الآداب

حوار بين الليل والنهار

صورة مقال حوار بين الليل والنهار

حوار بين الليل والنهار عن إيجابياتهما

اجتمع الليل والنهار ذات يوم يتذاكرون فيما بينهم أيّهم الأفضل، فدار الحوار الآتي:

النهار: أنا أفضل من الليل، فلا أحد يُمكنه أن يُنازعني، فقد خصني الله -عز وجل- بمزايا، قال تعالى: {وجعلنا النهار معاشًا[١] فالناس يطلبون الرزق في وقتي، إذ ينتشرون في مناكب الأرض.

الليل: رويدك، وعلى رسلك يا أيّها النهار، ورغم أنّ ما ذكرته صحيحًا لا يُمكن نكرانه، إلّا أنّ أُولئك الناس الذين كنت قد ذكرتهم في كلامك لا يستطيعون أبدًا أن يسعوا في الأرض، وأن يبحثوا عن أرزاقهم، لولا أن أبدانهم وعقولهم وأجسادهم قد استراحت في الليل؛ وذلك؛ لأنّ اللّيل ملاذهم لكي يغدوا نشيطين.

أكمل الليل حديثه: قال تعالى: {قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمدًا إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بضياء أفلا تسمعون[٢] وذلك أنّ الليل فيه ملاذ البشر وسكونهم بعد التعب.

حوار بين الليل والنهار عن أجمل ما فيهما

بعد أن حاول كل من الليل والنهار إظهار إيجابياتهما، دار الحوار الآتي:

النهار: إنّي لا أنكر ذلك أبدًا، ولكن إيّاك أن تهمل، وتنسى أيّها اللّيل أنّ الشمس تُشرق وتظهر في وقتي، أيّ في النهار، والتي تملأ الأرض سرورًا وبهجةً للناس، بل إياك أن تنسى أيضًا أنّ النبات وحتى الأزهار لا تتفتح إلا بقدومي، ولا تنسَ أيضًا أنّ الحشرات والجراثيم تهلك وتتوارى إذا أقبلت.

قال الليل: إنّ ما تقدمت به لصحيح، ولكن إيّاك أن تنسى أنّ الناس ينتظرون قدومي بفارغ الصبر، وذلك لما أحمل من روائع كونية تظهر في وقتي وتجذب المتأملين من الناس، وتجعلهم يسرحون بجمال قمري وشعاعه الفضي الجميل، والذي يمتاز بالروعة، ناهيك عن النجوم التي تضفي سحرًا وجمالًا.

حوار بين الليل والنهار عن عظمتهما

حاول كل من الليل والنهار إظهار أجمل ما فيهما، لكنهما لم يتوصلا لحل وردي، فدار حوار عن عظمة كل واحد منهما على النحو الآتي:

النهار: سأنتهي من هذه الأمور، وسأنتقل بك إلى أمور عظيمة جدًا، لا أتخيلك تقدر على هزيمتي فيها.

قال الليل: تفضل.

رد النهار: إنّي لأفضل منك، وذلك لما جعل الله فيا من العبادة وأيضًا لما كان لي من فضل كبير، وذلك أنّ خير الأيام عند الله أيام ذي الحجة، وهذه الأيام عظيمة جدًا فيها الكثير من الشعائر العظيمة، والتي تُقرب الناس إلى ربهم -تبارك وتعالى-.

الليل: لقد دخلت في أمور لا أظنك ستخرج منتصرًا علي فيها؛ وذلك أنّ في الليالي ليلة عبادتها عند الله خير من عبادة ألف شهر، وهي ليلة القدر، وناهيك عن بقية الليالي التي تحمل الأجر العظيم بقيامها من قبل الإنسان.

قال النهار: إنّ هذا لأمر عظيم جدًا.

حوار بين الليل والنهار عن خَلقهما

إنّ الليل والنهار لم يخلقا عبثًا، إنّما لله حكمة من تعاقبهما، وفي هذا الشأن دار الحوار الآتي:

الليل: أتدري أيّها النهار؟ الله لم يخلق شيئًا عبثًا، إنّما له تقدير في كل أمر.

النهار: صحيح ما تفضلت به، وأضف أنّنا حقيقةً من معجزاته في الكون، قال تعالى: {يُولج الليل في النهار ويُولج النهار في الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه لا يملكون من قطمير}.[٣]

نظر اللّيل والنهار إلى من حولهم من الناس، وأبلغوهم أنّ الله -تبارك وتعالى- لم يخلقهم عبثًا، فيا فوز المستغلين.

المراجع

  1. سورة النبأ، آية:11
  2. سورة القصص ، آية:71
  3. سورة فاطر، آية:13

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى