المجموعة الشمسية

جديد تعريف كوكب الأرض

كوكب الأرض

كوكب الأرض هو الكوكب الثالث بعداً عن الشمس، والخامس بين كواكب المجموعة الشمسية من حيث الحجم والكتلة، والذي يتميز في تواجد أشكال الحياة في البيئات القريبة من سطحه، وتعود تسمية كوكب الأرض في اللغة الإنجليزية التي تعدّ لغة الفلك العالمية إلى كلمات اللغة الإنجليزية القديمة، واللغة الإلمانية، إذ يعدّ الكوكب الوحيد في المجموعة الشمسية الذي لم ترجع تسميته إلى الأساطير الرومانية واليونانية.[١]

يشكّل كوكب الأرض كرةً مفلطحة كثيفة تمتلك قشرةً خارجية رقيقة، ويتكون من عناصر ثقيلة مثل النيكل والحديد على عكس الكواكب الأخرى التي تتكون بشكل أساسي من الغازات الخفيفة، مما يجعله أكثر كثافة، ولكوكب الأرض غلاف جوي معتدل الكثافة يتكوّن أساساً من النيتروجين والأكسجين، ويدعم الحياة عليه، ويتكون سطح الكوكب في الغالب من الماء بنسبة 70% تقريباً،[٢] وتظهر الأرض من الفضاء على شكل رخام أزرق بدوامات بيضاء، وبعض الأجزاء البنية والخضراء والصفراء والبيضاء، إذ يشكّل الماء اللون الأزرق، بينما تمثل الغيوم الدوامات البيضاء، أما الأجزاء التي تحمل الألوان البنية والخضراء والصفراء فتمثل اليابسة، وتشير الاجزاء البيضاء إلى الجليد والثلج.[٣]

نشأة كوكب الأرض

يعتقد العلماء أن كوكب الأرض قد تشكل في الوقت نفسه الذي تكوّنت فيه الكواكب الأخرى والشمس قبل ما يقارب 4.6 بليون سنة عندما تكوّن النظام الشمسي من سحابة ضخمة دائرية من الغاز والغبار تعرف باسم السديم الشمسي (بالإنجليزية: solar nebula)، فعندما انهار السديم بسبب جاذبيته أصبح يدور بشكل أسرع مكوناً قرصاً، حيث سُحبت معظم المواد إلى المركز لتكوين الشمس، بينما تصادمت الجسيمات الأخرى واندمجت مع بعضها البعض لتكوين الأجسام الأخرى الكبيرة بما فيها كوكب الأرض، والذي يعتقد العلماء بأنه بدأ على شكل كتلة من الصخور بدون ماء، وقد شكّلت المواد المشعة الموجودة في الصخور، وزيادة الضغط في باطن الأرض الحرارة الكافية لإذابته، الأمر الذي أدى إلى صعود المواد الكيميائية إلى سطح الأرض، وتكوين الماء، بينما تحولت بعض المواد إلى غازات مكوّنةً بذلك الغلاف الجوي، وتشير الأدلة الحديثة إلى أن القشرة الأرضية والمحيطات من الممكن أنها تشكلت خلال 200 مليون سنة تقريباً بعد نشأة كوكب الأرض.[٤]

التكوين الداخلي لكوكب الأرض

تتكون الأرض من أربع طبقات داخلية، هي:[٥]

  • النواة الداخلية: يحتوي كوكب الأرض على نواة داخلية في المركز تماماً، والتي توجد على هيئة كرة صلبة ضخمة يبلغ نصف قطرها 1221 كيلومتر تقريباً، وتتكون من معادن النيكل والحديد، وتصل درجة الحرارة فيها إلى 5400 درجة مئوية.
  • النواة الخارجية: تحيط النواة الخارجية بالنواة الداخلية، وتبلغ سماكتها حوالي 2,300 كيلومتر، وتتكون من عناصر الحديد والنيكل في الحالة السائلة لهما.
  • الدثار: يعتبر الدثار أو الوشاح (بالإنجليزية: mantle) أسمك طبقة من طبقات كوكب الأرض، إذ يبلغ سمكها حوالي 2,900 كيلومتر، ويتكون الدثار من خليط من الصخور الذائبة والحمم الساخنة جداً.
  • القشرة: تشكّل القشرة الأرضية الطبقة الأخيرة في كوكب الأرض، والتي يبلغ متوسط سمكها 30 كيلومتر تقريباً في اليابسة، بينما تكون أرق من ذلك في المحيطات، فقط يصل سمكها إلى 5 كيلومتر تقريباً من قاع البحر إلى أعلى الوشاح.

حركة كوكب الأرض

يدور كوكب الأرض حول نفسه في دورة تتطلب 23.934 ساعة لإكمالها على خط وهمي يمتد من القطب الشمالي إلى الجنوبي، والذي يسمى محور الدوران، كما يدور حول الشمس في دورة تتطلب 365.26 يوماً، والتي تتشكل منها الفصول، ويكون مدار الأرض حول الشمس على شكل بيضاوي يشبه مدارات جميع الكواكب الأخرى، وفيما يأتي أهم الإحصائيات المتعلقة بمدار الأرض وفقاً لوكالة ناسا:[٤]

  • يبلغ متوسط المسافة بين كوكب الأرض والشمس 149,598,262 كم.
  • أقل مسافة بين كوكب الأرض والشمس، والتي تسمى الحضيض الشمسي (بالإنجليزية: Perihelion) تساوي 147,098,291 كم.
  • أكبر مسافة تفصل بين كوكب الأرض والشمس، والتي تسمى بالأوج (بالإنجليزية: Aphelion) تساوي 152,098,233 كم.

الحياة على كوكب الأرض

هناك العديد من المقومات الموجودة على كوكب الأرض، والتي جعلت منه مكاناً صالحاً للحياة، ومنها ما يأتي:[٦]

  • الماء: تتطلب كل الأماكن والبيئات وجود سائل تتفاعل فيه الجزيئات الضرورية للحياة مثل مكونات الحياة المعروفة كالحمض النووي، والبروتينات، ويعدّ الماء المنافس الأكثر شيوعاً، واستخداماً، وضروريةً للحياة على كوكب الأض، ويرجع ذلك للعديد من الأسباب، ومنها أنه يشكل مذيباً ممتازاً قادراً على إذابة العديد من المواد، كما أنه يطفو عند تجمده بخلاف العديد من السوائل، إذ إنّ هذه الميزة تحول دون غرقه إلى الأسفل عند تجمده، والسماح لطبقة أخرى من الماء في التجمد والغرق أيضاً، مما يؤدي إلى تجميد الماء كله، ويجعل التفاعلات الكيميائية الضرورية للحياة مستحيلة.
  • الطاقة: تحتاج الحياة إلى وجود طاقة، وتشكّل النجوم مصدر الطاقة الأكثر وضوحاً، وتعدّ الشمس مصدر الطاقة الأكبر لكوكب الأرض، والتي تدفع بعملية التمثيل الضوئي المهمة للنباتات،والمُنتجة للمغذيات التي تعتمد عليها معظم أشكال الحياة بشكل مباشر أو غير مباشر كوقود لها، كما هناك العديد من مصادر الطاقة الأخرى التي يعتمد عليها عدد كبير جداً من الكائنات الحية المختلفة كالمواد الكيميائية في المياه العميقة.
  • إعادة التدوير: اقترح عدد من الباحثين أن وجود الصفائح التكتونية أمراً مهماً وحيوياً لوجود الحياة، والتي تعدّ ضروريةً لإعادة تدوير الجزيئات اللازمة للحياة، فمثلاً يساهم ثاني أكسيد الكربون الذي ينحصر عادةً في الصخور بمرور الوقت في احتجاز حرارة الشمس اللازمة للحفاظ على حرارة الأرض، الأمر الذي قد يتسبب في تجمد كوكب الأرض دون وجود تكتونية الصفائح التي تؤدي إلى تحرير ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي عن طريق البراكين.

المراجع

  1. Jonathan Lunine, Clark Chapman, Raymond Jeanloz (2018-12-12), “Earth”، www.britannica.com, Retrieved 2018-12-17. Edited.
  2. “Earth, Planet”, www.encyclopedia.com, Retrieved 2018-12-17. Edited.
  3. “What Is Earth?”, www.nasa.gov,2017-10-4، Retrieved 2018-12-17. Edited.
  4. ^ أ ب Charles Choi (2018-10-10), “Planet Earth: Facts About Its Orbit, Atmosphere & Size”، /www.space.com, Retrieved 2018-12-17. Edited.
  5. “Earth”, www.solarsystem.nasa.gov, Retrieved 2018-12-18. Edited.
  6. Charles Choi (2012-10-18), “What Makes Earth So Perfect for Life?”، www.livescience.com, Retrieved 2018-12-18. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى