يرى البعض أن البحر في المنام أو الغرق فيه أمر سيء ودلالة لحدوث شر قريب لكنني في الحقيقة أعيد وأذكّر أنه ليس هناك دلالة واحدة لرمز ما ، وأنه لا بد من سماع الرؤيا كاملة بكل رموزها ، ولكن وطالما الحديث الآن عن هذا الرمز ، فأقول بأن الدلالة للبحر أو للغرق فيه ليست سيئة دائماً ، فقد تدل مثلاً : للطالب ، على زيادة تعمقة بالعلم والتخصص في تخصص ما ، أما للتاجر فقد يكون البحر السوق الذي يعمل فيه، وللمذنب والعاصي ، فقد يكون غرقة توبة وتأمل قولة تعالي : “حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ”(يونس : 90 ) .
والدلالة للسباحة والانغماس والغرق في البحر تكون جيدة عند رؤية البحر صيفاً غالباً، وأما رؤيته شتاءً فقد تكون مؤشراً على دلالة سيئة، ولكن أكرر بأنه لا بد من النظر لباقي رموز الرؤيا، ومما يقال عن بعض الدلالات السيئة للسباحة والغوص أو للغرق في البحر:
- ارتكاب المعاصي والكبائر، وتأمل قوله تعالى: [ مما خطيئاتهم أغرقوا فأدخلوا نارا فلم يجدوا لهم من دون الله أنصارا] نوح:25
- الانغماس في الدنيا وملذاتها.
ولكن على المعبر أن يحترز عنها إذا ما رأى الرؤيا أو الحلم قد تدل على معنى سيء منها ، ليصرف عن المعبر له ، هذا المعنى السيء ان شاء الله .
وبرأي آخر فمَن رأى في المنام أنه غرق فهو في النار، لقوله تعالى: (مِّمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا). ومَن رأى أنه غريق فإنه يخطئ بارتكاب ذنوب كثيرة، وإن مات في غرقه فيُخاف عليه الكفر، أو يغرق في بدعة. وإن خرج ولم يغرق أفضى في أمر دنياه إلى صلاح دينه، وإن كانت عليه ثياب خضر فإنه ينال علماً وورعاً. وإن غرق وغاص في قرار البحر فإن السلطان يغضب عليه أو يعذبه، فيموت في ذلك العذاب. وإن رأى كافر أنه غرق في بحر فإنه يؤمن لقوله تعالى: (حتى إذا أدركه الغرق. قال: آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين). ومَن رأى أنه مات غريقاً في الماء كاده عدوه. والغرق في الماء الصافي غرق في مال كثير.