العلماء
تفتخر المجتمعات على الدّوام بوجود العلماء فيها؛ فالعلماء هم روافد التّقدم والتّطور والرّقي في البلد الذي يكونون فيه، وهم الشّجرة المعطاءة التي تنبت الخير أينما حلّت وارتحلت، وبالعلماء تزهو الأمم وتعلو، وحينما يكون للعلماء مجالهم الرّحب للإبداع والاختراع والتّطوير وخدمة البشريّة فهذا يعني أنّ ثمّة تقدير واحترام لهم من قبل مجتمعهم، فما هو تعريف العلماء؟ ومن هم أبرز العلماء الذين خدموا البشريّة؟
تعريف العلماء
يُعرّف العلماء في كلّ عصرٍ بأنّهم صنفٌ من النّاس تميّز عن غيره بعددٍ من الصّفات والسّمات البشريّة من ذكاءٍ أو إبداع، وكان نتاج هذه السّمات والصّفات مخرجات فكريّة أو أدبيّة أو علميّة أو في أيّ مجالٍ من مجالات الحياة، وكانت هذه المخرجات نافعةً للبشريّة وتمثّل إضافةً على النّتاج العلمي أو الأدبي أو الفكري للبشريّة، وقيل في تعريف العالم كذلك أنّه الإنسان الذي يحيط علمًا بشيء معيّن فمن كان عالمًا بشيءٍ من جميع جوانبه اعتبر عالمًا به.
نبذة عن العلماء
لا شكّ بأنّ العلماء لهم إسهاماتهم العديدة في كافّة جوانب الحياة، ولقد كان للعلماء العرب دورٌ بارز في خدمة البشريّة قديمًا وحديثًا حينما كانت أمّة الإسلام رائدةً في مجال العلم والبحث، فحدّثتنا كتب التّاريخ عن عددٍ كبير من العلماء الذين كانوا علماء موسوعيين يتبحّرون في مجالات عدّة، فمن منّا لم يسمع عن علماء الطّب العرب وعلى رأسهم الرّازي الذي كان له دورٌ بارز في خدمة الطّب والمشتغلين بهذه المهنة من خلال ابتكاره لخيوط الجراحة وتشريحة لأعضاء الجسم وحديثه عن كثيرٍ من العقاقير والأدوية ضمن علم الصّيدلة حتّى ظلّت مؤلفاته تدرّس في أوروبا ولفتراتٍ طويلة.
وكذلك العلاّمة ابن سينا الذي كان أوّل من شخّص التهاب السّحايا الأولى وشخّص أسباب اليرقان وغير ذلك الكثير، وكذلك العلّامة ابن النّفيس الذي اكتشف الدّورة الدّمويّة، كما حدّثنا تاريخ العلماء عن علماء عرب في مجالات أخرى مثل علم البصريّات والنّظائر؛ حيث تميّز ابن الهيثم، كما تميّز علماء في التّاريخ مثل الطّبري وابن كثير.
أمّا العلماء الغربيون فهم كثر كذلك، وكانت لهم إسهاماتهم في مجال العلم والتّكنولوجيا، فعرفنا منهم إسحق نيوتن مكتشف قانون الجاذبيّة والحركة، وكذلك العلّامة البرت إينشتاين مكتشف النّظريّة النّسبيّة وصاحب الإنجازات الرّائدة في علم الفيزياء.
موقف المجتمع من العلماء
ينبغي على المجتمعات المعاصرة احترام علمائها وتمكينهم من أداء دورهم الرّيادي في مجالاتهم بتوفير المناخ الملائم لهم للإبداع والتّفكير الخلّاق الذي يؤدّي إلى مزيد من الإنجازات والاختراعات التي تخدم البشريّة وتُسهّل عليها حياتها.