الدين الإسلامي
تميز الدين الإسلامي بكثير من الخصائص والميزات عما سبقه من الأديان السماوية، فهو إلى جانب أنّه الدين الخاتم الذي هيمن على الديانات والشرائع التي سبقته، فهو الدين الكامل الشامل الذي جاء بشريعةٍ شاملة للناس أجميعن، وهو الدين المتجدد الذي لا تبلى أحكامه وتشريعاته، ولا تتوقف مسيرة الاجتهاد والنظر فيه لاستنباط الأحكام الشرعية في مسائل الحياة المستحدثة التي تكون فيها مصلحةٌ للناس في كل زمانٍ ومكان.
أصل فكرة التجديد
لا شكّ أنّ فكرة التجديد جاءت من الحديث النبوي الشريف الذي صح عن النبي عليه الصلاة والسلام حيث قال: (إنَّ اللهَ يبعثُ لهذه الأمَّةِ على رأسِ كلِّ مائةِ سنةٍ من يُجدِّدُ لها دينَها) [صحيح]، وتكلم العلماء المسلمون في معنى هذا الحديث الشريف، فقال الإمام الذهبي في تاريخ الإسلام إنّ من في الحديث قد لا تعني بالضرورة المفرد وإنما قد تعني الجمع، فقد يكون التجديد على يد إمامٍ وعالم، وقد يكون على يد طائفة أو جماعة، وإلى ذلك ذهب إئمة آخرون كثر، ومنهم ابن كثير.
دواعي التجديد في الدين الإسلامي
- استنباط الأحكام الشريعة في مسائل الحياة المتجددة، فالشريعة الإسلامة هي شريعةٌ كاملة شاملة صالحة للتطبيق في كل زمانٍ ومكان، وهي الشريعة القادرة على بيان الحكم الشرعي في أي مسألةٍ مستحدثة في الحياة، ويكون ذلك من خلال استخدام أدوات الفقه وقواعده وأصوله المعتبرة عند العلماء، ولا شك أنّ النظر والاجتهاد في المسائل هو سبب من أسباب التجديد حيث قد يظهر للعلماء جواز شيء بعد تحريمه، أو حرمة شيء بعد جوازه، ومثال على ذلك مسألة خروج المرأة إلى المساجد فقد رأت السيدة عائشة رضي الله عنه كيف أصبحت النساء يخرجن بعد زمان النبي الكريم متزينات فقالت قولتها الشهيرة لو أدرك النبي ما صنع النساء بعده لمنعهن المساجد.
- تنقية الشريعة الإسلامية من غلو الغالين، وانتحال المبطلين، فالشريعة الإسلامية تحتاج في كلّ عصرٍ من العصور إلى من يدافع عنها وينافح عن أحكامها التي ترتكز على مبادئ الوسطية البعيدة كل البعد عن الغلو والتطرف، وهذا ما قام به علماء الأمة عبر العصور مثل الإمام الشافعي وابن حنبل ومالك وأبو حنيفة، حينما كانوا يتصدون لبيان الأحكام الشرعية في كل مسألةٍ من المسائل مرتكزين على المنهج الذي سار عليه السلف الصالح.
- محاربة البدع التي تخالف الدين، فالناس تستحدث في الدين ما ليس فيه في كلّ عصرٍ من العصور، ويأتي الإمام المجدّد لكي يعيد إلى الدين ألقه، وينقّي أحكامه وشرائعه من البدع والمخالفات.