محتويات
العقل الإنساني
ينظر العلم إلى العقل الإنساني أنّه يُشبه الحاسب الآلي في عملية استقباله للمعلومات، وفي العمليات التي يُجريها على هذه المعلومات من تعديلٍ في الشكل، والمضمون، والتخزين، والاسترجاع عند الحاجة إليها، ونظراً لأهمية هذه العمليات وتأثيرها على حياة الإنسان ونجاحه؛ كان من الضروري بيان بعضاً من التمارين والطرق التي تُساعد على تقوية الذاكرة لدى الإنسان.
تمارين تقوية الذاكرة
هناك بعض المُعينات أو الأعمال التي تعمل على تحسين وتقوية الذاكرة عند الإنسان، والتي تهدف إلى تحسين قدرة الإنسان على التذكر واسترجاع المعلومات عند الحاجة إليها، ومن هذه التمارين ما يلي:[١]
- محاولة استرجاع شيء من الماضي، أو فترة مرّ بها الشخص في مرحلة معينة من حياته، ومحاولة تذّكر ما في هذه الفترة من عناصر.
- تنمية أي نشاط أو سلوك لدى الشخص يُساعده على التذكر.
- وضع برنامج يُساعد الإنسان في تعلُّم موضوعات ومفاهيم ومصطلحات جديدة؛ ليعمل على زيادة مخزون الذاكرة الأساسي لدى الإنسان.
- الاحتفاظ بفكرةٍ تحوي العديد من الألفاظ الدلالية؛ كالألوان والخرائط الذهنية وغيرها.
- محاولة رؤية واكتشاف الأشياء والأمور من كافة جوانبها وبكافة تفاصيلها قدر الإمكان، فكلما زادت التفاصيل التي يحتفظ بها الإنسان في ذهنه، زادت قدرته على التذكُّر والاسترجاع.
مجموعة تمارين أسامة الهتيمي
يُضيف أسامة الهتيمي مجموعة من التمارين التي تُقوي الذاكرة مثل:[٢]
- برنامج التذكر بالملاحظة: يقوم برنامج التذكر بالملاحظة على أن يكتب الشخص قائمةً تتكون من اثنتي عشرة كلمة مختلفة، ثم ينظر إلى هذه القائمة لمدة دقيقتين فقط، وبعد ذلك يُغلِق الورقة، ويحاول أن يتذكر الكلمات الموجودة في القائمة، وبعد عدة محاولات سيتذكر الكلمات الموجودة في القائمة بترتيبها، ومرةً بعد أخرى سيصل إلى مرحلةٍ يتذكر جميع أو معظم الكلمات بترتيبها.
- برنامج التكرار: يعتمد برنامج التكرار على تكرار الكلمات أو المصطلحات لمراتٍ عديدة، فتكرار الأمر يُساعد على تذكره، وهذا ما يحدث في الإعلانات التجارية؛ حيث يتم تكرار الإعلان عن السلع في التلفاز أو الصحف اليومية.
- الكتابة والتدوين: استخدام الكتابة والتدوين للمعلومات التي يحاول الإنسان تذكرها؛ حيث يُروى أنّ الإمام أحمد بن حنبل – رضي الله عنه- قال: (حدَّثنا قوم عن حفظهم، وقوم من كتبهم، فكان الذين حدّثونا من كتبهم أتقن)، وهذا القول يبيّن أهمية الكتابة.
- التغذية السليمة: الاهتمام بنوعية الغذاء الذي يتناوله الإنسان، فالغذاء له دورٌ أساسيٌّ وهام في تغذية دماغ الإنسان، فمثلاً نقص أحماض أوميجا3 يُضعف تغذية الدماغ وبالتالي يؤثر في ضعف الذاكرة بشكلٍ عام، وهذه الأحماض يمكن تواجدها في الخضراوات والفاكهة الطازجة، والبيض، الجوز.
- الراحة اللازمة: أخذ الإنسان القسط الكافي من الراحة والنوم؛ فالإنسان يحتاج ل 8 ساعات من النوم يومياً، إضافةً لممارسة بعض التمارين الرياضية البدنية، كالسباحة، والمشي، والجري.
عوامل تقوية الذاكرة
هناك العديد من العوامل التي تعمل على تقوية الذاكرة لدى الإنسان منها:[٣]
الانتباه
يستقبل الإنسان في حياته اليومية عدداً غير محدّدٍ من المثيرات البصرية، والسمعية، واللمسية؛ إلّا أنّ عدداً قليلاً منها فقط التي تستثير الإنسان، والتي تدخل في منطقة الوعي لديه، أما باقي المثيرات الأخرى فإنّها تُهمَل، ولا تترك أثراً في ذاكرة الإنسان، وهذه العملية هي الانتباه، إذ تعمل على توجيه شعور الإنسان نحو موقفٍ سلوكيٍّ معين، ولذلك على الإنسان إذا أراد تذكُّر أمر ما أن يكون منتبهاً بدرجةٍ عالية، والانتباه يحتاج من الإنسان القيام بسلوكياتٍ معينة؛ كسلوك الاهتمام، والملاحظة، والإنصات.
الإدراك
الإدراك هو إحساس الفرد بما يدور حوله من أمورٍ وأحداثٍ، واستقبال المؤثرات، ثم بعد ذلك فهمها، وتحليلها بطرقٍ معينة، وبمعنى آخر، فإنّ عملية الإدراك عند الإنسان تعني كيفية فهمه للمعلومات التي استقبلها عن طريق حواسه العديدة، أما متطلبات عملية الإدراك فهي المثيرات الخارجية المحيطة بالإنسان، والحواس؛ كالسمع، والبصر، والتذوق، والإحساس باللمس، والشم، وكلما كانت الأعضاء الحسية لدى الإنسان سليمة، زادت عملية إدراك الفرد للعالم المحيط به.
التركيز
يُقصد بالتركيز أقصى وأعلى درجات الانتباه لدى الإنسان، ويعني تفكير الإنسان بشيءٍ واحدٍ فقط، وعدم الانشغال بشيءٍ آخر، ويتطلّب التركيز مجموعةً من العوامل التي تعمل على زيادته، مثل عدم السرعة في إنجاز العمل، وعدم الانتقال من إحساس وشعور إلى آخر، وتجنُّب ما يُعيق التركيز؛ كالتشتت والتشويش وغير ذلك.
التكرار
يُقصَد بها عملية الإلحاح المستمرّة التي يقوم بها الإنسان ويمارسها على الذاكرة؛ وذلك بتكرار المعلومة أو الحدث، وهذا الأسلوب الذي تتّبعه بعض وسائل الإعلام في حملاتها الدعائية المكررة، وإعلاناتها اليومية المكثفة، والتي تهدف إلى شراء المشاهد لهذا المنتج الذي يتم عرضه.
تدوين الملاحظات
تتميّز طريقة تدوين الملاحظات بالعديد من النقاط الإيجابية؛ ذلك أنّ الشخص الذي يُدوّن الملاحظات أثناء سماعها من الآخرين، أو عند قراءتها من كتابٍ معين، فإنّ هذه المهارة تُسهّل عليه استيعاب المعلومات التي دوّنها، والاحتفاظ بها مدّةً أكبر، كما أنّ هذه العملية تُشعِر الطرف الآخر الذي يأخذ الإنسان المعلومات عنه بأنّه يحظى بالاهتمام، وأنّه مصدر ثقةٍ لدى الشخص، وبالإضافة إلى ذلك فإنّ تدوين الملاحظات يُساعد الشخص على الإنصات للحوار بعناية، وزيادة التركيز والانتباه في الموضوع المطروح.
أنواع الذاكرة
الذاكرة البشرية تتكون من ثلاثة أنواع، وهي على الترتيب الآتي في عملية استقبال المعلومات:[٤]
- الذاكرة الحسية: تقوم الذاكرة الحسية باستقبال المعلومات من أعضاء الإنسان الحسية كالأنف، والأذن، والعين، وغيرها، وهذه الذاكرة تحتفظ بالمعلومات التي استقبلتها لثواني قليلةٍ جداً أقصاها خمس ثوانٍ فقط.
- الذاكرة قصيرة المدى: الذاكرة قصيرة المدى هي الذاكرة التي تحتفظ بعدد معين من المعلومات لثواني معدودة، وهذه المعلومات إما أن يتم نسيانها، أو يتم إرسالها إلى الذاكرة طويلة الأمد.
- الذاكرة طويلة المدى: الذاكرة طويلة المدى هي الذاكرة التي يتم العمل عليها لتقويتها، على عكس الذاكرة قصيرة المدى؛ حيث يمكن أن تُخزّن عدداً من المعلومات غير محدود، ولفترات زمنية طويلة المدى.
المراجع
- ↑ خالد عبده السلطان (2015م)، الذاكرة وفنون الحفظ (الطبعة الأولى)، مكتبة الألوكة، صفحة 46 – 47، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ أسامة الهتيمي (10 – 12 – 2012م)، “كيف تقوي ذاكرتك”، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 7 – 8 – 2017م. بتصرّف.
- ↑ مدحت محمد أبو النصر (2009م)، قوة التركيز وتحسين الذاكرة (الطبعة الأولى)، القاهرة – مصر: المجموعة العربية للتدريب والنشر، صفحة 69 – 73، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ مادلين – آلين، مهارات تنشيط الذاكرة (الطبعة الأولى)، الرياض – المملكة العربية السعودية: دار المعرفة للتربية البشرية، صفحة 23 – 24، جزء 1. بتصرّف.