محتويات
ترتيل القرآن الكريم
أنزل الله عزّ وجلّ كلامه على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مرتلاً، وأمرنا بقراءته مرتلاً أيضاً؛ حيث قال جلّ وعلا: (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا) [المزمل: 4]، ففي هذه الآية الكريمة خاطب الله تعالى نبيه، وأمره بالترتيل، وكلُّ أمرٍ أُمر به النبي الكريم فالمؤمنون مأمورون به أيضاً عدا ما اختُصَّ به النبيّ، وفسّر العلماء معنى الترتيل بأنّه التجويد، وتطبيق أحكام القرآن ومعرفة مواضع الوقوف فيه، فلا بدّ من إخراج الحروف من مخارجها الصحيحة، وإعطائها صفاتها بالشكل الصحيح، وسنختصُّ بالحديث عن مخارج الحروف، فمعرفتها وتعلُّمها للتوصل إلى نطقها بشكلٍ صحيح ذي أهميّةٍ بالغةٍ.
مخارج الحروف
لا بُدّ في البداية من معرفة معنى المخرج، وتعريفه لغةً واصطلاحاً كما عرّفه العلماء، وهو مبحثٌ أساسيٌّ من مباحث علم التجويد.
- تعريف المخرج لغةً: اسم مكانٍ لمحلِّ تولُّد حرفٍ أو أكثر.
- تعريف المخرج اصطلاحاً: محلُّ خروج الحرف الذي ينقطع عنده صوت النطق به، فيتميّز به عن غيره.
أنواع مخارج الحروف
- المخرج المحقّق: يعتمد على جزءٍ مُعيّن من أجزاء الحلق أو اللسان أو الشفتين.
- المخرج المقدّر: مخرجٌ واسعٌ ليس بالإمكان تحديده بشكلٍ دقيقٍ.
عدد مخارج الحروف
للحروف خمسة مخارج عامّة؛ وهي على الترتيب: الجوف، الحلق، اللسان، الشفتان، الخيشوم، وهذه المخارج الخمسة في كلٍّ منها مخرج أو أكثر من المخارج الخاصّة لحرفٍ أو أكثر من الحروف الهجائيّة، ففي الجوف مخرجٌ خاصٌّ واحدٌ، وفي الحلق ثلاثة مخارج خاصّة، أمّا اللسان ففيه عشرة مخارج خاصة، بينما الشفتان ففيهما مخرجان خاصّان، ومخرجٌ خاصٌّ واحدٌ في الخيشوم. ولمعرفة المخرج المحقق للحرف يُنطق الحرف ساكناً أو مشدّداً، مع إدخال الهمزة عليه، وحيث ينقطع الصوت يكون مخرج الحرف.
تعريف مخارج الحروف
الجوف
الجوف هو التجويف أو الخلاء الممتدُّ من فوق الحنجرة إلى الشفتين، وهو مخرجٌ مُقدرٌ، وليس نقطةً مُعيّنةً، وتخرج منه حروف المدِّ الثلاثة وهي الألف الساكنة بعد فتح مثل: قَال، والياء الساكنة بعد كسر، مثل: الطائفِين، والواو الساكنة بعد ضم مثل: يستطيعُون.
الحلق
الحلق هو الفراغ ما بين الحنجرة وأقصى اللسان، ومخارجه الثلاثة الخاصة هي:
- أقصى الحلق: أبعد نقطة فيه وأكثرها غوراً، ويخرج منه حرفا الهمزة والهاء.
- وسط الحلق: أقرب من أقصى الحلق إلى اللسان، ويخرج منه حرفا العين والحاء.
- أدنى الحلق: هو الأقرب من المخرجين السابقين إلى اللسان، وهو بالقرب من اللهاة، ويخرج منه حرفا الغين والخاء.
اللسان
اللسان هو عضو النطق الريئسيّ، وتُقسم مخارجه الخاصة لقسمين، هما:
- مخارج الطرف: عددها خمسة مخارج، وهي:
- طرف اللسان مع ما يحاذيه من لثة الأسنان العليا، ويخرج منه حرف النون.
- طرف اللسان مع شيءٍ من ظهره، مع ما يُحاذيه من لثة الأسنان العليا، ويخرج منه حرف الراء.
- طرف اللسان مع ما يحاذيه من أصول الثنايا العليا، ويخرج منه التاء، والدال، والطاء.
- طرف اللسان مع ما فوق الثنايا السفلى، مع ترك فتحة صغيرة بين اللسان والأسنان، ويخرج منه السين، والزاي، والصاد.
- طرف اللسان مع ما يُحاذيه من أطراف الثنايا العليا، ويخرج منه الثاء، والذال، والظاء.
- مخارج غير الطرف: وعددها أيضاً خمسة مخارج، وهي:
- أقصى اللسان: وهو النقطة القريبة من جهة الحلق، والأبعد عن الشفتين، مع ما يحاذيه من الحنك العلويّ، وهو مخرج القاف.
- أقصى اللسان بعد مخرج الحلق قليلاً والأقرب لمقدمة اللسان، مع ما يحاذيه من الحنك العلويّ، وهو مخرج الكاف.
- وسط اللسان مع ما يحاذيه من الحنك العلوي، وهو مخرج الشين والجيم والياء غير المديّة.
- حافتا اللسان أو إحداهما اليسرى أو اليمنى مع ما يُحاذيها من الأضراس العليا، وهو مخرج الضاد.
- أدنى حافتي اللسان الأمامية إلى منتهى طرف اللسان، مع ما يليها من لثة الاسنان العليا، وهو مخرج اللام.
الشفتان
فيها مخرجان خاصّان، وهما:
- باطن الشفة السفلى مع أطراف الثنايا العليا، وهو مخرج حرف الفاء.
- ما بين الشفتين، وهو مخرج الباء، والميم، والواو غير المديّة.
الخيشوم
الخيشوم هو الفتحة الواصلة بين أعلى الأنف والحلق، وهو مخرجٌ مقدرٌ، ومكان خروج الغُنّة، والغنة صفةٌ مُلازمةٌ لحرفي الميم والنون فقط، ويجب الحذر والانتباه لعدم خروجها مع باقي الحروف الأخرى، وتتفاوت مراتب الغنة حسب حال الحرف إذا كان ساكناً أو مُتحرّكاً، مُخفّفاً أو مُشدّداً.