جديد دعاء بالشفاء العاجل

'); }

أهمية الدّعاء

يُعدّ الدّعاء من أجلّ العبادات التي يتقرّب بها العبد إلى الله عزّ وجلّ، والدّعاء وسيلة لطلب الحاجات، وإظهار الافتقار إلى الله تعالى، والاعتراف بالتّقصير بين يديه، والدّعاء يُظهِر به العبد إيمانه بأنّ النّفع والضّر بيد الله وحده، وأنّه القادر على إجابة دعاء السائلين، وكشف كربات المكروبين، وتفريج همّ المهمومين، مع ضرورة الأخذ بالأسباب مع اعتماد القلب على أنّ مُسبّب الأسباب هو الله تعالى، والمرء في حياته لا يسلم من الابتلاء، ومن شأن الابتلاءات أنْ تُقرّب العبد من ربّى عزّ وجلّ، والمريض من أكثر النّاس حاجة للدّعاء، فهو في ألم وغمّ، فما هي الأدعية النافعة للشّفاء؟

الدّعاء بالشّفاء وكيفيّته

المريض إمّا أنّ يعلم سبب مرضه وإمّا أنّ لا يعلم السبب، وفي الحالتين فتح الإسلام باب الدّعاء للمريض أملاً في تحقيق الشّفاء، وبيان ذلك فيما يأتي:[١]

'); }

أدعية عامّة لشفاء المريض

إنّ لم يعلم المريض موضع الألم بالتحديد فإنّه يدعي أدعية عامّة، منها:[١]

  • يشرع الدّعاء للمريض بقول: (اللهمَّ اشفِ عبدَكَ يَنْكَأُ لك عدوّاً، أو يَمشِي لكَ إلى صلاةٍ).[٢]
  • الدّعاء عند رأس المريض بقول: (أسألُ اللهَ العظيمَ ربَّ العرشِ العظيم أنْ يَشفيَكَ)،[٣] ويكرّر الدّعاء سبع مرّات.
  • يُسنُّ الدّعاء للمريض بقول: (لا بأس، طهور إن شاء الله).[٤]
  • الدّعاء للمريض بقول: (بسمِ اللهِ أَرقِيك من كلِّ شيءٍ يُؤذِيك، من شرِّ كلِّ نفسٍ وعينٍ حاسدةٍ، بسمِ اللهِ أَرقِيك، واللهُ يَشفِيك).[٥]

أدعية خاصّة بموضع الألم والشكوى

إذا علم المريض موضع الألم فيشرع له الدّعاء ببعض أدعية الشّفاء الواردة في السنّة النبويّة، ومنها:[١]

  • يمسح الدّاعي أو المريض بيده اليمنى على موضِع الألم ومكان الشكوى، ويرافق المسح الدّعاء بقول: (أذهِبِ الباسَ ربَّ النَّاسِ، اشْفِ أنتَ الشَّافي، لا شفاءَ إلَّا شفاؤُك، شفاءً لا يُغادِرُ سَقماً)،[٦] ويسنّ أيضاً وضع اليد على موضع الوجع والدّعاء بقول: (بسم اللهِ، أعوذُ بعزَّةِ اللهِ وقدرتِه من شرِّ ما أجِدُ من وجعي هذا)،[٧] ثمّ يُكرّر الدّعاء بنفس الطريقة.
  • وضع اليد على جبين المريض، ثمّ المسح بها على الوجه والبطن مع الدّعاء، بقول: (اللهُمَّ اشْفِ عبدَك فلاناً).[٨]
  • الدّعاء ببركة القرآن الكريم، وورد بذلك سوراً مخصوصة، ومن ذلك يجمع الدّاعي أو الرّاقي كلتا يديه، ويقرأ سورة الإخلاص والمعوّذتين فيهما مع النّفث، ثمّ يمسح مكان الشّكوى بهما.
  • يُسنّ الدّعاء للمريض بالبركة، مع المسح على رأسه.
  • ثبت من الأدعية المأثورة للمريض بأنْ يضع الدّاعي للمريض بعض الرِّيق على إصبع السّبابة، ثمّ يضع سبّابته على التراب بقدر ما يعلق به شيء منه، ويمسح بعدها موضِع الشكوى، ويدعو له بقول: (بسمِ اللهِ، تُربَةُ أرضِنا، بِريقَةِ بعضِنا، يَشفَى سَقيمُنا، بإذنِ ربِّنا).[٩]
  • يستحبّ قراءة سورة الفاتحة، فقد ثبت أنّ أبا سعيد الخدريّ -رضي الله عنه- رقى بها رجلاً ملدوغاً؛ فلمّا أخبروا بها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: (وما يُدْرِيكَ أنَّها رقيةٌ).[١٠]

حكم عياة المريض وآدابها

رغّب الشّرع الإسلاميّ بعيادة المريض، بل إنّها تُعدّ من حقّ المسلم المريض على أخيه المسّلم، وقد جاء الخبر ببيان فضلها عند الله تعالى، حيث إنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال : (من عاد مريضاً، أو زار أَخاً له في اللهِ ناداه منادٍ: أن طِبْتَ وطاب مَمْشاكَ، وتبوأتَ من الجنةِ مَنزِلاً)،[١١] وقد تنبّه العلماء لخصوصيّة زيارة المريض؛ فذكروا لها آداباً كثيرة يُحسنُ بالزائر أنْ يتخلّقَ بها، ومن هذه الآداب: أنْ يكون وقت الزيارة مناسباً للمريض، وأنْ يغضّ الزائر بصره عن عورة المريض وعورة أهل البيت ويحترم خصوصياتهم، ويحسنُ به أنْ لا يُطيل المُكث؛ فلعلّ الإطالة تُلحق بالمريض مشقّة وحرجاً، ويُفضّل تقليل الأسئلة غير المناسبة، والأجدر أنْ يجعل جلّ وقت زيارته في إظهار الاهتمام بالمريض، حيث ينشغل بالكلام الذي يبعث على التفاؤل والأمل بالشّفاء العاجل، ويبشّره بأجر الصابرين على البلاء، وأنّ البلاء ومنه المرض رفع لدرجاته، وتكّفير لخطاياه، ومن السّنة أنْ يدعو للمريض بقلب خالص بأنْ يشفيه الله -تعالى- شفاءً عاجلاً، وشفاءً لا يغادر سقماً.[١٢]

نصائح شرعيّة للمريض

إنّ المريض في حالة ضعفه ووجعه بحاجة إلى ما يؤنس قلبه، ويجبُر خاطره، لذا يحْسُن بمن حوله من أهل بيته أو زائريه أنْ يذكّروه بأمور هامّة، منها:[١٣]

  • أنّ المرض تهذيب لنفس المريض، ورفع لدرجاته وتكفير لخطاياه، وتصفية لها من الشرور، جاء في الحديث أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (ما يصيبُ المؤمنَ من شوكةٍ فما فوقها، إلَّا رفعه اللهُ بها درجةً، أو حطَّ عنه خطيئةً)،[١٤] وإنّ ما يحصل عليه المؤمن الصابر من الثواب على المرض والبلاء يغبطهم عليه أهل العافية والسلامة، قال رسول الله عليه السّلام: (لَيَوَدَّنَّ أهلُ العافيةِ يومَ القيامَةِ، أنَّ جلُودَهُمْ قُرِضَتْ بالمقاريضِ، مما يَرَوْنَ مِنْ ثَوَابِ أهلِ البلاءِ).[١٥]
  • المرض يجعل المريض أكثر قرباً من الله تعالى، وبه يُعرفُ درجة تحمّل العبد وصبره، والصبر معقوب بكلّ خير، فيختبر الله -تعالى- صبر عبده وإيمانه به، والله يستخرج الدّعاء بالبلاء، والشّكر بالعطاء، ولمّا ابتلى الله -تعالى- عبده أيّوب -عليه السّلام- لم يبثّ شكواه إلّا لله تعالى؛ فكان جزاؤه أنْ كشف الله ما به من مرض وبلاء وامتدح أمره؛ فقال: (إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ).[١٦]
  • المرض يُنافي العُجب والتّكبّر على الخلق؛ وهو بذلك يُعين على التّخلّص من أمراض القلوب، ويدركُ الإنسان بالمرض حقيقة نفسه وضعفه واحتياجه لرحمة الله تعالى، وهو كذلك يقطع رجاء المريض من كلّ أحدٍ إلّا من الله تعالى.
  • أنّ المرض والوجع دلالة على محبّة الله -تعالى- للعبد؛ فإنّ الله إذا أحبّ عبداً ابتلاه، ليرفع درجته عند لقائه، وفي الحديث عن النبيّ عليه الصّلاة والسّلام: (من يُرِدِ اللَّهُ بِه خيراً يُصِبْ مِنهُ).[١٧]
  • المرض سبب في إدراك المريض لقيمة الصّحة والعافية والسّلامة، فإنّ دوام العافية يُنسي قيمتها، ولولا ظلمة الليل لَمَا عُرِف للنّهار فضلاً، وبدون الابتلاء بالأسقام لا يدرك المرء قيمة الصحّة والعافية.

المراجع

  1. ^ أ ب ت “الرّقية الشرعيّة من الكتاب وصحيح السنة”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-3-21. بتصرّف.
  2. رواه ابن حجر العسقلانيّ، في الفتوحات الربانيّة، عن عبد الله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 63\4، حسن.
  3. رواه أحمد شاكر، في مسند أحمد، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 13\4، إسناده صحيح.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 3616، صحيح.
  5. رواه البخاريّ، في العلل الكبير، عن أبي سعيد الخُدريّ، الصفحة أو الرقم: 141، صحيح.
  6. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عائشة أمّ المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 2971، أخرجه في صحيحه.
  7. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 446، صحيح.
  8. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عبد الله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 466، حسن.
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 5745، صحيح.
  10. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 2276 ، صحيح.
  11. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2008 ، حسن.
  12. مركز الفتوى (24-5-2007)، “من آداب زيارة المريض”، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 21-3-2018. بتصرّف.
  13. عبد الرحمن اليحيى، “رسالة إلى مريض”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 21-3-2018. بتصرّف.
  14. رواه الإمام مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 2572 ، صحيح.
  15. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن جابر بن عبد الله وعبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 5484، حسن.
  16. سورة ص، آية: 44.
  17. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 5645، صحيح.
Exit mobile version