تعريف سورة إبراهيم

'); }

تعريف سورة إبراهيم

هي السورة الرابعة عشرة في الترتيب القرآني، وفيها اثنتين وخمسون آية،[١] وقد سميت هذه السورة باسم (إبراهيم)؛ فقد جاءت في الآيات ذكر لدعوات إبراهيم -عليه السلام- بجعل البلد الحرام بلداً آمناً، وغيرها من الدعوات العظيمة.[٢]

وهي سورة كلها مكية وهذا ما ذهب إليه الجمهور، إلا أن قتادة وابن عباس استثنوا آيتين، وبعضهم قالوا ثلاث آيات نزلت في المدينة؛ وهي: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللّهِ كُفْراً وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ* جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ* وَجَعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً لِّيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُواْ فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ)،[٣] فهذه الآيات نزلت في المشركين في قضية بدر.[٤]

مناسبة السورة لما قبلها

سورة إبراهيم مرتبطة بالسورة التي قبلها، وهي سورة الرعد من عدة وجوه؛ نذكر منها:[٥]

'); }

  • التأكيد على أن القرآن الكريم كتاب حق

في سورة الرعد بيّنت الآيات أن هذا القرآن الكريم حق من عند الله -تعالى-، وأنه كتاب نزل باللغة العربية، فقال -تعالى-: (وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْماً عَرَبِيّاً)،[٦] ثم جاءت الآيات في سورة إبراهيم تبيّن الحِكمة من كون القرآن قد نزل عربياً، فقال -تعالى-: (الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ).[٧]

  • في كلتا السورتين ذكر الله -تعالى- قصص بعض الأنبياء السابقين، ثم أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بالصبر والتوكل على الله -تعالى-.
  • في كلتا السورتين جاء بيان لكثير من الأدلة الدالة على قدرة الله -تعالى-.
  • في كلتا السورتين بيَّن الله -تعالى- مصير كل من المؤمنين والكافرين.

عرض إجمالي لسورة إبراهيم

هذا عرض إجمالي يبيّن أهم الموضوعات التي اشتملت عليها سورة إبراهيم:[٨]

  • إعجاز القرآن

في مطلع السورة جاءت الآيات تبيّن إعجاز القرآن الكريم، وأن وظيفته هداية الناس إلى طريق النور، وهو الطريق إلى الله -تعالى-.

  • الحديث عن الكافرين

الذين فضلوا متاع الحياة الدنيا، وأصروا على كفرهم أولئك لهم سوء العذاب.

  • إرسال كل رسول متحدثاً بلغة قومه؛ حتى يستطيعوا أن يفهموا عليه وتصل الرسالة إليهم.
  • تحدّثت الآيات عن رسالة موسى -عليه السلام- إلى فرعون، وأنه -عليه  السلام- بيّن لهم طريق الهداية وطريق الضلال.
  • ذكر أسماء بعض الأقوام الذين كذبوا رسلهم وآذوهم.
  • إصرار الكافرين على كفرهم؛ لأن الرسل بشر مثلهم.
  • صبر الأنبياء والرسل على إيذاء أقوامهم لهم.
  • تهديد المشركين لرسلهم

بأنهم سيخرجونهم من أرضهم، لكن الله وعد رسله بإهلاك القوم، وستكون لهم الأرض.

  • ذكر أدلة على وحدانية الله -تعالى-.
  • الشيطان سيتبرأ من الذين اتبعوه.
  • دعاء إبراهيم -عليه السلام-.
  • وعد الله -تعالى- نبيه -صلى الله عليه وسلم- بالنصر.
  • وصف الله -تعالى- كيفية تعذيب الذين كفروا.

أبرز الأمور التي اهتمت بها السورة

اشتملت السورة على كثير من الفوائد، ومن أبرز الأمور التي اهتمت بها:[٩]

  • تذكير الناس بنعم الله -تعالى- عليهم

فوجب عليه شكره، ومن يكفر فله أشد أنواع العذاب.

  • تسلية النبي صلى الله عليه والسلم

والتخفيف عليه بذكر قصص الأنبياء السابقين، وما لاقوه من مصاعب بسبب أقوامهم.

  • ترغيب الناس وتشجعيهم على الإيمان برسالة أنبيائهم

وعبادة الله -تعالى-، والتحذير والوعيد من الكفر به، وذلك بضرب الأمثلة وبيان جزاء كل فريق من الناس؛ سواء المؤمن أو الكافر، وذكر قصص الأقوام السابقين.

  • الحث على التفكر والتأمل

فالأدلة التي جاءت بها الآيات الدالة على وحدانية الله -تعالى-، توجب على الإنسان التفكر والتأمل.

  • الصبر عند البلاء

ثم الالتجاء إلى الله -تعالى-، والدعاء.

المراجع

  1. الثعلبي، الكشف والبيان عن تفسير القرآن، صفحة 304. بتصرّف.
  2. محمد طنطاوي، التفسير الوسيط، صفحة 505. بتصرّف.
  3. سورة إبراهيم، آية:28-29-30
  4. ابن عاشور، التحرير والتنوير، صفحة 177. بتصرّف.
  5. أحمد المراغي، تفسير المراغي، صفحة 122. بتصرّف.
  6. سورة الرعد، آية:37
  7. سورة إبراهيم، آية:1
  8. محمد طنطاوي، التفسير الوسيط، صفحة 505-507. بتصرّف.
  9. محمد طنطاوي، التفسير الوسيط، صفحة 507. بتصرّف.
Exit mobile version