حديث عن ختان البنات
صحّ عن النبي عليه الصلاة والسلام حديث خاصّ في موضوع ختان البنات، فقد جاء في السنة عن أمّ عطية الأنصارية أنّ إمرأةً في المدينة كانت تَختِن البنات، فأرشدها النبيُ الكريم إلى طريقة الختان المحمودة، حينما قال لها: (لا تُنْهِكِي فَإِنَّ ذَلِكَ أَحْظَى لِلْمَرْأَةِ وَأَحَبُّ إِلَى الْبَعْلِ)،[١]وقد جاء في رواية أخرى لفظُ (أشِمّي)، ومعناه الأخذُ اليسير من الجلدة التي تكون فوق مَخرَج البول، كعرف الديك، وتلك السنة المأمور بها في ختان البنات.[٢]
حكم ختان البنات
قد كانت مسألةُ ختان البنات من المسائل التي اختلفَ فيها أصحاب المذاهب الأربعة، فذهب الشافعيةُ، والحنابلة إلى القول بوجوب الختان في حقّ الرجال والنساء، لعموم الأدلة التي دعت إلى الختان، دون تمييز بين الرجل والمرأة، وقد ذهب الحنفية، والمالكية إلى القول بأنّ الختان سنة في حقّ الرجال، والنساء على حدّ سواء، وقد ذهب آخرون إلى القول بوجوب الختان في حقّ الرجال بينما هو سنة في حقّ النساء، وقد مال إلى هذا القول الإمام أحمدُ في رواية عنه، وابنُ قدامة، وبعضُ المالكية، وقد رجّح الإمام الشوكاني سُنيّة الختان، سواءً كان للرجل، أو المرأة، لعدم ورود دليل صحيح على وجوبه، وأنّ المُتَيقن في مسألة الختان أنّه سنة، ولا يجوز العدولُ عن المُتيقَّن إلى غيره إلا بدليل، ولأنّ الدليل غيرُ موجود، فيبقى الأصلُ على المُتيقّن، وهو أنّه سنة.[٣]
حكمة الختان وعلّة تشريعه
قد كان في خصال الفطرة، وسننها حِكَم ربانية ظاهرة، وتتجلّى الحكمةُ في الختان بالنسبة للرجل والمرأة في أنّها تحقّق للمسلم، والمسلمة طهارة البدن، ونظافة الجوارح، كما أنّها تعمل على تعديل الشهوة عند الرجل والمرأة، فلا يكون فيها إفراط بحيثُ يتحوّل الإنسان إلى حيوان نَهِم لا يشبع من قضاء شهواته، ولا هي تصلُ بالإنسان إلى حدّ لا يستشعر فيه باللذة الممدوحة المطلوبة.[٤]
المراجع
- ↑ رواه الألباني ، في صحيح أبي داود ، عن أم عطية نسيبة الأنصارية، الصفحة أو الرقم: 5271، خلاصة حكم المحدث صحيح .
- ↑ “هل ورد حديث صحيح في ختان الإناث”، الإسلام سؤال وجواب ، 2006-5-14، اطّلع عليه بتاريخ 2018-10-22. بتصرّف.
- ↑ د . أحمد بن عبد الكريم نجيب، “ختان الإناث “، صيد الفوائد ، اطّلع عليه بتاريخ 2018-10-22. بتصرّف.
- ↑ “الختان “، الموقع الرسمي لجامعة الإيمان ، 2013-1-27، اطّلع عليه بتاريخ 2018-10-22. بتصرّف.