إسلام

جديد دعاء المولود الجديد

دعاء المولود الجديد

يعدّ الأطفال من زينة الحياة الدّنيا التي وهبها الله للإنسان، ويُستحبّ للمسلم أن يُظهر لأخيه المسلم فرحته بقدوم مولوده الجديد، وتهنئته، والمباركة له بما رزقه الله. فقد جاء في كتاب الأذكار للإمام النّووي رحمه الله: قال: يستحب تهنئة المولود له، قال أصحابنا: ويستحبّ أن يهنّأ بما جاء عن الحسن البصري رحمه الله، أنّه علّم إنساناً التهنئة فقال: قل:” بارك الله لك في الموهوب لك، وشكرت الواهب، وبلغ أشدّه، ورزقت برّه “. ويُستحبّ أن يردّ على المهنّئ فيقول: بارك الله لك، وبارك عليك، أو جزاك الله خيراً ورزقك مثله، أو أجزل ثوابك، ونحو هذا. وإنّه لمن السّنة أن يهنّئ المسلم أخيه المسلم عند حصول النّعمة بأي عبارة تقتضي ذلك، ولا يوجد ألفاظ معيّنة واردة عن النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – كان يقولها عند التّهنئة بالمولود.

ما يُصنع بعد ولادة المولود

  • استحباب تحنيك المولود والدّعاء له: عن أبي موسى قال:” ولد لي غلام، فأتيت به إلى النّبي – صلّى الله عليه وآله وسلّم – فسمّاه إبراهيم، وحنّكه بتمرة، ودعا له بالبركة، ودفعه إليّ “، رواه البخاريّ ومسلم. والتّحنيك: هو وضع شيء حلو في فم الطّفل أوّل ولادته، كتمر أو عسل.
  • تسمية المولود جائزة في اليوم الأول، أو السّابع، فعن أنس بن مالك قال، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:” وُلِد لي الليلة غلام فسمّيته باسم أبي إبراهيم “، رواه مسلم. وعن عائشة قالت:” عقّ رسول الله – صلّى الله عليه وسلم – عن الحسن والحسين يوم السّابع وسمّاهما “، رواه ابن حبّان والحاكم.
  • العقيقة والختان: فعن سلمان بن عامر رضي الله عنه، أنّ النّبي – صلى الله عليه وسلّم – قال:” مع الغلام عقيقة، فأهريقوا عنه دماً، وأميطوا عنه الأذى “، رواه التّرمذي والنّسائي. وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:” كلّ غلام مرتهن بعقيقته، تذبح عنه يوم سابع، ويسمّى فيه، ويحلق رأسه “، رواه التّرمذي والنّسائي. وأمّا الختان فهو من سنن الفطرة، وهو من الواجبات للصبي، لتعلّقه أيضاً بالطّهارة، وهي شرط لصحّة الصّلاة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:” خمس من الفطرة: الختان، والاستحداد، ونتف الإبط، وتقليم الأظفار، وقصّ الشّارب “، رواه البخاريّ ومسلم.
  • حلاقة شعر رأسه، ودهن الرّأس بعد ذلك بالزّعفران: وفي ذلك فوائد طبيّة، ثمّ يُشرع التّصدق بوزن الشّعر ذهباً أو فضّةً، ولا يُشترط أن يوزن الشّعر المحلوق، فإذا صَعُب هذا فيكفي أن تقدِّر بالعملة النّقدية ثمن الذّهب أو الفضّة، والذي يعادله وزن الشّعر المحلوق تقديراً، وتتصدّق بالمبلغ في وجوه الخير.

الأذان و الإقامة في أذن المولود

الأذان في أذن المولود اليمنى والإقامة في أذنه اليسرى، وكلاهما مستحبّ عند بعض أهل العلم، وهذا قول الشّافعية، والحنابلة، والحنفيّة أيضاً، وقال النّووي وهو شافعيّ في المجموع:” السّنة أن يؤذّن في أذن المولود عند ولادته، ذكراً كان أو أنثى، ويكون الأذان بلفظ أذان الصّلاة، لحديث أبي رافع الذي ذكره المصنف، قال جماعة من أصحابنا:” يستحبّ أن يؤذّن في أذنه اليمنى، ويقيم الصّلاة في أذنه اليسرى “.

فضل المولود الأنثى

عن عقبة بن عامر قال، سمعت رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – يقول:” من كان له ثلاث بنات، فصبر عليهنّ، وأطعمهنّ، وسقاهنّ، وكساهنّ من جدّته، كنّ له حجاباً من النّار يوم القيامة “، رواه ابن ماجه، وأحمد، وصحّحه الألباني. وعن أنس بن مالك قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” من عال جاريتين حتّى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو ـ وضمّ أصابعه ـ “، رواه مسلم. أي كهاتين الأصبعين المضمومتين في قرب المنزلة.

بل إنّ فضل تربية البنات ينال من عال أيّ عدد منهن ولو واحدةً، فعن عائشة رضي الله عنها قالت:” دخلت امرأة معها ابنتان لها تسأل فلم تجد عندي شيئا غير تمرة، فأعطيتها إيّاها فقسمتها بين ابنتيها ولم تأكل منها، ثم قامت فخرجت، فدخل النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – علينا فأخبرته، فقال: من ابتلي من هذه البنات بشيء كنّ له ستراً من النّار “، رواه البخاريّ ومسلم.

السّنة في اختيار اسم المولود

يسنّ تسمية الولد في اليوم السّابع من الولادة، أو يوم الولادة نفسه كما ذكره النّووي في الأذكار. ويُسنّ أن يكون الاسم حسناً، للحديث الذي رواه أبو داود، والدّارمي، وابن حبّان، وأحمد:” إنّكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم، فحسّنوا أسماءكم “. وأفضل الأسماء عبد الله وعبد الرحمن، لخبر مسلم في صحيحه:” أحبّ الأسماء إلى الله تعالى عبد الله، وعبد الرحمن “. وفي أبي داود:” وأصدقها حارث وهمام، وأقبحها حرب ومرّة “. فمن هذه الأحاديث وما في معناها يستفاد النّدب إلى التّسمي بكل اسم يكون معناه حسناً، كأسماء الأنبياء والملائكة، وأسماء الجنّة وما فيها لحسن معناها، وكان رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – يبدل الاسم القبيح باسم حسن، كما روى أبو داود:” أنّه غيّر اسم عاصية، وقال: أنت جميلة “.

رقية المولود الجديد

الرّقية الشّرعية جعلها الله عزّ وجلّ سبباً للشّفاء بإذنه تعالى، وقد وردت أحاديث كثيرة جدّاً في بيان كيفيّة الرّقية الشّرعية. وخير ما يستشفى به كتاب الله عزّ وجلّ، وقد أرشدنا النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – إلى قراءة المعوّذتين والفاتحة على المريض، وإن كان القرآن كله شفاء. وأمّا الأدعية من السّنة فكثيرة، منها:

  • قوله صلّى الله عليه وسلّم:” أذهب البأس ربّ النّاس، واشف أنت الشّافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقماً “، رواه البخاريّ ومسلم.
  • قوله – صلّى الله عليه وسلّم – لعثمان بن أبي العاص لمّا اشتكى إليه وجعاً يجده في جسده، فقال له صلّى الله عليه وسلّم:” ضع يدك على الذي تألم من جسدك، وقل: بسم الله ثلاثاً … وقل سبع مرّات: أعوذ بالله وقدرته من شرّ ما أجد وأحاذر “.
  • ما رواه أبو داود عن أبي الدّرداء قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:” من اشتكى منكم شيئاً، أو اشتكاه أخ له، فليقل: ربّنا الله الذي في السّماء، تقدّس اسمك، أمرك في السّماء والأرض، كما رحمتك في السّماء، اجعل رحمتك في الأرض، اغفر لنا حوبنا وخطايانا، أنت ربّ الطّيبين، أنزل رحمةً من رحمتك، وشفاءً من شفائك على هذا الوجع، فيبرأ “.

دعاء تيسير الولادة

للمرأة أن تدعو قبل ولادتها، أو أثنائها، أو بعدها، بما أحبّت وممّا يناسب حالها، ولا يوجد دعاء خاصّ بكل حالة من تلك الحالات، كما أنّه ليس هناك دليل يثبت أنّ ساعة الولادة ساعة إجابة، إلا أنّه إذا تعسّرت الولادة فهي مضطرة، ودعوة المضطر مستجابة، كما قال تعالى:” أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ “، النّمل/62.

وليس هناك آية، أو حديث، أو دعاء معيّن، ييسّر عملية الإنجاب، وإنّما ييسر ذلك عموم الدّعاء، كما فعل زكريا، فاستجاب الله له دعاءه، ووهب له يحيى على كبر، قال الله تعالى:” وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ “، الأنبياء/89-90. وقال تعالى:” ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيّاً قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيّاً قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيّاً قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً “، مريم/2-9. فكون الله عزّ وجلّ يجعل العاقر تنجب هو أمر هيّن، ولكن يحتاج المسلم أن يبذل السّبب في ذلك، وهو الدّعاء، أو الذّهاب إلى الطّبيب، مع التّوكل والاعتماد على الله سبحانه وتعالى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى