محتويات
'); }
رجال حول الرسول
التف حول النّبي عليه الصّلاة والسّلام في دعوته رجال لم يعرف العالم من قبل لهم نظيراً ما عدا الأنبياء والمرسلين، فقد كانوا بحقّ خير الأصحاب بشهادة النّبي الكريم، وقد وصف الله سبحانه وتعالى صحابة رسول الله في قرآنه الكريم بصفاتٍ عظيمة، حيث قال تعالى: (محمد رسول الله والذين معه أشدّاء على الكفّار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً )، وقد استحق الصّحابة الكرام أن يوصفوا بهذه الصّفات بسبب المواقف والتضحيات التي بذلوها في سبيل رفع راية الدّين وإعلاء كلمته.
محبّة الصّحابة للنّبي عليه الصّلاة والسّلام
قد أحبّ الصّحابة رسول الله عليه الصّلاة والسّلام حبّاً عظيماً، حتّى كان أحبّ إلى قلوبهم من أهليهم وأنفسهم والنّاس أجمعين، وقد كان هذا منهم كمالاً في الإيمان والتّصديق، وقد وصف أحد المشركين محبّة صحابة رسول الله له بقوله: “إنّي قد جئت كسرى في ملكه، وقيصر في ملكه، والنجاشي في ملكه، وإنّي والله ما رأيت ملكاً قط يعظمه قومه، كما يعظم أصحاب محمد محمداً!! ولقد رأيت حوله قوماً لن يسلموه لسوء أبداً، فانظروا رأيكم”..!!
'); }
قبس من مواقف الصّحابة
من المواقف التي تعبّر عن محبّة الصّحابة لرسول الله عليه الصّلاة والسّلام موقف الصّحابي الجليل خبيب بن عدي الذي أسره الكفّار، وعندما أرادوا صلبه وقتله، قال له أحدهم: أتحبّ أن تكون في بيتك وبين أهلك ورسول الله مكانك، قال: والله لا أحبّ أن أكون في بيتي وبين أهلي وأن يشاكّ نبي الله بشوكة.
في موقف آخر وبينما كان النّبي عليه الصّلاة والسّلام ينظّم صفوف المسلمين من أجل التّجهيز للمعركة، إذ به يطعن بقدح له بطن الصّحابي سواد بن عزيّة، فقال له سواد: أوجعتني يارسول الله فأقدني، فقال له النّبي الكريم: إذاً فاستقد، فكشف النّبي عن بطنه فطفق سواد يقبل بطنه مبيّناً أنّه إنّما أراد أن يكون آخر عهده في الدّنيا أن يقبّل الجسد الشّريف.
كتب دوّنت سير الصّحابة
قد تناقل المؤرّخون سيرة صحابة رسول الله عليه الصّلاة والسّلام وحرصوا على أن يدوّنوها في كتبٍ تستفيد منها الأجيال، وقد وصلت كثيرٌ من أخبارهم ومواقفهم منها كتاب أسد الغابة في معرفة الصّحابة.
كما عني عددٌ من الكتّاب حديثاً في كتابة سير الصّحابة ومنهم الكاتب الإسلامي خالد محمد خالد الذي ألّف كتاباً رائعاً لمناقب الصّحابة وسيرهم سمّاه رجال حول الرّسول، حيث ابتدأه بذكر مقدّمة عن النّبي عليه الصّلاة والسّلام، ثمّ أفرد ستّين فصلاً للحديث عن سيرة ستّين من صحابة النّبي الكريم، وقد برع الكاتب في كتابة مناقبهم بأسلوبٍ مشوّق، كما عنون مقدّمة كلّ فصلٍ بما اشتهر عن كلّ صحابي.