إسلام

جديد دعاء دخول السوق

اختلف العلماء في حكم حديث دعاء السوق ، فهناك من حكم عليه بشدة الضعف والنكارة ؛ كما قال: الدارقطني ، علي بن المديني ، الملا علي القاري ، والشيخ ابن باز. رحمهم الله جميعاً. وهناك من حكم عليه أنه لا حرج على المسلم أن يأتي بهذا الذكر محتسبا الأجر عند الله ، فإن كان الأجر ثابتا فالحمد لله ، وإلا نال أجر ذكر الله العام الذي هو أحب الأعمال إلى الله .

دعاء دخول السوق

روي في سنن الترمذي عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عن الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ أنه قال : ” لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت، بيده الخير كله وهو على كل شيء قدير، كتب الله له ألف ألف حسنة،ومحا عنه ألف ألف سيئة وبنى له بيتاً في الجنة “.

السوق في زمن الرسول و الصحابة

عن جبير بن مطعم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “أحب البقاع إلى الله المساجد، وأبغض البقاع إلى الله الأسواق“.إسناده حسن والغرض من ذكر السوق فقط وكونه كان موجوداً في عهد النبي صلى الله عليه وسلم, وكان يتعاهده الفضلاء من الصحابة لتحصيل المعاش للكفاف وللتعفف عن الناس. – فتح الباري4/429

كما ورد ذكر الأسواق في الكتاب والسنة، قال الله تعالى: {وَما أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ}. [الفرقان:20]، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يرتاد الأسواق حتى إن المشركين عابوه بذلك، كما قال الله تعالى حاكياً عنهم: {وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا}. [الفرقان:7]

وقال عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه لما قدمنا المدينة قلت هل من سوق فيه تجارة؟ قال: سوق قينقاع. 
وقال أنس قال عبد الرحمن: دلوني على السوق، وقال عمر: ألهاني الصفق بالأسواق. 

أحكام و آداب المتسوقين

نظم الإسلام جميع نواحي حياة للفرد المسلم والمجتمع، وقد اهتم العلماء بتوضيح الأحكام والآداب المتعلقة بالسوق قديماً وحديثاً، واقتصر بذكر مرجعين أحدهما لعالمٍ متقدم وهو أحـكـــــام السُّــــوقِ للإمام الفقيه أبي زكريا يحيى الكناني الأندلسي المتوفي 289هـ والآخر لمعاصر وهو أحكام السوق في الإسلام لأحمد الدريويش..

وفي ما يلي أهم الأحكام والآداب الخاصة بالمتسوقين:

  • ذكر دعاء السوق عند دخوله.
  • عدم ذهاب المسلم للسوق إلا عند الحاجة، لما في كثرة الذهاب على الأسواق حرصٍ على الدنيا، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “أحب البلاد إلى الله تعالى مساجدها،وأبغض البلاد إلى الله أسواقها“.(رواه مسلم)

قال الإمام النووي: أبغض البلاد إلى الله أسواقها لأنها أماكن يكثر فيها الغش، الخداع ،الأيمان الكاذبة، إخلاف الوعد بالإضافة الى الإعراض عن ذكر الله وغير ذلك مما في معناه. فيفضل ألا يكون الشخص أول من يدخل السوق ولا آخر من يخرج منه ، فإن ذلك شرٌ عظيمٌ، فقد روى الإمام مسلم عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: ” لا تكونن إن استطعت أول من يدخل السوق ولا آخر من يخرج منها فإنها معركة الشيطان وبها ينصب رايته“.

كما أضاف الإمام النووي في قوله في السوق (إنها معركة الشيطان)؛ فشبه السوق وفعل الشيطان بأهلها ونيله منهم بالمعركة; لكثرة ما يقع فيها من أنواع الباطل كالغش والخداع, والأيمان الخائنة, والعقود الفاسدة, والنجش, والبيع على بيع أخيه, والشراء على شرائه, والسوم على سومه, وبخس المكيال والميزان. قوله (وبها ينصب رايته) إشارة إلى ثبوته هناك, واجتماع أعوانه إليه للتحريش بين الناس, وحملهم على هذه المفاسد المذكورة, ونحوها, فهي موضعه وموضع أعوانه . (شرح النووي على صحيح مسلم 6/8-9)

  • إفشاء السلام فهو من السنن الثابتة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد صح في الحديث عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم: “أي الإسلام خير؟ قال: تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف” .(رواه البخاري ومسلم)
  • المحافظة على الصلاة وعدم الانشغال بالسوق عنها ، وخاصة صلاة الجمعة؛ لأنها فرض على كل مسلم وقد أمر الله بالسعي إلى ذكر الله والصلاة و ترك البيع لما فيه لهو عن الصلاة. قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}. [الجمعة:9-10]

  • الالتزام بالآداب الشرعية في التخاطب والكلام، فلا يجوز للمسلم أن يرفع صوته بالخصام … وأخذت الكراهة من نفي الصفة المذكورة عن النبي صلى الله عليه وسلم كما نفيت عنه صفة الفظاظة والغلظة. وأورد المصنف فيه حديث عبد الله بن عمرو بن العاص في صفة النبي صلى الله عليه وسلم، والغرض منه قوله فيه (ولا سخابٍ في الأسواق) .(فتح الباري 6/447) .

وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إياكم وهيشات الأسواق(رواه مسلم) ، ويعني بالهيشات؛ الخصومات والمنازعات واللغط وارتفاع الأصوات جمع هيشة وهي جمع هيشة.

  • كف الأذى عن الناس، فعن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: “إذا مرَّ أحدكم في مسجدنا أو في سوقنا ومعه نبلٌ-سهام- فليمسك على نصالها، أو قال: فليقبض بكفه أن يصيب أحداً من المسلمين منها شيء” .(رواه البخاري ومسلم)
  • عدم قراءة القرآن الكريم في السوق،لأن في قراءته عدم تعظيم لما في السوق ارتفاع الأصوات والانشغال بالبيع والشراء وعدم الاستماع للقرآن.
  • السماحة في البيع والشراء، فعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “رحم الله رجلاً سمحاً إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى“. (رواه البخاري).
  • غض البصر من الرجال والنساء: قال تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ . وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ} .[النور:31-32] .
  • التزام المرأة باللباس الشرعي بشروطه الشرعية. كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ}.[الأحزاب:59] .. وقال تعالى: {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ}.[النور:31] .. فيحرم شرعاً أن تتزين المرأة عند خروجها من بيتها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أيما امرأة استعطرت ثم خرجت،فمرت على قومٍ ليجدوا ريحها؛فهي زانية“. رواه أبو داود والنسائي والترمذي وقال حسن صحيح وحسنه العلامة الألباني في صحيح الترغيب والترهيب. .

وينبغي الحذر الشديد من استعمال غرف القياس في محلات بيع الألبسة النسائية لاحتمال وجود آلات التصوير الخفية، فعن عائشة رضي الله عنها أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من امرأة تضع ثيابها في غير بيت زوجها إلا هتكت الستر بينها وبين ربها. رواه الترمذي وقال حديث حسن ورواه أبو داود وابن ماجة وصححه العلامة الألباني في صحيح الترغيب والترهيب . .

  • شراء المواد التي يحتاجها الشخص فعلاً والبعد عن التبذير والإسراف، فلا بد من ترشيـد الاستهـلاك، والحرص على شراء منتجات المسلمين ومقاطعة منتجات الدول المعادية للمسلمين مهما استطاع لذلك سبيلاً. وكذلك الامتناع من التسوق من المحلات التي تبيع المحرمات كالخمور.
  • التقليل من الاستدانة فلا يستدين إلا للحاجة فعن عائشة رضي الله عنها: “أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستعيذ في صلاته كثيراً من المأثم والمغرم -الإثم والدَّين- فقيل له: يا رسول الله، ما أكثر ما تستعيذ من المغرم؟ فقال: إن الرجل إذا غرم -أي استدان- حدث فكذب ووعد فأخلف“. (رواه البخاري)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى