دولة تركمانستان
تركمانستان هي واحدة من الدّول التي كانتْ تابعةً للاتحاد السوفييتي، وكان يطلق عليها في ذلك الوقت الجمهوريّة التركمانيّة السوفييتيّة الاشتراكيّة. تقع هذه الدّولة في آسيا الوسطى، وتحدها من الجنوب الشرقي أفغانستان، وإلى الجنوب والجنوب الغربي منها تقع إيران، وفي الشمال والشمال الغربي تحدها كازخستان، وإلى الغرب منها يقع بحر قزوين الذي يعتبر البحر الوحيد في تركمانستان.
نبذة تاريخيّة عن تركمانستان
كانت تركمانستان في القرن الثالث عشر للميلاد تابعةً لإمبراطوريّة جنكيز خان، ودخلت بيد تيمولونغيون في القرن الرّابع عشر، وقد اشتعلتْ في القرن الخامس عشر حربٌ طاحنة بين خان هيفا وخان بخاري، وقد كان الصفويون الإيرانيون يُسيطرون على جنوب البلاد في ذلك الوقت.
في زمن الشاه نادر عام ألفٍ وسبعمئةٍ وأربعين، استطاع الإيرانيون السّيطرة على القسم الأعظم من البلاد، أما في القرن الثّامن عشر للميلاد فقد تمكنت بوخارة وهيفا من السيطرة عليها.
أصبحت تركمانستان عام ألفٍ وثمانمئةٍ وواحدٍ وثمانين تحت سيطرة الإمبراطوريّة الروسيّة، وفي عام ألفٍ وتسعمئةٍ وسبعة عشر وتحديداً إبان الثورة البلشفيّة، نالت تركمانستان استقلالها. تمّ منح تركمانستان الحُكم الذّاتي ضمنَ الاتحاد السوفييتي في يوم الثلاثين من نيسان عام ألفٍ وتسعمئةٍ وثمانية عشر، وقد تحولت في عام ألفٍ وتسعمئةٍ وأربعٍ وعشرين لواحدة من الجمهوريّات السوفييتيّة الاشتراكيّة، وحصلت على استقلالها بعد انهيار الاتحاد السوفييتي في يوم السابع والعشرين من تشرين الأوّل عام ألفٍ وتسعمئةٍ وواحدٍ وتسعين.
سكّان تركمانستان
يشكل التركمان الغالبيّة العظمى من السكان في تركمانستان، إضافةً لأقليّاتٍ من الرّوس، والأوزبك، والتّتار، والكازاخ، والأرمن، والأوكرانيين، والبلوش، والأذريين. كانت الأقليّة الرّوسيّة تُشكّل ما نسبته ثمانية عشر بالمئة من نسبةِ سكّان الدّولة، إلا أنَّ هذه النّسبة قد شهدت انخفاضاً لتصل إلى ما نسبته تسعة ونصف بالمئة من نسبة السكان وفق إحصاءات عام ألفٍ وتسعمئةٍ وتسعٍ وثمانين.
جغرافية تركمانستان
مُعظم المساحات على أرض تركمانستان هي صحراءٌ منبسطة، حيث تَمتدّ صحراء كارا كوم في المنطقة الوسطى للبلاد، أمّا الحدود الجنوبيّة للبلاد مع إيران فتمتدّ فيها سلسلةُ جبال كوبيتداج، حيث يبلغ ارتفاع أعلى قمّةٍ في هذه السلسلة حوالي ثلاثة آلافٍ ومئة وتسعٍ وثلاثين، وتعتبر هذه المنطقة منكوبةً بفعل الزلازل. تتشكّل الأراضي في الدّولة من هضبةٍ بدايتها من الجنوب الشرقي حتى تصل إلى الشمال الغربي، ومن هناك تنحدر صحراء الرِّمال السوداء وتسمى قره قوم، وهذه الصحراء عبارةٌ عن سهلٍ رمليٍ واسعٍ ومغطى بالكثبان الرّمليّة.
أمّا القسم الشمالي فتمتدّ فيه السفوح الغربيّة لجبال كوجي داغ، وتعتبر هذه السلاسل الوحيدة بها، وقد خفّفت الأنهار المتواجدة بالمنطقة من حِدةِ الجفاف هناك، وتُعد أراضي الدّولة مجرىً لقسم من نهر أموداريا جيحون، وتصل إلى أراضيها عددٌ من الأنهار التي تَنحدر من إيران وأفغانستان كنهري مرغاب وهري.
توجد على أرضها أيضاً بقعةٌ يُطلق عليها اسم باب جهنّم المتواجدة في قرية ديرويز التي تفصل بينها وبن العاصمة عشق أباد مساحة مئتين وخمسين كيلومتراً، وهذه البقعة هي عبارة عن حفرةٍ تشتعل النيران فيها دون توقفٍ منذ أكثر من ثلاثٍ وأربعين عاماً.