محتويات
'); }
التوبة
التوبة هي اعتراف الشخص بالذنب وترك الذنوب على أكمل الوجوه وأبلغها، وهي من حُسن الإسلام وكمال الدين، وعرّف البعض التوبة بأنّها الرجوع لله تعالى، والقيام بحقوقه، والابتعاد والرجوع عن الأمور التي يكرهها باطناً وظاهراً، والرجوع من المعصية إلى الطاعة وما يحبّه الله من الأعمال.[١]
دعاء التوبة
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (اللَّهُمَّ أَنْتَ المَلِكُ لا إلَهَ إلَّا أَنْتَ أَنْتَ رَبِّي، وَأَنَا عَبْدُكَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي، وَاعْتَرَفْتُ بذَنْبِي، فَاغْفِرْ لي ذُنُوبِي جَمِيعاً، إنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أَنْتَ، وَاهْدِنِي لأَحْسَنِ الأخْلَاقِ لا يَهْدِي لأَحْسَنِهَا إلَّا أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إلَّا أَنْتَ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ كُلُّهُ في يَدَيْكَ، وَالشَّرُّ ليسَ إلَيْكَ، أَنَا بكَ وإلَيْكَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إلَيْكَ).[٢][٣]
'); }
صلاة التوبة
اتّفق العلماء على مشروعية صلاة التوبة، واستندوا على عدّة أحاديث وردت عن النبي صلّى الله عليه وسلّم، وتكون صلاة التوبة بأداء التائب ركعتين بشكلٍ منفردٍ؛ لأنّها من النوافل التي لا تُصلّى جماعةً، كما يستحبّ للتائب أن يستغفر الله -تعالى- بعد الصلاة، ويحرص على الاجتهاد في عمل الصالحات مع الصلاة، ولم يرد أي قولٍ عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- بتخصيص واستحباب قراءة محددةٍ في الركعتين، فيجوز للمصلّي أن يقرأ ما يشاء من الآيات، وتصلى هذه الصلاة في أي وقتٍ دون استثناءٍ، ويجوز للتائب أن يصليها مباشرةً بعد ارتكاب المعصية أو بعد مدةٍ من الزمن.[٤][٥]
شروط التوبة
التوبة الصادقة والنصوح لا بدّ أن يتوفّر فيها شروط عدةً؛ منها: الندم على ما قام به التائب في الماضي، وترك الذنوب ورفضها طاعةً لله تعالى، مع العزم والإصرار على عدم الرجوع إلى المعصية، وإرجاع الحقوق إلى أصحابها من أموالٍ، فيُرجع لهم المال إلّا إن سامحوه، وإن كان قد تكلّم في أعراض الآخرين عليه أن يطلب السماح منهم، وإن كان في ذلك شرٌّ عليه فله أن يترك ذلك ويدعو لهم ويذكرهم بكلّ ما فيه خير في الأماكن التي ذكرهم فيها بالسوء،[٦] ومن الشروط الواجبة في التوبة أيضاً الإخلاص لله، وقصد وجهه للفوز بالثواب والنجاة من النار، كما لا بدّ أن تكون توبة العاصي قبل فوات وقتها بطلوع الشمس من المغرب أو حين حضور الأجل.[٧]
أنواع التوبة
تنقسم التوبة لثلاثة أنواعٍ، وهي:[٨]
- التوبة الصحيحة؛ وهي أن يتوب العاصي من الذنب الذي اقترفه توبةً صادقةً.
- التوبة الأصحّ؛ وتسمى بالتوبة النصوح، وهي أن يكره التائب المعاصي، وينزّه قلبه عن الذنب، ويستقبح المعصية فلا تخطر بباله.
- التوبة الفاسدة؛ وهي التي تكون باللسان فقط، وتبقى لدى التائب لذةً في قلبه للمعصية.
فضل التوبة
التوبة إلى الله -تعالى- لها فضائل عديدةٌ، منها:[٩]
- سببٌ لمحبة الله عزّ وجلّ؛ فإنّ الله يحبّ التوابين.
- سببٌ للعفو عن السيئات وقبول الأعمال.
- سببٌ للنجاة من النار ودخول الجنة.
- سببٌ في فلاح العبد.
- سببٌ لنيل رحمة الله ومغفرته.
- سببٌ للأجر العظيم وتحقيق الإيمان.
- نيل دعاء الملائكة.
- سببٌ في كسب الحسنات بدل السيئات.
- سببٌ لكلّ خيرٍ.
- فرح الله -تعالى- بتوبة عبده.
- سببٌ في زيادة القوة ونزول البركة من السماء.
الأمور المعينة على التوبة
هناك العديد من الأمور التي تعين العبد على التوبة الصادقة النصوح، منها:[١٠]
- استشعار عظمة الله تعالى، وأنّه المُنعم على عباده، والعلم بضرورة شكره الذي يكون بطاعته، وأنّ اقتراف المعاصي هو كفرٌ بالنعمة، والشكر يكون بالتوبة.
- تذكّر مدى خطورة المعصية والذنب، وأنّ ذلك سببٌ في غضب الله -تعالى- وسخطه، وسببٌ للمصائب التي قد تصيب الشخص في أمور الدنيا.
- مرافقة الأخيار للثبات على الصواب وطريق الحق.
- استحضار التوبة وأهميتها، والحرص على المبادرة إليها قبل فوات الأوان وملاقاة الله بما اقتُرف من ذنوبٍ ومعاصٍ.
- يقين العبد بأنّه سيقف بين يدي الله -تعالى- ليُحاسب على كلّ عملٍ قام به، سواءً صغيراً أو كبيراً.
عوائق التوبة
هناك العديد من الأسباب التي تعيق التوبة وتمنع العبد من تحقيقها في قلبه، منها:[١١]
- التسويف في التوبة؛ وذلك بعدم المسارعة إليها عند ارتكاب الذنب، ممّا يؤدي إلى تراكم الران على قلب العاصي، وعدم قدرته على الإقلاع عن الذنب بسبب تمكّن المعصية في قلبه واعتياده عليها.
- ترك التوبة من باب الخوف من كلام الناس، إذ يعتبر البعض أنّ الملتزم بأحكام الدين والاستقامة ضعيفاً، فيقترف الذنب من أجل لا يساء به الظن بما يزعم.
- الخوف من ذهاب الجاه والمال والشهرة بالتوبة والاستقامة والالتزام.
- الإصرار على المعصية، والتمادي في ذلك؛ اعتماداً على أنّ رحمة الله -سبحانه- واسعةٌ.
- استحلال الذنب مع المعصية التي اقتُرفت، وذلك حال الفاسقين والكفار، ويعدّ ذلك من أخطر الأمور على العبد.
آثار المعاصي على الفرد والمجتمع
إنّ ارتكاب المعاصي والذنوب وعدم التوبة منها له العديد من الآثار والعواقب السيئة على الفرد والمجتمع، ومنها: حرمان الرزق والعلم، كما أنّ المعاصي تعد سبباً في تعسير الأمور الدنيوية، فكلّ أمرٍ يتوجّه إليه العاصي يجده مغلقاً، ويشعر أيضاً بظُلمةٍ في قلبه كما يشعر بظلام الليل، وتسبّب المعاصي ضعفاً في إرادة القلب، وتتسبّب في هوان العبد على الله تعالى، والبُغض والكره في قلوب الآخرين، وسوادٌ في وجه العاصي، كما تُورث الذلّ فالعزّ لا يكون إلّا بطاعة الله -سبحانه- والقيام بأوامره، وتُضعف البدن، وتُدخل الشخص تحت لعنة النبي محمدٍ صلّى الله عليه وسلّم، وتقوّي العبد على حبّ المعصية، وتجعله من الغافلين في حال تكاثرت عليه الذنوب فيُطبع على قلبه، وتتعدّى آثار المعاصي على المجتمع إذ تسبّب الفساد في الأرض، وتكون سبباً في الزلازل والخسف، وتؤدي إلى الاختلاف والتفرّق والتمزّق.[١٢]
المراجع
- ↑ أنور الداود النبراوي (28-11-2010)، “ما هي التوبة”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 27-3-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم: 771، صحيح.
- ↑ “دعاء التوبة والرجوع إليه”، knowingallah.com، اطّلع عليه بتاريخ 27-3-2019. بتصرّف.
- ↑ “صلاة التوبة”، www.islamqa.info، 6-3-2007، اطّلع عليه بتاريخ 27-3-2019. بتصرّف.
- ↑ “صلاةُ التوبةِ”، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 27-3-2019. بتصرّف.
- ↑ ” شروط التوبة”، www.binbaz.org.، اطّلع عليه بتاريخ 27-3-2019. بتصرّف.
- ↑ “ما تعريف التوبة و ما شروطها؟ “، www.islamway.net، 18-8-2008، اطّلع عليه بتاريخ 27-3-2019. بتصرّف.
- ↑ “أنواع التوبة”، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 27-3-2019. بتصرّف.
- ↑ محمد بن عبد الرحمن النوشان، “فضائل التوبة”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 27-3-2019. بتصرّف.
- ↑ “أمور تعين على التوبة”، www.islamweb.net، 16-2-2003، اطّلع عليه بتاريخ 27-3-2019. بتصرّف.
- ↑ سعيد مصطفى دياب (30-6-2015)، “عوائق التوبة”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 27-3-2019. بتصرّف.
- ↑ “آثار الذنوب والمعاصي على الفرد والمجتمع”، www.islamway.net، 13-2-2019، اطّلع عليه بتاريخ 27-3-2019. بتصرّف.