'); }
من هم الموحدون؟
الموحّدون هو لقب عُرفت به السّلالة الحاكمة التي بسطت سيطرتها على المغرب العربي كاملًا، وبعضًا من أجزاء الأندلس، وقد أقام الموحدون دولة أسموها دولة الموحدين، والتي استمرت قائمة قرابة الـ 150 عامًا، ويعود الفضلُ إلى تأسيس دولة الموحدين في البداية لمحمد بن تومرت.[١]
سُمّيت هذه الدولة بهذا الاسم؛ لأنّها قامت منذ بدايتها على عقيدة أهل السنة والجماعة، فأخذ الموحدون على عاتقهم الدعوة إلى التوحيد الخالص، ورعت دولة الموحدين في خلال عهدها الحياة العلمية والثقافية في المغرب وبلاد الأندلس، فأسّست المدارس، وعُنيت بالإبداع والعلوم، فنشأ في عهدهم ابن رشد، وابن طفيل وغيرهم.[٢]
'); }
نشأة دولة الموحدين
نشأت دولة الموحدين في البداية على أفكار الأب الروحيّ لها محمد بن تومرت المولود في قرية اسمها ايجلي آن وارغن، وقد اختلف المؤرخون حول ولادته، ففي روايةٍ أنّه ولد سنة 485هـ وفي رواية أخرى أنّه ولد سنة 471هـ،[٣] ولكن يُعدّ عبد المؤمن بن علي هو المؤسّس الفعلي لدولة الموحين في المغرب العربي والأندلس، وقد ولد عبد المؤمن لعائلة بربرية بسيطة في مدينة وهران الجزائريّة.[٤]
أراد عبد المؤمن بن علي في البداية تكريس حياته في دراسة الأدب العربي والعلوم الإسلاميّة في مراكز العلم في المشرق العربي، وبالفعل ذهب إلى المشرق، وفي أثناء عودته انشدّ إلى ما سمعه من محمد بن تومرت مؤسس حركة الموحدين من ضرورة الدعوة إلى التمسّك بتعاليم الشريعة الإسلاميّة والدعوة إلى التّوحيد.[٥]
بعد ما سمعه بن علي من محمد بن تومرت صَحِبَه معه إلى المغرب، وكانت آنذاك دولة المرابطين هي الدولة الحاكمة للمغرب العربي، وكانت من ضمن تعاليم ابن تومرت التحريض على دولة المرابطين، فأقام محمد بن تومرت مع جماعته حول قرية صغيرة في المغرب.[٦]
وبدأ محمد بن تومرت في شنّ الهجمات على دولة المرابطين، وقُتل في خضم هذه المعارك، وبويع عبد المؤمن خليفة للمسلمين، وقائدًا لدولة الموحدين، [٦] وتابع القائد الجديد هجماته على دولة المرابطين، وبعدها توالى نصر دولة الموحدين، إلى أنْ سيطرت على المغرب العربي، وأجزاء من الأندلس.[٧]
أسباب سقوط دولة الموحدين
كانت دولة الموحدين قوية للغاية في مرحلة من مراحلها، ولكن هناك عوامل ساهمت مجتمعةً في ضعف الدولة بالتدريج، وانهيارها في النهاية، من أبرزها ما يأتي:[٨]
- الإسراف في سفك الدماء
قتلت دولة الموحدين الآلاف من المرابطين، واستهانت في سفك الدماء.
- الانحراف عن العقيدة
أدخل الموحدون عقائد فاسدة مخالفة للشريعة الإسلامية، من أخطرها تكفير دولة المرابطين، وجواز قتل أفرادها.
- الثورات الداخلية
أسهمت الثورات الداخلية المتكررة التي قامت في داخل دولة الموحدين في سقوطها، ومن أشهرها ثورة بني غانية.
- انفتاح دولة الموحدين
كثرت الأموال في أيدي الموحدين، وانفتحوا على الدنيا للغاية، ممّا أدى إلى انحرافهم عن هدفهم الأساسي، فعاشوا في ترف فاحش، وتصارع على الحكم.
- بطانة السوء
لعبت بطانة السوء -التي قويت شوكتها حينئذٍ- دورًا كبيرًا في ضعف دولة الموحدين، إلى جانب إهمال أمراء الموحدين لمبدأ الشّورى، التي قامت على أساسها دولتهم.
المراجع
- ↑ دار الكتاب الثقافي، الموحدون في الأندلس، صفحة 26. بتصرّف.
- ↑ علي الصلابي، دولة الموحدين، صفحة 37. بتصرّف.
- ↑ د أسامة السامرائي، دولة الموحدين: تأسيسها، ثورتها، تنظيماتها، عقيدتها، صفحة 41 – 42. بتصرّف.
- ↑ صابر البلتاجي، النظم والمعاملات المالية في المغرب عصر دولة الموحدين، صفحة -. بتصرّف.
- ↑ علي الصلابي، دولة الموحدين، صفحة 97. بتصرّف.
- ^ أ ب علي الصلابي، دولة الموحدين، صفحة 98. بتصرّف.
- ↑ علي الصلابي، دولة الموحدين، صفحة 101 – 102. بتصرّف.
- ↑ علي الصلابي، دولة الموحدين، صفحة 64 – 67. بتصرّف.