محتويات
حضارات أمريكا اللاتينيّة
برزت في أمريكا اللاتينيّة مجموعة من الحضارات الّتي كان لها أكبر الأثر في تشكيل حضارة وثقافة أمريكا اللاتينيّة بشكلها الحالي المعاصر، ومن هذه الحضارات القديمة؛ حضارة المايا، وحضارة الأزتيك، وحضارة الإنكا، وحضارة الإنديك. وإضافة إلى تلك الحضارات المتعاقبة، فقد بدى تأثير الحضارة الأوروبيّة على حضارة أمريكا اللاتيينية واضحاً لتصبح مثلها ذات صبغة أرثوذوكسيّة مسيحيّة، وقد كان هذا التّأثير واضحاً في مختلف مجالات الفنون والموسيقى، والعادات الاجتماعيّة، والآداب، وحتى طريقة وشكل البناء، وفي هذا المقال سوف نتحدّث عن إحدى هذه الحضارات الأمريكيّة القديمة وهي حضارة الأزتيك.[١]
حضارة الأزتيك
أُطلق على شعب الأزتيك اسم شعب تنوتشكا Tenochca، أو شعب مِكسيكا Mexica، وكلمة الأزتيك مشّتقةٌ من آزتلان Aztlan إحدى الكلمات الواردة في أساطير مِكسيكا، وقبل نشوء حضارة الأزتيك كانت منطقة وادي المكسيك مركزاً لحضارةٍ أخرى، وكان في منطقة وادي المكسيك مدينة تيوتيهواكان، والتي كانت مركزاً لدولةٍ قويّةٍ إلّا أنّه وبعد ضعف هذه المدينة هاجر سكانها – وهم التّولتك – من منطقة الشمال إلى وسط المكسيك، وفي القرن الثّالث عشر الميلادي تعرّض وادي المكسيك إلى هجومٍ من قبل الشيشيمك الذين سيطروا على مدن التّولتك واندمجت ثقافتهم مع بعضهم البعض مكوّنة حضارة الأزتيك.[٢]
وكتابة شعوب الأزتيك هي كتابةٌ بيكتوجرافيّة تستخدم نقوشاً من الصّور والرّسومات للتعبير عن الأشياء، وعن المقاطع الصوتيّة، كما أنّهم استخدموا الكتابة التّصويرية في مجال العدّ الحسابي. أمّا بالنّسبة للنّظام الدّيني والعبادة فقد كانت شعوب الأزتيك تعبد قوى الطّبيعة، مُعتقدين أنّ الآلهة النّافعة الخيّرة لا بدّ لها من أن تبقى قويّةً حتّى تحمي العالم من الآلهة السّيئة الشّريرة، ولهذا قدّموا لها القرابين والأضاحي. ومن هذه الآلهة:[٢][٣]
- إله الشّمس: عبد الأزتيك الشّمس وقدّموا لها القرابين من أسرى الحرب، حيث أنّهم كانوا يقدّمون قلب الأضحية بعد إخراجه بواسطة سكيّن حجريّة، وكانوا يرفعونه وهو ينبض بالحياة نحو الشّمس ثم يلقونه في النار.
- إله المطر: عبد الأزتيك أيضاً المطر وكان إله المطر يعرف باسم تلالوك ( Tlaloc ).
- إله الرّيح: عبد الأزتيك الرّيح إلى جانب الشمس والمطر.
لباس شعوب الأزتيك
كان لشعوب الأزتيك مهاراتٌ يدويّة مميّزة، فبرعوا في غزل القطن، وغزل ألياف نبات مجواي Maguey Fibers. أمّا لباس الأزتيك فكان فضفاضاً بالنسبة للرجال، وذا أكمامٍ، وتنوراتٍ طويلةٍ للنّساء، وقد كانت ملابس شعب الأزتيك ذات تصاميم مميزة، ومزينة بأشكال هندسيّة، أما غطاء الرّأس والبيارق فقد كان شعب الأزتيك يصنعها من الرّيش.[٣]
العلوم والتّجارة عند الأزتيك
كان لحضارة الأزتيك درايةٌ بمجالات الحياة المختلفة التّي من شأنها تسيير أمور حياتهم، ومن هذه المجالات:[٢]
- مجال الزّراعة: كانت شعوب الأزتيك على علم بنظام الرّي، وكانوا أيضاً يستخدمون الأسمدة في الزّراعة، وعلى الرغم من عملهم في الزّراعة إلا أنّهم لم يعرفوا المحراث؛ فقد كانوا يحفرون حفراً صغيرةً من أجل الزّراعة ويضعون البذور فيها. وقد زرعت شعوب الأزتيك الذّرة، وكانت نساؤهم تقوم بطحنها بالرّحايا الحجريّة.
- مجال الصّناعة: في مجال الصّناعة كانت شعوب الأزتيك تصنع السّلال والفخار، وتستعمل جذوع الأشجار بعد صُنعها على شكل قوارب صغيرة (قوارب الكانو) في الجرّ والحمل؛ إذ لم تكن لديهم حيوانات للجرّ أو حتّى عربات.
- مجال التّجارة: في مجال التّجارة لم تكن العملات معروفةً عند الأزتيك، وكانوا بدلاً منها يستعملون الملابس القطنيّة وحبوب الكاكاو، والملح للمقايضة والبيع والشّراء. وقد امتدت التّجارة في حضارة الأزتيك إلى المناطق الّتي لم تكن تحت سيطرة شعوبها، وكان التّجار الّذين يذهبون بتجارتهم إلى تلك المناطق من الجواسيس الّذين يعملون لصالح الإمبراطوريّة الأزتكيّة.
الفنون عند الأزتيك
إنّ غالبيّة الفنون في حضارة الأزتيك تعبّر عن مفاهيمهم الدّينيّة، والتي تصوّر الاحتفالات والطّقوس الدينيّة، وكانت لوحاتهم فاقعة الألوان تُرسم على ورق لحاء الشّجر أو على الجدران، وقد تميّز الأزتيك بالنّحت والنّقش بنوعيه الغائر والبارز. ويعتبر حجر التّقويم من أشهر تماثيل حضارة الأزتيك ( قطره 3.7 متر و وزنه 22 طن )، حيث نُقشت في وسطه صورة للشّمس تحيطها دوائر ترمز إلى السّماوات والأيام. وقد كان شعب الأزتيك ينحت تماثيل صغيرةً للحيوانات، أو على شكل أشخاصٍ من الياقوت أو الكوارتز، وكذلك حجر الإبيسديان (زجاج صخري ).[٣]
التقويم عند الأزتيك
إن لحضارة الأزتيك تقويمين خاصّين بها استخدمهما شعب الأزتيك لمعرفة الأيام وحسابها خلال السّنة، وهذان التّقويمان، هما:[٤]
- التّقويم الأول هو تقويم شيوبوالي أو التّقويم الشّمسي: يتكوّن هذا التّقويم من 365 يوم مقسمّة إلى ثمانية عشر شهراً، لكل شهر من هذه الشّهور عشرين وحدة، بالإضافة إلى فترة من خمسة أيام فارغة تأتي في نهاية العام تسمى نيمونتيمي؛ وهي أيام مشؤومة لدى شعب الأزتيك.
- التّقويم الثّاني وهو تقويم تونالبوالي أو تقويم عد الأيام: ويتكوّن من 260 يوماً ولهذا التّقويم عشرون رمزاً وثلاثة عشر رقماً. ويذكر أنّ تقويم عدّ الأيام يتوازى مع التّقويم الشّمسي كل اثنين وخمسين عاماً.
اكتشاف برج الجماجم
في مدينة مِكسكو سيتي اكتشف العلماء برجاً من الجماجم البشريّة تحت الأرض، وبالتّحديد في مدينة تينوتشتيتلان (عاصمة الأزتيك)، ويضمّ هذا البرج جماجم لأطفالٍ ونساء، بالإضافة إلى جماجم لمقاتلين أسرى. وقد وصل عدد هذه الجماجم إلى أكثر من 650 جمجمة، وتمّ الكشف عن قُطر هذا البرج حيث وصل إلى ستّة أمتارٍ تقريباً، ويَعتقد العلماء أنّ هذا البرج هو جزء من تقليد تزومبانتلي، وهو تقليد يتمّ فيه وضع الجماجم على الأرفف من أجل بث الرّعب في قلوب الإسبان الغزاة.[٥]
مخطوطة توفار وحضارة الأزتيك
تُنسب مخطوطة توفار إلى المكسكي خوان دي توفار، وهي مخطوطة متميّزة بجودة لوحاتها من النّاحية الفنيّة، وتتحدّث عن طقوس الأزتيك وشعائرهم، وتضمّ هذه المخطوطة إحدى وخمسين لوحة مائيّة. تنقسم هذه المخطوطة إلى ثلاثة أقسامٍ، وهي:[٦]
- القسم الأول: يتحدّث القسم الأول عن أسفار الأزتيك وتاريخهم في الفترة ما قبل وصول الغزو الإسباني إلى بلاد الأزتيك.
- القسم الثّاني: يصور القسم الثّاني تاريخ شعب الأزتيك من خلال رسومات توضيحيّة تبيّن شعائرهم وطقوسهم الدّينيّة أيضاّ.
- القسم الثّالث: يحتوي القسم الثّالث على تقويم توفار.
المراجع
- ↑ عبد العزيز التويجري، العالم الإسلامي في عصر العولمة، القاهرة – مصر: دار الشروق، صفحة 146. بتصرّف.
- ^ أ ب ت زليخا حسين، موسوعة ينابيع المعرفة: حضارات وأعلام، عمان- الأردن: المنهل، صفحة 77-78. بتصرّف.
- ^ أ ب ت زليخا حسين، موسوعة ينابيع المعرفة: حضارات وأعلام، عمان – الأردن: المنهل، صفحة 79-80. بتصرّف.
- ↑ “التقويم الشمسي لشعب الأزتك”، www.wdl.org، اطّلع عليه بتاريخ 9-3-2018. بتصرّف.
- ↑ “برج الجماجم البشرية بالمكسيك يعود لحضارة الأزتيك “، www.aljazeera.net، 2-7-2017، اطّلع عليه بتاريخ 14-2-2018. بتصرّف.
- ↑ “أشاياكاتل، سادس ملوك الأزتك (تولَّى الحكم في الفترة ما بين 1469 و1481)”، www.wdl.org، اطّلع عليه بتاريخ 15-2-2018. بتصرّف.