تعريفات إسلامية

تعريف الصيام لغة واصطلاحاً

مقالات ذات صلة

تعريف الصيام لغة

يُعرَّف الصيام في اللغة بأنّه: الامتناع عن شيء مُعيّن؛ سواء كان فعلاً، أو قولاً، وهي مأخوذة من الفعل صَامَ؛ أي أمسك،[١] ويكون بالإمساك عن الكلام مثلاً، أو الطعام، أو الشراب، أو غيره، والصوم والصيام بالمعنى نفسه في اللغة؛ لأنّ مصدرهما واحد وهو الفعل (صام)، يُقال: رجلان صوم، ورجال صوم، وامرأة صوم، ويُقال أيضاً: قوم صُوَّام وصيام وصُوَّم وصِيَّم، وهو بهذا لا يجمع ولا يُثنّى، كما يُقال: صامت الريح؛ أي ركدت، وصامت الشمس؛ أي استوت، وصام الفرس؛ أي وقف، وصام النهار؛ إذ اعتدل.[٢]

تعريف الصيام اصطلاحاً

اختلفت تعريفات الفقهاء للصيام؛ فكان لكلّ مذهب رأي في ذلك، كما يأتي:[٣]

  • الحنفية: عرّفوه بأنّه الامتناع عن ثلاثة مُفطرات، وهي: الأكل، والشرب، والجماع، مِن قِبل شخصٍ مُعيّن، في وقت مُعيّن لذلك، مع وجود النيّة.
  • المالكية: عرّفوه بأنّه الامتناع عن شهوتَي الفرج والفم، أو أيّ شيء يقوم مقام أحدهما؛ طاعةً لله -تعالى-، مع وجود النيّة قبل وقت الفجر، أو في وقته، بحيث يكون هذا الامتناع شاملاً النهار كاملاً.
  • الشافعية: عرّفوه بأنّه امتناعٌ مُعيّنٌ، بشخص مُعيّن، عن شيء مُعيّن، في وقت مُعيّن لذلك.
  • الحنابلة: عرّفوه بأنّه الامتناع عن أشياء مخصوصة، في أوقات مخصوصة، من شخص مخصوص، مع وجود النية.

أمّا من المعاصرين، فقد عرّف ابن عثيمين الصيام بأنّه: تعبُّد لله -تعالى-؛ بالامتناع عن جميع المفطرات، من طلوع الفجر إلى غروب الشمس،[٤] وألحق ابن عثيمين لفظ التعبُّد في تعريفه للصيام؛ لأنّ كثيراً من الفقهاء لا يذكرونه في تعريفاتهم للصيام؛ وذلك كي لا يكون الامتناع مُجرَّداً عن العبادة.[٥]

للمزيد من التفاصيل حول تعريف الصيام الاطّلاع على مقالة: ((ما معنى صوم رمضان)).

من مُسمَّيات الصيام

جاءت للصيام عدّة أسماء في القرآن، والسنّة النبويّة، منها: أنّه الصبر؛ لقول النبي -صلّى الله عليه وسلّم-: (صَومُ شهرِ الصبرِ، وثلاثةُ أيَّامٍ مِن كلِّ شَهرٍ؛ صَومُ الدهرِ)،[٦] وسُمِّي بذلك؛ لأنّ الإنسان الصائم يُصبّر نفسه عن الشهوات، وسُمِّي أيضاً بالسياحة؛ إذ ورد عن ابن عبّاس أنّ السائحين هم الصائمون؛[٧] وذلك لأنّه حاجز عن المعاصي والشهوات، وهي رياضة نفسيّة تصل بصاحبها للاطِّلاع على مقاصد الملك، والسائح هو المجاهد وطالب العلم أيضاً.[٨]

العلاقة بين التعريف اللغوي والاصطلاحي للصيام

يجد الناظر في المعنيَين: اللغويّ، والاصطلاحيّ لكلمة الصيام، أنّ لهما المعنى نفسه من حيث المَقصد؛ وهو ترك الشيء، أو الامتناع عنه؛ فالمعنى الاصطلاحي يعتمد على المعنى اللغوي في الأصل العربيّ، وبعد مجيء الإسلام اكتسب المعنى اللغويّ مضموناً جديداً لم تكن تعرفه العرب قبل ذلك.[٩]

الفرق بين الصوم والصيام

يجتمع ورود مصدرَين للفعل في مجموعة من الكلمات العربيّة؛ كالفعل (صام)؛ وهو فعل ثلاثيّ يجمع بين مصدرَي الصوم، والصيام، فيكونان بمعنى واحد، وقد ذهب بعض أهل اللغة ممّن يقولون بالترادُف إلى وجود فرقٍ بين الكلمتَين؛ لأنّ كلّ زيادة في مبنى الكلمة زيادة في معناها، أمّا في المعنى الاصطلاحي بين الكلمتَين؛ فقد اختلف الفقهاء بين التفريق بينهما، وعدم التفريق، على النحو الآتي:

  • ذهب العينيّ في شرحه لسُنَن أبي داود إلى أنّهما بمعنى واحد، كما نفى ابن عابدين وجود فرق بينهما.
  • رأى بعض الأحناف أنّ الصيام يكون فيما زاد عن ثلاثة أيام، والصوم يكون ثلاثة أو أقلّ.
  • ذهب ابن الهلال العسكريّ إلى التفريق بينهما، فقال إنّ الصيام هو الإمساك عن المُفطِرات مع النيّة؛ لقوله -تعالى-: (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ)،[١٠] وأنّ الصوم هو ما كان الإمساك فيه عن المفطرات، والطعام، كما جاء على لسان مريم في قوله -تعالى-: (فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا).[١١][١٢]

ألفاظ الصيام في القرآن الكريم

وردت بعض الألفاظ الدالّة على الصيام في القرآن بغير لفظ الصيام، ومن هذه الآيات:[١٣][١٤]

  • لفظ (صيام)، وذلك في قوله -تعالى-: (فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ).[١٥] ولفظ (فصيام)، وذلك في قوله -تعالى-: (فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ).[١٦]
  • لفظا (الصائمين والصائمات)، وذلك في قوله -تعالى-: (وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ).[١٧]
  • لفظ (فليصمه)، وذلك في قوله -تعالى-: (فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ).[١٨]
  • لفظ (تصوموا)؛ وذلك في قوله -تعالى-: (فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ).[١٩]
  • لفظ (صياماً)، وذلك في قوله -تعالى-: (أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِّيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ).[٢٠]
  • لفظ (صوماً)، وذلك في قوله -تعالى-: (إِنّي نَذَرتُ لِلرَّحمـنِ صَومًا).[٢١]

للمزيد من التفاصيل عن الصيام الاطّلاع على مقالة: ((ما هي أركان الصيام)).

المراجع

  1. مجمع اللغة العربية بالقاهرة (إبراهيم مصطفى / أحمد الزيات / حامد عبد القادر / محمد النجار)، المعجم الوسيط، الاسكندرية: دار الدعوة، صفحة 529، جزء 1. بتصرّف.
  2. علي علي صبح، التصوير القرآني للقيم الخلقية والتشريعية، مصر: المكتبة الأزهرية للتراث، صفحة 157-158. بتصرّف.
  3. جابر عيد جمعان الوندة العازمي (2006)، أحكام المستجدات الفقهية في الصيام، صفحة 16-17. بتصرّف.
  4. “تعريف الصيام “، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-2-2020. بتصرّف.
  5. “تعريف الصيام اصطلاحًا”، almoslim.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-2-2020. بتصرّف.
  6. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 8986، إسناده صحيح على شرط مسلم.
  7. سعيد بن علي بن وهف القحطاني، الصيام في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 8-9. بتصرّف.
  8. ناصر الدين أبو سعيد عبد الله بن عمر بن محمد الشيرازي البيضاوي، أنوار التنزيل وأسرار التأويل (الطبعة الأولى)، بيروت: دار إحياء التراث العربي ، صفحة 99، جزء 3.
  9. علي علي صبح، التصوير القرآني للقيم الخلقية والتشريعية،  : المكتبة الأزهرية للتراث، صفحة 159. بتصرّف.
  10. سورة البقرة، آية: 183.
  11. سورة مريم، آية: 26.
  12. أحمد محمد محمد بدوي (29/6/2015 )، “هل من فرق بين لفظتي (الصوم) و(الصيام) دلاليا؟ “، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-2-2020. بتصرّف.
  13. “لفظة الصيام في القرآن”، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-2-2020. بتصرّف.
  14. “آيات ورد فيها “صيام””، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 24-2-2020. بتصرّف.
  15. سورة البقرة، آية: 196.
  16. سورة النساء، آية: 92.
  17. سورة الأحزاب، آية: 35.
  18. سورة البقرة، آية: 185.
  19. سورة البقرة، آية: 184.
  20. سورة المائدة، آية: 95.
  21. سورة مريم، آية: 26.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

تعريف الصيام لغة

يُعرَّف الصيام في اللغة بأنّه: الامتناع عن شيء مُعيّن؛ سواء كان فعلاً، أو قولاً، وهي مأخوذة من الفعل صَامَ؛ أي أمسك،[١] ويكون بالإمساك عن الكلام مثلاً، أو الطعام، أو الشراب، أو غيره، والصوم والصيام بالمعنى نفسه في اللغة؛ لأنّ مصدرهما واحد وهو الفعل (صام)، يُقال: رجلان صوم، ورجال صوم، وامرأة صوم، ويُقال أيضاً: قوم صُوَّام وصيام وصُوَّم وصِيَّم، وهو بهذا لا يجمع ولا يُثنّى، كما يُقال: صامت الريح؛ أي ركدت، وصامت الشمس؛ أي استوت، وصام الفرس؛ أي وقف، وصام النهار؛ إذ اعتدل.[٢]

تعريف الصيام اصطلاحاً

اختلفت تعريفات الفقهاء للصيام؛ فكان لكلّ مذهب رأي في ذلك، كما يأتي:[٣]

  • الحنفية: عرّفوه بأنّه الامتناع عن ثلاثة مُفطرات، وهي: الأكل، والشرب، والجماع، مِن قِبل شخصٍ مُعيّن، في وقت مُعيّن لذلك، مع وجود النيّة.
  • المالكية: عرّفوه بأنّه الامتناع عن شهوتَي الفرج والفم، أو أيّ شيء يقوم مقام أحدهما؛ طاعةً لله -تعالى-، مع وجود النيّة قبل وقت الفجر، أو في وقته، بحيث يكون هذا الامتناع شاملاً النهار كاملاً.
  • الشافعية: عرّفوه بأنّه امتناعٌ مُعيّنٌ، بشخص مُعيّن، عن شيء مُعيّن، في وقت مُعيّن لذلك.
  • الحنابلة: عرّفوه بأنّه الامتناع عن أشياء مخصوصة، في أوقات مخصوصة، من شخص مخصوص، مع وجود النية.

أمّا من المعاصرين، فقد عرّف ابن عثيمين الصيام بأنّه: تعبُّد لله -تعالى-؛ بالامتناع عن جميع المفطرات، من طلوع الفجر إلى غروب الشمس،[٤] وألحق ابن عثيمين لفظ التعبُّد في تعريفه للصيام؛ لأنّ كثيراً من الفقهاء لا يذكرونه في تعريفاتهم للصيام؛ وذلك كي لا يكون الامتناع مُجرَّداً عن العبادة.[٥]

للمزيد من التفاصيل حول تعريف الصيام الاطّلاع على مقالة: ((ما معنى صوم رمضان)).

من مُسمَّيات الصيام

جاءت للصيام عدّة أسماء في القرآن، والسنّة النبويّة، منها: أنّه الصبر؛ لقول النبي -صلّى الله عليه وسلّم-: (صَومُ شهرِ الصبرِ، وثلاثةُ أيَّامٍ مِن كلِّ شَهرٍ؛ صَومُ الدهرِ)،[٦] وسُمِّي بذلك؛ لأنّ الإنسان الصائم يُصبّر نفسه عن الشهوات، وسُمِّي أيضاً بالسياحة؛ إذ ورد عن ابن عبّاس أنّ السائحين هم الصائمون؛[٧] وذلك لأنّه حاجز عن المعاصي والشهوات، وهي رياضة نفسيّة تصل بصاحبها للاطِّلاع على مقاصد الملك، والسائح هو المجاهد وطالب العلم أيضاً.[٨]

العلاقة بين التعريف اللغوي والاصطلاحي للصيام

يجد الناظر في المعنيَين: اللغويّ، والاصطلاحيّ لكلمة الصيام، أنّ لهما المعنى نفسه من حيث المَقصد؛ وهو ترك الشيء، أو الامتناع عنه؛ فالمعنى الاصطلاحي يعتمد على المعنى اللغوي في الأصل العربيّ، وبعد مجيء الإسلام اكتسب المعنى اللغويّ مضموناً جديداً لم تكن تعرفه العرب قبل ذلك.[٩]

الفرق بين الصوم والصيام

يجتمع ورود مصدرَين للفعل في مجموعة من الكلمات العربيّة؛ كالفعل (صام)؛ وهو فعل ثلاثيّ يجمع بين مصدرَي الصوم، والصيام، فيكونان بمعنى واحد، وقد ذهب بعض أهل اللغة ممّن يقولون بالترادُف إلى وجود فرقٍ بين الكلمتَين؛ لأنّ كلّ زيادة في مبنى الكلمة زيادة في معناها، أمّا في المعنى الاصطلاحي بين الكلمتَين؛ فقد اختلف الفقهاء بين التفريق بينهما، وعدم التفريق، على النحو الآتي:

  • ذهب العينيّ في شرحه لسُنَن أبي داود إلى أنّهما بمعنى واحد، كما نفى ابن عابدين وجود فرق بينهما.
  • رأى بعض الأحناف أنّ الصيام يكون فيما زاد عن ثلاثة أيام، والصوم يكون ثلاثة أو أقلّ.
  • ذهب ابن الهلال العسكريّ إلى التفريق بينهما، فقال إنّ الصيام هو الإمساك عن المُفطِرات مع النيّة؛ لقوله -تعالى-: (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ)،[١٠] وأنّ الصوم هو ما كان الإمساك فيه عن المفطرات، والطعام، كما جاء على لسان مريم في قوله -تعالى-: (فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا).[١١][١٢]

ألفاظ الصيام في القرآن الكريم

وردت بعض الألفاظ الدالّة على الصيام في القرآن بغير لفظ الصيام، ومن هذه الآيات:[١٣][١٤]

  • لفظ (صيام)، وذلك في قوله -تعالى-: (فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ).[١٥] ولفظ (فصيام)، وذلك في قوله -تعالى-: (فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ).[١٦]
  • لفظا (الصائمين والصائمات)، وذلك في قوله -تعالى-: (وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ).[١٧]
  • لفظ (فليصمه)، وذلك في قوله -تعالى-: (فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ).[١٨]
  • لفظ (تصوموا)؛ وذلك في قوله -تعالى-: (فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ).[١٩]
  • لفظ (صياماً)، وذلك في قوله -تعالى-: (أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِّيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ).[٢٠]
  • لفظ (صوماً)، وذلك في قوله -تعالى-: (إِنّي نَذَرتُ لِلرَّحمـنِ صَومًا).[٢١]

للمزيد من التفاصيل عن الصيام الاطّلاع على مقالة: ((ما هي أركان الصيام)).

المراجع

  1. مجمع اللغة العربية بالقاهرة (إبراهيم مصطفى / أحمد الزيات / حامد عبد القادر / محمد النجار)، المعجم الوسيط، الاسكندرية: دار الدعوة، صفحة 529، جزء 1. بتصرّف.
  2. علي علي صبح، التصوير القرآني للقيم الخلقية والتشريعية، مصر: المكتبة الأزهرية للتراث، صفحة 157-158. بتصرّف.
  3. جابر عيد جمعان الوندة العازمي (2006)، أحكام المستجدات الفقهية في الصيام، صفحة 16-17. بتصرّف.
  4. “تعريف الصيام “، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-2-2020. بتصرّف.
  5. “تعريف الصيام اصطلاحًا”، almoslim.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-2-2020. بتصرّف.
  6. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 8986، إسناده صحيح على شرط مسلم.
  7. سعيد بن علي بن وهف القحطاني، الصيام في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 8-9. بتصرّف.
  8. ناصر الدين أبو سعيد عبد الله بن عمر بن محمد الشيرازي البيضاوي، أنوار التنزيل وأسرار التأويل (الطبعة الأولى)، بيروت: دار إحياء التراث العربي ، صفحة 99، جزء 3.
  9. علي علي صبح، التصوير القرآني للقيم الخلقية والتشريعية،  : المكتبة الأزهرية للتراث، صفحة 159. بتصرّف.
  10. سورة البقرة، آية: 183.
  11. سورة مريم، آية: 26.
  12. أحمد محمد محمد بدوي (29/6/2015 )، “هل من فرق بين لفظتي (الصوم) و(الصيام) دلاليا؟ “، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-2-2020. بتصرّف.
  13. “لفظة الصيام في القرآن”، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-2-2020. بتصرّف.
  14. “آيات ورد فيها “صيام””، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 24-2-2020. بتصرّف.
  15. سورة البقرة، آية: 196.
  16. سورة النساء، آية: 92.
  17. سورة الأحزاب، آية: 35.
  18. سورة البقرة، آية: 185.
  19. سورة البقرة، آية: 184.
  20. سورة المائدة، آية: 95.
  21. سورة مريم، آية: 26.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

تعريف الصيام لغة

يُعرَّف الصيام في اللغة بأنّه: الامتناع عن شيء مُعيّن؛ سواء كان فعلاً، أو قولاً، وهي مأخوذة من الفعل صَامَ؛ أي أمسك،[١] ويكون بالإمساك عن الكلام مثلاً، أو الطعام، أو الشراب، أو غيره، والصوم والصيام بالمعنى نفسه في اللغة؛ لأنّ مصدرهما واحد وهو الفعل (صام)، يُقال: رجلان صوم، ورجال صوم، وامرأة صوم، ويُقال أيضاً: قوم صُوَّام وصيام وصُوَّم وصِيَّم، وهو بهذا لا يجمع ولا يُثنّى، كما يُقال: صامت الريح؛ أي ركدت، وصامت الشمس؛ أي استوت، وصام الفرس؛ أي وقف، وصام النهار؛ إذ اعتدل.[٢]

تعريف الصيام اصطلاحاً

اختلفت تعريفات الفقهاء للصيام؛ فكان لكلّ مذهب رأي في ذلك، كما يأتي:[٣]

  • الحنفية: عرّفوه بأنّه الامتناع عن ثلاثة مُفطرات، وهي: الأكل، والشرب، والجماع، مِن قِبل شخصٍ مُعيّن، في وقت مُعيّن لذلك، مع وجود النيّة.
  • المالكية: عرّفوه بأنّه الامتناع عن شهوتَي الفرج والفم، أو أيّ شيء يقوم مقام أحدهما؛ طاعةً لله -تعالى-، مع وجود النيّة قبل وقت الفجر، أو في وقته، بحيث يكون هذا الامتناع شاملاً النهار كاملاً.
  • الشافعية: عرّفوه بأنّه امتناعٌ مُعيّنٌ، بشخص مُعيّن، عن شيء مُعيّن، في وقت مُعيّن لذلك.
  • الحنابلة: عرّفوه بأنّه الامتناع عن أشياء مخصوصة، في أوقات مخصوصة، من شخص مخصوص، مع وجود النية.

أمّا من المعاصرين، فقد عرّف ابن عثيمين الصيام بأنّه: تعبُّد لله -تعالى-؛ بالامتناع عن جميع المفطرات، من طلوع الفجر إلى غروب الشمس،[٤] وألحق ابن عثيمين لفظ التعبُّد في تعريفه للصيام؛ لأنّ كثيراً من الفقهاء لا يذكرونه في تعريفاتهم للصيام؛ وذلك كي لا يكون الامتناع مُجرَّداً عن العبادة.[٥]

للمزيد من التفاصيل حول تعريف الصيام الاطّلاع على مقالة: ((ما معنى صوم رمضان)).

من مُسمَّيات الصيام

جاءت للصيام عدّة أسماء في القرآن، والسنّة النبويّة، منها: أنّه الصبر؛ لقول النبي -صلّى الله عليه وسلّم-: (صَومُ شهرِ الصبرِ، وثلاثةُ أيَّامٍ مِن كلِّ شَهرٍ؛ صَومُ الدهرِ)،[٦] وسُمِّي بذلك؛ لأنّ الإنسان الصائم يُصبّر نفسه عن الشهوات، وسُمِّي أيضاً بالسياحة؛ إذ ورد عن ابن عبّاس أنّ السائحين هم الصائمون؛[٧] وذلك لأنّه حاجز عن المعاصي والشهوات، وهي رياضة نفسيّة تصل بصاحبها للاطِّلاع على مقاصد الملك، والسائح هو المجاهد وطالب العلم أيضاً.[٨]

العلاقة بين التعريف اللغوي والاصطلاحي للصيام

يجد الناظر في المعنيَين: اللغويّ، والاصطلاحيّ لكلمة الصيام، أنّ لهما المعنى نفسه من حيث المَقصد؛ وهو ترك الشيء، أو الامتناع عنه؛ فالمعنى الاصطلاحي يعتمد على المعنى اللغوي في الأصل العربيّ، وبعد مجيء الإسلام اكتسب المعنى اللغويّ مضموناً جديداً لم تكن تعرفه العرب قبل ذلك.[٩]

الفرق بين الصوم والصيام

يجتمع ورود مصدرَين للفعل في مجموعة من الكلمات العربيّة؛ كالفعل (صام)؛ وهو فعل ثلاثيّ يجمع بين مصدرَي الصوم، والصيام، فيكونان بمعنى واحد، وقد ذهب بعض أهل اللغة ممّن يقولون بالترادُف إلى وجود فرقٍ بين الكلمتَين؛ لأنّ كلّ زيادة في مبنى الكلمة زيادة في معناها، أمّا في المعنى الاصطلاحي بين الكلمتَين؛ فقد اختلف الفقهاء بين التفريق بينهما، وعدم التفريق، على النحو الآتي:

  • ذهب العينيّ في شرحه لسُنَن أبي داود إلى أنّهما بمعنى واحد، كما نفى ابن عابدين وجود فرق بينهما.
  • رأى بعض الأحناف أنّ الصيام يكون فيما زاد عن ثلاثة أيام، والصوم يكون ثلاثة أو أقلّ.
  • ذهب ابن الهلال العسكريّ إلى التفريق بينهما، فقال إنّ الصيام هو الإمساك عن المُفطِرات مع النيّة؛ لقوله -تعالى-: (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ)،[١٠] وأنّ الصوم هو ما كان الإمساك فيه عن المفطرات، والطعام، كما جاء على لسان مريم في قوله -تعالى-: (فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا).[١١][١٢]

ألفاظ الصيام في القرآن الكريم

وردت بعض الألفاظ الدالّة على الصيام في القرآن بغير لفظ الصيام، ومن هذه الآيات:[١٣][١٤]

  • لفظ (صيام)، وذلك في قوله -تعالى-: (فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ).[١٥] ولفظ (فصيام)، وذلك في قوله -تعالى-: (فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ).[١٦]
  • لفظا (الصائمين والصائمات)، وذلك في قوله -تعالى-: (وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ).[١٧]
  • لفظ (فليصمه)، وذلك في قوله -تعالى-: (فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ).[١٨]
  • لفظ (تصوموا)؛ وذلك في قوله -تعالى-: (فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ).[١٩]
  • لفظ (صياماً)، وذلك في قوله -تعالى-: (أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِّيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ).[٢٠]
  • لفظ (صوماً)، وذلك في قوله -تعالى-: (إِنّي نَذَرتُ لِلرَّحمـنِ صَومًا).[٢١]

للمزيد من التفاصيل عن الصيام الاطّلاع على مقالة: ((ما هي أركان الصيام)).

المراجع

  1. مجمع اللغة العربية بالقاهرة (إبراهيم مصطفى / أحمد الزيات / حامد عبد القادر / محمد النجار)، المعجم الوسيط، الاسكندرية: دار الدعوة، صفحة 529، جزء 1. بتصرّف.
  2. علي علي صبح، التصوير القرآني للقيم الخلقية والتشريعية، مصر: المكتبة الأزهرية للتراث، صفحة 157-158. بتصرّف.
  3. جابر عيد جمعان الوندة العازمي (2006)، أحكام المستجدات الفقهية في الصيام، صفحة 16-17. بتصرّف.
  4. “تعريف الصيام “، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-2-2020. بتصرّف.
  5. “تعريف الصيام اصطلاحًا”، almoslim.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-2-2020. بتصرّف.
  6. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 8986، إسناده صحيح على شرط مسلم.
  7. سعيد بن علي بن وهف القحطاني، الصيام في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 8-9. بتصرّف.
  8. ناصر الدين أبو سعيد عبد الله بن عمر بن محمد الشيرازي البيضاوي، أنوار التنزيل وأسرار التأويل (الطبعة الأولى)، بيروت: دار إحياء التراث العربي ، صفحة 99، جزء 3.
  9. علي علي صبح، التصوير القرآني للقيم الخلقية والتشريعية،  : المكتبة الأزهرية للتراث، صفحة 159. بتصرّف.
  10. سورة البقرة، آية: 183.
  11. سورة مريم، آية: 26.
  12. أحمد محمد محمد بدوي (29/6/2015 )، “هل من فرق بين لفظتي (الصوم) و(الصيام) دلاليا؟ “، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-2-2020. بتصرّف.
  13. “لفظة الصيام في القرآن”، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-2-2020. بتصرّف.
  14. “آيات ورد فيها “صيام””، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 24-2-2020. بتصرّف.
  15. سورة البقرة، آية: 196.
  16. سورة النساء، آية: 92.
  17. سورة الأحزاب، آية: 35.
  18. سورة البقرة، آية: 185.
  19. سورة البقرة، آية: 184.
  20. سورة المائدة، آية: 95.
  21. سورة مريم، آية: 26.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

تعريف الصيام لغة

يُعرَّف الصيام في اللغة بأنّه: الامتناع عن شيء مُعيّن؛ سواء كان فعلاً، أو قولاً، وهي مأخوذة من الفعل صَامَ؛ أي أمسك،[١] ويكون بالإمساك عن الكلام مثلاً، أو الطعام، أو الشراب، أو غيره، والصوم والصيام بالمعنى نفسه في اللغة؛ لأنّ مصدرهما واحد وهو الفعل (صام)، يُقال: رجلان صوم، ورجال صوم، وامرأة صوم، ويُقال أيضاً: قوم صُوَّام وصيام وصُوَّم وصِيَّم، وهو بهذا لا يجمع ولا يُثنّى، كما يُقال: صامت الريح؛ أي ركدت، وصامت الشمس؛ أي استوت، وصام الفرس؛ أي وقف، وصام النهار؛ إذ اعتدل.[٢]

تعريف الصيام اصطلاحاً

اختلفت تعريفات الفقهاء للصيام؛ فكان لكلّ مذهب رأي في ذلك، كما يأتي:[٣]

  • الحنفية: عرّفوه بأنّه الامتناع عن ثلاثة مُفطرات، وهي: الأكل، والشرب، والجماع، مِن قِبل شخصٍ مُعيّن، في وقت مُعيّن لذلك، مع وجود النيّة.
  • المالكية: عرّفوه بأنّه الامتناع عن شهوتَي الفرج والفم، أو أيّ شيء يقوم مقام أحدهما؛ طاعةً لله -تعالى-، مع وجود النيّة قبل وقت الفجر، أو في وقته، بحيث يكون هذا الامتناع شاملاً النهار كاملاً.
  • الشافعية: عرّفوه بأنّه امتناعٌ مُعيّنٌ، بشخص مُعيّن، عن شيء مُعيّن، في وقت مُعيّن لذلك.
  • الحنابلة: عرّفوه بأنّه الامتناع عن أشياء مخصوصة، في أوقات مخصوصة، من شخص مخصوص، مع وجود النية.

أمّا من المعاصرين، فقد عرّف ابن عثيمين الصيام بأنّه: تعبُّد لله -تعالى-؛ بالامتناع عن جميع المفطرات، من طلوع الفجر إلى غروب الشمس،[٤] وألحق ابن عثيمين لفظ التعبُّد في تعريفه للصيام؛ لأنّ كثيراً من الفقهاء لا يذكرونه في تعريفاتهم للصيام؛ وذلك كي لا يكون الامتناع مُجرَّداً عن العبادة.[٥]

للمزيد من التفاصيل حول تعريف الصيام الاطّلاع على مقالة: ((ما معنى صوم رمضان)).

من مُسمَّيات الصيام

جاءت للصيام عدّة أسماء في القرآن، والسنّة النبويّة، منها: أنّه الصبر؛ لقول النبي -صلّى الله عليه وسلّم-: (صَومُ شهرِ الصبرِ، وثلاثةُ أيَّامٍ مِن كلِّ شَهرٍ؛ صَومُ الدهرِ)،[٦] وسُمِّي بذلك؛ لأنّ الإنسان الصائم يُصبّر نفسه عن الشهوات، وسُمِّي أيضاً بالسياحة؛ إذ ورد عن ابن عبّاس أنّ السائحين هم الصائمون؛[٧] وذلك لأنّه حاجز عن المعاصي والشهوات، وهي رياضة نفسيّة تصل بصاحبها للاطِّلاع على مقاصد الملك، والسائح هو المجاهد وطالب العلم أيضاً.[٨]

العلاقة بين التعريف اللغوي والاصطلاحي للصيام

يجد الناظر في المعنيَين: اللغويّ، والاصطلاحيّ لكلمة الصيام، أنّ لهما المعنى نفسه من حيث المَقصد؛ وهو ترك الشيء، أو الامتناع عنه؛ فالمعنى الاصطلاحي يعتمد على المعنى اللغوي في الأصل العربيّ، وبعد مجيء الإسلام اكتسب المعنى اللغويّ مضموناً جديداً لم تكن تعرفه العرب قبل ذلك.[٩]

الفرق بين الصوم والصيام

يجتمع ورود مصدرَين للفعل في مجموعة من الكلمات العربيّة؛ كالفعل (صام)؛ وهو فعل ثلاثيّ يجمع بين مصدرَي الصوم، والصيام، فيكونان بمعنى واحد، وقد ذهب بعض أهل اللغة ممّن يقولون بالترادُف إلى وجود فرقٍ بين الكلمتَين؛ لأنّ كلّ زيادة في مبنى الكلمة زيادة في معناها، أمّا في المعنى الاصطلاحي بين الكلمتَين؛ فقد اختلف الفقهاء بين التفريق بينهما، وعدم التفريق، على النحو الآتي:

  • ذهب العينيّ في شرحه لسُنَن أبي داود إلى أنّهما بمعنى واحد، كما نفى ابن عابدين وجود فرق بينهما.
  • رأى بعض الأحناف أنّ الصيام يكون فيما زاد عن ثلاثة أيام، والصوم يكون ثلاثة أو أقلّ.
  • ذهب ابن الهلال العسكريّ إلى التفريق بينهما، فقال إنّ الصيام هو الإمساك عن المُفطِرات مع النيّة؛ لقوله -تعالى-: (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ)،[١٠] وأنّ الصوم هو ما كان الإمساك فيه عن المفطرات، والطعام، كما جاء على لسان مريم في قوله -تعالى-: (فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا).[١١][١٢]

ألفاظ الصيام في القرآن الكريم

وردت بعض الألفاظ الدالّة على الصيام في القرآن بغير لفظ الصيام، ومن هذه الآيات:[١٣][١٤]

  • لفظ (صيام)، وذلك في قوله -تعالى-: (فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ).[١٥] ولفظ (فصيام)، وذلك في قوله -تعالى-: (فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ).[١٦]
  • لفظا (الصائمين والصائمات)، وذلك في قوله -تعالى-: (وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ).[١٧]
  • لفظ (فليصمه)، وذلك في قوله -تعالى-: (فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ).[١٨]
  • لفظ (تصوموا)؛ وذلك في قوله -تعالى-: (فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ).[١٩]
  • لفظ (صياماً)، وذلك في قوله -تعالى-: (أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِّيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ).[٢٠]
  • لفظ (صوماً)، وذلك في قوله -تعالى-: (إِنّي نَذَرتُ لِلرَّحمـنِ صَومًا).[٢١]

للمزيد من التفاصيل عن الصيام الاطّلاع على مقالة: ((ما هي أركان الصيام)).

المراجع

  1. مجمع اللغة العربية بالقاهرة (إبراهيم مصطفى / أحمد الزيات / حامد عبد القادر / محمد النجار)، المعجم الوسيط، الاسكندرية: دار الدعوة، صفحة 529، جزء 1. بتصرّف.
  2. علي علي صبح، التصوير القرآني للقيم الخلقية والتشريعية، مصر: المكتبة الأزهرية للتراث، صفحة 157-158. بتصرّف.
  3. جابر عيد جمعان الوندة العازمي (2006)، أحكام المستجدات الفقهية في الصيام، صفحة 16-17. بتصرّف.
  4. “تعريف الصيام “، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-2-2020. بتصرّف.
  5. “تعريف الصيام اصطلاحًا”، almoslim.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-2-2020. بتصرّف.
  6. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 8986، إسناده صحيح على شرط مسلم.
  7. سعيد بن علي بن وهف القحطاني، الصيام في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 8-9. بتصرّف.
  8. ناصر الدين أبو سعيد عبد الله بن عمر بن محمد الشيرازي البيضاوي، أنوار التنزيل وأسرار التأويل (الطبعة الأولى)، بيروت: دار إحياء التراث العربي ، صفحة 99، جزء 3.
  9. علي علي صبح، التصوير القرآني للقيم الخلقية والتشريعية،  : المكتبة الأزهرية للتراث، صفحة 159. بتصرّف.
  10. سورة البقرة، آية: 183.
  11. سورة مريم، آية: 26.
  12. أحمد محمد محمد بدوي (29/6/2015 )، “هل من فرق بين لفظتي (الصوم) و(الصيام) دلاليا؟ “، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-2-2020. بتصرّف.
  13. “لفظة الصيام في القرآن”، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-2-2020. بتصرّف.
  14. “آيات ورد فيها “صيام””، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 24-2-2020. بتصرّف.
  15. سورة البقرة، آية: 196.
  16. سورة النساء، آية: 92.
  17. سورة الأحزاب، آية: 35.
  18. سورة البقرة، آية: 185.
  19. سورة البقرة، آية: 184.
  20. سورة المائدة، آية: 95.
  21. سورة مريم، آية: 26.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

تعريف الصيام لغة

يُعرَّف الصيام في اللغة بأنّه: الامتناع عن شيء مُعيّن؛ سواء كان فعلاً، أو قولاً، وهي مأخوذة من الفعل صَامَ؛ أي أمسك،[١] ويكون بالإمساك عن الكلام مثلاً، أو الطعام، أو الشراب، أو غيره، والصوم والصيام بالمعنى نفسه في اللغة؛ لأنّ مصدرهما واحد وهو الفعل (صام)، يُقال: رجلان صوم، ورجال صوم، وامرأة صوم، ويُقال أيضاً: قوم صُوَّام وصيام وصُوَّم وصِيَّم، وهو بهذا لا يجمع ولا يُثنّى، كما يُقال: صامت الريح؛ أي ركدت، وصامت الشمس؛ أي استوت، وصام الفرس؛ أي وقف، وصام النهار؛ إذ اعتدل.[٢]

تعريف الصيام اصطلاحاً

اختلفت تعريفات الفقهاء للصيام؛ فكان لكلّ مذهب رأي في ذلك، كما يأتي:[٣]

  • الحنفية: عرّفوه بأنّه الامتناع عن ثلاثة مُفطرات، وهي: الأكل، والشرب، والجماع، مِن قِبل شخصٍ مُعيّن، في وقت مُعيّن لذلك، مع وجود النيّة.
  • المالكية: عرّفوه بأنّه الامتناع عن شهوتَي الفرج والفم، أو أيّ شيء يقوم مقام أحدهما؛ طاعةً لله -تعالى-، مع وجود النيّة قبل وقت الفجر، أو في وقته، بحيث يكون هذا الامتناع شاملاً النهار كاملاً.
  • الشافعية: عرّفوه بأنّه امتناعٌ مُعيّنٌ، بشخص مُعيّن، عن شيء مُعيّن، في وقت مُعيّن لذلك.
  • الحنابلة: عرّفوه بأنّه الامتناع عن أشياء مخصوصة، في أوقات مخصوصة، من شخص مخصوص، مع وجود النية.

أمّا من المعاصرين، فقد عرّف ابن عثيمين الصيام بأنّه: تعبُّد لله -تعالى-؛ بالامتناع عن جميع المفطرات، من طلوع الفجر إلى غروب الشمس،[٤] وألحق ابن عثيمين لفظ التعبُّد في تعريفه للصيام؛ لأنّ كثيراً من الفقهاء لا يذكرونه في تعريفاتهم للصيام؛ وذلك كي لا يكون الامتناع مُجرَّداً عن العبادة.[٥]

للمزيد من التفاصيل حول تعريف الصيام الاطّلاع على مقالة: ((ما معنى صوم رمضان)).

من مُسمَّيات الصيام

جاءت للصيام عدّة أسماء في القرآن، والسنّة النبويّة، منها: أنّه الصبر؛ لقول النبي -صلّى الله عليه وسلّم-: (صَومُ شهرِ الصبرِ، وثلاثةُ أيَّامٍ مِن كلِّ شَهرٍ؛ صَومُ الدهرِ)،[٦] وسُمِّي بذلك؛ لأنّ الإنسان الصائم يُصبّر نفسه عن الشهوات، وسُمِّي أيضاً بالسياحة؛ إذ ورد عن ابن عبّاس أنّ السائحين هم الصائمون؛[٧] وذلك لأنّه حاجز عن المعاصي والشهوات، وهي رياضة نفسيّة تصل بصاحبها للاطِّلاع على مقاصد الملك، والسائح هو المجاهد وطالب العلم أيضاً.[٨]

العلاقة بين التعريف اللغوي والاصطلاحي للصيام

يجد الناظر في المعنيَين: اللغويّ، والاصطلاحيّ لكلمة الصيام، أنّ لهما المعنى نفسه من حيث المَقصد؛ وهو ترك الشيء، أو الامتناع عنه؛ فالمعنى الاصطلاحي يعتمد على المعنى اللغوي في الأصل العربيّ، وبعد مجيء الإسلام اكتسب المعنى اللغويّ مضموناً جديداً لم تكن تعرفه العرب قبل ذلك.[٩]

الفرق بين الصوم والصيام

يجتمع ورود مصدرَين للفعل في مجموعة من الكلمات العربيّة؛ كالفعل (صام)؛ وهو فعل ثلاثيّ يجمع بين مصدرَي الصوم، والصيام، فيكونان بمعنى واحد، وقد ذهب بعض أهل اللغة ممّن يقولون بالترادُف إلى وجود فرقٍ بين الكلمتَين؛ لأنّ كلّ زيادة في مبنى الكلمة زيادة في معناها، أمّا في المعنى الاصطلاحي بين الكلمتَين؛ فقد اختلف الفقهاء بين التفريق بينهما، وعدم التفريق، على النحو الآتي:

  • ذهب العينيّ في شرحه لسُنَن أبي داود إلى أنّهما بمعنى واحد، كما نفى ابن عابدين وجود فرق بينهما.
  • رأى بعض الأحناف أنّ الصيام يكون فيما زاد عن ثلاثة أيام، والصوم يكون ثلاثة أو أقلّ.
  • ذهب ابن الهلال العسكريّ إلى التفريق بينهما، فقال إنّ الصيام هو الإمساك عن المُفطِرات مع النيّة؛ لقوله -تعالى-: (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ)،[١٠] وأنّ الصوم هو ما كان الإمساك فيه عن المفطرات، والطعام، كما جاء على لسان مريم في قوله -تعالى-: (فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا).[١١][١٢]

ألفاظ الصيام في القرآن الكريم

وردت بعض الألفاظ الدالّة على الصيام في القرآن بغير لفظ الصيام، ومن هذه الآيات:[١٣][١٤]

  • لفظ (صيام)، وذلك في قوله -تعالى-: (فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ).[١٥] ولفظ (فصيام)، وذلك في قوله -تعالى-: (فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ).[١٦]
  • لفظا (الصائمين والصائمات)، وذلك في قوله -تعالى-: (وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ).[١٧]
  • لفظ (فليصمه)، وذلك في قوله -تعالى-: (فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ).[١٨]
  • لفظ (تصوموا)؛ وذلك في قوله -تعالى-: (فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ).[١٩]
  • لفظ (صياماً)، وذلك في قوله -تعالى-: (أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِّيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ).[٢٠]
  • لفظ (صوماً)، وذلك في قوله -تعالى-: (إِنّي نَذَرتُ لِلرَّحمـنِ صَومًا).[٢١]

للمزيد من التفاصيل عن الصيام الاطّلاع على مقالة: ((ما هي أركان الصيام)).

المراجع

  1. مجمع اللغة العربية بالقاهرة (إبراهيم مصطفى / أحمد الزيات / حامد عبد القادر / محمد النجار)، المعجم الوسيط، الاسكندرية: دار الدعوة، صفحة 529، جزء 1. بتصرّف.
  2. علي علي صبح، التصوير القرآني للقيم الخلقية والتشريعية، مصر: المكتبة الأزهرية للتراث، صفحة 157-158. بتصرّف.
  3. جابر عيد جمعان الوندة العازمي (2006)، أحكام المستجدات الفقهية في الصيام، صفحة 16-17. بتصرّف.
  4. “تعريف الصيام “، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-2-2020. بتصرّف.
  5. “تعريف الصيام اصطلاحًا”، almoslim.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-2-2020. بتصرّف.
  6. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 8986، إسناده صحيح على شرط مسلم.
  7. سعيد بن علي بن وهف القحطاني، الصيام في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 8-9. بتصرّف.
  8. ناصر الدين أبو سعيد عبد الله بن عمر بن محمد الشيرازي البيضاوي، أنوار التنزيل وأسرار التأويل (الطبعة الأولى)، بيروت: دار إحياء التراث العربي ، صفحة 99، جزء 3.
  9. علي علي صبح، التصوير القرآني للقيم الخلقية والتشريعية،  : المكتبة الأزهرية للتراث، صفحة 159. بتصرّف.
  10. سورة البقرة، آية: 183.
  11. سورة مريم، آية: 26.
  12. أحمد محمد محمد بدوي (29/6/2015 )، “هل من فرق بين لفظتي (الصوم) و(الصيام) دلاليا؟ “، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-2-2020. بتصرّف.
  13. “لفظة الصيام في القرآن”، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-2-2020. بتصرّف.
  14. “آيات ورد فيها “صيام””، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 24-2-2020. بتصرّف.
  15. سورة البقرة، آية: 196.
  16. سورة النساء، آية: 92.
  17. سورة الأحزاب، آية: 35.
  18. سورة البقرة، آية: 185.
  19. سورة البقرة، آية: 184.
  20. سورة المائدة، آية: 95.
  21. سورة مريم، آية: 26.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

تعريف الصيام لغة

يُعرَّف الصيام في اللغة بأنّه: الامتناع عن شيء مُعيّن؛ سواء كان فعلاً، أو قولاً، وهي مأخوذة من الفعل صَامَ؛ أي أمسك،[١] ويكون بالإمساك عن الكلام مثلاً، أو الطعام، أو الشراب، أو غيره، والصوم والصيام بالمعنى نفسه في اللغة؛ لأنّ مصدرهما واحد وهو الفعل (صام)، يُقال: رجلان صوم، ورجال صوم، وامرأة صوم، ويُقال أيضاً: قوم صُوَّام وصيام وصُوَّم وصِيَّم، وهو بهذا لا يجمع ولا يُثنّى، كما يُقال: صامت الريح؛ أي ركدت، وصامت الشمس؛ أي استوت، وصام الفرس؛ أي وقف، وصام النهار؛ إذ اعتدل.[٢]

تعريف الصيام اصطلاحاً

اختلفت تعريفات الفقهاء للصيام؛ فكان لكلّ مذهب رأي في ذلك، كما يأتي:[٣]

  • الحنفية: عرّفوه بأنّه الامتناع عن ثلاثة مُفطرات، وهي: الأكل، والشرب، والجماع، مِن قِبل شخصٍ مُعيّن، في وقت مُعيّن لذلك، مع وجود النيّة.
  • المالكية: عرّفوه بأنّه الامتناع عن شهوتَي الفرج والفم، أو أيّ شيء يقوم مقام أحدهما؛ طاعةً لله -تعالى-، مع وجود النيّة قبل وقت الفجر، أو في وقته، بحيث يكون هذا الامتناع شاملاً النهار كاملاً.
  • الشافعية: عرّفوه بأنّه امتناعٌ مُعيّنٌ، بشخص مُعيّن، عن شيء مُعيّن، في وقت مُعيّن لذلك.
  • الحنابلة: عرّفوه بأنّه الامتناع عن أشياء مخصوصة، في أوقات مخصوصة، من شخص مخصوص، مع وجود النية.

أمّا من المعاصرين، فقد عرّف ابن عثيمين الصيام بأنّه: تعبُّد لله -تعالى-؛ بالامتناع عن جميع المفطرات، من طلوع الفجر إلى غروب الشمس،[٤] وألحق ابن عثيمين لفظ التعبُّد في تعريفه للصيام؛ لأنّ كثيراً من الفقهاء لا يذكرونه في تعريفاتهم للصيام؛ وذلك كي لا يكون الامتناع مُجرَّداً عن العبادة.[٥]

للمزيد من التفاصيل حول تعريف الصيام الاطّلاع على مقالة: ((ما معنى صوم رمضان)).

من مُسمَّيات الصيام

جاءت للصيام عدّة أسماء في القرآن، والسنّة النبويّة، منها: أنّه الصبر؛ لقول النبي -صلّى الله عليه وسلّم-: (صَومُ شهرِ الصبرِ، وثلاثةُ أيَّامٍ مِن كلِّ شَهرٍ؛ صَومُ الدهرِ)،[٦] وسُمِّي بذلك؛ لأنّ الإنسان الصائم يُصبّر نفسه عن الشهوات، وسُمِّي أيضاً بالسياحة؛ إذ ورد عن ابن عبّاس أنّ السائحين هم الصائمون؛[٧] وذلك لأنّه حاجز عن المعاصي والشهوات، وهي رياضة نفسيّة تصل بصاحبها للاطِّلاع على مقاصد الملك، والسائح هو المجاهد وطالب العلم أيضاً.[٨]

العلاقة بين التعريف اللغوي والاصطلاحي للصيام

يجد الناظر في المعنيَين: اللغويّ، والاصطلاحيّ لكلمة الصيام، أنّ لهما المعنى نفسه من حيث المَقصد؛ وهو ترك الشيء، أو الامتناع عنه؛ فالمعنى الاصطلاحي يعتمد على المعنى اللغوي في الأصل العربيّ، وبعد مجيء الإسلام اكتسب المعنى اللغويّ مضموناً جديداً لم تكن تعرفه العرب قبل ذلك.[٩]

الفرق بين الصوم والصيام

يجتمع ورود مصدرَين للفعل في مجموعة من الكلمات العربيّة؛ كالفعل (صام)؛ وهو فعل ثلاثيّ يجمع بين مصدرَي الصوم، والصيام، فيكونان بمعنى واحد، وقد ذهب بعض أهل اللغة ممّن يقولون بالترادُف إلى وجود فرقٍ بين الكلمتَين؛ لأنّ كلّ زيادة في مبنى الكلمة زيادة في معناها، أمّا في المعنى الاصطلاحي بين الكلمتَين؛ فقد اختلف الفقهاء بين التفريق بينهما، وعدم التفريق، على النحو الآتي:

  • ذهب العينيّ في شرحه لسُنَن أبي داود إلى أنّهما بمعنى واحد، كما نفى ابن عابدين وجود فرق بينهما.
  • رأى بعض الأحناف أنّ الصيام يكون فيما زاد عن ثلاثة أيام، والصوم يكون ثلاثة أو أقلّ.
  • ذهب ابن الهلال العسكريّ إلى التفريق بينهما، فقال إنّ الصيام هو الإمساك عن المُفطِرات مع النيّة؛ لقوله -تعالى-: (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ)،[١٠] وأنّ الصوم هو ما كان الإمساك فيه عن المفطرات، والطعام، كما جاء على لسان مريم في قوله -تعالى-: (فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا).[١١][١٢]

ألفاظ الصيام في القرآن الكريم

وردت بعض الألفاظ الدالّة على الصيام في القرآن بغير لفظ الصيام، ومن هذه الآيات:[١٣][١٤]

  • لفظ (صيام)، وذلك في قوله -تعالى-: (فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ).[١٥] ولفظ (فصيام)، وذلك في قوله -تعالى-: (فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ).[١٦]
  • لفظا (الصائمين والصائمات)، وذلك في قوله -تعالى-: (وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ).[١٧]
  • لفظ (فليصمه)، وذلك في قوله -تعالى-: (فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ).[١٨]
  • لفظ (تصوموا)؛ وذلك في قوله -تعالى-: (فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ).[١٩]
  • لفظ (صياماً)، وذلك في قوله -تعالى-: (أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِّيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ).[٢٠]
  • لفظ (صوماً)، وذلك في قوله -تعالى-: (إِنّي نَذَرتُ لِلرَّحمـنِ صَومًا).[٢١]

للمزيد من التفاصيل عن الصيام الاطّلاع على مقالة: ((ما هي أركان الصيام)).

المراجع

  1. مجمع اللغة العربية بالقاهرة (إبراهيم مصطفى / أحمد الزيات / حامد عبد القادر / محمد النجار)، المعجم الوسيط، الاسكندرية: دار الدعوة، صفحة 529، جزء 1. بتصرّف.
  2. علي علي صبح، التصوير القرآني للقيم الخلقية والتشريعية، مصر: المكتبة الأزهرية للتراث، صفحة 157-158. بتصرّف.
  3. جابر عيد جمعان الوندة العازمي (2006)، أحكام المستجدات الفقهية في الصيام، صفحة 16-17. بتصرّف.
  4. “تعريف الصيام “، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-2-2020. بتصرّف.
  5. “تعريف الصيام اصطلاحًا”، almoslim.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-2-2020. بتصرّف.
  6. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 8986، إسناده صحيح على شرط مسلم.
  7. سعيد بن علي بن وهف القحطاني، الصيام في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 8-9. بتصرّف.
  8. ناصر الدين أبو سعيد عبد الله بن عمر بن محمد الشيرازي البيضاوي، أنوار التنزيل وأسرار التأويل (الطبعة الأولى)، بيروت: دار إحياء التراث العربي ، صفحة 99، جزء 3.
  9. علي علي صبح، التصوير القرآني للقيم الخلقية والتشريعية،  : المكتبة الأزهرية للتراث، صفحة 159. بتصرّف.
  10. سورة البقرة، آية: 183.
  11. سورة مريم، آية: 26.
  12. أحمد محمد محمد بدوي (29/6/2015 )، “هل من فرق بين لفظتي (الصوم) و(الصيام) دلاليا؟ “، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-2-2020. بتصرّف.
  13. “لفظة الصيام في القرآن”، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-2-2020. بتصرّف.
  14. “آيات ورد فيها “صيام””، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 24-2-2020. بتصرّف.
  15. سورة البقرة، آية: 196.
  16. سورة النساء، آية: 92.
  17. سورة الأحزاب، آية: 35.
  18. سورة البقرة، آية: 185.
  19. سورة البقرة، آية: 184.
  20. سورة المائدة، آية: 95.
  21. سورة مريم، آية: 26.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

تعريف الصيام لغة

يُعرَّف الصيام في اللغة بأنّه: الامتناع عن شيء مُعيّن؛ سواء كان فعلاً، أو قولاً، وهي مأخوذة من الفعل صَامَ؛ أي أمسك،[١] ويكون بالإمساك عن الكلام مثلاً، أو الطعام، أو الشراب، أو غيره، والصوم والصيام بالمعنى نفسه في اللغة؛ لأنّ مصدرهما واحد وهو الفعل (صام)، يُقال: رجلان صوم، ورجال صوم، وامرأة صوم، ويُقال أيضاً: قوم صُوَّام وصيام وصُوَّم وصِيَّم، وهو بهذا لا يجمع ولا يُثنّى، كما يُقال: صامت الريح؛ أي ركدت، وصامت الشمس؛ أي استوت، وصام الفرس؛ أي وقف، وصام النهار؛ إذ اعتدل.[٢]

تعريف الصيام اصطلاحاً

اختلفت تعريفات الفقهاء للصيام؛ فكان لكلّ مذهب رأي في ذلك، كما يأتي:[٣]

  • الحنفية: عرّفوه بأنّه الامتناع عن ثلاثة مُفطرات، وهي: الأكل، والشرب، والجماع، مِن قِبل شخصٍ مُعيّن، في وقت مُعيّن لذلك، مع وجود النيّة.
  • المالكية: عرّفوه بأنّه الامتناع عن شهوتَي الفرج والفم، أو أيّ شيء يقوم مقام أحدهما؛ طاعةً لله -تعالى-، مع وجود النيّة قبل وقت الفجر، أو في وقته، بحيث يكون هذا الامتناع شاملاً النهار كاملاً.
  • الشافعية: عرّفوه بأنّه امتناعٌ مُعيّنٌ، بشخص مُعيّن، عن شيء مُعيّن، في وقت مُعيّن لذلك.
  • الحنابلة: عرّفوه بأنّه الامتناع عن أشياء مخصوصة، في أوقات مخصوصة، من شخص مخصوص، مع وجود النية.

أمّا من المعاصرين، فقد عرّف ابن عثيمين الصيام بأنّه: تعبُّد لله -تعالى-؛ بالامتناع عن جميع المفطرات، من طلوع الفجر إلى غروب الشمس،[٤] وألحق ابن عثيمين لفظ التعبُّد في تعريفه للصيام؛ لأنّ كثيراً من الفقهاء لا يذكرونه في تعريفاتهم للصيام؛ وذلك كي لا يكون الامتناع مُجرَّداً عن العبادة.[٥]

للمزيد من التفاصيل حول تعريف الصيام الاطّلاع على مقالة: ((ما معنى صوم رمضان)).

من مُسمَّيات الصيام

جاءت للصيام عدّة أسماء في القرآن، والسنّة النبويّة، منها: أنّه الصبر؛ لقول النبي -صلّى الله عليه وسلّم-: (صَومُ شهرِ الصبرِ، وثلاثةُ أيَّامٍ مِن كلِّ شَهرٍ؛ صَومُ الدهرِ)،[٦] وسُمِّي بذلك؛ لأنّ الإنسان الصائم يُصبّر نفسه عن الشهوات، وسُمِّي أيضاً بالسياحة؛ إذ ورد عن ابن عبّاس أنّ السائحين هم الصائمون؛[٧] وذلك لأنّه حاجز عن المعاصي والشهوات، وهي رياضة نفسيّة تصل بصاحبها للاطِّلاع على مقاصد الملك، والسائح هو المجاهد وطالب العلم أيضاً.[٨]

العلاقة بين التعريف اللغوي والاصطلاحي للصيام

يجد الناظر في المعنيَين: اللغويّ، والاصطلاحيّ لكلمة الصيام، أنّ لهما المعنى نفسه من حيث المَقصد؛ وهو ترك الشيء، أو الامتناع عنه؛ فالمعنى الاصطلاحي يعتمد على المعنى اللغوي في الأصل العربيّ، وبعد مجيء الإسلام اكتسب المعنى اللغويّ مضموناً جديداً لم تكن تعرفه العرب قبل ذلك.[٩]

الفرق بين الصوم والصيام

يجتمع ورود مصدرَين للفعل في مجموعة من الكلمات العربيّة؛ كالفعل (صام)؛ وهو فعل ثلاثيّ يجمع بين مصدرَي الصوم، والصيام، فيكونان بمعنى واحد، وقد ذهب بعض أهل اللغة ممّن يقولون بالترادُف إلى وجود فرقٍ بين الكلمتَين؛ لأنّ كلّ زيادة في مبنى الكلمة زيادة في معناها، أمّا في المعنى الاصطلاحي بين الكلمتَين؛ فقد اختلف الفقهاء بين التفريق بينهما، وعدم التفريق، على النحو الآتي:

  • ذهب العينيّ في شرحه لسُنَن أبي داود إلى أنّهما بمعنى واحد، كما نفى ابن عابدين وجود فرق بينهما.
  • رأى بعض الأحناف أنّ الصيام يكون فيما زاد عن ثلاثة أيام، والصوم يكون ثلاثة أو أقلّ.
  • ذهب ابن الهلال العسكريّ إلى التفريق بينهما، فقال إنّ الصيام هو الإمساك عن المُفطِرات مع النيّة؛ لقوله -تعالى-: (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ)،[١٠] وأنّ الصوم هو ما كان الإمساك فيه عن المفطرات، والطعام، كما جاء على لسان مريم في قوله -تعالى-: (فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا).[١١][١٢]

ألفاظ الصيام في القرآن الكريم

وردت بعض الألفاظ الدالّة على الصيام في القرآن بغير لفظ الصيام، ومن هذه الآيات:[١٣][١٤]

  • لفظ (صيام)، وذلك في قوله -تعالى-: (فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ).[١٥] ولفظ (فصيام)، وذلك في قوله -تعالى-: (فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ).[١٦]
  • لفظا (الصائمين والصائمات)، وذلك في قوله -تعالى-: (وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ).[١٧]
  • لفظ (فليصمه)، وذلك في قوله -تعالى-: (فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ).[١٨]
  • لفظ (تصوموا)؛ وذلك في قوله -تعالى-: (فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ).[١٩]
  • لفظ (صياماً)، وذلك في قوله -تعالى-: (أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِّيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ).[٢٠]
  • لفظ (صوماً)، وذلك في قوله -تعالى-: (إِنّي نَذَرتُ لِلرَّحمـنِ صَومًا).[٢١]

للمزيد من التفاصيل عن الصيام الاطّلاع على مقالة: ((ما هي أركان الصيام)).

المراجع

  1. مجمع اللغة العربية بالقاهرة (إبراهيم مصطفى / أحمد الزيات / حامد عبد القادر / محمد النجار)، المعجم الوسيط، الاسكندرية: دار الدعوة، صفحة 529، جزء 1. بتصرّف.
  2. علي علي صبح، التصوير القرآني للقيم الخلقية والتشريعية، مصر: المكتبة الأزهرية للتراث، صفحة 157-158. بتصرّف.
  3. جابر عيد جمعان الوندة العازمي (2006)، أحكام المستجدات الفقهية في الصيام، صفحة 16-17. بتصرّف.
  4. “تعريف الصيام “، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-2-2020. بتصرّف.
  5. “تعريف الصيام اصطلاحًا”، almoslim.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-2-2020. بتصرّف.
  6. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 8986، إسناده صحيح على شرط مسلم.
  7. سعيد بن علي بن وهف القحطاني، الصيام في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 8-9. بتصرّف.
  8. ناصر الدين أبو سعيد عبد الله بن عمر بن محمد الشيرازي البيضاوي، أنوار التنزيل وأسرار التأويل (الطبعة الأولى)، بيروت: دار إحياء التراث العربي ، صفحة 99، جزء 3.
  9. علي علي صبح، التصوير القرآني للقيم الخلقية والتشريعية،  : المكتبة الأزهرية للتراث، صفحة 159. بتصرّف.
  10. سورة البقرة، آية: 183.
  11. سورة مريم، آية: 26.
  12. أحمد محمد محمد بدوي (29/6/2015 )، “هل من فرق بين لفظتي (الصوم) و(الصيام) دلاليا؟ “، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-2-2020. بتصرّف.
  13. “لفظة الصيام في القرآن”، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-2-2020. بتصرّف.
  14. “آيات ورد فيها “صيام””، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 24-2-2020. بتصرّف.
  15. سورة البقرة، آية: 196.
  16. سورة النساء، آية: 92.
  17. سورة الأحزاب، آية: 35.
  18. سورة البقرة، آية: 185.
  19. سورة البقرة، آية: 184.
  20. سورة المائدة، آية: 95.
  21. سورة مريم، آية: 26.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

تعريف الصيام لغة

يُعرَّف الصيام في اللغة بأنّه: الامتناع عن شيء مُعيّن؛ سواء كان فعلاً، أو قولاً، وهي مأخوذة من الفعل صَامَ؛ أي أمسك،[١] ويكون بالإمساك عن الكلام مثلاً، أو الطعام، أو الشراب، أو غيره، والصوم والصيام بالمعنى نفسه في اللغة؛ لأنّ مصدرهما واحد وهو الفعل (صام)، يُقال: رجلان صوم، ورجال صوم، وامرأة صوم، ويُقال أيضاً: قوم صُوَّام وصيام وصُوَّم وصِيَّم، وهو بهذا لا يجمع ولا يُثنّى، كما يُقال: صامت الريح؛ أي ركدت، وصامت الشمس؛ أي استوت، وصام الفرس؛ أي وقف، وصام النهار؛ إذ اعتدل.[٢]

تعريف الصيام اصطلاحاً

اختلفت تعريفات الفقهاء للصيام؛ فكان لكلّ مذهب رأي في ذلك، كما يأتي:[٣]

  • الحنفية: عرّفوه بأنّه الامتناع عن ثلاثة مُفطرات، وهي: الأكل، والشرب، والجماع، مِن قِبل شخصٍ مُعيّن، في وقت مُعيّن لذلك، مع وجود النيّة.
  • المالكية: عرّفوه بأنّه الامتناع عن شهوتَي الفرج والفم، أو أيّ شيء يقوم مقام أحدهما؛ طاعةً لله -تعالى-، مع وجود النيّة قبل وقت الفجر، أو في وقته، بحيث يكون هذا الامتناع شاملاً النهار كاملاً.
  • الشافعية: عرّفوه بأنّه امتناعٌ مُعيّنٌ، بشخص مُعيّن، عن شيء مُعيّن، في وقت مُعيّن لذلك.
  • الحنابلة: عرّفوه بأنّه الامتناع عن أشياء مخصوصة، في أوقات مخصوصة، من شخص مخصوص، مع وجود النية.

أمّا من المعاصرين، فقد عرّف ابن عثيمين الصيام بأنّه: تعبُّد لله -تعالى-؛ بالامتناع عن جميع المفطرات، من طلوع الفجر إلى غروب الشمس،[٤] وألحق ابن عثيمين لفظ التعبُّد في تعريفه للصيام؛ لأنّ كثيراً من الفقهاء لا يذكرونه في تعريفاتهم للصيام؛ وذلك كي لا يكون الامتناع مُجرَّداً عن العبادة.[٥]

للمزيد من التفاصيل حول تعريف الصيام الاطّلاع على مقالة: ((ما معنى صوم رمضان)).

من مُسمَّيات الصيام

جاءت للصيام عدّة أسماء في القرآن، والسنّة النبويّة، منها: أنّه الصبر؛ لقول النبي -صلّى الله عليه وسلّم-: (صَومُ شهرِ الصبرِ، وثلاثةُ أيَّامٍ مِن كلِّ شَهرٍ؛ صَومُ الدهرِ)،[٦] وسُمِّي بذلك؛ لأنّ الإنسان الصائم يُصبّر نفسه عن الشهوات، وسُمِّي أيضاً بالسياحة؛ إذ ورد عن ابن عبّاس أنّ السائحين هم الصائمون؛[٧] وذلك لأنّه حاجز عن المعاصي والشهوات، وهي رياضة نفسيّة تصل بصاحبها للاطِّلاع على مقاصد الملك، والسائح هو المجاهد وطالب العلم أيضاً.[٨]

العلاقة بين التعريف اللغوي والاصطلاحي للصيام

يجد الناظر في المعنيَين: اللغويّ، والاصطلاحيّ لكلمة الصيام، أنّ لهما المعنى نفسه من حيث المَقصد؛ وهو ترك الشيء، أو الامتناع عنه؛ فالمعنى الاصطلاحي يعتمد على المعنى اللغوي في الأصل العربيّ، وبعد مجيء الإسلام اكتسب المعنى اللغويّ مضموناً جديداً لم تكن تعرفه العرب قبل ذلك.[٩]

الفرق بين الصوم والصيام

يجتمع ورود مصدرَين للفعل في مجموعة من الكلمات العربيّة؛ كالفعل (صام)؛ وهو فعل ثلاثيّ يجمع بين مصدرَي الصوم، والصيام، فيكونان بمعنى واحد، وقد ذهب بعض أهل اللغة ممّن يقولون بالترادُف إلى وجود فرقٍ بين الكلمتَين؛ لأنّ كلّ زيادة في مبنى الكلمة زيادة في معناها، أمّا في المعنى الاصطلاحي بين الكلمتَين؛ فقد اختلف الفقهاء بين التفريق بينهما، وعدم التفريق، على النحو الآتي:

  • ذهب العينيّ في شرحه لسُنَن أبي داود إلى أنّهما بمعنى واحد، كما نفى ابن عابدين وجود فرق بينهما.
  • رأى بعض الأحناف أنّ الصيام يكون فيما زاد عن ثلاثة أيام، والصوم يكون ثلاثة أو أقلّ.
  • ذهب ابن الهلال العسكريّ إلى التفريق بينهما، فقال إنّ الصيام هو الإمساك عن المُفطِرات مع النيّة؛ لقوله -تعالى-: (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ)،[١٠] وأنّ الصوم هو ما كان الإمساك فيه عن المفطرات، والطعام، كما جاء على لسان مريم في قوله -تعالى-: (فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا).[١١][١٢]

ألفاظ الصيام في القرآن الكريم

وردت بعض الألفاظ الدالّة على الصيام في القرآن بغير لفظ الصيام، ومن هذه الآيات:[١٣][١٤]

  • لفظ (صيام)، وذلك في قوله -تعالى-: (فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ).[١٥] ولفظ (فصيام)، وذلك في قوله -تعالى-: (فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ).[١٦]
  • لفظا (الصائمين والصائمات)، وذلك في قوله -تعالى-: (وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ).[١٧]
  • لفظ (فليصمه)، وذلك في قوله -تعالى-: (فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ).[١٨]
  • لفظ (تصوموا)؛ وذلك في قوله -تعالى-: (فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ).[١٩]
  • لفظ (صياماً)، وذلك في قوله -تعالى-: (أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِّيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ).[٢٠]
  • لفظ (صوماً)، وذلك في قوله -تعالى-: (إِنّي نَذَرتُ لِلرَّحمـنِ صَومًا).[٢١]

للمزيد من التفاصيل عن الصيام الاطّلاع على مقالة: ((ما هي أركان الصيام)).

المراجع

  1. مجمع اللغة العربية بالقاهرة (إبراهيم مصطفى / أحمد الزيات / حامد عبد القادر / محمد النجار)، المعجم الوسيط، الاسكندرية: دار الدعوة، صفحة 529، جزء 1. بتصرّف.
  2. علي علي صبح، التصوير القرآني للقيم الخلقية والتشريعية، مصر: المكتبة الأزهرية للتراث، صفحة 157-158. بتصرّف.
  3. جابر عيد جمعان الوندة العازمي (2006)، أحكام المستجدات الفقهية في الصيام، صفحة 16-17. بتصرّف.
  4. “تعريف الصيام “، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-2-2020. بتصرّف.
  5. “تعريف الصيام اصطلاحًا”، almoslim.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-2-2020. بتصرّف.
  6. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 8986، إسناده صحيح على شرط مسلم.
  7. سعيد بن علي بن وهف القحطاني، الصيام في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 8-9. بتصرّف.
  8. ناصر الدين أبو سعيد عبد الله بن عمر بن محمد الشيرازي البيضاوي، أنوار التنزيل وأسرار التأويل (الطبعة الأولى)، بيروت: دار إحياء التراث العربي ، صفحة 99، جزء 3.
  9. علي علي صبح، التصوير القرآني للقيم الخلقية والتشريعية،  : المكتبة الأزهرية للتراث، صفحة 159. بتصرّف.
  10. سورة البقرة، آية: 183.
  11. سورة مريم، آية: 26.
  12. أحمد محمد محمد بدوي (29/6/2015 )، “هل من فرق بين لفظتي (الصوم) و(الصيام) دلاليا؟ “، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-2-2020. بتصرّف.
  13. “لفظة الصيام في القرآن”، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-2-2020. بتصرّف.
  14. “آيات ورد فيها “صيام””، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 24-2-2020. بتصرّف.
  15. سورة البقرة، آية: 196.
  16. سورة النساء، آية: 92.
  17. سورة الأحزاب، آية: 35.
  18. سورة البقرة، آية: 185.
  19. سورة البقرة، آية: 184.
  20. سورة المائدة، آية: 95.
  21. سورة مريم، آية: 26.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى