'); }
الحوار
يعتبرُ الحوارُ من أهمِ وسائلِ الاتصالِ الفعّالةِ لدى الانسان؛ حيث يحاولُ المتحاورون الوصول إلى معرفةِ الحقيقةِ، والسّيرِ بطريقِ الاستدلالِ الصّحيح للوصولِ إلى المعرفةِ، ولعلّ من أهمِ حاجاتِ الإنسانِ الأساسيةِ والّتي يصعبُ على المجتمعاتِ العيش دونها التّواصلُ والحوار؛ حيث إنّ استمرار طرقِ وسبلِ الحوارِ والتّواصلِ بين المجتمعات هي من أسبابِ الألفةِ والعيشِ الكريم ضمنَ المجتمعات وإن اختلفت أفكارها؛ لأنها ستكونُ قادرةً على إيجادِ الحلولِ للمشاكل الّتي تصادفها، وتعالجُ مواطنَ الضّعفِ والخلافِ بين أفرادها، وتضيّق فجواتِ التّنافرِ الّتي قد تحدثُ بسببِ قلّةِ الحوار.
خصائص الحوارِ الفعّال
للحوارِ البناءِ والهادفِ مجموعةٌ من الخصائصِ الّتي لا بدّ أن يمتاز بها الحوار والمتحاورون؛ حتى لا يفقدَ الحوارُ هدفهُ الأساسي، ويتحولَ إلى جدلٍ عقيمٍ لا فائدةَ منه، ومن هذه الخصائص نذكر:
'); }
- تحديدُ الموضوع الّذي يتم النّقاش فيه، وعدم توسعته بشكلٍ كبير.
- التمكن من الموضوع الّذي يجري الحوار فيه، والاعتراف بعدم المعرفةِ عند الحديث عن نقطة لا يعرفها.
- الاعتذارُ عند الخطأ، وشكرُ الطّرف الآخر عند التّنبيه عليه.
- إقامةُ الحجةِ بالبراهينِ والأدلةِ الصّحيحةِ، وعدم استخدامِ الأقوالِ البعيدة عن الصحّةِ والحقيقةِ.
- تقبل الرّأي والرّأي الآخر مهما كانا مختلفين عن بعضهما.
- محاولة تقريب وجهات النّظر بين المتحاورين والوصول للحقيقة، وليس النّصر لرأيٍ على حساب الآخر، فليس من الضّرورة أن أحد الآراء هو الصّحيح، فالصّحُ والخطأ أمر نسبي عند البشر.
- محاولة جذبِ الطّرفِ الآخر والثّناءِ عليه، وذكر مواطن الاتفاق والتّشابه قبل مواطن الاختلاف، الأمر الّذي يجعلُ الحوارَ إيجابياً ومريحاً ومنفتحاً.
- التّحلي بالصّبر وسعة الصّدر عند مناقشة الآخر، وتقبل تمسكه برأيه، ومحاولة إقناعه عن العدول عنه إذا كان خاطئاً بالحجة والإقناع والموعظةِ الحسنة، وذلك لقوله تعالى: (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ).
- احترام الجميع وإعطاء كل طرفٍ حقّه في الدّفاع عن رأيه والاستماع له دون مقاطعة، واستخدام الكلمات والألفاظ اللائقة، والابتعاد عن استخدام أسلوب التّجريح والذّم والقدح لمجرد اختلاف الآراء.
- عدم التّسرع أثناء طرحِ الأفكارِ، والتّأكد من فهمِ الطّرفِ الآخر للحديث، وأنّ الفكرة قد وصلتهُ بطريقةٍ صحيحةٍ.
- البُعد عن الاستعجالِ في الردِّ على الخَصم.
- المحافظةُ على الهدوءِ وعدم الانفعالِ والغضبِ أثناء الحوار.
يجب التّأكيد على أنّ هذه الأمور الّتي ذكرناها سابقاً لا تأتي دفعةً واحدةً وإنّما تحتاج إلى التّدريب وتعلّم ضبط النّفسِ ورباطةِ الجأشِ، والتحلّي بأخلاق أهل العلم والمعرفةِ.