المجموعة الشمسية

حركة الأرض حول الشمس

حركة الأرض حول الشمس

تدور الأرض في مدارها حول الشمس بالتزامن مع دورانها حول محورها،[١] كما تحتاج إلى 365 يوماً، و5 ساعات، و59 دقيقة، و16 ثانية لإتمام دورة كاملة حول الشمس، أيّ ما يُعادل 365.242199 يوماً شمسياً؛ وذلك السبب في إضافة يوم إلى شهر شباط كلّ 4 سنوات في السنة الكبيسة.[٢][٣]

خصائص حركة الأرض حول الشمس

توصلت بحوث علماء الفلك في العقود السابقة إلى أنّ مدار الأرض حول الشمس له عدةّ خصائص تُميّزه عن غيره من المدارات، وتُساعد دراستها على فهم آلية قياس الوقت المتبعة،[٣] وعليه توضَّح هذه الخصائص كالآتي:

الخصائص المدارية

تدور الأرض حول الشمس بسرعة 108,000 كم في الساعة، ممّا يعني أنّها تقطع 940 مليون كم تقريباً في الدورة الواحدة، ويُذكر أنّ المسافة بين الأرض والشمس تختلف من يوم إلى آخر؛ لأنّ المسافة بينهما تتغيّر وفقاً لموقع الأرض على المدار.[٣]

تكون الأرض أقرب ما يُمكن للشمس عندما تمرّ بالحضيض الشمسي (بالإنجليزية: Perihelion)، ويحدث ذلك في اليوم الثالث من شهر كانون الثاني من كلّ عام، بحيث تكون المسافة بينهما تُساوي 147,098,098 كم، كما تكون الأرض أبعد ما يُمكن عن الشمس عندما تمرّ بالأوج الشمسي (بالإنجليزية: Aphelion)، ويحدث ذلك في اليوم الرابع من شهر تموز من كلّ عام، بحيث تكون المسافة بينهما تُساوي 152,097,701 كم، ومن الجدير بالذكر أنّ متوسط المسافة بين الأرض والشمس يُساوي 149.6 مليون كم، ويُمكن قياس هذه المسافات أيضاً بوحدة الفرسخ الفلكي (AU).[٣]

المدار الإهليجي

يتميّز مدار كوكب الأرض بشكل أقرب للبيضاوي فهو ليس بشكل دائرة مثالية؛ حيث يُطلق عليه اسم المدار الإهليجي (بالإنجليزية: Elliptical Orbit) ، وشُرح شكل المدار لأول مرّة في كتاب الفلك الجديد (Astronomia Nova) لعالم الرياضيات والفلك الألماني يوهانس كيبلر.[٣]

اعتمد العلماء على عامل الانحراف المركزي للتعبير عن شكل المدار؛ حيث يُعبَّر عن الانحراف المركزي بمقياس يبدأ بالرقم صفر وينتهي بالرقم واحد؛ فكلّما اقترب عامل الانحراف المركزي من الصفر كان شكل مدار الكوكب أقرب للدائرة، وكلّما كان الرقم أقرب لواحد كان شكل المدار أقرب للشكل الإهليجي، ويُذكر أنّ الانحراف المركزي لمدار كوكب الأرض يساوي أقل من 0.02؛ وذلك يُفسّر سبب كون فرق المسافة بين مرور الأرض بالحضيض الشمسي والأوج الشمسي لا تتجاوز 5 مليون كم.[٣]

التغير الفصلي

يميل أحد نصفي الكرة الأرضية أثناء دورانها نحو الشمس ويميل الآخر بعيداً عن الشمس؛ وذلك لأنّ محور الكرة الأرضية مائل بمقدار 23.5°، كما أنّ تغير الفصول لا يعتمد على بُعد الأرض عن الشمس بل يعتمد على ميلان محورها بعيداً أو قريباً من الشمس.[٤][٥]

يُصاحب الجزء من الكرة الأرضية الذي يكون مائلاً باتجاه الشمس درجات حرارة مرتفعة نتيجة سقوط أشعة الشمس بشكل مباشر عليه، ويبدأ عندها في هذا الجزء فصل الصيف، ومع أنّ أشعة الشمس تستمرّ بالسقوط على الجزء الآخر أيّ الجانب المائل بعيداً عن الشمس في هذه الحالة إلّا أنّها لا تكون ساقطةً بشكل عامودي ومباشر عليه، فتنخفض درجات الحرارة على هذا الجانب ويبدأ فيه فصل الشتاء الذي يُصاحبه ساعات نهار أقل.[٤]

يتعذّر حصول جميع أجزاء نصف الكرة الأرضية على نفس المقدار من الدفء والضوء عند ميلانه نحو الشمس أو بعيداً عنها؛ لأنّ القطر يكون أكبر ما يُمكن عند خط الاستواء وأقل ما يُمكن عند الأقطاب، فهو يقل تدريجياً نحو الأعلى والأسفل؛ وعليه فإنّ المناطق القريبة من خط الاستواء تحصل على أكبر نسبة من الإشعاع الشمسي المباشر في كلا الحالتين مقارنةً بالأجزاء الأخرى من الأرض، وعليه تنخفض درجات الحرارة تدريجياً بالاتجاه نحو القطبين الجنوبي والشمالي اللذين يُعتبران الأبرد على سطح الأرض.[٤]

يتسبّب اختلاف درجات الحرارة بسبب اختلاف بُعد أجزاء الكرة الأرضية عن خط الاستواء بتكوين جزء من الرياح؛ فالهواء الساخن الخفيف المحيط بخط الاستواء يرتفع نحو الأقطاب، والهواء البارد الثقيل الموجود في الأقطاب ينخفض نحو خط الاستواء، بحيث يؤدّي ذلك إلى بقاء الرياح في حركة دائمة وبالتالي تغيّر المناخ بشكل مستمر.[٤]

سبب دوران الأرض حول الشمس

تُؤثّر مجموعة من القوى الموجودة في النظام الشمسي في دوران الأرض حول الشمس، وتُبقي هذه القوى الأرض حبيسةً لمدار متوقع حول الشمس،[٦] وتتمثّل هذه القوى بقوتين رئيسيتين وهما كالآتي:

جاذبية الشمس

تدور الكواكب حول الشمس بفعل جاذبية الشمس التي تُبقي الأجرام في مداراتها تماماً كما تُبقي الجاذبية الأرضية القمر في مداره،[٧] حيث يزداد تأثير جاذبية الأجسام بزيادة كتلتها، وبما أنّ الشمس هي إحدى أكبر النجوم القزمة الصفراء في الكون وأثقل جسم في النظام الشمسي؛ حيث تُساوي كتلتها 1.98892×1030 كغم، أيّ أنّها أكبر ب 333,000 مرّة من كتلة الأرض، وب 1000 مرّة من كتلة المشتري، وهذا ما يجعلها تملك قوة جذب أعلى من أيّ جسم في النظام الشمسي ممّا يؤدّي إلى دوران الأرض حولها[٦]

سرعة الأرض

تتحرّك الأرض بسرعة يكون اتجاهها عاموديّاً على قوة جاذبية الشمس، حيث اكتسبت الأرض هذه السرعة كنتيجة للحركة الدورانية التي مرّت بها عند تشكيل النظام الشمسي البدائي، وبما أنّ قوى الاحتكاك تُساوي صفر في الفضاء لأنّه فراغ فقط لا توجد قوة تجعل هذه السرعة تتباطأ تدريجياً وتختفي، وتكون جاذبية الشمس قويةً كفايةً لتستمرّ بجذب الأرض نحوها لكن غير كافية للتغلّب على سرعة الأرض، ممّا يجعل الأرض في حالة مستمرّة من الزخم الزاوي الذي يمنع جاذبية الشمس من سحب الأرض نحوها وتدميرها.[٦]

فيديو عن حركة الأرض

شاهد الفيديو لتعرف أكثر عن حركة الأرض:

المراجع

  1. Kim Rutledge, Tara Ramroop ،Diane Boudreau, and others (2011-6-2)، “Rotation”، www.nationalgeographic.org, Retrieved 2021-2-4. Edited.
  2. Sandra May (2021-1-14), “Revolve”، www.nasa.gov, Retrieved 2021-2-4. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح MATT WILLIAMS (2014-11-21), “The Orbit of Earth. How Long is a Year on Earth?”، www.universetoday.com, Retrieved 2021-2-4. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث “SEASONS, CLIMATE, AND TEMPERATURE”, science.jrank.org, Retrieved 2021-2-4. Edited.
  5. “About Our Seasons”, www.lpi.usra.edu, Retrieved 2021-2-15. Edited.
  6. ^ أ ب ت Robert Korpella (2018-4-23)“Why the Earth Rotates Around the Sun”, sciencing.com، Retrieved 2021-2-4. Edited.
  7. “Why do the planets orbit the sun? (Beginner)”, curious.astro.cornell.edu,2016-1-31، Retrieved 2021-2-4. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

حركة الأرض حول الشمس

تدور الأرض في مدارها حول الشمس بالتزامن مع دورانها حول محورها،[١] كما تحتاج إلى 365 يوماً، و5 ساعات، و59 دقيقة، و16 ثانية لإتمام دورة كاملة حول الشمس، أيّ ما يُعادل 365.242199 يوماً شمسياً؛ وذلك السبب في إضافة يوم إلى شهر شباط كلّ 4 سنوات في السنة الكبيسة.[٢][٣]

خصائص حركة الأرض حول الشمس

توصلت بحوث علماء الفلك في العقود السابقة إلى أنّ مدار الأرض حول الشمس له عدةّ خصائص تُميّزه عن غيره من المدارات، وتُساعد دراستها على فهم آلية قياس الوقت المتبعة،[٣] وعليه توضَّح هذه الخصائص كالآتي:

الخصائص المدارية

تدور الأرض حول الشمس بسرعة 108,000 كم في الساعة، ممّا يعني أنّها تقطع 940 مليون كم تقريباً في الدورة الواحدة، ويُذكر أنّ المسافة بين الأرض والشمس تختلف من يوم إلى آخر؛ لأنّ المسافة بينهما تتغيّر وفقاً لموقع الأرض على المدار.[٣]

تكون الأرض أقرب ما يُمكن للشمس عندما تمرّ بالحضيض الشمسي (بالإنجليزية: Perihelion)، ويحدث ذلك في اليوم الثالث من شهر كانون الثاني من كلّ عام، بحيث تكون المسافة بينهما تُساوي 147,098,098 كم، كما تكون الأرض أبعد ما يُمكن عن الشمس عندما تمرّ بالأوج الشمسي (بالإنجليزية: Aphelion)، ويحدث ذلك في اليوم الرابع من شهر تموز من كلّ عام، بحيث تكون المسافة بينهما تُساوي 152,097,701 كم، ومن الجدير بالذكر أنّ متوسط المسافة بين الأرض والشمس يُساوي 149.6 مليون كم، ويُمكن قياس هذه المسافات أيضاً بوحدة الفرسخ الفلكي (AU).[٣]

المدار الإهليجي

يتميّز مدار كوكب الأرض بشكل أقرب للبيضاوي فهو ليس بشكل دائرة مثالية؛ حيث يُطلق عليه اسم المدار الإهليجي (بالإنجليزية: Elliptical Orbit) ، وشُرح شكل المدار لأول مرّة في كتاب الفلك الجديد (Astronomia Nova) لعالم الرياضيات والفلك الألماني يوهانس كيبلر.[٣]

اعتمد العلماء على عامل الانحراف المركزي للتعبير عن شكل المدار؛ حيث يُعبَّر عن الانحراف المركزي بمقياس يبدأ بالرقم صفر وينتهي بالرقم واحد؛ فكلّما اقترب عامل الانحراف المركزي من الصفر كان شكل مدار الكوكب أقرب للدائرة، وكلّما كان الرقم أقرب لواحد كان شكل المدار أقرب للشكل الإهليجي، ويُذكر أنّ الانحراف المركزي لمدار كوكب الأرض يساوي أقل من 0.02؛ وذلك يُفسّر سبب كون فرق المسافة بين مرور الأرض بالحضيض الشمسي والأوج الشمسي لا تتجاوز 5 مليون كم.[٣]

التغير الفصلي

يميل أحد نصفي الكرة الأرضية أثناء دورانها نحو الشمس ويميل الآخر بعيداً عن الشمس؛ وذلك لأنّ محور الكرة الأرضية مائل بمقدار 23.5°، كما أنّ تغير الفصول لا يعتمد على بُعد الأرض عن الشمس بل يعتمد على ميلان محورها بعيداً أو قريباً من الشمس.[٤][٥]

يُصاحب الجزء من الكرة الأرضية الذي يكون مائلاً باتجاه الشمس درجات حرارة مرتفعة نتيجة سقوط أشعة الشمس بشكل مباشر عليه، ويبدأ عندها في هذا الجزء فصل الصيف، ومع أنّ أشعة الشمس تستمرّ بالسقوط على الجزء الآخر أيّ الجانب المائل بعيداً عن الشمس في هذه الحالة إلّا أنّها لا تكون ساقطةً بشكل عامودي ومباشر عليه، فتنخفض درجات الحرارة على هذا الجانب ويبدأ فيه فصل الشتاء الذي يُصاحبه ساعات نهار أقل.[٤]

يتعذّر حصول جميع أجزاء نصف الكرة الأرضية على نفس المقدار من الدفء والضوء عند ميلانه نحو الشمس أو بعيداً عنها؛ لأنّ القطر يكون أكبر ما يُمكن عند خط الاستواء وأقل ما يُمكن عند الأقطاب، فهو يقل تدريجياً نحو الأعلى والأسفل؛ وعليه فإنّ المناطق القريبة من خط الاستواء تحصل على أكبر نسبة من الإشعاع الشمسي المباشر في كلا الحالتين مقارنةً بالأجزاء الأخرى من الأرض، وعليه تنخفض درجات الحرارة تدريجياً بالاتجاه نحو القطبين الجنوبي والشمالي اللذين يُعتبران الأبرد على سطح الأرض.[٤]

يتسبّب اختلاف درجات الحرارة بسبب اختلاف بُعد أجزاء الكرة الأرضية عن خط الاستواء بتكوين جزء من الرياح؛ فالهواء الساخن الخفيف المحيط بخط الاستواء يرتفع نحو الأقطاب، والهواء البارد الثقيل الموجود في الأقطاب ينخفض نحو خط الاستواء، بحيث يؤدّي ذلك إلى بقاء الرياح في حركة دائمة وبالتالي تغيّر المناخ بشكل مستمر.[٤]

سبب دوران الأرض حول الشمس

تُؤثّر مجموعة من القوى الموجودة في النظام الشمسي في دوران الأرض حول الشمس، وتُبقي هذه القوى الأرض حبيسةً لمدار متوقع حول الشمس،[٦] وتتمثّل هذه القوى بقوتين رئيسيتين وهما كالآتي:

جاذبية الشمس

تدور الكواكب حول الشمس بفعل جاذبية الشمس التي تُبقي الأجرام في مداراتها تماماً كما تُبقي الجاذبية الأرضية القمر في مداره،[٧] حيث يزداد تأثير جاذبية الأجسام بزيادة كتلتها، وبما أنّ الشمس هي إحدى أكبر النجوم القزمة الصفراء في الكون وأثقل جسم في النظام الشمسي؛ حيث تُساوي كتلتها 1.98892×1030 كغم، أيّ أنّها أكبر ب 333,000 مرّة من كتلة الأرض، وب 1000 مرّة من كتلة المشتري، وهذا ما يجعلها تملك قوة جذب أعلى من أيّ جسم في النظام الشمسي ممّا يؤدّي إلى دوران الأرض حولها[٦]

سرعة الأرض

تتحرّك الأرض بسرعة يكون اتجاهها عاموديّاً على قوة جاذبية الشمس، حيث اكتسبت الأرض هذه السرعة كنتيجة للحركة الدورانية التي مرّت بها عند تشكيل النظام الشمسي البدائي، وبما أنّ قوى الاحتكاك تُساوي صفر في الفضاء لأنّه فراغ فقط لا توجد قوة تجعل هذه السرعة تتباطأ تدريجياً وتختفي، وتكون جاذبية الشمس قويةً كفايةً لتستمرّ بجذب الأرض نحوها لكن غير كافية للتغلّب على سرعة الأرض، ممّا يجعل الأرض في حالة مستمرّة من الزخم الزاوي الذي يمنع جاذبية الشمس من سحب الأرض نحوها وتدميرها.[٦]

فيديو عن حركة الأرض

شاهد الفيديو لتعرف أكثر عن حركة الأرض:

المراجع

  1. Kim Rutledge, Tara Ramroop ،Diane Boudreau, and others (2011-6-2)، “Rotation”، www.nationalgeographic.org, Retrieved 2021-2-4. Edited.
  2. Sandra May (2021-1-14), “Revolve”، www.nasa.gov, Retrieved 2021-2-4. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح MATT WILLIAMS (2014-11-21), “The Orbit of Earth. How Long is a Year on Earth?”، www.universetoday.com, Retrieved 2021-2-4. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث “SEASONS, CLIMATE, AND TEMPERATURE”, science.jrank.org, Retrieved 2021-2-4. Edited.
  5. “About Our Seasons”, www.lpi.usra.edu, Retrieved 2021-2-15. Edited.
  6. ^ أ ب ت Robert Korpella (2018-4-23)“Why the Earth Rotates Around the Sun”, sciencing.com، Retrieved 2021-2-4. Edited.
  7. “Why do the planets orbit the sun? (Beginner)”, curious.astro.cornell.edu,2016-1-31، Retrieved 2021-2-4. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

كوكب الأرض

كَوكَب الأَرض هُو ثَالث كَواكِب المَجموعَة الشَمسيَّة التي تُعتَبَرُ جُزءَاً مِن مَجَرَّةِ درب التبّانة، وَيَتَّخذُ الأَرضُ شَكلاً إِهليجيَّاً، وَيُعتَبَر حَجمه صَغيرَاً جدَّاً عِندَ مُقارَنَته بِحَجمِ الشَّمسِ؛ إِذ يَبلغ حَجم كَوكَب الأَرض 1.083×10^12كم³، بَينَمَا يَبلُغُ حَجم الشَّمس 1.412×10^18كم³،[١] وَقَد ظَهَرَت الكَثير مِنَ الفَرضيَّات التي دَرَست ظَاهِرَة دَوَرَان الأَرض، وَيُعتَبَر العَالم البُولَندي نيكولاس كوبرينكوس (بالإنجليزية: Nicolaus Copernicus) مِن أَوائِلِ عُلمَاءِ الفَلك الذين دَرَسُوا النّظام الشمسيّ خِلال القَرن السَّادِس عَشَر؛ حَيثُ دَحَضَ نَظَريَّة بِطليموس مِن قَبله التي نَصَّت عَلى أَنَّ الأرض هِي مَركز الكَون، وَقامَ بِإثباتِ أَن الشّمس هي مَركَز الكَون، وَأَنَّ جَميعَ الأَجرام السَماويَّة تَدور حَولها.[٢]

حركة الأرض حول نفسها

تُعرَّفُ حَركَة الأَرضِ حَول نَفسها بِأَنَّها دَوران الكُرَةِ الأَرضيَّة حَول مِحوَر وَهميٍّ يَمتد بَين القُطبين الشَّمالِيّ والجنوبي، وَيكون هَذا الِمحوَر مَائِلاً بِمقدَارِ 23.5° عَن الخَطِّ العَموديِّ عَلى الأُفُق، وَتَدورُ الأَرضُ مُدَّةً مِقدَارهَا 24 ساعة تقريباً (23 ساعة و56 دقيقة و4.096 ثانية) مِنَ الغَربِ إِلى الشَّرقِ (عَكس دَوَرَان عَقارِب السَّاعَة).[٣]

أهميّة حركة الأرض حول نفسها

  • تَعاقُب الليل وَالنَّهار: يُعتَبَر تعاقب اللّيل والنّهار النتيجَة الأَكبر أَهميَّة مِن دَوَرَانِ الأَرضِ حَول نَفسِها؛ حَيث تُشرِق الشَّمس عَلى نِصفٍ مِنَ الكُرَةِ الأَرضيَّةِ فَيكون النَّهار فِي هَذا النِّصف وَالنّصف الآخَر لَيلاً، وَلولا دَورَان الكُرَة الأَرضيَّة المُستمرّ حَول نَفسها لَظلَّ الجُزء المُواجِهِ للشّمس نَهاراً، وَالجزء الآخَر لَبَقي ليلاً. يُساعِدُ تَعاقَب اللّيل والنَّهَارعَلى حِسابِ الاَيَّام وَالسَّنوات، وفِي مَعرِفَة مَواقيت شُروق الشَّمس وَغُروبها. وَيُذكّر أَنَّ مُدَّة اللّيل وَالنَّهار تَختَلِف مِن منطقة إِلى أُخرى، والسَّبب فِي ذَلك يَعود إِلى اختِلافِ التَّعرض لأَشعّة الشَّمس أَثناء دَوَرَان الأَرض، وَميل مِحوَر الأَرض؛ فَلو كَان مِحوَر الأَرض عَمُوديَّاً لَتَساوَت مُدَّة اللّيل وَالنَّهَار فِي جَميعِ المَناطقِ (12 ساعة نهاراً، 12 ساعة ليلاً).[٤]
  • مُوازنَة دَرجات حَرارَة الأَرض: إِذ يُساعِد دَوَرَان الأَرض عَلى تَوزيع الحَرارَة النَّاجِمَة مِن أَشعة الشَّمس عَلى سَطحِ الأَرضِ، فَفي حَال كَانت الأَرض ثَابِتَة سَيستوعِب الجُزء المُعرَّض لأَشعة الشَّمس كَميَّة مِن الحَرارَة كافِيَة لِتدميرِ الحَياة عَلى هذا الجزء، وَافتِقار الجُزء الآخَر إِلى الحَرارَة اللازمة لاستيعابِ العمليّات الحيويّة.[٥]
  • حركة الرِّياح: نَتيجةً لِدوَرَانِ الكُرَة الأَرضيَّة تَنتُج قُوَّة كَبيرَة عِندَ القُطبَين وَقليلَة عِند خَطِّ الاستواء تُؤثر فِي اتِّجاهِ الرِّياح وَالتيّارَات البَحريَّة، فَتنحَرِف فِي اتِّجاه اليمين فِي النِّصفِ الشَّمالي مِن الكُرة الأَرضيََّة، وَنحوَ جِهَة اليَسار فِي النِّصفِ الجَنوبي مِنها، وَيُطلَقُ عَلى هَذه الظَّاهِرَة تأثير كوريوليس (بالإنجليزية: Coriolis Effect).[٦]
  • يُساهِمُ دَوَرَان الكُرَة الأرضيَّة حَولَ نَفسها فِي تَكوينِ المَجالِ المِغناطِيسيّ حَول الأَرض وَالذي يَعمَل عَلى حِمَايَةِ المَخلوقات مِن العَواصِفِ الشَمسيَّةِ، وَأَشعّة الشَّمس الضَّارة.[٧]

حركة الأرض حول الشّمس

تَدورُ الأَرضُ حَول الشَّمس مِنَ الغَربِ إِلى الشَّرقِ فِي مَدارٍ بَيضوي الشَّكل، بِحيث تَقَع الشَّمس فِي إِحدَى بُؤرَتيّ ذَلك المَدَار، وَتَستَغرِقُ الدَّورَة الوَاحِدَة للِأَرضِ حَول الشَّمس مُدَّة 365.25 يَوم، أَمَّا بِالنسبة لِرُبعِ اليَوم فَهو سَبَب السّنة الكبيسة التي تَأتِي كُل أَربَع سَنَوات مرّة (يكون شهر شباط 29 يَوم)، ونَتيجَةً لِمَيلِ مِحوَرِ الأَرض أَثناء دَوَرَانها حَول الشَّمس وَالشَّكل البَيضاويّ للكرَة الأرضيَّة تَختَلِف زَاوِيَة سُقوط أَشعّة الشَّمس فِي مَكانٍ مُعيَّنٍ مِن وَقتٍ لآخَر، مِمَّا يُؤدِّي إِلى اختِلافٍ فِي دَرَجاتِ الحَرارَةِ وَالأَحوال الجَويَّةِ، أَي حُدوث الفُصول الأَربَعَة، حَيثُ إنَّ الجِهَة التي تَكون بَعيدة جدَّاً عَن الشَّمس يَكون فِيهَا فَصل الشِّتَاء، أَمَّا فَصل الخَريف فَيكون فِي مِنطَقة بَعيدة قَليلاً عَن الشَّمسِ، أَمَّا المنطقة المُواجِهَة للشّمس بِصورَة مُبَاشِرَة وَقَريبَة يَكون فَصل الصَّيف الذي يَمتاز بِالحرَارَةِ الشَّديدَة، كَمَا أَنَّ الرَّبيع يَكون أَقلّ قُربَاً مِن الشَّمسِ.[٨]

تفسير حركة الأرض حول الشّمس

تَنصّ قَوانين الجاذِبيّة عَلى أَنَّ الأَجسَام الكَبيرَة تَجذب الأَجسَام الصَّغيرَة نَحوها، وَبِمَا أَنَّ كُتلَة الشَّمس أَكبَر مِن كُتلَة الأَرض بِمِقدَار 300000 ضِعف، فَإِنَّ الشَّمس هِي التي تَجذِب الأَرض نَحوَها وَليس العَكس، حَيثُ تَبلُغ سُرعَة دَوَرَان الأَرض حَول الشَّمس 108000 كم فِي السَّاعَة الوَاحِدة، وَهَذا يَعني أَنَّ كَوكَب الأَرض يَقطَع مَسَافَة مِقدَارها 940 مليون كم فِي السَّنَة الوَاحِدَة.[٩]

تكوّن الفصول الأربعة

  • الانقلاب الصيفيّ: (بالإنجليزية: Summer Solstice)، فِي يَوم 21 يونيو تَتعامَد أَشعة الشَّمس عَلى مَدار السَّرَطان المَوجود فِي نِصف الكُرة الشَّمالي (دائرة عرض 23 شمال خط الاستواء)، ممَّا يٌؤدّي إِلى شِدَّة الأَشعة الشَّمسيَّة الوَاقِعَة عَلى نِصف الكُرَة الشّمالي، فَيَطول النَّهار وَيَقصر اللّيل، وَترتَفع دَرجة الحَرارَة في هذا النّصف فيحل الصّيف، وَتنخَفض دَرجة الحَرارَة فِي النِّصف الجَنوبي ويَقصر النَّهار، فَيحل الشِّتَاء.[١٠]
  • الاعتدال الخريفيّ: (بالإنجليزية: Autumnal Equinox)، فِي يوم 23 سيمبتمبر تَتعامَد أَشِّعة الشَّمس عَلى خَطِّ الإِستواء، ممَّا يُؤدِّي إِلى تَعادُل مَيل أَشعتها عَلى نِصفَي الكُرة الأرضيَّة، الشّمالي وَالجنوبيّ، فَتتعادَل الحَرارة وَيتساوى اللّيل والنّهار فِي كِلّ من النّصفين؛ فَيبدأ الخَريف فِي نِصف الكُرَة الشماليّ، وَالرّبيع فِي نِصف الكُرة الجَنوبيّ.[١٠]
  • الانقلاب الشتوي: (بالإنجليزية: Winter Solstice)، في يوم 21 ديسمبر تَتعامد أَشعة الشَّمس عَلى مَدار الجدي فِي نِصف الكرة الجنوبي (دائرة عرض 23 جنوب خط الاستواء)، ممَّا يُؤدّي إِلى شدَّة الأشعة الشمسيَّة الوَاقِعَة عَلى نِصف الكُرة الجنوبي؛ فَيطول النَّهَار وَيقصُر اللّيل، وَترتفع درجة الحرارة فِي هذا النّصف فيحلّ الصّيف، وَتنخَفض دَرجة الحَرارَة فِي النِّصف الشماليّ ويقصر النّهار فِيحل الشِّتاء.[١٠]
  • الاعتدال الربيعيّ: (بالإنجليزية: Spring Equinox)، في يوم 21 مارس تتعامد أشعّة الشَّمس عَلى خَط الاستواء ممَّا يُؤدِّي إِلى تَعادُل مَيل أشعّتها عَلى نصفَي الكرة الأرضيّة، الشماليّ والجنوبيّ، فَتتعادل الحرارة، وَيتساوى اللّيل والنّهار فِي كلّ من النّصفين، فَيبدأ الرّبيع في نصف الكرة الشماليّ، وَالخريف فِي نصف الكرة الجنوبيّ.[١٠]

بِناءً عَلى مَا سبق فَإِنَّ فَصل الرَّبيع يَبدأ مِن 21 مارس إِلى 21 يونيو، والصّيف من 21 يونيو حتَّى 23 سبتمبر، وَفصل الخريف من 23 سبتمبر حتَّى 21 ديسمبر، أَمَّا الشِّتاء فهو مِن 21 ديسمبر حتَّى 21 مارس.[٩]

سبب عدم الشّعور بحركة الأرض

أَثبَت عُلماءُ الفَلَكِ أَنَّ الأَرضَ تَدور دَورتين مُختَلِفَتين فِي نَفسِ الوَقتِ؛ الدَّورَة الأولَى تَكون حَول نَفسها، وَالثَّانِية تَكون فِي مَدارٍ ثَابِتٍ حَول الأَرضِ، وَلكنَّ الإنسان لا يَستطيع الشُّعور بِهذا الدَّوران أَبَداً وَذلك لِعدَّةِ أَسبابٍ مِنهَا:[١١]

  • حَركتها مُنَظَّمَة جِدَّاً لا يُوجد بِها أَيَّة اهتِزازَات.
  • حَرَكة الأَرض بَطيئَة جِدَّاً لِدَرَجة لا يُمكن الشّعور بِها.
  • تَدور فِي الفَضاءِ الخَارجِيّ بِالغلافِ الجويَّ.
  • الإنسانَ صغيرٌ جدّاً فِي حَجمِهِ مُقارَنة مَع حَجم الكُرة الأَرضيَّةِ.

فيديو عن حركة الأرض

شاهد الفيديو لتعرف أكثر عن حركة الأرض:

المراجع

  1. David Williams, “Sun Fact Sheet”، NASA Goddard Space Flight Center, Retrieved 2016-11-6.
  2. The StarChild Team (2016-11-6), “Nicolaus Copernicus”، NASA Goddard Space Flight Center. Edited.
  3. Staff of Department of Physical and Astronomy, “Earth’s Rotation”، IOWA State Uneversity. Edited.
  4. Matt Williams (2016-7-26), “WHAT CAUSES DAY AND NIGHT?”، Universe Today, Retrieved 2016-11-6. Edited.
  5. William Prest (2014-3-14), “How the Earth’s Rotation Affects the Weather”، hub pages, Retrieved 2016-11-6. Edited.
  6. “How Earth’s Rotation Affects Winds & Currents”, Texas Space Grant Consortium,1998-12-18، Retrieved 2016-11-6. Edited.
  7. Sten Odenwald, “Is there a relationship between Earth’s rotation and its magnetic field?”، NASA Goddard Space Flight Center, Retrieved 2016-11-6. Edited.
  8. Deanna Conners (2016-9-20), “Why Earth has 4 seasons”، Earth Sky, Retrieved 2016-11-6. Edited.
  9. ^ أ ب Matt Williams (2015-12-23), “EARTH’S ORBIT AROUND THE SUN”، Universe Today, Retrieved 2016-11-6. Edited.
  10. ^ أ ب ت ث “Reasons for Seasons, Exploring the Astronomy of the Seasons”, Learner, Retrieved 2016-11-6. Edited.
  11. Earth Sky Staff (2016-1-16), “Why can’t we feel Earth’s spin?”، Earth Sky, Retrieved 2016-11-6. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى