حُكم إخلاف الوعد
ذهب الجمهور من الحنفيّة والشافعيّة والحنابلة وبعض المالكيّة إلى أنّ الوفاء بالوعد ليس بواجبٍ بل هو مستحبٌّ، فمن أخلف بالوعد فلا إثم عليه لكنّه ارتكب أمراً مكروهاً كراهةً تنزيهيّةً، وذهب بعض أهل العلم إلى كون الوفاء بالوعد واجباً على الإطلاق، والبعض فصّل في هذا القول، فقالوا: إن كان الإخلاف بالوعد يترتّب عليه ضررٌ يجب الوفاء به، أمّا إن لم يترتّب عليه شيءٌ فهو أمرٌ مستحبٌّ.[١]
حالات إخلاف الوعد
قد يكون هناك حالاتٌ يُعذر المسلم فيها عند إخلاف الوعد أو العهد، ومن هذه الحالات:[٢]
- النسيان؛ فمن وعد شخصاً، ومن ثمّ نسي وقته أو نسي هذا الوعد فلا حرج في ذلك، إذ إنّ الله عفا عن النسيان في فعل حرامٍ أو ترك واجبٍ.
- الإكراه؛ فمن أكره على إخلاف الوعد، فذلك من الموانع التي تُجيز للمسلم عدم الوفاء؛ مثل من هُدّد بعقوبةٍ أو تمّ حبسه أو منع من الوفاء بالوعد.
- حصول أمرٍ طارئٍ من وفاةٍ أو مرضٍ أو تعطُّل وسيلة النقل التي يستخدمها.
الوفاء بالوعد مع الله
حثّ الإسلام على الوفاء بالعهد، وخاصّةً إذا كان العهد مع الله تعالى، وقد وصف الله الذين ينقضون العهد بالخسران، واختلف العلماء فيمن عاهد الله من ثمّ أخلف، إن كان هذا العهد يعدّ يميناً أم لا، فذهب الحنفيّة إلى أنّها من الأيمان؛ لأنّ اليمين هي عبارةٌ عن عهدٌ مع الله تعالى على فعل شيءٍ أو نفيه، وقال مالك: من حلف بميثاق الله أو عهده فهي يمينٌ، والحنابلة يعدّونه يميناً، أمّا الشافعيّة فذهبوا إلى أنّها لا تُعدّ يميناً إلّا بالنيّة، وقد تكون أحياناً يميناً ونذراً، وقد تكون فقط يميناً، فإذا فعلها والتزم بها على طاعةٍ وقربةٍ؛ فهي نذرٌ ويمينٌ، أمّا إن التزم بما ليس بقربةٍ، فتعتبر يميناً فقط.[٣]
المراجع
- ↑ “الوفاء بالوعد بين الإلزام والتخيير”، islamweb.net، 17-1-2002، اطّلع عليه بتاريخ 1-2-2019. بتصرّف.
- ↑ “ما هي حالات إخلاف الوعد ؟”، islamqa.info، 9-6-2003، اطّلع عليه بتاريخ 1-2-2019. بتصرّف.
- ↑ “مقولة أعاهد الله ألا أفعل كذا هل هي يمين أم نذر ويمين”، islamweb.net، 19-5-2010، اطّلع عليه بتاريخ 1-2-2019. بتصرّف.