مفاهيم عامة

تعريف الحرب

تعريف الحرب

بالرغم من كره جميع شعوب العالم للحرب؛ إلّا أنّها تعد ظاهرة إنسانية قديمة، فلم يخلُ أيّ عصر من العصور القديمة من اشتعال الحروب التي كانت ضحاياها عشرات الآلاف من الناس،[٢] وهي عبارة عن صراع بين طرفين يسعى كلٌّ منهما للتغلب على الطرف الآخر وتدمير قوته وكيانه.[٣] فتاريخ الحرب قديم جداً، فمنذ أن هبط آدم -عليه السلام- على الأرض والنزاعات قائمة، كما لا تخلو صفحات التاريخ من النزاعات والحروب بين الأمم وخاصة بين الإمبراطوريات والممالك القديمة، ومن الأمثلة على الحروب في العصور القديمة:[٤] كانت الحرب عند الإغريق قوية، وتمثّلت حروبهم في تحكم اليونان بالشعوب الأخرى وإخضاعهم لها بالقوة، كما كانت هناك عداوة شديدة بين إسبارطة وأثينا، والتي نشب عنها وقوع الحرب بين أثينا وشبه جزيرة بيلوبونيز بتحريض من إسبارطة، وقد انتهت هذه الحروب بسيطرة إسبارطة على أثينا وجعلها واحدة من مستعمراتها، كما وقعت حرب طويلة بين اليونان ومملكة طروادة، وامتدت من سنة 1193 ق.م إلى 1114 ق.م، بالإضافة إلى…

مقالات ذات صلة

تعريف الحرب

}

تاريخ الحرب

بالرغم من كره جميع شعوب العالم للحرب؛ إلّا أنّها تعد ظاهرة إنسانية قديمة، فلم يخلُ أيّ عصر من العصور القديمة من اشتعال الحروب التي كانت ضحاياها عشرات الآلاف من الناس،[٢] وهي عبارة عن صراع بين طرفين يسعى كلٌّ منهما للتغلب على الطرف الآخر وتدمير قوته وكيانه.[٣] فتاريخ الحرب قديم جداً، فمنذ أن هبط آدم -عليه السلام- على الأرض والنزاعات قائمة، كما لا تخلو صفحات التاريخ من النزاعات والحروب بين الأمم وخاصة بين الإمبراطوريات والممالك القديمة، ومن الأمثلة على الحروب في العصور القديمة:[٤]

الحرب عند الإغريق

كانت الحرب عند الإغريق قوية، وتمثّلت حروبهم في تحكم اليونان بالشعوب الأخرى وإخضاعهم لها بالقوة، كما كانت هناك عداوة شديدة بين إسبارطة وأثينا، والتي نشب عنها وقوع الحرب بين أثينا وشبه جزيرة بيلوبونيز بتحريض من إسبارطة، وقد انتهت هذه الحروب بسيطرة إسبارطة على أثينا وجعلها واحدة من مستعمراتها، كما وقعت حرب طويلة بين اليونان ومملكة طروادة، وامتدت من سنة 1193 ق.م إلى 1114 ق.م، بالإضافة إلى الحروب التي قام بها الإسكندر المقدوني ووالده في آسيا والتي سيطر من خلالها على العالم بقوته وجبروته.[٢]

الحرب عند الرومان

لقد ضمّت الإمبراطورية الرومانية عدداً كبيراً من الأقاليم التي خضعت لها بالقوة، وقد كانت مركزاً قوياً على مر التاريخ، حتى أنّها سيطرت على شمال أوروبا، وبلاد المشرق، ومن الأمثلة على حروب الرومان: الحروب الإيطالية، وحربها مع اليونان والتي نجم عنها سيطرة الرومان على مختلف المناطق الإيطالية واليونانية، بالإضافة إلى الحروب البونيقية الشهيرة الثلاثة والتي انتصر فيها الرومان، وانطلقوا منها للسيطرة على بلاد الشام وآسيا الصغرى، وقد تواجه الرومان مع الفرس في تلك الأثناء.[٢]

الحرب في الجاهلية

ساد النظام القبلي في الجاهلية والذي ولّد العداء بين القبائل، وظهرت فكرة النصرة لبعضهم سواء كانوا ظالمين أو مظلومين، وانتشر الثأر، ولم تكن هناك أي حكومة تنظم علاقات الأفراد ببعضهم البعض، فكانت أسباب الحرب في الجاهلية إما بسبب التنافس على أماكن الرعي، أو للسرقة والنهب، أو للحفاظ على موارد الماء، فقد كانت أرزقاهم مرتبطة بسيوفهم ورماحهم، ومعاشهم في أيدي غيرهم، فمن يدفعهم عمّا يمتلك شنوا عليه الحرب، وكانت الحرب في الجاهلية ما إن بدأت حتى تمتد إلى أن يتم القضاء على القبيلة الخاسرة،، ومن أمثلة حروب الجاهلية حرب داحس والغبراء بين قبيلة عبس وقبيلة ذيبان.[٢]

أنواع الحروب

للحرب انواع عدة، منها:

  • حَرْب أهلية أو حَرْب طائفية: وهي عبارة عن نزاع مسلح يكون بين أفراد الدولة الواحدة.[٢]
  • حَرْب إعلامية: وهي حرب قائمة بين أجهزة الإعلام في الدول المتحاربة.[١]
  • الحرْبُ الباردةُ: وهي حرب بمكيدة كلّ طرف من الأطراف المتنازعة للطرف الآخر، دون أن يكون هناك قتال، وهي الحرب التي دامت لأكثر من 50 عاماً بين الاتحاد السوفييتي سابقاً والولايات المتحدة الأمريكية.
  • حَرْب الاستنزاف: وهي عبارة عن حرب غير متصلة، وإنّما تهدف إلى استنفاذ قوى العدو وإنهاء موارده.[١]
  • الحَرْب العالمية: وهي الحرب التي تشترك فيها دول عدة من دول العالم.[٢]
  • حَرْب خاطفة: وهي عبارة عن هجمة سريعة ومفاجئة تكون جوية وبرية، وتقوم في أساسها على الهجوم الصاعق.[١]
  • حَرْب نفسية: وهي عبارة عن محاولات هادفة للتأثير على معنويات ونفسية المشاركين في الحرب أثناء وقوعها.[١]
  • حَرْب العصابات: وهي حرب يكون أحد أطرافها جنوداً غير نظاميين؛ حيث يهاجمون العدو كلما وجدوا فرصة لذلك، ويفرّون إلى مكان آمن وهكذا.[١]
  • حَرْب وقائية: وهي حرب دفاعية لحماية البلاد من الغزوات المحتمل وقوعها.[١]
  • حَرْب شاملة: وهي الحرب التي يمتد التدمير فيها إلى المدن وجميع السكان المدنيين.

وقد تعدّدت أهداف الحروب ووسائلها وظهرت مسميات لحروب جديدة، فلم تعد الحرب فقط هي وسيلة لبسط نفوذ دولة على دولة أخرى، وقد ظهرت اليوم الحرب المدنية، والحرب الاقتصادية، والحرب الأيديولوجية والتي تهدف إلى نشر معتقدات سياسية ودينية معينة، بالإضافة إلى الحرب ضد الأمراض، والحرب الكيماوية، والحرب البيولوجية، والحرب ضد الجهل.[٢]

أسباب الحروب وآثارها والحد منها

للحرب أسباب متعددة ومختلفة، فقد يكون سبب الحرب لتوسيع نفوذ دولة على حساب دولة أخرى، أو لتحقيق مصالح معينة لمجموعة من الأفراد المختلفين على تلك الأمور، أو للحصول على مناطق الرعي الجيدة أو الطعام، كما حصل في العصور القديمة عندما أعلنت القبائل الجائعة في آسيا الوسطى الحرب على من يجاورها للحصول على الأرض الخصبة بعد أن جفّت أراضيها ومراعيها، كما قد تكون الحرب في بعض الأحيان ضرورية لحصول دولة ما على استقلاليتها ولدفاع شعب معين عن حريته واستقلاله وتحرير نفسه من أغلال دولة أخرى تكون قد فرضت هيمنتها بقوة السلاح.[٢]

أمّا آثار الحروب وأضرارها فهي كبيرة جداً ومؤثرة على المجتمعات البشرية سلباً؛ حيث تُهدِر موارد الشعوب وثرواتهم، وتودي بحياة الكثير من الأشخاص دون سبب عقلاني، كما أنّها سبب لمنع تقدم البشرية على مختلف الأصعدة سواء اقتصادياً أو اجتماعياً أو غير ذلك، كما تزيد الحروب من معدل ارتكاب الجرائم، وتزيد من نسبة البطالة في المجتمع، وتُضعِف معنويات الأفراد، وتُضعِف الأخلاق والقيم الحسنة في المجتمع.[٢]

لقد بذلت شعوب الأرض جهوداً كبيرة للحد من الحروب بعد أن أصبحت واعية تماماً لما تسبّبه من تدمير وفتك وتخريب، بالإضافة إلى قدرتها على إنهاء حياة الجنس البشري؛ خاصة عندما تستخدم الأسلحة الفتاكة فيها، وتجسيداً لهذه الجهود قامت العديد من المنظمات العالمية الداعية إلى وقف الحرب والحد من آثارها، مثل: عصبة الأمم، وهيئة الأمم المتحدة، والمحاكم الدولية مثل محكمة عدل لاهاي، والتي عملت بدورها على تخفيف حدوث الحروب واللجوء إلى الوسائل السلمية لحل النزاعات.[٢]

فيديو كناري الحرب

“أعدادٌ كبيرة من المصابين والوفيات”، هذه هي حصيلة الحربين العالميتين الأولى والثانية.. لكن ألم يتبعهما أي نتائج إيجابية؟ شاهد الفيديو لتعرف ذلك:

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ “تعريف و معنى حرب في معجم المعاني الجامع – معجم عربي عربي”، المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 2017-9-11. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س أ.د.وهبة الزحيلي (2013)، آثار الحرب: دراسة فقهية مقارنة (الطبعة الخامسة)، دمشق، بيروت: دار الفكر، دار الفكر المعاصر، صفحة 45-49. بتصرف
  3. “الآثار السلبية التي تخلفها “الحرب” والأسباب المؤدية لنشوبها”، www.aspdkw.com، اطّلع عليه بتاريخ 1-3-2021. بتصرّف.
  4. أ.د.وهبة الزحيلي (2013)، آثار الحرب: دراسة فقهية مقارنة (الطبعة الخامسة)، دمشق، بيروت: دار الفكر، دار الفكر المعاصر، صفحة 52-65. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock