أطفال

خصائص النمو للمرحلة الابتدائية

خصائص النمو الجسدية للمرحلة الابتدائية

يختلف الأطفال في جوانبٍ عدة مثل: الشخصية، والاهتمامات، والقدرات، ولكن توجد مجموعة من خصائص النمو يشترك فيها الأطفال ضمن الفئة العمرية من 6-12 سنة التي تُعرف بالمرحلة الابتدائية، مع مراعاة اختلاف معدل النمو من طفلٍ لآخر؛[١] حيث يتأثر معدل النمو بكلٍ من: العوامل الجينية، والصحّة العامّة للجسم، والتغذية المتوازنة، ويُشار إلى أنّ معدل النمو عند الأطفال في المرحلة الابتدائية يكون بطيئًا وثابتًا وفي أغلب الأحيان لا يكون متتابعًا؛ حيث يحدث النمو في أغلب الأحيان على شكل هبّات متفرّقة، مما قد يؤدي إلى حدوث تغيّر ملحوظ في الطول والوزن خلال مدة قصيرة،[٢] وفيما يأتي توضيحٌ لمراحل النمو الجسدية لدى الأطفال في المرحلة الابتدائيّة:[٣]

  • مع بداية المرحلة الابتدائيّة قد يصل متوسط طول الطفل إلى ما يقارب 110 سنتيميتر، وقد يصل وزنه إلى ما يقارب 20 كيلوغرامًا.
  • مع اقتراب سنّ البلوغ يزداد وزن وطول الطفل بسرعة ليصل وزن الطفل في سنّ الثانية عشر إلى ما يقارب 40 كيلوغرامًا، وقد يصل طوله إلى ما يقارب 150 سنتيميترًا، مع حدوث زيادة في سرعة نمو العظام، والعضلات، والدهون، وقد تحدث هذه التغيرات بشكلٍ أسرع في حال وصول الطفل لمرحلة البلوغ في سن مبكرة.
  • تزداد قوة الطفل وقدرته على التوازن، وتتحسن مهاراته الحركية، ويمكن للطفل المشاركة في الألعاب الرياضية المختلفة في هذه المرحلة،[٣] ومن الجدير بالذكر توضيح أثر النشاط الرياضي خلال المرحلة الابتدائيّة في تقليل خطر الإصابة بالسمنة وأمراض القلب لدى البالغين، لهذا السبب يجب على الأطفال ضمن هذه الفئة العمرية ممارسة النشاط البدنيّ لمدة ساعة واحدة على الأقل بشكلٍ يوميّ.[٤]

ويُشَارُ إلى أنّ المرحلة الابتدائية قد تشهد بدء تطور الخصائص الجنسيّة الثانوية بالإنجليزية: Secondary sex characteristics)، مع وجود اختلاف كبير في العمر الذي يبدأ فيه تطور هذه الخصائص، واختلاف الخصائص التي تظهر باختلاف الجنس حيث تتضمن الخصائص الجنسية الثانوية للإناث نمو الثدي وظهور شعر الإبط والعانة، أمّا بالنسبة للصفات الجنسيّة الثانوية للذكور فتتضمّن ظهور شعر الإبط، والصدر، والعانة، ونمو الخصيتين والعضو الذكري.[٤]

معالم تطور الشخصية للمرحلة الابتدائية

يكتسب الطفل مع تقدّمه في العمر قدرات جديدة، بالإضافة إلى تطور بعض القدرات التي كان يمتلكها،[٥] وفيما يأتي توضيحٌ لبعض معالم تطور الشخصية لدى الأطفال في المرحلة الابتدائية:

المفاهيم العامة

على الرغم من اختلاف معدلات النمو بين الأطفال كما ذكرنا سابقًا واختلافهم في الرغبات والاهتمامات، إلا أنَّ الأطفال يشتركون ببعض الأحداث الرئيسية، وتختلف هذه الأحداث باختلاف العمر؛ لذلك يتم تقسيمها حسب الفئة العُمُريّة كما يأتي:[٦]

  • من عمر 6-7 سنوات:
    • سقوط أول سن لدى الطفل.
    • الرغبة في الرسم والتلوين.
    • الانشغال في الأنشطة المختلفة والاستمتاع بها.
    • بلوغ حدّة النظر مرحلة الذروة.
    • ممارسة بعض الأنشطة الرياضيّة مثل ركوب الدراجة والقفز على الحبل.
    • ممارسة المهارات المختلفة والتدرب عليها.
  • من عمر 8-9 سنوات:
    • اكتساب الرشاقة في حركاته وقدراته.
    • كثرة الركض، والقفز، والمطاردة.
    • القدرة على ارتداء الملابس دون مساعدة الآخرين.
    • القدرة على استخدام بعض المعدّات مثل مفكّ البراغي، والمطرقة.
  • من عمر 10-12 سنة:
    • اكتمال نمو الأسنان الدائمة لدى الطفل.
    • الرغبة في ممارسة بعض الأنشطة مثل الرسم والخياطة.

المدرسة

بشكلٍ عام يكون الطفل قادرًا على التعلُّم ودخول المدرسة مع بداية سن الخامسة، حيث يتم التركيز خلال السنوات الدراسية الأولى على تعليم الطفل المفاهيم الأساسية، وفي الصف الثالث يبدأ الاهتمام بالمحتوى التعليميّ أكثر من التركيز على قدرة الطفل على تمييّز الأحرف والكلمات، ومن الجدير بالذكر أنَّ قدرة الطفل على الانتباه والتركيز تعد عاملًا أساسيًا للنجاح سواء أكان ذلك في المدرسة أو في البيت؛ لذلك يجب على الطفل في عمر السادسة أن يكون قادرًا على التركيز لأداء مهمة محددة لمدة 15 دقيقة على الأقل، ومع بداية السنة التاسعة من عمر الطفل يُتوقَّعُ أن يكون الطفل قادرًا على التركيز ما لا يقلّ عن ساعة كاملة لأداء مهمّة محدّدة، كما يجدر في هذه المرحلة تعليم الطفل كيفية الثقة بنفسه حتى لو تعرض للإخفاق.[٧]

اللغة

في المرحلة الابتدائيّة تتحسن قدرة الطفل على القراءة، مع تحسّن قدرته على نطق الكلمات وتهجئتها بشكلٍ ملحوظ،[٣] ويجب على الطفل في المراحل الدراسيّة الأولى أن يكون قادرًا على استخدام جمل قصيرة وبسيطة ولكنها مكتملة المعنى، إذ تحتوي هد الجمل على 5-7 كلمات تقريبًا، ومع دخول مراحل الدراسة الأساسية تتحسّن قدرة الطفل على النطق وتتحسن قدرته على استخدام القواعد في الجمل، مع استخدامه لجمل أكثر تعقيدًا مع تقدّمه في العمر، ويُعزى سبب تأخر بعض الأطفال في النطق وتكوين الجمل إلى وجود مشاكل مرتبطة بالسمع أو بالإدراك، كما أنّ ضعف قدرة الأطفال في التعبير عن أنفسهم قد يؤدي إلى ميلهم للعدوانيّة، والانفعال، وسرعة الغضب، أما ما يتعلق باستجابة الطفل للأوامر والمهام فيمكن للطفل مع بداية سن السادسة الاستجابة لثلاثة أوامر متتالية، ومن الممكن أن يستجيب إلى خمسة أوامر متتالية في سنّ العاشرة، ومن الجدير بالذكر أنَّ الأطفال الذين يواجهون مشاكل متعلقة بمتابعة المهام والأوامر يحاولون إخفاء المشكلة من خلال تشتيت الانتباه والتهريج، علمًا أن الأطفال في هذا العمر يتجنبون طلب المساعدة بسبب خوفهم من التعرض للمضايقات.[٨]

الخصائص المعرفية

فيما يأتي توضيحٌ لبعض الخصائص المعرفيّة الرئيسيّة التي قد يكتسبها الطفل خلال المرحلة الابتدائيّة:[٩]

  • من عمر 6-7 سنوات:
    • إدراك مفهوم الأرقام.
    • القدرة على التمييز بين اليد اليمنى واليسرى.
    • معرفة وقت النهار من وقت المساء.
    • القدرة على معرفة الوقت.
    • القدرة على إعادة رسم بعض الأشكال المعقّدة مثل المَعين.
    • توضيح عمل بعض الأشياء والهدف من استخدامها.
    • عدّ ثلاثة أرقام من الأكبر إلى الأصغر.
    • قراءة بعض الكتب المناسبة لعمره.
  • من عمر 8-9 سنوات:
    • القدرة على عد الأرقام من الأكبر إلى الأصغر.
    • معرفة تاريخ اليوم.
    • قراءة الكتب بشكل أكبر والاستمتاع بالقراءة.
    • إدراك المفهوم العام للفضاء.
    • فهم الكسور.
    • الرسم والتلوين.
    • ذكر أيّام الأسبوع والأشهر بالترتيب.
    • الاستمتاع بتجميع الأشياء.
  • من عمر 10-12 سنة:
    • كتابة القصص والرسائل والاستمتاع بذلك.
    • التمكّن من القراءة.
    • الاستمتاع باستخدام الهاتف.

الخصائص السلوكية

يكتسب الطفل سلوكياتٍ مختلفة خلال نموه، ويُشَارُ إلى أنَ التفاعل والاندماج في المجتمع يشكلان جزءًا مهمًا من حياة الطفل؛ لذلك يلاحظ الوالدان خلال سنوات الدراسة وجود مرحلة انتقالية يمر فيها الطفل حيث يتغير فيها سلوك الطفل من اللعب الفرديّ إلى الرغبة في تكوين الصداقات المختلفة والانضمام إلى المجموعات، حيث يميل الأطفل بشكلٍ عام إلى تشكيل صداقات مع الأفراد من نفس الجنس وقد يلاحظ الوالدين عدم استلطاف الطفل للجنس الآخر، علمًا أنًّ هذه الأفكار تبدأ بالتلاشي بشكلٍ تدريجيّ مع التقدّم في العمر والاقتراب من سنّ البلوغ، وعلى الرغم من أهمية تكوين الصداقات للطفل في هذه المرحلة إلّا أنّ الطفل يبقى متعلقًا بأهله ويرغب بالتواجد معهم،[٦] وخلال مرحلة الدراسة تزداد أهمية تقبُّل الطفل من قِبل أصدقائه ومحيطه، لذلك قد يميل الأطفال إلى الاشتراك في سلوكياتٍ معينة بهدف أن يكونوا جزءًا من المجموعة، ويكمن دور الأهل خلال هذه المرحلة بتعزيز ثقة الطفل وشعوره بالقبول ضمن هذه المجموعات لذلك يُنصح بالحديث مع الطفل حول هذه السلوكيات مع الطفل.[٨]

وقد يلاحظ الأهل خلال المرحلة الابتدائيّة ممارسة الطفل لبعض السلوكيّات غير السليمة مثل: الكذب، والغش، والسرقة، ويحدث ذلك بسبب فضول الطفل للكشف عن ردّة فعل الأهل، والأصدقاء، والمدرسة، والمجتمع في حال تجاوز القوانين الواجب اتباعها، ويجب على الأهل في هذه الحالة التعامل مع سلوكيات الطفل بخصوصية وتجنّب توبيخ الطفل أمام الآخرين بهدف عدم تعريض طفلهم لمضايقات الأصدقاء، علمًا أنه يجب على الأهل الموازنة بين العقاب والمسامحة وفقًا للسلوك الصادر من الطفل،[٨] وفي هذه المرحلة قد يتشكّل لدى الطفل الشعور بالخوف تجاه بعض الأمور المجهولة مثل الخوف من الظلام، أو الموت، أو التعرض للإصابة، أو من اللصوص، بالإضافة إلى إدراك الطفل لبعض المفاهيم الخاصة بالعالم المحيط، ويبدأ الطفل بالتفكير بمنطقيّة لفهم الأحداث وتفسيرها تفسيرًا منطقيًّا، حيث تتحسن ذاكرته وقدرته على فهم الأفكار والتعليمات، كما أن الطفل يكون قادرًا على اتباع التوجيهات المعقّدة بهدف حل المشكلات،[٣] وفيما يأتي توضيحٌ لبعض السلوكيّات الأخرى الشائعة التي قد تظهر خلال المرحلة الابتدائيّة لدى الطفل:[١٠]

  • من عمر 6-7 سنوات:
    • الغيرة من الأقرباء وغيرهم.
    • التعاون والمشاركة.
    • حبّ تقليد البالغين.
    • الرغبة باللعب الفردي، ولكن امتلاك الصدقات يصبح مهمًا.
    • اللعب مع الأطفال من نفس الجنس.
    • تقبّل شكل الجسم.
    • حدوث بعض نوبات الغضب.
    • حب اللعب بالألعاب اللوحيّة.
  • من عمر 8-9 سنوات:
    • الرغبة في اللعب والمنافسة.
    • البدء بتكوين صداقات من كلا الجنسين، واللعب مع الأطفال من الجنس الآخر.
    • الاهتمام بالعلاقات مع الجنس الآخر دون الاعتراف بذلك أمام الآخرين.
    • الاستمتاع بالانضمام لتجمعات الأصدقاء.
  • من عمر 10-12 سنة:
    • حب واحترام الوالدين.
    • الاستمتاع بالحديث مع الآخرين.
    • زيادة الاهتمام بالجنس الآخر.
    • الاهتمام الشديد بعلاقته مع أصدقائه وقد يمتلك الطفل صديقًا مقرّبًا في هذه المرحلة.

متى تجدر مراجعة الطبيب؟

تجدر مراجعة الطبيب في حال القلق أنَّ الطفل أو المراهق لا ينمو بالشكل الكافي، أو في حال تأخر ظهور أيٍ من المعالم التطورية خلال نمو الطفل، أو في حال تطوّر علامات النمو الرئيسيّة لدى الطفل مع ملاحظة فقدان القدرات المكتسبة بعد فترة من الزمن، وقد يُعزى سبب عدم حدوث أو تأخر ظهور المعالم التطورية لدى الطفل لوجود مشاكل صحية أخرى مثل: وجود مشاكل في السمع؛ حيث إنَّ مشاكل السمع قد تؤدي إلى حدوث تأخر في النطق وإتقان اللغة، أو أن يكون الطفل مصابًا باضطرابٍ تطوري كمرض التوحد (بالإنجليزية: Autism)، أو بسبب تغير الحالة العاطفيّة للطفل والتي قد تؤدي إلى حدوث تأخر مؤقت لظهور بعض المعالم التطورية، ويُشار إلى ضرورة الانتباه إلى وجود العلامات التي قد تدل على تأخر ظهور المعالم التطورية لدى الطفل، حيثُ إنّ الكشف المبكّر للمشكلة يساهم في حصول الطفل على العلاج المناسب وعلاج المشكلة قبل تطوّرها وتأثيرها في النمو.[١١]

المراجع

  1. “The Growing Child: School-Age (6 to 12 Years)”, www.stanfordchildrens.org, Retrieved 12-1-2021. Edited.
  2. “Growth and development – primary school children”, www.betterhealth.vic.gov.au, Retrieved 12-1-2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث “Normal Growth and Development of School Age Children”, www.drugs.com,16-11-2020، Retrieved 12-1-2021. Edited.
  4. ^ أ ب “School-age children development”, www.mountsinai.org, Retrieved 12-1-2021. Edited.
  5. “Your Growing Child | School-Age (6 to 12 Years)”, www.beaumont.org, Retrieved 12-1-2021. Edited.
  6. ^ أ ب “Child Development Guide: 6 to 12 Years (School Age)”, www.choc.org, Retrieved 21-1-2021. Edited.
  7. “School-age children development”, amitahealth.adam.com, Retrieved 12-1-2021. Edited.
  8. ^ أ ب ت “School-age children development”, medlineplus.gov, Retrieved 12-1-2021. Edited.
  9. “The Growing Child: School-Age (6 to 12 Years)”, www.bartonhealth.org, Retrieved 12-1-2021. Edited.
  10. “The Growing Child: School-Age (6 to 12 Years)”, www.uhhospitals.org, Retrieved 12-1-2021. Edited.
  11. “Growth and Development Milestones”, www.healthlinkbc.ca,22-8-2019، Retrieved 12-1-2021. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خصائص النمو الجسدية للمرحلة الابتدائية

يختلف الأطفال في جوانبٍ عدة مثل: الشخصية، والاهتمامات، والقدرات، ولكن توجد مجموعة من خصائص النمو يشترك فيها الأطفال ضمن الفئة العمرية من 6-12 سنة التي تُعرف بالمرحلة الابتدائية، مع مراعاة اختلاف معدل النمو من طفلٍ لآخر؛[١] حيث يتأثر معدل النمو بكلٍ من: العوامل الجينية، والصحّة العامّة للجسم، والتغذية المتوازنة، ويُشار إلى أنّ معدل النمو عند الأطفال في المرحلة الابتدائية يكون بطيئًا وثابتًا وفي أغلب الأحيان لا يكون متتابعًا؛ حيث يحدث النمو في أغلب الأحيان على شكل هبّات متفرّقة، مما قد يؤدي إلى حدوث تغيّر ملحوظ في الطول والوزن خلال مدة قصيرة،[٢] وفيما يأتي توضيحٌ لمراحل النمو الجسدية لدى الأطفال في المرحلة الابتدائيّة:[٣]

  • مع بداية المرحلة الابتدائيّة قد يصل متوسط طول الطفل إلى ما يقارب 110 سنتيميتر، وقد يصل وزنه إلى ما يقارب 20 كيلوغرامًا.
  • مع اقتراب سنّ البلوغ يزداد وزن وطول الطفل بسرعة ليصل وزن الطفل في سنّ الثانية عشر إلى ما يقارب 40 كيلوغرامًا، وقد يصل طوله إلى ما يقارب 150 سنتيميترًا، مع حدوث زيادة في سرعة نمو العظام، والعضلات، والدهون، وقد تحدث هذه التغيرات بشكلٍ أسرع في حال وصول الطفل لمرحلة البلوغ في سن مبكرة.
  • تزداد قوة الطفل وقدرته على التوازن، وتتحسن مهاراته الحركية، ويمكن للطفل المشاركة في الألعاب الرياضية المختلفة في هذه المرحلة،[٣] ومن الجدير بالذكر توضيح أثر النشاط الرياضي خلال المرحلة الابتدائيّة في تقليل خطر الإصابة بالسمنة وأمراض القلب لدى البالغين، لهذا السبب يجب على الأطفال ضمن هذه الفئة العمرية ممارسة النشاط البدنيّ لمدة ساعة واحدة على الأقل بشكلٍ يوميّ.[٤]

ويُشَارُ إلى أنّ المرحلة الابتدائية قد تشهد بدء تطور الخصائص الجنسيّة الثانوية بالإنجليزية: Secondary sex characteristics)، مع وجود اختلاف كبير في العمر الذي يبدأ فيه تطور هذه الخصائص، واختلاف الخصائص التي تظهر باختلاف الجنس حيث تتضمن الخصائص الجنسية الثانوية للإناث نمو الثدي وظهور شعر الإبط والعانة، أمّا بالنسبة للصفات الجنسيّة الثانوية للذكور فتتضمّن ظهور شعر الإبط، والصدر، والعانة، ونمو الخصيتين والعضو الذكري.[٤]

معالم تطور الشخصية للمرحلة الابتدائية

يكتسب الطفل مع تقدّمه في العمر قدرات جديدة، بالإضافة إلى تطور بعض القدرات التي كان يمتلكها،[٥] وفيما يأتي توضيحٌ لبعض معالم تطور الشخصية لدى الأطفال في المرحلة الابتدائية:

المفاهيم العامة

على الرغم من اختلاف معدلات النمو بين الأطفال كما ذكرنا سابقًا واختلافهم في الرغبات والاهتمامات، إلا أنَّ الأطفال يشتركون ببعض الأحداث الرئيسية، وتختلف هذه الأحداث باختلاف العمر؛ لذلك يتم تقسيمها حسب الفئة العُمُريّة كما يأتي:[٦]

  • من عمر 6-7 سنوات:
    • سقوط أول سن لدى الطفل.
    • الرغبة في الرسم والتلوين.
    • الانشغال في الأنشطة المختلفة والاستمتاع بها.
    • بلوغ حدّة النظر مرحلة الذروة.
    • ممارسة بعض الأنشطة الرياضيّة مثل ركوب الدراجة والقفز على الحبل.
    • ممارسة المهارات المختلفة والتدرب عليها.
  • من عمر 8-9 سنوات:
    • اكتساب الرشاقة في حركاته وقدراته.
    • كثرة الركض، والقفز، والمطاردة.
    • القدرة على ارتداء الملابس دون مساعدة الآخرين.
    • القدرة على استخدام بعض المعدّات مثل مفكّ البراغي، والمطرقة.
  • من عمر 10-12 سنة:
    • اكتمال نمو الأسنان الدائمة لدى الطفل.
    • الرغبة في ممارسة بعض الأنشطة مثل الرسم والخياطة.

المدرسة

بشكلٍ عام يكون الطفل قادرًا على التعلُّم ودخول المدرسة مع بداية سن الخامسة، حيث يتم التركيز خلال السنوات الدراسية الأولى على تعليم الطفل المفاهيم الأساسية، وفي الصف الثالث يبدأ الاهتمام بالمحتوى التعليميّ أكثر من التركيز على قدرة الطفل على تمييّز الأحرف والكلمات، ومن الجدير بالذكر أنَّ قدرة الطفل على الانتباه والتركيز تعد عاملًا أساسيًا للنجاح سواء أكان ذلك في المدرسة أو في البيت؛ لذلك يجب على الطفل في عمر السادسة أن يكون قادرًا على التركيز لأداء مهمة محددة لمدة 15 دقيقة على الأقل، ومع بداية السنة التاسعة من عمر الطفل يُتوقَّعُ أن يكون الطفل قادرًا على التركيز ما لا يقلّ عن ساعة كاملة لأداء مهمّة محدّدة، كما يجدر في هذه المرحلة تعليم الطفل كيفية الثقة بنفسه حتى لو تعرض للإخفاق.[٧]

اللغة

في المرحلة الابتدائيّة تتحسن قدرة الطفل على القراءة، مع تحسّن قدرته على نطق الكلمات وتهجئتها بشكلٍ ملحوظ،[٣] ويجب على الطفل في المراحل الدراسيّة الأولى أن يكون قادرًا على استخدام جمل قصيرة وبسيطة ولكنها مكتملة المعنى، إذ تحتوي هد الجمل على 5-7 كلمات تقريبًا، ومع دخول مراحل الدراسة الأساسية تتحسّن قدرة الطفل على النطق وتتحسن قدرته على استخدام القواعد في الجمل، مع استخدامه لجمل أكثر تعقيدًا مع تقدّمه في العمر، ويُعزى سبب تأخر بعض الأطفال في النطق وتكوين الجمل إلى وجود مشاكل مرتبطة بالسمع أو بالإدراك، كما أنّ ضعف قدرة الأطفال في التعبير عن أنفسهم قد يؤدي إلى ميلهم للعدوانيّة، والانفعال، وسرعة الغضب، أما ما يتعلق باستجابة الطفل للأوامر والمهام فيمكن للطفل مع بداية سن السادسة الاستجابة لثلاثة أوامر متتالية، ومن الممكن أن يستجيب إلى خمسة أوامر متتالية في سنّ العاشرة، ومن الجدير بالذكر أنَّ الأطفال الذين يواجهون مشاكل متعلقة بمتابعة المهام والأوامر يحاولون إخفاء المشكلة من خلال تشتيت الانتباه والتهريج، علمًا أن الأطفال في هذا العمر يتجنبون طلب المساعدة بسبب خوفهم من التعرض للمضايقات.[٨]

الخصائص المعرفية

فيما يأتي توضيحٌ لبعض الخصائص المعرفيّة الرئيسيّة التي قد يكتسبها الطفل خلال المرحلة الابتدائيّة:[٩]

  • من عمر 6-7 سنوات:
    • إدراك مفهوم الأرقام.
    • القدرة على التمييز بين اليد اليمنى واليسرى.
    • معرفة وقت النهار من وقت المساء.
    • القدرة على معرفة الوقت.
    • القدرة على إعادة رسم بعض الأشكال المعقّدة مثل المَعين.
    • توضيح عمل بعض الأشياء والهدف من استخدامها.
    • عدّ ثلاثة أرقام من الأكبر إلى الأصغر.
    • قراءة بعض الكتب المناسبة لعمره.
  • من عمر 8-9 سنوات:
    • القدرة على عد الأرقام من الأكبر إلى الأصغر.
    • معرفة تاريخ اليوم.
    • قراءة الكتب بشكل أكبر والاستمتاع بالقراءة.
    • إدراك المفهوم العام للفضاء.
    • فهم الكسور.
    • الرسم والتلوين.
    • ذكر أيّام الأسبوع والأشهر بالترتيب.
    • الاستمتاع بتجميع الأشياء.
  • من عمر 10-12 سنة:
    • كتابة القصص والرسائل والاستمتاع بذلك.
    • التمكّن من القراءة.
    • الاستمتاع باستخدام الهاتف.

الخصائص السلوكية

يكتسب الطفل سلوكياتٍ مختلفة خلال نموه، ويُشَارُ إلى أنَ التفاعل والاندماج في المجتمع يشكلان جزءًا مهمًا من حياة الطفل؛ لذلك يلاحظ الوالدان خلال سنوات الدراسة وجود مرحلة انتقالية يمر فيها الطفل حيث يتغير فيها سلوك الطفل من اللعب الفرديّ إلى الرغبة في تكوين الصداقات المختلفة والانضمام إلى المجموعات، حيث يميل الأطفل بشكلٍ عام إلى تشكيل صداقات مع الأفراد من نفس الجنس وقد يلاحظ الوالدين عدم استلطاف الطفل للجنس الآخر، علمًا أنًّ هذه الأفكار تبدأ بالتلاشي بشكلٍ تدريجيّ مع التقدّم في العمر والاقتراب من سنّ البلوغ، وعلى الرغم من أهمية تكوين الصداقات للطفل في هذه المرحلة إلّا أنّ الطفل يبقى متعلقًا بأهله ويرغب بالتواجد معهم،[٦] وخلال مرحلة الدراسة تزداد أهمية تقبُّل الطفل من قِبل أصدقائه ومحيطه، لذلك قد يميل الأطفال إلى الاشتراك في سلوكياتٍ معينة بهدف أن يكونوا جزءًا من المجموعة، ويكمن دور الأهل خلال هذه المرحلة بتعزيز ثقة الطفل وشعوره بالقبول ضمن هذه المجموعات لذلك يُنصح بالحديث مع الطفل حول هذه السلوكيات مع الطفل.[٨]

وقد يلاحظ الأهل خلال المرحلة الابتدائيّة ممارسة الطفل لبعض السلوكيّات غير السليمة مثل: الكذب، والغش، والسرقة، ويحدث ذلك بسبب فضول الطفل للكشف عن ردّة فعل الأهل، والأصدقاء، والمدرسة، والمجتمع في حال تجاوز القوانين الواجب اتباعها، ويجب على الأهل في هذه الحالة التعامل مع سلوكيات الطفل بخصوصية وتجنّب توبيخ الطفل أمام الآخرين بهدف عدم تعريض طفلهم لمضايقات الأصدقاء، علمًا أنه يجب على الأهل الموازنة بين العقاب والمسامحة وفقًا للسلوك الصادر من الطفل،[٨] وفي هذه المرحلة قد يتشكّل لدى الطفل الشعور بالخوف تجاه بعض الأمور المجهولة مثل الخوف من الظلام، أو الموت، أو التعرض للإصابة، أو من اللصوص، بالإضافة إلى إدراك الطفل لبعض المفاهيم الخاصة بالعالم المحيط، ويبدأ الطفل بالتفكير بمنطقيّة لفهم الأحداث وتفسيرها تفسيرًا منطقيًّا، حيث تتحسن ذاكرته وقدرته على فهم الأفكار والتعليمات، كما أن الطفل يكون قادرًا على اتباع التوجيهات المعقّدة بهدف حل المشكلات،[٣] وفيما يأتي توضيحٌ لبعض السلوكيّات الأخرى الشائعة التي قد تظهر خلال المرحلة الابتدائيّة لدى الطفل:[١٠]

  • من عمر 6-7 سنوات:
    • الغيرة من الأقرباء وغيرهم.
    • التعاون والمشاركة.
    • حبّ تقليد البالغين.
    • الرغبة باللعب الفردي، ولكن امتلاك الصدقات يصبح مهمًا.
    • اللعب مع الأطفال من نفس الجنس.
    • تقبّل شكل الجسم.
    • حدوث بعض نوبات الغضب.
    • حب اللعب بالألعاب اللوحيّة.
  • من عمر 8-9 سنوات:
    • الرغبة في اللعب والمنافسة.
    • البدء بتكوين صداقات من كلا الجنسين، واللعب مع الأطفال من الجنس الآخر.
    • الاهتمام بالعلاقات مع الجنس الآخر دون الاعتراف بذلك أمام الآخرين.
    • الاستمتاع بالانضمام لتجمعات الأصدقاء.
  • من عمر 10-12 سنة:
    • حب واحترام الوالدين.
    • الاستمتاع بالحديث مع الآخرين.
    • زيادة الاهتمام بالجنس الآخر.
    • الاهتمام الشديد بعلاقته مع أصدقائه وقد يمتلك الطفل صديقًا مقرّبًا في هذه المرحلة.

متى تجدر مراجعة الطبيب؟

تجدر مراجعة الطبيب في حال القلق أنَّ الطفل أو المراهق لا ينمو بالشكل الكافي، أو في حال تأخر ظهور أيٍ من المعالم التطورية خلال نمو الطفل، أو في حال تطوّر علامات النمو الرئيسيّة لدى الطفل مع ملاحظة فقدان القدرات المكتسبة بعد فترة من الزمن، وقد يُعزى سبب عدم حدوث أو تأخر ظهور المعالم التطورية لدى الطفل لوجود مشاكل صحية أخرى مثل: وجود مشاكل في السمع؛ حيث إنَّ مشاكل السمع قد تؤدي إلى حدوث تأخر في النطق وإتقان اللغة، أو أن يكون الطفل مصابًا باضطرابٍ تطوري كمرض التوحد (بالإنجليزية: Autism)، أو بسبب تغير الحالة العاطفيّة للطفل والتي قد تؤدي إلى حدوث تأخر مؤقت لظهور بعض المعالم التطورية، ويُشار إلى ضرورة الانتباه إلى وجود العلامات التي قد تدل على تأخر ظهور المعالم التطورية لدى الطفل، حيثُ إنّ الكشف المبكّر للمشكلة يساهم في حصول الطفل على العلاج المناسب وعلاج المشكلة قبل تطوّرها وتأثيرها في النمو.[١١]

المراجع

  1. “The Growing Child: School-Age (6 to 12 Years)”, www.stanfordchildrens.org, Retrieved 12-1-2021. Edited.
  2. “Growth and development – primary school children”, www.betterhealth.vic.gov.au, Retrieved 12-1-2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث “Normal Growth and Development of School Age Children”, www.drugs.com,16-11-2020، Retrieved 12-1-2021. Edited.
  4. ^ أ ب “School-age children development”, www.mountsinai.org, Retrieved 12-1-2021. Edited.
  5. “Your Growing Child | School-Age (6 to 12 Years)”, www.beaumont.org, Retrieved 12-1-2021. Edited.
  6. ^ أ ب “Child Development Guide: 6 to 12 Years (School Age)”, www.choc.org, Retrieved 21-1-2021. Edited.
  7. “School-age children development”, amitahealth.adam.com, Retrieved 12-1-2021. Edited.
  8. ^ أ ب ت “School-age children development”, medlineplus.gov, Retrieved 12-1-2021. Edited.
  9. “The Growing Child: School-Age (6 to 12 Years)”, www.bartonhealth.org, Retrieved 12-1-2021. Edited.
  10. “The Growing Child: School-Age (6 to 12 Years)”, www.uhhospitals.org, Retrieved 12-1-2021. Edited.
  11. “Growth and Development Milestones”, www.healthlinkbc.ca,22-8-2019، Retrieved 12-1-2021. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خصائص النمو الجسدية للمرحلة الابتدائية

يختلف الأطفال في جوانبٍ عدة مثل: الشخصية، والاهتمامات، والقدرات، ولكن توجد مجموعة من خصائص النمو يشترك فيها الأطفال ضمن الفئة العمرية من 6-12 سنة التي تُعرف بالمرحلة الابتدائية، مع مراعاة اختلاف معدل النمو من طفلٍ لآخر؛[١] حيث يتأثر معدل النمو بكلٍ من: العوامل الجينية، والصحّة العامّة للجسم، والتغذية المتوازنة، ويُشار إلى أنّ معدل النمو عند الأطفال في المرحلة الابتدائية يكون بطيئًا وثابتًا وفي أغلب الأحيان لا يكون متتابعًا؛ حيث يحدث النمو في أغلب الأحيان على شكل هبّات متفرّقة، مما قد يؤدي إلى حدوث تغيّر ملحوظ في الطول والوزن خلال مدة قصيرة،[٢] وفيما يأتي توضيحٌ لمراحل النمو الجسدية لدى الأطفال في المرحلة الابتدائيّة:[٣]

  • مع بداية المرحلة الابتدائيّة قد يصل متوسط طول الطفل إلى ما يقارب 110 سنتيميتر، وقد يصل وزنه إلى ما يقارب 20 كيلوغرامًا.
  • مع اقتراب سنّ البلوغ يزداد وزن وطول الطفل بسرعة ليصل وزن الطفل في سنّ الثانية عشر إلى ما يقارب 40 كيلوغرامًا، وقد يصل طوله إلى ما يقارب 150 سنتيميترًا، مع حدوث زيادة في سرعة نمو العظام، والعضلات، والدهون، وقد تحدث هذه التغيرات بشكلٍ أسرع في حال وصول الطفل لمرحلة البلوغ في سن مبكرة.
  • تزداد قوة الطفل وقدرته على التوازن، وتتحسن مهاراته الحركية، ويمكن للطفل المشاركة في الألعاب الرياضية المختلفة في هذه المرحلة،[٣] ومن الجدير بالذكر توضيح أثر النشاط الرياضي خلال المرحلة الابتدائيّة في تقليل خطر الإصابة بالسمنة وأمراض القلب لدى البالغين، لهذا السبب يجب على الأطفال ضمن هذه الفئة العمرية ممارسة النشاط البدنيّ لمدة ساعة واحدة على الأقل بشكلٍ يوميّ.[٤]

ويُشَارُ إلى أنّ المرحلة الابتدائية قد تشهد بدء تطور الخصائص الجنسيّة الثانوية بالإنجليزية: Secondary sex characteristics)، مع وجود اختلاف كبير في العمر الذي يبدأ فيه تطور هذه الخصائص، واختلاف الخصائص التي تظهر باختلاف الجنس حيث تتضمن الخصائص الجنسية الثانوية للإناث نمو الثدي وظهور شعر الإبط والعانة، أمّا بالنسبة للصفات الجنسيّة الثانوية للذكور فتتضمّن ظهور شعر الإبط، والصدر، والعانة، ونمو الخصيتين والعضو الذكري.[٤]

معالم تطور الشخصية للمرحلة الابتدائية

يكتسب الطفل مع تقدّمه في العمر قدرات جديدة، بالإضافة إلى تطور بعض القدرات التي كان يمتلكها،[٥] وفيما يأتي توضيحٌ لبعض معالم تطور الشخصية لدى الأطفال في المرحلة الابتدائية:

المفاهيم العامة

على الرغم من اختلاف معدلات النمو بين الأطفال كما ذكرنا سابقًا واختلافهم في الرغبات والاهتمامات، إلا أنَّ الأطفال يشتركون ببعض الأحداث الرئيسية، وتختلف هذه الأحداث باختلاف العمر؛ لذلك يتم تقسيمها حسب الفئة العُمُريّة كما يأتي:[٦]

  • من عمر 6-7 سنوات:
    • سقوط أول سن لدى الطفل.
    • الرغبة في الرسم والتلوين.
    • الانشغال في الأنشطة المختلفة والاستمتاع بها.
    • بلوغ حدّة النظر مرحلة الذروة.
    • ممارسة بعض الأنشطة الرياضيّة مثل ركوب الدراجة والقفز على الحبل.
    • ممارسة المهارات المختلفة والتدرب عليها.
  • من عمر 8-9 سنوات:
    • اكتساب الرشاقة في حركاته وقدراته.
    • كثرة الركض، والقفز، والمطاردة.
    • القدرة على ارتداء الملابس دون مساعدة الآخرين.
    • القدرة على استخدام بعض المعدّات مثل مفكّ البراغي، والمطرقة.
  • من عمر 10-12 سنة:
    • اكتمال نمو الأسنان الدائمة لدى الطفل.
    • الرغبة في ممارسة بعض الأنشطة مثل الرسم والخياطة.

المدرسة

بشكلٍ عام يكون الطفل قادرًا على التعلُّم ودخول المدرسة مع بداية سن الخامسة، حيث يتم التركيز خلال السنوات الدراسية الأولى على تعليم الطفل المفاهيم الأساسية، وفي الصف الثالث يبدأ الاهتمام بالمحتوى التعليميّ أكثر من التركيز على قدرة الطفل على تمييّز الأحرف والكلمات، ومن الجدير بالذكر أنَّ قدرة الطفل على الانتباه والتركيز تعد عاملًا أساسيًا للنجاح سواء أكان ذلك في المدرسة أو في البيت؛ لذلك يجب على الطفل في عمر السادسة أن يكون قادرًا على التركيز لأداء مهمة محددة لمدة 15 دقيقة على الأقل، ومع بداية السنة التاسعة من عمر الطفل يُتوقَّعُ أن يكون الطفل قادرًا على التركيز ما لا يقلّ عن ساعة كاملة لأداء مهمّة محدّدة، كما يجدر في هذه المرحلة تعليم الطفل كيفية الثقة بنفسه حتى لو تعرض للإخفاق.[٧]

اللغة

في المرحلة الابتدائيّة تتحسن قدرة الطفل على القراءة، مع تحسّن قدرته على نطق الكلمات وتهجئتها بشكلٍ ملحوظ،[٣] ويجب على الطفل في المراحل الدراسيّة الأولى أن يكون قادرًا على استخدام جمل قصيرة وبسيطة ولكنها مكتملة المعنى، إذ تحتوي هد الجمل على 5-7 كلمات تقريبًا، ومع دخول مراحل الدراسة الأساسية تتحسّن قدرة الطفل على النطق وتتحسن قدرته على استخدام القواعد في الجمل، مع استخدامه لجمل أكثر تعقيدًا مع تقدّمه في العمر، ويُعزى سبب تأخر بعض الأطفال في النطق وتكوين الجمل إلى وجود مشاكل مرتبطة بالسمع أو بالإدراك، كما أنّ ضعف قدرة الأطفال في التعبير عن أنفسهم قد يؤدي إلى ميلهم للعدوانيّة، والانفعال، وسرعة الغضب، أما ما يتعلق باستجابة الطفل للأوامر والمهام فيمكن للطفل مع بداية سن السادسة الاستجابة لثلاثة أوامر متتالية، ومن الممكن أن يستجيب إلى خمسة أوامر متتالية في سنّ العاشرة، ومن الجدير بالذكر أنَّ الأطفال الذين يواجهون مشاكل متعلقة بمتابعة المهام والأوامر يحاولون إخفاء المشكلة من خلال تشتيت الانتباه والتهريج، علمًا أن الأطفال في هذا العمر يتجنبون طلب المساعدة بسبب خوفهم من التعرض للمضايقات.[٨]

الخصائص المعرفية

فيما يأتي توضيحٌ لبعض الخصائص المعرفيّة الرئيسيّة التي قد يكتسبها الطفل خلال المرحلة الابتدائيّة:[٩]

  • من عمر 6-7 سنوات:
    • إدراك مفهوم الأرقام.
    • القدرة على التمييز بين اليد اليمنى واليسرى.
    • معرفة وقت النهار من وقت المساء.
    • القدرة على معرفة الوقت.
    • القدرة على إعادة رسم بعض الأشكال المعقّدة مثل المَعين.
    • توضيح عمل بعض الأشياء والهدف من استخدامها.
    • عدّ ثلاثة أرقام من الأكبر إلى الأصغر.
    • قراءة بعض الكتب المناسبة لعمره.
  • من عمر 8-9 سنوات:
    • القدرة على عد الأرقام من الأكبر إلى الأصغر.
    • معرفة تاريخ اليوم.
    • قراءة الكتب بشكل أكبر والاستمتاع بالقراءة.
    • إدراك المفهوم العام للفضاء.
    • فهم الكسور.
    • الرسم والتلوين.
    • ذكر أيّام الأسبوع والأشهر بالترتيب.
    • الاستمتاع بتجميع الأشياء.
  • من عمر 10-12 سنة:
    • كتابة القصص والرسائل والاستمتاع بذلك.
    • التمكّن من القراءة.
    • الاستمتاع باستخدام الهاتف.

الخصائص السلوكية

يكتسب الطفل سلوكياتٍ مختلفة خلال نموه، ويُشَارُ إلى أنَ التفاعل والاندماج في المجتمع يشكلان جزءًا مهمًا من حياة الطفل؛ لذلك يلاحظ الوالدان خلال سنوات الدراسة وجود مرحلة انتقالية يمر فيها الطفل حيث يتغير فيها سلوك الطفل من اللعب الفرديّ إلى الرغبة في تكوين الصداقات المختلفة والانضمام إلى المجموعات، حيث يميل الأطفل بشكلٍ عام إلى تشكيل صداقات مع الأفراد من نفس الجنس وقد يلاحظ الوالدين عدم استلطاف الطفل للجنس الآخر، علمًا أنًّ هذه الأفكار تبدأ بالتلاشي بشكلٍ تدريجيّ مع التقدّم في العمر والاقتراب من سنّ البلوغ، وعلى الرغم من أهمية تكوين الصداقات للطفل في هذه المرحلة إلّا أنّ الطفل يبقى متعلقًا بأهله ويرغب بالتواجد معهم،[٦] وخلال مرحلة الدراسة تزداد أهمية تقبُّل الطفل من قِبل أصدقائه ومحيطه، لذلك قد يميل الأطفال إلى الاشتراك في سلوكياتٍ معينة بهدف أن يكونوا جزءًا من المجموعة، ويكمن دور الأهل خلال هذه المرحلة بتعزيز ثقة الطفل وشعوره بالقبول ضمن هذه المجموعات لذلك يُنصح بالحديث مع الطفل حول هذه السلوكيات مع الطفل.[٨]

وقد يلاحظ الأهل خلال المرحلة الابتدائيّة ممارسة الطفل لبعض السلوكيّات غير السليمة مثل: الكذب، والغش، والسرقة، ويحدث ذلك بسبب فضول الطفل للكشف عن ردّة فعل الأهل، والأصدقاء، والمدرسة، والمجتمع في حال تجاوز القوانين الواجب اتباعها، ويجب على الأهل في هذه الحالة التعامل مع سلوكيات الطفل بخصوصية وتجنّب توبيخ الطفل أمام الآخرين بهدف عدم تعريض طفلهم لمضايقات الأصدقاء، علمًا أنه يجب على الأهل الموازنة بين العقاب والمسامحة وفقًا للسلوك الصادر من الطفل،[٨] وفي هذه المرحلة قد يتشكّل لدى الطفل الشعور بالخوف تجاه بعض الأمور المجهولة مثل الخوف من الظلام، أو الموت، أو التعرض للإصابة، أو من اللصوص، بالإضافة إلى إدراك الطفل لبعض المفاهيم الخاصة بالعالم المحيط، ويبدأ الطفل بالتفكير بمنطقيّة لفهم الأحداث وتفسيرها تفسيرًا منطقيًّا، حيث تتحسن ذاكرته وقدرته على فهم الأفكار والتعليمات، كما أن الطفل يكون قادرًا على اتباع التوجيهات المعقّدة بهدف حل المشكلات،[٣] وفيما يأتي توضيحٌ لبعض السلوكيّات الأخرى الشائعة التي قد تظهر خلال المرحلة الابتدائيّة لدى الطفل:[١٠]

  • من عمر 6-7 سنوات:
    • الغيرة من الأقرباء وغيرهم.
    • التعاون والمشاركة.
    • حبّ تقليد البالغين.
    • الرغبة باللعب الفردي، ولكن امتلاك الصدقات يصبح مهمًا.
    • اللعب مع الأطفال من نفس الجنس.
    • تقبّل شكل الجسم.
    • حدوث بعض نوبات الغضب.
    • حب اللعب بالألعاب اللوحيّة.
  • من عمر 8-9 سنوات:
    • الرغبة في اللعب والمنافسة.
    • البدء بتكوين صداقات من كلا الجنسين، واللعب مع الأطفال من الجنس الآخر.
    • الاهتمام بالعلاقات مع الجنس الآخر دون الاعتراف بذلك أمام الآخرين.
    • الاستمتاع بالانضمام لتجمعات الأصدقاء.
  • من عمر 10-12 سنة:
    • حب واحترام الوالدين.
    • الاستمتاع بالحديث مع الآخرين.
    • زيادة الاهتمام بالجنس الآخر.
    • الاهتمام الشديد بعلاقته مع أصدقائه وقد يمتلك الطفل صديقًا مقرّبًا في هذه المرحلة.

متى تجدر مراجعة الطبيب؟

تجدر مراجعة الطبيب في حال القلق أنَّ الطفل أو المراهق لا ينمو بالشكل الكافي، أو في حال تأخر ظهور أيٍ من المعالم التطورية خلال نمو الطفل، أو في حال تطوّر علامات النمو الرئيسيّة لدى الطفل مع ملاحظة فقدان القدرات المكتسبة بعد فترة من الزمن، وقد يُعزى سبب عدم حدوث أو تأخر ظهور المعالم التطورية لدى الطفل لوجود مشاكل صحية أخرى مثل: وجود مشاكل في السمع؛ حيث إنَّ مشاكل السمع قد تؤدي إلى حدوث تأخر في النطق وإتقان اللغة، أو أن يكون الطفل مصابًا باضطرابٍ تطوري كمرض التوحد (بالإنجليزية: Autism)، أو بسبب تغير الحالة العاطفيّة للطفل والتي قد تؤدي إلى حدوث تأخر مؤقت لظهور بعض المعالم التطورية، ويُشار إلى ضرورة الانتباه إلى وجود العلامات التي قد تدل على تأخر ظهور المعالم التطورية لدى الطفل، حيثُ إنّ الكشف المبكّر للمشكلة يساهم في حصول الطفل على العلاج المناسب وعلاج المشكلة قبل تطوّرها وتأثيرها في النمو.[١١]

المراجع

  1. “The Growing Child: School-Age (6 to 12 Years)”, www.stanfordchildrens.org, Retrieved 12-1-2021. Edited.
  2. “Growth and development – primary school children”, www.betterhealth.vic.gov.au, Retrieved 12-1-2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث “Normal Growth and Development of School Age Children”, www.drugs.com,16-11-2020، Retrieved 12-1-2021. Edited.
  4. ^ أ ب “School-age children development”, www.mountsinai.org, Retrieved 12-1-2021. Edited.
  5. “Your Growing Child | School-Age (6 to 12 Years)”, www.beaumont.org, Retrieved 12-1-2021. Edited.
  6. ^ أ ب “Child Development Guide: 6 to 12 Years (School Age)”, www.choc.org, Retrieved 21-1-2021. Edited.
  7. “School-age children development”, amitahealth.adam.com, Retrieved 12-1-2021. Edited.
  8. ^ أ ب ت “School-age children development”, medlineplus.gov, Retrieved 12-1-2021. Edited.
  9. “The Growing Child: School-Age (6 to 12 Years)”, www.bartonhealth.org, Retrieved 12-1-2021. Edited.
  10. “The Growing Child: School-Age (6 to 12 Years)”, www.uhhospitals.org, Retrieved 12-1-2021. Edited.
  11. “Growth and Development Milestones”, www.healthlinkbc.ca,22-8-2019، Retrieved 12-1-2021. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى