حبه له، حتى انتقل هذا الحب إلى ابنه أسامة؛ فقد ثبت عن أسامة بن زيد -رضي الله عنهما- أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم-: (كانَ يَأْخُذُهُ والحَسَنَ ويقولُ: اللَّهُمَّ إنِّي أُحِبُّهُما فأحِبَّهُما).[٤][١]
نشأة زيد بن حارثة
كان زيد بن حارثة يصغر النبي -صلى الله عليه وسلم- بعشر سنين، وقد نشأ في قبيلة بني كلب، ثم تعرّض خلال هذه الفترة إلى الأسر والسجن وهو طفل صغير، إذ اختطفه خيل من تهامة من بني فزارة؛ وباعوه بسوق عكاظ؛ فرآه النبي -صلى الله عليه وسلم- في السوق قبل بعثته؛ فحدّث خديجة -رضي الله عنها- عنه.[٥]
عندها بعثت خديجة -رضي الله عنها- ورقة بن نوفل إلى السوق فاشتراه لها؛ فقال لها النبي -صلى الله عليه وسلم-: (يَا خَدِيجَةُ، هَبِي لِي هَذَا الْغُلَامَ بِطِيبٍ مِنْ نَفْسِكِ؛ فَقَالَتْ: يَا مُحَمَّدُ، أَرَى غُلَامًا وَضِيئًا وَأَخَافُ أَنْ تَبِيعَهُ أَوْ تَهِبَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: يَا مُوَفَّقَةُ، مَا أَرَدْتُ إِلَّا لَأَتَبَنَّاهُ؛ فَقَالَتْ: نَعَمْ، يَا مُحَمَّدُ فَرَبَّاهُ وَتَبَنَّاهُ).[٦][٧]
وبعد مرور فترة من الزمن عرفه أبناء قبيلته، وأرادوا أن يعيدوه إليهم، وأخبروه بأنّ أباه قد بذل المال والجهد في سبيل معرفة مكانه، فخرج عمه وأبوه للقاء النبي -صلى الله عليه وسلم-، وطلبوا منه فداءه، فعرض عليهم الإسلام؛ فترددوا، فما كان من النبي إلا أن دعاهم إلى تخيير زيد بين البقاء معه أو الذهاب معهم، فآثر زيد بن حارثة -رضي الله عنه- البقاء مع النبي -صلى الله عليه وسلم-.[٧]
إسلام زيد بن حارثة
عندما بدأ الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالدعوة إلى الدين الإسلاميّ، كان زيد بن حارثة من السابقين إلى الإسلام، ويمكن اعتباره من أوائل الأشخاص الذين دخلوا في الإسلام بعد عليّ بن طالب وخديجة بن خويلد -رضي الله عنهما-، وهو أول من أسلم من الموالي -رضي الله عنه-.[٨]
وبعد إعلان إسلامه أمره النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى الهجرة إلى مدينة يثرب، فهاجر إليها ونزل ضيفاً عند كلثوم بن الهدم، وعندما آخى النبي -صلى الله عليه وسلم- بين أصحابه، آخى بين حمزة بن عبد المطلب وزيد بن حارثة -رضي الله عنهما-.[٩]
الغزوات التي شارك فيها زيد بن حارثة
شارك زيد بن حارثة في العديد من الغزوات مع النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولعلّ أهمها: غزوة بدر، وغزوة أحد، والخندق، وخيبر، وصلح الحديبية، كما عيّنه النبي على المدينة المنورة عندما خرج إلى مدينة المريسيع، وقد استشهد الصحابيّ زيد بن حارثة -رضي الله عنه- في غزوة مؤتة في السنة الثامنة للهجرة.[١٠]
المراجع
- ^ أ ب [ابن منظور]، مختصر تاريخ دمشق، صفحة 248. بتصرّف.
- ↑ سورة الأحزاب، آية:5
- ↑ [أحمد حطيبة]، تفسير أحمد حطيبة، صفحة 1. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أسامة بن زيد، الصفحة أو الرقم:3747، صحيح.
- ↑ [شمس الدين الذهبي]، سير أعلام النبلاء، صفحة 222-223. بتصرّف.
- ↑ رواه الحاكم، في المستدرك، عن أسامة بن زيد، الصفحة أو الرقم:5020، سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما.
- ^ أ ب [محمد إلياس الفالوذة]، الموسوعة في صحيح السيرة النبوية العهد المكي، صفحة 406-407. بتصرّف.
- ↑ [موسى بن راشد العازمي]، اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون، صفحة 197. بتصرّف.
- ↑ [عبد الملك بن هشام]، سيرة ابن هشام، صفحة 478. بتصرّف.
- ↑ “زيد بن حارثة”، قصة الإسلام، 1/5/2006، اطّلع عليه بتاريخ 10/10/2022. بتصرّف.