جزيرة فرعون
تعدّ من الجزر المرجانيّة الصخرّية الصغيرة الموجودة في البحر الأحمر والتي تتميز بإطلالتها الساحرة الخلاّبة، وهي الجزيرة الوحيدة التي يمكن من خلالها رؤية حدود أربعة دول عربيّة تتضمن كلٍ من المملكة العربيّة السعوديّة والدولة المصريّة والمملكة الأردنيّة الهاشميّة والدولة الفلسطينيّة، وتشتهر الجزيرة بوجود واحد من أبرز المعالم الإسلامية فيها وهو قلعة صلاح الدين الأيوبيّ، والتي بُنيَت في عهد الصليبيين وسيطر عليها القائد العظيم صلاح الدين بالرغم من محاولات الصليبيين المتكررة لاسترجاعها بكافة الوسائل المتاحة، وكان الغرض من بنائها هو حماية الحجاج وتحصيل الضرائب من التجار العرب ونقل الرسائل آنذاك؛ لما كانت تحتويه من أبراج للحمام، وتتكوّن القلعة من ثكناتٍ خاصّة للجند وغرفٍ لحفظ الطعام وتخزين السلاح وحمّام ومسجد بالإضافة لمجموعة من الحجرات الخاصّة المستخدمة للمعيشة، حيث أحيطت القلعة بأسوارٍ عالية بهدفِ الحماية والمراقبة.
الموقع والتسمية
تقع جزيرة فرعون في خليج العقبة حيث تبعد حوالي ثمانية كيلومترات عن مدينة طابا المصرية من الجهة الجنوبيّة لمدينة سيناء، وتمتد حوالي أحد عشر كيلو متراً للجنوب على بعد سبعة أمتار من مدينة أم الرشراش الفلسطينية المحتلفة، والمعروفة حالياً باسم إيلات، وسميّت الجزيرة الصغيرة بعدةِ أسماء منها جزيرة الشّعاب وجزيرة المرجان، ويعود سبب تسميتها بجزيرة فرعون نسبةً إلى الملك الفرعوني رمسيس الثالث الذي استخدم هذه الجزيرة لأوّل مرة في الفترة ما بين عامي 1194 و1163 ما قبل الميلاد، ويقال أيضاً بأنّ هناك اعتقاد بأنّ الجزيرة هي نفس المنطقة التي أغرق الله تعالى بها فرعون وجنوده ونجّا سيدنا موسى ولذلك سميت بفرعون.
السياحة
الكثير من الزّوار والسيّاح يأتون للجزيرة للاستمتاع بالمناظر الساحرة الجميلة والتمتع بالغطس والغوص بجانب الشّعب المرجانية في المياه ذات اللون الفيروزيّ الرائع، وتشمل مواقع الغوص المحيطة بالجزيرة شعاب بيكاسو، وهي عبارة عن جبل موجود تحت الماء عمقه أربعة وعشرين متراً ينتهي بشعابٍ ضخمة ملتفة حوّل بعضها البعض، وعند عمق 12 متراً ستجد بأنّك محاطاً بمجموعة متنوعة من الأسماك ذات الألوان الزاهية و منها ما يسمّى “سمك النمر بيكاسو”، والذي جذب عدد كبير من المهتمين بالتصوير، وتتميّز الجزيرة بوجود الزوارق المستخدمة لعملية التنّقل والعبور في المياه ونقل المسافرين والسيّاح من مدينة العقبة.
الأهميّة
تعتبر حالياً من أكثر الجزر والمناطق جمالاً في دولة مصر العربيّة، وفي يوم 28 من شهر يوليو سنة 2003 ميلادي تم إضافة جزيرة فرعون لقائمة التراث العالميّ لمنظمة اليونيسكو، وذلك بسبب ما تتمتع به من قيمة ثقافية عالميّة ولقرب موقعها من المملكة الأردينة ودولة فلسطين.
