محتويات
أسماء الإشارة بالقرآن ودلالاتها
اسم الإشارة قسمان، قسم يشير إلى القريب، وقسم يشير إلى البعيد،[١] وقد ورد في القرآن الكريم أسماء إشارة مختلفة في مواضع كثيرة، ولها دلالات متعددة، مثال ذلك قول الله -تعالى-: (ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ)،[٢] فاسم الإشارة “ذلك” يدل على البعيد، وقد أشير به إلى الكتاب؛ أي القرآن الكريم، ليشعر بعلو منزلته ورفعتها.[٣]
وقوله -تعالى-: (أُولَـئِكَ عَلى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ ۖ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)،[٤] فأشار إلى المفلحين باستخدام “أولئك”؛ الذي يدل على البعيد، ليشعر بارتفاع منزلتهم فوق الناس.[٣] وفيما يأتي بعض أسماء الإشارة التي وردت في القرآن الكريم ودلالاتها:
دلالة أسماء الإشارة بدون هاء التنبيه في القرآن
يجدر التنبيه إلى أن الهاء في أسماء الإشارة حرف زائد، فيجوز إثباته وحذفه،[٥] وفيما يأتي بعض أسماء الإشارة التي وردت في القرآن:
ذا و ذي
يدل اسم الإشارة “ذا” على المفرد المذكر، وهو مبني، ويكون في محل رفع أو نصب أو جر بحسب موقعه في الجملة،[٦] وقد سبق “ذا” الاسم الموصول “من” أينما ورد في القرآن الكريم، وذلك في خمسة مواضع، هي:[٧]
- (مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّـهَ قَرْضًا حَسَنًا).[٨]
- (مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ).[٩]
- (فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ).[١٠]
- (قُلْ مَن ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُم مِّنَ اللَّـهِ). [١١]
- (مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّـهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ).[١٢]
ويدل اسم الإشارة “ذي” على المؤنث القريب، وهو أيضا من الأسماء الخمسة،[١٣] لكنه لم يرد في القرآن الكريم، بل ورد لفظ “ذي” بمعنى صاحب.
أولاء و ثَمَّ
يدل اسم الإشارة “أولاء” على الجمع مطلقا؛ للمذكر والمؤنث، وللعاقل وغير العاقل، ولكن استخدامه للعاقل أكثر، ويكون مبنياً على الكسر، ويعرب حسب موقعه في الجملة،[١٤] وقد ورد في موضعين في القرآن الكريم:[١٥]
ويشير اسم الإشارة “ثَمَّ” إلى المكان البعيد، وهو بمعنى “هناك”،[١٨] ويكون مبنيا على الفتح في محل نصب ظرف للمكان،[١٩] وورد في ثلاثة مواضع في القرآن الكريم، هي:
- (وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ).[٢٠]
- (وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ).[٢١]
- (مُّطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ).[٢٢]
دلالة أسماء الإشارة مع هاء التنبيه في القرآن
يكثر استخدام أسماء الإشارة مع هاء التنبيه في القرآن الكريم، وفيما يأتي بعض هذه الأسماء التي وردت في القرآن:
هذا و هذه
يشير اسم الإشارة “هذا” إلى المفرد المذكر، وقد دخلت عليه الهاء للتنبيه،[٢٣] وورد في القرآن الكريم أكثر من مئتي مرة، وفيما يأتي بعض الأمثلة من القرآن الكريم:
- (رَبِّ اجْعَلْ هَـذَا بَلَدًا آمِنًا).[٢٤]
- (قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا).[٢٥]
- (وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّـهُ بِهَـذَا مَثَلًا).[٢٦]
ويشير اسم الإشارة “هذه” إلى المفرد المؤنث، ودخلت عليه الهاء للتنبيه،[٢٧] وقد ورد في القرآن الكريم في عدة مواضع منها:
- (وَلَا تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ). [٢٨]
- (وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَـذِهِ الْقَرْيَةَ). [٢٩]
- (قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَـذِهِ اللَّـهُ بَعْدَ مَوْتِهَا). [٣٠]
هذان وهاتان
يشير اسم الإشارة “هذان” إلى المثنى المذكر، ودخلت عليه الهاء للتنبيه،[٣١] وقد ورد في موضعين في القرآن الكريم وهما:
ويشير اسم الإشارة هاتان إلى المثنى المؤنث، ودخلت عليه الهاء للتنبيه،[٣١] وقد ورد في موضع واحد في القرآن الكريم وهو:
- (قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ).[٣٤]
هؤلاء و هَهُنا
يشير اسم الإشارة “هؤلاء” إلى الجمع مطلقا، ودخلت الهاء للتنبيه،[٣٥] وقد ورد في القرآن الكريم ستاً وأربعين مرة، نذكر منها:
- (فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ).[٣٦]
- (ثُمَّ أَنتُمْ هَـؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ).[٣٧]
- (هَا أَنتُمْ هَـؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ). [٣٨]
ويشير اسم الإشارة “ههنا” إلى المكان القريب، وهو مسبوق بـ”ها”،[٣٩] وقد ورد في أربع مواضع في القرآن الكريم:
- (يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا). [٤٠]
- (فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ). [٤١]
- (أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ).[٤٢]
- (فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ). [٤٣]
دلالة أسماء الإشارة مع كاف الخطاب في القرآن
اقترنت كاف الخطاب بأسماء الإشارة في مواضع كثيرة في القرآن الكريم، وفيما يأتي ذكر بعضها:
أولئك وذانك
يشير اسم الإشارة “أولئك” إلى الجمع المذكر، وهو جمع ذاك،[٤٤] وقد في القرآن الكريم أكثر من مئتي مرة، منها:
- (أُولَـئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ ۖ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).[٤٥]
- (أُولَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى).[٤٦]
- (أُولَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ). [٤٧]
ويشير اسم الإشارة “ذانك” إلى المثنى المذكر القريب،[٤٨] وقد ورد في القرآن الكريم مرة واحدة:
- (فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِن رَّبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ). [٤٩]
المراجع
- ↑ ابن عثيمين، كتاب شرح ألفية ابن مالك للعثيمين، صفحة 3. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية:2
- ^ أ ب عبد الرحمن حبنكة الميداني، البلاغة العربية، صفحة 423. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية:5
- ↑ خالد عبالعزيز، النحو التطبيقي، صفحة 244. بتصرّف.
- ↑ خالد عبد العزيز، النحو التطبيقي، صفحة 248. بتصرّف.
- ↑ برير محمد سناده، أسماء الإشارة دراسة تطبيقية في القرآن الكريم، صفحة 51-54. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية:245
- ↑ سورة البقرة، آية:255
- ↑ سورة آل عمران، آية:160
- ↑ سورة الأحزاب، آية:17
- ↑ سورة الحديد، آية:11
- ↑ أحمد مختار عمر، معجم اللغة العربية المعاصرة، صفحة 831. بتصرّف.
- ↑ نديم حسين عكور، القواعد التطبيقية في اللغة العربية، صفحة 405. بتصرّف.
- ↑ برير محمد ساده، أسماء الإشارة دراسة تطبيقية في القرآن الكريم، صفحة 67-72. بتصرّف.
- ↑ سورة آل عمران، آية:119
- ↑ سورة طه، آية:84
- ↑ إبراهيم مصطفى، أحمد الزيات، وآخرون، المعجم الوسيط، صفحة 101. بتصرّف.
- ↑ ظاهر شوكت البياتي، أدوات الإعراب، صفحة 82. بتصرّف.
- ↑ سورة الشعراء، آية:64
- ↑ سورة الإنسان، آية:20
- ↑ سورة التكوير، آية:21
- ↑ أحمد مختار عمر، معجم اللغة العربية المعاصرة، صفحة 2316. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية:126
- ↑ سورة آل عمران، آية:37
- ↑ سورة المدثر، آية:31
- ↑ أحمد مختار عمر، اللغة العربية المعاصرة، صفحة 2316. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية:35
- ↑ سورة البقرة، آية:58
- ↑ سورة البقرة، آية:259
- ^ أ ب علي الجارم، النحو الواضح في قواعد اللغة العربية، صفحة 221. بتصرّف.
- ↑ سورة طه، آية:63
- ↑ سورة الحج، آية:19
- ↑ سورة القصص، آية:27
- ↑ ابن السراج، الأصول في النحو، صفحة 127. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية:31
- ↑ سورة البقرة، آية:85
- ↑ سورة البقرة، آية:66
- ↑ عباس حسن، النحو الوافي، صفحة 327-328. بتصرّف.
- ↑ سورة آل عمران، آية:154
- ↑ سورة المائدة، آية:24
- ↑ سورة الشعراء، آية:164
- ↑ سورة الحاقة، آية:35
- ↑ أبراهيم مصطفى وأحمد الزيات وآخرون، المعجم الوسيط، صفحة 23. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية:5
- ↑ سورة البقرة، آية:16
- ↑ سورة البقرة، آية:27
- ↑ الجوهري، شرح شذور الذهب، صفحة 297-299. بتصرّف.
- ↑ سورة القصص، آية:33