محتويات
'); }
التعليم
يُعدّ التعليم من أهمّ المَنظومات التي تقوم عليها أيّ دولة في العالم؛ فمن الأسباب الرئيسيّة لتَقدّم الدول هو اهتمامها بالمنظومة التعليميّة وجعلها من الأولويات لبناء أساس رصين يقوم علية حاضر مضيء، ومُستقبل مشرق يَدفعها نحو التقدّم والرقيّ، كما أنّ التكنولوجيا غزت مُختلف جوانب الحياة، وأصبح التطوّر التكنولوجي من أهمّ مقاييس تقدّم الأمم، كما شملت التكنولوجيا أنظمة التّعليم المختلفة فأصبح هناك مفهوم جديد أُطلق عليه اسم تكنولوجيا التّعليم.
تعريف تكنولوجيا التعليم
تكنولوجيا التعليم (بالإنجليزية: Instructional Technology)، هي منظومةٌ مُتكاملة تُعدّ وتقوّم العمليّة التعليميّة لتحقيق أهداف موضوعيّة باستخدام أحدث الأبحاث التعليميّة عن طريق استخدام الموارد البشريّة وغير البشريّة لإضفاء جوٍّ من التعلّم المثمر، وإكسابه المزيد من الفاعليّة والتّأثير للوصول إلى الأهداف المرجوّة من التعلّم، وقد عُرِف مصطلح تكنولوجيا التعليم من خلال العديد من المؤسسات والمنظمات التعليمية والتنموية كالآتي:[١]
'); }
- تعريف اليونسكو لتكنولوجيا التعليم: عرّفت منظمة اليونيسكو تكنولوجيا التعليم بأنّه منحنى منظّم يقوم على تصميم، وتنفيذ، وتقويم العمليّة التعليميّة حسب أهدافٍ مُحدّدة وواضحة باستخدام جميع الموارد المتاحة لجعل عمليّة التعليم أكثر فعالية.
- تعريف لجنة تكنولوجيا التعليم الأمريكيّة لمفهوم تكنولوجيا التعليم: عرّفت لجنة تكنولوجيا التعليم الأمريكية هذا المفهوم بأنه المنحنى الذي تقوم عليه المَنظومة التعليمية الذي يتعدى جميع الوسائل والأدوات، أي إنّه لا ينحصر في أسلوب مُحدّد أو جهاز تكنولوجي واحد، بل يتعدّاها جميعها من أجل تطوير البَرنامج التعليمي.
مراحل تطور مفهوم تكنولوجيا التعليم
مرّت الوسائل التعليميّة بالعَديد من المراحل والتسميات، وهذه المراحل هي:[٢][٣]
- مرحلة التعليم البصري: اعتمدت هذه المرحلة في التعليم على حاسة البصر عن طريق تقديم نموذجٍ مرئيّ أو صورة للشيء المُراد فهمه؛ حيث بيّنت الدراسات أنّ 80-90% من خبرات الفرد يحصل عليها عن طريق البصر.
- مرحلة التعليم السمعي البصري: حيث تمّ استخدام وسائل مرئيّة ومسموعة للمساهمة في إثراء عمليّة التعلّم مثل: اللّوحات الجداريّة، والأناشيد التعليميّة كطريقة لعرض الدّرس وتيسيره.
- مرحلة الاتصال: في هذه المرحلة تَطوّر مفهوم التعليم، واستخدمت وسائل تعليميّه حديثة تراعي التّواصل الجيّد والمثمر بين المعلّم والمتعلّم؛ إذ تُعدّ عملية الاتصال هذه عمليةً ديناميكية تُحقّق تفاعلاً بين عناصر المرسل التي تشمل كلاً من: المعلم، والمادة التعليمية، والأجهزة، وعناصر المستقبل وتشمل الشخص المتعلم.
- مرحلة أسلوب النظم وتطوير نظم التعليم: يُعرف مفهوم النظام بأنّه مجموعة من المُكوّنات المنظمة التي تعمل بصورةٍ مُتكاملةٍ من أجل تحقيق هدف مُحدّد، وقد اعتبر هذا المفهوم مهمّاً جداً في تطوير عملية التعليم وذلك من أجل قدرته على استيعاب جميع أفكار المواد المُراد تعليمها، بالإضافة إلى قدرته على دمج التعليم التقليدي بالتعليم الجماعي والفردي الحديث.
- مرحلة العلوم السلوكية: هي العلوم التي تهتمّ بالسلوك، والاستجابة التي يُظهرها الشخص المتعلّم، والتحوّل من المواد التي تعرض المواد التعليمية إلى وسائل التعليم المبرمج.
- مرحلة تكنولوجيا التعليم: حيث تمّ التركيز في هذه المرحلة على الاعتماد على التفكير من أجل حل المشكلة، وتَحديد الأهداف، بالإضافة إلى التركيز على استخدامِ الأدواتِ والأجهزة (بالإنجليزية: Hardware)، وربطها بالمواد والبرامج التعليميّة (بالإنجليزية: Software).
مكونات تكنولوجيا التعليم
تتكوّن تكنولوجيا التعليم من العناصر الآتية:[١][٤]
- النظرية والممارسة: تستند جميع المعارف والأنظمة التي تُدرَّس إلى نظريّاتٍ محدّدة وممارسات عملية تمدّ المُتعلّم بالمَفاهيم والمبادئ المرجوّة.
- التصميم والتطوير والاستخدام والإدارة والتقويم: يجب تصميم عمليّة التعليم بطريقةٍ تَجذب المُتعلّم وتُبهره، ويلي ذلك تطوير الأدوات والوسائل بما يَتماشى مع عمليّة التصميم والاستخدام، ثمّ إدارة هذه الوسائل بطريقةٍ فعّالة، وتقويمها بما يَصلح للعملية التعليميّة.
- العمليات والمصادر: تشمل العمليّات سلسلة الإجراءات التي تُوجّه من أجل تحقيق هدفٍ مُحدّد، أمّا المصادر فهي التسهيلات التي يتم تزويدها من أجل دعم عمليّة التعلم.
- التعلم: هو النشاط الذي يهدف إلى إكساب المُتعلّم مهارةً أو معرفةً مُحدّدة.
- التعليم: هو التصميم والأسلوب المُنظّم الذي يُساعد الشخص المُتعلّم على إنجاز التغيير الذي يَرغب به في الأداء.
مصادر التعلم في تكنولوجيا التعليم
تتعدّد مصادر التعلّم في تكنولوجيا التعليم إلى:[١]
- الأفراد: بما فيهم المُعلّمين، ومساعدي المعلمين، والمشرفين، والأشخاص الذين يَستخدمهم المُعلّم في العملية التعليمية؛ كالأطباء، والعسكريين، وأفراد الشرطة.
- المحتوى التعليمي: هي الأفكار، والنظريات، والقيم، والاتجاهات التي تتمّ صِياغتها على شكل صُورٍ، أو كلمات، أو رسوم متحركة.
- المواد: هي الوسائل التي تنقل التعليم إلى المُتعلّم.
- الأجهزة والتجهيزات: هي الأدوات والأجهِزة التي تُستخدم لإنتاج وعرض مصادر أخرى، مثل: آلات التصوير، والحواسيب.
- الأماكن: هي البيئة التي يتفاعل فيها المُتعلّم مع مصادر التعلم، مثل: المبنى المدرسي، والمُختبر، والمكتبة.
- الأساليب: هي الطرق والخُطوات الاستراتيجيّة التي يمارسها الأفراد، ويتمّ اسخدامها في المواد والأجهزة التعليمية.
أهمية تكنولوجيا التعليم
تتلخّص أهميّة تكنولوجيا التعليم في الأمور الآتية:[٣]
- تحسين العملية التعليمية، وتفعيل دور المُشاركة الفعّالة بين المُعلّم والمُتعلّم باستخدام الوسائل التكنولوجيّة المتعددة.
- تنويع الخبرات المُقدّمة للمُتعلّم؛ حيث تُمكّن الوسائل التعليمية المقدّمة للمتعلم من تنويع الخبرات المقدمة له، من خلال المشاهدة، والاستماع، والممارسة، والتأمّل.
- المُساعدة على تذكّر المادّة التعليمية لأطول فترةٍ مُمكنة.
- تقييم وتقويم المادة التعليمية باستمرار؛ حيث يضمن استخدام تكنولوجيا التعليم في العمليّة التعليميّة إدخال تحديثات دائمة بشكلٍ مُستمر وفعّال يَضمن فاعليّة أكبر للعملية التعليمية.
- تنويع أساليب التعليم ومراعاة الفروق الفردية بين المُتعلّمين.
- اختصار الوقت المُحدّد للتعليم.
- تزويد المُتعلّم بمعلوماتٍ في كافّة مجالات العلوم عن طريق توسيع قاعدة المعلومات الخاصّة بأي موضوع دراسي.
- تدريب المتعلّم على حل المشكلات التي يواجهها.
- تنمية الثروة اللغوية للمُتعلّم؛ حيث تزيد الوسائل التعليمية المُستخدمة في تكنولوجيا التعليم من الحصيلة اللغوية للمُتعلّم عن طريق المشاهد والمواقف التي تحتوي على ألفاظٍ جديدة.
المراجع
- ^ أ ب ت مصطفى دعمس (2009)، تكنولوجيا التعلم وحوسبة التعليم، الأردن: دار غيداء للنشر والتوزيع، صفحة 21. بتصرّف.
- ↑ توفيق مرعي، محمود الحيلة (2017)، تفريد التعليم (الطبعة الثالثة)، الأردن: دار الفكر، صفحة 28. بتصرّف.
- ^ أ ب أحمد منصور (2015)، تكنولوجيا التعليم (الطبعة الأولى)، الأردن: الجنادرية للنشر والتوزيع، صفحة 61. بتصرّف.
- ↑ مهدي حسنين (2011)، “توظيف تكنولوجيا التعليم في برامج التعلم عن بعد في كلية التربية من وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس”، المجلة الفلسطينية للتربية المفتوحة عن بعد، العدد الخامس، المجلد الثالث، صفحة 51. بتصرّف.