المقال
يعرّف المقال بأنّه: فنٌ أدبيّ من الفنون الكتابيّة، يتناول موضوعاً معيناً، ويقدّم في قالبٍ أدبيٍّ، أو علميٍّ، أو ترفيهيٍّ، حسب الموضوع الذي يطرحه. والمقال فكرةٌ في رأس صاحبه، يستمده من مجموعةٍ من الظروف، ليعبّر من خلاله عن رأيه في قضيةٍ اجتماعيةٍ، أو سياسيةٍ، أو دينيةٍ، أو ثقافيةٍ وغيرها، وهو يقوم على عنصرين أساسيين هما:
- العنصر الموضوعيّ: والذي يستمده الكاتب من مشاهداته، أو قراءاته.
- العنصر الذاتيّ: وفيه يستغلّ الكاتب العنصر الموضوعيّ، ويشكله تشكيلاً جديداً، فيصبح المقال خاضعاً للعنصر الذاتي.
إن أفضل الفنون الأدبية التي تعزّز كتابة المقال تكون في الحكاية، والمثل الشعبيّ، والإشارات اليوميّة، التي ربما تكون عابرةً لا يهتمّ بها الإنسان العاديّ، إلّا أنّ كاتب المقال يستمدّ منه موضوعاً معيناً، ثمّ يسبغ عليه شيئاً من ذاتيته فيبدو موضوعه جديداً.
مفهوم المقال الأدبيّ
المقال الأدبيّ: عبارةٌ عن وحدةٍ نثريةٍ تتناول قضيةً أدبيةً بأسلوبٍ شيق، ومنظم، ضمن عددٍ معينٍ من السطور، تصف فيه حدثاً معيناً بأسلوبٍ أدبيٍّ، بسيطٍ، وواضحٍ، يعين المتلقي على فهم المضمون فهماً سليماً. ويختلف أسلوب المقال باختلاف موضوعه، فإن تناول صاحبُ المقال موضوعَه بطريقة ذاتيةٍ إنشائيةٍ يأتي مقاله أدبياً يمتاز بخصائص الأدب، وهي: العاطفة، والخيال، واللفظ الموحي بالمعنى، والبديع، وجمال العرض.
عناصر المقال الأدبيّ
- المقدمة: تكون بقصد التهيئة والتشويق، لهذا يعمد الكاتب إلى وضع قصّةٍ، أو مثلٍ، أو حكايةٍ، أو بيتٍ من الشعر، يكون لتهيئة القارئ وتشويقه لما سيعرض عليه من أفكارٍ، أو آراء.
- العرض: وهو لُبّ المقال، ويجب أن يكون متصلاً بالمقدمة، بحيث لا يشعر القارئ أنّ هناك فصلاً بين العرض، والمقدمة، وفي هذه المرحلة يطرح الكاتب آراءه الخاصّة حول القضية المطروحة، وقد تكون هذه الآراء معارضةً، أو موافقةً، فإذا عارض الكاتب رأياً يجب أن لا يلجأ إلى أساليب تجرح النفس المهذبة، وعليه كذلك أن يبتعد عن الوعظ، والنصح، المباشر، لأنّ النصح، والوعظ ليس مكانهما المقالة.
- الخاتمة: وتكون إشعاراً من الكاتب للقارئ بأنّه سينهي المقال، وغالباً ما ينهي الكاتب حديثة بكلمات: وأخيراً، أو ختاماً، أو يكرّر الأفكار التي طرحها ضمن عرض المقال، أو يكرّر جملةً مهمةً أوردها في مقدمته.
خصائص المقال الأدبيّ
- الوحدة في الموضوع.
- الترتيب التسلسيّ، والمنطقيّ للأفكار المطروحة، بحيث تكون كلّ فكرةٍ ممهدةً للفكرة التي بعدها، و نتيجةً للفكرة التي سبقتها.
- الالتزام بعرض عناصر المقال.
- التقيّد بوضوح الفكرة، والابتعاد عن استخدام الألفاظ الغريبة.
- التقيّد بعددٍ معينٍ من الكلمات، أو الأسطر لتنشر على صفحات صحفٍ، أو مجلاتٍ ورقيةٍ، أو إلكترونيةٍ.
- تعتمد على أسلوب الخيال الأدبيّ، والتصوير، والتشبيه، والاستعارات.
- تستخدم فيه عباراتٌ جزلة الألفاظ، بسيطة المعنى، بمعنى أن يكون النص الأدبي غير معقدٍ.
- التركيز على عمق الأفكار، ووضوحها.
- استخدام لغةٍ سليمةٍ إملائياً، وقواعدياً.