الآداب

تعريف المأساة والملهاة

صورة مقال تعريف المأساة والملهاة

مقالات ذات صلة

المأساة

تعد المأساة فنًّا دراميًّا انتشر في اليونان، وتعود آثارها الأولى إلى القرن الخامس قبل الميلاد، وإن صح التعبير فهي وجه أدبي ذو طابع درامي، فيمكننا القول إن المأساة تصور حالة الصراع التي تواجهها الشخصيات مع القوى المحيطة بها، التي من شأنها تؤثر على ردود أفعالها وسلوكها بشكل عام، ويُقصد بالقوى أن تكون طاقات خارجية، مثل: البشر، أو الآلهة، أو قد تكون قوى داخلية مثل الأحاسيس، والضمير، أو الأهواء.[١]

تحدث أرسطو عن المأساة بوصفها محاكاة الفعل، أو ردة فعل لموقف جاد حدث بشكل درامي بحت؛ إذ إنها تتمحور داخل نطاق المسرح التراجيدي، الذي يحمل موضوعًا معينًا من شأنه أن يبعث الحزن والتأثير لدى المتلقي، وهذا الحدث الجاد يحتاج إلى شخصيات معينة تقوم به تشكل في الطرف الآخر ردة فعل تمتزج مع الموقف؛ لأن المأساة لا تحاكي الأشخاص بل تحاكي الأفعال.[٢]

خصائص المأساة

تقوم المأساة على مجموعة من الركائز التي تتسم بها، والتي تميزها عن غيرها من صفات الدراما المعروفة، ففي العرض المسرحي الخاص بأي عمل أدبي لا بد أن يكون هناك بعض الملاحظات العامة، والخاصة التي ينفرد بها سياق العمل، ومن هذه الخصائص ما يأتي:[٣]

  1. تناول القضايا المهمة، والشائكة في المجتمع بطريقة جادة.
  2. توضيح عملية الصراع الوجودي الحاصل بين الشخصيات.
  3. إثارة الشفقة لدى المتلقي من خلال الأحداث المتعاقبة.
  4. إنشاء مشاعر الخوف، والحماس تجاه الحدث.
  5. الوصول إلى التطهير.
  6. انتهاء هذا العمل بخاتمة حزينة، غالبا ما تكون الموت.

الملهاة

المعنى اللغوي للملهاة هو (النشيد الماجن)، وهي نوع أدبي ظهر في اليونان ويدل على الضحك، وتعد الملهاة الوجه المقابل للمأساة؛ فهي تقدم العمل الدرامي المسرحي من خلال حديثها عن موضوع جاد، ولكن بطريقة ساخرة تثير الضحك، والسخرية لدى المُشاهد؛ إذ إنها مسرحية تقدَّم على خشبة المسرح بغرض طرح قضايا المجتمع، ومشكلات البشر بطريقة مضحكة، لكنها على الرغم من ذلك لا تخلو من المغزى الخاص بها.[٤]

تسعى الملهاة إلى تناول المشكلات، وطرحها من خلال تقديم مجموعة من الأحداث التي ترمي إلى عرض النقائض الإنسانية، بقصد تصوير البشر في مواطن ضعفهم ونقصهم.[٥]

والهدف منها هو إثارة الضحك من قصور وجهل بعض الأشخاص الذين وقعوا بخطأ معين؛ لمحاولة تشكيل وعي يساعد على عدم وقوع الآخرين فيه، فإن وسيلة الملهاة تكمن في تقديم الشخصيات بطريقة يظهروا فيها على درجة وعي أقل من الإنسان العادي؛ من أجل محاولة تقديم أكبر قدر ممكن من الضحك.[٥]

خصائص الملهاة

على الرغم من تقاطع الملهاة مع المأساة في بعض الأمور كالشخصيات، والحوار، والمسرح، إلا أنها تنفرد ببعض الخصائص التي تميزها؛ فهي تقدم قالبًا أدبيًّا خاصًّا بها، وهي كالآتي:[٦]

  1. تناول القضايا الجادة بطريقية ساخرة مضحكة.
  2. انحدار موضوعاتها حول حماقات الناس، وأخطائهم.
  3. خلوها من الغموض.
  4. انتهاء خاتمتها بنهاية سعيدة، ومليئة بالفرح والسرور.

المراجع

  1. محمد حمدي إبراهيم، نظرية الدراما الإغريقية، صفحة 12. بتصرّف.
  2. ارسطو، فن الشعر، صفحة 95. بتصرّف.
  3. أرسطو، فن الشعر، صفحة 97. بتصرّف.
  4. مولوين ميرشنت، وكليفورد ميرشنت، الكوميديا والتراجيديا، صفحة 14-15. بتصرّف.
  5. ^ أ ب محمد حمدي إبراهيم، نظرية الدراما الاغريقية، صفحة 16. بتصرّف.
  6. مولوين ميرشنت، كليورد ليتش، الكوميديا والتراجيديا، صفحة 12-13. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى